ماجد سليمان البلوي
04-21-2010, 01:13 PM
صدام حسين
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f1/Iraq%2C_Saddam_Hussein_%28222%29.jpg/200px-Iraq%2C_Saddam_Hussein_%28222%29.jpg
الرئيس الخامس لجمهورية العراق
في المنصب: 16 يوليو 1979 - 9 ابريل 2003
سبقه أحمد حسن البكر
خلفه غازي مشعل عجيل الياور
تاريخ الميلاد 28 ابريل 1937
مكان الميلاد العوجة، تكريت، المملكة العراقية
توفي بتاريخ 30 ديسمبر 2006
البلد الكاظمية، العراق
********
صدام حسين (28 أبريل 1937 - 30 ديسمبر 2006)، نائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1968 و1979، ورئيس جمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل 2003.
سطع نجمه إبان إنقلاب حزب البعث (ثورة 17/30 تموز)، والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية، والتحضر الاقتصادي، والاشتراكية. ولعب صدام دوراً رئيسياً في إنقلاب عام 1968 والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي إعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة الموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.
وهو كرئيس للجمهورية قام صدام بخوض حرب الخليج الأولى (1980-1988) وقام بغزو الكويت في 2 أغسطس 1990 والذي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية (1991)، وفي الوقت الذي حاول صدام إبراز نفسه كرمز بطولي للعرب بصموده في وجه الغرب ودعمه للقضية الفلسطينية تخلت الولايات المتحدة عن دعمهِ إلى ان تمت إزاحته عن السلطة عام 2003 تحت حجة إمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق وذلك في الغزو الأمريكي للعراق وقُبض عليه في 13 ديسمبر من ذلك العام. تم بعدها محاكمته وإعدامه.
نسبه
صدام بن حسين بن مجيد بن عبد الغفور بن سليمان بن عبد القادر بن عمر بن بكر بن
الامير عمر بن الامير شبيب بن الامير حسن بن الأمير علي بن الأمير حسين بن الأمير أحمد ناصر الدين بن حسين بن
إبراهيم العربي بن محمود بن شمس الدين عبد الرحمن بن عبد الله قاسم نجم الدين بن محمد خزام السليم بن
شمس الدين عبد الكريم بن صالح عبد الرزاق بن صدر الدين علي الصيادي بن عز الدين أحمد الصياد بن عبد الرحيم
سيف الدين بن حسن بن محمد عسلة بن علي الحازم الاشبيلي بن رفاعة الحسن المكي بن سنان بن أنس النخعي
بن شبث بن ربعي بن أبحر بن كعب القرشي وهو من الاصول العربية العريقة
جرائمة
كاد صدام حسين يحافظ على تماسك الوحدة الوطنية للعراق وقام بقمع انتفاضة الشيعة في الجنوب للإستقلال
وتمرد على الوحدة وكان ذلك بدعم سافر من إيران وقبل ذلك عام 1990 قام بعرقلة مخطط قام به الاكراد للإستقلال
فترة شبابه
وُلد صدام في قرية العوجة التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الـزراعة، حيث تقيم عشيرتة البو ناصر ولم يعرف
صدام قط والده الذي توفي قبل ولادته بخمس شهور، ووالدته صبحة طلفاح المسلط التي تزوجت مرتين. وقام خاله،
خير الله طلفاح، برعايتهِ حينئذ. تزوجت أم صدام، صبحة طلفاح، للمرة الثانية وأنجبت لهُ ثلاثة أخوة.
في سن العاشرة، إنتقل إلى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خالهِ. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته
تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياتهِ كرئيس حين تسلموا مناصب الإستشارة والدعم لاحقاً.
وبتوجيهٍ من خاله، إلتحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، إرتبط صدام بحزب البعث
القومي-العربي، والذي كان خاله خير الله طلفاح داعماً له.
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي إنتشر مده عبر الشرق الأوسط والعراق
والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث. وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصر والعراق وليبيا.
