حماد سعد السحيمي
07-14-2005, 04:28 PM
ألى أين تمضي أزياء ألنساء
غريب عالم الأزياء هذا؛ فأصحاب دور عرض الأزياء في العالم هم من الرجال؟ وأكثر ما يهتمون به هو لعبتهم الوحيدة المرأة، وأي امرأة!. المرأة التي تطالب بالمساواة وتبكي لأن حقوقها مهضومة، وتصرخ من أجل أن يرفع الرجل قيوده عنها، ومع هذا فهي تتبعه وتلاحقه وتخضع لبصمات أزيائه وقصّات الشعر التي يراها هو مناسبة وأنوع العطور الذي يحبها هو! فها هي تتخلى عن شخصيتها أمام زينتها، وكيف ستبدو في الحفلات والشوارع أمام الرجال الآخرين غير الآبهين بها، وكان ذلك من أجل لفت انتباههم بشتى الطرق وما زال وراءها مصمم أزياء، وهنا تبدأ نقطة التحول، فهي تطالب بشيء وتفعل شيئاً آخر متناقضاً!
فرجل الأزياء يحيرني في تفكيره؛ فهو كطفلة تداعب دميتها فتختار ماذا تلبسها، فساعة ثوباً قصيراً وساعة أخرى ثوباً طويلاً أخرى تخلع ملابسها والدمية لا تحرك ساكناً أمام ألاعيب طفلتها.
حقاً دور عرض الأزياء تصمم أزياء للرجل لكنها تبقى ضئيلة جداً إذا ما قورنت إلى نسبة أزياء النساء وإذا ما حصل أي لمسة تغيير في الملابس العامة للرجال فإنها تبق محتشمة وساترة سائر الجسد، هكذا هم يحترمون أنفسهم وصعب عليهم أن يظهروا أمام الأغراب بمظهر غير لائق، وهنا يثبت لنا الرجل أنه يخاف على رجولته من أي خدشة بسيطة، ولهذا نراه يوجّه طاقة عبثه ولهوه على المرأة، فيبدأ بتصنيع الأزياء والتسريحات والأحذية والعطور لها. فتارة يلبسها ثوباً طويلاً له شقوق فاضحة تكشف عن الساقين من أسفل إلى أعلى وتارة أخرى فستاناً قصيراً جداً وأخرى فستاناً يكشف عن ظهرها كله، وأخرى عن صدرها كله وهكذا..؛ فهو يتفنن في كشف عورتها وعرضها رخيصة على الناظرين.
والأغرب من هذا كله هو أن الألعاب الرياضية لها أزياء، فالرياضة هي أجمل الألعاب الإنسانية التي تهذب النفوس وتقوّي الأجسام وتمنح الجسم الصحة التامة فهذه الرياضة أيضاً لم تسلم من لهو أصابع مصممي الأزياء، فألبسوا المرأة شيئا سوى لباس لا يتجاوز طوله شبراً، أو لباساً شفافاً يعتصر كل الجسم، أما أزياء الرجال الرياضية فهي أكثر حشمة مع أن الرجل يحق له الكشف عن جسده باستثناء المخصر إلى الركبة؛ لأن الرجل يقوم بالأعمال الشاقة في جميع الظروف المختلفة. ولكن رجال الأزياء يهتمون بجسد المرأة كله لأنه أمتع للناظرين!!
حتى لعبة "السيرك" التي يحبها الأطفال والنساء والرجال نرى لاعبة السيرك من أجمل النساء وإضافة إلى ذلك تعرض جسدها الأنثوي بكل إغراء، هكذا قرر رجال الأزياء أن الألعاب الرياضية وألعاب السيرك للمرأة لا تتم إلا بتنورة قصيرة جداً أو "مايوه" يصلح لجميع أنواع الرياضة من سباحة وجمباز ورقص باليه، حتى الرقص بأنواعه الشرقي والغربي الذي يطلقون عليه فناً، فمصمم الأزياء يعتصر قريحة فكره وعبقريته من أجل هذه الفساتين التي لو لم ترقص فيها الراقصة لرقصت لوحدها!!
إننا لا نريد هنا أن نسهب في ذكر أنواع الأزياء التي تثبت أن المرأة لا تؤمن بأي مبدأ وليس لها عقيدة ثابتة تراها تلهث وراء ألعاب الرجال، وتدّعي أنها مثقفة ومتعلمة وتحفظ عن ظهر قلب أسماء مصممي الأزياء وأنواع التسريحات والعطور و..و..!
هنا يأتي السؤال: هل ذكر التاريخ امرأة كانت غاية في الأناقة؟ هل سمعنا عن رجل ذي حكمة وعقل موزون ورجولة تامة تهافت على خطبة امرأة عرفت بأزيائها؟! وأن النساء اللاتي ذكرن في التاريخ قلائل جداً ولكنهن من اللواتي أنشأن أجيالاً لا تطأطئ لها الرؤوس وخلفن وراءهن علمًا لا ينضب.
هذه السيدة عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين التي عرفت بعلمها وعبقريتها وهي التي كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول لمن أراد أن يفهم شيئاً من أحاديث وآيات : "اسألوا الحميراء".
وسميت بالحميراء لأنها كانت حمراء الشعر ومحمرة البشرة، فأي رفعة هذه التي وصلت لها سيدة مثل عائشة؛ ليرسل لها خاتم النبيين الناس ليتفهموا منها في الدين وهي التي نقلت أغلب الأحاديث الشريفة والموثقة، والتي نقلت بكل دقة وصدق ودون أي تحريف، وهذه الخنساء شاعرة الجاهلية والإسلام التي لم يندثر اسمها ولن يندثر مهما مرت العصور وهي التي استشهد أبناؤها الأربعة في يوم واحد وحمدت الله على ذلك.
وهناك نساء كثيرات لا يتسع المجال لذكرهن شرفهن التاريخ ورفعن من شأن أنفسهن وأقوامهن فهل هذه الأسماء تقارن بنساء رواد معارض باريس، "كريستيان ديور" و"شانيل".. وإلى آخر هذه المعارض في محلات " هارودز" اللندنية.. كم هي بعيدة المشابهة، فهذه الأزياء لن تعيد لنا الأقصى ولا كرامتنا ولا عزتنا.
وخير ما يقال هنا قول الله " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [سورة الحجرات]. فالنساء اللواتي خلّدن ربما لم يكن عندهن سوى ثوب واحد!
ولي رجاء أخير إلى نساء عصرنا أن يعرفن ما هو العلم الحقيقي، وما هو الذي يحفظ لهن كرامتهن وأنوثتهن الحقيقية دون أي ألاعيب مستورة تظهرها بمظهر الدمية في صندوق زجاج لا تفقه شيئاً.
وهناك فرق كبير بين النظافة والترتيب وبين صرعات الأزياء!
غريب عالم الأزياء هذا؛ فأصحاب دور عرض الأزياء في العالم هم من الرجال؟ وأكثر ما يهتمون به هو لعبتهم الوحيدة المرأة، وأي امرأة!. المرأة التي تطالب بالمساواة وتبكي لأن حقوقها مهضومة، وتصرخ من أجل أن يرفع الرجل قيوده عنها، ومع هذا فهي تتبعه وتلاحقه وتخضع لبصمات أزيائه وقصّات الشعر التي يراها هو مناسبة وأنوع العطور الذي يحبها هو! فها هي تتخلى عن شخصيتها أمام زينتها، وكيف ستبدو في الحفلات والشوارع أمام الرجال الآخرين غير الآبهين بها، وكان ذلك من أجل لفت انتباههم بشتى الطرق وما زال وراءها مصمم أزياء، وهنا تبدأ نقطة التحول، فهي تطالب بشيء وتفعل شيئاً آخر متناقضاً!
فرجل الأزياء يحيرني في تفكيره؛ فهو كطفلة تداعب دميتها فتختار ماذا تلبسها، فساعة ثوباً قصيراً وساعة أخرى ثوباً طويلاً أخرى تخلع ملابسها والدمية لا تحرك ساكناً أمام ألاعيب طفلتها.
حقاً دور عرض الأزياء تصمم أزياء للرجل لكنها تبقى ضئيلة جداً إذا ما قورنت إلى نسبة أزياء النساء وإذا ما حصل أي لمسة تغيير في الملابس العامة للرجال فإنها تبق محتشمة وساترة سائر الجسد، هكذا هم يحترمون أنفسهم وصعب عليهم أن يظهروا أمام الأغراب بمظهر غير لائق، وهنا يثبت لنا الرجل أنه يخاف على رجولته من أي خدشة بسيطة، ولهذا نراه يوجّه طاقة عبثه ولهوه على المرأة، فيبدأ بتصنيع الأزياء والتسريحات والأحذية والعطور لها. فتارة يلبسها ثوباً طويلاً له شقوق فاضحة تكشف عن الساقين من أسفل إلى أعلى وتارة أخرى فستاناً قصيراً جداً وأخرى فستاناً يكشف عن ظهرها كله، وأخرى عن صدرها كله وهكذا..؛ فهو يتفنن في كشف عورتها وعرضها رخيصة على الناظرين.
والأغرب من هذا كله هو أن الألعاب الرياضية لها أزياء، فالرياضة هي أجمل الألعاب الإنسانية التي تهذب النفوس وتقوّي الأجسام وتمنح الجسم الصحة التامة فهذه الرياضة أيضاً لم تسلم من لهو أصابع مصممي الأزياء، فألبسوا المرأة شيئا سوى لباس لا يتجاوز طوله شبراً، أو لباساً شفافاً يعتصر كل الجسم، أما أزياء الرجال الرياضية فهي أكثر حشمة مع أن الرجل يحق له الكشف عن جسده باستثناء المخصر إلى الركبة؛ لأن الرجل يقوم بالأعمال الشاقة في جميع الظروف المختلفة. ولكن رجال الأزياء يهتمون بجسد المرأة كله لأنه أمتع للناظرين!!
حتى لعبة "السيرك" التي يحبها الأطفال والنساء والرجال نرى لاعبة السيرك من أجمل النساء وإضافة إلى ذلك تعرض جسدها الأنثوي بكل إغراء، هكذا قرر رجال الأزياء أن الألعاب الرياضية وألعاب السيرك للمرأة لا تتم إلا بتنورة قصيرة جداً أو "مايوه" يصلح لجميع أنواع الرياضة من سباحة وجمباز ورقص باليه، حتى الرقص بأنواعه الشرقي والغربي الذي يطلقون عليه فناً، فمصمم الأزياء يعتصر قريحة فكره وعبقريته من أجل هذه الفساتين التي لو لم ترقص فيها الراقصة لرقصت لوحدها!!
إننا لا نريد هنا أن نسهب في ذكر أنواع الأزياء التي تثبت أن المرأة لا تؤمن بأي مبدأ وليس لها عقيدة ثابتة تراها تلهث وراء ألعاب الرجال، وتدّعي أنها مثقفة ومتعلمة وتحفظ عن ظهر قلب أسماء مصممي الأزياء وأنواع التسريحات والعطور و..و..!
هنا يأتي السؤال: هل ذكر التاريخ امرأة كانت غاية في الأناقة؟ هل سمعنا عن رجل ذي حكمة وعقل موزون ورجولة تامة تهافت على خطبة امرأة عرفت بأزيائها؟! وأن النساء اللاتي ذكرن في التاريخ قلائل جداً ولكنهن من اللواتي أنشأن أجيالاً لا تطأطئ لها الرؤوس وخلفن وراءهن علمًا لا ينضب.
هذه السيدة عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين التي عرفت بعلمها وعبقريتها وهي التي كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول لمن أراد أن يفهم شيئاً من أحاديث وآيات : "اسألوا الحميراء".
وسميت بالحميراء لأنها كانت حمراء الشعر ومحمرة البشرة، فأي رفعة هذه التي وصلت لها سيدة مثل عائشة؛ ليرسل لها خاتم النبيين الناس ليتفهموا منها في الدين وهي التي نقلت أغلب الأحاديث الشريفة والموثقة، والتي نقلت بكل دقة وصدق ودون أي تحريف، وهذه الخنساء شاعرة الجاهلية والإسلام التي لم يندثر اسمها ولن يندثر مهما مرت العصور وهي التي استشهد أبناؤها الأربعة في يوم واحد وحمدت الله على ذلك.
وهناك نساء كثيرات لا يتسع المجال لذكرهن شرفهن التاريخ ورفعن من شأن أنفسهن وأقوامهن فهل هذه الأسماء تقارن بنساء رواد معارض باريس، "كريستيان ديور" و"شانيل".. وإلى آخر هذه المعارض في محلات " هارودز" اللندنية.. كم هي بعيدة المشابهة، فهذه الأزياء لن تعيد لنا الأقصى ولا كرامتنا ولا عزتنا.
وخير ما يقال هنا قول الله " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [سورة الحجرات]. فالنساء اللواتي خلّدن ربما لم يكن عندهن سوى ثوب واحد!
ولي رجاء أخير إلى نساء عصرنا أن يعرفن ما هو العلم الحقيقي، وما هو الذي يحفظ لهن كرامتهن وأنوثتهن الحقيقية دون أي ألاعيب مستورة تظهرها بمظهر الدمية في صندوق زجاج لا تفقه شيئاً.
وهناك فرق كبير بين النظافة والترتيب وبين صرعات الأزياء!