مشاهدة النسخة كاملة : مجلس يوم الجمعة
سعود السحيمي
05-07-2010, 07:45 AM
http://www.upislam.com/images/n4jbtry6ciomk2w51i.gif
فكره شفتها فى احد المنتديات وقلت انقلها هنا لعلنا نستفيد منها
مجلس يوم الجمعة
مجلسنا هذا عباره بأن كل عضو يكتب عن خطبة صلاة الجمعه اللي حضرها واستفاد منها ، لكي يعم الفائده لجميع الاعضاء ولمن يطلع على هذا المجلس .
وهناك بعض العضوات يحضرون خطبة وصلاه الجمعه في المسجد الحرام او المسجد النبوي او في بعض البلدان الاسلاميه ، نتمنى منهم التفاعل والمشاركه في هذا العمل الصالح
ونسأل الله أن يتقبل هذا العمل والفكره ويجزينا خير الجزاء ، وأتمنى المساهمه منكم في هذا العمل لكي ننال جميعا الأجر والثواب بإذن الله
ولكم خالص ودي وتقديري:|for you|:
عبدالعزيزسالم الوابصي
05-07-2010, 02:27 PM
فكره جيده
وننتظر بقية الاعضاء
للتفاعل
سعود السحيمي
05-08-2010, 09:30 AM
خطبة الجمعة بمكة المكرمة
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم إن أيام المرء حبل ممدود لا يدري متى ينقطع وطرفا هذا الحبل ماض وحاضر ومستقبل، فلربما التفت إلى الماضي يتحسر عليه فيقنط أو يحزن عليه فيكسل ولربما التفت إلى المستقبل مشرئبا إلى معرفته قبل أوانه وتذوقه قبل إبانه ليس له إلا الحاضر الذي يعيش فيه لان أمس الماضي لا يحس بشدته ولان مستقبل غيب والأمر فيه على خطر فليس للمرء إلا الساعة التي يعيش فيها فلن يستطيع رد الأمس ولا تأجيل الغد وهو مادام ذا روح يقلبها فهو يعيش على أمر قد قدر لا يخلو فيه من مصيبة كما أن النسيم لا يهب عليلا سرمدا في حياة المرء دون ما قتر إذ المنغصات كثيرة والمشوشات حديثة والإنس في الحياة ذو فتح وذو مذاق فمن هذه المخاطر والحادثات ينشأ هاجس اقلق القلوب وافزع الرجال والنساء وهو الهم الذي هو شعور يعتري المرء فيودع في نفسه الحزن والاضطراب واليأس ليزاحم الأنس والاستقرار فلا يهنأ حينها بنوم ولا يلذ طعام ولا يسبغ شرابا انه الهم الذي يشعر المرء بان النهار لن يدرك الليل وان الليل لن يعقبه نهار ليجعل الدقيقة ساعات طويلة وما أطول الليل على من لم ينم.
وأضاف فضيلته يقول والهم يجعل البال مشتتا والفكر مشغولا يضيق على المرء الواسعة بما رحبت ولو سكن قصرا ضخما أو برجا مشيدا فيصير صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء حتى يكون حرضا أو يكون من الهالكين . ومن منا الذي عاش عمره كله بلاهم أو لم يصبه دخان الهم وغباره إلا ما شاء الله صاحب المنصب والشرف يتوجس فقده كل لحظة فيصيبه الهم وللابوان هموم كثيرة بسبب حاضر الأولاد ومستقبلهم فهما مهمومان بكسوة هذا وتزويج تلك وتوظيف هذه وتربية ذاك وانه لمخطئ اشد الخطأ من جعل الهم حكرا على ذوي المسكنة وملتحفي المسغبة والإملاق لأننا نرى كبراء مهمومين وأغنياء مضطربين كما إننا نرى فقراء راضين مستقرين وإذا كان بعض الفقراء يصاب بالهم من فراغ بطنه إبان إملاقه فإننا نرى من الأغنياء من يصاب بالهم بسبب تخمة بطنه ومثل ذلك في الصبي والشاب والذكر والأنثى والصحيح والسقيم والغني والفقير.
ومضى فضيلته يقول إن الكثيرين في الواقع يتبرمون في الزوابع التي تحيط بهم والمدلهمات التي تفاجئهم بين الحين والآخر مع أن المتاعب والآلام تربة خصبة تنبت على جوانبها بذور القوة والنشاط إذ ما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشاق والجهود المضنية.
