لحن الحياة
02-17-2010, 03:43 AM
لا تنتهز الفرصة ..... بل اصنعها
قال عيسى بن سعد بن مانع
إن الحديث عن الفرص لممتع وجذَّاب, فنحن نعرف "انتهاز الفرص" وهي من صفات النابهين وأصحاب الهمم العلية, وصفة رئيسية عند المؤمن الصادق, والمجاهد الغطريف, والعالم والعابد, وغيرهم من أهل الصلاح والإصلاح.
و"تضييع الفرص" من مخايل الضعف, والشقاء والغباء, وقلة الحيلة وصلف الحياة, وعلامة على خذلان الله للعبد.
ولكنني
أريد أن أحدثكم عن فن قديمٍ وجديدٍ, قديمٌ لكثرة العارفين والمدَّعين,وجديدٌ لأنَّ من يطرُقه عبرَالعصورِ قليلٌ, حتى كأنه صار جديداً من قلةالسالكين.
إنه فن "صناعة الفرص", فالموفّقون قد يستغلِّون الفُرص ولكن العباقرة المُلهمين هم من يصنعها.
والعبقري المسدد لا يضع كفه على خده ينتظر الفرصة بل يبحث عنها فإن لم يجدها؛ صنعهاواخترعها.
انتهاز الفرص فضيلة, وصناعتها صناعة للفضيلة.
ولذلك كثير من الناس يحب الخير ولكنه لا يبحث عنه, يحب الأمر بالمعروف ولكنه لا يكلف نفسها لبحث عن معروفٍ فينشره أم منكرٍ فيطويه.
يحب نصرة الإسلام لكنه ينتظر من يوجهه ويرشده إلى ثغرةٍ أو إلى فرضٍ واجب.
أما "صنَّاع الفرص" كصنَّاع الحياة يصنعون حياةً ونمطاً فريداً, ويشقون طريقاً جديداً, لم يَسلك مدارجه سالكٌ, ولم يُخبر عنه خبيرٌ وعارفٌ.
إنَّ "صنَّاع الفرص" يفتحون لنا آفاقاً فسيحةً, ويخرمون لنا في جدار اليأس كُوّة.
يرفعون
ماخفضت عزائم الكسالى, ويضعون ما رفعت أوهام الفارغين, يصنعون من الشعرة
حبلاً, ومن الطفل الصغير مارداً عملاقاً, ويضخون في عروق الجبان دماء
الشجعان, ويبنونفوق سطح الماء قلعة.
لايحتقرون أحداً ولا يحقرون معروفاً, فِعَالُهم يكتبُها التاريخ, وتخلِّدها
الجغرافيا, وإنْ قالواصدقوا, وخاف من قولهم الأعداء, وفرح بصدقهم
الأقرباء.
يُعاش في أكنافهم, ويُفرح بلقائهم, وتحيى القلوب بذكرهم, وتموت
الخرافات تحت سيوف آرائهم وعزائمهم, إن تكلمتَ جعلوا من كلامك
درراً وقلائد, وإن أنصتَّ غنِمت أفكاراً جديدة وأعماراً -إلى عمرك- مديدة.
تجاربهم ثروة, ومعينهم لا ينضب, يستنبعون القدرات والإمكاناتمن كل نفس وعقل وروح.
ويفتحون لك صفحة للحياة جديدة, ويبدعون لك كل يوم مشروعاً, شعارهم : "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
هم قصة حياة حياتنا, وقصة حياة عصرهم ومعاصريهم.
كان هناك رجل يحب بناء المساجدولكنه لا يسمح لأحدٍ أن يشاركه في مشاريعه
الخيرية, رأى يوماً في المنام أنه يصلي وخلفه امرأة, سأل عن هذه الرؤيا
فقيل له : إنَّ هناك من يشاركك في أعمال البر! سأل عن ذلك؛ فقال له أحد
المقاولين: إنَّ هناك امرأةً كانت تأتيهم أثناءبناء أحد المساجد, وأحضرت
معها "بلكة"! (بلكة = طوبة = لبنة).
وقالت ضعواهذه "البلكة" في المسجد, ولكن المقاول رفض لأن صاحب المشروع اشترط
ألا يشاركهاأحد, عادت وهي حزينة, ترددت أكثر من يوم حتى يقول المقاول:
فوالله أنني رحمتهامن كثرة ما ترددت علينا بهذه "البلكة" فأخذتها ووضعتها
في المسجد, فكانت من صنَّاع الفرص وليس من منتهزيها.
تاجرٌ صالحٌ فتح داراً نسائية, وكان عددالمشاركات 8 نساء فقط!
ثم زاد العدد حتى ضاقت الدار, وكان قد بنى مشروعاًتجارياً مقابل المسجد
ليكون مدرسة أهلية, فعرضوا عليه أن يتبرع به للدارالنسائية ففعل, فكان
عدد الدارسات في الصباح 600 دارسة وفي المساء 400 دارسة, فعوَّضه الله
خيراً مما تَرَك, وصنع فرصةً ونظمها في الفلك.
لا تكن من منتهزي الفرص؛ فهم في درجة فوقها صُنَّاع ا لفرص!
مما عانق روعته عيناي فأهديته لكم
قال عيسى بن سعد بن مانع
إن الحديث عن الفرص لممتع وجذَّاب, فنحن نعرف "انتهاز الفرص" وهي من صفات النابهين وأصحاب الهمم العلية, وصفة رئيسية عند المؤمن الصادق, والمجاهد الغطريف, والعالم والعابد, وغيرهم من أهل الصلاح والإصلاح.
و"تضييع الفرص" من مخايل الضعف, والشقاء والغباء, وقلة الحيلة وصلف الحياة, وعلامة على خذلان الله للعبد.
ولكنني
أريد أن أحدثكم عن فن قديمٍ وجديدٍ, قديمٌ لكثرة العارفين والمدَّعين,وجديدٌ لأنَّ من يطرُقه عبرَالعصورِ قليلٌ, حتى كأنه صار جديداً من قلةالسالكين.
إنه فن "صناعة الفرص", فالموفّقون قد يستغلِّون الفُرص ولكن العباقرة المُلهمين هم من يصنعها.
والعبقري المسدد لا يضع كفه على خده ينتظر الفرصة بل يبحث عنها فإن لم يجدها؛ صنعهاواخترعها.
انتهاز الفرص فضيلة, وصناعتها صناعة للفضيلة.
ولذلك كثير من الناس يحب الخير ولكنه لا يبحث عنه, يحب الأمر بالمعروف ولكنه لا يكلف نفسها لبحث عن معروفٍ فينشره أم منكرٍ فيطويه.
يحب نصرة الإسلام لكنه ينتظر من يوجهه ويرشده إلى ثغرةٍ أو إلى فرضٍ واجب.
أما "صنَّاع الفرص" كصنَّاع الحياة يصنعون حياةً ونمطاً فريداً, ويشقون طريقاً جديداً, لم يَسلك مدارجه سالكٌ, ولم يُخبر عنه خبيرٌ وعارفٌ.
إنَّ "صنَّاع الفرص" يفتحون لنا آفاقاً فسيحةً, ويخرمون لنا في جدار اليأس كُوّة.
يرفعون
ماخفضت عزائم الكسالى, ويضعون ما رفعت أوهام الفارغين, يصنعون من الشعرة
حبلاً, ومن الطفل الصغير مارداً عملاقاً, ويضخون في عروق الجبان دماء
الشجعان, ويبنونفوق سطح الماء قلعة.
لايحتقرون أحداً ولا يحقرون معروفاً, فِعَالُهم يكتبُها التاريخ, وتخلِّدها
الجغرافيا, وإنْ قالواصدقوا, وخاف من قولهم الأعداء, وفرح بصدقهم
الأقرباء.
يُعاش في أكنافهم, ويُفرح بلقائهم, وتحيى القلوب بذكرهم, وتموت
الخرافات تحت سيوف آرائهم وعزائمهم, إن تكلمتَ جعلوا من كلامك
درراً وقلائد, وإن أنصتَّ غنِمت أفكاراً جديدة وأعماراً -إلى عمرك- مديدة.
تجاربهم ثروة, ومعينهم لا ينضب, يستنبعون القدرات والإمكاناتمن كل نفس وعقل وروح.
ويفتحون لك صفحة للحياة جديدة, ويبدعون لك كل يوم مشروعاً, شعارهم : "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
هم قصة حياة حياتنا, وقصة حياة عصرهم ومعاصريهم.
كان هناك رجل يحب بناء المساجدولكنه لا يسمح لأحدٍ أن يشاركه في مشاريعه
الخيرية, رأى يوماً في المنام أنه يصلي وخلفه امرأة, سأل عن هذه الرؤيا
فقيل له : إنَّ هناك من يشاركك في أعمال البر! سأل عن ذلك؛ فقال له أحد
المقاولين: إنَّ هناك امرأةً كانت تأتيهم أثناءبناء أحد المساجد, وأحضرت
معها "بلكة"! (بلكة = طوبة = لبنة).
وقالت ضعواهذه "البلكة" في المسجد, ولكن المقاول رفض لأن صاحب المشروع اشترط
ألا يشاركهاأحد, عادت وهي حزينة, ترددت أكثر من يوم حتى يقول المقاول:
فوالله أنني رحمتهامن كثرة ما ترددت علينا بهذه "البلكة" فأخذتها ووضعتها
في المسجد, فكانت من صنَّاع الفرص وليس من منتهزيها.
تاجرٌ صالحٌ فتح داراً نسائية, وكان عددالمشاركات 8 نساء فقط!
ثم زاد العدد حتى ضاقت الدار, وكان قد بنى مشروعاًتجارياً مقابل المسجد
ليكون مدرسة أهلية, فعرضوا عليه أن يتبرع به للدارالنسائية ففعل, فكان
عدد الدارسات في الصباح 600 دارسة وفي المساء 400 دارسة, فعوَّضه الله
خيراً مما تَرَك, وصنع فرصةً ونظمها في الفلك.
لا تكن من منتهزي الفرص؛ فهم في درجة فوقها صُنَّاع ا لفرص!
مما عانق روعته عيناي فأهديته لكم