مكابر
06-20-2010, 12:19 PM
كان هناك عجوز ممدداً على فراش الموت والكل من حوله من أهله وعمّاله يبكون ويندبون الرجل حتى قبل أن يموت كان الكل حزيناً بالظاهر وفي باطنه يفكر بحصته من الميراث وكم هي اموال التاجر العجوز الذي أمضى عمره في جمع المال وتكوين الثروة حتى أصبح من أغنى التجار وأكثرهم شهرة.كان الشاب الذي يجلس بجواره هو الكاتب الذي يسجل آخر وصاياه المالية والديون التي عليه ويجب سدادها قبل موته وعندما إنتهى من ذلك قال الشاب للعجوز:
- أنت تعرف إني لست من ورثتك وأنا أعلم أنهم سيضيعون ثروتك حتى قبل أن تنتهي مراسم دفنك لذا لن يكونوا بحاجة الى كاتب ومحاسب لذا أريد منك شيئاً واحداً قبل موتك.
سأله التاجر العجوز متعجباً:
- وما هو هذا الشيء؟
- الكل يعلم انك تاجر عصامي كون نفسه بنفسه وبدات ثروتك من الصفر واريد أن تخبرني كيف أصبحت على هذا الثراء وأنت المنحدر أصلاً من عائلة فقيرة جداً وكنت معدماً في شبابك؟
- كنت أفضل أن آخذ هذا السر معي الى القبر ولكني سأخبرك إياه فذلك سيجعلني أكثر راحة وأناعلى وشك لقاء وجه ربي ,اسمع الحكاية من الأول إذاً.
- كلي آذان صاغية
- كان ذلك منذ زمن بعيد جداً كنت شاباً طائشاً لا أحسن صنعة ولا لي في العمل رغبة أنام طول النهارفي البيت وفي الليل كنت أسهر مع أصحابي حتى الفجر كل يوم في مكان وهكذا كانت تمر الأيام يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة حتى توفى والدي الذي كان معيلنا الوحيد
- وماذا بعد؟
- صبرك يا فتى صبرك فالقصة ما زالت طويلة، جاءت أمي إليّ بعد الدفن ومراسم العزاء وقالت: إسمع يا ولدي نحن أصبحنا بلا رجل ولا معيل وليس لي ولإخواتك البنات غير الله وغيرك نتكل عليه في رزقنا وقوت يومنا فعليك أن تخرج من الغد وتبحث ك عن عمل.
- ها, وهل وجدت عملاً؟
- ذهبت الى كل مكان والى كل محل ولم يكن أحداً يرغب مطلقاً في إعطائي عمل لأني لم أكن أحسن أي صنعة أولاً ولأن الجميع يعرفون بأني شاب غير مبالي ومستهتر ثانيا
- وماذا بعد؟
- عدت الى أمي وقلت لها والله يا أمي لقد زرت كل مكان وليس لي في أي مكان للعمل نصيب ولا أدري ما العمل؟ قالت لي أمي: إبدأ تجارتك الخاصة يا ولدي فالرزق في أن يعمل الإنسسان لنفسه لا لغيره.
- وبماذا كنت ستتاجرإذا كنت فقيراً؟
- هذا هو نفس ما سألت أمي عنه فقالت لي خذ هذه الإوزة الوحيدة التي عندنا وإذهب الى السوق وبعها وبثمنها إشتري إوزة أخرى وبعها وهكذا حتى يرزقك الله ويرزقنا معك.
- تجارة بإوزة, هذه نكتة!
- أنا أيضاً حسبت ذلك فكم ستجلب لي بيعة اوزة؟ ولكن مع كل ذلك أخذت الإوزة الى السوق وكيفما حاولت بيعها لم يتقدم أحد لشراءها وكأن أحداً ما حرم لحم الإوز في ذلك اليوم
- سبحان الله وبعد ذلك ماذا حدث؟
- وأنا في طريقي الى البيت وقفت لأرتاح قرب أحد البيوت الفخمة فإذا بالاوزتين قد طارتا ونزلتا في ذلك البيت طرقت الباب طويلاً فلم يجبني أحد ولم أجرؤ أن أرجع الى البيت دون الاوزتين خوفاً من غضب أمي فقررت أن أتسلق السور وأدخل حديقة البيت وآخذ الاوزتين وأمضي.
- جميل وهل حصل ذلك؟
- تسلقت السور ودخلت الحديقة وأخذت أبحث عن الاوزتين وأطاردهما حتى وصلت الى شباك غرفة النوم فرأيت إمرأة ورجل في السرير وما إن رأتني المرأة حتى صرخت فزعاً خفت على نفسي وقلت الآن ساقتل ولكني فوجئت بأن الرجل بدلاً من أن يهاجمني هرب ودخل الخزانة!!!
وقفت مدهوشاً لا أنطق بكلمة من الخوق والتعجب معاً فجائت المرأة نحوي وقالت: من أنت؟ ومن أرسلك؟ وماذا رأيت؟ أردت أن أخبرها عندما سمعت صوت باب الدار يفتح إرتعبت المرأة ودفعتني أنا والاوز في الخزانة حيث إختبأ الرجل,دخلت الخزانة المظلمة ووقفت فيها جنباً الى جنب الرجل وفهمت ساعتها ما الذي يحدث وعرفت أن هذا الرجل هو عشيق المرأة وأنه ظن إني زوجها عندما رآني واقفاً أمام الباب.
في تلك الحظة جائتني فكرة شيطانية فأخذت أهمس بصوت خافت يرتفع شيئاً فشيئاً: إوّز للبيع إوّز للبيع!! إرتعب الرجل الى جانبي وقال: هل جننت؟ أهذا وقت بيع الإوز؟ قلت له: والله هذا إوزي وأنا حر متى وأين أبيعه! قال الرجل يائساً: حسناً حسناً بكم الاوز؟ قلت له 10 دنانير ناولني الرجل 10 دنانير وأخذ الاوز وهو مبلغ يعادل قيمة 100 إوزة وهنا بدأت أقول بصوت خافت، نشتري الإوز اشتري الإوز هل من لديه إوز للبيع؟ وهنا قال الرجل: الم تبعني إوزك اللعين؟ ماذا تريدالآن؟ قلت له بخبث: والله هذه صنعتي بعت إوزي والآن يجب أن أشتري غيره قال الرجل : حسناً حسناً سأبيعك هذا الإوز بكم ستشتريه؟ قلت له: نصف دينار قال الرجل ولكنك بعته لي للتو بعشرة دنانير قلت له: هذه تجارة وبين البايع والشاري يفتح اله.
- وماذاحصل بعد ذلك؟
- لا أريد أن أطيل عليك بقيت أبيع الإوز للرجل وإشتريته منه بعشر ثمنه حتى إستنفذ كل ما لديه من مال وبقينا في الخزانة حتى خرج زوج المرأة وفتحت الخزانة وأخرجتنا منها وأعطتني مالاً كي لا أتكلم مع أي أحد عما رأيت.
عدت الى أمي ومعي 100 دينار وهو مبلغ يعادل ثروة في ذلك الزمان تعجبت أمي وقالت: من أين لك هذا المال؟
قلت لها : من بيع وشراء الإوز, قالت أمي: هل هذا معقول؟ بيع وشراء الإوز يجلب ثروة كهذه؟, فحكيت لها عما حصل معي بالتفصيل غضبت أمي وقالت: هذا مال حرام يا ولدي لا يجوز, قلت لها : ولم هو حرام؟ أنا لم أسرقه أنا بعت وإشتريت وهذه تجارة وليست سرقة.
ظللنا نتجادل حتى إتفقنا أن أذهب في الغد الى شيخ التجار وأروي له ما حصل معي وأسأله إن كان هذه الأموال حلالاً أم حرام؟
- قرار حكيم وعاقل وماذا حصل بعد ذلك؟
- في الصباح أخذت النقود وأخذت الإوز معي وذهبت الى السوق كي أقابل شيخ التجار دخلت عليه دكانه وما أن رآني أنا والإوز حتى كاد يغشى عليه من الخوف وساعتها تعرفت عليه فقد كان هو نفس الرجل في الخزانة!!
أردت أن أعتذر له ولكنه بادرني بالقول بصوت متوسل: أرجوك لا تفضحني سأعطيك أي شيء تريده أي شيء فقط لا تفضحني سأزوجك من أجمل بناتي واجعلك شريكاً معي في الدكان فقط إنسى ما رأيت في ذلك البيت
- ها , وماذا بعد؟
- لا شيء تزوجت إبنة التاجر وأصبحت شريكه في الدكان وعشت غنياً حتى يومنا هذا!!
- يعني كل القصة حول كونك تاجراً عصامياً كوّن نفسه بنفسه لا صحة لها
- مطلقاً وكل ما تاجرت به هو الوزتين اللتين تراهما محنطتين على الجدار ولكني أتمنى عليك أن لا تخبر أحداً بذلك
- موافق ولكن بشرط.
- ماهو؟
- أريدك أن تعطيني الوزتين.
- لا مانع لدي ولكن لم ؟
- قررت أن أفتح تجارتي الخاصة وأكون رجلاًمثلك0
تحياتي
- أنت تعرف إني لست من ورثتك وأنا أعلم أنهم سيضيعون ثروتك حتى قبل أن تنتهي مراسم دفنك لذا لن يكونوا بحاجة الى كاتب ومحاسب لذا أريد منك شيئاً واحداً قبل موتك.
سأله التاجر العجوز متعجباً:
- وما هو هذا الشيء؟
- الكل يعلم انك تاجر عصامي كون نفسه بنفسه وبدات ثروتك من الصفر واريد أن تخبرني كيف أصبحت على هذا الثراء وأنت المنحدر أصلاً من عائلة فقيرة جداً وكنت معدماً في شبابك؟
- كنت أفضل أن آخذ هذا السر معي الى القبر ولكني سأخبرك إياه فذلك سيجعلني أكثر راحة وأناعلى وشك لقاء وجه ربي ,اسمع الحكاية من الأول إذاً.
- كلي آذان صاغية
- كان ذلك منذ زمن بعيد جداً كنت شاباً طائشاً لا أحسن صنعة ولا لي في العمل رغبة أنام طول النهارفي البيت وفي الليل كنت أسهر مع أصحابي حتى الفجر كل يوم في مكان وهكذا كانت تمر الأيام يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة حتى توفى والدي الذي كان معيلنا الوحيد
- وماذا بعد؟
- صبرك يا فتى صبرك فالقصة ما زالت طويلة، جاءت أمي إليّ بعد الدفن ومراسم العزاء وقالت: إسمع يا ولدي نحن أصبحنا بلا رجل ولا معيل وليس لي ولإخواتك البنات غير الله وغيرك نتكل عليه في رزقنا وقوت يومنا فعليك أن تخرج من الغد وتبحث ك عن عمل.
- ها, وهل وجدت عملاً؟
- ذهبت الى كل مكان والى كل محل ولم يكن أحداً يرغب مطلقاً في إعطائي عمل لأني لم أكن أحسن أي صنعة أولاً ولأن الجميع يعرفون بأني شاب غير مبالي ومستهتر ثانيا
- وماذا بعد؟
- عدت الى أمي وقلت لها والله يا أمي لقد زرت كل مكان وليس لي في أي مكان للعمل نصيب ولا أدري ما العمل؟ قالت لي أمي: إبدأ تجارتك الخاصة يا ولدي فالرزق في أن يعمل الإنسسان لنفسه لا لغيره.
- وبماذا كنت ستتاجرإذا كنت فقيراً؟
- هذا هو نفس ما سألت أمي عنه فقالت لي خذ هذه الإوزة الوحيدة التي عندنا وإذهب الى السوق وبعها وبثمنها إشتري إوزة أخرى وبعها وهكذا حتى يرزقك الله ويرزقنا معك.
- تجارة بإوزة, هذه نكتة!
- أنا أيضاً حسبت ذلك فكم ستجلب لي بيعة اوزة؟ ولكن مع كل ذلك أخذت الإوزة الى السوق وكيفما حاولت بيعها لم يتقدم أحد لشراءها وكأن أحداً ما حرم لحم الإوز في ذلك اليوم
- سبحان الله وبعد ذلك ماذا حدث؟
- وأنا في طريقي الى البيت وقفت لأرتاح قرب أحد البيوت الفخمة فإذا بالاوزتين قد طارتا ونزلتا في ذلك البيت طرقت الباب طويلاً فلم يجبني أحد ولم أجرؤ أن أرجع الى البيت دون الاوزتين خوفاً من غضب أمي فقررت أن أتسلق السور وأدخل حديقة البيت وآخذ الاوزتين وأمضي.
- جميل وهل حصل ذلك؟
- تسلقت السور ودخلت الحديقة وأخذت أبحث عن الاوزتين وأطاردهما حتى وصلت الى شباك غرفة النوم فرأيت إمرأة ورجل في السرير وما إن رأتني المرأة حتى صرخت فزعاً خفت على نفسي وقلت الآن ساقتل ولكني فوجئت بأن الرجل بدلاً من أن يهاجمني هرب ودخل الخزانة!!!
وقفت مدهوشاً لا أنطق بكلمة من الخوق والتعجب معاً فجائت المرأة نحوي وقالت: من أنت؟ ومن أرسلك؟ وماذا رأيت؟ أردت أن أخبرها عندما سمعت صوت باب الدار يفتح إرتعبت المرأة ودفعتني أنا والاوز في الخزانة حيث إختبأ الرجل,دخلت الخزانة المظلمة ووقفت فيها جنباً الى جنب الرجل وفهمت ساعتها ما الذي يحدث وعرفت أن هذا الرجل هو عشيق المرأة وأنه ظن إني زوجها عندما رآني واقفاً أمام الباب.
في تلك الحظة جائتني فكرة شيطانية فأخذت أهمس بصوت خافت يرتفع شيئاً فشيئاً: إوّز للبيع إوّز للبيع!! إرتعب الرجل الى جانبي وقال: هل جننت؟ أهذا وقت بيع الإوز؟ قلت له: والله هذا إوزي وأنا حر متى وأين أبيعه! قال الرجل يائساً: حسناً حسناً بكم الاوز؟ قلت له 10 دنانير ناولني الرجل 10 دنانير وأخذ الاوز وهو مبلغ يعادل قيمة 100 إوزة وهنا بدأت أقول بصوت خافت، نشتري الإوز اشتري الإوز هل من لديه إوز للبيع؟ وهنا قال الرجل: الم تبعني إوزك اللعين؟ ماذا تريدالآن؟ قلت له بخبث: والله هذه صنعتي بعت إوزي والآن يجب أن أشتري غيره قال الرجل : حسناً حسناً سأبيعك هذا الإوز بكم ستشتريه؟ قلت له: نصف دينار قال الرجل ولكنك بعته لي للتو بعشرة دنانير قلت له: هذه تجارة وبين البايع والشاري يفتح اله.
- وماذاحصل بعد ذلك؟
- لا أريد أن أطيل عليك بقيت أبيع الإوز للرجل وإشتريته منه بعشر ثمنه حتى إستنفذ كل ما لديه من مال وبقينا في الخزانة حتى خرج زوج المرأة وفتحت الخزانة وأخرجتنا منها وأعطتني مالاً كي لا أتكلم مع أي أحد عما رأيت.
عدت الى أمي ومعي 100 دينار وهو مبلغ يعادل ثروة في ذلك الزمان تعجبت أمي وقالت: من أين لك هذا المال؟
قلت لها : من بيع وشراء الإوز, قالت أمي: هل هذا معقول؟ بيع وشراء الإوز يجلب ثروة كهذه؟, فحكيت لها عما حصل معي بالتفصيل غضبت أمي وقالت: هذا مال حرام يا ولدي لا يجوز, قلت لها : ولم هو حرام؟ أنا لم أسرقه أنا بعت وإشتريت وهذه تجارة وليست سرقة.
ظللنا نتجادل حتى إتفقنا أن أذهب في الغد الى شيخ التجار وأروي له ما حصل معي وأسأله إن كان هذه الأموال حلالاً أم حرام؟
- قرار حكيم وعاقل وماذا حصل بعد ذلك؟
- في الصباح أخذت النقود وأخذت الإوز معي وذهبت الى السوق كي أقابل شيخ التجار دخلت عليه دكانه وما أن رآني أنا والإوز حتى كاد يغشى عليه من الخوف وساعتها تعرفت عليه فقد كان هو نفس الرجل في الخزانة!!
أردت أن أعتذر له ولكنه بادرني بالقول بصوت متوسل: أرجوك لا تفضحني سأعطيك أي شيء تريده أي شيء فقط لا تفضحني سأزوجك من أجمل بناتي واجعلك شريكاً معي في الدكان فقط إنسى ما رأيت في ذلك البيت
- ها , وماذا بعد؟
- لا شيء تزوجت إبنة التاجر وأصبحت شريكه في الدكان وعشت غنياً حتى يومنا هذا!!
- يعني كل القصة حول كونك تاجراً عصامياً كوّن نفسه بنفسه لا صحة لها
- مطلقاً وكل ما تاجرت به هو الوزتين اللتين تراهما محنطتين على الجدار ولكني أتمنى عليك أن لا تخبر أحداً بذلك
- موافق ولكن بشرط.
- ماهو؟
- أريدك أن تعطيني الوزتين.
- لا مانع لدي ولكن لم ؟
- قررت أن أفتح تجارتي الخاصة وأكون رجلاًمثلك0
تحياتي