وتابع يقول " ولو رجع المرء إلى نفسه قليلا لاتهم مشاعره المتأججة تجاه ما ينزل به فمن يدري رب ضارة نافعة وربما صحة الأجسام بالعلل ورب محنة في طيها منحة كم بسمة كانت بعد غصة ورب فرحة بعدها ترحة وان الحوادث والخطوب وان شرقت وغربت فلن ينالك منها إلا ما كتب لك ولن يصرف عنك منها إلا ما كتب أن يصرف عنك فعلام الهم إذ لاتدري أن عواقب الأمور تتشابه في الغيوب فرب محبوب في مكروه ورب خير من شر. فعلاما الهم إذا عباد الله . مر إبراهيم بن ادهم على رجل مهموم فقال له إني سائلك عن ثلاثة فاجبني قال أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله أو ينقص من رزقك شيء قدره الله أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله فقال الرجل لا قال إبراهيم فعلما الهم إذا ".
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام " إن من سمات شريعة الإسلام الدلالة إلى ما فيه الخير والتحذير مما فيه الشر وان مما وجهت به الشريعة الغراء إن الهموم المفرطة خطر على كيان الأمة وإنتاجها لأنه خير على كل مجتمع مسلم إن يستقبل الحياة ببشر وأمل كي يستفيد من وقته ويغتال القعود والقنوط وإذا ما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته الطمأنينة والرضا فانه يجب عليه أن يجنح إلى الدواء الناجح الذي دل عليه ديننا الحنيف حتى لا يكون الاستسلام لتيار الهم الذي يولد انهيار الأعمال بالعجز والكسل فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم //يتعوذ بالله من الهم والحزن وقال صلى الله عليه وسلم ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه ).
وحث فضيلته المهموم أن يرطب لسانه بذكر الله وقال " نزاول الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه كما قال صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب انه لن ينفع أحدا جنوحه إلى زيد أو شكواه لعمر مادام لم يطرق باب ارحم الراحمين المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور لان من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد ففر من همومك إلى ربك خالقك ومولاك ".
وتابع يقول " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال يا أبا امامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما إذا قلته اذهب الله همك وقضى عنك دينك قال بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .قال أبو امامة ففعلت ذلك فاذهب الله همي وقضى عني ديني ".
م/ن
خطبة المسجد الحرام
خالد خلف السرحاني
05-08-2010, 01:14 PM
جزاك الله خير اما خطبة الجمعه التى حضرتها كانت شامله ووافيه عن بر الوالدين وماذا يريدون من ابنائهم وكيف نبرهم وحقيقه كانت خطبه مؤثره جدا وتقبل تقديرى
سعود السحيمي
05-08-2010, 08:38 PM
جزاك الله خير اما خطبة الجمعه التى حضرتها كانت شامله ووافيه عن بر الوالدين وماذا يريدون من ابنائهم وكيف نبرهم وحقيقه كانت خطبه مؤثره جدا وتقبل تقديرى
خالد السرحاني بارك الله فيك
واشكرك كل الشكر على تفاعلك .. وهذا هو المقصود من الموضوع لتعم الفائده ..
سعود السحيمي
05-14-2010, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
خطبة الجمعة اليوم التي حضرتها كان يتحدث الشيخ عن الجار وماله من حقوق ,,,
وحال الجار فى السابق واليوم حيث انه قليل الحين الى يعرف جاره ..
ابو البندري
05-15-2010, 08:41 PM
خطبة الجمعة الماضي عن اثر المعاصي والذنوب محافظة جده
ان الحمد لله نحمده ونستعين0000000000000 اوصيكم ونفسي بتقوى الله
أيها المسلمون000 إن للذنوب والآثام عواقب جسيمة لا يعلمها إلا الملك العلام0 فكم أهلكت من أمم ماضية وشعوب كانت قائمة فهل ترى لهم من باقية00 وليس بيننا وبين الله نسب فقد قالت زينب رضي الله عنها انهلك وفينا الصالحون يارسول الله ؟ قال 000 نعم اذا كثر الخبث 0
وقال سبحانه00( وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا) 0 فترى الأمم السالفة من عهد نوح إلى هذا الزمان كلما عصت أمة الله عز وجل00 أجّلها مدة من الزمان لعلهم يتوبون ويرجعون00 بل إن مع عصيانهم لله عز وجل قد يفتح عليهم بالنعم ولكنها استدراج00 قال تعالى( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبسلون) فبيّن تعالى أن الناس إذا تركوا ما أمرتهم به رسله عليهم السلام فلم يأتمروا بأوامره ولم ينتهوا عن نواهيه فإنه تعالى قد يفتح عليهم الخيرات من سعة في الرزق ووفرة في الأموال وصحة في الأجسام وغيرها حتى إذا فرحوا بها واطمأنوا أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ولنا في الأمم السالفة العبر والعظات في بيان عقوبة المعاصي0
ما السبب في إخراج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ أليست المعاصي؟0
ما الذي أخرج إبليس عليه لعنة الله من ملكوت السماء وطرده من رحمة الله؟ أليست معصية الكبر والحسد؟00 فبدل بالقرب بعدا وبالرحمة لعنة وبالجنة نارا تلظى0
ما الذي جعل الماء يعلو الجبال الراسية في عهد نوح ويغرق قومه إلا من نجاه الله عز وجل؟ أليس المعاصي والشرك؟0
إهلاك قوم عاد بالريح العقيم فما الذي أرسلها عليهم حتى أصبحوا وكأنهم أعجاز نخل خاوية وعبرة للمعتبرين؟ أليست المعاصي؟0
ما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟ وما الذي خسف بقارون وداره وماله وما الذي بعث على بني إسرائيل قوما أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء ونهبوا الأموال إنها المعاصي والذنوب قال عز وجل0( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )
وقالت عائشة00 وإذا تخبلت السماء( يعني كثرت الغيوم والسحب) تغيّر لونه صلوات ربي وسلامه عليه وخرج ودخل وأقبل وأدبر00 فإذا أمطرت سرى عنه0 فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 (لعله يا عائشة كما قال قوم عاد00 فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا )
وفي صحيح البخاري قالت عائشة00 وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه قالت00 يا رسول الله الناس إذا رأواه الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر0 وأراك إذا رأيته عُرف في وجهك الكراهية فقال00(يا عائشة ما يأمنني أن يكون فيه عذاب00 عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا00 هذا عارض ممطرنا)
اعلموا رحمني الله وإياكم00 بأن نزول الأمطار من نعم الله العظيمة00 على القرى والمدن والمجتمعات0 يستفيد منه الناس0 وتستفيد البهائم0 وكذلك الزروع( وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً وَجَنَّـٰتٍ أَلْفَافاً) وقال عز وجل( أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ )
ولقد شهدت بلادنا ولله الحمد والمنة00 في الأيام القريبة الماضية00 أمطاراً متفرقة00 وإن استمرار نزول رحمات الرب0 يحتاج من أهل القرى والمدن والشعوب والأمم0 يحتاج الإيمان والطاعة والاستقامة0 قال الله تعالى( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ ) وإن استمرار نزول بركات المولى جل وعلا يحتاج منا إلى ترك الذنوب والمعاصي00 والتوبة والاستغفار0 قال الله تعالى( فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) وقال عز وجل (وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ )
وإن استمرار نزول الغيث يحتاج منا إلى أداء زكاة أموالنا0 وفي الحديث0(ولـم يمنعوا زكـاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء0 ولولا البهائم لم يمطروا)
لكن هناك وجه آخر لنـزول الأمطار من السماء0 أحياناً0 لا يكون نزوله رحمة0 بل هو عذاب وعقوبة إلهية لتلك القرية0 أو لتلك الأمة وقد أهلك الله عز وجل أمماً وأقواماً بهذا الماء0 في القديم وفي الحديث0 وقد ذكر الله عز وجل في كتابه0 عقوبة الغرق بالماء0 لأقوام عتوا عن أمر ربهم0 وهم قوم نوح عليه السلام وذلك بعدما أعرضوا عن الدعوة0 ولم يؤمنوا بما قال لهم نوح عليه السلام0 أغرقهم الله عز وجل بالماء0 بإرسال السماء عليهم مدراراً0 وبتفجير ينابيع الأرض حتى تشكل طوفان هائل0 وجعل سبحانه لنوح عليه السلامة علامة لبداية عملية إغراق أولئك القوم بالماء0 هو فوران التنور0 قال الله تعالى( ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ) وقال سبحانه00( حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ ءامَنَ وَمَا ءامَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) وجاء تفصيل عملية الغرق بالماء في موضع آخر فقـال عز من قائـل00( فَفَتَحْنَا أَبْوٰبَ ٱلسَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَاء عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ 00 وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوٰحٍ وَدُسُرٍ 00 تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ)
وعقوبة الغرق بالماء00 حصلت أيضاً لقوم فرعون0 وذلك عندما آذوا موسى عليه السلام0 ولم يقبلوا ما جاء به0 أغرقهم الله بالماء0 الماء الذي كان فرعون يفتخر ويتكبر ويقول00 أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي0 فهذا الماء الذي كان يجري من تحته جعله الله فوقه0 وهذه عقوبة التمرد على دين الله عز وجل0 قال الله تعالى( وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ ءامَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرٰءيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ فَٱلْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ ءايَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ)
أيها المسلمون0 هذا نوع من أنواع العقوبات الإلهية لأولئك الذين حاربوا دين الله عز وجل0 أرسل الله لهم أحد جنوده0 وهو الماء0 فأغرق ودمّر بأمر الله عز وجل( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) إن جنود الله عز وجل في إهلاك المخالفين وتأديب المعاندين0 وتذكير المتآخرين بما حصل للمتقدمين لا عد له ولا حصر0 والله جل وتعالى يهلك ويعاقب كل قرية بما يناسبها0 وإليكم بعض صور عقوبات الله0
فمن عقوبات الله عز وجل0 بدل إمطار الماء0 إمطار الحجارة قال عز وجل0( فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبّكَ وَمَا هِى مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٍ) هذه هي العقوبة التي حصلت لأهل تلك القرية0 التي انتشرت فيها الفاحشة0 عاقبهم الله عز وجل بعقوبتين00 الأولى00 جعلنا عاليها سافلها00 وضع جبريل عليه السلام جناحه ثم رفع القرية إلى السماء0 حتى سمع أهل السماء بنباح كلابهم0 ثم قلبها0 العقوبة الثانية00 وأمطرنا عليهم حجارة0 إن الماء لو كثر نزوله من السماء0 لأفسد وخرّب ولا أحد يستطيع أن يقف في وجهه0 مهما أوتي من قوة0 فما بالكم إذا كانت الأمطار من حجارة0 نعوذ بالله من الخذلان0 لكن هذه هي عقوبة القرية التي ينتشر فيها الفاحشة التي ذكرها الله عز وجل0
ومن عقوبات الله جل وتعالى لأهل القرى التفرق0 نعم0 فقد يوقع الله التفرق في مجتمع أو في أمة بسبب المخالفات التي يرتكبونها0 فلا تجدهم يتفقون على رأي00 قال الله تعالى( وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَـٰرَىٰ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَاء إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) أي عقوبة أشد من أن أبناء الدين الواحد يحصل بينهم العداوة والبغضاء0 والسبب00 أنهم نسوا حظاً مما ذكروا به0
ومن عقوبات الله أيضاً0 إرسال الريح0 هذا الهواء الجميل00 لو زاد بأمـر الله عز وجل لتحول من نعمة إلى نقمة0 ولقد عوقب أقوام بالريح0 فأفسد عليهم منازلهم وخرّب بيوتهم قال الله تعالى( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْىِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ) وقال عز وجل0 (وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرّيحَ ٱلْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَىْء أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ) وقال سبحانه00( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَـٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) ما أهون الخلق على الله0 إذا هم خالفوا أمره0 وحاربوا دينه0 وآذوا أولياءه0
فاتقوا الله أيها المسلمون00 اتقوا الله تعالى0 هذه بعض عقوبات الله للأمم0 والمجتمعات0 وإلا فما ذكر في كتاب الله0 أكثر من هذا0 وليس المقام هنا0 مقام استعراض هذه العقوبات0 وإنما هذه بعضها0 لندرك أن كل ما في الكون جنود لله عز وجل0 وبأمره يعملون0 وإذا أراد سبحانه شيئاً فإنما يقول له كن فيكون0 فاتقوا الله عباد الله0 واحذروا المخالفة0 واحذروا الإعراض عما أمر الله0 فإن الله جل وتعالى يغار على دينه0 ويغار على أوليائه0 والمخالفات والمعصيات0 والتمرد0 له زمن محدود0 والله يمهل ولا يهمل0
وما من قرية حصل فيها شيء يخالف ما أمر الله به0 إلا ونزل بهم ما يستحقون0
فنسأل الله جل وتعالى أن يعاملنا بلطفه ورحمته0 وعفوه0 وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا0 إنه ولي ذلك والقادر عليه0
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم0
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه0
عباد الله
من أسباب إهلاك الله للأمم0 والمجتمعات الذنوب0 قال الله تعالى( أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأنْهَـٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ) وقال عز وجل( فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
هكذا الذنوب تفعل بأصحابها0 ونحن والله المستعان نستهين بها0 بل أصبحت أشياءً عادية في حياتنا اليومية0 وهي سبب رئيس في إهلاك الأمم والشعوب0
عباد الله كيف تريدون أن يلطف الله بنا؟ وينزل علينا نعمه ويرحمنا برحمته0 وفي السابق كانت الأيدي ترتفع إلى السماء وتدعو ربها0 والمولى يجيب سبحانه0 والآن هذه الدشوش مرتفعة إلى السماء0وامتهن الحجاب وضيعت الصلوات
وكثر الخبث بأنواعه وتشبه بعض الشباب بالنساء وتشبهوا بأعداء الله من اليهود والنصارى في اللباس وقصات الشعر والحركات والرقص والله المستعان0
ومن أسباب إهلاك الأمم والشعوب الظلم وكم من العمال يقعون تحت ظلم من اتى بهم من بلادهم وظلم الزوجات وظلم الأبناء وظلم الولد لوالديه من عقوق ووصل الحد بهم إلى ان رموهم في دور العجزة0 قال الله تعالى( أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ ) وقال سبحانه( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) وقال( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ) وقال( وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَـٰهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا) وقال( وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) كل هذا بسبب الظلم إذا انتشر في الأمة0 فما بالك لو أضيف إليه دعوة المظلوم على من ظلمه00
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخـره يأتيـك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنـم
ومن أسباب الهلاك أيضاً00 تبديل أمر الله00 أياً كان هذا التبديل00 فالله جل وتعالى يأمر بأوامر ثم تأتي هذه القرية0 وتبدل ما أمر الله به0 بأشياء من عندها0 ومن زبالة أفكارها0 سواءً كانت قضايا معاملات من بيع أو شراء0 أو غيره0
قال تعالى( وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَـٰيَـٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مّنَ ٱلسَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ)
ومن أسباب هلاك القرى00 ان يتخلق الناس بالمكر والكيد والتدبير00 الذي يتعارض مع الحق0 قال الله تعالى0( قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كان هناك من قبلكم قد مكروا وخططوا ودبروا وفعلوا0 فماذا كانت النتيجة 00 (قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَـٰنَهُمْ مّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَـٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ) وقال سبحانه00( وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيّىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ ) وقال عز وجل00( أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ) يقول علماء التفسير عن هذا المكر السيئ0 أنه00 سعيهم إلى إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على وجه الخفية00 واحتيالهم في إبطال الإسلام والكيد بأهله00
ومن أسباب الهلاك00 عدم التناهي عن المنكر قال الله تعالى0( لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرٰءيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَـٰهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)
ومن أسباب الهلاك00 موالاة الكفار0 قال الله تعالى0( تَرَىٰ كَثِيراً مّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى ٱلْعَذَابِ هُمْ خَـٰلِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْلهِ والنَّبِىّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مّنْهُمْ فَـٰسِقُونَ)
ومن أسباب الهلاك00 ترك الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى0( إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ)
أيها المسلمون00 وكما قلنا في العقوبات نقول في الأسباب00 إنها كثيرة0 وهذه بعضها0 فالحذر الحذر0 فإنه ليس بين أحد وبين الله نسب0 إنما أكرمكم عند الله أتقاكم00 وعندما تأخذ أية قرية بسبب أو بعدة أسباب من أسباب الهلاك0 فإنه من الطبيعي أن لا تأخذه فجأة0 ودفعة واحدة0 وإنما بالتدريج في البداية يكون بسيطاً ثم مستوراً0 ثم أكثر ثم يظهر0 حتى تصبح هي السمة البارزة0 لتلك القرية0 وبعدها ينزل عقاب الله والله المستعان 00
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه0 وأن يجعلنا ممن استعمله لنصرة دينه وإعلاء كلمته0
ألا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه0 فقال جل من قائل( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك سيدنا محمد00 وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأحبهم إلى يوم الدين0
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com