نايف الحمري
03-11-2010, 03:43 PM
http://www.alriyadh.com/2010/03/11/img/372505274881.jpg
نيويورك - مفيد عبدالرحيم
وصف السفير الأمريكي السابق في الرياض تشاس فريمان المملكة بأنها دولة متزايدة الأهمية للولايات المتحدة والعالم. وشدد على أنها الدولة النفطية الوحيدة التي استثمرت عائداتها النفطية في الوطن وليس في الخارج، وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قد قام بخطوات جبارة وسريعة لتحديث المملكة وإعادة صوغ علاقاتها بالعالم منذ توليه مقاليد الحكم.
وقال فريمان إنه رغم أن المملكة بدأت تعيد صياغة علاقاتها العالمية بطريقة تأخذ المتغيرات العالمية الحالية، وتقيم علاقات أمتن مع دول أخرى كبرى عدا الولايات المتحدة كالصين وروسيا والهند، فإن المملكة لم تنفض يدها كليا من واشنطن رغم أن الكثير من مشاكلها في المنطقة هي بسبب سياسات واشنطن في هذه المنطقة، خصوصا في سنوات إدارة بوش الثماني التي سبقت وصول الرئيس باراك أوباما إلى الحكم.
وذكّر السفير الأمريكي السابق مستمعيه الأمريكيين أن في مجلس الوزراء السعودي عدد من حملة شهادات الدكتوراه من الجامعات الأمريكية يفوق عدد حملة هذه الشهادات في الحكومة والكونغرس الأمريكيين مجتمعين.
وجاء كلام فريمان، الذي كان مقررا أن يتولى مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي في مطلع العام الماضي في إدارة الرئيس أوباما ثم انسحب من ترشيح نفسه لذلك المنصب بسبب ما وصفها فريمان بأنها حملة تشويه سمعة قام بها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ضده، في خطاب كان من المقرر أن يلقيه في معهد ساراسوتا للتعليم المستديم في ولاية ولاية فلوريدا الشهر المنصرم.
وامتدح السفير الأمريكي السابق، الذي كان قد عاد مؤخرا من زيارة للمملكة التقى فيها كبار المسؤولين السعوديين، في مقدمهم خادم الحرمين الشريفين، الخطوات التي قام بها الملك عبدالله منذ توليه قيادة المملكة على عدة صعد.
وأشاد السفير فريمان بالحوار الوطني الذي أطلقه الملك عبدالله في المملكة الذي وصفه بأنه "غير مسبوق"، وفي حديثه عن الانفتاح على العالم الخارجي، قال فريمان إن الملك عبدالله قام في العام 2007 بزيارة لقداسة البابا في الفاتيكان، وهي زيارة وصفها بأنها "تاريخية إذ أن هذه هي أول زيارة يقوم بها زعيم مسلم بهذه الأهمية لبابا الفاتيكان". كما نوه بجلسات الحوار بين الأديان التي رعاها خادم الحرمين الشريفين في العام 2008 في كل من مدريد ونيويورك وجمع فيها ممثلين عن المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم لإطلاق حوار بين الأديان لفائدة البشرية جمعاء.
وعلى الصعيد الداخلي أيضا، أشاد فريمان بالخطوات التي يقوم بها الملك عبدالله لإصلاح نظام التعليم. وفتح المجال لإجراء انتخابات على مستويات معينة وبناء المجتمع المدني ومحاولة الابتعاد عن اعتماد المملكة المطلق على ثروتها النفطية فقط عن طريق تنويع مصادر الدخل للمملكة.
وفي حديثه عن التطور الاقتصادي في المملكة، قال السفير السابق إنه رغم أن المملكة اتبعت مسار استثمار عائداتها النفطية في البلاد التي شهدت تحولا استثنائيا في فترة الخمسين سنة الماضية، فإنه قال إنها مازالت تقدم الكثير من العون خارج حدودها، خصوصا للدول العربية والإسلامية الشقيقة. وقال إنه في وقت من الأوقات كانت المملكة ترصد ما يقرب من 6 بالمئة من ناتجها القومي للمساعدات الخارجية هذه. وقال إن الناتج القومي للمملكة خلال الخمسين أو ستين سنة الماضية تضاعف مئة مرة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، شدد فريمان على التأثير القوي لخادم الحرمين الشريفين، وأوضح في تعداده للمنجزات السياسية الخارجية للملك عبدالله حتى الآن حل نزاعات المملكة الحدودية مع جميع جيرانها واتخاذ كل الاجراءات المناسبة لإدخال المملكة في عضوية منظمة التجارة العالمية. وأضاف أيضا أن الملك أطلق من قمة بيروت في العام 2002 مبادرة السلام العربية التي دعت الى انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا.
وفي ميدان العلاقات الخارجية، أقر السفير الأمريكي السابق بأن الكثير من المشاكل التي تواجهها المنطقة حاليا هي بسبب السياسات الأمريكية الحديثة في المنطقة. وقال إن هذه السياسات "قد حررت إسرائيل من جميع القيود على أنشطتها الاستيطانية والتدخلات العدوانية في أراضي جاراتها العربيات، فضلا عن أنها ساعدت إيران على أن تصبح صاحبة النفوذ الأقوى في العراق ولبنان ودفع حركة حماس إلى أحضان إيران ورفع التوترات الإقليمية في المنطقة بسبب ملف طهران النووي".. وأضاف فريمان أنه إضافة إلى ذلك فهناك "احتلال أمريكا لكل من العراق وأفغانستان".
وقال "إن خبراء مكافحة الإرهاب في المملكة، وهم خبراء يتمتعون بسمعة دولية تحسب لهم لناحية فعاليتهم، مقتنعون تماما أن الطريقة الأكثر فعالية لزيادة التطرف في أوساط المجتمعات الإسلامية وتشجيع الإرهاب ضد الولايات المتحدة وشركائها في سياستها الخارجية هذه هو القيام بغزو واحتلال الأراضي العربية والإسلامية وإذلال شعوبها".
وقال فريمان إن المملكة، بسبب الكثير من هذه السياسات ولأجل الحفاظ على مصالحها الوطنية، فإنها تقوم ببناء علاقات جديدة مع دول مهمة أخرى في العالم مثل الصين وروسيا والهند، مع تمتين علاقاتها مع دول أخرى لها معها علاقات قديمة العهد في أوروبا وآسيا مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية. وقال إن الصين حلت محل الولايات المتحدة منذ سنوات كأكبر مستورد للنفط السعودي.
وفي ختام حديثه، أشار السفير فريمان إلى إدارة أوباما وعلاقاتها مع العالم العربي والإسلامي. وفي حين أنه وصف خطاب الرئيس أوباما في القاهرة العام الماضي الذي ألقاه بعد أن كان أوباما قد التقى خادم الحرمين في الرياض في طريقه للقاهرة بأنه كان خطابا تضمن "أساسا ذا مصداقية لبناء تحالف بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي وأنه تضمن رؤية مقنعة"، فإنه قال إن محاولات الرئيس أوباما لبناء هذا النوع من التحالف "مازالت سرابا، وليست حقيقة. وقد حان الوقت لتطبيق هذه الرؤية".. وأضاف أن "القيام بجهد مكثف لإقامة هذا النوع الجديد من العلاقة يجب أن يبدأ بالمملكة العربية السعودية".
نيويورك - مفيد عبدالرحيم
وصف السفير الأمريكي السابق في الرياض تشاس فريمان المملكة بأنها دولة متزايدة الأهمية للولايات المتحدة والعالم. وشدد على أنها الدولة النفطية الوحيدة التي استثمرت عائداتها النفطية في الوطن وليس في الخارج، وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قد قام بخطوات جبارة وسريعة لتحديث المملكة وإعادة صوغ علاقاتها بالعالم منذ توليه مقاليد الحكم.
وقال فريمان إنه رغم أن المملكة بدأت تعيد صياغة علاقاتها العالمية بطريقة تأخذ المتغيرات العالمية الحالية، وتقيم علاقات أمتن مع دول أخرى كبرى عدا الولايات المتحدة كالصين وروسيا والهند، فإن المملكة لم تنفض يدها كليا من واشنطن رغم أن الكثير من مشاكلها في المنطقة هي بسبب سياسات واشنطن في هذه المنطقة، خصوصا في سنوات إدارة بوش الثماني التي سبقت وصول الرئيس باراك أوباما إلى الحكم.
وذكّر السفير الأمريكي السابق مستمعيه الأمريكيين أن في مجلس الوزراء السعودي عدد من حملة شهادات الدكتوراه من الجامعات الأمريكية يفوق عدد حملة هذه الشهادات في الحكومة والكونغرس الأمريكيين مجتمعين.
وجاء كلام فريمان، الذي كان مقررا أن يتولى مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي في مطلع العام الماضي في إدارة الرئيس أوباما ثم انسحب من ترشيح نفسه لذلك المنصب بسبب ما وصفها فريمان بأنها حملة تشويه سمعة قام بها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ضده، في خطاب كان من المقرر أن يلقيه في معهد ساراسوتا للتعليم المستديم في ولاية ولاية فلوريدا الشهر المنصرم.
وامتدح السفير الأمريكي السابق، الذي كان قد عاد مؤخرا من زيارة للمملكة التقى فيها كبار المسؤولين السعوديين، في مقدمهم خادم الحرمين الشريفين، الخطوات التي قام بها الملك عبدالله منذ توليه قيادة المملكة على عدة صعد.
وأشاد السفير فريمان بالحوار الوطني الذي أطلقه الملك عبدالله في المملكة الذي وصفه بأنه "غير مسبوق"، وفي حديثه عن الانفتاح على العالم الخارجي، قال فريمان إن الملك عبدالله قام في العام 2007 بزيارة لقداسة البابا في الفاتيكان، وهي زيارة وصفها بأنها "تاريخية إذ أن هذه هي أول زيارة يقوم بها زعيم مسلم بهذه الأهمية لبابا الفاتيكان". كما نوه بجلسات الحوار بين الأديان التي رعاها خادم الحرمين الشريفين في العام 2008 في كل من مدريد ونيويورك وجمع فيها ممثلين عن المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم لإطلاق حوار بين الأديان لفائدة البشرية جمعاء.
وعلى الصعيد الداخلي أيضا، أشاد فريمان بالخطوات التي يقوم بها الملك عبدالله لإصلاح نظام التعليم. وفتح المجال لإجراء انتخابات على مستويات معينة وبناء المجتمع المدني ومحاولة الابتعاد عن اعتماد المملكة المطلق على ثروتها النفطية فقط عن طريق تنويع مصادر الدخل للمملكة.
وفي حديثه عن التطور الاقتصادي في المملكة، قال السفير السابق إنه رغم أن المملكة اتبعت مسار استثمار عائداتها النفطية في البلاد التي شهدت تحولا استثنائيا في فترة الخمسين سنة الماضية، فإنه قال إنها مازالت تقدم الكثير من العون خارج حدودها، خصوصا للدول العربية والإسلامية الشقيقة. وقال إنه في وقت من الأوقات كانت المملكة ترصد ما يقرب من 6 بالمئة من ناتجها القومي للمساعدات الخارجية هذه. وقال إن الناتج القومي للمملكة خلال الخمسين أو ستين سنة الماضية تضاعف مئة مرة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، شدد فريمان على التأثير القوي لخادم الحرمين الشريفين، وأوضح في تعداده للمنجزات السياسية الخارجية للملك عبدالله حتى الآن حل نزاعات المملكة الحدودية مع جميع جيرانها واتخاذ كل الاجراءات المناسبة لإدخال المملكة في عضوية منظمة التجارة العالمية. وأضاف أيضا أن الملك أطلق من قمة بيروت في العام 2002 مبادرة السلام العربية التي دعت الى انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا.
وفي ميدان العلاقات الخارجية، أقر السفير الأمريكي السابق بأن الكثير من المشاكل التي تواجهها المنطقة حاليا هي بسبب السياسات الأمريكية الحديثة في المنطقة. وقال إن هذه السياسات "قد حررت إسرائيل من جميع القيود على أنشطتها الاستيطانية والتدخلات العدوانية في أراضي جاراتها العربيات، فضلا عن أنها ساعدت إيران على أن تصبح صاحبة النفوذ الأقوى في العراق ولبنان ودفع حركة حماس إلى أحضان إيران ورفع التوترات الإقليمية في المنطقة بسبب ملف طهران النووي".. وأضاف فريمان أنه إضافة إلى ذلك فهناك "احتلال أمريكا لكل من العراق وأفغانستان".
وقال "إن خبراء مكافحة الإرهاب في المملكة، وهم خبراء يتمتعون بسمعة دولية تحسب لهم لناحية فعاليتهم، مقتنعون تماما أن الطريقة الأكثر فعالية لزيادة التطرف في أوساط المجتمعات الإسلامية وتشجيع الإرهاب ضد الولايات المتحدة وشركائها في سياستها الخارجية هذه هو القيام بغزو واحتلال الأراضي العربية والإسلامية وإذلال شعوبها".
وقال فريمان إن المملكة، بسبب الكثير من هذه السياسات ولأجل الحفاظ على مصالحها الوطنية، فإنها تقوم ببناء علاقات جديدة مع دول مهمة أخرى في العالم مثل الصين وروسيا والهند، مع تمتين علاقاتها مع دول أخرى لها معها علاقات قديمة العهد في أوروبا وآسيا مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية. وقال إن الصين حلت محل الولايات المتحدة منذ سنوات كأكبر مستورد للنفط السعودي.
وفي ختام حديثه، أشار السفير فريمان إلى إدارة أوباما وعلاقاتها مع العالم العربي والإسلامي. وفي حين أنه وصف خطاب الرئيس أوباما في القاهرة العام الماضي الذي ألقاه بعد أن كان أوباما قد التقى خادم الحرمين في الرياض في طريقه للقاهرة بأنه كان خطابا تضمن "أساسا ذا مصداقية لبناء تحالف بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي وأنه تضمن رؤية مقنعة"، فإنه قال إن محاولات الرئيس أوباما لبناء هذا النوع من التحالف "مازالت سرابا، وليست حقيقة. وقد حان الوقت لتطبيق هذه الرؤية".. وأضاف أن "القيام بجهد مكثف لإقامة هذا النوع الجديد من العلاقة يجب أن يبدأ بالمملكة العربية السعودية".