اشراقة الدعوة
08-10-2010, 12:23 AM
رسالة إلى إمام المسجد
إلى إمام الأخيار في كل بيت من بيوت الله تعالى ، يسرني مع إطلالة شهر رمضان المبارك أحييك بتحية أهل الجنة تحيتهم يوم يلقونه سلام فسلام الله عليك ورحمته وبركاته ، سائلاً المولى تعالى أن تصلك رسالتي وأنت تلبس ثوب العافية ، وتنعم بحلل الاستقامة .
أخي الفاضل : لعلك تدرك حفظك الله برعايته أن إمامة المسلمين مسؤولية عظيمة جداً وهي من إلأمانة التي تخلّت عنها السموات والأرض جاء ذلك في قول الله تعالى : (( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً )) ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة )) إلى غير ذلك من النصوص التي جاءت ببيان هذه الأمانة وفضلها والآثار المترتبة على إهمالها . داعين لك المولى جلّت قدرته أن يعيننا وإياك على الوفاء بحق هذه الأمانة .
أخي الفاضل : أقبل رمضان وهو يحمل فضائل عظيمة ، وخيرات جسيمة ، والمسلمون ينتظرونه بفارغ الصبر ، فمن يا ترى غيرك يتولى هذه المسؤولية فيبين للصائمين عن هذه الفضائل ؟ ويوضح لهم أحكام هذا الشهر ؟ ويروى عطش كثير من السائلين عن الحق ؟ ولأن مسؤوليتك كإمام تجاه هذا الأمر عظيمة أحببت أن أذكّرك ببعض من جوانب هذه الأمانة :
أولاً : كن قدوة حفظك الله أسوة بنبي الهدى صلى الله عليه وسلم إذ كان عليه الصلاة والسلام إماماً وقدوة لأمته من بعده ، فاحرص حفظك الله تعالى على ملازمة الفرائض في أوقاتها ، ولير من يصلي معك أثر القدوة حقيقياً في حياتك من المداومة على النافلة ، والإقبال على القرآن الكريم ، ومداومة الذكر . وإياك إياك أن يرى منك من يصلى معك تهاوناً في القدوة ، أو تأخراً عن صلاة الجماعة ، أو ضعفاً في العبادة ، فإن لذلك أثراً عظيماً في خدش هذه القدوة حفظك الله من كل هذا .
ثانياً : تعهّد جماعة المسجد بالموعظة في هذا الشهر الكريم ، وليكن لك ورد ثابت من القراءة على المصلين ، مستغلاً لأفضل الأوقات التي ترى فيها إقبال المصلين ، متخيراً من الكتب ما تراه أقرب لهم في العبارة ، وأكثر عناية بالجوانب الروحانية فإن الشهر فرصة عظيمة في توجيه هذه الجموع .
ثالثاً : أحي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحيا الله قلبك ونوّر بصيرتك ، وليكن شعارك إما معروف يبقى أو منكر ينتهي ، وتذكّر أن عاقبة السكوت عن المنكرات عاقبة وخيمة في حياة الأفراد والجماعات ، فهذا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول : (( لتأمرن بالمعروف أو لتنهون عن المنكر أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم تدعونه فلا يستجاب لكم .. )) هذا في حياة الأفراد ، أما على مستوى الجماعات فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : (( افأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون * أوأمن أهل القرى أن يأتيهم باسنا ضحى وهم يلعبون * افأمنوا مكر الله ، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )) وغير ذلك من الوعيد تجاه من يتجاهل هذه الشعيرة العظيمة . والأمل بعد الله تعالى على شخصك الكريم بأن تكون واعظاً ومذكراً ، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، وراع حفظك الله وأنت تقوم بهذا الدور أن تتخيّر الأسلوب الأمثل في النصيحة ، وأن يكون إنكارك مستمراً ، وليعرف كل من يسمع حديثك أو يراك أنك من الآمرين والناهين .
رابعاً : ليكن لك دور بارز في دعوة أهل الحي فتخير حفظك الله من الوسائل ماهو أقرب للمقصود سواء من الشريط ، أو الفتوى ، أو الرسالة ، عن طريق لوحة المسجد ، أو المسابقات ، وليكن لك ارتباط مباشر بمكتب الدعوة أو المندوبية في مجتمعك ليتحقق بهذا التعاون النجاح المأمول بإذن الله تعالى .
خامساً : من الفرص العظيمة في هذا الشهر الكريم إفطار الصائمين ، وقد قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : (( من فطّر صائماً فله مثل أجره … الحديث )) وحري بك حفظك الله أن تهتم بهذا الجانب وتحرص على هذا الأجر ، وتشجّع المصلين على ذلك ، خاصة إذا وجد في حيكم أو فيما يجاوره الجاليات الفقيرة من أهل الإسلام فإن ذلك أدعى لوجود هذا الخير وفقك الله .
سادساً : ركّز حفظك الله تعالى على إصلاح ذات البين ، فقد قال الله تعالى : (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس …… الآية )) وليكن همّك في هذا الشهر الكريم جمع شتات أسرة ، أو لم شمل أحبة ، فهذه أدوارك ولا نعدم منك حفظك الله جهداً مضاعفاً تجاه هذه الأدوار .
وأخيراً : أخي الإمام : هذه رسالتي بين يديك وهي مجرد ذكرى أحببت أن تصل إلى شخصك الكريم في بداية هذا الشهر المبارك ، وأنت ممن يفعّل دورها ، ويحي أثرها . أحيا الله قلبك ونور بصيرتك ، وزادك شرفاً بهذه الرسالة . والله يتولاك ويرعاك .
أخوكم / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
إلى إمام الأخيار في كل بيت من بيوت الله تعالى ، يسرني مع إطلالة شهر رمضان المبارك أحييك بتحية أهل الجنة تحيتهم يوم يلقونه سلام فسلام الله عليك ورحمته وبركاته ، سائلاً المولى تعالى أن تصلك رسالتي وأنت تلبس ثوب العافية ، وتنعم بحلل الاستقامة .
أخي الفاضل : لعلك تدرك حفظك الله برعايته أن إمامة المسلمين مسؤولية عظيمة جداً وهي من إلأمانة التي تخلّت عنها السموات والأرض جاء ذلك في قول الله تعالى : (( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً )) ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة )) إلى غير ذلك من النصوص التي جاءت ببيان هذه الأمانة وفضلها والآثار المترتبة على إهمالها . داعين لك المولى جلّت قدرته أن يعيننا وإياك على الوفاء بحق هذه الأمانة .
أخي الفاضل : أقبل رمضان وهو يحمل فضائل عظيمة ، وخيرات جسيمة ، والمسلمون ينتظرونه بفارغ الصبر ، فمن يا ترى غيرك يتولى هذه المسؤولية فيبين للصائمين عن هذه الفضائل ؟ ويوضح لهم أحكام هذا الشهر ؟ ويروى عطش كثير من السائلين عن الحق ؟ ولأن مسؤوليتك كإمام تجاه هذا الأمر عظيمة أحببت أن أذكّرك ببعض من جوانب هذه الأمانة :
أولاً : كن قدوة حفظك الله أسوة بنبي الهدى صلى الله عليه وسلم إذ كان عليه الصلاة والسلام إماماً وقدوة لأمته من بعده ، فاحرص حفظك الله تعالى على ملازمة الفرائض في أوقاتها ، ولير من يصلي معك أثر القدوة حقيقياً في حياتك من المداومة على النافلة ، والإقبال على القرآن الكريم ، ومداومة الذكر . وإياك إياك أن يرى منك من يصلى معك تهاوناً في القدوة ، أو تأخراً عن صلاة الجماعة ، أو ضعفاً في العبادة ، فإن لذلك أثراً عظيماً في خدش هذه القدوة حفظك الله من كل هذا .
ثانياً : تعهّد جماعة المسجد بالموعظة في هذا الشهر الكريم ، وليكن لك ورد ثابت من القراءة على المصلين ، مستغلاً لأفضل الأوقات التي ترى فيها إقبال المصلين ، متخيراً من الكتب ما تراه أقرب لهم في العبارة ، وأكثر عناية بالجوانب الروحانية فإن الشهر فرصة عظيمة في توجيه هذه الجموع .
ثالثاً : أحي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحيا الله قلبك ونوّر بصيرتك ، وليكن شعارك إما معروف يبقى أو منكر ينتهي ، وتذكّر أن عاقبة السكوت عن المنكرات عاقبة وخيمة في حياة الأفراد والجماعات ، فهذا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول : (( لتأمرن بالمعروف أو لتنهون عن المنكر أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم تدعونه فلا يستجاب لكم .. )) هذا في حياة الأفراد ، أما على مستوى الجماعات فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : (( افأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون * أوأمن أهل القرى أن يأتيهم باسنا ضحى وهم يلعبون * افأمنوا مكر الله ، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )) وغير ذلك من الوعيد تجاه من يتجاهل هذه الشعيرة العظيمة . والأمل بعد الله تعالى على شخصك الكريم بأن تكون واعظاً ومذكراً ، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، وراع حفظك الله وأنت تقوم بهذا الدور أن تتخيّر الأسلوب الأمثل في النصيحة ، وأن يكون إنكارك مستمراً ، وليعرف كل من يسمع حديثك أو يراك أنك من الآمرين والناهين .
رابعاً : ليكن لك دور بارز في دعوة أهل الحي فتخير حفظك الله من الوسائل ماهو أقرب للمقصود سواء من الشريط ، أو الفتوى ، أو الرسالة ، عن طريق لوحة المسجد ، أو المسابقات ، وليكن لك ارتباط مباشر بمكتب الدعوة أو المندوبية في مجتمعك ليتحقق بهذا التعاون النجاح المأمول بإذن الله تعالى .
خامساً : من الفرص العظيمة في هذا الشهر الكريم إفطار الصائمين ، وقد قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : (( من فطّر صائماً فله مثل أجره … الحديث )) وحري بك حفظك الله أن تهتم بهذا الجانب وتحرص على هذا الأجر ، وتشجّع المصلين على ذلك ، خاصة إذا وجد في حيكم أو فيما يجاوره الجاليات الفقيرة من أهل الإسلام فإن ذلك أدعى لوجود هذا الخير وفقك الله .
سادساً : ركّز حفظك الله تعالى على إصلاح ذات البين ، فقد قال الله تعالى : (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس …… الآية )) وليكن همّك في هذا الشهر الكريم جمع شتات أسرة ، أو لم شمل أحبة ، فهذه أدوارك ولا نعدم منك حفظك الله جهداً مضاعفاً تجاه هذه الأدوار .
وأخيراً : أخي الإمام : هذه رسالتي بين يديك وهي مجرد ذكرى أحببت أن تصل إلى شخصك الكريم في بداية هذا الشهر المبارك ، وأنت ممن يفعّل دورها ، ويحي أثرها . أحيا الله قلبك ونور بصيرتك ، وزادك شرفاً بهذه الرسالة . والله يتولاك ويرعاك .
أخوكم / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي