سجى الليل
04-04-2010, 10:21 PM
بســـم الله الرحمـــــــــن الرحيـــــــــــــم
http://albluwe.com/~uploaded/17311/1270407062.gif
الابتلاء سنة ربانية ماضية يقلبها الله بين عباده في الخير والشر؛ ليبلوهم أيعبدون ويشكرون أم يجحدون ويكفرون؟ (... وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35].
إن من حكمة الله -تعالى- وعلمه بعباده أن يقدر عليهم القطر والرزق من السماء؛ ليتوب تائب ويستغفر مستغفر ويؤوب شارد: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى:27].. فينزل الله المطر لأمةٍ ويحجبه عن أمةٍ أخرى، وينزله على أرضٍ ويمنعه عن أخرى.. قال ابن مسعود وابن عباس -رضي الله عنهما-: "ليس عامٌ بأكثر مطراً من عام، ولكن الله يصرفه أين شاء"، ثم قرأ الآية: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) [الفرقان:50].
و ما يشاهد في هذه الآونة من شحٍّ في الأمطار على بعض البلاد وقلةٍ في النبات إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي التي تمنع الرزق وتمحق البركة، وإن شؤم المعصية ليعم الصالح والطالح.. حتى البهائم والحشرات، فقد قال عكرمة -رحمه الله تعالى-: "دواب الأرض وهوامها -حتى الخنافس والعقارب- يقولون: مُنعنا القطر بذنوب بني آدم
ولا يغرنّ المرء ما يشاهده بين ظهراني غير المسلمين من الأمطار والخيرات ثم يقول: ما علاقة انقطاع المطر من السماء بالمعاصي وها هم الكفار أكثر معاص منا ولا ينقطع عنهم المطر؟!
ألا فليعم أنما هي استدراجٌ وتعجيلٌ لحظوظ الدنيا و.. وليس بعد الكفر ذنب: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ) [المؤمنون:55-56]، (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [آل عمران:178]، (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة:55].
ولذا جعل الله -جل شأنه- إنزال المطر بكثرة علامة الرضا على عباده ودلالة على استقامتهم على دينه -سبحانه- كما قال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً) [الجن:16-17]..
والمعنى على أحد التفسيرين: أن الناس لو استقاموا على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها لأسقيناهم ماءً كثيرًا؛ لنختبرهم ونبتليهم مَنْ يستمر على الهداية ممن يرتد إلى الغواية.
إخوتي في الله: إن ما نشكوه من شح في الأمطار وقلة بركةٍ فيها لَهُو بلاءٌ وعقوبةٌ أحوج ما نكون فيها إلى الرجوع إلى الله وكثرة التضرع إليه وبذل الاستغفار للكريم الرحيم وحده؛ إذ أوصى به نوحٌ قومه بقوله: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح:10-12]، وأوصى به هود قومه في قوله: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود:52]، وأوصى به صالح قومه في قوله: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النمل:46]، وأوصى به شعيب قومه في قوله: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود:90]..
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء.. أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشرِّ ما عندنا، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك.. فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا ذا الجلال والإكرام..
اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، واجعل ما أنزلت علينا قوةً لنا وبلاغًا إلى حين.. اللهم إنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنب ولم يُكْشَفْ إلا بتوبة.. وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.. اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجلّلا سحًّا طبقًا نافعًا غير ضار عاجلًا غير آجل.. اللهم لتُحُيي به البلاد وتَسْقِي به العباد ولِتَجْعَله بلاغًا للحاضر والباد.
http://albluwe.com/~uploaded/17311/1270407062.gif
الابتلاء سنة ربانية ماضية يقلبها الله بين عباده في الخير والشر؛ ليبلوهم أيعبدون ويشكرون أم يجحدون ويكفرون؟ (... وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35].
إن من حكمة الله -تعالى- وعلمه بعباده أن يقدر عليهم القطر والرزق من السماء؛ ليتوب تائب ويستغفر مستغفر ويؤوب شارد: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى:27].. فينزل الله المطر لأمةٍ ويحجبه عن أمةٍ أخرى، وينزله على أرضٍ ويمنعه عن أخرى.. قال ابن مسعود وابن عباس -رضي الله عنهما-: "ليس عامٌ بأكثر مطراً من عام، ولكن الله يصرفه أين شاء"، ثم قرأ الآية: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) [الفرقان:50].
و ما يشاهد في هذه الآونة من شحٍّ في الأمطار على بعض البلاد وقلةٍ في النبات إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي التي تمنع الرزق وتمحق البركة، وإن شؤم المعصية ليعم الصالح والطالح.. حتى البهائم والحشرات، فقد قال عكرمة -رحمه الله تعالى-: "دواب الأرض وهوامها -حتى الخنافس والعقارب- يقولون: مُنعنا القطر بذنوب بني آدم
ولا يغرنّ المرء ما يشاهده بين ظهراني غير المسلمين من الأمطار والخيرات ثم يقول: ما علاقة انقطاع المطر من السماء بالمعاصي وها هم الكفار أكثر معاص منا ولا ينقطع عنهم المطر؟!
ألا فليعم أنما هي استدراجٌ وتعجيلٌ لحظوظ الدنيا و.. وليس بعد الكفر ذنب: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ) [المؤمنون:55-56]، (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [آل عمران:178]، (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة:55].
ولذا جعل الله -جل شأنه- إنزال المطر بكثرة علامة الرضا على عباده ودلالة على استقامتهم على دينه -سبحانه- كما قال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً) [الجن:16-17]..
والمعنى على أحد التفسيرين: أن الناس لو استقاموا على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها لأسقيناهم ماءً كثيرًا؛ لنختبرهم ونبتليهم مَنْ يستمر على الهداية ممن يرتد إلى الغواية.
إخوتي في الله: إن ما نشكوه من شح في الأمطار وقلة بركةٍ فيها لَهُو بلاءٌ وعقوبةٌ أحوج ما نكون فيها إلى الرجوع إلى الله وكثرة التضرع إليه وبذل الاستغفار للكريم الرحيم وحده؛ إذ أوصى به نوحٌ قومه بقوله: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح:10-12]، وأوصى به هود قومه في قوله: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود:52]، وأوصى به صالح قومه في قوله: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النمل:46]، وأوصى به شعيب قومه في قوله: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود:90]..
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء.. أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشرِّ ما عندنا، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك.. فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا ذا الجلال والإكرام..
اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، واجعل ما أنزلت علينا قوةً لنا وبلاغًا إلى حين.. اللهم إنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنب ولم يُكْشَفْ إلا بتوبة.. وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.. اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجلّلا سحًّا طبقًا نافعًا غير ضار عاجلًا غير آجل.. اللهم لتُحُيي به البلاد وتَسْقِي به العباد ولِتَجْعَله بلاغًا للحاضر والباد.