ابو البندري
05-12-2010, 08:32 PM
الحمد لله المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيماً وتكبيراً00والمتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً0 المتعالي بعظمته ومجده0 (تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَـٰلَمِينَ نَذِيراً) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له0 وأشهد أن محمداً عبده ورسوله0 صلوات الله وسلامه عليه0 وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين0 وعن التابعين0 ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين0 000 نتكلم عن شباب اليوم شباب الأمة00 فأيّ شباب هم؟ كيف حالهم؟ هل هو حال المقبلين على الله المستقيمين على الطريق القويم00 الذي يُطمئِن الأمّةَ على أن مستقبلها يسير على خير وإلى خير00 أم هو حال الشباب المعرض عن تقوى الله0 المنصرف إلى غياهب الضلال واللهو والعبث0 والذي يُشعِر الأمة بأن مستقبلها في خطر؟0ايه الاحبه شباب اليــــوم0 ينقسم الى قسمين
1- قسم هم أهل الصدق والاستقامة والصلاح00 نظر الله إلى قلوبهم فرأى ما فيها من التقوى وحسن القصد0 فكانوا أهلاً لهدايته وتوفيقه0 نسأل الله لهم الثبات0
2- وقسم آخر قد تركوا طريق الخير والسعادة الذي يهدي إلى النور ويفضي إلى الضياء00 وسلكوا طريق الشر0 خُدِعوا بمظهره اللامع البراق الذي منتهاه إلى الظلام والويل والهلاك00 نسأل الله لهم الصلاح والهداية00
أيها الشباب00 هل سأل كل منكم نفسه يومًا00 ما هدفي في الحياة00 أم تريد أن تكون ضائعًا تائهًا في دروب الحياة؟0 فلا أنت في شغل من الدنيا فتحمد0 ولا أنت في عمل من الآخرة فتغبط0
0 إن الحسرة كل الحسرة عندما نرى شباب الأمة وعماد المستقبل قد هجر كثيرٌ منهم المساجد00 فأصبحت الصلاة في واقع بعضهم أمرًا محزنًا وحالاً مؤسفًا00 تتلفّت بين الصفوف فينقلب إليك بصرك خاسئًا وهو حسير00 متسائلاً00 أين الشباب الذين يملؤون المدارس والمعاهد والجامعات؟0 فتجد البعض منهم قد ضيّع الصلاة وترك قراءة القرآن00 استنكف واستكبر عن عبادة ربه وخالقه ومدبّر أمره الذي وهبه الشبابَ وأنعم عليه بالصحة وأمدّه بالعافية0 كأنه لا يعلم قول ربه جل وعلا( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وِالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) ما وعى قوله 00(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) ما علم أنه لا قيمةَ لحياته ولا معنى لشبابه ولا بركة في عمره بدون طاعة الله00 فما أعظمها من حسرة وندامة تكون منه يوم القيامة عندما يلقى في النار فيكون له العذاب والهوان0
وتجد آخرين يعكفون في البيوت ويقيمون الصلاة مع النساء فكأنهم من جملتهم0 فقد سمعوا النداء ولكنهم صمّوا الآذان0 فما كانوا من الرجال كما جاء في محكم الكتاب( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ ) وما علموا أن مصيرهم إلى التراب0 وموعدهم يوم الجزاء والحساب
ويزيد الألم والحسرة عندما ترى كثيرا من شباب الأمة وقد ذابت شخصية بعضهم في تقليد أعمى وانسياق بهيمي00 فتعجب من أمر ذاك الشاب كرمه الله بالإسلام وأعزه بهدي سيد الأنام00 ثم يقلد الغرب في خنوثته وانحلاله وميوعته وشهواته ورذائله00 تراه ربى شعره وهو ما يسمى بالكدش00 وقد ملأه بالجل وهي مادة تثبت له شعره لها لمعان00 وما تبع ذلك من تسريحات متنوعات لشعور بل والأذقان00 فإذا أتاه النصح ممن يحب له الخير تجده يلهج بقوله000 أنا أقتدي بالرسول في ذلك00 فيا لله0 ما أعظم قوله هذا وأشنَعَه00 فنقول له00 بل أنت متّبع لهواك وضلالك00تأخذ ما تمليه عليك نفسك، فلو كنت كما زعمت لاقتديت به في جميع شأنك0 فاتبعته في ملبسه ومظهره وعبادته0 وطبقت سنته لا في ما يمليه عليك عقلك وهواك0
وتجد بعضا من الشباب نسأل الله السلامه00 قد لبس البنطال0 فأظهر بعض عورته أو أظهر سروالا من تحت ذلك البنطال00 قد بدت منه مختلف الألوان00 فيا للهوان0 طاح البنطال فطاحت معه الرجولة00 فأين الرجال؟
تراه مرتديًا قميصًا عليه عبارات باللغة الإنجليزية تدعو إلى العهر والفساد دون معرفة منه لمضمون تلك الكلمات00 تراه قد لبس السلاسل والأساور في الأيدي والأعناق00 وكل هذا مصداق لقوله 00(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراعٍ0 حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم) قالوا من يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال00(فمن؟)
لقد قلدوا الكفار وتشبهوا بهم بدعوى الحضارة0 فتراهم في ترف وميوعة وغرام وآهات وأغان تسبح بك في غياهب الظلمات00ساروا خلف من اعتدوا على كتاب ربّ السموات وطعنوا في عرض نبيّ الأمة عليه أفضل الصلوات بدعوى الحريات لعنهم الله وشلّ أركانهم وأرانا فيهم العبر والآيات00 فهل يعد من كان هذا دأبه من الرجال؟! لا والله00 فهذا كله لا يليق بالرجال00 الرجال تجد فيهم الخشونة0 فلا حظَّ لهم في الميوعة لأنهم علموا أن الميوعة للنساء00 وقد وعوا ما روِيَ عن نبيّ الهدى00(تمعددوا واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاة) أو كما قال0
فانعدمت في هؤلاء الذين انساقوا وراء الغرب الكافر معالم الذكورة وصفات الرجولة حتى أصبحتَ لا تفرق بينهم وبين النساء0 فهذا والله من أعجب العجب0 وكما قيل00
ولا عجب أنّ النساء ترجّلت ولكنّ تأنيث الرجال عُجاب
وأين ذهب هؤلاء من الوعيد الشديد للمتشبهين من الرجال بالنساء وبالعكس؟0 قال000(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء0 ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال) فمن يصبر على لعن الله سبحانه وتعالى؟0 واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله0
تزداد الحسرة00 أيها الأحبة00عندما نرى أولئك الشباب يجولون الشوارع بسياراتهم00 يعبثون بها0 فيضايقون المارة0 ويزعجون السكان0 فيعرضون أنفسهم والناس للخطر بلا حسيب ولا رقيب0 يتطاولون على الكبير ويحقرون الصغير0 وما علموا أن من إجلال الله توقير ذي الشيبة الكبير0 وما وعوا أن ليس منا من لم يوقر كبيرنا0 يظنون أن الرجولة هي بأذية الخلق في الطرقات0 فتجدهم يمشون في الأرض مرحا وكبرا وتيها0 تراهم قد ارتادوا المقاهي وضيعوا أوقاتهم في الشاتات والمنتديات والدردشات0 فانشغلوا بذلك عن الصلوات0
وتزداد الحسرة عندما تراهم يجولون الأسواق يضايقون ويعاكسون ويؤذون المسلمات في الطرقات00 ولهذا الموضوع وقفات في الأيام المقبلات0
ترى البعض منهم عشاقًا للرياضة والفضائيات00 قبلته هي الكرة00 فهو دائما يخرج فيلعب ويلعب حتى منتصف الليل00 ثم يرجع لينام ليبدأ مشواره من جديد في اليوم الثاني00 وهكذا حياته لا يدري لم خلق00 ولا يفكر حتى أن يصليَ أو يساعد والديه00 لكنه كما قيل عنه وعن أمثاله00 (جيفة بالليل وحمار بالنهار0 عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة)0 فلو سألته من صاحب القدم الذهبية والرأس الذهبي والكأس الفضي وغير ذلك لتشدق بملء فمه وأجاب إجابة العارف00 ولكن لو سألته عن الفاتحة تجده لا يحسن قراءتها إن لم يكن لا يحفظها00 ولو سألته عن بعض السلف والتابعين بل عن بعض أصحاب النبيّ تجده يتخبّط ذات اليمين وذات الشمال ويتلعثم ثم لا يحير جوابًا0
أيها اللاهي بلا أدنى وجَل00 اتق الله عزّ وجلّ0 واستمع قولاً به ضرب المثل0 اعتزل ذكر الأغاني والغزل0 وقل الفصل وجانب من هزل0 كم أطعت النفس إذ أغويتها0 وعلى فعل الخنا ربيتها0 كم ليالٍ لاهيًا أنهيتها0 إنّ أهنى عيشةٍ قضَيتها0 ذهبت لذّاتُها والإثم حل0
ترى أولئك الشباب في زهرة ومقتبل أعمارهم0 لكنهم في أعمالهم وهمتهم يحبُون حبوًا0 لا ترى في عيونهم بريقًا0 ولا في خطاهم عزمًا0 شاخت أفئدتهم وماتت همتهم0 فاستشرى شرهم وعظم خطرهم وصاروا يهددون من يحاول نصحهم أو ينكر عليهم0 وما علموا أنّ كل تلك التيارات من عدوهم ليصدوهم عن دينهم فيضعفوا بذلك عزم الأمة وتكون لهم الصولة والجولة0 فالشباب إذا فسدوا انهدم بناء الأمة وتسلط عليها أعداؤها كما هو الحال في كثير من بلاد المسلمين اليوم0
فيا شباب الإسلام00 من يرفع راية لا إله إلا الله إذا توليتم؟ ومن ينصر هذا الدين إذا أعرضتم؟ زيادة المرء في دنياه نقصان0 وربحه غير محض الخير خسران0
وكـلُ وجدان قومٍ لا ثبـات لـه فإنمـا هو في التحقيـق خسـران
يـا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبـت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنـت بالروح لا بالْجسم إنسان
يـا عـامرًا لخراب الـدار مجتهدًا بـالله هل لِخراب الدار عمرانُ؟
00 إن مرحلة الشباب فرصة عظيمة لا تعوّض00 يجب اغتنامها فيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه وآخرته0 وهو فرصة ثمينة تمرّ بسرعة0 فإن لم تُشغل بخير شغلت بشر ولا بد0 فالأوقات محدودة0 والأنفاس معدودة0 فعودوا إلى الله يا شباب الأمة0 فأنتم الرجال الذين بهم تقوم الأمة0 عودةً إلى الله حتى نريَ الأعداء زمجرة الأسود0 فنحن اليوم بأشدّ الحاجة إلى شباب مؤمن يشعر بواجبه تجاه دينه وأمته وبما عليه من تبعات تجاه بناء الدين وإشادته0 نحن بأشدّ الحاجة إلى شباب مؤمن يحمل نفسًا مطمئنة يشعر بأنّ أكبر سروره في إخلاص العمل لله0 فما ظهر الدين وعرف الناس شرائع المرسلين إلا بفضل الشباب الصالحين الذين استجابوا لله والرسول0 والتاريخ أصدق شاهد على فضل الشباب الناشئين في طاعة الله أمثال علي وأسامة بين زيد وعبد الله بن عباس وابن عمر ومحمد بن القاسم وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم0 فهنيئا لشاب تقيّ تعلق قلبه بالمساجد ومجالس الخير وعمل الصالحات00 واغتنم شبابه قبل هرمه وصحته قبل سقمه وغناه قبل فقره وفراغه قبل شغله وحياته قبل موته
شباب الْجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسـود
وأنتم سـر نهضتـه قديمًـا وأنتم فجره الزاهي الجديد
اللهم أعز الإسلام والمسلمين0 وأذل الشرك والمشركين0 ودمر أعداءك أعداء الدين0 اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءًا فأشغله في نفسه0 واجعل تدبيره في تدميره يا رب العالمين0 اللهم اهد شباب وفتيات المسلمين وردّهم إليك ردًا جميلاً يا رب العالمين0
هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم
1- قسم هم أهل الصدق والاستقامة والصلاح00 نظر الله إلى قلوبهم فرأى ما فيها من التقوى وحسن القصد0 فكانوا أهلاً لهدايته وتوفيقه0 نسأل الله لهم الثبات0
2- وقسم آخر قد تركوا طريق الخير والسعادة الذي يهدي إلى النور ويفضي إلى الضياء00 وسلكوا طريق الشر0 خُدِعوا بمظهره اللامع البراق الذي منتهاه إلى الظلام والويل والهلاك00 نسأل الله لهم الصلاح والهداية00
أيها الشباب00 هل سأل كل منكم نفسه يومًا00 ما هدفي في الحياة00 أم تريد أن تكون ضائعًا تائهًا في دروب الحياة؟0 فلا أنت في شغل من الدنيا فتحمد0 ولا أنت في عمل من الآخرة فتغبط0
0 إن الحسرة كل الحسرة عندما نرى شباب الأمة وعماد المستقبل قد هجر كثيرٌ منهم المساجد00 فأصبحت الصلاة في واقع بعضهم أمرًا محزنًا وحالاً مؤسفًا00 تتلفّت بين الصفوف فينقلب إليك بصرك خاسئًا وهو حسير00 متسائلاً00 أين الشباب الذين يملؤون المدارس والمعاهد والجامعات؟0 فتجد البعض منهم قد ضيّع الصلاة وترك قراءة القرآن00 استنكف واستكبر عن عبادة ربه وخالقه ومدبّر أمره الذي وهبه الشبابَ وأنعم عليه بالصحة وأمدّه بالعافية0 كأنه لا يعلم قول ربه جل وعلا( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وِالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) ما وعى قوله 00(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) ما علم أنه لا قيمةَ لحياته ولا معنى لشبابه ولا بركة في عمره بدون طاعة الله00 فما أعظمها من حسرة وندامة تكون منه يوم القيامة عندما يلقى في النار فيكون له العذاب والهوان0
وتجد آخرين يعكفون في البيوت ويقيمون الصلاة مع النساء فكأنهم من جملتهم0 فقد سمعوا النداء ولكنهم صمّوا الآذان0 فما كانوا من الرجال كما جاء في محكم الكتاب( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ ) وما علموا أن مصيرهم إلى التراب0 وموعدهم يوم الجزاء والحساب
ويزيد الألم والحسرة عندما ترى كثيرا من شباب الأمة وقد ذابت شخصية بعضهم في تقليد أعمى وانسياق بهيمي00 فتعجب من أمر ذاك الشاب كرمه الله بالإسلام وأعزه بهدي سيد الأنام00 ثم يقلد الغرب في خنوثته وانحلاله وميوعته وشهواته ورذائله00 تراه ربى شعره وهو ما يسمى بالكدش00 وقد ملأه بالجل وهي مادة تثبت له شعره لها لمعان00 وما تبع ذلك من تسريحات متنوعات لشعور بل والأذقان00 فإذا أتاه النصح ممن يحب له الخير تجده يلهج بقوله000 أنا أقتدي بالرسول في ذلك00 فيا لله0 ما أعظم قوله هذا وأشنَعَه00 فنقول له00 بل أنت متّبع لهواك وضلالك00تأخذ ما تمليه عليك نفسك، فلو كنت كما زعمت لاقتديت به في جميع شأنك0 فاتبعته في ملبسه ومظهره وعبادته0 وطبقت سنته لا في ما يمليه عليك عقلك وهواك0
وتجد بعضا من الشباب نسأل الله السلامه00 قد لبس البنطال0 فأظهر بعض عورته أو أظهر سروالا من تحت ذلك البنطال00 قد بدت منه مختلف الألوان00 فيا للهوان0 طاح البنطال فطاحت معه الرجولة00 فأين الرجال؟
تراه مرتديًا قميصًا عليه عبارات باللغة الإنجليزية تدعو إلى العهر والفساد دون معرفة منه لمضمون تلك الكلمات00 تراه قد لبس السلاسل والأساور في الأيدي والأعناق00 وكل هذا مصداق لقوله 00(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراعٍ0 حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم) قالوا من يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال00(فمن؟)
لقد قلدوا الكفار وتشبهوا بهم بدعوى الحضارة0 فتراهم في ترف وميوعة وغرام وآهات وأغان تسبح بك في غياهب الظلمات00ساروا خلف من اعتدوا على كتاب ربّ السموات وطعنوا في عرض نبيّ الأمة عليه أفضل الصلوات بدعوى الحريات لعنهم الله وشلّ أركانهم وأرانا فيهم العبر والآيات00 فهل يعد من كان هذا دأبه من الرجال؟! لا والله00 فهذا كله لا يليق بالرجال00 الرجال تجد فيهم الخشونة0 فلا حظَّ لهم في الميوعة لأنهم علموا أن الميوعة للنساء00 وقد وعوا ما روِيَ عن نبيّ الهدى00(تمعددوا واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاة) أو كما قال0
فانعدمت في هؤلاء الذين انساقوا وراء الغرب الكافر معالم الذكورة وصفات الرجولة حتى أصبحتَ لا تفرق بينهم وبين النساء0 فهذا والله من أعجب العجب0 وكما قيل00
ولا عجب أنّ النساء ترجّلت ولكنّ تأنيث الرجال عُجاب
وأين ذهب هؤلاء من الوعيد الشديد للمتشبهين من الرجال بالنساء وبالعكس؟0 قال000(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء0 ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال) فمن يصبر على لعن الله سبحانه وتعالى؟0 واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله0
تزداد الحسرة00 أيها الأحبة00عندما نرى أولئك الشباب يجولون الشوارع بسياراتهم00 يعبثون بها0 فيضايقون المارة0 ويزعجون السكان0 فيعرضون أنفسهم والناس للخطر بلا حسيب ولا رقيب0 يتطاولون على الكبير ويحقرون الصغير0 وما علموا أن من إجلال الله توقير ذي الشيبة الكبير0 وما وعوا أن ليس منا من لم يوقر كبيرنا0 يظنون أن الرجولة هي بأذية الخلق في الطرقات0 فتجدهم يمشون في الأرض مرحا وكبرا وتيها0 تراهم قد ارتادوا المقاهي وضيعوا أوقاتهم في الشاتات والمنتديات والدردشات0 فانشغلوا بذلك عن الصلوات0
وتزداد الحسرة عندما تراهم يجولون الأسواق يضايقون ويعاكسون ويؤذون المسلمات في الطرقات00 ولهذا الموضوع وقفات في الأيام المقبلات0
ترى البعض منهم عشاقًا للرياضة والفضائيات00 قبلته هي الكرة00 فهو دائما يخرج فيلعب ويلعب حتى منتصف الليل00 ثم يرجع لينام ليبدأ مشواره من جديد في اليوم الثاني00 وهكذا حياته لا يدري لم خلق00 ولا يفكر حتى أن يصليَ أو يساعد والديه00 لكنه كما قيل عنه وعن أمثاله00 (جيفة بالليل وحمار بالنهار0 عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة)0 فلو سألته من صاحب القدم الذهبية والرأس الذهبي والكأس الفضي وغير ذلك لتشدق بملء فمه وأجاب إجابة العارف00 ولكن لو سألته عن الفاتحة تجده لا يحسن قراءتها إن لم يكن لا يحفظها00 ولو سألته عن بعض السلف والتابعين بل عن بعض أصحاب النبيّ تجده يتخبّط ذات اليمين وذات الشمال ويتلعثم ثم لا يحير جوابًا0
أيها اللاهي بلا أدنى وجَل00 اتق الله عزّ وجلّ0 واستمع قولاً به ضرب المثل0 اعتزل ذكر الأغاني والغزل0 وقل الفصل وجانب من هزل0 كم أطعت النفس إذ أغويتها0 وعلى فعل الخنا ربيتها0 كم ليالٍ لاهيًا أنهيتها0 إنّ أهنى عيشةٍ قضَيتها0 ذهبت لذّاتُها والإثم حل0
ترى أولئك الشباب في زهرة ومقتبل أعمارهم0 لكنهم في أعمالهم وهمتهم يحبُون حبوًا0 لا ترى في عيونهم بريقًا0 ولا في خطاهم عزمًا0 شاخت أفئدتهم وماتت همتهم0 فاستشرى شرهم وعظم خطرهم وصاروا يهددون من يحاول نصحهم أو ينكر عليهم0 وما علموا أنّ كل تلك التيارات من عدوهم ليصدوهم عن دينهم فيضعفوا بذلك عزم الأمة وتكون لهم الصولة والجولة0 فالشباب إذا فسدوا انهدم بناء الأمة وتسلط عليها أعداؤها كما هو الحال في كثير من بلاد المسلمين اليوم0
فيا شباب الإسلام00 من يرفع راية لا إله إلا الله إذا توليتم؟ ومن ينصر هذا الدين إذا أعرضتم؟ زيادة المرء في دنياه نقصان0 وربحه غير محض الخير خسران0
وكـلُ وجدان قومٍ لا ثبـات لـه فإنمـا هو في التحقيـق خسـران
يـا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبـت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنـت بالروح لا بالْجسم إنسان
يـا عـامرًا لخراب الـدار مجتهدًا بـالله هل لِخراب الدار عمرانُ؟
00 إن مرحلة الشباب فرصة عظيمة لا تعوّض00 يجب اغتنامها فيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه وآخرته0 وهو فرصة ثمينة تمرّ بسرعة0 فإن لم تُشغل بخير شغلت بشر ولا بد0 فالأوقات محدودة0 والأنفاس معدودة0 فعودوا إلى الله يا شباب الأمة0 فأنتم الرجال الذين بهم تقوم الأمة0 عودةً إلى الله حتى نريَ الأعداء زمجرة الأسود0 فنحن اليوم بأشدّ الحاجة إلى شباب مؤمن يشعر بواجبه تجاه دينه وأمته وبما عليه من تبعات تجاه بناء الدين وإشادته0 نحن بأشدّ الحاجة إلى شباب مؤمن يحمل نفسًا مطمئنة يشعر بأنّ أكبر سروره في إخلاص العمل لله0 فما ظهر الدين وعرف الناس شرائع المرسلين إلا بفضل الشباب الصالحين الذين استجابوا لله والرسول0 والتاريخ أصدق شاهد على فضل الشباب الناشئين في طاعة الله أمثال علي وأسامة بين زيد وعبد الله بن عباس وابن عمر ومحمد بن القاسم وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم0 فهنيئا لشاب تقيّ تعلق قلبه بالمساجد ومجالس الخير وعمل الصالحات00 واغتنم شبابه قبل هرمه وصحته قبل سقمه وغناه قبل فقره وفراغه قبل شغله وحياته قبل موته
شباب الْجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسـود
وأنتم سـر نهضتـه قديمًـا وأنتم فجره الزاهي الجديد
اللهم أعز الإسلام والمسلمين0 وأذل الشرك والمشركين0 ودمر أعداءك أعداء الدين0 اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءًا فأشغله في نفسه0 واجعل تدبيره في تدميره يا رب العالمين0 اللهم اهد شباب وفتيات المسلمين وردّهم إليك ردًا جميلاً يا رب العالمين0
هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم