طلال بن شليويح البلوي
07-05-2010, 06:17 AM
ب1
س1
أركان الكفر أربعة ( الكبر والحسد والغضب والشهوة )
فالكبر يمنعه الإنقياد
والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها
والغضب يمنعه العدل
والشهوة يمنعها التفرغ للعبادة
فإذا إنهدم ركن الكبر سهل عليه الإنقياد وإذا إنهدم ركن الحسد
سهل عليه قبول النصح وبذله
وإذا إنهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع وإذا إنهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة
وزوال الجبال عن أماكنها أيسر من زوال هذه الأربعة عمن بلي بها
ولا سيما إذا صارت هيئات راسخة وملكات وصفات ثابتة فإنه لا يستقيم له معها عمل البتة
ولاتزكو نفسه مع قيامها بها وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة
وكل الآفات متولدة منها وإذا إستحكمت في القلب أرته الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل
والمعروف في صورة المنكر والمنكر في صورة المعروف وقربت منه الدنيا وبعدت عنه الأخرة
وإذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئآ منها وعليها يقع العذاب
وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها
فمن فتحها على نفسه فتح عليه أبواب الشرور كلها عاجلآ وأجلآ
ومن أغلقها على نفسه أغلق عنه ابواب الشرور
فإنها تمنع الإنقياد والإخلاص والتوبة والإنابة وقبول الحق ونصيحة المسلمين والتواضع لله ولخلقه
ومنشأ هذه الأربعة من جهله بنفسه فانه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائص والآفات
لم يتكبر ولم يغضب ولم يحسد أحدآ على ما اتاه الله
فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله
فأنه يكره نعمة الله على عبده وقد احبها الله ويحب زوالها عنه
والله يكره ذلك
فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته
ولذلك كان ابليس عدو الله حقيقة
لأن ذنبه كان كبر وحسد
فقلع هاتين الصفتين بمعرفة الله وتوحيده والرضا به وعنه والإنابة إليه
وقلع الغضب بمعرفة النفس وأنها لاتستحق ان يغضب لها وينتقم لها
فإن ذلك إيثار لها بالرضا والغضب على خالقها وفاطرها
وأعظم ما تدفع به هذه الآفة ان يعودها أن تغضب له سبحانه وترضى له
فكلما دخلها شيء من الغضب والرضا له خرج منه مقابلة من الغضب والرضا لها وكذا بالعكس
اما الشهوة فدواؤها صحة العلم والمعرفة بأن إعطائها شهواتها أعظم أسباب حرمانها إياها ومنعها منها
وحميتها أعظم أسباب اتصالها اليها فكلما فتحت عليها باب الشهوات كنت ساعيآ في حرمانها إياها
وكلما أغلقت عنها ذلك الباب كنت ساعيآ في إيصالها إليها على أكمل الوجوه
لذا كان الغضب مثل السبع إذا افلته صاحبه بدأ بأكله
والشهوة مثل النار إذا اضرمها صاحبها بدات بإحراقه
والكبر بمنزلة منازعة الملك ملكه فإن لم يهلكك طردك عنه
والحسد بمنزلة معاداة من هو اقدر منك
والذي يغلب شهوته وغضبه يفرق الشيطان من ظله
ومن تغلب على شهوته وغضبه يفرق من خياله
من كتاب الفوائد للإمام شمس الدين أبي عبدالله بن قيم الجوزية
،
س1
أركان الكفر أربعة ( الكبر والحسد والغضب والشهوة )
فالكبر يمنعه الإنقياد
والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها
والغضب يمنعه العدل
والشهوة يمنعها التفرغ للعبادة
فإذا إنهدم ركن الكبر سهل عليه الإنقياد وإذا إنهدم ركن الحسد
سهل عليه قبول النصح وبذله
وإذا إنهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع وإذا إنهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة
وزوال الجبال عن أماكنها أيسر من زوال هذه الأربعة عمن بلي بها
ولا سيما إذا صارت هيئات راسخة وملكات وصفات ثابتة فإنه لا يستقيم له معها عمل البتة
ولاتزكو نفسه مع قيامها بها وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة
وكل الآفات متولدة منها وإذا إستحكمت في القلب أرته الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل
والمعروف في صورة المنكر والمنكر في صورة المعروف وقربت منه الدنيا وبعدت عنه الأخرة
وإذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئآ منها وعليها يقع العذاب
وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها
فمن فتحها على نفسه فتح عليه أبواب الشرور كلها عاجلآ وأجلآ
ومن أغلقها على نفسه أغلق عنه ابواب الشرور
فإنها تمنع الإنقياد والإخلاص والتوبة والإنابة وقبول الحق ونصيحة المسلمين والتواضع لله ولخلقه
ومنشأ هذه الأربعة من جهله بنفسه فانه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائص والآفات
لم يتكبر ولم يغضب ولم يحسد أحدآ على ما اتاه الله
فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله
فأنه يكره نعمة الله على عبده وقد احبها الله ويحب زوالها عنه
والله يكره ذلك
فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته
ولذلك كان ابليس عدو الله حقيقة
لأن ذنبه كان كبر وحسد
فقلع هاتين الصفتين بمعرفة الله وتوحيده والرضا به وعنه والإنابة إليه
وقلع الغضب بمعرفة النفس وأنها لاتستحق ان يغضب لها وينتقم لها
فإن ذلك إيثار لها بالرضا والغضب على خالقها وفاطرها
وأعظم ما تدفع به هذه الآفة ان يعودها أن تغضب له سبحانه وترضى له
فكلما دخلها شيء من الغضب والرضا له خرج منه مقابلة من الغضب والرضا لها وكذا بالعكس
اما الشهوة فدواؤها صحة العلم والمعرفة بأن إعطائها شهواتها أعظم أسباب حرمانها إياها ومنعها منها
وحميتها أعظم أسباب اتصالها اليها فكلما فتحت عليها باب الشهوات كنت ساعيآ في حرمانها إياها
وكلما أغلقت عنها ذلك الباب كنت ساعيآ في إيصالها إليها على أكمل الوجوه
لذا كان الغضب مثل السبع إذا افلته صاحبه بدأ بأكله
والشهوة مثل النار إذا اضرمها صاحبها بدات بإحراقه
والكبر بمنزلة منازعة الملك ملكه فإن لم يهلكك طردك عنه
والحسد بمنزلة معاداة من هو اقدر منك
والذي يغلب شهوته وغضبه يفرق الشيطان من ظله
ومن تغلب على شهوته وغضبه يفرق من خياله
من كتاب الفوائد للإمام شمس الدين أبي عبدالله بن قيم الجوزية
،