حماد عبدالله أبوشامه (متوفي رحمه الله)
05-15-2010, 11:46 PM
** مصدر الذكرى ، وموطن الاعتبار!**
__________________________
*
*
*
**مدخل:-
والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:
*(أولم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير))
*(فاطر 37)*
فالعمر الانساني ،حجة على الانسان ،
لأنه مصدر الذكرى ،وموطن الاعتبار!
وما أكثر العبر الموقظة ،
والعظات المنبهة ، والأحداث المثيرة
التي يشهدها الحي في حياته ،
وهي في مضامينها الحقيقية اضاءات له
على الدروب ، واثراء لوعيه وفكره ،
ليستقيظ فيه وازع التوجه الى الله سبحانه وتعالى ،
والفرار اليه لملاقاته ،والخضوع لحسابه !
***
*
*
*
...واذا تأملت الزمن وكره ، والانسان وغفلته ،
عجبت لهذا المخلوق المكرم ،
الذي يغفل عن زمن لم يغفل عنه ،
وعن حساب لم يستعد له ،وعن رصيد ثمين يتآكل
دون أن يراجعه ويحميه ويستثمره!!
وعلام هذه الغفلة والتسويف !!
*هل لحلاوة الدنيا وسكرتها ؟
أم لتعدد أماني الانسان وآماله ؟
أم هما بسبب عداوة الشيطان وكيده ؟!
*والأمر بعد ذلك كله عجب ، لكن الانسان المستخلف ،
يظل سادراً في غيه ،ماض(ن)، في هواه ،
يركض خلف بارق الحياة ،وسراب الآمال ،
حتى يستوفي الخالق أجله ، ويستكمل مدته ،
ويطوي صفحته ، وصدق الله العظيم:
*(كلا لما يقض ما أمره )):((عبس))
وليس كزخرف الحياة وقنيتها وشهواتها وغرورها ،
صارف يصرف العبد عن وظيفته الحقيقية في الحياة،
وكلما حاول هذا العبد أن يتحرر من شهواته ،
ويستوي عبداً خالصاً لمولاه الذي خلقه
وأدناه ، ثقلت به الرغبات ،وطافت به الزخارف ،
وحامت حوله دنيا الغرور، فأخرته ، وقعدت به !
*وحقيق على العبد الذي استكمل له خالقه العقل ،
وأنزل عليه الكتاب ،وأرسل له
الرسل، أن يخرج من ضيق الدنيا الى آفاق الآخرة ،
ومن أسر العيش وهمومه الى حرية
الايمان وعلوه ، وأن يتجرد خالصاً لمولاه ،
مستوياً على طريق مستقيم قاصد موصل ،
فذلك هو الفرار الى الله، امتثالاً لأمره ، وابتغاء مرضاته.
*لأن رحلة القطار ومحطاته
ممتدة الى الأمام لارجوع لها مطلقاً ...،
فكم هم العاقلون منا المنتهزون للفرص الثمينة ،
ليقدموا من عمل الدنيا والآخرة
مايسعدون به آجلاً وعاجلاً ...
***
*
*
*
**آخر المطاف:-
*...واذا كان حب الدنيا بلية ،
وشهواتها سبب التعويق ، وزخرفها هو الصارف،
فانه حق على العابد الصادق أن يجاهد نفسه
وهواه جهاداً عسيراً ، لأن انتصاره
على نفسه الأمارة اللوامة ،
هو أعظم مكسب يحققه في تاريخ حياته
لأن (( النفس المطمئنة ))
هي:
التي يخاطبها المولى عند خروجها من الدنيا ،
قائلاً لها:
((ياأيتها النفس المطمئنة
ارجعي الى ربك راضية مرضية،
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))*
((الفجر))
***
*
*
*
**آخر نقطة:-
*للشاعر:علي القحطاني:
*(قالت الدنيا مساكين البشر = يعشقوني ..لين ..يغدو بالثرى)*
*
*
*
*ونقول:
*فرصة زمنية متاحة لمن أراد أن يتذكر حقيقته ،
ويصرف الشكر لمستحقه،
مستشرفين رضى مولانا ،
متطلعين الى لقائه بقلب سليم،
ونفس مطمئنة ، وصحيفة بيضاء نقية ...
***
*((والله الموفق ..
والهادي الى سواء السبيل))*
*((وعلى دروب المحبة والخير
والأدب الرفيع والمعبر نلتقي))*
*
*
*
*(أخوكم ومحبكم:أبوعبدالله)*
1/6/1431
__________________________
*
*
*
**مدخل:-
والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:
*(أولم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير))
*(فاطر 37)*
فالعمر الانساني ،حجة على الانسان ،
لأنه مصدر الذكرى ،وموطن الاعتبار!
وما أكثر العبر الموقظة ،
والعظات المنبهة ، والأحداث المثيرة
التي يشهدها الحي في حياته ،
وهي في مضامينها الحقيقية اضاءات له
على الدروب ، واثراء لوعيه وفكره ،
ليستقيظ فيه وازع التوجه الى الله سبحانه وتعالى ،
والفرار اليه لملاقاته ،والخضوع لحسابه !
***
*
*
*
...واذا تأملت الزمن وكره ، والانسان وغفلته ،
عجبت لهذا المخلوق المكرم ،
الذي يغفل عن زمن لم يغفل عنه ،
وعن حساب لم يستعد له ،وعن رصيد ثمين يتآكل
دون أن يراجعه ويحميه ويستثمره!!
وعلام هذه الغفلة والتسويف !!
*هل لحلاوة الدنيا وسكرتها ؟
أم لتعدد أماني الانسان وآماله ؟
أم هما بسبب عداوة الشيطان وكيده ؟!
*والأمر بعد ذلك كله عجب ، لكن الانسان المستخلف ،
يظل سادراً في غيه ،ماض(ن)، في هواه ،
يركض خلف بارق الحياة ،وسراب الآمال ،
حتى يستوفي الخالق أجله ، ويستكمل مدته ،
ويطوي صفحته ، وصدق الله العظيم:
*(كلا لما يقض ما أمره )):((عبس))
وليس كزخرف الحياة وقنيتها وشهواتها وغرورها ،
صارف يصرف العبد عن وظيفته الحقيقية في الحياة،
وكلما حاول هذا العبد أن يتحرر من شهواته ،
ويستوي عبداً خالصاً لمولاه الذي خلقه
وأدناه ، ثقلت به الرغبات ،وطافت به الزخارف ،
وحامت حوله دنيا الغرور، فأخرته ، وقعدت به !
*وحقيق على العبد الذي استكمل له خالقه العقل ،
وأنزل عليه الكتاب ،وأرسل له
الرسل، أن يخرج من ضيق الدنيا الى آفاق الآخرة ،
ومن أسر العيش وهمومه الى حرية
الايمان وعلوه ، وأن يتجرد خالصاً لمولاه ،
مستوياً على طريق مستقيم قاصد موصل ،
فذلك هو الفرار الى الله، امتثالاً لأمره ، وابتغاء مرضاته.
*لأن رحلة القطار ومحطاته
ممتدة الى الأمام لارجوع لها مطلقاً ...،
فكم هم العاقلون منا المنتهزون للفرص الثمينة ،
ليقدموا من عمل الدنيا والآخرة
مايسعدون به آجلاً وعاجلاً ...
***
*
*
*
**آخر المطاف:-
*...واذا كان حب الدنيا بلية ،
وشهواتها سبب التعويق ، وزخرفها هو الصارف،
فانه حق على العابد الصادق أن يجاهد نفسه
وهواه جهاداً عسيراً ، لأن انتصاره
على نفسه الأمارة اللوامة ،
هو أعظم مكسب يحققه في تاريخ حياته
لأن (( النفس المطمئنة ))
هي:
التي يخاطبها المولى عند خروجها من الدنيا ،
قائلاً لها:
((ياأيتها النفس المطمئنة
ارجعي الى ربك راضية مرضية،
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))*
((الفجر))
***
*
*
*
**آخر نقطة:-
*للشاعر:علي القحطاني:
*(قالت الدنيا مساكين البشر = يعشقوني ..لين ..يغدو بالثرى)*
*
*
*
*ونقول:
*فرصة زمنية متاحة لمن أراد أن يتذكر حقيقته ،
ويصرف الشكر لمستحقه،
مستشرفين رضى مولانا ،
متطلعين الى لقائه بقلب سليم،
ونفس مطمئنة ، وصحيفة بيضاء نقية ...
***
*((والله الموفق ..
والهادي الى سواء السبيل))*
*((وعلى دروب المحبة والخير
والأدب الرفيع والمعبر نلتقي))*
*
*
*
*(أخوكم ومحبكم:أبوعبدالله)*
1/6/1431