ابو البندري
04-24-2010, 12:14 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين 0نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه00
خرجت من منزلي لقضاء بعض الأغراض في يوم من الأيام الحياتية التي اعتدنا عليها 0000
انطلقت إلى سيارتي وأخرجت المفتاح هاما بالركوب وقبل أن أضع يدي على الباب سمعت صوتا أقرب إلى الهمس منه إلى النطق التفت فإذا با مرأة يزينها منظر الحجاب المحتشم قالت بصوت منخفض 000 ممكن خدمة؟؟؟
تلعثمت في الجواب لأنني لم اعتد أن أكلم امرأة أخرى من غير محارمي والموقف محرج لي فنحن في الشارع ولكنني تجلدت وقلت لها000 نعم ماذا تريدين يا أخية ؟ قالت00خذ00ومدت إلي مظروفا كانت تحمله0 قلت 000ماهذا؟ قالت 000 ألست أنت إمام هذا الجامع؟ قلت00نعم 0قالت00 خذ هذه الرسالة واقرأها ولا تنسانا في خطبتك فإن وراء جدران هذه البيوت المحيطة بمسجدك ألوان المآسي التي يشيب لها رأس الوليد قالتها والعبرة تخنقها ثم انصرفت وتسمرت أنا أمام سيارتي دقائق معدودة قبل أن أعود أدراجي إلى منزلي لأقرأ تلك الرسالة الصدمة التي هزت وجداني 00 فماذا في هذه الرسالة وما هو نصها؟
أخذت الرسالة من تلك الفتاة التي ذهبت من أمامي بخطوات متثاقلة ملؤها الهم والحزن والأسى وكأني بها خطوات من يحمل الدنيا على كتفيه وعدت أنا وهذا المظروف إلى منزلي 00 صعدت سريعا إلى مكتبتي وجلست برهة أتنفس الصعداء00فتحت الرسالة ولأول وهلة سقطت عيناي على لون الحبر الذي كتبت به فتاتنا رسالتها 00لقد كان اللون الأحمر هو سيد الموقف00رسالة من ثلاث صفحات جعلت عنوانها البارز الكلمة التالية)ضحية أب تخلى وأم مشغولة00(وجعلت تخاطبني في رسالتها وتخاطب كل صاحب رسالة نبيلة وهدف نبيل وضمير حي في هذه الحياة إنها تقول لجميع هؤلاء00
أنا فتاة أبلغ العشرين من عمري أدرس في السنة الثانية في إحدى الكليات00من عائلة مترفة قد من الله عليها بكثرة المال والمكانة الاجتماعية المرموقة حيث إن أبي من كبار رجال الأعمال الذين يشار إليهم بالبنان00 قد يظن البعض أنني سعيدة وهذا الشعور هو شعور الكثيرات من زميلاتي اللاتي يعاشرنني ومصدر ظنهم ذاك هو ما يتوفر لي من المال والجاه والمنصب وهم قد يكونون على حق في نظرتهم إلي فصحيح أن جميع طلباتي أوامر ولا أشتهي شيء إلا ويتحقق لي لكن النظرة للسعادة من هذا الجانب تظل نظرة قاصرة وفيها الكثير من الخلل00
إنني بكل بساطة أتعس مخلوقة على وجه الأرض 00نعم أنا أملك المال 00أركب أفخم السيارات 00أجوب أفخم الأسواق 00أشتري أفخم الملابس وألبس أحدث الموديلات لكنني أعيش في داخلي الرعب الدائم والهم والقلق المتلازم 00أعيش الألم وأتجرعه مع كل يوم تغيب شمسه ويحل ظلامه0أفتقد إلى الإحساس بالأمان ومحرومة من شيء اسمه الحنان00هل تصدق ياشيخ أنني أعيش أسوأ وضع أمني داخل منزلي0نعم والله أعيش القلق داخل منزل والدي واضطر أحيانا للهرب إلى خارج المنزل هربا بنفسي وشرفي ومابقي لي من خلق والسبب في ذلك يعود ببساطة إلى أن منزلنا قد أصبح مستنقعا للفجور ألوان الآثام0
نعم هو كذلك مستنقع للفجور بدءا من الدجتل الذي يبث يا شيخ ما تتخيل وكل مالا تتخيل 00ومرورا بأخي مدمن المخدرات الذي حاول التهجم علي في أكثر من مرة نتيجة ما يرى وما يتعاطاه ولا تسل عن والدي الذي لا يصحو من شرب الخمرة وإذا احمرت عيناه وغاب وعيه ونظر إلي فوالله لاتسل عن أودية الرعب السحيقة التي أهيم فيها وإذا بحثت عن أمي صدر الحنان وموطن الأمان والشاطيء الذي أغسل بمائه كل الأحزان وجدت رجع الصدى وأثر الغبار فهي أيضا لها عالمها ومغامراتها في ظل انتكاسة الوالد والأخ وغياب العقل الراشد في منزل الهم والغم00
الأجواء كلها يا شيخ من حولي مسمومة كلها تدفعني إلى الخطأ وأنا مازلت بقية إنسان يبحث عن قارب النجاة0قد تتسائل أنت ومالذي استطيع أن أعمله لك؟
وأقول أنا تستطيع الكثير فإن منزلي جوار جامعكم وأسمع خطبتك فتحدث عن مأساتنا ياشيخ تحدث عن المظلومين خلف أسوار البيوت المغلقة 00تحدث عن جريمة إهمال الأبناء تحدث عن جريمة انحراف الوالدين وماتجره على الأبنااااااء من ويلات تحدث عن المخدرات تحدث عن الفضائيات تحدث عن المسكرات تحدث عن القلق عن الهم عن التفكك الأسري تحدث وتحدث وتحدث تكلم ولا تصمت تكلم ياشيخ عسى أن يصحو والدي يوما من غفوته فيسمعك وإن لم يسمعك فإنني اسمعك ودموعي تسابقني وكلماتك تثبتني وتشد من عزمي لا أريدك أن تصمت بعد اليوم ياشيخ عن قضايانا فنحن والله فرائس الألم الذي يطوي كبودنا ويكوي قلوبنا ليلا ونهارا ولا نشكوه إلا إلى الله عزوجل ثم إلى من نثق فيه من أمثالكم).000 التوقيع ( فتاة مفجوعة ).
هذه الرسالة سقتها إليكم بتصرف 00 قرأتها مرة واثنتين وثلاث وعشر قرأتها متسائلا 00 كيف ينتقل البيت من واحة أمان إلى غابة خوف وحرمان وإدمان 00لقد حزنت لحال هذه المسكينة ولسان حلي يقول 00أين تهرب من انحراف والدها ووالدتها وأخيها ؟
سؤال لا جواب له إلا أن نقول 00 لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم0
خرجت من منزلي لقضاء بعض الأغراض في يوم من الأيام الحياتية التي اعتدنا عليها 0000
انطلقت إلى سيارتي وأخرجت المفتاح هاما بالركوب وقبل أن أضع يدي على الباب سمعت صوتا أقرب إلى الهمس منه إلى النطق التفت فإذا با مرأة يزينها منظر الحجاب المحتشم قالت بصوت منخفض 000 ممكن خدمة؟؟؟
تلعثمت في الجواب لأنني لم اعتد أن أكلم امرأة أخرى من غير محارمي والموقف محرج لي فنحن في الشارع ولكنني تجلدت وقلت لها000 نعم ماذا تريدين يا أخية ؟ قالت00خذ00ومدت إلي مظروفا كانت تحمله0 قلت 000ماهذا؟ قالت 000 ألست أنت إمام هذا الجامع؟ قلت00نعم 0قالت00 خذ هذه الرسالة واقرأها ولا تنسانا في خطبتك فإن وراء جدران هذه البيوت المحيطة بمسجدك ألوان المآسي التي يشيب لها رأس الوليد قالتها والعبرة تخنقها ثم انصرفت وتسمرت أنا أمام سيارتي دقائق معدودة قبل أن أعود أدراجي إلى منزلي لأقرأ تلك الرسالة الصدمة التي هزت وجداني 00 فماذا في هذه الرسالة وما هو نصها؟
أخذت الرسالة من تلك الفتاة التي ذهبت من أمامي بخطوات متثاقلة ملؤها الهم والحزن والأسى وكأني بها خطوات من يحمل الدنيا على كتفيه وعدت أنا وهذا المظروف إلى منزلي 00 صعدت سريعا إلى مكتبتي وجلست برهة أتنفس الصعداء00فتحت الرسالة ولأول وهلة سقطت عيناي على لون الحبر الذي كتبت به فتاتنا رسالتها 00لقد كان اللون الأحمر هو سيد الموقف00رسالة من ثلاث صفحات جعلت عنوانها البارز الكلمة التالية)ضحية أب تخلى وأم مشغولة00(وجعلت تخاطبني في رسالتها وتخاطب كل صاحب رسالة نبيلة وهدف نبيل وضمير حي في هذه الحياة إنها تقول لجميع هؤلاء00
أنا فتاة أبلغ العشرين من عمري أدرس في السنة الثانية في إحدى الكليات00من عائلة مترفة قد من الله عليها بكثرة المال والمكانة الاجتماعية المرموقة حيث إن أبي من كبار رجال الأعمال الذين يشار إليهم بالبنان00 قد يظن البعض أنني سعيدة وهذا الشعور هو شعور الكثيرات من زميلاتي اللاتي يعاشرنني ومصدر ظنهم ذاك هو ما يتوفر لي من المال والجاه والمنصب وهم قد يكونون على حق في نظرتهم إلي فصحيح أن جميع طلباتي أوامر ولا أشتهي شيء إلا ويتحقق لي لكن النظرة للسعادة من هذا الجانب تظل نظرة قاصرة وفيها الكثير من الخلل00
إنني بكل بساطة أتعس مخلوقة على وجه الأرض 00نعم أنا أملك المال 00أركب أفخم السيارات 00أجوب أفخم الأسواق 00أشتري أفخم الملابس وألبس أحدث الموديلات لكنني أعيش في داخلي الرعب الدائم والهم والقلق المتلازم 00أعيش الألم وأتجرعه مع كل يوم تغيب شمسه ويحل ظلامه0أفتقد إلى الإحساس بالأمان ومحرومة من شيء اسمه الحنان00هل تصدق ياشيخ أنني أعيش أسوأ وضع أمني داخل منزلي0نعم والله أعيش القلق داخل منزل والدي واضطر أحيانا للهرب إلى خارج المنزل هربا بنفسي وشرفي ومابقي لي من خلق والسبب في ذلك يعود ببساطة إلى أن منزلنا قد أصبح مستنقعا للفجور ألوان الآثام0
نعم هو كذلك مستنقع للفجور بدءا من الدجتل الذي يبث يا شيخ ما تتخيل وكل مالا تتخيل 00ومرورا بأخي مدمن المخدرات الذي حاول التهجم علي في أكثر من مرة نتيجة ما يرى وما يتعاطاه ولا تسل عن والدي الذي لا يصحو من شرب الخمرة وإذا احمرت عيناه وغاب وعيه ونظر إلي فوالله لاتسل عن أودية الرعب السحيقة التي أهيم فيها وإذا بحثت عن أمي صدر الحنان وموطن الأمان والشاطيء الذي أغسل بمائه كل الأحزان وجدت رجع الصدى وأثر الغبار فهي أيضا لها عالمها ومغامراتها في ظل انتكاسة الوالد والأخ وغياب العقل الراشد في منزل الهم والغم00
الأجواء كلها يا شيخ من حولي مسمومة كلها تدفعني إلى الخطأ وأنا مازلت بقية إنسان يبحث عن قارب النجاة0قد تتسائل أنت ومالذي استطيع أن أعمله لك؟
وأقول أنا تستطيع الكثير فإن منزلي جوار جامعكم وأسمع خطبتك فتحدث عن مأساتنا ياشيخ تحدث عن المظلومين خلف أسوار البيوت المغلقة 00تحدث عن جريمة إهمال الأبناء تحدث عن جريمة انحراف الوالدين وماتجره على الأبنااااااء من ويلات تحدث عن المخدرات تحدث عن الفضائيات تحدث عن المسكرات تحدث عن القلق عن الهم عن التفكك الأسري تحدث وتحدث وتحدث تكلم ولا تصمت تكلم ياشيخ عسى أن يصحو والدي يوما من غفوته فيسمعك وإن لم يسمعك فإنني اسمعك ودموعي تسابقني وكلماتك تثبتني وتشد من عزمي لا أريدك أن تصمت بعد اليوم ياشيخ عن قضايانا فنحن والله فرائس الألم الذي يطوي كبودنا ويكوي قلوبنا ليلا ونهارا ولا نشكوه إلا إلى الله عزوجل ثم إلى من نثق فيه من أمثالكم).000 التوقيع ( فتاة مفجوعة ).
هذه الرسالة سقتها إليكم بتصرف 00 قرأتها مرة واثنتين وثلاث وعشر قرأتها متسائلا 00 كيف ينتقل البيت من واحة أمان إلى غابة خوف وحرمان وإدمان 00لقد حزنت لحال هذه المسكينة ولسان حلي يقول 00أين تهرب من انحراف والدها ووالدتها وأخيها ؟
سؤال لا جواب له إلا أن نقول 00 لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم0