ابو البندري
03-28-2010, 09:17 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه000 وبعد
الحمد لله الذي جعل المساجد بيوتاً للعبادة00 وراحةً للنفوس00 وطمأنينةً للقلوب00 ومرتعاً للذاكرين00 ومجمعاً للمسلمين.ومنبراً للهداية والرشاد0 ومقمعاً للغواية والفساد0 قال تعالى00
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ 000 رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ 0 لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ0)
أخي الكريم000 يا من أعطى للمساجد ظهره0 ورأى في روضتها أسره00 كلما سمع عبارات الأذان ولّى وأدبر0 وهرع إلى الزوايا وتستر00 وترك إيقاعات الأذان تدوّي في رحاب السماء ( حيّ على الصلاة000 حيّ على الصلاة )0 لمن يتذكر
أخي00 لقد حنّ المسجد إليك00 واشتاق الى طلة منك تعمره00 وتعود بالخير عليك00 ولا يزال يدعوك في اليوم خمس مرات00 بنداء ملؤه خير وعظات00 لعلك تلبي منه دعوته0 وتعمر بالخير خلوته00
(يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 00 وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
فضل المشي إلى المسجد
أخي000لو علمت ما الذي يفوتك حينما تترك الذهاب إلى المسجد00لعضضت أناملك من الحسرة والأسف0
وإليك ثمرات يانعة يقطفها الماشي إلى بيت الله لإقامة ذكر الله0
1 -- الفوز بنزل في الجنة0
فلو قيل لك إن وصولك إلى مكان ما يؤهلك لنيل جائزة من مال الدنيا000 لهرولت إليه ولو كان نائياً00 ولبذلت للوصول إلي ذلك المكان جهداً عاتياً00 ولأجهدت نفسك00 وغالبت عجزك00 ونفرت إليه نفر المجاهد في ساح القتال000 فماذا لو كان ممشاك للمسجد أسهل00 وأجره وثوابه أعظم وأجزل!00 أليس أولى لك بالتشمير وأحق بالتأهب والنفير! فعن أبي هريرة قال000 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من غدا إلى المسجد أو راح00 أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح )
رواه البخاري ومسلم
إنه أجر ما بعده أجر00 وثواب يليق به الإعجاب! نزل مقيم في جنات النعيم00 لو تأملت حسنه0 وعاينت زينه00 ولاحظت منظره00 وشاهدت مظهره00 ووقفت على أثاثه وفراشه00 وجماله ونقائه لذهلت أيما ذهول! ولبذلت الغالي والنفيس لنيله وكسبه0
وليس نيله بعزيز00 إنما غدوة وروحة00 ومشية وفسحة00 وخطوات ساكنة تخطوها لإعمار بيت الله0 لالتماس زكاة النفس وصفاء الحس0 بإقامة ذكر الله00 حقاً هو فلاح أيما فلاح00 حينما يؤذن المؤذن ( حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح! ) فلو لم يكن من ذلك الفلاح إلا ذاك النزل الكريم في جنة الكريم لكانت الغدوة إلى المسجد جديرة بالاهتمام00 كيف وفضائلها جليلة وفوائدها عظام!
2 - تكفير الخطايا
فكل خطوة تخطوها يمحو الله لك بها الخطايا ويرفع لك بها الدرجات فقد أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( إذا توضأ العبد المسلم 000 أو المؤمن 0 فغسل وجهه0 خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء0 أو مع آخر قطر الماء0 فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء0 حتى يخرج نقياً من الذنوب )رواه مسلم
أخي00تذكر أن كل الناس يخطو00 ولكن خطوتك في اتجاه المسجد شأنها عظيم عند الله سبحانه00 فهي خطوة إلى إقامة ذكر الله00 ومشية لتلبية ندائه00 واستجابة أمره00 رغبة في فضله00 وخوفاً من بطشه00وحباً لذاته وصفاته0
ومن هنا كان الجزاء من جنس العمل00 فكما أنك خطوت ترجو فضل الله وجوده00 فإنه سبحانه يجعل خطواتك كفارة لذنبوك لتنال بمغفرتها رجاءك وتكون من الفائزين00 وهذا رسول الله يحث على التعبد بخطوات المسجد فيقول0
( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا0 ويرفع به الدرجات؟ ) قالوا00 بلى يا رسول الله0 قال00( إسباغ الوضوء على المكاره0 وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة0 فذلكم الرباط فذلكم الرباط )رواه مسلم
وإنه لطيش وخسار00 وغبنُ كُبّار00 أن يسمع المسلم نداء الفلاح يناديه00 وهو يدرك عظم ممشاه00 وثواب الله ورضاه إن هو أتاه00 ثم يضرب عن ذلك صفحاً ويتّبعُ هواه00 ثم إنها عبادة مشهودة00 في دقائق معدودة00 لا تضر بمتاع ولا تقطع استمتاع00 بل هي ذاتها لحظات تفيض باللذاذة والسعادة!
فيا خسارة من باعها بمتاع قليل00 وأعرض عنها00 لاهياً في بيته00 أو منشغلاً ببيعه00 أو مسروراً في سيارته00 أو منغمساً في الحرام00 أو مؤثراً متابعة مسلسلات أو أفلام00 أو رقص أو أنغام0
ويا مفاز من آثرها على أعماله00 وجعلها أعظم آماله0 فخطى للمسجد في هدوء وسكون يبتغي وجه الله والدار الآخرة00 وماء الوضوء ينزل برداً وسلاماً على أسارير وجهه00 وأطراف رجليه ويديه00 فيهلهل بشره00 ويهدّئ حسّه ويهذّب نفسه00 فلا يصل بيت الله إلا والاطمئنان قد ملأ قلبه وأهّله للسجود لخالق الوجود! فعن النبي قال00
0( من تطهّر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله0 ليقضي فريضة من فرائض الله0 كانت خطواته إحداها تحط خطيئة0 والأخرى ترفع درجة ) رواه مسلم
3 - اكتساب الحسنات0
أخي00 أتدري00 حينما تتوجه إلى المسجد من تقصد00 إنك تقصد بيت الله00 وشرف القصد من شرف المقصود00 فأنت تمشي إلى الله في بيته00 يجيبك إذا دعوته ويغفر لك إذا استغفرته00 ويعطيك إذا سألته00 ويحفك بالرحمة والفلاح في غدوتك وفي صلاتك00 وفي الرواح00 فهل أدركت معنى ( حيّ على الفلاح! )00 ومن جزيل كرمه سبحانه أنه يكرمك بالحسنات ورفع الدرجات قبل وصولك إلى رحابه00 وقبل طرق بابه0
وعن أبي هريرة عن النبي قال
( الكلمة الطيبة صدقة0 وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة )
رواه البخاري ومسلم
4 - بشرى المشائين إلى المساجد0
فعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال00
( بشّروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )
رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح
وهذه البشرى مناسبة لجنس عمل الماشي إلى المسجد في الظلمة00 فإنه لما اخترق بذهابه الى بيت الله حجب الظلام00 ليصلي الفجر مع الإمام عوضه الله بنور كامل تام يوم يجمع الأنام!
فضل الصلاة في المسجد
وتذكر أن المسجد هو سوق رابح لاكتساب الآخرة00 فالخطوات إليه حسنات00 والمكوث فيه رحمات00 وانتظار الصلاة فيه صلاة0
1 - ثواب انتظار الصلاة في المسجد
فعني أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال00
0( لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة )
متفق عليه
فتأمل 00 أخي 00في هذا الفضل الكبير من الله00 فجلسة منك في سارية من سواري بيت الله تعدل ثواب الصلاة0 مع ما تولده تلك الجلسة في النفس من إطمئنان وهدوء0 وراحة وخشوع0 وسكينة ونضارة! فأين من يضيع إعمار بيت الله00 ويجلس في بيته لاهياً ساهياً حتى إذا أوشك الإمام على الإنتهاء من الصلاة دخل المسجد على استثقال وإهمال! أين هو من هذا الأجر العظيم! بل إن المؤمن حينما يجلس في المسجد ينتظر الصلاة لتصلي عليه ملائكة الرحمن0 وتدعو له بالرحمة والمغفرة مكانه0 كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال0
( الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث0 تقول اللهم اغفر له0 اللهم ارحمه )
قال معاذ بن جبل000 من رأى أن من في المسجد ليس في الصلاة إلا من كان قائماً فإنه لم يفقه0
وقال سعيد بن المسيب00 من جلس في المسجد فإنما يجالس ربه0 وهل من يجالس ربه في بيته0 بالذكر0 وتدبر القرآن0 وتعلم العلم وتعليمه والدعاء00 كمن يجلس أمام تفاهات التمثيل وسفاسف اللهو واللعب!
سارت مشرقة وسرت مغرّبا 000 شتان بين مُشرّق ومغرّب
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة العشاء الى نصف الليل ترغيباً في أجر انتظار الصلاة00 فعن أنس رضي الله عنه0 أن رسول الله أخّر ليلة صلاة العشاء الى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه بعدما صلى فقال00
0( صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة من انتظرتموها )رواه البخاري
فاحرص أخي على التبكير الى المسجد00 واحرص على الصف الأول يمين الإمام أو خلف قفاه0 إن أمكنك وإلا أقرب موضع إليه0 فإن للصلاة قرب الإمام أجراً عظيماً وتأثيراً عجيباً على المصلي!
فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال00
( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا )
متفق عليه
2 - ثواب الصلاة في جماعة00
وثواب صلاة الجماعة لا يخفى على أحد0 فقد قال00
00( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة )
رواه البخاري ومسلم والفذّ هو الواحد.
ولا أدري كيف يزهد مسلم في هذا الخير العظيم ويؤثر بيته فيصلي فيه0 وكأنه قد ضمن لنفسه ما يكفيه للنجاة من النار ودخول الجنة0
فاحذر 00أخي 00 أن تغالط نفسك0 فتحرمها من هذا الأجر الكبير0 وإياك أن تتأثر بمن ضعف إيمانه وهان دينه0 فآثر بيته على بيت الله0 وهواه على أمر الله
فعن أبي هريرة قال00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء0 ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا )
رواه البخاري ومسلم
فتأمل في صفة المنافقين0 فإن علامتهم أن تتثاقل رؤوسهم عن أداء صلاة الصبح وصلاة العشاء00 فكيف يرضى مؤمن لنفسه أن يكسب صفة من صفات النفاق! ويضيع على نفسه الأجر العظيم0
فقد قال 00
( من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة0 ومن صلى العشاء والفجر في جماعة0 كان له قيام ليلة )
رواه الترمذي وقال00 حديث حسن صحيح
وكثير من الشباب يعتذر عن الذهاب الى المسجد بالعياء أو ببعد المسجد أو نحوها من الاعتذارات00 ثم هو إذا دعي الى مباراة رياضية أو سهرة في البر00 قام لها قومة الفارس المغوار0
وهذا ابن أم مكتوم المؤذن رضي الله عنه يستفسر من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة الطريق إلى المسجد ملتمساً العذر يقول00 يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوّام والسباع0 فقال رسول الله0
( تسمع حيّ على الصلاة0 حيّ على الفلاح فحيّهلا )
ثم إن حضور صلاة الجماعة من أسباب تقوية الإيمان وقمع الشيطان00 فعن أبي الدرداء قال00 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول00
0( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان0 فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي قال00
00 إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان
قال الله عز وجل
00(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)
فطوبى لمن علق قلبه بالمساجد00 فجعلها قرة عينه00 يلتمس فيها السكينة00 وينشد فيها الطمأنينة00ويفر إليها من فتات الدنيا وشهواتها00 تالياً فيها الكتاب00 مشفقاً من العذاب00 خائفاً من الحساب00 يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه!
فعن أبي هريرة عن النبي قال00
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله0 إمام عادل0 وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل0 ورجل قلبه معلق بالمساجد0 ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه0 وتفرقا عليه0 ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال0 فقال إني أخاف الله0 ورجل تصدق بصدقة0 فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)
وينبغي للمسلم أن يتجنب مغالطة نفسه وخداعها بالاعتذارات الواهية00 فإنه سيقف وحده أمام الله0 وينظر أيمن منه ثم أشأم منه فلا يجد إلا ما قدّم! فانتبه 00 أخي الكريم 00أن يباغتك الموت00 ويفوتك الفوت00 وأنت عن المساجد معرض00 وعلى الملاهي مقبل00 وفي الصلوات مفرط00 تصلي حيناً وحيناً تشطط00
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وجعلنا من عمّار بيته000هذا والله اعلم وصلى الله وسلم
الحمد لله الذي جعل المساجد بيوتاً للعبادة00 وراحةً للنفوس00 وطمأنينةً للقلوب00 ومرتعاً للذاكرين00 ومجمعاً للمسلمين.ومنبراً للهداية والرشاد0 ومقمعاً للغواية والفساد0 قال تعالى00
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ 000 رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ 0 لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ0)
أخي الكريم000 يا من أعطى للمساجد ظهره0 ورأى في روضتها أسره00 كلما سمع عبارات الأذان ولّى وأدبر0 وهرع إلى الزوايا وتستر00 وترك إيقاعات الأذان تدوّي في رحاب السماء ( حيّ على الصلاة000 حيّ على الصلاة )0 لمن يتذكر
أخي00 لقد حنّ المسجد إليك00 واشتاق الى طلة منك تعمره00 وتعود بالخير عليك00 ولا يزال يدعوك في اليوم خمس مرات00 بنداء ملؤه خير وعظات00 لعلك تلبي منه دعوته0 وتعمر بالخير خلوته00
(يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 00 وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
فضل المشي إلى المسجد
أخي000لو علمت ما الذي يفوتك حينما تترك الذهاب إلى المسجد00لعضضت أناملك من الحسرة والأسف0
وإليك ثمرات يانعة يقطفها الماشي إلى بيت الله لإقامة ذكر الله0
1 -- الفوز بنزل في الجنة0
فلو قيل لك إن وصولك إلى مكان ما يؤهلك لنيل جائزة من مال الدنيا000 لهرولت إليه ولو كان نائياً00 ولبذلت للوصول إلي ذلك المكان جهداً عاتياً00 ولأجهدت نفسك00 وغالبت عجزك00 ونفرت إليه نفر المجاهد في ساح القتال000 فماذا لو كان ممشاك للمسجد أسهل00 وأجره وثوابه أعظم وأجزل!00 أليس أولى لك بالتشمير وأحق بالتأهب والنفير! فعن أبي هريرة قال000 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من غدا إلى المسجد أو راح00 أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح )
رواه البخاري ومسلم
إنه أجر ما بعده أجر00 وثواب يليق به الإعجاب! نزل مقيم في جنات النعيم00 لو تأملت حسنه0 وعاينت زينه00 ولاحظت منظره00 وشاهدت مظهره00 ووقفت على أثاثه وفراشه00 وجماله ونقائه لذهلت أيما ذهول! ولبذلت الغالي والنفيس لنيله وكسبه0
وليس نيله بعزيز00 إنما غدوة وروحة00 ومشية وفسحة00 وخطوات ساكنة تخطوها لإعمار بيت الله0 لالتماس زكاة النفس وصفاء الحس0 بإقامة ذكر الله00 حقاً هو فلاح أيما فلاح00 حينما يؤذن المؤذن ( حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح! ) فلو لم يكن من ذلك الفلاح إلا ذاك النزل الكريم في جنة الكريم لكانت الغدوة إلى المسجد جديرة بالاهتمام00 كيف وفضائلها جليلة وفوائدها عظام!
2 - تكفير الخطايا
فكل خطوة تخطوها يمحو الله لك بها الخطايا ويرفع لك بها الدرجات فقد أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( إذا توضأ العبد المسلم 000 أو المؤمن 0 فغسل وجهه0 خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء0 أو مع آخر قطر الماء0 فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء0 حتى يخرج نقياً من الذنوب )رواه مسلم
أخي00تذكر أن كل الناس يخطو00 ولكن خطوتك في اتجاه المسجد شأنها عظيم عند الله سبحانه00 فهي خطوة إلى إقامة ذكر الله00 ومشية لتلبية ندائه00 واستجابة أمره00 رغبة في فضله00 وخوفاً من بطشه00وحباً لذاته وصفاته0
ومن هنا كان الجزاء من جنس العمل00 فكما أنك خطوت ترجو فضل الله وجوده00 فإنه سبحانه يجعل خطواتك كفارة لذنبوك لتنال بمغفرتها رجاءك وتكون من الفائزين00 وهذا رسول الله يحث على التعبد بخطوات المسجد فيقول0
( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا0 ويرفع به الدرجات؟ ) قالوا00 بلى يا رسول الله0 قال00( إسباغ الوضوء على المكاره0 وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة0 فذلكم الرباط فذلكم الرباط )رواه مسلم
وإنه لطيش وخسار00 وغبنُ كُبّار00 أن يسمع المسلم نداء الفلاح يناديه00 وهو يدرك عظم ممشاه00 وثواب الله ورضاه إن هو أتاه00 ثم يضرب عن ذلك صفحاً ويتّبعُ هواه00 ثم إنها عبادة مشهودة00 في دقائق معدودة00 لا تضر بمتاع ولا تقطع استمتاع00 بل هي ذاتها لحظات تفيض باللذاذة والسعادة!
فيا خسارة من باعها بمتاع قليل00 وأعرض عنها00 لاهياً في بيته00 أو منشغلاً ببيعه00 أو مسروراً في سيارته00 أو منغمساً في الحرام00 أو مؤثراً متابعة مسلسلات أو أفلام00 أو رقص أو أنغام0
ويا مفاز من آثرها على أعماله00 وجعلها أعظم آماله0 فخطى للمسجد في هدوء وسكون يبتغي وجه الله والدار الآخرة00 وماء الوضوء ينزل برداً وسلاماً على أسارير وجهه00 وأطراف رجليه ويديه00 فيهلهل بشره00 ويهدّئ حسّه ويهذّب نفسه00 فلا يصل بيت الله إلا والاطمئنان قد ملأ قلبه وأهّله للسجود لخالق الوجود! فعن النبي قال00
0( من تطهّر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله0 ليقضي فريضة من فرائض الله0 كانت خطواته إحداها تحط خطيئة0 والأخرى ترفع درجة ) رواه مسلم
3 - اكتساب الحسنات0
أخي00 أتدري00 حينما تتوجه إلى المسجد من تقصد00 إنك تقصد بيت الله00 وشرف القصد من شرف المقصود00 فأنت تمشي إلى الله في بيته00 يجيبك إذا دعوته ويغفر لك إذا استغفرته00 ويعطيك إذا سألته00 ويحفك بالرحمة والفلاح في غدوتك وفي صلاتك00 وفي الرواح00 فهل أدركت معنى ( حيّ على الفلاح! )00 ومن جزيل كرمه سبحانه أنه يكرمك بالحسنات ورفع الدرجات قبل وصولك إلى رحابه00 وقبل طرق بابه0
وعن أبي هريرة عن النبي قال
( الكلمة الطيبة صدقة0 وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة )
رواه البخاري ومسلم
4 - بشرى المشائين إلى المساجد0
فعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال00
( بشّروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )
رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح
وهذه البشرى مناسبة لجنس عمل الماشي إلى المسجد في الظلمة00 فإنه لما اخترق بذهابه الى بيت الله حجب الظلام00 ليصلي الفجر مع الإمام عوضه الله بنور كامل تام يوم يجمع الأنام!
فضل الصلاة في المسجد
وتذكر أن المسجد هو سوق رابح لاكتساب الآخرة00 فالخطوات إليه حسنات00 والمكوث فيه رحمات00 وانتظار الصلاة فيه صلاة0
1 - ثواب انتظار الصلاة في المسجد
فعني أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال00
0( لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة )
متفق عليه
فتأمل 00 أخي 00في هذا الفضل الكبير من الله00 فجلسة منك في سارية من سواري بيت الله تعدل ثواب الصلاة0 مع ما تولده تلك الجلسة في النفس من إطمئنان وهدوء0 وراحة وخشوع0 وسكينة ونضارة! فأين من يضيع إعمار بيت الله00 ويجلس في بيته لاهياً ساهياً حتى إذا أوشك الإمام على الإنتهاء من الصلاة دخل المسجد على استثقال وإهمال! أين هو من هذا الأجر العظيم! بل إن المؤمن حينما يجلس في المسجد ينتظر الصلاة لتصلي عليه ملائكة الرحمن0 وتدعو له بالرحمة والمغفرة مكانه0 كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال0
( الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث0 تقول اللهم اغفر له0 اللهم ارحمه )
قال معاذ بن جبل000 من رأى أن من في المسجد ليس في الصلاة إلا من كان قائماً فإنه لم يفقه0
وقال سعيد بن المسيب00 من جلس في المسجد فإنما يجالس ربه0 وهل من يجالس ربه في بيته0 بالذكر0 وتدبر القرآن0 وتعلم العلم وتعليمه والدعاء00 كمن يجلس أمام تفاهات التمثيل وسفاسف اللهو واللعب!
سارت مشرقة وسرت مغرّبا 000 شتان بين مُشرّق ومغرّب
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة العشاء الى نصف الليل ترغيباً في أجر انتظار الصلاة00 فعن أنس رضي الله عنه0 أن رسول الله أخّر ليلة صلاة العشاء الى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه بعدما صلى فقال00
0( صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة من انتظرتموها )رواه البخاري
فاحرص أخي على التبكير الى المسجد00 واحرص على الصف الأول يمين الإمام أو خلف قفاه0 إن أمكنك وإلا أقرب موضع إليه0 فإن للصلاة قرب الإمام أجراً عظيماً وتأثيراً عجيباً على المصلي!
فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال00
( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا )
متفق عليه
2 - ثواب الصلاة في جماعة00
وثواب صلاة الجماعة لا يخفى على أحد0 فقد قال00
00( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة )
رواه البخاري ومسلم والفذّ هو الواحد.
ولا أدري كيف يزهد مسلم في هذا الخير العظيم ويؤثر بيته فيصلي فيه0 وكأنه قد ضمن لنفسه ما يكفيه للنجاة من النار ودخول الجنة0
فاحذر 00أخي 00 أن تغالط نفسك0 فتحرمها من هذا الأجر الكبير0 وإياك أن تتأثر بمن ضعف إيمانه وهان دينه0 فآثر بيته على بيت الله0 وهواه على أمر الله
فعن أبي هريرة قال00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء0 ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا )
رواه البخاري ومسلم
فتأمل في صفة المنافقين0 فإن علامتهم أن تتثاقل رؤوسهم عن أداء صلاة الصبح وصلاة العشاء00 فكيف يرضى مؤمن لنفسه أن يكسب صفة من صفات النفاق! ويضيع على نفسه الأجر العظيم0
فقد قال 00
( من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة0 ومن صلى العشاء والفجر في جماعة0 كان له قيام ليلة )
رواه الترمذي وقال00 حديث حسن صحيح
وكثير من الشباب يعتذر عن الذهاب الى المسجد بالعياء أو ببعد المسجد أو نحوها من الاعتذارات00 ثم هو إذا دعي الى مباراة رياضية أو سهرة في البر00 قام لها قومة الفارس المغوار0
وهذا ابن أم مكتوم المؤذن رضي الله عنه يستفسر من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة الطريق إلى المسجد ملتمساً العذر يقول00 يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوّام والسباع0 فقال رسول الله0
( تسمع حيّ على الصلاة0 حيّ على الفلاح فحيّهلا )
ثم إن حضور صلاة الجماعة من أسباب تقوية الإيمان وقمع الشيطان00 فعن أبي الدرداء قال00 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول00
0( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان0 فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي قال00
00 إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان
قال الله عز وجل
00(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)
فطوبى لمن علق قلبه بالمساجد00 فجعلها قرة عينه00 يلتمس فيها السكينة00 وينشد فيها الطمأنينة00ويفر إليها من فتات الدنيا وشهواتها00 تالياً فيها الكتاب00 مشفقاً من العذاب00 خائفاً من الحساب00 يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه!
فعن أبي هريرة عن النبي قال00
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله0 إمام عادل0 وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل0 ورجل قلبه معلق بالمساجد0 ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه0 وتفرقا عليه0 ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال0 فقال إني أخاف الله0 ورجل تصدق بصدقة0 فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)
وينبغي للمسلم أن يتجنب مغالطة نفسه وخداعها بالاعتذارات الواهية00 فإنه سيقف وحده أمام الله0 وينظر أيمن منه ثم أشأم منه فلا يجد إلا ما قدّم! فانتبه 00 أخي الكريم 00أن يباغتك الموت00 ويفوتك الفوت00 وأنت عن المساجد معرض00 وعلى الملاهي مقبل00 وفي الصلوات مفرط00 تصلي حيناً وحيناً تشطط00
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وجعلنا من عمّار بيته000هذا والله اعلم وصلى الله وسلم