اوتار الأمل
02-04-2010, 11:49 PM
قصيدة ابوهاني
آخر الشهر هو الوقت الذي ينتظره أفراد عائلة أبو هاني كانوا موعودين بالموعد المنتظر
والذي كان يعطي إشارات متباعدة إلى انه آت حتما
لماذا آخر الشهر؟
هاني:أبي أريد بدله رياضه جديدة بدلتي تمزقت
الأب:انتظر إلى آخر الشهر
الأم:أبو هاني نفذ الأرز اجلبه معك وأنت قادم من العمل
أبو هاني:سنتغذى عدس حتى آخر الشهر
هند:أبي أريد كراسة رسم وعلبة ألوان
أبو هاني:توقفي عن الرسم حتى آخر الشهر
سارة:أبي إن ضرسي يؤلمني كثيرا أريد زيارة الطبيب
أبو هاني:تحملي الألم إلى آخر الشهر
السيارة:أريد وقودا
أبو هاني:قفي مكانك حتى آخر الشهر
عدنان:أخي أجد عندك مبلغ (كذا) سلف إلى آخر الشهر
أبو هاني:تعال آخر الشهر
أبو صلاح:أبو هاني هل تستطيع الإيفاء بالدين الآن
أبو هاني:اصبر لآخر الشهر
ومع مرور الوقت، كان الانتظار يتحوّل مكانًا آمناً تخشى العائلة الخروج منه لئلا يقعوا في الديون، وصار الانتظار العقيم بديلاً من الطلبات التي لم يكن ممكناً أن يعيشون من دونها و لو انشغل المنتظرون بتقليب أوراق التقويم وعد الأيام الباقية حتى آخر الشهر و التي لا تزال تحمل في ساعاتها ملل الانتظار.
*****
انتظار آخر الشهر أوصل العائلة في مسرحيّة " راتب آخر الشهر" إلى سكة قطار من معاناة الانتظار إلى آخر الشهر ربّما لأنّ المنتظِرين (بكسر الظاء) كانوا مستعدين للسفر للذهاب إلى آخر الشهر، ولأنّ من بُشرى وصول القطار أن يتجوّل على الطرق مبشّراً بوصول راتب آخر الشهر، ولأنّ القطار المنتظَر (بفتح الظاء) يحمل لا بدّ أكثر من مسافر، وينتظره أكثر من منتظِر.
*****
عنصران أساسيّان نصل إليهما إذاً:آخر الشهر وراتب آخر الشهر
*****
انتظار عائلة أبو هاني يختلف عن انتظار سندريلاّ حيث انتظرت الساحرة الطيّبة ولم تتعلّم خياطة الملابس، وذات الجديلة انتظرت كي يطول شعرها ولم تتعلّم حياكة حبل، والأميرة النائمة انتظرت قبلة الأمير ولم تفعل شيئاً لأنّها في كلّ بساطة كانت... نائمة.
*****
في معجم ألفاظنا اليوميّة تتردد كلمة الانتظار في شكل لم نعد نعيره اهتماماً: غرف الانتظار، انتظار المولود، انتظار الشفاء، انتظار الموت، انتظار قرع الجرس في المدرسة، انتظار وصول المسافر، انتظار سيّارة التاكسي، انتظار الإشارة الخضراء، انتظار النادل في المقهى، انتظار نتائج الامتحان، انتظار الحبّ، انتظار عطلة نهاية الأسبوع، انتظار عطلة الصيف، انتظار جائزة نوبل... كأنّنا لا نفعل إلاّ الانتظار.
*****
لكن انتظار عائلة أبو هاني لراتب آخر الشهر كان انتظار من نوع آخر
*****
إن الفقر أنفٌ رخاميٌ
من قوسه يهبط الضوء
على كل دار
وأبنائه
كزهر تدلى
فقام وصلى
وكان الوضوء
من رذاذ دمع تقطر
على عربات آخر الشهر
***
إن الفقر
زوج من طير
حك منقاره
على نافذة الدار
وترك ريشة وطار
***
والفقر أمراه لم تغادرها
منذ أن لبست الحداد
لسعة النار
***
الفقر دمع يسيل
ويسقط
في قنينة الانتظار
***
الفقر عائلة أبو هاني
تلك صورتهم
خلف الزجاج الملون
أجساد شدت لبعض
بين الإطار والإطار
أبو هاني بعد أن كتب القصيدة وهو في الزنزانة سُجن لكثرة الديون بتنهيده حارة : أنا في انتظارك يا آخر الشهر "ملّيت" (ملأت) أيّامي بديونٍ من سواك، فنسيت أنّني كنت انتظرك
آخر الشهر هو الوقت الذي ينتظره أفراد عائلة أبو هاني كانوا موعودين بالموعد المنتظر
والذي كان يعطي إشارات متباعدة إلى انه آت حتما
لماذا آخر الشهر؟
هاني:أبي أريد بدله رياضه جديدة بدلتي تمزقت
الأب:انتظر إلى آخر الشهر
الأم:أبو هاني نفذ الأرز اجلبه معك وأنت قادم من العمل
أبو هاني:سنتغذى عدس حتى آخر الشهر
هند:أبي أريد كراسة رسم وعلبة ألوان
أبو هاني:توقفي عن الرسم حتى آخر الشهر
سارة:أبي إن ضرسي يؤلمني كثيرا أريد زيارة الطبيب
أبو هاني:تحملي الألم إلى آخر الشهر
السيارة:أريد وقودا
أبو هاني:قفي مكانك حتى آخر الشهر
عدنان:أخي أجد عندك مبلغ (كذا) سلف إلى آخر الشهر
أبو هاني:تعال آخر الشهر
أبو صلاح:أبو هاني هل تستطيع الإيفاء بالدين الآن
أبو هاني:اصبر لآخر الشهر
ومع مرور الوقت، كان الانتظار يتحوّل مكانًا آمناً تخشى العائلة الخروج منه لئلا يقعوا في الديون، وصار الانتظار العقيم بديلاً من الطلبات التي لم يكن ممكناً أن يعيشون من دونها و لو انشغل المنتظرون بتقليب أوراق التقويم وعد الأيام الباقية حتى آخر الشهر و التي لا تزال تحمل في ساعاتها ملل الانتظار.
*****
انتظار آخر الشهر أوصل العائلة في مسرحيّة " راتب آخر الشهر" إلى سكة قطار من معاناة الانتظار إلى آخر الشهر ربّما لأنّ المنتظِرين (بكسر الظاء) كانوا مستعدين للسفر للذهاب إلى آخر الشهر، ولأنّ من بُشرى وصول القطار أن يتجوّل على الطرق مبشّراً بوصول راتب آخر الشهر، ولأنّ القطار المنتظَر (بفتح الظاء) يحمل لا بدّ أكثر من مسافر، وينتظره أكثر من منتظِر.
*****
عنصران أساسيّان نصل إليهما إذاً:آخر الشهر وراتب آخر الشهر
*****
انتظار عائلة أبو هاني يختلف عن انتظار سندريلاّ حيث انتظرت الساحرة الطيّبة ولم تتعلّم خياطة الملابس، وذات الجديلة انتظرت كي يطول شعرها ولم تتعلّم حياكة حبل، والأميرة النائمة انتظرت قبلة الأمير ولم تفعل شيئاً لأنّها في كلّ بساطة كانت... نائمة.
*****
في معجم ألفاظنا اليوميّة تتردد كلمة الانتظار في شكل لم نعد نعيره اهتماماً: غرف الانتظار، انتظار المولود، انتظار الشفاء، انتظار الموت، انتظار قرع الجرس في المدرسة، انتظار وصول المسافر، انتظار سيّارة التاكسي، انتظار الإشارة الخضراء، انتظار النادل في المقهى، انتظار نتائج الامتحان، انتظار الحبّ، انتظار عطلة نهاية الأسبوع، انتظار عطلة الصيف، انتظار جائزة نوبل... كأنّنا لا نفعل إلاّ الانتظار.
*****
لكن انتظار عائلة أبو هاني لراتب آخر الشهر كان انتظار من نوع آخر
*****
إن الفقر أنفٌ رخاميٌ
من قوسه يهبط الضوء
على كل دار
وأبنائه
كزهر تدلى
فقام وصلى
وكان الوضوء
من رذاذ دمع تقطر
على عربات آخر الشهر
***
إن الفقر
زوج من طير
حك منقاره
على نافذة الدار
وترك ريشة وطار
***
والفقر أمراه لم تغادرها
منذ أن لبست الحداد
لسعة النار
***
الفقر دمع يسيل
ويسقط
في قنينة الانتظار
***
الفقر عائلة أبو هاني
تلك صورتهم
خلف الزجاج الملون
أجساد شدت لبعض
بين الإطار والإطار
أبو هاني بعد أن كتب القصيدة وهو في الزنزانة سُجن لكثرة الديون بتنهيده حارة : أنا في انتظارك يا آخر الشهر "ملّيت" (ملأت) أيّامي بديونٍ من سواك، فنسيت أنّني كنت انتظرك