ابو البندري
05-21-2010, 11:21 AM
الحمد لله الذي خلق الانسان من عدم وأسبغ عليه وافر النعم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين قولآ وفعلا وصلة وبرآ0
إن من المعروف لدى الجميع أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس اهتماما بالغا وعناية كبيرة 0 في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم0 فليست السلع المضمونة0 والبضائع التي عليها ضمانات0 في المكانة لدى الناس 0 كالسلع التي ليس عليها ضمان 0 وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون 0 أكثر من غيره مما ليس كذلك على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها 0 ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر 0 إذا كان صاحب الضمان معروفا بالصدق 0متحلياً بالوفاء والأمانة 0 وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أموراً يسيرة سهلة 0 لا تلحق الناس شططا0 ولا تكلفهم عنتاً0
فكيف إذا كان الضامن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق 0 الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي 0 وكيف إذا كان المضمون جنة عرضها السماء والأرض 0 فيها مالا عين رأت 0 ولا أذن سمعت 0 ولا خطر على قلب بشر وكيف إذا كانت الأمور التي ينال بها هذا الضمان أمور سهلة وأعمالا يسيرةً لا تتطلب جهداً عظيماً ولا كبير مشقة0
فتأملوا 0 رعاكم الله 0 نص هذا الضمان العظيم 0 روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة 0 اصدقوا إذا حدثتم 0 وأوفوا إذا وعدتم 0 وأدوا إذا ائتمنتم 0 واحفظوا فروجكم 0 وغضوا أبصاركم 0 وكفوا أيديكم )إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء ( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ) ستا من الأعمال ما أيسرها 0 وأمورا من أبواب الخير ما أخفها وأسهلها 0 من قام بها في حياته 0 وحافظ عليها إلي مماته 0 فالجنة له مضمونة 0 وسبيله إليها مؤكدة مأمونة ( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد 00 هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ 00 من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب 00 ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود 00 لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )
فأما الخصلة الأولى من هذه الخصال فهي 0 الصدق في الحديث
فالمؤمن صادق في حديثه 0 لا يعرف الكذب إليه سبيلا 0 ولا يزال محافظا على الصدق في حياته إلي أن يفضي به صدقه إلي الجنة 0 وفي الحديث ( عليكم بالصدق 0 فإن الصدق في يهدي إلي البر0 والبر يهدي إلي الجنة 0 ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) رواه مسلم
وأما الخصلة الثانية فهي0 الوفاء بالوعد والالتزام بالعهد0
وهي سمة من سمات المؤمنين 0 وعلامة من علامات المتقين0 فهم لا يعرفون خلفا في الوعود ولا نقضا للعهود 0 والوفاء صفة أساسية في بنية المجتمع المسلم 0 حيث تشمل سائر المعاملات0 فالمعاملات كلها والعلاقات الاجتماعية والوعود والعهود تتوقف على الوفاء 0 فإذا أنعدم الوفاء انعدمت الثقة وساء التعامل وساد التنافر
وأما الخصلة الثالثة فهي0 أداء الأمانة0
وهي من أعظم الصفات الخلقية التي مدح الله أهلها وأثنى على القائمين بها 0 وهي من كمال إيمان المرء وحسن إسلامه0 وبالأمانة يحفظ الدين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والعلوم وغير ذلك 0 وفي الحديث ( المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) رواه أحمد وإذا سادت الأمانة في المجتمع عظم تماسكه وقوي ترابطه0 وعم فيه الخير والبركة0
وأما الخصلة الرابعة فهي 0 حفظ الفروج0
أي 00 من أن تفعل الحرام أو تقع في الباطل { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أوماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين , فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وفي حفظ الفروج حفظ للنسل 0 ومحافظة على الأنساب 0 وطهارة للمجتمع 0 وسلامة من الآفات والأمراض0
أما الخصلة الخامسة من هذه الخصال العظيمة هي 0 غض البصر
أي 0 من النظر إلي الحرام 0 والله يقول0( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون 00 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) وغض البصر فوائده عظيمة 0 فهو يورث العبد حلاوة الإيمان ونور الفؤاد 0وقوة القلب0 وزكاء النفس وصلاحها0 وفيه وقاية من التطلع للحرام والتشوف للباطل0
وأما الخصلة السادسة فهي 0 كف الأيدي0
أي 0 عن إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم أو التعرض لهم بسوء0 والمؤذي لعباد الله يمقته الله ويمقته الناس وينبذه المجتمع 0 وهو دليل علي سوء الأخلاق وانحطاط الآداب0 وإذا كف الإنسان أذاه عن الناس دل ذلك على نبيل أخلاقه وكريم آدابه وطيب معاملته0 وحظي بعظيم موعود الله في ذلك 0 فكيف إذا سما خلق الإنسان وعظم أدبه ولم يكتف بذلك 0 حتى أماط الأذى عن سبيل المؤمنين وجادتهم 0 روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال 00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 0( مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة )فهذه أبواب الجنة مشرعة 0 ومنارتها ظاهرة 0 وسبيلها ميسرة 0 فلنغتنم ذلك قبل الفوات ولنستكثر لأنفسنا من الخير قبل الممات0