صعوده في حزب البعث
بعد عام من إنضمام صدام لحزب البعث العربي الإشتراكي تمكن الضباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم من الإطاحة
بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة فيصل الثاني ملك العراق وإستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون
يستسيغون نظام قاسم الإشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون، وكان من بينهم صدام حسين، إغتيال رئيس
الوزراء عبد الكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل، وأصيب صدام بطلق ناري في ساقهِ ولاذ بالفرار إلى سوريا ومنها
إلى القاهرة.
المحافظة على السلطة
تولى صدام منصب نائب رئيس الجمهورية و أسس جهاز المخابرات العراقي الذي كان يعرف ب( جهاز حنين )، وبدأ
بتصفية كل أعداءه وخصومه، وقام بتعيين من يثق به في المناصب الأمنية المهمة مدعماً مكانته. أصبح صدام رجل
السلطة القوي. وأصبح الحاكم الفعلي العراق قبل أن يصل إلى الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات . وبدأ ببطء
بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية وحزب البعث. وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة
أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه، بدأ صدام يأخذ دوراً أبرز كشخصية
رئيسية في الحكومة العراقية، داخلياً وخارجياً. وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في
جميع المواقف الدبلوماسية. وفي نهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل.
تعزير صدام لسلطته
عزز صدام قوته في دوله متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن كان العراق منقسماً اجتماعياً واقتصادياً
وسياسياً بين القوميين والشيوعيين والإسلاميين فيما بعد، وتبنى صدام إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة من
الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في عام 1973 إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة النفط العالمية. وإستطاع صدام متابعة خططه
الطموحة في السيطرة و حكم العراق والوصول به إلى القمة وتطوير العراق بعائدات النفط الكبيرة.
وبفترة لا تتجاوز بضعة سنوات، ونتيجة للطفرة الهائلة في أسعار النفط وتحقيق الدولة موارد مالية كبيرة فقد قامت
الدولة بصرف جزء منها للنهوض بواقع الشعب وقدمت الدولة الكثير من الخدمات الإجتماعية للعراقيين، الأمر غير
المسبوق في دول الشرق الأوسط الأخرى. وبدأت الحكومة "الحملة الوطنية لمحو الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي
المجاني في العراق" وأنشأت الحكومة التعليم الكلي المجاني حتى أعلى المستويات العلمية؛ مثات الآلاف تعلموا
القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية
للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين. وأنشا العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط.
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، التي هي أيضا تحت حكم حزب البعث، كانت ستقود
إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب
صدام عن الساحة. ولكن، وقبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو 1979. وأصبح صدام
بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الإجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه
وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصف هؤلاء بالخيانة
وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الإجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد إنتهائه
من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى صدام حسين أن يلعب العراق دوراً ريادياً في الشرق الأوسط. فوقع العراق إتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي
عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978،
وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وإتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك
الحين وحتى حرب الخليج الثانية عام 1991.
قام صدام بزيارة إلى فرنسا عام 1976، مؤسساً لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة
هناك. وقاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على
تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم
المعارضة الكردية في العراق.
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسس
الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي بإسم أوسيراك وسماه العراق ( تموز 1). وتم تدمير المفاعل بضربة جوية
إسرائيلية، بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية. وقال صدام بعد إنتهاء الحرب
الإيرانيه العراقية مهدداً إسرائيل :" كان بإمكانني إبادة نصف إسرائيل، ولكن لم أفعل ذلك لأنني كنت منهمكاً بحرب
الخليج "
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية وإتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين
هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، وكان على العراق التعامل مع الإنفاصاليين الأكراد
في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى إتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد،
معطياً إياهم حكماً ذاتياً، ولكن الإتفاق إنهار. وكانت النتيجة قتالاً قاسياً بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف
العراق لقرى كردية في إيران مما جعل العلاقات العراقية الإيرانية تسوء.
الحرب العراقية الإيرانية
في 1979 قامت الثورة الإيرانية وتم الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، وتم إقامة الجمهورية الإيرانية بقيادة الخميني.
وتنامى تأثير التوجه الثوري الفارسي في المنطقة، وخاصة العراق. فخشى صدام من إنتشار الأفكار الشيعية
الراديكالية -المعادية لنظام حكمهِ- بين الطائفة الشيعة.
وكان هناك عداء مرير بين صدام والخميني منذ السبعينات. وكون الخميني كان مبعداً من إيران منذ عام 1964، فإنه
أقام في العراق في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. حيث أسس هناك ضمن ومع الشيعة العراقيين توجه ديني
وسياسي عالمي. وتحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على
إبعاد الخميني عام 1978.
بعد وصول الخميني للسلطة، بدأت المناوشات بين العراق وإيران الثورية لعشرة أشهر حول الأحقية بمعبر شط العرب
المائي المختلف عليه حيث قامت إيران بعدة هجمات على القرى الحدودية بين الفترة من 13 يونيو 1979 وحتى آخر
هجوم بالطيران يوم 4 سبتمبر 1980 والذي تم أسقاط الكثير من الطائرات الإيرانية في بغداد وضواحيها، (في الهجوم
الجوي المكثف على العراق وتم تسجيل سقوط أكثر من عشرون طائرة في اليوم الأول للهجوم)، فما كان من العراق
بعد تدارس الوضع ومراسلة مجلس الامن الدولي إلا أن قام باسترجاع القرى التي احتلتها إيران في 17 سبتمبر 1980
وبعدها تصاعد القصف الإيراني ليطال مدن بأكملها فكان الرد العراقي يوم 22 سبتمبر 1980، والذي يفصل بين البلدين.
فإجتاح العراق إيران بالهجوم على مطار ميهراباد قرب طهران ودخل إلى المنطقة الإيرانية الغنية بالنفط خوزستان
(الأهواز) في 22 سبتمبر 1980. وخلال الحرب، كانت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي وكذلك معظم
الدول العربية في المنطقة تقدم الدعم المالي والمادي لصدام.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية حيث بدأ العراق هجوما على
مناطق الثروة النفطية الإيرانية، والمسكونة بشكل كبير من العرب في خوزستان. وبعد إحراز بعض التقدم الأولي،
بدأت القوات العراقية تعاني من الخسائر بسبب المقاومة الشرسة من إيران والاخطاء الاستراتيجية الكبرى لصدام
وتفرده في القرار العسكري رغم عدم امتلاكه اي خلفية عسكرية. وفي شهر مايو 1982 اسر أكثر من 50000 جندي
عراقي في معركة المحمرة واصبح العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
وبسرعة تبين لصدام بانه غمس العراق وشعبه في واحدة من أطول حروب الإستنزاف وأكثرها تدميرا في القرن
العشرين. وخلال الحرب استخدمت القوات العراقية الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأكراد وبصورة همجية ووحشية
ضمن حملات الانفال التي ادت إلى مقتل أكثر من 182000 مدني كردي.
في 16 مارس 1988 قامت الاجهزة الامنية التابعة لصدام (وهناك شكوك تحوم حول القوات الأيرانية أيضا) بالهجوم على
منطقة حلبجة في كردستان مستخدمة الاسلحة الكيمياوية مما ادى إلى قتل أكثر من 5000 مدني جلهم من النساء
والاطفال.
تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي. وحصل العراق على الدعم الأمريكي في عهد
الرئيس الأمريكي رونالد ريغان. وقال الإيرانيون ان على المجتمع الدولي ان يجبر العراق على دفع خسائر الحرب لإيران،
رافضة أي إقتراح بوقف إطلاق النار. وأستمرت الحرب حتى عام 1988، ساعية لإسقاط حكومة صدام.
إنتهت الحرب الدموية التي استمرت 8 سنوات بمأزق، كان هناك مئات الألوف من الضحايا. ولعل مجموع القتلى وصل
إلى 1.7 مليون فرد للطرفين. وكلا الاقتصاديين، الذان كانا قويين ومتوسعين، تحولا إلى دمار.
وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب . ومقترضا الأموال من الولايات المتحدة الأمريكية مما جعل من العراق دولة تابعة،
وهذا ما شكل احراجا كبيرا لصدام الذي كان يسعى لتكريس فكرة القومية العربية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول
العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأمول أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول
مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f1/Iraq%2C_Saddam_Hussein_%28222%29.jpg/200px-Iraq%2C_Saddam_Hussein_%28222%29.jpg
الرئيس الخامس لجمهورية العراق
في المنصب: 16 يوليو 1979 - 9 ابريل 2003
سبقه أحمد حسن البكر
خلفه غازي مشعل عجيل الياور
تاريخ الميلاد 28 ابريل 1937
مكان الميلاد العوجة، تكريت، المملكة العراقية
توفي بتاريخ 30 ديسمبر 2006
البلد الكاظمية، العراق
********
صدام حسين (28 أبريل 1937 - 30 ديسمبر 2006)، نائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1968 و1979، ورئيس جمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل 2003.
سطع نجمه إبان إنقلاب حزب البعث (ثورة 17/30 تموز)، والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية، والتحضر الاقتصادي، والاشتراكية. ولعب صدام دوراً رئيسياً في إنقلاب عام 1968 والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي إعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة الموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.
وهو كرئيس للجمهورية قام صدام بخوض حرب الخليج الأولى (1980-1988) وقام بغزو الكويت في 2 أغسطس 1990 والذي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية (1991)، وفي الوقت الذي حاول صدام إبراز نفسه كرمز بطولي للعرب بصموده في وجه الغرب ودعمه للقضية الفلسطينية تخلت الولايات المتحدة عن دعمهِ إلى ان تمت إزاحته عن السلطة عام 2003 تحت حجة إمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق وذلك في الغزو الأمريكي للعراق وقُبض عليه في 13 ديسمبر من ذلك العام. تم بعدها محاكمته وإعدامه.
نسبه
صدام بن حسين بن مجيد بن عبد الغفور بن سليمان بن عبد القادر بن عمر بن بكر بن
الامير عمر بن الامير شبيب بن الامير حسن بن الأمير علي بن الأمير حسين بن الأمير أحمد ناصر الدين بن حسين بن
إبراهيم العربي بن محمود بن شمس الدين عبد الرحمن بن عبد الله قاسم نجم الدين بن محمد خزام السليم بن
شمس الدين عبد الكريم بن صالح عبد الرزاق بن صدر الدين علي الصيادي بن عز الدين أحمد الصياد بن عبد الرحيم
سيف الدين بن حسن بن محمد عسلة بن علي الحازم الاشبيلي بن رفاعة الحسن المكي بن سنان بن أنس النخعي
بن شبث بن ربعي بن أبحر بن كعب القرشي وهو من الاصول العربية العريقة
جرائمة
كاد صدام حسين يحافظ على تماسك الوحدة الوطنية للعراق وقام بقمع انتفاضة الشيعة في الجنوب للإستقلال
وتمرد على الوحدة وكان ذلك بدعم سافر من إيران وقبل ذلك عام 1990 قام بعرقلة مخطط قام به الاكراد للإستقلال
فترة شبابه
وُلد صدام في قرية العوجة التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الـزراعة، حيث تقيم عشيرتة البو ناصر ولم يعرف
صدام قط والده الذي توفي قبل ولادته بخمس شهور، ووالدته صبحة طلفاح المسلط التي تزوجت مرتين. وقام خاله،
خير الله طلفاح، برعايتهِ حينئذ. تزوجت أم صدام، صبحة طلفاح، للمرة الثانية وأنجبت لهُ ثلاثة أخوة.
في سن العاشرة، إنتقل إلى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خالهِ. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته
تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياتهِ كرئيس حين تسلموا مناصب الإستشارة والدعم لاحقاً.
وبتوجيهٍ من خاله، إلتحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، إرتبط صدام بحزب البعث
القومي-العربي، والذي كان خاله خير الله طلفاح داعماً له.
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي إنتشر مده عبر الشرق الأوسط والعراق
والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث. وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصر والعراق وليبيا.
صعوده في حزب البعث
بعد عام من إنضمام صدام لحزب البعث العربي الإشتراكي تمكن الضباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم من الإطاحة
بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة فيصل الثاني ملك العراق وإستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون
يستسيغون نظام قاسم الإشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون، وكان من بينهم صدام حسين، إغتيال رئيس
الوزراء عبد الكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل، وأصيب صدام بطلق ناري في ساقهِ ولاذ بالفرار إلى سوريا ومنها
إلى القاهرة.
المحافظة على السلطة
تولى صدام منصب نائب رئيس الجمهورية و أسس جهاز المخابرات العراقي الذي كان يعرف ب( جهاز حنين )، وبدأ
بتصفية كل أعداءه وخصومه، وقام بتعيين من يثق به في المناصب الأمنية المهمة مدعماً مكانته. أصبح صدام رجل
السلطة القوي. وأصبح الحاكم الفعلي العراق قبل أن يصل إلى الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات . وبدأ ببطء
بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية وحزب البعث. وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة
أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه، بدأ صدام يأخذ دوراً أبرز كشخصية
رئيسية في الحكومة العراقية، داخلياً وخارجياً. وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في
جميع المواقف الدبلوماسية. وفي نهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل.
تعزير صدام لسلطته
عزز صدام قوته في دوله متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن كان العراق منقسماً اجتماعياً واقتصادياً
وسياسياً بين القوميين والشيوعيين والإسلاميين فيما بعد، وتبنى صدام إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة من
الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في عام 1973 إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة النفط العالمية. وإستطاع صدام متابعة خططه
الطموحة في السيطرة و حكم العراق والوصول به إلى القمة وتطوير العراق بعائدات النفط الكبيرة.
وبفترة لا تتجاوز بضعة سنوات، ونتيجة للطفرة الهائلة في أسعار النفط وتحقيق الدولة موارد مالية كبيرة فقد قامت
الدولة بصرف جزء منها للنهوض بواقع الشعب وقدمت الدولة الكثير من الخدمات الإجتماعية للعراقيين، الأمر غير
المسبوق في دول الشرق الأوسط الأخرى. وبدأت الحكومة "الحملة الوطنية لمحو الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي
المجاني في العراق" وأنشأت الحكومة التعليم الكلي المجاني حتى أعلى المستويات العلمية؛ مثات الآلاف تعلموا
القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية
للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين. وأنشا العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط.
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، التي هي أيضا تحت حكم حزب البعث، كانت ستقود
إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب
صدام عن الساحة. ولكن، وقبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو 1979. وأصبح صدام
بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الإجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه
وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصف هؤلاء بالخيانة
وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الإجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد إنتهائه
من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى صدام حسين أن يلعب العراق دوراً ريادياً في الشرق الأوسط. فوقع العراق إتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي
عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978،
وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وإتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك
الحين وحتى حرب الخليج الثانية عام 1991.
قام صدام بزيارة إلى فرنسا عام 1976، مؤسساً لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة
هناك. وقاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على
تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم
المعارضة الكردية في العراق.
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسس
الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي بإسم أوسيراك وسماه العراق ( تموز 1). وتم تدمير المفاعل بضربة جوية
إسرائيلية، بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية. وقال صدام بعد إنتهاء الحرب
الإيرانيه العراقية مهدداً إسرائيل :" كان بإمكانني إبادة نصف إسرائيل، ولكن لم أفعل ذلك لأنني كنت منهمكاً بحرب
الخليج "
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية وإتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين
هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، وكان على العراق التعامل مع الإنفاصاليين الأكراد
في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى إتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد،
معطياً إياهم حكماً ذاتياً، ولكن الإتفاق إنهار. وكانت النتيجة قتالاً قاسياً بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف
العراق لقرى كردية في إيران مما جعل العلاقات العراقية الإيرانية تسوء.
الحرب العراقية الإيرانية
في 1979 قامت الثورة الإيرانية وتم الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، وتم إقامة الجمهورية الإيرانية بقيادة الخميني.
وتنامى تأثير التوجه الثوري الفارسي في المنطقة، وخاصة العراق. فخشى صدام من إنتشار الأفكار الشيعية
الراديكالية -المعادية لنظام حكمهِ- بين الطائفة الشيعة.
