ابو البندري
04-02-2010, 01:45 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين 0هذه موسوعه شامله للفتاوي اسأل الله بمنه وكرمه ان ينفع بها الجميع000
السؤال
المستمعة أختكم في الله ميمونة من ليبيا تقول أرجو الإفادة عن كيفية صلاة الليل؟
الجواب
الشيخ: صلاة الليل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله رجل عن صلاة الليل فقال صلاة الليل مثنى مثنى أي يصلي الإنسان ركعتين ركعتين يسلم من كل ركعتين ثم يوتر والإيتار إن أحب أوتر بثلاث بتشهد واحد وإن شاء أوتر بخمس وبتشهد واحد وإن شاء أوتر بسبع بتشهد واحد وإن شاء أوتر بتسع بتشهدين يجلس عقب الثامنة ويتشهد ولا يسلم ثم يصلى التاسعة أما إذا أوتر بأحدي عشر وهو أكثر الوتر فإنه يسلم من كل ركعتين.
السؤال
المستمع من عرعر يقول هل يجوز لي أكرمكم الله أن أصلي بالأحذية وهل صلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم وما هي الحالة التي صلى فيها جزاكم الله خير؟
الجواب
الشيخ: الصلاة بالأحذية سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وقد ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قيل له هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه قال نعم وأمر صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالنعلين وقال خالفوا اليهود صلوا في نعالكم فالصلاة في النعلين سنة ثبتت بالقول والفعل ولكن إذا كان يترتب على هذه السنة مفسدة فإنها تترك من أجل المفسدة والمفسدة التي يمكن أن تقع بالصلاة في النعلين في وقتنا الحاضر هو تلويث فرش المسجد وإيذاء المصلين على هذه الفرش والمسجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن مفروشاً باللباس بل هو حصباء والحصباء تتبع ما كان في الرجل ويزول ما كان في الرجل مع هذه الحصباء كما أن بعض الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية إذا دخل المسجد بنعليه لا ينظر فيهما ولا يهتم بأسفلهما مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر من دخل المسجد أن ينظر فيما وأكثر الناس يهملون هذا فمن ثم رأي المشايخ وفقهم الله أن لا يصلوا فيها أي في النعال لئلا تحصل هذه المفسدة.
السؤال
السائل أ م ح سوداني يقيم في مملكة حائل يقول السوال الأول أريد توضيحا كافياً عن صلاة التهجد وخاصة مسألة الشفع والوتر لأنني سمعت كثيرا بأنه لا صلاة بعد الوتر وهل لي أن أوخر الشفع والوتر أم الوتر فقط إلى ما بعد القيام أرجو من فضيلة الشيخ الإجابة مأجورين؟
الجواب
الشيخ: التهجد في الليل يعني القيام في آخر الليل بعد النوم والسنة في ذلك إذا قام الإنسان من نومه أن يذكر الله عز وجل ويقول الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور أو أحيانا بعد ما آماتنا وإليه النشور ثم يدعو بماء شاء ثم يقرأ قول الله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) إلى آخر السورة سورة آل عمران ثم يتوضأ ويستاك في هذا الوضوء وهو سنه في هذا الوضوء أو كد من غيره ثم يصلي ركعتين خفيفتين ثم بعد ذلك يصلي صلاة التهجد التي يطيل فيها ما شاء ثم يختمها بالوتر ركعة يختم بها صلاة الليل لقول النبي صلاة الله عليه وسلم حين سئل كيف صلاة الليل قال مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى هذه صفة التهجد أما الوتر فهو أقله ركعة وأدنى الكمال فيه ثلاثة ركعات ووقته ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وهذا الوقت من صلاة العشاء يشمل ما إذا جمعت إلى ما قبلها فلو جمع الإنسان صلاة العشاء إلى المغرب وصلاها في وقت المغرب فإنه وقت الوتر قد يكون قد دخل وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوقت المستحب للوتر فقال عليه الصلاة والسلام من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ولكن لو أن الإنسان أخر الوتر بناءً على أنه سيقوم في أخر الليل ولم يقم حتى طلع الفجر فإنه لا يقضيه بعد طلوع الفجر إلا في النهار فإذا جاء النهار صلاه شفعا لا وترا فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث صلى أربعا وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس صلى ستا وإذا كان من عادته أن يوتر بواحدة صلى اثنتين لحديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم إذا غلبه نوم أو وجع يعني من صلاة الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة.
السؤال
بارك الله فيكم هذا السائل يسأل فضيلة الشيخ عن صلاة الضحى وعن عدد ركعاتها؟
الجواب
الشيخ: صلاة الضحى سنة سنها النبي صلي الله علية وسلم بقوله وفعله أما فعله فإنه كان يصلي ركعتي الضحى أحيانا وأما قوله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على كل عضو من أعضائك صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس لكن هذا ليست صدقة مال بل هي كل ما يقرب إلى الله فإماطة الأذى عن الطريق صدقة والتهليل صدقة والتكبير صدقة والتحميد صدقة وقرأءة القرآن صدقة حتى قال عليه الصلاة والسلام ويجزئ من ذلك ركعتان يركعاهما من الضحى وهذا الترغيب في ركعتي الضحى فيسن للإنسان أن يصلي ركعتي الضحى كل يوم ووقتها أي وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبل الزوال بنحو عشر دقائق أي بعد طلوع الشمس بربع ساعة إلى ما قبل الزوال بنحو عشر دقائق وهذا كله وقتاً لها فوقتها واسع.
السؤال
بارك الله فيك السؤال الأخير من رسالة المستمع أخ سوداني يقول أنا رجل أرعى الغنم وفي فصل الشتاء غالبا ما تكون ملا بسي متسخة يتعذر خلعها واستبدالها في كل وقت خاصة في أيام البرد الشديد فهل من الممكن أن أقوم بصلاة الليل وتلاوة القرآن على هذه الحالة بتيمم فقط.
الجواب
الشيخ: نعم إذا كنت راعي غنم فالغنم طاهرة بولها طاهر وروثها طاهر وريقها طاهر ولبنها طاهر حتى لو تلوثت الثياب بها ببولها أو بروثها أو بغير ذلك فإن الثياب طاهرة تجوز فيها الصلاة وتجوز فيها قراءة القرآن والتهجد في الليل وغير ذلك من الصلوات.
السؤال
صليت في أحد المساجد وقت الظهر وقد نزل مطر كثير وعند المسجد بحيرة من الماء فجمع الإمام الظهر مع العصر وأما مسجدنا فكان مناسباً لا يصلح معه الجمع فهل صلاتي في المسجد الآخر الذي جمع صحيحة وإذا كانت غير صحيحة فهل أعيد صلاة العصر الآن أفيدوني مأجورين؟
الجواب
الشيخ: إذا صليت مع جماعة وكان إمامهم يجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء وكان سبب الجمع قائما وهو العذر فإن صلاتك صحيحة ولا يجب عليك إعادتها أما إذا أراد الإمام أن يجمع وكان السبب أي سبب الإباحة للجمع غير قائم فإنك تنصحه أولاً قبل أن يشرع في الجمع لأن الجمع بدون عذر شرعي كبيرة من كبائر الذنوب وإن الصلاة لا تصح إذا كانت جمع تقديم لإنها صليت قبل وقتها أعني الصلاة الثانية لا تصح لأنها صليت قبل وقتها فإن أصر على أن يجمع فلا تنصرف أنت صل معهم وانوها نافلة فإذا جاء وقت العشاء أو العصر فصلها وذلك لأن خروجك في هذه الحال يؤدي إلى الشقاق والنزاع والكراهية منك أو عليك.
السؤال
هل يجوز رفع الآذان بدون وضوء؟
الجواب
الشيخ: نعم يجوز للمؤذن أن يؤذن بغير وضوء لأن الوضوء ليس شرطاً لصحة الآذان بل قال العلماء إن الشخص يصح أن يؤذن وهو جنب إذا كانت المنارة خارج المسجد ولكن يكره أن يؤذن وهو جنب لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب حتى يتوضأ.
السؤال
يقول هذا السائل فضيلة الشيخ بالنسبة للآذان في غير اتجاه القبلة ما حكمه؟
الجواب
الشيخ: اتجاه القبلة حال الآذان سنة وليس بشرط لصحة الآذان فلو أذن ووجهه إلى اليمين أو الشمال أمام القبلة أو خلف القبلة فإن الأذان صحيح لكنه لا ينبغي أن يفعل ذلك لأن الأذان ذكر ودعاء ونداء إلى الصلاة والذي ينبغي أن يكون فيه مستقبل القبلة.
السؤال
بارك الله فيكم خالد من الأردن يقول أنه يعمل في عمل يتطلب منه الاستمرار بعد صلاة الفجر إلى بعد صلاة الظهر إن لم يكن العصر ومكان العمل يبعد عن المسجد بحوالي اثنين كيلو متر ونسمع الآذان ولكن العمل نفسه يتطلب البقاء أو يتطلب أن نبقى في محلنا فما حكم الصلاة الفرضية في ذلك المكان وهل الصلاة صحيحة أم لا بد من الحضور مع صلاة الجماعة بالمسجد فضيلة الشيخ؟
الجواب
الشيخ: الواجب على الإنسان أن يحضر الصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين ولكن إذا كان في عمل كما قال السائل لا يمكن معه أن يذهب إلى الصلاة في المسجد فليصل جماعة في مكانه مع إخوانه وزملائه لقول الله تعالى (فاتقو الله ما استطعتم) وقوله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وليعلم هذا السائل ومن سمع جوابي هذا أن صلاة الجماعة واجبة فرض على العيان وأن فيها أجرا عظيما قال فيها رسول صلي الله علية وسلم (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة) وهمَّ صلى الله عليه وسلم أن يحرق المتخلفين فقال صلي الله علية وسلم (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة أو قال لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار).
السؤال
ذهب رجل للمسجد لصلاة الجمعة وبعد أن حضر الإمام إلى المنبر وبدأ خطبة الجمعة جاء ابن هذا الرجل وقال إن حريقا شب في البيت فخرج الرجل مستنفرا البعض من المصلين فأطفوا الحريق وعادوا إلى المسجد وقد انتهت الصلاة فما حكم ذلك وما حكم الناس الذين فاتتهم الصلاة أرشدونا جزاكم الله خيرا؟
الجواب
الشيخ: ذلك لا بأس به أي أن الإنسان إذا تخلف عن الجمعة أو غادر مكان الجمعة ولو بعد حضور الإمام من أجل إطفاء الحريق الذي في بيته أو في بيت أخيه المسلم فلا بأس به بل قد يكون هذا واجباً عليه وإذا فاتته الصلاة فإنه يكتب له أجرها كاملا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المعذور (من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما) فلا حرج على هذا الرجل الذي خرج بعد أن حضر الإمام حين قيل له أن بيتك قد شب فيه الحريق ولا حرج على الآخرين الذين قاموا بمساعدته وإذا كانوا رجعوا إلى المسجد بعد أن انتهت الصلاة فإنهم يصلونها ظهرا لأن كل من فاتته صلاة الجمعة فإنه يصليها ظهرا أما من أدرك بعض صلاة الجمعة فينظر إن أدرك ركعة كاملة فإنه يصليها جمعة وإن أدرك أقل من ركعة بأن جاء والإمام قد رفع رأسه من الركوع في الثانية فإنه يصليها ظهرا.
السؤال
أبو أسامة من سوريا يقول كيف يخشع المسلم في صلاته وما عدد الحركات التي تبطل الصلاة؟
الجواب
الشيخ: الخشوع في الصلاة ليس هو البكاء كما يظنه بعض العامة لكن البكاء من أثر الخشوع، الخشوع هو طمأنينة القلب وثباته مع سكون الأطراف أي الجوارح اليدين والرجلين والبصر والرأس والخشوع هو لب الصلاة وروحها ولهذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الإنسان وهو يدافع الأخبثين أو أن يصلي وهو بحضرة طعام فقال النبي صلي الله علية وسلم (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) ولا شك أن الشيطان يهاجم المصلي بكل ما يستطيع فيفتح له من أبواب الوساوس والهواجيس ما لم يخطر له على بال من أجل أن يضيع المقصود الأعظم في الصلاة وهو الخشوع فتجد الشيطان يطيح به يمينا وشمالا ويفتح له كل باب ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطانا طباً لهذا بأن يتفل الإنسان على يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه يذهب بإذن الله والتفل على اليسار إذا كان الإنسان في غير المسجد واضح لكن إذا كان في المسجد أو كان على يساره أحد من المصلين فإنه لا يتفل عن يساره ولكن يلتفت إلى يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم إنه من أسباب الخشوع أيضا الحرص على التفكر والتأمل فيما تقوله في الصلاة إن كان قرآناً فبمعني القرآن وإن كان دعاء فباستحضار أنك محتاج إلى هذا الدعاء وأن الله قريب مجيب وما أشبه ذلك فإذا فعلت هذا وكنت تتأمل ما تقوله وتفعله في صلاتك فإن هذا مما يعين على الخشوع في الصلاة وليعلم أن أهل العلم اختلفوا رحمهم الله فيما إذا غلبت الهواجيس على الصلاة أو أكثرها هل تكون مجزئة مبرئة للذمة على قولين منهم من قال إذا غلبت الوساوس على الصلاة وكان أكثر صلاته هواجيس فإن صلاته لا تصح لفقد الخشوع والخضوع فيها ولأنه جاء في الحديث أن الإنسان ينصرف من صلاته وما كتب له إلا ربعها وإلا عشرها وما أشبه ذلك ولكن أكثر أهل العلم على أن الصلاة مجزئة تبرأ بها الذمة لكنها ناقصة جدا على كل حال ليحذر الإنسان من انفتاح هذه الوساوس عليه وليقم بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من التفل عن اليسار ثلاث والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإن الله تعالى يذهب ذلك عنه وأما الحركات التي تبطل الصلاة فليس لها عدد معين ولكن الحركات التي تنافي الصلاة بحيث تكون كثيرة متوالية هي التي تكون حراما وتبطل الصلاة إن وقعت من المصلي إلا أن تكون لضرورة كالهرب من النار أو سبع أو عدو أو ما أشبه ذلك فإنها لا تبطل الصلاة ولو كثرت وتوالت لقوله تعالى (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً).
السؤال
هل تجوز الصلاة بكمامات اليد أي الدسوس أرى بعض الاخوة في أيام البرد يصلون بها؟
الجواب
الشيخ: لا حرج علي الإنسان إذا صلي في الدسوس في أيام البرد لان ذلك حاجة والحاجة تبيح ما كان الأفضل تركه وكذلك لا حرج إذا كانت الأرض حارة أو باردة بردا يذهب الخشوع أو كان فيها حصى يذهب الخشوع أو ما أشبه ذلك إن يضع الإنسان بينه وبين هذه الأرض طرف ثوبه أو طرف غترته أو ما أشبه ذلك لأن هذا يؤذي الإنسان إذا سجد عليه ويذهب عنه الخشوع فإذا وضع علي الأرض ما يذهب به هذا الذي يحصل به هذا الضرر فلا حرج.
السؤال
يقول هذا السائل ك ع أثناء الصلاة تحدث عندي نوع من الكسل من كثرة همومي وتعبي في العمل أثناء النهار بحيث لا أستطيع الصلاة في الوقت المحدد علما بأنني أخشع كثيرا عند سماعي لأي خطبة في يوم الجمعة لدرجة البكاء؟
الجواب
الشيخ: لا بد أن تصلي في الوقت ولا يحل للإنسان إن يؤخر الصلاة عن وقتها بأي حال من الأحوال وعليه أن يصلي على حسب استطاعته قال النبي صلي الله علية وسلم لعمران بن حصين (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) لكن إذا كان الإنسان مريضا يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فله أن يجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما أو بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما وأما تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها بلا عذر شرعي فإن ذلك حرام ولا يحل له بل إنها لا تقبل منه إذا أخرها عن وقتها لغير عذر شرعي لأنه إذا أخرها عن وقتها لغير عذر شرعي فقد أتى بها على وجه ليس عليه أمر الله ورسوله وقد ثبت عن النبي صلي الله علية وسلم أنه قال (من عمل عمل ليس علية أمرنا فهو رد) وقد بلغني أن بعض العمال هدانا الله وإياهم يؤخرون الصلوات الخمس إلى أن يأتوا إلى فراش النوم فلا يصلون الفجر ولا الظهر ولا العصر ولا المغرب ولا العشاء الا اذا جاءوا ينامون وهذا حرام عليهم والصلاة التي لم يصلوها في وقتها لا تقبل منهم بل مردودة عليهم فعليهم أن يتقو الله عز وجل وأن يعلموا أن إقامة الصلاة من أسباب الرزق قال الله تبارك وتعالي (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)
السؤال
تقول إذا كنت أصلي وحدي وأخطأت في قراءة آية ولم أستطع أن أكملها واختلطت علي بآية أخرى فماذا علي أن أفعل وأنا في الصلاة؟
الجواب
الشيخ: لك أن تفعلي واحداً من أمرين أما أن تنتقلي إلى الآية التي بعدها وإما أن تركعي لأن الأمر في هذا واسع.
السؤال
هذا أبو تركي من الزلفي يقول السجادة إذا كانت رسومها معكوسة إلى غير القبلة فهل تجوز الصلاة معها؟
الجواب
الشيخ: نعم الصلاة علي السجادة جائزة سواء كان اتجاهها إلى القبلة أو إلى غير القبلة ما دمت أنت أيها المصلي متجها إلى القبلة ولكن هل يجب علي الإنسان أن يصلي علي السجادة أو يشرع له أن يتخذ سجادة يصلي عليها الجواب لا يجب عليه أن يصلي علي السجادة ولا يشرع أن يتخذ سجادة يصلي عليها ولكن إذا كان البيت تكثر فيه النجاسات واتخذ السجادة ليسجد عليها ليصلي علي مكان طاهر ليقيه فلا بأس وإلا فالأصل أنك تصلي في أي مكان من البيت وفي أي ربعة من البيت سواء كان مفروشا أو غير مفروشا وسواء أن كان مفروشا فرشا عاما أو خاصا فإن الأصل أنك تصلي في البيت حيثما أردت.
السؤال
المستمع من الأردن يقول كثير من أئمة المساجد يقنتون في صلاة الفجر في الركعة الثانية ويدعون بدعاء اللهم أهدنا فيمن هديت ويزيدون عليه أدعية أخرى مختلفة ويجعلون هذا الدعاء مختصا بصلاة الفجر دون الصلوات الأخرى وبشكل مستمر وليس كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا في دعاء النوازل لمدة معينة وبعضهم نسي هذا الدعاء وسجد سجود السهو ما حكم هذا القنوت وماذا يفعل المؤتم إذا قنت الإمام هل يرفع يديه مع المؤتمين ويقول أمين أم يبقي يديه إلي جنبيه ويبقى صامتا ولا يشترك معهم في هذا الدعاء نرجو التوجيه مأجورين؟
الجواب
السؤال: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين القنوت في صلاة الفجر بصفة مستمرة لغير سبب شرعي يقتضيه مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت في صلاة الفجر على وجه مستمر لغير سبب شرعي والذي ثبت عنه من القنوت في الفرائض أنه كان يقنت في الفرائض عند وجود سبب كتسلط المشركين علي المستضعفين من المسلمين ونحو ذلك وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أنه يقنت في الفرائض إذا نزلت بالمسلمين نازلة تستدعي ذلك ولا يختص هذا بصلاة الفجر بل في جميع الصلوات ثم اختلفوا هل الذي يقنت الإمام وحده والمراد بالإمام من له السلطة العليا في الدولة أو يقنت كل إمام جماعة في مسجد أو يقنت كل مصل ولو منفردا فأهل العلم قالوا إن القنوت في النوازل خاص بالإمام أي بذي السلطة العليا في الدولة لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يقنت في مسجده ولم ينقل أن غيره كان يقنت في الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت فيه ممن يصلون في مساجدهم ومنهم من قال إنه يقنت كل إمام جماعة لأن النبي صلي الله علية وسلم كان يقنت لأنه إمام المسجد وقد قال صلي الله علية وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) ومنهم من قال إنه يقنت كل مصل لأن هذا أمر نازل بالمسلمين والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا على كل حال القول الراجح أنه لا يقنت في صلاة الفجر بصفة دائمة لغير سبب شرعي وأن ذلك خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأما إذا كان هنالك سبب فإنه يقنت في جميع الصلوات الخمس على الخلاف الذي أشرت إليه آنفا ولكن القنوت كما قال السائل ليس هو قنوت الوتر اللهم اهدني بمن هديت ولكن القنوت هو الدعاء بما يناسب الحال التي من أجلها شرع القنوت كما كان ذلك هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم إن السائل قال إذا كان الإنسان مأموما هل يتابع هذا الإمام فيرفع يديه ويؤمِّن معه أم يرسل يديه على جنبيه والجواب على ذلك أن يقول بل يؤِّمن على دعاء الإمام ويرفع يديه تبعا للإمام وخوفا من المخالفة وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على أن الرجل إذا ائتم بإمام يقنت في صلاة الفجر فإنه يتابعه ويؤمِّن على دعائه مع أن الإمام أحمد رحمه الله لا يرى مشروعية القنوت في صلاة الفجر في المشهور عنه لكنه رحمه الله رخص في ذلك أي في متابعة الإمام إذا قنت في صلاة الفجر خوفا من الخلاف الذي قد يحدث معه خلاف القلوب وهذا هو الذي جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فإن أمير المومنين عثمان بن عفان في آخر خلافته كان يتم الصلاة في منى في الحج فأنكر عليه من أنكر من الصحابة ومع ذلك فإنهم كانوا يتابعونه ويتمون الصلاة ويذكر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قيل له يا أبا عبد الرحمن كيف تصلي مع أمير الممنين عثمان رضي الله عنه أربعاً ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر يفعلون ذلك فقال رضي الله عنه الخلاف شر وبقي في قول السائل أو يرسل يديه على جنبه فإن ظاهر كلامه أنه يظن أن المشروع بعد الرفع من الركوع إرسال اليدين على الفخذين وهذا وإن قال به من قال من أهل العلم قول مرجوح والصحيح الذي دلت عليه السنة أن المصلي إذا رفع من الركوع فإنه يصنع في يديه كما صنع قبل الركوع أي يضع يده اليمنى على اليسرى فوق الصدر ودليل ذلك حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان الناس يأمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى وهذا ثابت في صحيح بخاري وقوله في الصلاة يعم جميع أحوال الصلاة لكن يخرج منه حال السجود لأن اليدين على الأرض وحال الجلوس لأن اليدين على الفخذين وحال الركوع لأن اليدين على الركبتين فما عدا ذلك تكون فيه اليد اليمنى على ذراع اليد اليسرى كما يقتضيه هذا العموم هذا هو القول الراجح في هذه المسألة وبعض العلماء قال إن السنة أن يرسل يديه بعد الركوع والإمام أحمد رحمه الله قال يخير بين أن يضع يده اليمنى على اليسرى أو يرسلهما لكن اتباع ما دل عليه حديث سهل بن سعد أولى وهو أن يصنع في يديه بعد الركوع كما كان يصنع فيهما قبل الركوع وليس الشأن في أن هذا المشروع أو ذاك لكن الشأن ما سلكه بعض الإخوة المجتهدين حول هذه المسألة وأشباهها من مسائل الخلاف حيث يظن أن الخلاف فيها كبير ورتبوا على ذلك الولاء والبراء حتى كانوا ينكرون إنكاراً بالغاً على من خالفهم في هذا الأمر ولا شك أن هذا مسلك مخالف لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ولما قاله أهل العلم في أن مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيه الاجتهاد لا ينكر فيهما على المرء لأن قول كل واحد من الناس ليس حجة على الآخرين إلا المعصوم محمد صلي الله علية وسلم ولهذا فإني بهذه المناسبة أوجه نصيحتي لإخواني الذين وفقهم الله للاستقامة والاتجاه السليم والحرص على اتباع السنة ألا يجعلوا من هذا الخلاف سبب لاختلاف القلوب والتسلط بالألسن على غيرهم وأكل لحوم الناس وضرب أراء العلماء بعضها ببعض فإن في ذلك شراً وفساداً كبيراً نسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله وسلم.
