خيالة بلي
09-29-2010, 07:21 AM
قررت قراراً سريعاً لا أريد أن أعطي لنفسي فرصة أن أفكر بعواقبه قررت بأن أهرب نعم اهرب من راشد , قرار أتى بحافز الخجل أولاً ورفضي للعيش مع غير محمد ثانياً , توشحت بوشاح أسود وخرجت أسير لا أعلم إلى أين ؟ فقط أريد الهروب ,, لعلهم يعودون عن رأيهم لعل راشد يشعر بمدى رفضي له فيتراجع عن زواجه .
كنت اسير عبر أودية موحشة ولم يكن يهمني مخلوق وبالرغم من خوفي الشديد إلا إني افتقدته في لحظتي هذه, مشيت ومشيت بخطى مسرعه حتى أيقنت باني أبتعدت ولكن كم من المسافات قطعتها لا أعلم ,كنت اجلس تارة للراحة ثم أكمل مساري حتى طلع على فجراً جديد مررت من عند صديقةً لي ترعى بأغنامها فلما رأت ما أنا به من حال بكت ,, وقالت مابك وعرفت بأني هربت وأسقتني ماء وجعلت تنكر عليّ ماقمت به قلت لها : لا اريد أن أتزوج براشد لا أريد الزواج كله .. أثناء تجاذبنا الحديث سمعت أصوات تقترب مني .. فقلت لها أنا سوف أذهب ولكن إذا كانوا أهلي يبحثون عني لا تخبريهم بمقابلتي لك ,, واكملت طريقي لا اعلم إلى أين اتجه حتى وصلت إلى بيت خالتي بديار كانت بعيدة بعد مسيرة يوم وليلة , وكان زوجها من عشيرة غير عشيرتنا وبينهم مشاكل فلم تستقبلني كانت مشغولة بهمومها ولم تعيرني أي اهتمام ,, جلست ابكي لأني متأكده بأنهم سيلحقون بي بعدها توجهت لبيت خالتي الصغرى وزوجها الذي كان بمثابة أبي وما إن رأوني حتى أسرعوا بإستقبالي واسقوني الماء وكنت بحالة إعياء لا يعلم بها إلا الله تعالى . كنت لا استطيع وقتها حتى الكلام . أخذتني خالتي وجعلتني بفراشها وكانت الدموع أبلغ لغة للشكوى فلم أكن وقتها استطيع الحديث بكلمة واحدة .. كانت خالتي حنونة رحيمة وزوجها إنسان ذو رأي وحكمة فكنت أسمعه يقول لخالتي سوف أرسل لأبيها من يبلغهم إنها عندي ..
بعد يومين وصلوا أهلي توقعت غضب أبي ولكن وجدته يبكي لحالي وقال : ابنتي لماذا فعلتي هكذا ؟ أجيبيني .. لم أنطق بكلمة واحده .. بعد وقت العصر كان راشد وعمي قد وصلا لبيت خالتي فطلبوا مني أن أغادر مع زوجي .. جاء وقت الإستسلام .. كنت مسيرة لا مخيرة ,, وراشد أكثر إنسان يعلم ذلك .. انتقلنا بعدها إلى المدينه
كنت أسكن بمسكن بسيط مكون من غرفتين وفناء واسع ومجلس للضيوف ,, حياة لافرق بينها وبين حياة البادية إلا إني لا أرى لبيت الشعر أي أثر .. حياة مليئة بالملل , مضت عدة شهور وطلب مني زوجي أن ارافقه للسفر إلى أهلنا لأنه يرغب أن يأتي بأهله لأن أخيه الصغير يريد مواصلة دراسته بالمدينه .. كان أسعد خبر بأني سوف أرى أمي وأبي وبقية أهلي ,, كم إشتقت لهم .. جمعت ملابسي بحقيبتي ورافقته مع شخص من أقربائنا .. لأنه بالقديم لا توجد سيارة توصلنا هناك بسهولة .. ما إن وصلنا حتى أسرعت لأمي وسلمت عليها وحضنتها بحرارة فكأني غبت عنهم سنوات فقد اشتقت لكل شئ لبيت الشعر ولأغنامي وللجبال والأودية ,, اشتقت حتى للهيب حرارة شمسنا ,, أشعر بجمال ديارنا وكأني أراها لأول مرة .. بعد أسبوعين عدنا إلى المدينه بصحبة عمي وخالتي وابن خالتي الصغير فقد كان يأمل لمواصلة دراسته الثانوية بالمدينه .
