طلال بن شليويح البلوي
07-20-2010, 11:54 PM
الجزء الرابع
وبعد مضي عدة أيام كنت أقوم بالذهاب الى كوخ الحمام
وشبه يومي لأطعمه كالعادة
ولاكن بعد فترة أصبح يروادني شعور فضولي وغريب
أجبرني على القيام بزيارتي للكوخ لأكثر من مرة ويوميآ
وفي اوقات متفرقة
وعلمت بان هذا الشعور لم يراودني الى من بعد ما تيقنت بان هذه
الفترة كافية لتكون رسالتي قد وصلت
وقد يكون ردها قادمآ يطير بين السماء والأرض وقد يصلني في أية لحظة !
لقد كنت في الإيام التي مضت أفكر مع نفسي وأتساءل هل وصلت رسالتي لهذه الفتاة وهل قرءتها
وهل نجحت كلماتي التي سطرتها في تخفيف بعضآ من تلك الآلآم التي تشكو منها
وهل !
وهل !
أسئلة كثيرة كانت تراودني ولا اكاد أجد لها أجابة لكي أهدأ معها
ولاكن مع علمي من إقتراب موعد وصول الرسالة
إزداد في داخلي هذا الشعور الغريب وحاجتي الى إنتظار الرد
لإشباع رغبة الفضول لدي على الأقل
وأثناء هذا الإنتظار المُمِل
( ولكوني ممن يملون الإنتظار خاصة إذا كان ما أنتظره مجهولآ بالنسبة لي ولا أعلمه)
ووجدت أن هناك من يتحدث معي ومن داخلي
وجدت أن هناك شخصان بداخلي ! وشتان ما بينهما !
فأحدهما يقول لي لقد اخطأت في إقحام نفسك في مثل هذه الامر ولم يكن واجب عليك القيام به
بل لقد تسرعت كثيرآ خاصة وانك لا تعرف من تكون هذه الفتاة ربما قد تسيئ هذه الفتاة الظن بك
وربما قد تقع الرسالة بيد غيرها فتتسبب لها بكثير من المشاكل الأخرى والتي هي في غنآ عنها
وربما قد تكون هذه الرسالة لم تصل أبدآ !
فأصبحت في حالة من شبه الندم والحيرة والقلق !
وهناك الشعور الأخر الذي يقول :
إن ماقمت به هو عمل إنساني وهو واجب عليك
فالمساعدة حق مشروع لمن طلبها وآمر واجب على من يستطيع تقديمها
فلا تقلق ستصل رسالتك لأنك لم تُرِد من هذا العمل
سوى فعل الخير والمساعدة وتخفيف الآلام عن هذه المسكينة
وأردت مساعدتها لكي تتجاوز هذه المحنة
وستقراء هذه الفتاة هذه الرسالة
وسيكون لها آثر كبير في نفسها لتعيش حياتها من اجل الأمل بالغد القريب السعيد
وستنال أجر ما قمت به من مساعدة ولو كان بسيط
فاحترت كثيرآ أيآ من هذين الشعورين هوالأقرب لي وللواقع !
من طبيعة الإنسان وفطرته إذا ألم به شيء يجهله ولم يعرفه من قبل
يرّهَبُه في البداية ويستوحش منه
لاكنه في نفس الوقت يحاول الإقتراب منه للتعرف عليه أكثر فأكثر وبحذر شديد
وما مررت به أنا في هذه التجربة شيء جديد بالنسبة لي لم أعيه من قبل ولم أمر به ؟
فكانت التجربة الاولى بالنسبة لي
فكانت هناك خواطر وأفكار غريبة
فلم أعش مثل هذه المشاعر من قبل
ومنها ما لم أعيه ولم أفقهه كما يقولون
ومع مرور الأيام تراكمت في داخلي هذه الأشياء الغريبة
فأصبحت أجهل نفسي في بعض الأحيان
ولا أتعرف عليها
فهناك شخص غريب ما بداخلي جديد لا أعرفه من قبل
ولا يحضرني هذا الغريب الى في الأوقات التي تراودني ذكرى رسالتي تلك وما سيكون منها
فعزمت على البحث والتعرف على هذا الشيء الغريب
فبدأت في قراءة الكتب والروايات والقصص
لعلي اجد فيها تفسيرآ لما أشتكي منه
وفي يوم من الأيام عندما اوشكت أن تغرب شمسه روادتني نشوة سعادة للحظة بسيطة فاستغربت ذلك !
وتوجهت مسرعآ بدون شعور مني
توجهت الى ماكنت انتظره طوال تلك الأيام
توجهت الى المكان الذي كنت انتظره وينتظرني !
وعندما دخلت كوخي الصغير وقعت عيناي على تلك الحمامة
البيضاء الجميلة
وقد عادت بعد طول غياب
فكأني عندما رأيتها أسمعها وهي تقول لي هيا (أقترب) مني
فأقتربت منها وهي ساكنة على غير عادتها
وممدت يدي لها لأمسكها
وامسكت بها واذا برسالة كتلك الأولى موجدة في ساقها
وهذا ماكنت أتوقعه ولا أتوقعه في نفس الوقت
فقمت أمسح بيدي على الحمامة فأحسست بانها غريبة علي
برغم انني متاكد من انها هي ولاكنها اصبحت أكثر هدوءً وسكينة
كانت مسالمة جدآ لدرجة أني توقعت بانها مريضه او منهكة من بعد المسافة
قمت باخذ الرسالة وبعد ذلك ضربتني بجناحها وتركتها وابتعدت عنها
فعادت كما كنت اعرفها من قبل وقد إستغربت من ذلك فكانت هادءة جدآ عندما كانت الرسالة في ساقها
وعندما أخذتها رجعت الى طبيعتها
المهم أني خرجت وذهبت الى غرفتي وبدات بقراءة الرسالة
وقد كانت من نفس الفتاة
وتقول في رسالتها
السلام عليك أخي
لا اعلم من أين سأبدأ وماذا سأقول
ولاكني أشكر الله اولآ ثم أشكرك على كلماتك التي سطرتها لي في رسالتك
لقد كنت سعيدة جدآ عندما وصلتني وقرأتها
لقد شعرت بعد قرائتها بطعم سعادة بسيطة
سعادة حرمت منها منذ ولادتي
لقد وصلتني رسالتك في أشد اوقات محنتي فقد يئست من حياتي وما فيها
عندما قمت بإرسال رسالتي الأولى كان لدي آمل كبير في أن هناك فرج قريب سيأتي معها
ومرت الأيام وانتظرت وانتظرت وبدأ اليأس يراودني فازدات همومي واحزاني
وتيقنت باني دائمآ وأبدآ تعيسة الحظ والطالع
وقد كتب على الشقاء واليأس مدى الحياة
فمنذ طفولتي توفيت أمي العزيزة وحرمت منها
ومع مرور الأيام عندما كبرت أصبحت أشعر بأنني أنا من تسبب في موتها
فقد توفيت رحمها الله أثناء ولادتي فماتت وغادرت هي هذه الحياة لكي أحيى انا واعيش مكانها
شعور مؤلم جدآ عندما أشعر بأنني انا من قتلتها
فانا أتجرع الموت في كل لحظة أذكر فيها والدتي العزيزة
فأشعر باألآمها وعذابها في تلك اللحظة المؤلمة بالنسبة لها
وأغيب عن وعيي من رحمتها وشوقي لها ورأفتي بها
وأُفيق من جديد وأعود للحياة فأجد العذاب والحرمان والألم في جميع اجزاء جسدي
شعور عاش معي سنوات عمري كلها
يتبع
وبعد مضي عدة أيام كنت أقوم بالذهاب الى كوخ الحمام
وشبه يومي لأطعمه كالعادة
ولاكن بعد فترة أصبح يروادني شعور فضولي وغريب
أجبرني على القيام بزيارتي للكوخ لأكثر من مرة ويوميآ
وفي اوقات متفرقة
وعلمت بان هذا الشعور لم يراودني الى من بعد ما تيقنت بان هذه
الفترة كافية لتكون رسالتي قد وصلت
وقد يكون ردها قادمآ يطير بين السماء والأرض وقد يصلني في أية لحظة !
لقد كنت في الإيام التي مضت أفكر مع نفسي وأتساءل هل وصلت رسالتي لهذه الفتاة وهل قرءتها
وهل نجحت كلماتي التي سطرتها في تخفيف بعضآ من تلك الآلآم التي تشكو منها
وهل !
وهل !
أسئلة كثيرة كانت تراودني ولا اكاد أجد لها أجابة لكي أهدأ معها
ولاكن مع علمي من إقتراب موعد وصول الرسالة
إزداد في داخلي هذا الشعور الغريب وحاجتي الى إنتظار الرد
لإشباع رغبة الفضول لدي على الأقل
وأثناء هذا الإنتظار المُمِل
( ولكوني ممن يملون الإنتظار خاصة إذا كان ما أنتظره مجهولآ بالنسبة لي ولا أعلمه)
ووجدت أن هناك من يتحدث معي ومن داخلي
وجدت أن هناك شخصان بداخلي ! وشتان ما بينهما !
فأحدهما يقول لي لقد اخطأت في إقحام نفسك في مثل هذه الامر ولم يكن واجب عليك القيام به
بل لقد تسرعت كثيرآ خاصة وانك لا تعرف من تكون هذه الفتاة ربما قد تسيئ هذه الفتاة الظن بك
وربما قد تقع الرسالة بيد غيرها فتتسبب لها بكثير من المشاكل الأخرى والتي هي في غنآ عنها
وربما قد تكون هذه الرسالة لم تصل أبدآ !
فأصبحت في حالة من شبه الندم والحيرة والقلق !
وهناك الشعور الأخر الذي يقول :
إن ماقمت به هو عمل إنساني وهو واجب عليك
فالمساعدة حق مشروع لمن طلبها وآمر واجب على من يستطيع تقديمها
فلا تقلق ستصل رسالتك لأنك لم تُرِد من هذا العمل
سوى فعل الخير والمساعدة وتخفيف الآلام عن هذه المسكينة
وأردت مساعدتها لكي تتجاوز هذه المحنة
وستقراء هذه الفتاة هذه الرسالة
وسيكون لها آثر كبير في نفسها لتعيش حياتها من اجل الأمل بالغد القريب السعيد
وستنال أجر ما قمت به من مساعدة ولو كان بسيط
فاحترت كثيرآ أيآ من هذين الشعورين هوالأقرب لي وللواقع !
من طبيعة الإنسان وفطرته إذا ألم به شيء يجهله ولم يعرفه من قبل
يرّهَبُه في البداية ويستوحش منه
لاكنه في نفس الوقت يحاول الإقتراب منه للتعرف عليه أكثر فأكثر وبحذر شديد
وما مررت به أنا في هذه التجربة شيء جديد بالنسبة لي لم أعيه من قبل ولم أمر به ؟
فكانت التجربة الاولى بالنسبة لي
فكانت هناك خواطر وأفكار غريبة
فلم أعش مثل هذه المشاعر من قبل
ومنها ما لم أعيه ولم أفقهه كما يقولون
ومع مرور الأيام تراكمت في داخلي هذه الأشياء الغريبة
فأصبحت أجهل نفسي في بعض الأحيان
ولا أتعرف عليها
فهناك شخص غريب ما بداخلي جديد لا أعرفه من قبل
ولا يحضرني هذا الغريب الى في الأوقات التي تراودني ذكرى رسالتي تلك وما سيكون منها
فعزمت على البحث والتعرف على هذا الشيء الغريب
فبدأت في قراءة الكتب والروايات والقصص
لعلي اجد فيها تفسيرآ لما أشتكي منه
وفي يوم من الأيام عندما اوشكت أن تغرب شمسه روادتني نشوة سعادة للحظة بسيطة فاستغربت ذلك !
وتوجهت مسرعآ بدون شعور مني
توجهت الى ماكنت انتظره طوال تلك الأيام
توجهت الى المكان الذي كنت انتظره وينتظرني !
وعندما دخلت كوخي الصغير وقعت عيناي على تلك الحمامة
البيضاء الجميلة
وقد عادت بعد طول غياب
فكأني عندما رأيتها أسمعها وهي تقول لي هيا (أقترب) مني
فأقتربت منها وهي ساكنة على غير عادتها
وممدت يدي لها لأمسكها
وامسكت بها واذا برسالة كتلك الأولى موجدة في ساقها
وهذا ماكنت أتوقعه ولا أتوقعه في نفس الوقت
فقمت أمسح بيدي على الحمامة فأحسست بانها غريبة علي
برغم انني متاكد من انها هي ولاكنها اصبحت أكثر هدوءً وسكينة
كانت مسالمة جدآ لدرجة أني توقعت بانها مريضه او منهكة من بعد المسافة
قمت باخذ الرسالة وبعد ذلك ضربتني بجناحها وتركتها وابتعدت عنها
فعادت كما كنت اعرفها من قبل وقد إستغربت من ذلك فكانت هادءة جدآ عندما كانت الرسالة في ساقها
وعندما أخذتها رجعت الى طبيعتها
المهم أني خرجت وذهبت الى غرفتي وبدات بقراءة الرسالة
وقد كانت من نفس الفتاة
وتقول في رسالتها
السلام عليك أخي
لا اعلم من أين سأبدأ وماذا سأقول
ولاكني أشكر الله اولآ ثم أشكرك على كلماتك التي سطرتها لي في رسالتك
لقد كنت سعيدة جدآ عندما وصلتني وقرأتها
لقد شعرت بعد قرائتها بطعم سعادة بسيطة
سعادة حرمت منها منذ ولادتي
لقد وصلتني رسالتك في أشد اوقات محنتي فقد يئست من حياتي وما فيها
عندما قمت بإرسال رسالتي الأولى كان لدي آمل كبير في أن هناك فرج قريب سيأتي معها
ومرت الأيام وانتظرت وانتظرت وبدأ اليأس يراودني فازدات همومي واحزاني
وتيقنت باني دائمآ وأبدآ تعيسة الحظ والطالع
وقد كتب على الشقاء واليأس مدى الحياة
فمنذ طفولتي توفيت أمي العزيزة وحرمت منها
ومع مرور الأيام عندما كبرت أصبحت أشعر بأنني أنا من تسبب في موتها
فقد توفيت رحمها الله أثناء ولادتي فماتت وغادرت هي هذه الحياة لكي أحيى انا واعيش مكانها
شعور مؤلم جدآ عندما أشعر بأنني انا من قتلتها
فانا أتجرع الموت في كل لحظة أذكر فيها والدتي العزيزة
فأشعر باألآمها وعذابها في تلك اللحظة المؤلمة بالنسبة لها
وأغيب عن وعيي من رحمتها وشوقي لها ورأفتي بها
وأُفيق من جديد وأعود للحياة فأجد العذاب والحرمان والألم في جميع اجزاء جسدي
شعور عاش معي سنوات عمري كلها
يتبع