مشاهدة النسخة كاملة : شؤم المعصية
اشراقة الدعوة
04-18-2010, 08:51 PM
منـشأ المعصـــيــة
أول ذنب عُصي الله به في السماء
هو حسد أبليس لآدم حيث لم يمتثل لأمر الله في السجود له وذلك ناتج عن كبر وغرور وعزة0
بعد ذلك عصيان آدم وحواء حينما أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن أكلها وذلك بتحريض من أبليس لعنه الله ثم تاب وقبل الله منهما توبتهما وذلك)لأن ترك الأمر عند الله أعظم من أرتكاب النهي لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها00فتاب الله عليه 00وأبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه00لأن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة والحاجة وذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر والعزة ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ويدخلها من مات على التوحيد وإن زنى وسرق
إذاً من ترك شيئاً من أوامر الله كالصلاة ونحوها فهو بلا شك في خطرعظيم00
ماأثر معصية آدم وحواء على ذريتهما؟؟
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لولاحواء لم تخن أنثى زوجها الدهر)
أي أن حواء خانت آدم في أغرائه وتحريضة على مخالفة الأمر بتناول الشجرة فنزع العرق في بناتها بسبب شؤم المعصية وليس المراد بالخيانة هنا الزنا00
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته الى يوم القيامة وجعل بين عيني كل أنسان منهم وبيصاً من نور00ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء؟
قال هؤلاء ذريتك00فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص مابين عينيه00فقال أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال رب وكم جعلت عمره؟قال ستين سنة؟قال أي رب زده من عمري أربعين سنه فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنه؟
قال أولم تعطها ابنك داود؟
قال فجحد آدم فجحدت ذريته!وخطئ آدم فخطئت ذريته)
فنسيان آدم نسيانه النهي عن أكل الشجرة فنزع ذلك في ذريته بسبب شؤم المعصية وأخطأ هو وزوجه فأكلا من الشجرة فنزع ذلك الخطأ في ذريته بسبب شؤم المعصية وجحد آدم حينما أعطى من عمره لابنه داود فنزع ذلك في ذريته بسبب شؤم المعصية00
أول ذنـــب عُصي الله به في الأرض
هو حسد قابيل لأخيه هابيل حتى قتله ففي الحديث عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال0 قال النبي صلى الله عليه وسلم( ما من نفس تقتل ظلماً إلا كان على أبن آدم الأول كفل منها ذلك بأنه أول من سن القتل)
فما من إنسان يقتل ظلما إلا ويلحق بعض أثمه قابيل وذلك بسبب شؤم المعصية00
أســـباب المعـــــــــاصي...
للمعاصي أسباب ودواع يرجع مجملها إلى أمور ثلاثه
يلخصها ابن القيم رحمه الله فيما يلي :
تعلق القلب بغير الله ويؤدي ذلك إلى الشرك 00
طاعة القوه الغضبيه ويؤدي ذلك إلى الظلم 00
طاعة القوه الشهوانيه ويؤدي ذلك إلى فعل الفواحش0
فغاية التعلق بغير الله 00 الشرك وان يدعى معه إله آخر 00
وغاية طاعة القوه الغضبيه00القتل 00
وغاية طاعة القوه الشهوانيه00الزنا00
ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثه في
قوله عزوجل (والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما) الفرقان68
وهذا الثلاثه (يدعوبعضها بعضا فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش كما أن التوحيد والإخلاص يصرفها عن صاحبه)
وهذا تالله هو حاصل واقعنا المرير حيث تسلط أرباب الكفر على رقاب المسلمين بلا هواده ولارحمه فلاتكاد تسمع بمأساة في جميع أرجاء العالم إلا وللمسلمين النصيب الأكبر من تلك الأمور الثلاثه ولاحول ولاقوة الابالله العظيم وهذا بسبب شؤم المعاصي عياذا بالله منها00
اشراقة الدعوة
04-18-2010, 09:04 PM
أثــــر المعصية في الأمم السابـــقة
يـــوسف عليه السلام
عن الحسن قال النبي صلى الله عليه وسلم(رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث
قوله(أذكرني عند ربك))
ثم يبكي الحسن ويقول ونحن إذا نزل بنا أمر فزعنا الى الناس00
أخـــوة يوسف (وبنو اسرائيل)من ذريتهم
وما جاء في قصتهم في القران مع أخيهم يوسف وهي معروفة وفيها
قولهم(أحب الى أبينا منا)فنشأ من ذلك الحسد ونزع في ذريتهم ذلك00
وقولهم(إن يسرق فقد سرق أخ له من قبلُ)فنشأ من ذلك الافتراء والكذب ونزع ذلك في ذريتهم0
وقولهم(أقتلوا يوسف) فنشأ من شؤم معصيتهم الحرص على انفاذ مصالحهم بشتى الطرق ولو ادى ذلك الى القتل في سبيل تنفيذ مخططاتهم ونزع ذلك في ذريتهم
وقولهم(ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير)فنشأمن ذلك حب المال ونزع ذلك في ذريتهم واندرجت تلك الصفات الذميمة في نسلهم وسكنوا مصر ثم ظلوا تحت حكم فرعون فبطش بهم وأذاقهم الذل والهوان فقتل أبنائهم وأستحيا نساءهم
ثم بعث الله نبيه موسى عليه السلام لُيخرج بني اسرائيل من حمأة الذل لعلهم يشكرون0
وتبدا قصة طويلة عجيبة تبدا بتكريمهم حيث يقول الله تعالى(يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت علي وأني فضلتكم على العالمين)البقرة47
وتفضيلهم هنا بكثرة الانبياء فيهم وأيثارهم بالنعم وأغراق عدوهم فرعون في البحر الذي عبروه00
ومع ذلك التكريم فقد سرقوا ذهب المصريين وأموالهم وذلك لحبهم للمال والأدهى من ذلك صناعتهم للعجل من الذهب بعد العبور وعبادتهم له بعد ذهاب موسى الى ميقات ربه!فسري فيهم غضب الله بشؤم معصيتهم الى قيام الساعة إلا المؤمنون منهم حيث يقول الله عزوجل(وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم)البقرة93
ولما كان العجل مصنوعا من الذهب صار حب الذهب في نفوسهم حيث نجد إلا أن أصحاب رؤؤس الأموال والإحتكارات هم من اليهود00
ومن صفاتهم الذميمة العناد والعصيان واختلافهم على انبيائهم0
ومن قصة طعام الجنة(المن والسلوى)الذي لايمل أكله لأنه طعام كلي لاتمله النفس وليس بنسبي ولكن لما جبل عليه بنو اسرائيل من العناد طلبوا من موسى أن يدعوالله أن يعطيهم من نبات الارض من القثاء والفوم والعدس والبصل فاستبدلوا الادنى بالذي هو خير فكان شؤم معصيتهم أن أهبطهم الله أرض مصر وضرب عليهم الذلة والمسكنة وباؤؤا بغضب من الله وصار ذلك باقيا فيهم وفي أجيالهم من بعدهم الذين لم يهتدوا الى الحق00
ومن شؤم معصيتهم أن الله أمرهم ألا يدخروا الطعام وكان الطعام حينئذ لايتغير ولاينتن حتى لو مر عليه الوقت الطويل ولكن ماجبل عليه بنو اسرائيل من العناد والمخالفة أدى الى ادخار الطعام فخبث الطعام بشؤم معصيتهم م ذلك الوقت00
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لولا بنو اسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم)
شؤم فرعون على نفسه وأهل بيته وزبانيته
حيث أصابتهم اللعنه في الدنيا ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب) غافر45
حتى كنوزه ومقابره لم تسلم من اللعنه عياذا بالله فلايقربها أحد إلا أصابه شؤم تلك اللعنه هذا الشؤم الذي تعارف عليه الناس (بلعنة الفراعنه!) أما الآخره فعذابهم ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعه أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر46
أقوام صالح وشعيب وهود ونوح ولوط عليهم السلام
أقوام أهلكوا وأبيدوا بالصيحه والريح والغرق والحجاره من السماء ومن شؤم المعصيه : أنها لاتُسكن ديارهم ولايشرب من آبارهم وفقدان علومهم في فن النحت في الجبال ومعرفة أماكن المياه والمعادن تحت باطن الأرض.
وبقيت آثارهم دليلا عليهم وإثباتا لتفوقهم الذي تعجز معه أدق الآلات في وقتنا الحاضر أن تنحت مثل نحتهم فهم ظلموا أنفسهم وأول من اعترف بذلك أبوهم آدم عليه السلام حيث قال ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف23
وقال تعالى عن هؤلاء ( فتلك بيوتهم خاويه بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون) النمل52
سر تعذيب الكفار في نار جهنم العذاب الدائم
قال الله عزوجل عن الكفار (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نُرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يُخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) الأنعام28تأملت هذه الآيتين فتعجبت كثيرا فحينما يلقى الكفار في نار جهنم أعاذنا الله منها فيلقون شدة العذاب فيتمنون الخروج ليعملوا عملا صالحا فيرد عليهم العزيز الجبار (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) و يزول عجبك حينما تعلم ان الران قدغطى قلوبهم فأصبحت قاسيه كحجارة جهنم بل أشد قسوة فلاتتأثر بالخير لعدم قابلية المحل فأصبحوا بشؤم المعصيه وقوداً للنار وطعاما لها لاتتقد إلا بوجودهم فخلدوا فيها كما في قوله عزوجل عن النار(وقودها الناس والحجاره) البقره24
فلم يظلم الله ولكن أنفسهم يظلمون00
روى أحمد ومسلم عن حذيفه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير(أي تأثير الحصير في جنب النائم) عودا عودا فأي قلب أُشربها (أي خالطته) نُكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا (الحجرالأملس) لاتضره فتنة مادامت السماوات والأرض , والآخر أسود مريدا (أي شدة البياض مع السواد) كالكوز مجخيا(أي منكوس) لايعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا مأُشرب من هواه)000
اشراقة الدعوة
04-18-2010, 09:28 PM
أثر المعصيه في أمة محمد صلى الله عليه وسلم
الرجل الذي قال لمحمد صلى الله عليه وسلم (ماعدلت!)
عن أبي سعيد قال : قال علي رضي الله عنه : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهبة وتربتها وكان بعثه مصدقا إلى اليمن0فقال ( اقسمها بين أربعه بين الأقرع بن حابس وزيد الطائي وعيينه بن حصن الفزاري وعلقمه بن علاثه العامري) فقام رجل غائر العينين ناتئ الجبين مشرف الجبهه محلوق قال والله ماعدلت ! فقال ( ويلك من يعدل إذا لم أعدل إنما أتألفهم ) فأقبلوا عليه ليقتلوه فقال ( اتركوه فإنه من ضئضئي هذا قوم يخرجون في آخر الزمان يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)
فخرج الخوارج وأحدثوا ثلمه في تاريخ الإسلام بشؤم معصية أبيهم لأجل كلمه!!
الناقـــه الملــــعونه
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأه من الأنصار على ناقه فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (خذوا ماعليها ودعوها فإنها ملعونه )
قال عمران ك فكاني أراها تمشي في الناس ما يعرض لها أحد!!
وذلك بسبب شؤم المعصيه فتُركت حتى ماتت! ويقاس على ذلك كل شيء لعنه ابن آدم , عياذا بالله من ذلك 00
دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على مضر
في قوله (اللهم أشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف)
فتتابعت عليهم الجدوبه والقحط سبع سنين حتى اكلوا القدٍّ والعظام بشؤم معصيتهم ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ونال ذلك الجدب أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبدعائه عمت العقوبه الجميع حتى شدوا على بطونهم الحجاره من الجوع00
منع القطر
قال أبو هريره رضي الله عليه ( إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)
وقال مجاهد ( إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنه وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم)
وقال عكرمه ( دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون ك منعنا القطر بذنوب بني آدم )
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه ( إن الضب في جحره يموت هزلا بذنب ابن آدم يقول ابن القيم فلايكفيه عقاب ذنبه حتى يبوء بلعنة من لاذنب له !
عقاب الله يعم الصالح والطالح
قال الله تعالى (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) الأنفال25
قات زينب رضي الله عنها يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال ( نعم إذا كثر فيكم الخبث)
وقد أغرق الله أمة نوح عليه السلام كلها بأطفالها وبهائمها بذنوب المكلفين وعدا بالريح العقيم وثمود بالصاعقه وقوم لوط بالحجاره ومسخ أصحاب السبت قردة وخنازير وعذب بعذابهم الأطفال فإن قيل كيف يعاقب الله العامه بظلم الخاصه وقد تبرأمن الظلم حيث يقول سبحانه (وما أنا بظلام للعبيد) ق29
أجبناهم بقول إياس بن معاويه فإنه قال قلت لبعضهم مالظلم في كلام العرب؟ فقال أن يأخذ الرجل ماليس له , قلت فإن الله تعالى له كل شيء ثم يبعثهم الله على نياتهم00
قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابه (قوموا عني)00
عن ابن عباس رضي الله عنه قال (لما حُضِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا)
فقال عمر (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله )
فاختلف من في البيت فقال قوم قرّبوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ! وقال قوم ماقال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم (قوموا عني)
قال عبيد الله وكان ابن عباس يقول إن الرزيّة كل الرزيّه مافات من الكتاب الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب ان لاتضلوا بعده أبدا لما كثر لغطهم واختلافهم)
ففي الحديث أن الاختلاف قد يكون سببا في حرمان الخير00
وهذه بعض آثار شؤم المعصيه على امة محمد صلى الله عليه وسلم00
اشراقة الدعوة
04-18-2010, 09:35 PM
أمورخطيره لايفطن لها العبدشؤمها شنيع ووقوعها سريع
عقوق الوالدين وقطيعة الرحم
قال النبي صلى الله عليه وسلم (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم)
وقال عيسى بن مريم عليه السلام ( طوبى للمؤمن ثم طوبى له كيف يحفظ الله عزوجل ولده من بعده) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من سرّه أن يبسط عليه رزقه وينسا له في أثره فليصل رحمه)
هذا فيمن بر والديه ووصل رحمه أما من عقهما وقطع رحمه فالويل كل الويل له والضد بالضد فمن زرع العنب حصد العنب ومن زرع الشوك لايحصد إلا الشوك وكما تدين تدان حتى قيل صلاح الأباء يدرك الأبناء ففي حديث لأبي هريره رضي الله عنه ( إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعه قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى قال فذلك لك)
يقول ابن الجوزي ( كان بعض العاقين ضرب أباه وسحبه إلى مكان فقال له الأب حسبك إلى هنا سحبت أبي!)
فلاتعجب إذا رأيت كثرة العاقين فهم يسددون دينا سابقا نسيه أباؤهم ولم يفطنوا إلى قوله عزوجل (مايلفظ من قول إلالديه رقيب عتيد) ق18
وهذا بسبب شؤم المعصيه السابقه00
الزنـــا ومقدماتـــه
فمن زنا والعياذ بالله أو فعل شيئا من مقدماته كالغزل ونحوه فإنه يتسبب بشؤم المعصيه على أهل بيته وأمه وأخته وزوجته وابنته قال الله عزوجل (ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) الأسراء32
وانظر الى كلمة (ولاتقربوا) ولم يقل (ولاتقترفوا) حتى مقدمات الزنا لها عقاب رادع وهذا جانب من شؤم المعصيه.
واما الجانب الآخرفاقرأ معي هذاالحديث العجيب في سنن ابن ماجه من حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال (كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عندرسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل بوجهه فقال ( يامعشر المهاجرين خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن ماظهرت الفاحشه في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا00)
فالأمراض الناتجه عن الشذوذ والانحراف الجنسي يترجمها هذا الحديث حرفيا وهذه الأمراض لها صفات مميزه عن جميع الأمراض الأخرى مما يدلك على أنها عقوبه إلهيه عياذا بالله منها فمن هذه الصفات
أولا المناعه الطبيعيه
اذا أصيب انسان بمرض جرثومي كالحصبة مثلا وقدرله الشفاء تتكون بقدرة الله مضادات طبيعية ضد مسببات المرض تساعد بأذن الله على شفائه إلا المرض الجنسي فالامر يختلف تماما فهومحرم اذ قد يصاب بالمرض ثانية فور الانتهاء من الاصابة الاولى00
ثانيا الوسط وطريق الانتقال
جراثيم الامراض الجنسية لاتصيب الا الانسان ولاتعيش لاعليه فهي لاتعيش على الحيوان ولاتنتقل الى الانسان الاعن طريق واحد فقط وهو الجنس او مايؤدي اليه مماهو من شؤم المعصية بل صار بعضها ينتقل عن طريق الدم واللعاب ايضاً00
ثالثا جرثومة الزهري تتحدى العلماء في العالم
أغلب الأمراض المعديه أمكن عزلها وزراعتها صناعيا في المختبرات ودراستها إلا جراثيم الأمراض الجنسيه كفيروس الثآليل الجنسيه والزهري مثلا فقد استعصت على الزراعه وبالتالي لايعرف عنها إلا النزر اليسير هذا الغموض الذي يلف أنواع هذه الجراثيم دون غيرها مرده أنها عقوبه إلهيه ( ولله جنود السماوات والأرض) الفتح
رابعاخاصية القدره
خامسا الازدواجيه (التعدديه)
ممارسة الجنس ولو مره واحده مع طرف آخر مصاب يمكن أن يؤدي إلى العدوى ليس بمرض واحد فقط بل بعدة أمراض قد تصل إلى خمسة دفعه واحده!
سادسا الوقايه
أغلب الأمراض الجرثوميه المعديه استطاع العلم إعداد أمصال لها أما الأمراض الجنسيه فالوضع يختلف تماما !!
سابعا انتشار متعدد
أمرطبيعي ان تنتقل الامراض المعدية من انسان الى اخر مسببة له نفس المرض لكن اصحاب الامراض الجنسية تتعدى اثارهم الى غيرهم فالمصابة بالمرض الزهري تورث هذا المرض الى ابنائها خلقيااو اثناء عملية الولادة وهكذا يضاعف لها العذاب اضعافا في نفسها وبمن تتصل به00اماالمصابة بمرض السيلان فقد تلوث عيني مولودها بالتهاب يؤدي الى العمى بسبب شؤم المعصية(إنانحن نُحيي الموتى ونكتب ماقدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في امام مبين)
ثامنا مرض الأيدز
وهومايعرف بمرض فقدان المناعه المكتسبه وهوفيروس يهاجم خلايا الدم فيؤدي بالتالي إلى ضعف جهاز المناعه فيصاب بالأمراض البكتيريه والطفيليه وتضخم الغدد اليمفاويه على ناحيتي الجسم مع نقص الوزن ومرض جلدي على شكل بقع قرمزية اللون تشبه آثار الكدمات يصاحب ذلك إسهال شديد وصعوبة تنفس وكحه جافه لعدة أسابيع مع إضطراب عقلي وعدم تركيز وخمول والتهاب رئوي وسرطان في الجلد وحمى دائمه وتعرق ليلي مع انحطاط جسدي شامل.
وسببه اتصال جنسي أو شذوذ كاللواط أو تعاطي المخدرات بالحقن أو نقل الدم عن طريق المشيمه للجنين أو الرضاعه عن طريق اللعاب00
هذا المرض عقوبه إلهيه (ومن تلك الأمراض التي بدأت تفتك بالبشر السرطان المرعب والجلطه والفشل الكلوي وجنون البقر وانفلونزاالطيور وغيرها وهي حكم بالاعدام إذا لم يتدارك الله المريض برحمته وهي ناتجه عن تلوث الأرض بالأشعه ومخلفات المنتجات الصناعيه وسوء التغذيه وقبح العادات والانحراف عن سنن الله وقبل هذا كله شؤم المعاصي قال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوايكسبون) الطب محراب الإيمان دخالص جلبي 24
أهلك آلافا مؤلفه ولم يجد الطب اليوم له أي علاج يوقفه وهذا بلا شك شؤم المعاصي حتى أنه ابتلى به من لاذنب له عن طريق نقل الدم!!
اشراقة الدعوة
04-18-2010, 09:43 PM
البلاء موكل بالمنطق
في الحديث ( لاتظهر الشماته لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) والشماته أن يعيّر المسلم أخاه المسلم بذنب قد تاب منه أو يستهزىء بشكله أومنطقه أوحركاته وهذا أمر خطير قلما يفطن إليه وفي الأثر ( من عيّرأخاه بذنب لم يمت حتى يعمله)
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى سمعت الحسن يقول (كنا نحدث أنه من عيّر أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ابتلاه الله عزوجل)
وقال ابن سيرين رحمه الله ( عيّرت رجلا بالإفلاس فأفلست!)
وقال ابن الجوزي رحمه الله ( قال شخص عبت شخصا قد ذهب بعض أسنانه فانتثرت أسناني!)
وينقل عن بعض السلف قوله (لوسخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا)
وواله إن هذا مشاهد ونتائجه واضحه سواء كانت في المستهزىء أو في ذريته وذلك كله بسبب شؤم المعصيه وماتجره من مآس ولايرد هذا البلاء إلا هذا الدعاء العظيم ( الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا)
ويقول صلى الله عليه وسلم ( من قاله لم يصبه ذلك البلاء)
اللعن وشؤمه
اللعن هو السمه الغالبه في أكثر حديث الناس وهذه من البلايا التي عمت وطمت وقد يصدق علينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن السقارين قال ( نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن)
وانظر إلى شؤمها في هذا الحديث عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنه إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها)
بل يتعدى هذا الشؤم إلاى حرمانه من الشهاده والشفاعه كما في حديث أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لايكون اللعانون شفعاء ولاشهداء)
ويتناوله شؤم المعصيه حتى ولو كان الملعون غير عاقل كما في حديث ابن عباس في الرجل الذي لعن الريح فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لاتلعنها فإنها مأموره وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنه عليه)
ومن أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه بطريق غير مباشر كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ( يسب الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه)
ويقاس على اللعن تفسيق أو تكفير المؤمن00
الوسواس
وسببه شؤم المعاصي السابقه فإذا تاب الرجل من ذنوبه جاءه الشيطان يخذله ويذكره ذنوبه السابقه حتى ييأس من رحمة الله بينما المؤمن الذي لم ينتهك حرمات الله مطمئن القلب فلايجد الشيطان مدخلا عليه من هذا الجانب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( مانزل بلاء إلا بذنب ولارفع إلابتوبه)
وقال عزوجل( وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)00 الشورى30
وجماع ذلك كله
هذا الحديث العجيب ك قال وهب بن منبه رحمه الله : إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض مايقول لبني إسرائيل ( إني إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي نهايه وإني إذا عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد)
وهذا لايعارض قوله تعالى( ولاتزر وازرة وزر أخرى) الزمر7
ولكن الإنسان بشؤم معصيته يهيىء لأبنائه وذريته رفقة السوء وطريق الشر والغوايه فلاتكون لذريته حماية رب العالمين وحفظه وتوفيقه
( وكان أبوهما صالحا) الكهف82
فالحذر الحذر من كل معصية تدرك بشؤمها السابع من الولد00
اشراقة الدعوة
04-18-2010, 09:49 PM
أثار المعاصي على العبد
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالايعلمه إلا الله فمنها
حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصيه تطفئه00
وحشه يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لاتقارنها لذة أصلا00
وحشه تحصل بينه وبين الناس لاسيما أهل الخير والصلاح00
تعسير أموره فلايتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقا دونه أومتعسرا عليه00
ظلمه يجدها في قلبه حقيقه يحس به فتوهن قلبه وبدنه وتحرمه الطاعه00
المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته إلى الأبد والعياذ بالله00
المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها00
وهي من أخوفها على العبد 00 أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى المعصيه وتضعف التوبه00
ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة حتى يفتخر بالمعصيه فلا يعافى0
تطفىء من القلب نار الغيره وذهاب الحياء الذي هومادة الحياة للقلب0
تدخل العبد والعياذ بالله تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم0
حرمان العاصي من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكه الكرام المستغفرين للمؤمنين00
تستدعي نسيان الله لعبده وذلك هو الهلاك قال تعالى(ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) الحشر19
الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين قال تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون)
ومن عقوباتها مايلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فإن الطاعه حصن الله العظيم00
تخون العبد في لحظات العسر والشده وخاصة عند الاحتظار فتسوء الخاتمه00
آثار ترك الذنوب والمعاصي (في الدنيا)
قال ابن القيم رحمه الله ( سبحان الله رب العالمين ! لولم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا
إقامة المروءه وصون العرض وحفظ الجاه وصيانة المال الذي جعله الله قواما لمصالح الدنيا والآخره ومحبة الخلق وصلاح المعاش وراحة البدن وقرة القلب وطيب النفس ونعيم القلب وانشراح الصدر والأمن من مخاوف الفساق والفجار وقلة الهم والحزن وعز النفس عن احتمال الذل وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصيه وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار وتيسير الرزق عليه من حيث لايحتسبه وتيسير ماعسر على أرباب الفسوق والمعاصي وتسهيل الطاعات عليه وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس وكثرة الدعاء له والحلاوة التي يكتسبها وجهه والمهابه التي تلقى له في قلوب الناس وانتصارهم له وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب وسرعة إجابة دعئه وزوال الوحشه التي بينه وبين الله وقرب الملائكه منه وبعد شياطين الإنس والجن عنه وتنافس الناس على خدمته وخطبتهم لمودته وصحبته وعدم خوفه من الموت بل يفرح به لقدومه على ربه ولقائه له ومصيره إليه وصغر الدنيا في قلبه وكبر الآخره عنده وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها وذوق حلاوة الطاعه ووجدان حلاوة الإيمان ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكه له وفرح الكاتبين له ودعائهم له كل وقت والزياده في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته وحصول محبة الله له وإقباله عليه وفرحه بتوبته)
آثار ترك الذنوب والمعاصي( إذا مات العبد)
تتلقاه الملائكه بالبشرى من ربه بالجنه وبأنه لاخوف عليه ولايحزن وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنه ينعم فيها إلى يوم القيامه00
آثار ترك الذنوب والمعاصي ( في الآخرة)
إذا كان يوم القيامه كان الناس في الحر والعرق وهو في ظل العرش فإذا انصرفوا بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم00
فطوبى لمن ترك الذنوب وكما قال الحسن البصري
( يابن آدم ترك الخطيئه أيسر من طلب التوبه)
جزى الله خيرا من قام بكتابة هذه الفصول من كتاب شؤم المعصية للشيخ الدكتور عبدالله السدحان.
اللهم اغفر لنا وتب علينا واعفو عنا وارحمنا ولا تهلكنا بذنوبنا إنك غفور رحيم.
عبدالرحمن عياد الوابصي
04-20-2010, 06:38 AM
مقصد نبيل وطرح موفق غفر الله لك
اللهم إغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين يوم يقوم الأشهاد !!
عبدالعزيزسالم الوابصي
04-20-2010, 02:59 PM
للمعاصي أسباب ودواع يرجع مجملها إلى أمور ثلاثه
يلخصها ابن القيم رحمه الله فيما يلي :
تعلق القلب بغير الله ويؤدي ذلك إلى الشرك 00
طاعة القوه الغضبيه ويؤدي ذلك إلى الظلم 00
طاعة القوه الشهوانيه ويؤدي ذلك إلى فعل الفواحش0
اشراقة الدعوه
بارك الله فيك
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com