أعاننا الله جميعا على القيام بذلك 0 ووفقنا لكل الخير هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين
إن من المعروف لدى الجميع أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس اهتماما بالغا وعناية كبيرة 0 في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم0 فليست السلع المضمونة0 والبضائع التي عليها ضمانات0 في المكانة لدى الناس 0 كالسلع التي ليس عليها ضمان 0 وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون 0 أكثر من غيره مما ليس كذلك على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها 0 ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر 0 إذا كان صاحب الضمان معروفا بالصدق 0متحلياً بالوفاء والأمانة 0 وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أموراً يسيرة سهلة 0 لا تلحق الناس شططا0 ولا تكلفهم عنتاً0
فكيف إذا كان الضامن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق 0 الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي 0 وكيف إذا كان المضمون جنة عرضها السماء والأرض 0 فيها مالا عين رأت 0 ولا أذن سمعت 0 ولا خطر على قلب بشر وكيف إذا كانت الأمور التي ينال بها هذا الضمان أمور سهلة وأعمالا يسيرةً لا تتطلب جهداً عظيماً ولا كبير مشقة0
فتأملوا 0 رعاكم الله 0 نص هذا الضمان العظيم 0 روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة 0 اصدقوا إذا حدثتم 0 وأوفوا إذا وعدتم 0 وأدوا إذا ائتمنتم 0 واحفظوا فروجكم 0 وغضوا أبصاركم 0 وكفوا أيديكم )إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء ( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ) ستا من الأعمال ما أيسرها 0 وأمورا من أبواب الخير ما أخفها وأسهلها 0 من قام بها في حياته 0 وحافظ عليها إلي مماته 0 فالجنة له مضمونة 0 وسبيله إليها مؤكدة مأمونة ( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد 00 هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ 00 من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب 00 ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود 00 لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )
فأما الخصلة الأولى من هذه الخصال فهي 0 الصدق في الحديث
فالمؤمن صادق في حديثه 0 لا يعرف الكذب إليه سبيلا 0 ولا يزال محافظا على الصدق في حياته إلي أن يفضي به صدقه إلي الجنة 0 وفي الحديث ( عليكم بالصدق 0 فإن الصدق في يهدي إلي البر0 والبر يهدي إلي الجنة 0 ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) رواه مسلم
وأما الخصلة الثانية فهي0 الوفاء بالوعد والالتزام بالعهد0
وهي سمة من سمات المؤمنين 0 وعلامة من علامات المتقين0 فهم لا يعرفون خلفا في الوعود ولا نقضا للعهود 0 والوفاء صفة أساسية في بنية المجتمع المسلم 0 حيث تشمل سائر المعاملات0 فالمعاملات كلها والعلاقات الاجتماعية والوعود والعهود تتوقف على الوفاء 0 فإذا أنعدم الوفاء انعدمت الثقة وساء التعامل وساد التنافر
وأما الخصلة الثالثة فهي0 أداء الأمانة0
وهي من أعظم الصفات الخلقية التي مدح الله أهلها وأثنى على القائمين بها 0 وهي من كمال إيمان المرء وحسن إسلامه0 وبالأمانة يحفظ الدين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والعلوم وغير ذلك 0 وفي الحديث ( المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) رواه أحمد وإذا سادت الأمانة في المجتمع عظم تماسكه وقوي ترابطه0 وعم فيه الخير والبركة0
وأما الخصلة الرابعة فهي 0 حفظ الفروج0
أي 00 من أن تفعل الحرام أو تقع في الباطل { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أوماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين , فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وفي حفظ الفروج حفظ للنسل 0 ومحافظة على الأنساب 0 وطهارة للمجتمع 0 وسلامة من الآفات والأمراض0
أما الخصلة الخامسة من هذه الخصال العظيمة هي 0 غض البصر
أي 0 من النظر إلي الحرام 0 والله يقول0( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون 00 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) وغض البصر فوائده عظيمة 0 فهو يورث العبد حلاوة الإيمان ونور الفؤاد 0وقوة القلب0 وزكاء النفس وصلاحها0 وفيه وقاية من التطلع للحرام والتشوف للباطل0
وأما الخصلة السادسة فهي 0 كف الأيدي0
أي 0 عن إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم أو التعرض لهم بسوء0 والمؤذي لعباد الله يمقته الله ويمقته الناس وينبذه المجتمع 0 وهو دليل علي سوء الأخلاق وانحطاط الآداب0 وإذا كف الإنسان أذاه عن الناس دل ذلك على نبيل أخلاقه وكريم آدابه وطيب معاملته0 وحظي بعظيم موعود الله في ذلك 0 فكيف إذا سما خلق الإنسان وعظم أدبه ولم يكتف بذلك 0 حتى أماط الأذى عن سبيل المؤمنين وجادتهم 0 روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال 00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 0( مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة )فهذه أبواب الجنة مشرعة 0 ومنارتها ظاهرة 0 وسبيلها ميسرة 0 فلنغتنم ذلك قبل الفوات ولنستكثر لأنفسنا من الخير قبل الممات0
أعاننا الله جميعا على القيام بذلك 0 ووفقنا لكل الخير هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين