البليار
02-26-2010, 07:07 PM
بسم الله الرحمـــــــن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد خير المرسلين و على آله و سلم تسليما
لنلقي نظرة خاطفة على حالة المرأة العربية في الجاهليه قبل الإسلام ، وكيف كانت تعامل في ذلك العهد ، وما هي مكانتها الاجتماعية .
كانت المرأة العربية في الجاهليه، أحط من أي سلعة فهي لا ترث وليس لها حق المطالبة ، لأنها لا تذود عن الحمى في الحرب ، وزواجها يرجع إلى أمر وليها ، وليس لها حق الاعتراض ولا المشورة حتى أن الولد يمنع أرملة أبيه من الزواج حتى تعطيه جميع ما أخذت من ميراث أبيه ، هذا إذ لم يضع ثوبه عليها قائلاً : ورثتها كما ورثت مال أبي .
فإذا أراد أن يتزوجها ـ تزوجها هو بغير مهر ، أو زوجها لغيره وتسلم هو مهرها (1). ومن جملة قولهم للعروس عند زفافها (2) اذهبي فإنك تلدين الأعداء وتدنين البعداء .
والعرب مثل غيرهم من الشعوب القديمة ، كانوا يفرحون إذا ولد لهم ولد
ذكر ، ويغتمون إذا ولدت لهم انثى ، وكان الرجل العربي الجاهل يصاب بضيق صدر ، وهمّ بالغ ، إذا قيل له إن زوجته وضعت انثى وقد أشار الباري سبحانه وتعالى بقوله إلى هذا : ( وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوّداً وهو كظيم ) (1).
كان العدل والحق في زمن الجاهليه، هو بجانب صاحب القوة ( كما في زماننا الحاضر ) وصار القوي المنيع هو صاحب الحق في الغالب .
ولما كان الرجل بتركيب جسمه الطبيعي وفطرته أقوى من المرأة منح نفسه حق سن الأحكام عندها صار الحق في الجاهلية في جانبه ورفع نفسه عنها في أكثر الأحكام وحرمها ميراثها وقايضها بديونه .
يقول الدكتور جواد علي (2) : وفي زواج البدل ، وفي منع المرأة من الزواج إلا من قريبها لوجود حق الدم عليها ، وفي منع زواج زوجات الآباء إلا برضى ابناء الأب وذوي قرابته ، لأنهم أحق بالزواج منها . وغير ذلك من سنن الجاهلة التي كانت توحي إليهم أن المرأة دون الرجل في الحقوق ، لأنها خلقت دون الرجل في القوة ، ولم يكن أمامها بالطبع إلا الاستسلام .
ولما جاء الإسلام حرَّم كثيراً من هذه السنن ، التي لم يكن أهل الجاهليه يرونها تنافي العدالة . وقد ورد أنَّ ( كبشة بنت معن بن عاصم ) امرأة ( أبي قيس بن الأسلت ) انطلقت إلى الرسول فقالت : « إن أبا قيس قد هلك ،وإنَّ ابنه من خيار الحمى قد خطبني . » فسكت الرسول (ص) ثم نزلت الآية ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ) (1) فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها (2) .
روي عن ابن عباس أنه قال : ( إذا مات الرجل وترك جارية ، القى عليها حميمه ثوبه ، فيمنعها من الناس ، فإن كان جميلة تزوجها . وإن كانت قبيحة حبسها حتى تموت ) وظل هذا شأنهم إلى أن نزل الوحي بتحريم ذلك ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا) (3) . هذا الظلم الفادح الذي كان ينزل بالمرأة بسبب ضعفها ، وبسبب عرف الجاهليه في حقها ، وأبشع العادات وأفظعها ، عادة وأد البنات التي تميَّز بها عرب الجاهليه ، وعدُّوها من المكرمات قال الشاعر :
القبر أخفى سترة للبنات * ودفنها يروى من المكرمات
وأد البنات :
إن في الدين الإسلامي حيوية ومرونة ومسايرة ، لكل عصر وزمان . ففي النظم الإسلامية من الحلول ما يكفي لجميع المشكلات التي تعترض حياة الإنسان ، فالإسلام قد حرَّم وأد البنات ، وحفظ بل أبقى على هذا المخلوق البريء حياته قال عز من قائل : ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) (4) .
إن مسألة الوأد جديرة بأن نوليها الاهتمام ، فهي نقطة هامة في الحياة الاجتماعية .
هذه العادة القبيحة ، اللإنسانية ، كانت واسعة الانتشار في أيام الجاهليه ، في الجزيرة العربية عند أهل البادية في الصحراء وفي المدن المتحضرة .
يقول الدكتور جواد علي : وقد اختلف في هذا القول ، فقال لين پول ـ Laine Poole ـ انها كانت عادة سيئة ، ولكنها كانت نادرة الحدوث في الصحراء . ولكن الميداني يقول : إن عادة وأد البنات ، كانت متبعة عند قبائل العرب قاطبة ، وظلت هذه العادة جارية ومتبعة عند جميع قبائل العربية حتى جاء الإسلام فأبطلها وحرَّمها .
ولقد اختلفت مذاهب القبائل العربية في مسألة الوأد ، والنظر اليها ، فمنهم من كان يئد البنات ، غيرة على العرض ، ومخافة من لحوق العار لأنهم أهل سطو وغزو ، وكانت تساق الذراري مع الغنائم ، ويؤخذ السبي فتكون بناتهم عند الأعداء ، وهذا منتهى الذل والعار ، وكانت بنو تميم ـ وكندة من أشهر القبائل ، التي تئد بناتها خوفاً لمزيد الغيرة .
ولعل السبب في ذلك راجع إلى تلك القصة ، التي يرويها التاريخ ، وهي أن بني تميم ، منعوا الملك النعمان ضريبة الأتاوة التي كانت عليهم ، فجرد عليهم النعمان أخاه الريان مع ( دوسرا ) إحدى كتابئه وكان أكثر رجالها من بني بكر بن وائل ، فاستاق النعمان سبي ذراريهم . فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر ، وكلموه في الذراري ، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك إلى النساء ، فأية امرأة اختارت زوجها ردت إليه، فشكروا له هذا الصنيع .
وكانت من بين النساء بنت قيس بن عاصم فاختارت سابيها على زوجها فغضب قيس بن عاصم ، ونذر أن يدس كل بنت تولد في التراب ، فوأد بضع عشرة بنتاً (1) .
وقد ظلت هذه العادة السيئة جارية ، وكأنها قانون لا يمكن إزالته ، حتى ظهر (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8 A%D8%A9+%D9%82%D8%A8%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B 3%D9%84%D8%A7%D9%85&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-02-26&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الاسلام فحرمها وعاقب عليها . وفي بعض الروايات ، أن أول قبيلة وأدت من العرب هي قبيلة ربيعة وسبوا بنتا لأمير لهم فاستردها بعد الصلح وبعد أن خيروها بين أن ترجع إلى أبيها ، أو تبقى عند من هي عنده من الأعداء ، فاختارت سابيها وآثرته على أبيها ، عند ذلك غضب وسن لقومه قانون الوأد ، ففعلوا غيرة منهم ، وخوفاً من تكرار هذه الحادثة (2) .
ومن القبائل من كانت تئد البنات ، لا لغيرة أو خوف من عار ، بل إذا كانت مشوهة أو بها عاهة مثلاً : إذا كانت زرقاء … أو سوداء … أو برشاء … أو كسحاء … ويمسكون من البنات من كانت على غير تلك الصفات لكن مع ذل وعلى كره منهم .
وذكر بعض المؤرخين (3) أن سنين شديدة كانت تنزل بالناس تكون قاسية على أكثرهم ولا سيما على الفقراء ، فيأكلون ( العلهز ) وهو الوبر بالدم ، وذلك من شدة الجوع ، وبهذا الفقر وهذه الفاقة وذلك الاملاق ، كل هذا حملهم على وأد البنات حذر الوقوع في الغواية . وذلك قوله تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم )
وقال تعالى : ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرَّموا ما رزقهم الله افتراءً على الله قد ضلّوا وما كانوا مهتدين ) (1) .
وقال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً ) (2) .
روى أهل السير : أن العرب كانوا يحفرون حفرة ، فإذا ولدت الحامل بنتاً ولم يشأ أهلها الاحتفاظ بها رموها في تلك الحفرة ، أو أنهم كانوا يقولون للأم بأن تهيء ابنتها للوأد وذلك بتطييبها وتزيينها فإذا زينت وطيبت اخذها أبوها الى حفرة يكون قد احتفرها فيدفعها فيها ويهيل عليها التراب حتى تستوي الحفرة في الأرض (3).
وذُكر أيضاً أن الرجل منهم كان إذا ولدت له بنتاً فأراد أن يستحييها (4) ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية (5) فيقول لامها طيبيها (6) وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها ، وقد حفر لها بئراً في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها انظري فيها ، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض .
كان العرب يزينون البنت ويطيبونها قبل أن يئدوا ، وكانوا في بلاد النيل يزينون الفتاة بأجمل زينة ثم يلقونها في مياه النيلحتى يفيض عليهم بخيراته . وكان الهنود يزينون المرأة قبل أن يحرقوها . وأغلب الظن ان هذه العادات هي من بقايا الوثنية والتقاليد الدينية يقدمون القرابين والضحايا بأجمل زينة .
لنلقي نظرة خاطفة على حالة المرأة العربية في الجاهليه قبل الإسلام ، وكيف كانت تعامل في ذلك العهد ، وما هي مكانتها الاجتماعية .
كانت المرأة العربية في الجاهليه، أحط من أي سلعة فهي لا ترث وليس لها حق المطالبة ، لأنها لا تذود عن الحمى في الحرب ، وزواجها يرجع إلى أمر وليها ، وليس لها حق الاعتراض ولا المشورة حتى أن الولد يمنع أرملة أبيه من الزواج حتى تعطيه جميع ما أخذت من ميراث أبيه ، هذا إذ لم يضع ثوبه عليها قائلاً : ورثتها كما ورثت مال أبي .
فإذا أراد أن يتزوجها ـ تزوجها هو بغير مهر ، أو زوجها لغيره وتسلم هو مهرها (1). ومن جملة قولهم للعروس عند زفافها (2) اذهبي فإنك تلدين الأعداء وتدنين البعداء .
والعرب مثل غيرهم من الشعوب القديمة ، كانوا يفرحون إذا ولد لهم ولد
ذكر ، ويغتمون إذا ولدت لهم انثى ، وكان الرجل العربي الجاهل يصاب بضيق صدر ، وهمّ بالغ ، إذا قيل له إن زوجته وضعت انثى وقد أشار الباري سبحانه وتعالى بقوله إلى هذا : ( وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوّداً وهو كظيم ) (1).
كان العدل والحق في زمن الجاهليه، هو بجانب صاحب القوة ( كما في زماننا الحاضر ) وصار القوي المنيع هو صاحب الحق في الغالب .
ولما كان الرجل بتركيب جسمه الطبيعي وفطرته أقوى من المرأة منح نفسه حق سن الأحكام عندها صار الحق في الجاهلية في جانبه ورفع نفسه عنها في أكثر الأحكام وحرمها ميراثها وقايضها بديونه .
يقول الدكتور جواد علي (2) : وفي زواج البدل ، وفي منع المرأة من الزواج إلا من قريبها لوجود حق الدم عليها ، وفي منع زواج زوجات الآباء إلا برضى ابناء الأب وذوي قرابته ، لأنهم أحق بالزواج منها . وغير ذلك من سنن الجاهلة التي كانت توحي إليهم أن المرأة دون الرجل في الحقوق ، لأنها خلقت دون الرجل في القوة ، ولم يكن أمامها بالطبع إلا الاستسلام .
ولما جاء الإسلام حرَّم كثيراً من هذه السنن ، التي لم يكن أهل الجاهليه يرونها تنافي العدالة . وقد ورد أنَّ ( كبشة بنت معن بن عاصم ) امرأة ( أبي قيس بن الأسلت ) انطلقت إلى الرسول فقالت : « إن أبا قيس قد هلك ،وإنَّ ابنه من خيار الحمى قد خطبني . » فسكت الرسول (ص) ثم نزلت الآية ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ) (1) فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها (2) .
روي عن ابن عباس أنه قال : ( إذا مات الرجل وترك جارية ، القى عليها حميمه ثوبه ، فيمنعها من الناس ، فإن كان جميلة تزوجها . وإن كانت قبيحة حبسها حتى تموت ) وظل هذا شأنهم إلى أن نزل الوحي بتحريم ذلك ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا) (3) . هذا الظلم الفادح الذي كان ينزل بالمرأة بسبب ضعفها ، وبسبب عرف الجاهليه في حقها ، وأبشع العادات وأفظعها ، عادة وأد البنات التي تميَّز بها عرب الجاهليه ، وعدُّوها من المكرمات قال الشاعر :
القبر أخفى سترة للبنات * ودفنها يروى من المكرمات
وأد البنات :
إن في الدين الإسلامي حيوية ومرونة ومسايرة ، لكل عصر وزمان . ففي النظم الإسلامية من الحلول ما يكفي لجميع المشكلات التي تعترض حياة الإنسان ، فالإسلام قد حرَّم وأد البنات ، وحفظ بل أبقى على هذا المخلوق البريء حياته قال عز من قائل : ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) (4) .
إن مسألة الوأد جديرة بأن نوليها الاهتمام ، فهي نقطة هامة في الحياة الاجتماعية .
هذه العادة القبيحة ، اللإنسانية ، كانت واسعة الانتشار في أيام الجاهليه ، في الجزيرة العربية عند أهل البادية في الصحراء وفي المدن المتحضرة .
يقول الدكتور جواد علي : وقد اختلف في هذا القول ، فقال لين پول ـ Laine Poole ـ انها كانت عادة سيئة ، ولكنها كانت نادرة الحدوث في الصحراء . ولكن الميداني يقول : إن عادة وأد البنات ، كانت متبعة عند قبائل العرب قاطبة ، وظلت هذه العادة جارية ومتبعة عند جميع قبائل العربية حتى جاء الإسلام فأبطلها وحرَّمها .
ولقد اختلفت مذاهب القبائل العربية في مسألة الوأد ، والنظر اليها ، فمنهم من كان يئد البنات ، غيرة على العرض ، ومخافة من لحوق العار لأنهم أهل سطو وغزو ، وكانت تساق الذراري مع الغنائم ، ويؤخذ السبي فتكون بناتهم عند الأعداء ، وهذا منتهى الذل والعار ، وكانت بنو تميم ـ وكندة من أشهر القبائل ، التي تئد بناتها خوفاً لمزيد الغيرة .
ولعل السبب في ذلك راجع إلى تلك القصة ، التي يرويها التاريخ ، وهي أن بني تميم ، منعوا الملك النعمان ضريبة الأتاوة التي كانت عليهم ، فجرد عليهم النعمان أخاه الريان مع ( دوسرا ) إحدى كتابئه وكان أكثر رجالها من بني بكر بن وائل ، فاستاق النعمان سبي ذراريهم . فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر ، وكلموه في الذراري ، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك إلى النساء ، فأية امرأة اختارت زوجها ردت إليه، فشكروا له هذا الصنيع .
وكانت من بين النساء بنت قيس بن عاصم فاختارت سابيها على زوجها فغضب قيس بن عاصم ، ونذر أن يدس كل بنت تولد في التراب ، فوأد بضع عشرة بنتاً (1) .
وقد ظلت هذه العادة السيئة جارية ، وكأنها قانون لا يمكن إزالته ، حتى ظهر (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8 A%D8%A9+%D9%82%D8%A8%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B 3%D9%84%D8%A7%D9%85&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-02-26&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الاسلام فحرمها وعاقب عليها . وفي بعض الروايات ، أن أول قبيلة وأدت من العرب هي قبيلة ربيعة وسبوا بنتا لأمير لهم فاستردها بعد الصلح وبعد أن خيروها بين أن ترجع إلى أبيها ، أو تبقى عند من هي عنده من الأعداء ، فاختارت سابيها وآثرته على أبيها ، عند ذلك غضب وسن لقومه قانون الوأد ، ففعلوا غيرة منهم ، وخوفاً من تكرار هذه الحادثة (2) .
ومن القبائل من كانت تئد البنات ، لا لغيرة أو خوف من عار ، بل إذا كانت مشوهة أو بها عاهة مثلاً : إذا كانت زرقاء … أو سوداء … أو برشاء … أو كسحاء … ويمسكون من البنات من كانت على غير تلك الصفات لكن مع ذل وعلى كره منهم .
وذكر بعض المؤرخين (3) أن سنين شديدة كانت تنزل بالناس تكون قاسية على أكثرهم ولا سيما على الفقراء ، فيأكلون ( العلهز ) وهو الوبر بالدم ، وذلك من شدة الجوع ، وبهذا الفقر وهذه الفاقة وذلك الاملاق ، كل هذا حملهم على وأد البنات حذر الوقوع في الغواية . وذلك قوله تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم )
وقال تعالى : ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرَّموا ما رزقهم الله افتراءً على الله قد ضلّوا وما كانوا مهتدين ) (1) .
وقال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً ) (2) .
روى أهل السير : أن العرب كانوا يحفرون حفرة ، فإذا ولدت الحامل بنتاً ولم يشأ أهلها الاحتفاظ بها رموها في تلك الحفرة ، أو أنهم كانوا يقولون للأم بأن تهيء ابنتها للوأد وذلك بتطييبها وتزيينها فإذا زينت وطيبت اخذها أبوها الى حفرة يكون قد احتفرها فيدفعها فيها ويهيل عليها التراب حتى تستوي الحفرة في الأرض (3).
وذُكر أيضاً أن الرجل منهم كان إذا ولدت له بنتاً فأراد أن يستحييها (4) ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية (5) فيقول لامها طيبيها (6) وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها ، وقد حفر لها بئراً في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها انظري فيها ، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض .
كان العرب يزينون البنت ويطيبونها قبل أن يئدوا ، وكانوا في بلاد النيل يزينون الفتاة بأجمل زينة ثم يلقونها في مياه النيلحتى يفيض عليهم بخيراته . وكان الهنود يزينون المرأة قبل أن يحرقوها . وأغلب الظن ان هذه العادات هي من بقايا الوثنية والتقاليد الدينية يقدمون القرابين والضحايا بأجمل زينة .