وصلنا إلى المدينه وكان رفقة عمي وخالتي سوف تخفف عني وحشة الدار ,, مرت علينا شهور لا بأس بها بعد إن رزقت بمولودتي الأولى التي اقبل معها كل معنى للفرح ,, كانت هي سلوتي بوقتي , كنت أتحدث لها عن همومي وكأنها صديقة لي وكانت تستقبل كلماتي بإبتسامتها التي تنسيني كل هم سكن بي .. بعدها أسر لي زوجي برغبة أخيه الأكبر بأن ننتقل عنده بالبيت لأنه يعمل بالقطاع العسكري وجاء نقله إلى منطقة بجنوب المملكة وزوجي من سيكون مسؤول عن عائلة أخيه لصعوبه نقلهم معه وخاصة إنه متزوج بإمراتين .. سافر أخيه الأكبر إلى عمله وكان زوجي بالرغم من أنه صغير السن إلا إنه تحمل مسؤولية عظمى . من غير عائلته ,, عائلة أخية وخمسة أطفال ووالديه وأخيه الصغير ـ بالرغم من ضألت المرتب الشهري ألا أنه لم يشتكي راشد يوم قط .. وكان أخيه الكبير يستغل هذه الطيبه فلم كان يرسل لعائلته المال .. بل كان اعتماده كلّي على راشد .. مضى عامان ورجع أخيه من الجنوب .. مهما وصفت لكم ماقام به لن أوفيه وصف الرجل الحقود .. عندما أفكر بما يقوم به سابقاً لا أجد له تفسيراً إلا تفسيراً واحداً ألا وهو الغيرة .. كنت أقوم بالعمل بالمنزل لمفردي وكأني خادمة عند زوجاته , ولا يرى ما أقوم به كان يأمرني بأن أتي إليه بالماء ليتوضأ بالوقت الذي تكون زوجتيه جالستا بجانبه .. وعندما حل رمضان كان يأمرني بأن أطهو طعامهم وإمراته تغط في سبات عميق ..
كان زوجي يسلمه راتبه كما هو ولا أحصل حتى على ريال واحد منه . زوجي كان ليس بقوي الشخصية بجانب أخيه المتسلط .. أذكر إحدى الأيام أتت أبنتي تخطو نحوه وكانت ببداية محاولاتها للمشي فأمسكت بكتفه محاوله المحافظة على اتزانها خوفاً من السقوط فحذفها بيده فسقطت ابنتي مغشياً عليها أخذتها وأسرعت بها إلى حجرتي جعلت أمسح وجهها بماء حتى أفاقت .. بعدها نامت جلست عند رأسها أسامر دموعي ,دخل علي زوجي وسألني مابك؟ ولماذا هذه الدموع ؟! قلت له اشعر بصداع غريب ولم استطع أن أخبره بأمر أخيه .. أصابها الصرع أثر ماقام به عمها .. بعدها سكنوا بجوارنا شباب أتوا من ديارنا بعدما حصلوا على الوظيفة ,, كان زوجي يقول لي , أنهم شباب بحاجة لمن يغسل لهم ملابسهم ويطبخ لهم طعامهم فكنت أذهب بعد مغادرتهم لمنزلهم اغسل لهم ملابسهم واطهو لهم طعامهم ثم أعود إلى منزلنا ,, تقول والله إنهم بمثابة إخوتي ولم أرى منهم إلا كل خير فحسن النية كانت أخلاقهم ,, كان هذا ظرفاً يسمح لأخو زوجي بإتهامي بشرفي عند زوجي ولكن لثقة زوجي بي ووقوف عمي معي لكان حصل اخو زوجي على مراده فلقد كان شخص يبث سمومه في كل مكان . تقول كان الصبر سلاحي عليه وعلى خالتي التي كانت تتفنن بالسب والشتم رغم إني من أقوم بخدمتها فزوجات ابن خالتي لم يعترفن بها يوماً ,, كنت لا انتظر مساعدة أحد فهي خالتي وأنا أولى بخدمتها وليسامحها الله , فهي عجوز عمياء ولن اعتب عليها بشئ .. مرت سنوات وانجبت ابنتين تقول بعدها إنتقل الجيش إلى دولة الأردن وكان راشد من ضمنهم , عشت عند أهل زوجي حياة مريرة فلقد شعرت بمعنى الحاجة للعدو ,, كان ابن خالتي ذو فنون بتقديم ألوان الإهانة لي ولبناتي وكأنه يرد جميل راشد بأهله عند سفره للجنوب ,, عاد راشد بإجازة فقلت له : أنا لا استطيع العيش هنا بدونك فلك أحد الخيارين إما أن تأخذني معك أو تذهب بي إلى أهلي لحين عودتكم ؟ فلم يكن خيار أمامه إلا إنه ترك العمل وجلس عندنا لأنه يعرف مدى صبري وإن معنى إني تكلمت إني لا صبراً لي على العيش ,, بعدها اشترى راشد سيارة أجرة يعمل عليها وماكان يحصل عليه يسلمه إلى أخيه ,, وماكنت أحتاجه يطلبه لي من اخيه لم أشعر ولو لمرة بحياة مستقلة ... أذكر حتى وقت العيد أخيه من يعطيه المال لشراء ثوب العيد بعد أن يصطحب زوجاته وبناته للسوق دون أن يراعي مشاعري أنا وبناتي فكنت أخذ بناتي وأدخلهن إلى الحجرة خوفاً على مشاعرهن لأني لا أملك لهن شيئاً ولا أريد مايجرح مشاعرهن .. وكنت أصبر لم أشكو يوم من جوع أو مرض ,, أذكر في أحد الأيام ناداني زوجي واغلق عليّ الحجرة وقام بضربي بحزام زيه العسكري وأنا لا اعلم لماذا واكتشف بأن أخيه من قام بتحريضه لأمر لا اعلمه إلى يومنا هذا .. فكان يصدق اخيه بما يفتريه عليّ حتى ضاق بي ذرعاً وتوجهت إلى زوج خالتي لأشكي زوجي له فهو بمكانة أبي : فغضب غضباً شديدا ً وقام بنهر زوجي وذكره بصبري عليه وعلى ظروفه وليس هكذا رد الجميل وإن أخيه رجل حسود وحقود ولا يحب الخير لغيره وقام بالإعتذار مني وقال لي إن ما اقوم به من جهل ليس إلا .. كنت اريد أن يمن الله علينا لنخرج ونستقل بحياتنا فقط فحياتي لا تهمني لأطلب الأفضل . تقول رأى ابن خالتي أن مايعطيه راشد لم يكن كالسابق فهو رجل بلا وظيفه ولا نفع من ورائه . كيف يطلب منه أن يخرج من بيته بطريقه أو بأخرى أتدرون ماذا عمل ؟!! كتب له عدة أوراق بعبارة " أخرج من البيت " وقام بإلصاقها على كل باب .. راشد إنسان عزيز النفس .. أتى أخبرني وقال لي جهزي نفسك وبناتك للخروج من البيت فهذا رد الجميل من أخي حان أن أتقبله بصدر رحب .. خرجنا أنا وزوجي وأستأجر لنا بيت أشبه بالعش خرجنا وكان مايملك راشد سبعين ريالاً لا غير سوى الديون التي أثقلت كاهله ,, كنت اصبره وأقول سوف تفرج ياراشد " إن الله مع الصابرين " باليوم الثاني طرق الباب وما إن فتحته حتى وجدت ابن خالتي ومعه عمي وخالتي فقد رفضا العيش بدوني أنا وبناتي وأصرا على اللحاق بنا , كانت فرحتي بعمي وخالتي لا توصف .. سارت بنا الحياة واحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ,, أيام عصيبة ولكن ببركة كبار السن كانت تفرج كلما ظننا إنها لا تفرج .. سكن بجواري أبناء عشيرتنا من يتزوج يأتي إلينا ويسكن بجوارنا كانت أيام رائعة على الرغم من ضيق العيش فقد كنا نواسي بعضنا ,, بعدها رزقت بولد أسميته " خالد " كانت فرحة لا توصف فقد توسمت به الخير والصلاح بإذن الله حل معه الخير توسع علينا الرزق بفضل من الله سبحانه .. أقبل خالد واقبل معه كل خير " عبارة كان يقولها لي راشد دائماً بنينا بيتاً واسعاً وانتقلنا إليه . حضر لي اثنان من أخواني لمواصلة دراستهم من البادية وكانت أيام لا تنسى ,, اتجه راشد إلى الأعمال الحرة فانفتح أبواب الرزق بوجهه ,, كان دائما يقول لي بفضل دعواتك الصادقة وصبرك ربي يرزقنا من حيث لا تحسب ,, إلى إن جاء ذلك اليوم الذي لا يمكنني أن أنساه أتى إلى أبا خالد وكان يريد أن يخبرني بشئ وكنت أرى التردد بعينيه ,, نادى عليّ راشد بأعلى صوته طلب مني أن أجاوره بجلوسه .. وأخبرني بـ ...
أمتع الأوقات أتمناها لكم إلى أن نلتقي بالجزء الرابع بإذن الله ...
كنت اسير عبر أودية موحشة ولم يكن يهمني مخلوق وبالرغم من خوفي الشديد إلا إني افتقدته في لحظتي هذه, مشيت ومشيت بخطى مسرعه حتى أيقنت باني أبتعدت ولكن كم من المسافات قطعتها لا أعلم ,كنت اجلس تارة للراحة ثم أكمل مساري حتى طلع على فجراً جديد مررت من عند صديقةً لي ترعى بأغنامها فلما رأت ما أنا به من حال بكت ,, وقالت مابك وعرفت بأني هربت وأسقتني ماء وجعلت تنكر عليّ ماقمت به قلت لها : لا اريد أن أتزوج براشد لا أريد الزواج كله .. أثناء تجاذبنا الحديث سمعت أصوات تقترب مني .. فقلت لها أنا سوف أذهب ولكن إذا كانوا أهلي يبحثون عني لا تخبريهم بمقابلتي لك ,, واكملت طريقي لا اعلم إلى أين اتجه حتى وصلت إلى بيت خالتي بديار كانت بعيدة بعد مسيرة يوم وليلة , وكان زوجها من عشيرة غير عشيرتنا وبينهم مشاكل فلم تستقبلني كانت مشغولة بهمومها ولم تعيرني أي اهتمام ,, جلست ابكي لأني متأكده بأنهم سيلحقون بي بعدها توجهت لبيت خالتي الصغرى وزوجها الذي كان بمثابة أبي وما إن رأوني حتى أسرعوا بإستقبالي واسقوني الماء وكنت بحالة إعياء لا يعلم بها إلا الله تعالى . كنت لا استطيع وقتها حتى الكلام . أخذتني خالتي وجعلتني بفراشها وكانت الدموع أبلغ لغة للشكوى فلم أكن وقتها استطيع الحديث بكلمة واحدة .. كانت خالتي حنونة رحيمة وزوجها إنسان ذو رأي وحكمة فكنت أسمعه يقول لخالتي سوف أرسل لأبيها من يبلغهم إنها عندي ..
بعد يومين وصلوا أهلي توقعت غضب أبي ولكن وجدته يبكي لحالي وقال : ابنتي لماذا فعلتي هكذا ؟ أجيبيني .. لم أنطق بكلمة واحده .. بعد وقت العصر كان راشد وعمي قد وصلا لبيت خالتي فطلبوا مني أن أغادر مع زوجي .. جاء وقت الإستسلام .. كنت مسيرة لا مخيرة ,, وراشد أكثر إنسان يعلم ذلك .. انتقلنا بعدها إلى المدينه
كنت أسكن بمسكن بسيط مكون من غرفتين وفناء واسع ومجلس للضيوف ,, حياة لافرق بينها وبين حياة البادية إلا إني لا أرى لبيت الشعر أي أثر .. حياة مليئة بالملل , مضت عدة شهور وطلب مني زوجي أن ارافقه للسفر إلى أهلنا لأنه يرغب أن يأتي بأهله لأن أخيه الصغير يريد مواصلة دراسته بالمدينه .. كان أسعد خبر بأني سوف أرى أمي وأبي وبقية أهلي ,, كم إشتقت لهم .. جمعت ملابسي بحقيبتي ورافقته مع شخص من أقربائنا .. لأنه بالقديم لا توجد سيارة توصلنا هناك بسهولة .. ما إن وصلنا حتى أسرعت لأمي وسلمت عليها وحضنتها بحرارة فكأني غبت عنهم سنوات فقد اشتقت لكل شئ لبيت الشعر ولأغنامي وللجبال والأودية ,, اشتقت حتى للهيب حرارة شمسنا ,, أشعر بجمال ديارنا وكأني أراها لأول مرة .. بعد أسبوعين عدنا إلى المدينه بصحبة عمي وخالتي وابن خالتي الصغير فقد كان يأمل لمواصلة دراسته الثانوية بالمدينه .
وصلنا إلى المدينه وكان رفقة عمي وخالتي سوف تخفف عني وحشة الدار ,, مرت علينا شهور لا بأس بها بعد إن رزقت بمولودتي الأولى التي اقبل معها كل معنى للفرح ,, كانت هي سلوتي بوقتي , كنت أتحدث لها عن همومي وكأنها صديقة لي وكانت تستقبل كلماتي بإبتسامتها التي تنسيني كل هم سكن بي .. بعدها أسر لي زوجي برغبة أخيه الأكبر بأن ننتقل عنده بالبيت لأنه يعمل بالقطاع العسكري وجاء نقله إلى منطقة بجنوب المملكة وزوجي من سيكون مسؤول عن عائلة أخيه لصعوبه نقلهم معه وخاصة إنه متزوج بإمراتين .. سافر أخيه الأكبر إلى عمله وكان زوجي بالرغم من أنه صغير السن إلا إنه تحمل مسؤولية عظمى . من غير عائلته ,, عائلة أخية وخمسة أطفال ووالديه وأخيه الصغير ـ بالرغم من ضألت المرتب الشهري ألا أنه لم يشتكي راشد يوم قط .. وكان أخيه الكبير يستغل هذه الطيبه فلم كان يرسل لعائلته المال .. بل كان اعتماده كلّي على راشد .. مضى عامان ورجع أخيه من الجنوب .. مهما وصفت لكم ماقام به لن أوفيه وصف الرجل الحقود .. عندما أفكر بما يقوم به سابقاً لا أجد له تفسيراً إلا تفسيراً واحداً ألا وهو الغيرة .. كنت أقوم بالعمل بالمنزل لمفردي وكأني خادمة عند زوجاته , ولا يرى ما أقوم به كان يأمرني بأن أتي إليه بالماء ليتوضأ بالوقت الذي تكون زوجتيه جالستا بجانبه .. وعندما حل رمضان كان يأمرني بأن أطهو طعامهم وإمراته تغط في سبات عميق ..