وكان هناك عداء مرير بين صدام والخميني منذ السبعينات. وكون الخميني كان مبعداً من إيران منذ عام 1964، فإنه
أقام في العراق في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. حيث أسس هناك ضمن ومع الشيعة العراقيين توجه ديني
وسياسي عالمي. وتحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على
إبعاد الخميني عام 1978.
بعد وصول الخميني للسلطة، بدأت المناوشات بين العراق وإيران الثورية لعشرة أشهر حول الأحقية بمعبر شط العرب
المائي المختلف عليه حيث قامت إيران بعدة هجمات على القرى الحدودية بين الفترة من 13 يونيو 1979 وحتى آخر
هجوم بالطيران يوم 4 سبتمبر 1980 والذي تم أسقاط الكثير من الطائرات الإيرانية في بغداد وضواحيها، (في الهجوم
الجوي المكثف على العراق وتم تسجيل سقوط أكثر من عشرون طائرة في اليوم الأول للهجوم)، فما كان من العراق
بعد تدارس الوضع ومراسلة مجلس الامن الدولي إلا أن قام باسترجاع القرى التي احتلتها إيران في 17 سبتمبر 1980
وبعدها تصاعد القصف الإيراني ليطال مدن بأكملها فكان الرد العراقي يوم 22 سبتمبر 1980، والذي يفصل بين البلدين.
فإجتاح العراق إيران بالهجوم على مطار ميهراباد قرب طهران ودخل إلى المنطقة الإيرانية الغنية بالنفط خوزستان
(الأهواز) في 22 سبتمبر 1980. وخلال الحرب، كانت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي وكذلك معظم
الدول العربية في المنطقة تقدم الدعم المالي والمادي لصدام.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية حيث بدأ العراق هجوما على
مناطق الثروة النفطية الإيرانية، والمسكونة بشكل كبير من العرب في خوزستان. وبعد إحراز بعض التقدم الأولي،
بدأت القوات العراقية تعاني من الخسائر بسبب المقاومة الشرسة من إيران والاخطاء الاستراتيجية الكبرى لصدام
وتفرده في القرار العسكري رغم عدم امتلاكه اي خلفية عسكرية. وفي شهر مايو 1982 اسر أكثر من 50000 جندي
عراقي في معركة المحمرة واصبح العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
وبسرعة تبين لصدام بانه غمس العراق وشعبه في واحدة من أطول حروب الإستنزاف وأكثرها تدميرا في القرن
العشرين. وخلال الحرب استخدمت القوات العراقية الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأكراد وبصورة همجية ووحشية
ضمن حملات الانفال التي ادت إلى مقتل أكثر من 182000 مدني كردي.
في 16 مارس 1988 قامت الاجهزة الامنية التابعة لصدام (وهناك شكوك تحوم حول القوات الأيرانية أيضا) بالهجوم على
منطقة حلبجة في كردستان مستخدمة الاسلحة الكيمياوية مما ادى إلى قتل أكثر من 5000 مدني جلهم من النساء
والاطفال.
تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي. وحصل العراق على الدعم الأمريكي في عهد
الرئيس الأمريكي رونالد ريغان. وقال الإيرانيون ان على المجتمع الدولي ان يجبر العراق على دفع خسائر الحرب لإيران،
رافضة أي إقتراح بوقف إطلاق النار. وأستمرت الحرب حتى عام 1988، ساعية لإسقاط حكومة صدام.
إنتهت الحرب الدموية التي استمرت 8 سنوات بمأزق، كان هناك مئات الألوف من الضحايا. ولعل مجموع القتلى وصل
إلى 1.7 مليون فرد للطرفين. وكلا الاقتصاديين، الذان كانا قويين ومتوسعين، تحولا إلى دمار.
وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب . ومقترضا الأموال من الولايات المتحدة الأمريكية مما جعل من العراق دولة تابعة،
وهذا ما شكل احراجا كبيرا لصدام الذي كان يسعى لتكريس فكرة القومية العربية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول
العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأمول أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول
مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.