ابوبدر عبدالله السرحاني
07-15-2010, 04:39 AM
د معن الجربا
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/maanjarba.jpg
خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد يجر إزاره، فصف الناس خلفه وصلى حتى انجلت الشمس، ثم خطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة. واليوم يقول العلماء.. إن سبب كسوف الشمس، هو وقوع القمر بين الشمس وبين الأرض فيحجب بعض ضوء الشمس أو كله، أما خسوف القمر فيحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس وبين القمر، فتحجب بعض ضوء الشمس أو كله. والمهم في الأمر أن هذا هو التوصيف العلمي لظاهرة الكسوف والخسوف، ويستطيع العلماء ببساطة حساب وتحديد مواعيدهما على مدار السنين السابقة واللاحقة.وهنا يتساءل البعض ليقول: إن الكسوف والخسوف مجرد ظاهرتين طبيعيتين تحدثان بشكل دائم دون أن يحدث شيء قد يؤثر على حياة الناس، والأمر لا يعدو أن يكون إلا حدثا كونيا من الممكن توقعه وحسابه ومعرفة أسبابه.إذن :
فلماذا الفزع، ولماذا الصلاة ؟!.
والحقيقة أن هاتين الظاهرتين أمرهما أعمق بكثير من هذه الرؤيا السطحية التي تقول إنهما مجرد ظاهرتين طبيعيتين.. حيث يجب أن نعرف بأن هناك حكمة تعبدية من وراء الصلاة يغفل عنها الكثير من الناس، فالكسوف والخسوف ما هما إلا خلل مؤقت في النظام الكوني، يحدث بأمر الله وعلمه وتقديره، ثم ما يلبث هذا الخلل إلا أن يزول ويعود النظام الكوني من جديد.. وكأن الله سبحانه يريد بذلك أن يذكرنا بتلك النعمة التي نحن عنها غافلون، ألا وهي حفظه لهذا النظام الكوني البديع، وليخوفنا بذلك ويمتحن قلوبنا ويشهدنا على أنفسنا.. ليرى هل سوف نتذكر فضله ونشكر نعمته عندما نرى تلك الآيات، أم أننا سوف نمر عليها مرور الغافلين ؟!.
ومثل ذلك كرجل أنعم الله عليه بصحة وعافية، ولكن ذلك الرجل كان غافلا عن تلك النعمة وجاحدا بها، فابتلاه الله بمرض عابر ليذكره بنعمة الصحة، وليذكره بالواهب والمنعم عليه.. فإن تذكر ذلك الغافل، فهذا هو المقصد والغاية، وإن لم يتذكر ومر على ذلك مرور الغافلين، فهنا يكون الله تعالى قد أقام عليه الحجة والبينة التي سوف يواجهه بها يوم القيامة.. وبدون أي شك إن تلك الظواهر الكونية ما هي إلا آيات وعبر، ولكن لن يعيها إلا قلب سليم، لأنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/maanjarba.jpg
خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد يجر إزاره، فصف الناس خلفه وصلى حتى انجلت الشمس، ثم خطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة. واليوم يقول العلماء.. إن سبب كسوف الشمس، هو وقوع القمر بين الشمس وبين الأرض فيحجب بعض ضوء الشمس أو كله، أما خسوف القمر فيحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس وبين القمر، فتحجب بعض ضوء الشمس أو كله. والمهم في الأمر أن هذا هو التوصيف العلمي لظاهرة الكسوف والخسوف، ويستطيع العلماء ببساطة حساب وتحديد مواعيدهما على مدار السنين السابقة واللاحقة.وهنا يتساءل البعض ليقول: إن الكسوف والخسوف مجرد ظاهرتين طبيعيتين تحدثان بشكل دائم دون أن يحدث شيء قد يؤثر على حياة الناس، والأمر لا يعدو أن يكون إلا حدثا كونيا من الممكن توقعه وحسابه ومعرفة أسبابه.إذن :
فلماذا الفزع، ولماذا الصلاة ؟!.
والحقيقة أن هاتين الظاهرتين أمرهما أعمق بكثير من هذه الرؤيا السطحية التي تقول إنهما مجرد ظاهرتين طبيعيتين.. حيث يجب أن نعرف بأن هناك حكمة تعبدية من وراء الصلاة يغفل عنها الكثير من الناس، فالكسوف والخسوف ما هما إلا خلل مؤقت في النظام الكوني، يحدث بأمر الله وعلمه وتقديره، ثم ما يلبث هذا الخلل إلا أن يزول ويعود النظام الكوني من جديد.. وكأن الله سبحانه يريد بذلك أن يذكرنا بتلك النعمة التي نحن عنها غافلون، ألا وهي حفظه لهذا النظام الكوني البديع، وليخوفنا بذلك ويمتحن قلوبنا ويشهدنا على أنفسنا.. ليرى هل سوف نتذكر فضله ونشكر نعمته عندما نرى تلك الآيات، أم أننا سوف نمر عليها مرور الغافلين ؟!.
ومثل ذلك كرجل أنعم الله عليه بصحة وعافية، ولكن ذلك الرجل كان غافلا عن تلك النعمة وجاحدا بها، فابتلاه الله بمرض عابر ليذكره بنعمة الصحة، وليذكره بالواهب والمنعم عليه.. فإن تذكر ذلك الغافل، فهذا هو المقصد والغاية، وإن لم يتذكر ومر على ذلك مرور الغافلين، فهنا يكون الله تعالى قد أقام عليه الحجة والبينة التي سوف يواجهه بها يوم القيامة.. وبدون أي شك إن تلك الظواهر الكونية ما هي إلا آيات وعبر، ولكن لن يعيها إلا قلب سليم، لأنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.