السؤال
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ من أسئلة المستمع محمود سعيد من الأردن يقول بأنه موظف يعمل بالورديات وقد تكون ورديته يوم الجمعة وتفوته صلاة الجمعة وقد يفوته أكثر من جمعتين متتاليتين فهل لهذا الموظف من رخصة مع أنه لا يستطيع أن يترك هذا العمل لقلة الوظائف وهي مصدر الرزق نرجو الإفادة؟
الجواب
الشيخ: هذا العمل الذي أشار إليه لا شك أن فيه فائدتين فائدة خاصة وفائدة عامة أما الفائدة الخاصة فهي ما ذكر أن فيها مصدر رزقه والرزق على الله عز وجل لكنه سبب والثانية أن فيه حفظ للأمن وللمصلحة التي وجه إليها ومعلوم أن الناس لو تخلو عن هذه المصالح لحصل اختلال في الأمن وربما يحصل ضيق إذا كانت مصادر الرزق قليلة في البلد وعلى هذا فيكون معذوراً في ترك صلاة الجمعة ولا يأثم في ذلك لكن ينبغي للمسؤلين عن هذا السائل أن يجعلوا المسألة دورية بحيث تكون طائفة منهم يصلون جمعة في هذا الأسبوع وطائفة أخري يصلونها في الأسبوع الثاني وهكذا لأن ذلك هو العدل ولئلا يبقى الإنسان تاركا لصلاة الجمعة دائماً.
السؤال
المستمعة فائزة محمد من ليبيا تقول البعض من الناس يا فضيلة الشيخ يصلي الصلاة الفائتة وأقصد الصلاة التي تهاون في أدائها مثلا شخص لم يصلي إلا وعمره في العشرين ثم أراد أن يقضي ما فات ذلك فيصلي مع كل وقت وقتاً آخر فما رأيكم في ذلك مأجورين؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول لإخواني المستمعين إن الصلاة شأنها عظيم وخطرها جسيم وليس شيء من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة كما قال ذلك عبد الله بن شقيق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة فالواجب على المؤمن أن يتقي الله عز وجل وأن يحافظ على الصلاة كما أمره بذلك ربه (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) وكما أثني الله عز وجل على الذين يحافظون على صلواتهم وجعل ذلك من أسباب إرث الفردوس وهو أعلى الجنة والصلوات نور في القلب وفي الوجه وفي القبر نور تزول به ظلمات الجهل الصلوات صلة بين الإنسان وبين ربه يقف بين يديه يناجيه بكلامه وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي نصفين وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) فلا يليق بالمؤمن أن يضيع هذه الفرصة العظيمة أن يضيع مناجاة الله سبحانه وتعالى بالسهو واللهو ولاشك أن الإنسان الذي يعرف ما للصلاة من قيمة في الإسلام وما لها من ثواب وأجر عند الله عز وجل أنه لا يضيع هذه الصلاة أبدا ولهذا كانت إضاعتها وتركها كفرا مخرجا عن الملة على القول الراجح من أقوال أهل العلم دليله من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح أما الكتاب فقد قال الله تعالى في المشركين (فإن تابوا و أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) فجعل الله تعالى شرط كونهم اخوة لنا في الدين أن يتوبوا من الشرك و أن يقيموا الصلاة وأن يؤتوا الزكاة فإذا تخلف الشرط كلا أو بعضا فإن المشروط لا يتم ولا يمكن أن تنتفي الاخوة الإيمانية إلا بالخروج عن الإيمان كلية وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) وروى عنه أصحاب السنن أنه قال صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم أي بين المشركين والكافرين الصلاة فمن تركها فقد كفر) ونقل عبد الله بن شقيق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة والنظر الصحيح يقتضي ذلك فإنه لا يمكن لشخص يكون في قلبه إيمان وهو يعلم عظم الصلاة وفائدتها والوعيد على من تهاون بها أن يدعها أبدا ومن هنا يتبين لنا الجواب أي جواب السؤال الذي أوردتموه فنقول إن هذا الذي ترك الصلاة من حين بلغ إلى أن تم له عشرون سنة وهو يعلم وجوبها لا يقضيها لأنه في هذه المدة كافر والكافر لا يقضي ما فاته من الأعمال لقول الله تعالى) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) وإذا قدرنا أنه ليس بكافر لجهله وتهاونه أو اعتقاد أن ترك الصلاة ليس بكفر كما هو رأي لكثير من العلماء فإنه لا يقضيها أيضا على القول الراجح وإن قضاها لم تقبل منه لأن الله سبحانه وتعالى فرض الصلاة في أوقات معلومة فقال جل وعلا (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) فإذا أخرها عن وقتها متعمدا بلا عذر فقد أتى بها على وجه لم يؤمر به فتكون مردودة عليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وبهذا نعرف أن القول الراجح أن هذا الشاب الذي لم يصل إلا حين تم عليه عشرين سنة ليس عليه قضاء للصلوات الفائتة بعد بلوغه ولكن عليه أن يصلح عمله ويكثر من الاستغفار ومن صلاة النافلة لأن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة وأرجو له من الله عز وجل تمام المغفرة والرحمة.
السؤال
بارك الله فيكم هذه السائلة من مكة المكرمة تسأل وتقول امرأة من مكة زوجي يتسحر في رمضان في ما يقارب الثالثة صباحا وينام حتى الخامسة عصرا ثم يصلي الصلوات فهل يسمى ذلك كافرا وهل أبقى عنده أرجو الإفادة؟
الجواب
الشيخ: ليس هذا بكافر لكنه عاص وصومه ناقص جدا لقول الله تعالى) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وأي شيء أعظم من ترك الصلاة وما هذا الرجل إلا شبيه بالمستهزئ بالله عز وجل كيف يعلم أن الله أوجب عليه الصلاة وجعلها موقوتة بأوقات معلومة لا يجوز تقديمه عليها ولا يجوز تأخيره عنها ثم كيف يتقرب إلى الله تعالى بالصيام وهو يتباعد من الله في ترك الصلاة هذا قلب للأمور قلب للحقائق فالواجب عليه أن يتوب إلى الله مما صنع وأن يجدد عزيمة صادقة على أداء الصلاة في أوقاتها مع الجماعة ومن تاب تاب الله عليه.
السؤال
بارك الله فيكم هذا المستمع محمد بن أحمد اليمن الحديدة يقول فضيلة الشيخ عندما أدخل في الصلاة أشعر بالخشوع في الركعتين الأولى والثانية وبعد ذلك أفقد الخشوع ولا أدرك ذلك إلا في نهاية الصلاة فأندم على ذلك فماذا أفعل وما السبيل إلى ذلك مأجورين؟
الجواب
الشيخ: السبيل إلى إبقاء الخشوع أن تنتهي عن كل ما يرد على قلبك من الوساوس والهواجس وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وقد شكي هذا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي كثرة الوساوس فأمر المصلي أن يتفل عن يساره ثلاث مرات ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ففعل الرجل ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأذهب الله عنه ما يجد فليكن دائما مستحضرا عظمة الله سبحانه وتعالى وأنه واقف بين يديه يناجيه بكلامه ويتقرب إليه بدعائه ويتملق إليه بإلحاحه بالدعاء فإن هذا كله مما يعين الإنسان على حضور القلب في الصلاة.
السؤال
بارك الله فيكم له سؤال آخر يقول هل تصح إمامة من لا يحسن القراءة؟
الجواب
الشيخ: إمامة من لا يحسن القراءة فيها تفصيل فإن كان لا يحسن القراءة الواجبة بحيث يلحن في الفاتحة لحنا يحيل المعنى فإن إمامته لا تصح لأن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة وإن كان يلحن لحنا لا يحيل المعنى أو كان لحنا يحيل المعنى في غير الفاتحة ولم يتقصده فإن صلاته لا تبطل لكن مع ذلك لا ينبغي أن يكون هذا إماما لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وإذا كان هذا لا يحسن القراءة فكيف يكون إماما ولكن ينبغي أن يقال إن من الأئمة القدامى الذين هم أئمة منصوبون في هذه المساجد من لا يحسن القراءة فنقول يعلم هذا كيف يقرأ فإن استقام لسانه فذاك وإن لم يستقم فإنه يرفع الأمر إلى الجهات المسئولة لينظر في شأنه.
السؤال
المستمعة أختكم في الله ميمونة من ليبيا تقول أرجو الإفادة عن كيفية صلاة الليل؟
الجواب
الشيخ: صلاة الليل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله رجل عن صلاة الليل فقال صلاة الليل مثنى مثنى أي يصلي الإنسان ركعتين ركعتين يسلم من كل ركعتين ثم يوتر والإيتار إن أحب أوتر بثلاث بتشهد واحد وإن شاء أوتر بخمس وبتشهد واحد وإن شاء أوتر بسبع بتشهد واحد وإن شاء أوتر بتسع بتشهدين يجلس عقب الثامنة ويتشهد ولا يسلم ثم يصلى التاسعة أما إذا أوتر بأحدي عشر وهو أكثر الوتر فإنه يسلم من كل ركعتين.
السؤال
المستمع من عرعر يقول هل يجوز لي أكرمكم الله أن أصلي بالأحذية وهل صلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم وما هي الحالة التي صلى فيها جزاكم الله خير؟
الجواب
الشيخ: الصلاة بالأحذية سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وقد ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قيل له هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه قال نعم وأمر صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالنعلين وقال خالفوا اليهود صلوا في نعالكم فالصلاة في النعلين سنة ثبتت بالقول والفعل ولكن إذا كان يترتب على هذه السنة مفسدة فإنها تترك من أجل المفسدة والمفسدة التي يمكن أن تقع بالصلاة في النعلين في وقتنا الحاضر هو تلويث فرش المسجد وإيذاء المصلين على هذه الفرش والمسجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن مفروشاً باللباس بل هو حصباء والحصباء تتبع ما كان في الرجل ويزول ما كان في الرجل مع هذه الحصباء كما أن بعض الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية إذا دخل المسجد بنعليه لا ينظر فيهما ولا يهتم بأسفلهما مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر من دخل المسجد أن ينظر فيما وأكثر الناس يهملون هذا فمن ثم رأي المشايخ وفقهم الله أن لا يصلوا فيها أي في النعال لئلا تحصل هذه المفسدة.
السؤال
السائل أ م ح سوداني يقيم في مملكة حائل يقول السوال الأول أريد توضيحا كافياً عن صلاة التهجد وخاصة مسألة الشفع والوتر لأنني سمعت كثيرا بأنه لا صلاة بعد الوتر وهل لي أن أوخر الشفع والوتر أم الوتر فقط إلى ما بعد القيام أرجو من فضيلة الشيخ الإجابة مأجورين؟
الجواب
الشيخ: التهجد في الليل يعني القيام في آخر الليل بعد النوم والسنة في ذلك إذا قام الإنسان من نومه أن يذكر الله عز وجل ويقول الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور أو أحيانا بعد ما آماتنا وإليه النشور ثم يدعو بماء شاء ثم يقرأ قول الله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) إلى آخر السورة سورة آل عمران ثم يتوضأ ويستاك في هذا الوضوء وهو سنه في هذا الوضوء أو كد من غيره ثم يصلي ركعتين خفيفتين ثم بعد ذلك يصلي صلاة التهجد التي يطيل فيها ما شاء ثم يختمها بالوتر ركعة يختم بها صلاة الليل لقول النبي صلاة الله عليه وسلم حين سئل كيف صلاة الليل قال مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى هذه صفة التهجد أما الوتر فهو أقله ركعة وأدنى الكمال فيه ثلاثة ركعات ووقته ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وهذا الوقت من صلاة العشاء يشمل ما إذا جمعت إلى ما قبلها فلو جمع الإنسان صلاة العشاء إلى المغرب وصلاها في وقت المغرب فإنه وقت الوتر قد يكون قد دخل وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوقت المستحب للوتر فقال عليه الصلاة والسلام من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ولكن لو أن الإنسان أخر الوتر بناءً على أنه سيقوم في أخر الليل ولم يقم حتى طلع الفجر فإنه لا يقضيه بعد طلوع الفجر إلا في النهار فإذا جاء النهار صلاه شفعا لا وترا فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث صلى أربعا وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس صلى ستا وإذا كان من عادته أن يوتر بواحدة صلى اثنتين لحديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم إذا غلبه نوم أو وجع يعني من صلاة الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة.
السؤال
بارك الله فيكم هذا السائل يسأل فضيلة الشيخ عن صلاة الضحى وعن عدد ركعاتها؟
الجواب
الشيخ: صلاة الضحى سنة سنها النبي صلي الله علية وسلم بقوله وفعله أما فعله فإنه كان يصلي ركعتي الضحى أحيانا وأما قوله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على كل عضو من أعضائك صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس لكن هذا ليست صدقة مال بل هي كل ما يقرب إلى الله فإماطة الأذى عن الطريق صدقة والتهليل صدقة والتكبير صدقة والتحميد صدقة وقرأءة القرآن صدقة حتى قال عليه الصلاة والسلام ويجزئ من ذلك ركعتان يركعاهما من الضحى وهذا الترغيب في ركعتي الضحى فيسن للإنسان أن يصلي ركعتي الضحى كل يوم ووقتها أي وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبل الزوال بنحو عشر دقائق أي بعد طلوع الشمس بربع ساعة إلى ما قبل الزوال بنحو عشر دقائق وهذا كله وقتاً لها فوقتها واسع.
السؤال
بارك الله فيك السؤال الأخير من رسالة المستمع أخ سوداني يقول أنا رجل أرعى الغنم وفي فصل الشتاء غالبا ما تكون ملا بسي متسخة يتعذر خلعها واستبدالها في كل وقت خاصة في أيام البرد الشديد فهل من الممكن أن أقوم بصلاة الليل وتلاوة القرآن على هذه الحالة بتيمم فقط.
الجواب
الشيخ: نعم إذا كنت راعي غنم فالغنم طاهرة بولها طاهر وروثها طاهر وريقها طاهر ولبنها طاهر حتى لو تلوثت الثياب بها ببولها أو بروثها أو بغير ذلك فإن الثياب طاهرة تجوز فيها الصلاة وتجوز فيها قراءة القرآن والتهجد في الليل وغير ذلك من الصلوات.
السؤال
صليت في أحد المساجد وقت الظهر وقد نزل مطر كثير وعند المسجد بحيرة من الماء فجمع الإمام الظهر مع العصر وأما مسجدنا فكان مناسباً لا يصلح معه الجمع فهل صلاتي في المسجد الآخر الذي جمع صحيحة وإذا كانت غير صحيحة فهل أعيد صلاة العصر الآن أفيدوني مأجورين؟
الجواب
الشيخ: إذا صليت مع جماعة وكان إمامهم يجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء وكان سبب الجمع قائما وهو العذر فإن صلاتك صحيحة ولا يجب عليك إعادتها أما إذا أراد الإمام أن يجمع وكان السبب أي سبب الإباحة للجمع غير قائم فإنك تنصحه أولاً قبل أن يشرع في الجمع لأن الجمع بدون عذر شرعي كبيرة من كبائر الذنوب وإن الصلاة لا تصح إذا كانت جمع تقديم لإنها صليت قبل وقتها أعني الصلاة الثانية لا تصح لأنها صليت قبل وقتها فإن أصر على أن يجمع فلا تنصرف أنت صل معهم وانوها نافلة فإذا جاء وقت العشاء أو العصر فصلها وذلك لأن خروجك في هذه الحال يؤدي إلى الشقاق والنزاع والكراهية منك أو عليك.
السؤال
هل يجوز رفع الآذان بدون وضوء؟
الجواب
الشيخ: نعم يجوز للمؤذن أن يؤذن بغير وضوء لأن الوضوء ليس شرطاً لصحة الآذان بل قال العلماء إن الشخص يصح أن يؤذن وهو جنب إذا كانت المنارة خارج المسجد ولكن يكره أن يؤذن وهو جنب لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب حتى يتوضأ.
السؤال
يقول هذا السائل فضيلة الشيخ بالنسبة للآذان في غير اتجاه القبلة ما حكمه؟
الجواب
الشيخ: اتجاه القبلة حال الآذان سنة وليس بشرط لصحة الآذان فلو أذن ووجهه إلى اليمين أو الشمال أمام القبلة أو خلف القبلة فإن الأذان صحيح لكنه لا ينبغي أن يفعل ذلك لأن الأذان ذكر ودعاء ونداء إلى الصلاة والذي ينبغي أن يكون فيه مستقبل القبلة.
السؤال
بارك الله فيكم خالد من الأردن يقول أنه يعمل في عمل يتطلب منه الاستمرار بعد صلاة الفجر إلى بعد صلاة الظهر إن لم يكن العصر ومكان العمل يبعد عن المسجد بحوالي اثنين كيلو متر ونسمع الآذان ولكن العمل نفسه يتطلب البقاء أو يتطلب أن نبقى في محلنا فما حكم الصلاة الفرضية في ذلك المكان وهل الصلاة صحيحة أم لا بد من الحضور مع صلاة الجماعة بالمسجد فضيلة الشيخ؟
الجواب
الشيخ: الواجب على الإنسان أن يحضر الصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين ولكن إذا كان في عمل كما قال السائل لا يمكن معه أن يذهب إلى الصلاة في المسجد فليصل جماعة في مكانه مع إخوانه وزملائه لقول الله تعالى (فاتقو الله ما استطعتم) وقوله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وليعلم هذا السائل ومن سمع جوابي هذا أن صلاة الجماعة واجبة فرض على العيان وأن فيها أجرا عظيما قال فيها رسول صلي الله علية وسلم (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة) وهمَّ صلى الله عليه وسلم أن يحرق المتخلفين فقال صلي الله علية وسلم (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة أو قال لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار).
السؤال
ذهب رجل للمسجد لصلاة الجمعة وبعد أن حضر الإمام إلى المنبر وبدأ خطبة الجمعة جاء ابن هذا الرجل وقال إن حريقا شب في البيت فخرج الرجل مستنفرا البعض من المصلين فأطفوا الحريق وعادوا إلى المسجد وقد انتهت الصلاة فما حكم ذلك وما حكم الناس الذين فاتتهم الصلاة أرشدونا جزاكم الله خيرا؟
الجواب
الشيخ: ذلك لا بأس به أي أن الإنسان إذا تخلف عن الجمعة أو غادر مكان الجمعة ولو بعد حضور الإمام من أجل إطفاء الحريق الذي في بيته أو في بيت أخيه المسلم فلا بأس به بل قد يكون هذا واجباً عليه وإذا فاتته الصلاة فإنه يكتب له أجرها كاملا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المعذور (من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما) فلا حرج على هذا الرجل الذي خرج بعد أن حضر الإمام حين قيل له أن بيتك قد شب فيه الحريق ولا حرج على الآخرين الذين قاموا بمساعدته وإذا كانوا رجعوا إلى المسجد بعد أن انتهت الصلاة فإنهم يصلونها ظهرا لأن كل من فاتته صلاة الجمعة فإنه يصليها ظهرا أما من أدرك بعض صلاة الجمعة فينظر إن أدرك ركعة كاملة فإنه يصليها جمعة وإن أدرك أقل من ركعة بأن جاء والإمام قد رفع رأسه من الركوع في الثانية فإنه يصليها ظهرا.
السؤال
أبو أسامة من سوريا يقول كيف يخشع المسلم في صلاته وما عدد الحركات التي تبطل الصلاة؟
الجواب
الشيخ: الخشوع في الصلاة ليس هو البكاء كما يظنه بعض العامة لكن البكاء من أثر الخشوع، الخشوع هو طمأنينة القلب وثباته مع سكون الأطراف أي الجوارح اليدين والرجلين والبصر والرأس والخشوع هو لب الصلاة وروحها ولهذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الإنسان وهو يدافع الأخبثين أو أن يصلي وهو بحضرة طعام فقال النبي صلي الله علية وسلم (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) ولا شك أن الشيطان يهاجم المصلي بكل ما يستطيع فيفتح له من أبواب الوساوس والهواجيس ما لم يخطر له على بال من أجل أن يضيع المقصود الأعظم في الصلاة وهو الخشوع فتجد الشيطان يطيح به يمينا وشمالا ويفتح له كل باب ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطانا طباً لهذا بأن يتفل الإنسان على يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه يذهب بإذن الله والتفل على اليسار إذا كان الإنسان في غير المسجد واضح لكن إذا كان في المسجد أو كان على يساره أحد من المصلين فإنه لا يتفل عن يساره ولكن يلتفت إلى يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم إنه من أسباب الخشوع أيضا الحرص على التفكر والتأمل فيما تقوله في الصلاة إن كان قرآناً فبمعني القرآن وإن كان دعاء فباستحضار أنك محتاج إلى هذا الدعاء وأن الله قريب مجيب وما أشبه ذلك فإذا فعلت هذا وكنت تتأمل ما تقوله وتفعله في صلاتك فإن هذا مما يعين على الخشوع في الصلاة وليعلم أن أهل العلم اختلفوا رحمهم الله فيما إذا غلبت الهواجيس على الصلاة أو أكثرها هل تكون مجزئة مبرئة للذمة على قولين منهم من قال إذا غلبت الوساوس على الصلاة وكان أكثر صلاته هواجيس فإن صلاته لا تصح لفقد الخشوع والخضوع فيها ولأنه جاء في الحديث أن الإنسان ينصرف من صلاته وما كتب له إلا ربعها وإلا عشرها وما أشبه ذلك ولكن أكثر أهل العلم على أن الصلاة مجزئة تبرأ بها الذمة لكنها ناقصة جدا على كل حال ليحذر الإنسان من انفتاح هذه الوساوس عليه وليقم بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من التفل عن اليسار ثلاث والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإن الله تعالى يذهب ذلك عنه وأما الحركات التي تبطل الصلاة فليس لها عدد معين ولكن الحركات التي تنافي الصلاة بحيث تكون كثيرة متوالية هي التي تكون حراما وتبطل الصلاة إن وقعت من المصلي إلا أن تكون لضرورة كالهرب من النار أو سبع أو عدو أو ما أشبه ذلك فإنها لا تبطل الصلاة ولو كثرت وتوالت لقوله تعالى (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً).
السؤال
هل تجوز الصلاة بكمامات اليد أي الدسوس أرى بعض الاخوة في أيام البرد يصلون بها؟
الجواب
الشيخ: لا حرج علي الإنسان إذا صلي في الدسوس في أيام البرد لان ذلك حاجة والحاجة تبيح ما كان الأفضل تركه وكذلك لا حرج إذا كانت الأرض حارة أو باردة بردا يذهب الخشوع أو كان فيها حصى يذهب الخشوع أو ما أشبه ذلك إن يضع الإنسان بينه وبين هذه الأرض طرف ثوبه أو طرف غترته أو ما أشبه ذلك لأن هذا يؤذي الإنسان إذا سجد عليه ويذهب عنه الخشوع فإذا وضع علي الأرض ما يذهب به هذا الذي يحصل به هذا الضرر فلا حرج.
السؤال
يقول هذا السائل ك ع أثناء الصلاة تحدث عندي نوع من الكسل من كثرة همومي وتعبي في العمل أثناء النهار بحيث لا أستطيع الصلاة في الوقت المحدد علما بأنني أخشع كثيرا عند سماعي لأي خطبة في يوم الجمعة لدرجة البكاء؟
الجواب
الشيخ: لا بد أن تصلي في الوقت ولا يحل للإنسان إن يؤخر الصلاة عن وقتها بأي حال من الأحوال وعليه أن يصلي على حسب استطاعته قال النبي صلي الله علية وسلم لعمران بن حصين (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) لكن إذا كان الإنسان مريضا يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فله أن يجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما أو بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما وأما تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها بلا عذر شرعي فإن ذلك حرام ولا يحل له بل إنها لا تقبل منه إذا أخرها عن وقتها لغير عذر شرعي لأنه إذا أخرها عن وقتها لغير عذر شرعي فقد أتى بها على وجه ليس عليه أمر الله ورسوله وقد ثبت عن النبي صلي الله علية وسلم أنه قال (من عمل عمل ليس علية أمرنا فهو رد) وقد بلغني أن بعض العمال هدانا الله وإياهم يؤخرون الصلوات الخمس إلى أن يأتوا إلى فراش النوم فلا يصلون الفجر ولا الظهر ولا العصر ولا المغرب ولا العشاء الا اذا جاءوا ينامون وهذا حرام عليهم والصلاة التي لم يصلوها في وقتها لا تقبل منهم بل مردودة عليهم فعليهم أن يتقو الله عز وجل وأن يعلموا أن إقامة الصلاة من أسباب الرزق قال الله تبارك وتعالي (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)
السؤال
تقول إذا كنت أصلي وحدي وأخطأت في قراءة آية ولم أستطع أن أكملها واختلطت علي بآية أخرى فماذا علي أن أفعل وأنا في الصلاة؟
الجواب
الشيخ: لك أن تفعلي واحداً من أمرين أما أن تنتقلي إلى الآية التي بعدها وإما أن تركعي لأن الأمر في هذا واسع.
السؤال
هذا أبو تركي من الزلفي يقول السجادة إذا كانت رسومها معكوسة إلى غير القبلة فهل تجوز الصلاة معها؟
الجواب
الشيخ: نعم الصلاة علي السجادة جائزة سواء كان اتجاهها إلى القبلة أو إلى غير القبلة ما دمت أنت أيها المصلي متجها إلى القبلة ولكن هل يجب علي الإنسان أن يصلي علي السجادة أو يشرع له أن يتخذ سجادة يصلي عليها الجواب لا يجب عليه أن يصلي علي السجادة ولا يشرع أن يتخذ سجادة يصلي عليها ولكن إذا كان البيت تكثر فيه النجاسات واتخذ السجادة ليسجد عليها ليصلي علي مكان طاهر ليقيه فلا بأس وإلا فالأصل أنك تصلي في أي مكان من البيت وفي أي ربعة من البيت سواء كان مفروشا أو غير مفروشا وسواء أن كان مفروشا فرشا عاما أو خاصا فإن الأصل أنك تصلي في البيت حيثما أردت.
السؤال
المستمع من الأردن يقول كثير من أئمة المساجد يقنتون في صلاة الفجر في الركعة الثانية ويدعون بدعاء اللهم أهدنا فيمن هديت ويزيدون عليه أدعية أخرى مختلفة ويجعلون هذا الدعاء مختصا بصلاة الفجر دون الصلوات الأخرى وبشكل مستمر وليس كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا في دعاء النوازل لمدة معينة وبعضهم نسي هذا الدعاء وسجد سجود السهو ما حكم هذا القنوت وماذا يفعل المؤتم إذا قنت الإمام هل يرفع يديه مع المؤتمين ويقول أمين أم يبقي يديه إلي جنبيه ويبقى صامتا ولا يشترك معهم في هذا الدعاء نرجو التوجيه مأجورين؟
الجواب
السؤال: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين القنوت في صلاة الفجر بصفة مستمرة لغير سبب شرعي يقتضيه مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت في صلاة الفجر على وجه مستمر لغير سبب شرعي والذي ثبت عنه من القنوت في الفرائض أنه كان يقنت في الفرائض عند وجود سبب كتسلط المشركين علي المستضعفين من المسلمين ونحو ذلك وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أنه يقنت في الفرائض إذا نزلت بالمسلمين نازلة تستدعي ذلك ولا يختص هذا بصلاة الفجر بل في جميع الصلوات ثم اختلفوا هل الذي يقنت الإمام وحده والمراد بالإمام من له السلطة العليا في الدولة أو يقنت كل إمام جماعة في مسجد أو يقنت كل مصل ولو منفردا فأهل العلم قالوا إن القنوت في النوازل خاص بالإمام أي بذي السلطة العليا في الدولة لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يقنت في مسجده ولم ينقل أن غيره كان يقنت في الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت فيه ممن يصلون في مساجدهم ومنهم من قال إنه يقنت كل إمام جماعة لأن النبي صلي الله علية وسلم كان يقنت لأنه إمام المسجد وقد قال صلي الله علية وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) ومنهم من قال إنه يقنت كل مصل لأن هذا أمر نازل بالمسلمين والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا على كل حال القول الراجح أنه لا يقنت في صلاة الفجر بصفة دائمة لغير سبب شرعي وأن ذلك خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأما إذا كان هنالك سبب فإنه يقنت في جميع الصلوات الخمس على الخلاف الذي أشرت إليه آنفا ولكن القنوت كما قال السائل ليس هو قنوت الوتر اللهم اهدني بمن هديت ولكن القنوت هو الدعاء بما يناسب الحال التي من أجلها شرع القنوت كما كان ذلك هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم إن السائل قال إذا كان الإنسان مأموما هل يتابع هذا الإمام فيرفع يديه ويؤمِّن معه أم يرسل يديه على جنبيه والجواب على ذلك أن يقول بل يؤِّمن على دعاء الإمام ويرفع يديه تبعا للإمام وخوفا من المخالفة وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على أن الرجل إذا ائتم بإمام يقنت في صلاة الفجر فإنه يتابعه ويؤمِّن على دعائه مع أن الإمام أحمد رحمه الله لا يرى مشروعية القنوت في صلاة الفجر في المشهور عنه لكنه رحمه الله رخص في ذلك أي في متابعة الإمام إذا قنت في صلاة الفجر خوفا من الخلاف الذي قد يحدث معه خلاف القلوب وهذا هو الذي جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فإن أمير المومنين عثمان بن عفان في آخر خلافته كان يتم الصلاة في منى في الحج فأنكر عليه من أنكر من الصحابة ومع ذلك فإنهم كانوا يتابعونه ويتمون الصلاة ويذكر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قيل له يا أبا عبد الرحمن كيف تصلي مع أمير الممنين عثمان رضي الله عنه أربعاً ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر يفعلون ذلك فقال رضي الله عنه الخلاف شر وبقي في قول السائل أو يرسل يديه على جنبه فإن ظاهر كلامه أنه يظن أن المشروع بعد الرفع من الركوع إرسال اليدين على الفخذين وهذا وإن قال به من قال من أهل العلم قول مرجوح والصحيح الذي دلت عليه السنة أن المصلي إذا رفع من الركوع فإنه يصنع في يديه كما صنع قبل الركوع أي يضع يده اليمنى على اليسرى فوق الصدر ودليل ذلك حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان الناس يأمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى وهذا ثابت في صحيح بخاري وقوله في الصلاة يعم جميع أحوال الصلاة لكن يخرج منه حال السجود لأن اليدين على الأرض وحال الجلوس لأن اليدين على الفخذين وحال الركوع لأن اليدين على الركبتين فما عدا ذلك تكون فيه اليد اليمنى على ذراع اليد اليسرى كما يقتضيه هذا العموم هذا هو القول الراجح في هذه المسألة وبعض العلماء قال إن السنة أن يرسل يديه بعد الركوع والإمام أحمد رحمه الله قال يخير بين أن يضع يده اليمنى على اليسرى أو يرسلهما لكن اتباع ما دل عليه حديث سهل بن سعد أولى وهو أن يصنع في يديه بعد الركوع كما كان يصنع فيهما قبل الركوع وليس الشأن في أن هذا المشروع أو ذاك لكن الشأن ما سلكه بعض الإخوة المجتهدين حول هذه المسألة وأشباهها من مسائل الخلاف حيث يظن أن الخلاف فيها كبير ورتبوا على ذلك الولاء والبراء حتى كانوا ينكرون إنكاراً بالغاً على من خالفهم في هذا الأمر ولا شك أن هذا مسلك مخالف لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ولما قاله أهل العلم في أن مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيه الاجتهاد لا ينكر فيهما على المرء لأن قول كل واحد من الناس ليس حجة على الآخرين إلا المعصوم محمد صلي الله علية وسلم ولهذا فإني بهذه المناسبة أوجه نصيحتي لإخواني الذين وفقهم الله للاستقامة والاتجاه السليم والحرص على اتباع السنة ألا يجعلوا من هذا الخلاف سبب لاختلاف القلوب والتسلط بالألسن على غيرهم وأكل لحوم الناس وضرب أراء العلماء بعضها ببعض فإن في ذلك شراً وفساداً كبيراً نسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله وسلم.
السؤال
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ من أسئلة المستمع محمود سعيد من الأردن يقول بأنه موظف يعمل بالورديات وقد تكون ورديته يوم الجمعة وتفوته صلاة الجمعة وقد يفوته أكثر من جمعتين متتاليتين فهل لهذا الموظف من رخصة مع أنه لا يستطيع أن يترك هذا العمل لقلة الوظائف وهي مصدر الرزق نرجو الإفادة؟
الجواب
الشيخ: هذا العمل الذي أشار إليه لا شك أن فيه فائدتين فائدة خاصة وفائدة عامة أما الفائدة الخاصة فهي ما ذكر أن فيها مصدر رزقه والرزق على الله عز وجل لكنه سبب والثانية أن فيه حفظ للأمن وللمصلحة التي وجه إليها ومعلوم أن الناس لو تخلو عن هذه المصالح لحصل اختلال في الأمن وربما يحصل ضيق إذا كانت مصادر الرزق قليلة في البلد وعلى هذا فيكون معذوراً في ترك صلاة الجمعة ولا يأثم في ذلك لكن ينبغي للمسؤلين عن هذا السائل أن يجعلوا المسألة دورية بحيث تكون طائفة منهم يصلون جمعة في هذا الأسبوع وطائفة أخري يصلونها في الأسبوع الثاني وهكذا لأن ذلك هو العدل ولئلا يبقى الإنسان تاركا لصلاة الجمعة دائماً.
السؤال
المستمعة فائزة محمد من ليبيا تقول البعض من الناس يا فضيلة الشيخ يصلي الصلاة الفائتة وأقصد الصلاة التي تهاون في أدائها مثلا شخص لم يصلي إلا وعمره في العشرين ثم أراد أن يقضي ما فات ذلك فيصلي مع كل وقت وقتاً آخر فما رأيكم في ذلك مأجورين؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول لإخواني المستمعين إن الصلاة شأنها عظيم وخطرها جسيم وليس شيء من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة كما قال ذلك عبد الله بن شقيق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة فالواجب على المؤمن أن يتقي الله عز وجل وأن يحافظ على الصلاة كما أمره بذلك ربه (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) وكما أثني الله عز وجل على الذين يحافظون على صلواتهم وجعل ذلك من أسباب إرث الفردوس وهو أعلى الجنة والصلوات نور في القلب وفي الوجه وفي القبر نور تزول به ظلمات الجهل الصلوات صلة بين الإنسان وبين ربه يقف بين يديه يناجيه بكلامه وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي نصفين وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) فلا يليق بالمؤمن أن يضيع هذه الفرصة العظيمة أن يضيع مناجاة الله سبحانه وتعالى بالسهو واللهو ولاشك أن الإنسان الذي يعرف ما للصلاة من قيمة في الإسلام وما لها من ثواب وأجر عند الله عز وجل أنه لا يضيع هذه الصلاة أبدا ولهذا كانت إضاعتها وتركها كفرا مخرجا عن الملة على القول الراجح من أقوال أهل العلم دليله من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح أما الكتاب فقد قال الله تعالى في المشركين (فإن تابوا و أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) فجعل الله تعالى شرط كونهم اخوة لنا في الدين أن يتوبوا من الشرك و أن يقيموا الصلاة وأن يؤتوا الزكاة فإذا تخلف الشرط كلا أو بعضا فإن المشروط لا يتم ولا يمكن أن تنتفي الاخوة الإيمانية إلا بالخروج عن الإيمان كلية وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) وروى عنه أصحاب السنن أنه قال صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم أي بين المشركين والكافرين الصلاة فمن تركها فقد كفر) ونقل عبد الله بن شقيق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة والنظر الصحيح يقتضي ذلك فإنه لا يمكن لشخص يكون في قلبه إيمان وهو يعلم عظم الصلاة وفائدتها والوعيد على من تهاون بها أن يدعها أبدا ومن هنا يتبين لنا الجواب أي جواب السؤال الذي أوردتموه فنقول إن هذا الذي ترك الصلاة من حين بلغ إلى أن تم له عشرون سنة وهو يعلم وجوبها لا يقضيها لأنه في هذه المدة كافر والكافر لا يقضي ما فاته من الأعمال لقول الله تعالى) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) وإذا قدرنا أنه ليس بكافر لجهله وتهاونه أو اعتقاد أن ترك الصلاة ليس بكفر كما هو رأي لكثير من العلماء فإنه لا يقضيها أيضا على القول الراجح وإن قضاها لم تقبل منه لأن الله سبحانه وتعالى فرض الصلاة في أوقات معلومة فقال جل وعلا (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) فإذا أخرها عن وقتها متعمدا بلا عذر فقد أتى بها على وجه لم يؤمر به فتكون مردودة عليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وبهذا نعرف أن القول الراجح أن هذا الشاب الذي لم يصل إلا حين تم عليه عشرين سنة ليس عليه قضاء للصلوات الفائتة بعد بلوغه ولكن عليه أن يصلح عمله ويكثر من الاستغفار ومن صلاة النافلة لأن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة وأرجو له من الله عز وجل تمام المغفرة والرحمة.
السؤال
بارك الله فيكم هذه السائلة من مكة المكرمة تسأل وتقول امرأة من مكة زوجي يتسحر في رمضان في ما يقارب الثالثة صباحا وينام حتى الخامسة عصرا ثم يصلي الصلوات فهل يسمى ذلك كافرا وهل أبقى عنده أرجو الإفادة؟
الجواب
الشيخ: ليس هذا بكافر لكنه عاص وصومه ناقص جدا لقول الله تعالى) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وأي شيء أعظم من ترك الصلاة وما هذا الرجل إلا شبيه بالمستهزئ بالله عز وجل كيف يعلم أن الله أوجب عليه الصلاة وجعلها موقوتة بأوقات معلومة لا يجوز تقديمه عليها ولا يجوز تأخيره عنها ثم كيف يتقرب إلى الله تعالى بالصيام وهو يتباعد من الله في ترك الصلاة هذا قلب للأمور قلب للحقائق فالواجب عليه أن يتوب إلى الله مما صنع وأن يجدد عزيمة صادقة على أداء الصلاة في أوقاتها مع الجماعة ومن تاب تاب الله عليه.
السؤال
بارك الله فيكم هذا المستمع محمد بن أحمد اليمن الحديدة يقول فضيلة الشيخ عندما أدخل في الصلاة أشعر بالخشوع في الركعتين الأولى والثانية وبعد ذلك أفقد الخشوع ولا أدرك ذلك إلا في نهاية الصلاة فأندم على ذلك فماذا أفعل وما السبيل إلى ذلك مأجورين؟
الجواب
الشيخ: السبيل إلى إبقاء الخشوع أن تنتهي عن كل ما يرد على قلبك من الوساوس والهواجس وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وقد شكي هذا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي كثرة الوساوس فأمر المصلي أن يتفل عن يساره ثلاث مرات ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ففعل الرجل ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأذهب الله عنه ما يجد فليكن دائما مستحضرا عظمة الله سبحانه وتعالى وأنه واقف بين يديه يناجيه بكلامه ويتقرب إليه بدعائه ويتملق إليه بإلحاحه بالدعاء فإن هذا كله مما يعين الإنسان على حضور القلب في الصلاة.
السؤال
بارك الله فيكم له سؤال آخر يقول هل تصح إمامة من لا يحسن القراءة؟
الجواب
الشيخ: إمامة من لا يحسن القراءة فيها تفصيل فإن كان لا يحسن القراءة الواجبة بحيث يلحن في الفاتحة لحنا يحيل المعنى فإن إمامته لا تصح لأن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة وإن كان يلحن لحنا لا يحيل المعنى أو كان لحنا يحيل المعنى في غير الفاتحة ولم يتقصده فإن صلاته لا تبطل لكن مع ذلك لا ينبغي أن يكون هذا إماما لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وإذا كان هذا لا يحسن القراءة فكيف يكون إماما ولكن ينبغي أن يقال إن من الأئمة القدامى الذين هم أئمة منصوبون في هذه المساجد من لا يحسن القراءة فنقول يعلم هذا كيف يقرأ فإن استقام لسانه فذاك وإن لم يستقم فإنه يرفع الأمر إلى الجهات المسئولة لينظر في شأنه.