مشاهدة النسخة كاملة : واجب الشباب تجاه وحدة الأمة الإسلامية
محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 12:38 PM
هذه محاضرة بعنوان
واجب الشباب تجاه وحدة الأمة الإسلامية .
لسماحة شيخنا الشيخ :
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
المفتي العام للمملكة العربية السعودية
قمت بتفريغها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين فصلوات الله وسلامه عليه أبدا دائما إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ونسأله تعالى أن يمنّ علينا جميعا فيجعلنا ممن تبعهم وتأسى بهم واقتفى آثارهم بإحسان إلى يوم الدين إنه على كل شيء قدير .
إخوتي الأعزاء لقاؤنا في هذه الليلة في هذا المكان المبارك في هذه المدينة المباركة طيبة شرفها الله وزادها عزا وشرفا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتقي في هذه الليلة حول موضوع يهم الأمة كلها أمة الإسلام ألا وهو دور الشباب في بناء المجتمع المسلم وأثر الشباب في بناء المجتمعات وصلاحها واستقامة حالها . الشباب سمته الاندفاع والقوة والطموح لمعالي الأمور والشباب عدة الأمة وقوتها فإن صلح هذا الشباب واستقامت أخلاقه وحسنت سيرته أدى خيرا كثيرا وعطاء جزيلا إذًا فالشباب هو نهضة الأمة فهو إن صلح سبب النهضة بالأمة وعلو شأنها ومتى انحرف هذا الشاب عن الطريق المستقيم فهو سبب لهبوط أمته وذلها وهوانها إذا فالعناية بتربية هذا النشئ والاهتمام بذلك أمر مطلوب ومسؤولية يتحملها كل فردٍ منا في سبيل العناية بشبابنا والاهتمام بفكرهم وأخلاقهم وسلوكهم ولئن كانت الأمة تحتاج إلى حكمة الشيوخ وبعد نظرهم وثاقب رأيهم إلا أنها أيضًا بأمس الحاجة إلى قوة الشباب وعزيمته فإذا حصل في المجتمع حكمة الشيوخ ورأيهم وقوة الشباب وعزيمته فإن الأمة بتوفيق الله تسير على نهج مستقيم يكمل بعضها بعضا ويهدي بعضها بعضا ويشد بعضها إزر بعض وإن شريعة الإسلام اعتنت بالشباب المسلم أيّما عناية بل من أول التكوين فهناك الدعوة إلى اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين والتقى يقول صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك).
ثم وجه الخطاب إلى الآباء بالعناية بالشباب بتربيتهم وبتوجيههم (( يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )) . وجاءت السنة ( مروا أبنائكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع ) . لكي ينشأ الشباب آلفًا للخير محبًا للخير متخلقًا بالأخلاق الكريمة.
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه .
ونرى الإسلام يهتم بالشباب أيضا فيأمر بالتربية والتوجيه والأخذ على أيديهم حتى يسيروا على الطرق المستقيمة فالعناية بتربيتهم والعناية بتعليمهم والعناية بأخلاقهم وسيرتهم أمر مطلوب من الآباء والأمهات وكون الآباء والأمهات قدوة حسنة للأبناء والبنات ويحقق بتوفيق الله هذا الهدف الأسنى فالابن إذا رأى الأب على خلق كريم وعمل صالح وسيرة فاضلة فإنه يقتدي بأبيه وينشأ على هذا الخلق الكريم والعمل الصالح يرى أباه ذا دين وتقى وحبًا للخير ومسارعة لفرائض الإسلام وتطبيقًا لشريعة الإسلام فهو يرى من أبيه الاهتمام بالصلاة والعناية بها والمحافظة عليها يراه كل وقت يخرج لأداء الصلاة ويراه يعتني بها العناية التامة والابن ربما صحب أباه مرة أو مرتين أو أكثر ثم يكون ذلك خلقًا له وسجيةً له . يرى أباه وهو منفذ لأوامر الله قائم بها حق القيام فيتأسى بأبيه ويقتدي به يرى من أبيه بعدًا عن المحرمات ونفورًا منها وعدم ممارسة لها فينشأ معظّمًا لحرمات الله بالبعد عنها وتركها يرى من أبيه صدق الحديث ووفاء العهود والأمانة التي ائتمن عليها فينشأ هذا الشاب على هذا الخلق الكريم والعمل الطيب .
يرى من أبيه برًا بالأب والأم فترى الشاب المسلم ينشأ معظما للأبوين بارًا بهما محسنًا إليهما يرى من أبيه معاملة صادقة قائمة على الصدق والبيان والوضوح في تعامله واحترامه للمعاملات فينشأ الشاب على هذا الخلق الكريم .
يرى من أبيه صلة لرحمه وإكراما لجيرانه ومعاملة لزملائه بالمعاملة الطيبة فينشأ هذا الشاب على هذا الخلق الكريم والعمل الفاضل . يرى من أبيه صدق الحديث وحسن القول وأن أباه مهذب القول بعيدا عن الفحش في الأقوال والأعمال فلا يسمع من الأب إلا ذكرا وقولا حسنا وحديثا طيبا فينشأ الابن على ما تعود من أبيه من صدق الحديث وطهارة القول والبعد عن الفحش في الأقوال والأعمال . وهكذا الفتاة المسلمة ترى من أمّها إكرامًا لزوجها وعناية به فتنشأ على هذا الخلق الكريم ترى من أمها بُعدًا عن السفورِ وبُعدًا عن مشابهة الجاهلية الأولى فتنشأ الفتاة على هذا الخلق القيم .
يتبع . ...
محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 12:40 PM
وهكذا بيوت أهل الإسلام تعمر بالقدوة الحسنة والأسوة الصالحة التي تُثبّت الأخلاق الإسلامية في قلوب أبناء المسلمين وبناتهم هذه الأخلاق الكريمة التي دعا الإسلام إليها وأصّلها في قلوب شبابنا المسلم . أيها الإخوة الكرام شباب الإسلام قد اعتنى بهم الإسلام أيّما عناية فنرى شباب الإسلام في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وقد وكل إليهم مهمات الأمور وهذا مالك بن الحويرث يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من شباب الإسلام فيسلموا ويمكثوا في المدينة أياما ليتلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم التعليم والتوجيه ويشعر أن لديهم شوق لأهليهم فيزودهم بوصايا طيبة فيقول آمرا لهم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ويقول ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم ) تأديبًا لهم وتعليمًا ونرى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن ثلاثة عشر سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني ونرى أسامة بن زيد في العام الثامن عشر من عمره والنبي صلى الله عليه وسلم يكل إليه جيشا عظيما يرسله لأطراف الشام ويقول : ( إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه ولعمر الله إنه لخليقٌ بالإمارة ) ، وهكذا شباب الإسلام في عصورهم الأولى كان لهم الدور الفعال في عزة الإسلام وقوة المسلمين لأنهم تربوا على خلق قيم وعمل فاضل وسيرة نبيلة أيها الشاب المسلم إن من المصائب والبلايا أن يقسم المجتمع المسلم إلى أحزاب وطوائف وإلى فرق شتى وإلى أحزاب متناهية وأحزاب ومبادئ مختلفة هذا التقسيم الخطير ينتج لشبابنا فرقة بين قلوبهم وتشتت شملهم وهذا أمر لا يليق لأن الله جل وعلا أمرنا أن نكون أمة واحدة (( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )) وفي الآية الأخرى (( فاعبدون )) فأمرنا أن نكون أمة واحدة وعندما نقسم المجتمع المسلم إلى أحزاب وطوائف وإلى فرق متناحرة نكون بذلك قد أحدثنا شرخا في مجتمعنا فأصبح كل يتعصب لرأيه ويتحزب لحزبه فهذا يدعوا إلى كذا وذا يدعوا إلى غيره فيكون كل يتعصب لمذهبه ولمنهجه ولطائفته وللأشخاص الذين يعظمهم ويرى أنهم أفضل من غيرهم فيكون في ذلك منافاة للحق لأن الحق واضح والتعصب للآراء والأفكار والأشخاص ليس بالحق المطلوب ويكون في ذلك بغيا وظلما ويكون بذلك ليًّا لأعناق النصوص وإخضاعها للآراء والأهواء
شباب الإسلام إن الشباب المسلم إذا أعتني بتربيته وتوجيهه وتثقيفه على الحق صار عونا لأمته على ما يسعدها وصار عونا لأمته على ما يؤدي من خير .
إن الأمة بأمس الحاجة إلى شباب يجعل تعاليم الإسلام وأخلاق الإسلام كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لتسعد بذلك أمتهم وترتقي أمتهم إلى المكان الأعلى بصلاح أبنائها واستقامة حالهم وتوجيههم وعندما نصغي إليهم ونأخذ منهم وعندما نتحسس مشاكلهم وهمومهم وعندما نسعى في إصلاح أوضاعهم إن أخطئوا وزلة القدم بواحد منهم فلا نجعل خطأه سببا للنفرة منه بل ننظر إلى الأخطاء وننظر إلى ما حصل ونبحث عن أسباب ذلك الخطأ هل نستطيع إصلاح ذلك الخطأ ؟ هل هذا الخطأ منشأه من قلة علم فتزوده بالعلم من تأويل خاطئ فنزيل عنه تلك الشبهة من فكر وارد عليه لم يدرك أخطاره وأضراره فنسعى في إجتثاث تلك الأفكار السيئة حتى يسلم شبابنا ونطمئن على قيمه وأخلاقه .
أيها الشباب المسلم أمتك بحاجة إليك معلما ومتعلما ، وبحاجة إليك داعيا وموجها ، وبحاجة إليك واعظا وناصحا ، وبحاجة إليك طبيبا ومهندسا ، وبحاجة إليك تاجرا نافعا وكاتبا وصحفيا ، وبحاجة إليك إعلاميا صادقا ، وبحاجة إليك بكل شؤونها ، فإن كنت على الوجه المطلوب في استقامة الأخلاق والقيم وفهم الإسلام على الفهم الصحيح البعيد عن الغلو والجفاء والبعيد عن الزيادة والنقصان وإنما تفهم الإسلام على الوجه الصحيح الذي دل عليه كتاب الله ودلت عليه سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، رجل أمن تساهم في أمن أمتك وحماية مجتمعها من تطرف المبادئ والآراء الباطلة والأفكار الشاطة التي تحاول زعزعة أمن الأمة وتدمير كيانها وأخلاقها .
أيها الشباب المسلم الشباب قوة للأمة عندما تستثمرهم الأمة وعندما يتم التوجيه والإرشاد وعندما ترسم لهم الخطة السوية التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه وإن الشباب خطر عندما يستغله الأعداء ويستثمره الأعداء لأغراضهم الدنيئة ومصالحهم الباطلة عندما يستغلون طيب شبابنا وفراغ قلوبهم من الخير فيلقون فيها الباطل والضلال ويحرفونهم عن منهج الله المستقيم إن أعداءنا يحاولون بكل إمكانياتهم أن يستغلوا شبابنا لأغراضهم الدنيئة ومقاصدهم السيئة ليجعلوا من شبابنا فئة تسعى في تدمير أمننا ورخائنا وفئة تسعى في تدمير وحدتنا وفئة تسعى في تفريق شملنا وفئة تسعى في إحباط أخلاقنا وقيمنا وفضائلنا ، إن هذه مقاصد أعدائنا قديما وحديثا .
(( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا* ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ))
يتع . .
عبدالعزيزسالم الوابصي
05-20-2010, 12:41 PM
بارك الله فيك
محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 12:42 PM
أجل أخي الشاب إن أعداءنا كذلك يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ومحسنه (( زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون )) هؤلاء أعداؤنا يسعون فيما بينهم وفي إيحاءات بعضهم لبعض مؤامرات ضد الأمة ضد شبابها المسلم ضد شبابها الواعي ليستثمروه في مصالحهم الدنيئة وأغراضهم المشينة من إفساد للمعتقد وتشكيك في الإسلام وثوابته ومسلماته تشكيك في العقيدة السليمة تشكيك في الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر . تشكيك في القيم والفضائل يزعمون أن الإسلام لا يستطيع مواكبة العصر وأن تعاليم الإسلام عاجزة أن تحتوي مشاكل الأمة وأن الإسلام أصبح ضعيفا ولا مكانة له في القرن الحادي والعشرين هكذا يريدون ويزعمون ولكن الأمة لا تنجوا من هذا الخطر إلا إذا حصنت أبناءها بالعقيدة السليمة والمناهج الطيبة والأخلاق القويمة وتعاقب المشرفون والموجهون والناصحون جميعا إلى استنقاذ هذا الشباب قبل أن تنزل به القدم في أودية الضلال وشعبه .
شباب الإسلام إن أعدائكم أحرص على فساد قلوبكم وأعمالكم فهم لا يستطيعون النفوذ إلى مجتمعكم إلا إذا اخترقوا صفوف شبابنا وأعانهم من أعانهم ممن لا دين عنده ولا غيرة على الإسلام وأهله فلتكونوا على حذر ولتكونوا على وعي سليم بم يتجه به الأعداء ويهدف إليه الأعداء من تدمير الكيان الإسلام أخلاقا وعقيدة وسلوكا هناك إعلام جائر باطل من خلال برامجها مسلسلات هابطة وبرامج سيئة تشوه به الإسلام وحقيقة وأخلاقه وقيمه وتدعوا شباب الإسلام إلى نبذ الإسلام والبعد عن الإسلام فجدير بالشاب المسلم أن يكون لديه وعي صحيح وفكر نير وتصور للأشياء فلا يقبل كل ما أوحي إليه ولا يصغى إلى كل ما يلقى إليه وإنما يزن الأمور بالميزان الشرعي كل مقال ألقي إليه وكل مسلسل سمعه أو رآه فليزنه بالميزان الشرعي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليستبين له الحق من الباطل ويعرف الهدى من الضلال ويتبصر في شأنه . شبابنا المسلم ليتق الشاب ربه في أموره كلها ليلتزم الإسلام قولا وعملا ومنهجا وسلوكا لتكون مجالسه ولقاءاته مع إخوانه لقاءات خير وتعاون على البر والتقوى ولنحذر مجالس السوء والفساد ومجالس الإجرام والفساد ومجالس الفساد التي يسعى أعداؤنا من خلالها على إفساد شبابنا وتغيير اتجاهاتهم وسلوكهم هناك مجالس سرية ولقاءات خفية يقصد منها الأعداء الإنفراد بشابنا ليلقوا على مسامعهم ما لديهم من كفر وضلال وبعد عن الهدى فلينتبه شبابنا لذلك وليحفظوا دينهم وأوقاتهم وليعملوا حقيقة من يجالسونه ومن يخالطونه ومن يصاحبونه ولينظروا إلى أخلاقه وسلوكه واتجاهاته الفكرية فإن رأوه ذا دين وفكر نير قبلوا منه وإن رأوه سوى ذلك ابتعدوا كل البعد عنه . إن الأمة تسعد إذا كان شبابها شباب واعيا يحمل أخلاق الإسلام وفضائله إن دين الإسلام دين الخلق دين العدالة دين الرحمة دين الخير والهدى جاء لينظم مصالح المجتمع ويقود الأمة إلى كل خير (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) جاء ليدعو شباب الأمة إلى أن ينهضوا بمسئوليتهم ويقوموا بواجبهم ويقوموا بواجبهم ويقوموا بالأمانة الملقاة على عاتقهم . إن دين الإسلام لا يدعوا إلى التقهقر والتأخر وإنما يدعوا إلى العمل والإنتاج وإنما يدعوا إلى القوة والعزة (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) شباب الإسلام إن الله يقول في كتابه العزيز : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) أجل إن سبيل الله هو دين الإسلام هو الصراط المستقيم الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم وإن السبل متنوعة وطرق مختلفة وآراء متباينة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) اتبعوا هذا الصراط المستقيم وسيروا عليه (( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) فالطرق المختلفة والسبل المتنوعة سيل على كل سبيل شيطان يدعوا إليه .
أما صراط الله فصراط واحد منذ بعث الله به نبيه إلى أن يرث الأرض ومن عليها (( وهو خير الوارثين )) .
أيها الأخوة الكرام إن شبابنا قد يخطئ وقد تزل به القدم وقد يحدث تصور خاطئ لكن ينبغي أن نعالج قضايا شبابنا بالحكمة والبصيرة فلا ننفر منهم ولا تبتعد عنهم نصغي إلى أقوالهم وننظر ماذا لديهم فإن يكن حقا أيدناهم على حقهم ودعمنا ذلك الحق وكنا في صفهم وإن رأينا خطأ أصلحنا ذلك الخطأ أما بعد الكبار عن الشباب وانزواؤهم عن الشباب وتركهم الشباب مع من يقودهم فليس هذا من الحكمة لأن انصراف شبابنا عن علمائنا وعن فضلائنا يؤدي إلى ضرر عظيم .
أيها الشاب المسلم إن من سعادتك أن تقبل على العلم الشرعي وأن تصغي إلى أهل العلم والفضل لتستفيد منهم ومن علومهم ومن تجاربهم واحذر الشواذ في الأمور كلها فإن الشذوذ في الأمور كلها ليس ممدوحا لأن الشذوذ إنما هو مخالف للشرع (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ))
فأصغ إلى العلماء والفضلاء وخذ منهم علومهم وتجاربهم وتأدب بآداب العلم وتفقه في دينك لتكون شابا خيرا نير الفكر مستقيم السلوك حسن الأخلاق والقيم أيها الشاب المسلم إعلام هذا العصر سيطر عليه في الغالب فئات بعدت عن تعاليم الإسلام ومناهجه القيمة وأصبحت القنوات الفضائية في معظمها توجه شبابنا إلى غير هدى.
وأصبحت وسائل الاتصال تملأ مواقعها بالأكاذيب والأباطيل والدعايات المظللة التي تشكك الأمة في دينها ومجتمعها المسلم وتسعى في إبعاده عن دينه ومجتمعه المسلم بأنواع من المكر والخداع فإن كنت ذا إيمان قوي وتصور تام عرفت المراد عرفت مراد الأعداء من أمورهم ومقاصدهم فكنت حذرا كل الحذر بعيدا كل البعد عما يريده منك الأعداء أيها الشاب المسلم إن الشاب المسلم الذي تعلق عليه أمته بعد الله الآمال ذلكم الشاب التقي الذي نشأ معظما للشرع محبا له ملازما له محافظا على الفرائض في أوقاتها أدى واجبات الإسلام بر بالآباء والأمهات وصل الأرحام وأحسن إلى الجيران تعامل مع الزملاء بالصدق والأمانة لازم الخلق القويم والسيرة الفاضلة سعى فيما يسعد أمته ويصلح شأنها وهذا الشاب أحد السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله لأنه خالف مقتضيات الهوى ومقتضيات النفس الأمارة بالسوء وعصى الشيطان وأطاع ربه فنال خيرا ( عجب ربك من شاب ليست له صبوة ) أيها الشاب المسلم أمتك المسلمة تعيش اليوم أوضاعا خطيرة ومنعطفات خطيرة وتحديات من أعداء الإسلام فكن جنديا مسلما مدافعا عن دينك مدافعا عن أمتك حريصا على حماية أخلاقها وقيمها وأمنها واستقرارها ولا تكن لأعداء الإسلام فيسخرونك على أهوائهم ويستغلونك لأغراضهم كن حذرا منهم كن جنديا مسلما تدافع عن دينك وعن قيمك وعن فضائلك وعن أمتك المسلمة ترفع راية الحق وتدعوا إلى الخير وتسعى في إصلاح مجتمعك المسلم .
إن مجتمعك المسلم مجتمع خير مجتمع مستهدف من أعداء الإسلام يحسدون هذا المجتمع المسلم على دين الإسلام الذي جمع الله به الجميع ووحد به الصف وجمع به الكلمة فهم يحسدوننا على هذا الدين القيم (( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء )) يحسدوننا على أمننا واستقرارنا فهم يرون الأمن ضعيف في كثير من العالم أو مفقود فهم يحسدوننا على الأمن الذي نعيش فيه ونتبوأه هم يحسدوننا على اجتماع كلمتنا ووحدة صفنا وخضوعنا لقيادتنا المسلمة هم يريدون منا الفوضى في كل أحوالنا ولن يستطيعوا لذلك سبيلا بتوفيق من الله ما دام الشاب المسلم واعيا مدركا .
يتبع.........
محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 12:44 PM
أيها الشاب المسلم نحن أمة واحدة أمة الإسلام أمة تدين لله بالسمع والطاعة ولرسوله صلى الله عليه وسلم كذلك فنتلقى منهج حياتنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ونتمثل قول الله (( هو سماكم المسلمين))
أيها الأخوة فلسنا بحاجة إلى أن نقسم مجتمعنا إلى أحزاب وطوائف وفرق متناحرة يقول هذا يسمى بكذا وذا ينسب إلى كذا وذا ينسب إلى كذا لماذا ؟ لماذا هذا التفرق والرب واحد والكتاب واحد والنبي واحد فلماذا هذا التفرق ؟ ولماذا ننمي في عقول شبابنا هذه الوسائل التي تحدث في صفوفنا ضعضعة ووهنا ؟
فنحن أمة الإسلام نقبل شرع الله كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فمن دعانا إلى الكتاب والسنة قلنا : سمعا وطاعة . (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )) ومن دعانا إلى فرقة واختلاف وتنوع وجهات النظر إلى أفكار وأراء قلنا له : إن الله يقول : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) .
شباب المسلمين إن أعداءنا يحاولون إضعافنا بأي وسيلة ممكنة فإن عجزوا عن إبعادنا عن ديننا وعجزوا عن تركنا لأخلاق ديننا وعجزوا عن نقلتنا من إسلامنا ووجدونا أقوياء أشداء متمسكين بديننا حق التمسك ثابتين عليه قد نعض عليه بالنواجذ إن عجزوا عن ذلك
أتونا بطريق آخر ألا وهو الغلو في ديننا لنفهم إسلامنا على غير مراد الله منه فإن الشيطان لا يبالي بالعبد إما أن يهبط به إلى الحضيض وإما أن يعلوا به حتى يخرج عن تعاليم دينه بغلو فاسد يفسد عليه دينه ويجعله شقيا في تصوره فكما أن الشيطان يسعى في إبعادك عن دينك وإفساد أخلاقك وقيمك إن عجز جاءك من طريق الدين فأوحى إليك الغلو فيه والتشدد فيه حتى يكون نظرك قاصرا وتصورك قاصرا فتقع في إشكاليات كثيرة ودينك دين الوسطية بين من غلا وجفا . شباب الإسلام فالغلو في ديننا والتطرف في ديننا والبعد عن أخلاق ديننا بل نكون أمة وسطا ليكون ولاؤنا للإسلام ومحبتنا للإسلام وتعاوننا على الدين والإيمان لا على أي مبدأ ولا على أي حزب ولا على أي طائفة وإنما يكون الولاء لله ورسوله ولدينه (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولاء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) فمتى كان الولاء لدين الله متى كانت المحبة والالتقاء للقلوب عل دين الله فإن الأمة تسعد بهذه وتسلم من كثير من المشاكل والاختلافات لأن الله حذرنا من طريق أعدائنا الذين تفرقوا في دينهم فأحدث لهم هذا التفرق بعدا عن إسلامهم ونحن أمة الإسلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن نتصور مكانتنا وقدرنا إن ولاءنا لديننا يقتضي أن يحب بعضنا بعضا وينصر بعضنا بعضا ويشد بعضنا إزر بعض ونكون إخوة في دين الإسلام ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) إذا اشتكى جزء من البدن فكل البدن متألم بآلام ذلك الجزء . والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا إن وجود اختلاف بيننا اختلاف في وجهة النظر في بعض المسائل لا تسبب تفرقنا ولا تقاطعنا ولا تباغضنا لأن وجود الخلاف في مسألة ما من المسائل يمكن أن يتدارك الخلاف وأن يحسم النزاع وأن تلتقي القلوب على الهدف الأسمى إذا صحت النية وصدقت العزيمة لكن أن نتخذ من أحزاب وطوائف سببا لفرقة كلمتنا وتشتت أمرنا وبغض بعضنا لبعض فهذا أمر يشجبه ديننا لأن ديننا يدعونا جميعا إلى أن نكون أعوانا على البر والتقوى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) إن ديننا يدعونا إلى التناصح فيما بيننا فيقول جرير بن عبد الله بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم . والنصح لكل مسلم ويقول صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فالمسلم ناصح لربه داعيا عباد الله إلى عبادة الله وإخلاص الدين لله وتعظيم الله في القلب محبة وخوفا ورجاء وداعيا إليه نصيحة لرسوله بتوضيح سنته والذب عنها وتنزيهها من كل ما لفق بها من الأباطيل ، وناصحا لكتاب الله فداعيا إليه ومرشدا إلى تحكيمه والتحاكم إليه وناصحا لأمته ببيان الحق لهم ونصيحتهم بالحق وحثهم على الخير والوقوف معهم في جانب الحق وناصحا لعامة المسلمين بتوجيههم إلى كل خير والأخذ بأيديهم إلى كل خير . إن رجال التربية والتعليم مسئوليتهم في توجيه الشباب مسئولية جسمية فالمعلمون إذا علموا أبناءنا والمعلمات إذا علمن البنات ديننا وأخلاقنا وتعاليم ديننا السمحة فإنا بذلك نضمن صلاح الأبناء والبنات لأن على المعلمين مسؤولية جسيمة وأمانة عظمى خطباء المساجد وأئمتها وظيفتهم في توجيه النشئ ودعوة الناس إلى الخير وتبيين محاسن الإسلام وفضائله ، رجال الصحافة والإعلام عليهم المسئولية في ذلك فالكتاب في الصحافة ورجال الإعلام من إذاعة وتلفاز وغيرها مسؤولية في توعية الشباب واستنقاذهم من دعاة الباطل مسؤولية جسيمة وعلى الآباء والأمهات والإخوة والأخوات على الجميع تقوى الله والجد والاجتهاد فيما يصلح هذا النشئ لأنه أمانة في أعناقنا واجبنا أن نؤدي تلك الأمانة بإخلاص وصدق ، إخوتي في الله إن هذا البلد الأمين الذي يعيش ولله الحمد آمنا مطمئنا رخاء سخاء قد جمع الله شتاته بالإسلام وربط بين قلوب أبنائه برابطة الإيمان ووهب له من أنواع الخيرات ما الله به عليم وجعل هذا البلد بلدا آمنا مطمئنا فالحمد لله رب العالمين .
(( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) ووفق الله له قيادة نرجو من الله أن يجعلها على خير وصلاح واستمرار على الخير إن شاء الله فواجبنا أن نشكر الله على نعمته ونشكره على فضله وكرمه ونرعى هذه النعمة حق الرعاية ونسعى جميعا في استمرارها بتعاون الأفراد جميعا على تثبيت هذه النعمة التي نعيشها اليوم والتي نحن غرباء بين العالم فيها فنحن نعيش أمنا واطمئنانا (( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم )) فالعالم حولكم كما تسمعون وتعلمون ماذا حل بهم من المصائب ؟ ماذا نزل بساحتهم من البلايا ؟ تقض الأحداث مضاجعهم وتكدر صفو حياتهم ما بين انقسامات سياسية انقسامات حزبية وطائفية يقتل بعضهم بعضا ويهلك بعضهم بعضا والأعداء يمدون هؤلاء وهؤلاء ليكونوا ضحية بعضهم لبعض وأنتم في هذا البلد في أمنٍ واستقرار وطمأنينة ورخاء فلنحمد الله على هذه النعمة ولنعرف لها قدرها ولنتصور أن أي فكر أو رأي والعياذ بالله يريد زحزحة أمننا يريد تكدير صفو حياتنا أن ذلك عدو لنا ولديننا قبل كل شيء عدوا لديننا ثم عدو لنا لأن هذا يميله الحقد والحسد لهذه الأمة والمجتمع المسلم الذي يعيش أمنا وطمأنينة وكما سمعتم في الأخبار من أناس كادوا لهذه الأمة المكائد وبغوا له الغوائل وحاولوا والعياذ بالله إيجاد بلاء في الأمة ولكن الله بفضله ولطفه قيض لهذه الشرور من أكتشفها وقيض لها من سيطر عليها ووفق ولاة أمرنا لذلك فالحمد لله على نعمته وفضله .إن هذه المكائد لهذا البلد إنما تنتج من قوم امتلأت قلوبهم بالنفاق وامتلأت قلوبهم بالغل والحقد على أهل الإسلام فحري بشبابنا ألا يصغوا لتلك الأفكار وأن يكونوا على حذر من أعدائهم فما يريد الأعداء منا خيرا وما يريدون بنا إلا البلاء فنحن يجب أن نحافظ على أمتنا على ديننا وعلى وجدتنا على تلك النعم التي نعيشها ونتقلب فيها ليلا ونهارا نعم عظيمة وخيرات كثيرة وأمن واستقرار وتنفيذ لحدود الله وإظهار لشعائر الإسلام وتلك نعم عظيمة يحسدنا الأعداء كما قال جل وعلا (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق )) .فهم يعلمون أن هذا البلد ما دام على دينه وعقيدته السليمة وما دام خاضعا لولاته الطيبين فإنه لا مجال لهم في تنفيذ سمومهم وبث شرورهم فيريدون زعزعة هذا الدين وهذا الأمن من هذا البلد ويأبى الله والمؤمنون ذلك هذا البلد الذي يؤمه الحجاج من مختلف أقطار الدنيا ويؤمه المعتمرون وتشاهدون ما في الحرمين من هذه الوفود العظيمة إنما سبب ذلك هذا الأمن والطمأنينة هذا الاستقرار والرغد هذا الخير الدائم فعلينا أن نحافظ على نعمة الله علينا أن نحافظ عليها بشكر الله والقيام بحقها وأن نكون عيونا ساهرة على أمننا واطمئناننا ولا نمكن لأي مغرض أن يبث فينا سمومه وشره وبلاءه لأنه لا يريد بنا ولا بمجتمعنا خيرا وإنما يريد الفساد والإفساد (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )) كل أولئك لا يريدون بمجتمعنا خيرا ولم يقصدوا الإصلاح لأن الثورات العسكرية التي وقعت في العالم الإسلامي دمرت كيانه وقضت على خيراته وأعقبته من كل خير كان كثير من عالمنا الإسلامي قبل هذه الثورات العسكرية يعيش في رخاء ونعمة وخيرات مترادفة فلما جاءت تلك الانقلابات والأحزاب المشئومة عادت على المجتمع المسلم بالضرر فأتلفت الدين ودمرت الاقتصاد وقضت على الخيرات حتى أصبح كثير من أبناء المسلمين يعيشون في أوربا وأمريكا وغيرها طلبا للقمة العيش ضاقت بهم بلادهم التي كانت مصدر خير ونعمة.
بأسباب هذه الأيدي الآثمة والأفكار السيئة التي اصطنعها أعداء الإسلام ليضربوا الأمة بعضها ببعض ويحطموا كيانها وأخلاقها ويجعلوا الأمة دائما تحتاج إليهم فالأمة ما دامت متمسكة بدينها فدينها يدعوها إلى العزة ويدعوها إلى القوة ويدعوها إلى ن تستغل خيرات الأرض بما يعود عليها وعلى مجتمعها بالخير والأمن والاستقرار عاشت في فوضاء لا نهاية لها .
نعوذ بالله من زوال نعمته ومن تحول عافيته ومن فجاءت نقمته واسأل الله أن يصلحنا جميعا ويصلح شبابنا ويهديهم لكل خير ويحفظ نعمة الإسلام والأمن والاطمئنان ويصلح ولاة أمورنا ويأخذ بأيدهم لما فيه الخير والصلاح ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
واشكر القائمين على جامع الأمير نايف دعوتنا ومشاركتنا لإخواننا في هذه الأمسية المباركة وأرجوا من الله أن نكون على خير إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ولنترك المجال فلعل أسئلة من الحاضرين تعرض ليجاب عليها قدر الاستطاعة إنه على كل شيء قدير
يتبع......... .
محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 12:46 PM
الأسئلة والأجوبة
س1/ فضيلة الشيخ حفظك الله ما نصيحتك لمن يقول نأخذ من الشيخ الفلاني الفقه فقط دون غيره من الأشياء الأخرى والتعصب لهذا الشيخ دون الشيخ الآخر وهكذا ما هي نصيحتك تجاه هذه الظاهرة ؟
ج1/ يا إخواني هذا تصور خاطئ إذا قسمت علماء المسلمين قلت هذا عالم فقيه إنما يعرف أحكام الصلاة وأحكام الزكاة والمعاملات وأحكام الحلال والحرام في الفروج وليس عالما بفقه الواقع أنا لا أدري ما هو فقه الواقع إذا لم يكن فقيه الشرع الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) .
الفقيه في دين الله إذا لم يفهم الواقع من يفهمه ؟ وللمصيبة والبلية أن يلمز علماء الإسلام فيقال فيه هذا عالم الطهارة وعالم الحيض والنفاس لماذا ؟ وهل علم أحكام الطهارة علم ضئيل ؟ أليس علما يتعلق بأحكام الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام ويتعلق على علم الحيض والنفاس بأحكام الصيام والحج وأحكام الطلاق وغير ذلك وأحكام الميراث وغير ذلك القضية يا إخواني تقسيم العلماء وجعل نوعا يقال فيه هذا فقه خذوا عنه وهذا عالم الواقع ومدرك الواقع خذوا عنه فهذا لفقهكم وهذا لأمور واقعكم وكأن ديننا ضاع بين ذا وذا لا يا إخواني الفقه في دين الله الغاية من الشرع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( رب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
فيا إخواني هذه التقسيمات أضرت بنا وجعلت شبابنا يتعصب لهذا الشيخ ويدافع عنه وينبري مدافعا عنه وناصرا له ولو كان عنده خطأ أخطاؤه مغتفرة لأنه يوافق هواه وأخطاء الآخرين محاسبون عليها لأنه يخالف الهوى وهذا يا إخواني مذهب خطير فترفعوا عنه هداني الله وإياكم لكل خير .
س2/ هناك جهود تسعى لفصل الشباب المسلم عن العلماء الربانيين وتحذيرهم منهم وإلصاق التهم بهم لكي يخلوا لهم الجو لزرع الفكر المنحرف الخارجي فهل من نصيحة ؟
ج2/النصيحة يا شبابنا أن نتصل بعلمائنا الربانيين الذين نعرف عنهم صدقهم وأمانتهم وديانتهم وحرصهم على إصلاح ديننا وتثقيف شبابنا ، أما يا إخواني أن نزهد في علمائنا ونقول كما يقول قائلهم هؤلاء علماء السلاطين اتركوهم هؤلاء كذا هؤلاء كذا لماذا ؟ لماذا عالم السلطان يجفى ؟
العلماء إذا التصقوا بولاتهم والتحموا بولاتهم كان الخير للناس أجمعين فمجالس الولاة إذا حفت بالعلماء وأهل الخير فذلك علامة السعة والتوفيق وإنما البلاء إذا انفصم العلماء عن الولاة أما إذا اتصل العلماء بالولاة وكان الجميع يدا واحدة هؤلاء بتوجيههم وهؤلاء بقوتهم احذروا هؤلاء العلماء احذروا هؤلاء موظفي الدولة احذروا علماء السلطة ابحثوا عن إنسان لا يحب الدولة ولا يريد الولاية ويبغضها وخذوا عنه . هذا يا إخواني قول خاطئ هذا يا إخواني من مكائد الشيطان .
علماء الأمة الذين هم العلماء الذين لهم بولاتهم التصاق وتعاون على الخير هذا هو الذي يؤمل منهم إن شاء الله أن يسيروا بالأمة إلى الخير ، أما الذين يعادون ولاة المسلمين ويزعمون أن الالتقاء بالولاة منكر وأن الانزواء عدل وأن ترك وظائف الدولة خير . هؤلاء لا يريدون الإصلاح يريدون الإفساد فئة من الناس تقول انفروا عن التعليم وعن الجامعات فهي جامعات السلاطين لا تدخلوها ولا تتعلموا كونوا جهلة وكونوا سذج حتى يأتي الأعداء ويملئون القلوب حقدا وغلا على الأمة . هذه تصورات خاطئة فاحذروها وفقكم الله . نعم .
س3/ سؤال يقول : نريد من سماحة الوالد أن يبين لنا الإجابة الشافية الكافية التي نستطيع أن نقابل بها كل شخص يقول بأنه لا فرق بين السلفية والحزبية ؟
الجواب
ج3/ يا إخواني كل هذه الآراء أصل طرح هذا الفكر خطأ نحن مسلمون نحن ندين لله بالطاعة ولنبينا بالطاعة والإتباع ، فماذا تريد بالحزبية ؟ أتريد بالحزبية أمر يخالف شرع الله ؟ فهذا أمر مرفوض . نحن أمة نقول تحابوا في الله ويوالي بعضنا بعضا في ذات الله .
تلتقي قلوبنا على هدف واحد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم نتلقى الشرع من الكتاب والسنة نحكمهما ونتحاكم إلهما فإن كانت الحزبية كذا فحق وأما إن كانت الحزبية تحزب على فكر ورأي شاط عن الكتاب والسنة فذاك مردود على أهله نحن نقول السلفية لمن عمل بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان أئمة الخير والهدى فمن كان كذلك فهو أخونا المسلم وأما من أرادنا حزبية وطائفية لا تمت للكتاب والسنة بشيء وإنما هي تحزبات على أفكار وآراء وطاعة أشخاص وتقديسهم فهذا أمر نرفضه ولا نحبه .
س4/ يقول الله تعالى (( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حوله )) هذه الآية الكريمة يمتن الله فيها على قريش حيث جعلهم يعيشون في أمن واستقرار ومن حولهم من الناس يقتل بعضهم بعضا والعبرة بعموم اللفظ كما يقول المفسرون ونحن نشاهد اليوم أن بلاد الحرمين في أمن واستقرار وما حولنا لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ إلا القتل والدمار والمطلوب : تذكير الحاضرين ولاسيما الشباب كذلك المعلمون بهذه النعمة و الذكرى تنفع المؤمنين ؟
الجواب
ج4/ نعم إخواني نحن نعيش هذا الأمن وهذا الاستقرار وهذا الرغد يا إخواني الآية تنطبق علينا في الحقيقة هي لقريش في أيامهم ولنا في أيامنا نحن في هذا البلد نعيش هذا الأمن ونعيش هذا الاستقرار ونعيش هذا الرغد ونعيش هذا الاجتماع وتحت ظل هذه الولاة المباركة نسأل الله أن يأخذ بنواصيهم لما فيه الخير والصلاح .
فيا إخواني ليذكر بعضنا بعضا بهذه النعمة لنتذاكرها فيما بيننا ونتحدث عنها فيما بيننا ونحدث به أبنائنا وبناتنا والمعلم يذكر طلابه والأب يذكر أبناءه وبناته والخطيب يذكر جماعته وكل منا مسئول عن بث هذه النعمة وتوعية الناس بهذه النعمة .. يقول نبي الله سليمان (( ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )) يا إخواني إذا تأملنا التاريخ الماضي وماذا حل بالعالم الإسلامي من فتن وحروب ونزاعات المؤرخون يذكرون بعد القرون الأولى أنه يمضي سنون قالوا ولم يحج البيت من أهل العراق والشام أحد دائم ابن كثير في التاريخ يقول القرن الثالث الهجري بعد ضعف الدولة العباسية يذكر أحيانا سنين متواصلة يقول وهذه الأعوام لم يحج أحد من الشام ولا من العراق لقلة الأمن وانقطاعه وكان حجاج بين الله الحرام يختطفون قبل أن يصلوا إليه ومن تأمل تاريخ الحرمين قبل هذه الدولة المباركة رأى العجب العجاب واليوم وقد من الله بهذا الاجتماع وبهذا الأمن وبهذه النعمة فلنحمد الله عليها ولنسأله أن يرزقنا شكرها والقيام بحقها وأن يذكر بعضنا بعضا بها لأن النعم تزداد بشكرها والثناء على الله بها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
قام بتفريغ المحاضرة : محمد مطلق المعيقلي
محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 12:58 PM
بارك الله فيك
وفيك بارك ربي
ابو البندري
05-21-2010, 12:18 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على جودة الاختيارموفق اخي محمد
شمس المنتدى
05-21-2010, 12:53 AM
جزاك الله خير أخ محمد
الشباب هم عماد الأمه وسندها جمع الله كلمتهم على التوحيد وبارك فيهم
وبارك الله بسماحة الوالد وأطال بعمره
محمد مطلق المعيقلي
05-21-2010, 02:19 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على جودة الاختيارموفق اخي محمد
وفيك بارك ربي أخي
محمد مطلق المعيقلي
05-21-2010, 02:20 AM
جزاك الله خير أخ محمد
الشباب هم عماد الأمه وسندها جمع الله كلمتهم على التوحيد وبارك فيهم
وبارك الله بسماحة الوالد وأطال بعمره
جزاك الله خيرا وبارك فيك
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com