حماد سعد السحيمي
07-14-2005, 05:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير ، الحمد لله الذي يقول للشيء كن فيكون ، وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون ، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه ، وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه ، وسبحان من كشف الضر عن أيوب ، ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار ، وما تعاقب الليل والنهار .......
أما بعد ،،،
أيها الأخوة و الأخوات :
قـال الحــق تبارك و تعالى
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
إن الله سبحانه هو الرحيـم التواب ، الكريم الوهّاب ، يغفر الذنوب جميعاً و يحب التوابين المتطهّرين ، و يغفر سبحانه للمنيبين و المستغفرين ، و يقيل عثرات العاثرين ، و يقبل اعتذار المعتذرين ، فلو تأملنا في الآيات و النصوص القرآنية لوجدنا الكثير من الآيات التي تتحدّث عن التوبة و الإنابة لله عزّ و جل نذكر منها :
1- { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
2- {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }هود3
3- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...... }التحريم8
4- {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء 17
5- {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104
6- {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }الشورى25
و الكثيــر و الكثيــر من الآيــات و النصوص القرآنية التي تنادي و تدعو المسلم إلى التوبة ، فقد قال العلماء : التوبة واجبة من كلِّ ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد و بين الله تعالى لا تتعلّق بحق آدمي ، فلها ثلاثة شروط :
أحدُهَا : أن يقلع عن المعصية .
الثاني : أن يندم على فعلها .
و الثالث : أن يعزم ألاّ يعود إليها أبداً .
فإن فُقِدَ أحد الثلاثة لم تصحَّ توبته ، و إن كانت المعصية تتعلّق بآدمي فشروطها أربعة : هذهِ الثلاثة ، و أن يبرأ من حقِّ صاحبها ، فإن كانت مالاً أو نحوه ردّه إليه ، و إن كانت حد قذف و نحوه مكّنه منه أو طَلَبَ عفوه ، و إن كانت غيبة استحلّه منها ، و قد تظاهرت دلائل الكتاب و السنة و إجمــاع الأمة على وجـوب التوبة ، و قد ذكرنا أدلة القرآن الكريم آنفاً ، و إليكم الأدلة على وجوبها من السنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثرَ من سبعين مرّةً ) رواه البخاري .
و عن الأغر بن يسـار المزنيّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( توبوا إلى الله و استغفروه فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرّة ) رواه مسـلم .
وقال صلى الله عليه و سلم ( لله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة ، فانفلتت منه و عليها طعامُهُ و شرابه فأيس منها ، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلّها ، وقد أَيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي و أنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . رواه مسلم .
و مما يحضرني من قصص التوابين توبة القعنبي على يد شعبة بن الحجاج فسأذكرها تشويقاً إلى أخبارهم و ترغيباً في أحوالهم و للإقتداء بهم ، فها هو القعنبي كان يشرب النبيذ و يصحب الأحداث ، فدعاهم يوماً ، وقد قعد على الباب ينتظرهم ، فمرّ شعبة بن الحجاج على حماره و الناس خلفه يهرعون ، فقال القعنبي : من هذا ؟ ، قيل : شعبة ، فقال : و ما شعبة ؟ ، قالوا : محدّث .
فقام إليه و عليه إزار أحمر زيُّ و لباس الفسّـاق ، فقال القعنبي لشعبة بن الحجاج : حدثني ، فرد عليه شعبة وقال : لست أنت من أصحاب الحديث فأحدّثك ، فأشهر عليه سكينه و قال تحدثني أو أجرحك ؟ فقال شعبة : حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) فرمى سكينه و رجع إلى منزله ، فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهَراقهُ ، و قال لأمّهِ : الساعة أصحابي يجيئون ، فأدخليهم و قدّمي الطعام إليهم ، فإذا أكلوا فأخبريهم بما صنعتُ بالشراب حتى ينصرفوا ، و مضى القعنبي من وقته إلى المدينة فلزم الإمام مالك بن أنــس ، فأثر عنه ، إلى أن أصبح إماماً محدّثاً ،،،،،
فانظروا و تأملوا هذه موعظة عابرة لكنها صادفت قلباً حياً فتاب إلى الله و استعد للقاء ربه تعالى و تذكّر أنه يعصي ربه منذ سنين و الله يراه فهل نحن من هؤلاء و هل لنا قلب مثل هؤلاء يراقبون علاّم الغيوب و يخشون عاقبة الذنوب ،فهلمّوا إلى التوبة و الاستغفار و ذكر الرحيم الغفّار و لا يخذّلك الشيطـان ، بل و هناك من أصحابك و أحبابك من يستهزىء بك و يخذّلك إذا أعلنت توبتك و رجوعك إلى رب الأرباب فلا تلتفت إليهم و لا تجادلهم و امضِ في سبيلك و اصبر عليهم فلك الأجر و الثواب بل و يذكرونك بمعاصيك و أفعالك الماضيه :
تذكر كم ليلة سهرنا ** في ظلها و الزمان عيدُ
تذكر كم نغمةٍ سمعنا ** و أنت فينا راقصٌ مريدُ
تذكر كم خمرةٍ شربنا ** من نشوها و الشرابُ زيدُ
أين النساء التي عرفنا ** و أنت فينا القائد المجيدُ
أين القمار الذي لعبنا ** و أنت فينا حاضرٌ شهيدُ
أين الصلاةُ التي تركنا ** و الكفر في حقِّنا مزيدُ
كلٌ كأن لم يكن تقضى ** و أنت منّا الصالح الوحيدُ
فاجعل حبك لله و حبك للديــن أعظم من كل شيء و اضرب بهم عرض الحائط و لا تلتف إليهم و اعتصم بحبل الله و كن واثقاً بالله و اصبر عليهم و كن في ثبـاتك كالجبال الراسية ، فاعزم على التوبة من الآن فما يمنعك منها ؟! فكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل فهي زائلة و ما العيش إلا عيش الآخرة فاستغل عمرك في طاعة الله و في ظل الرحمن فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ، و استأنس بقصص التوابين
فهناك الكثير منها و لكن لا يسعنا المقام لذكرها ، و اتخذ القرار و اعزم على التوبة و مفارقة الذنوب التي لا تزيدك من الله إلا بعداً .
و أخيراً
أسأل الله أن يقبلَ توبتنا ، و يغفر حوبتنا ، و يرحمنا برحمته الواسعة كما أسأله سبحانه أن يرزقنا توبة نصوح قبل الموت و أن يجعل الفردوس مأوانا و مأواكم
هذا و الله تعالى أجلّ و أعلم فإن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و إن أصبت فمن الله جل و علا وحده و صلى الله وسلم على نبينا محمد
سبحان الله ،، والحمدلله ،، ولا إله إلا الله .
والله أكبـر .
اعـلـم أن الله يـــراك .
هـديـتي إلـيـكم ( اضغط هنــا ) (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22680)
http://www.m7shsh.com/vb/images/buttons/report.gif (http://www.m7shsh.com/vb/report.php?p=22630)
الحمد لله غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير ، الحمد لله الذي يقول للشيء كن فيكون ، وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون ، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه ، وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه ، وسبحان من كشف الضر عن أيوب ، ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار ، وما تعاقب الليل والنهار .......
أما بعد ،،،
أيها الأخوة و الأخوات :
قـال الحــق تبارك و تعالى
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
إن الله سبحانه هو الرحيـم التواب ، الكريم الوهّاب ، يغفر الذنوب جميعاً و يحب التوابين المتطهّرين ، و يغفر سبحانه للمنيبين و المستغفرين ، و يقيل عثرات العاثرين ، و يقبل اعتذار المعتذرين ، فلو تأملنا في الآيات و النصوص القرآنية لوجدنا الكثير من الآيات التي تتحدّث عن التوبة و الإنابة لله عزّ و جل نذكر منها :
1- { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
2- {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }هود3
3- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...... }التحريم8
4- {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء 17
5- {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104
6- {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }الشورى25
و الكثيــر و الكثيــر من الآيــات و النصوص القرآنية التي تنادي و تدعو المسلم إلى التوبة ، فقد قال العلماء : التوبة واجبة من كلِّ ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد و بين الله تعالى لا تتعلّق بحق آدمي ، فلها ثلاثة شروط :
أحدُهَا : أن يقلع عن المعصية .
الثاني : أن يندم على فعلها .
و الثالث : أن يعزم ألاّ يعود إليها أبداً .
فإن فُقِدَ أحد الثلاثة لم تصحَّ توبته ، و إن كانت المعصية تتعلّق بآدمي فشروطها أربعة : هذهِ الثلاثة ، و أن يبرأ من حقِّ صاحبها ، فإن كانت مالاً أو نحوه ردّه إليه ، و إن كانت حد قذف و نحوه مكّنه منه أو طَلَبَ عفوه ، و إن كانت غيبة استحلّه منها ، و قد تظاهرت دلائل الكتاب و السنة و إجمــاع الأمة على وجـوب التوبة ، و قد ذكرنا أدلة القرآن الكريم آنفاً ، و إليكم الأدلة على وجوبها من السنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثرَ من سبعين مرّةً ) رواه البخاري .
و عن الأغر بن يسـار المزنيّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( توبوا إلى الله و استغفروه فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرّة ) رواه مسـلم .
وقال صلى الله عليه و سلم ( لله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة ، فانفلتت منه و عليها طعامُهُ و شرابه فأيس منها ، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلّها ، وقد أَيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي و أنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . رواه مسلم .
و مما يحضرني من قصص التوابين توبة القعنبي على يد شعبة بن الحجاج فسأذكرها تشويقاً إلى أخبارهم و ترغيباً في أحوالهم و للإقتداء بهم ، فها هو القعنبي كان يشرب النبيذ و يصحب الأحداث ، فدعاهم يوماً ، وقد قعد على الباب ينتظرهم ، فمرّ شعبة بن الحجاج على حماره و الناس خلفه يهرعون ، فقال القعنبي : من هذا ؟ ، قيل : شعبة ، فقال : و ما شعبة ؟ ، قالوا : محدّث .
فقام إليه و عليه إزار أحمر زيُّ و لباس الفسّـاق ، فقال القعنبي لشعبة بن الحجاج : حدثني ، فرد عليه شعبة وقال : لست أنت من أصحاب الحديث فأحدّثك ، فأشهر عليه سكينه و قال تحدثني أو أجرحك ؟ فقال شعبة : حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) فرمى سكينه و رجع إلى منزله ، فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهَراقهُ ، و قال لأمّهِ : الساعة أصحابي يجيئون ، فأدخليهم و قدّمي الطعام إليهم ، فإذا أكلوا فأخبريهم بما صنعتُ بالشراب حتى ينصرفوا ، و مضى القعنبي من وقته إلى المدينة فلزم الإمام مالك بن أنــس ، فأثر عنه ، إلى أن أصبح إماماً محدّثاً ،،،،،
فانظروا و تأملوا هذه موعظة عابرة لكنها صادفت قلباً حياً فتاب إلى الله و استعد للقاء ربه تعالى و تذكّر أنه يعصي ربه منذ سنين و الله يراه فهل نحن من هؤلاء و هل لنا قلب مثل هؤلاء يراقبون علاّم الغيوب و يخشون عاقبة الذنوب ،فهلمّوا إلى التوبة و الاستغفار و ذكر الرحيم الغفّار و لا يخذّلك الشيطـان ، بل و هناك من أصحابك و أحبابك من يستهزىء بك و يخذّلك إذا أعلنت توبتك و رجوعك إلى رب الأرباب فلا تلتفت إليهم و لا تجادلهم و امضِ في سبيلك و اصبر عليهم فلك الأجر و الثواب بل و يذكرونك بمعاصيك و أفعالك الماضيه :
تذكر كم ليلة سهرنا ** في ظلها و الزمان عيدُ
تذكر كم نغمةٍ سمعنا ** و أنت فينا راقصٌ مريدُ
تذكر كم خمرةٍ شربنا ** من نشوها و الشرابُ زيدُ
أين النساء التي عرفنا ** و أنت فينا القائد المجيدُ
أين القمار الذي لعبنا ** و أنت فينا حاضرٌ شهيدُ
أين الصلاةُ التي تركنا ** و الكفر في حقِّنا مزيدُ
كلٌ كأن لم يكن تقضى ** و أنت منّا الصالح الوحيدُ
فاجعل حبك لله و حبك للديــن أعظم من كل شيء و اضرب بهم عرض الحائط و لا تلتف إليهم و اعتصم بحبل الله و كن واثقاً بالله و اصبر عليهم و كن في ثبـاتك كالجبال الراسية ، فاعزم على التوبة من الآن فما يمنعك منها ؟! فكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل فهي زائلة و ما العيش إلا عيش الآخرة فاستغل عمرك في طاعة الله و في ظل الرحمن فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ، و استأنس بقصص التوابين
فهناك الكثير منها و لكن لا يسعنا المقام لذكرها ، و اتخذ القرار و اعزم على التوبة و مفارقة الذنوب التي لا تزيدك من الله إلا بعداً .
و أخيراً
أسأل الله أن يقبلَ توبتنا ، و يغفر حوبتنا ، و يرحمنا برحمته الواسعة كما أسأله سبحانه أن يرزقنا توبة نصوح قبل الموت و أن يجعل الفردوس مأوانا و مأواكم
هذا و الله تعالى أجلّ و أعلم فإن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و إن أصبت فمن الله جل و علا وحده و صلى الله وسلم على نبينا محمد
سبحان الله ،، والحمدلله ،، ولا إله إلا الله .
والله أكبـر .
اعـلـم أن الله يـــراك .
هـديـتي إلـيـكم ( اضغط هنــا ) (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22680)
http://www.m7shsh.com/vb/images/buttons/report.gif (http://www.m7shsh.com/vb/report.php?p=22630)