كان زوجي يسلمه راتبه كما هو ولا أحصل حتى على ريال واحد منه . زوجي كان ليس بقوي الشخصية بجانب أخيه المتسلط .. أذكر إحدى الأيام أتت أبنتي تخطو نحوه وكانت ببداية محاولاتها للمشي فأمسكت بكتفه محاوله المحافظة على اتزانها خوفاً من السقوط فحذفها بيده فسقطت ابنتي مغشياً عليها أخذتها وأسرعت بها إلى حجرتي جعلت أمسح وجهها بماء حتى أفاقت .. بعدها نامت جلست عند رأسها أسامر دموعي ,دخل علي زوجي وسألني مابك؟ ولماذا هذه الدموع ؟! قلت له اشعر بصداع غريب ولم استطع أن أخبره بأمر أخيه .. أصابها الصرع أثر ماقام به عمها .. بعدها سكنوا بجوارنا شباب أتوا من ديارنا بعدما حصلوا على الوظيفة ,, كان زوجي يقول لي , أنهم شباب بحاجة لمن يغسل لهم ملابسهم ويطبخ لهم طعامهم فكنت أذهب بعد مغادرتهم لمنزلهم اغسل لهم ملابسهم واطهو لهم طعامهم ثم أعود إلى منزلنا ,, تقول والله إنهم بمثابة إخوتي ولم أرى منهم إلا كل خير فحسن النية كانت أخلاقهم ,, كان هذا ظرفاً يسمح لأخو زوجي بإتهامي بشرفي عند زوجي ولكن لثقة زوجي بي ووقوف عمي معي لكان حصل اخو زوجي على مراده فلقد كان شخص يبث سمومه في كل مكان . تقول كان الصبر سلاحي عليه وعلى خالتي التي كانت تتفنن بالسب والشتم رغم إني من أقوم بخدمتها فزوجات ابن خالتي لم يعترفن بها يوماً ,, كنت لا انتظر مساعدة أحد فهي خالتي وأنا أولى بخدمتها وليسامحها الله , فهي عجوز عمياء ولن اعتب عليها بشئ .. مرت سنوات وانجبت ابنتين تقول بعدها إنتقل الجيش إلى دولة الأردن وكان راشد من ضمنهم , عشت عند أهل زوجي حياة مريرة فلقد شعرت بمعنى الحاجة للعدو ,, كان ابن خالتي ذو فنون بتقديم ألوان الإهانة لي ولبناتي وكأنه يرد جميل راشد بأهله عند سفره للجنوب ,, عاد راشد بإجازة فقلت له : أنا لا استطيع العيش هنا بدونك فلك أحد الخيارين إما أن تأخذني معك أو تذهب بي إلى أهلي لحين عودتكم ؟ فلم يكن خيار أمامه إلا إنه ترك العمل وجلس عندنا لأنه يعرف مدى صبري وإن معنى إني تكلمت إني لا صبراً لي على العيش ,, بعدها اشترى راشد سيارة أجرة يعمل عليها وماكان يحصل عليه يسلمه إلى أخيه ,, وماكنت أحتاجه يطلبه لي من اخيه لم أشعر ولو لمرة بحياة مستقلة ... أذكر حتى وقت العيد أخيه من يعطيه المال لشراء ثوب العيد بعد أن يصطحب زوجاته وبناته للسوق دون أن يراعي مشاعري أنا وبناتي فكنت أخذ بناتي وأدخلهن إلى الحجرة خوفاً على مشاعرهن لأني لا أملك لهن شيئاً ولا أريد مايجرح مشاعرهن .. وكنت أصبر لم أشكو يوم من جوع أو مرض ,, أذكر في أحد الأيام ناداني زوجي واغلق عليّ الحجرة وقام بضربي بحزام زيه العسكري وأنا لا اعلم لماذا واكتشف بأن أخيه من قام بتحريضه لأمر لا اعلمه إلى يومنا هذا .. فكان يصدق اخيه بما يفتريه عليّ حتى ضاق بي ذرعاً وتوجهت إلى زوج خالتي لأشكي زوجي له فهو بمكانة أبي : فغضب غضباً شديدا ً وقام بنهر زوجي وذكره بصبري عليه وعلى ظروفه وليس هكذا رد الجميل وإن أخيه رجل حسود وحقود ولا يحب الخير لغيره وقام بالإعتذار مني وقال لي إن ما اقوم به من جهل ليس إلا .. كنت اريد أن يمن الله علينا لنخرج ونستقل بحياتنا فقط فحياتي لا تهمني لأطلب الأفضل . تقول رأى ابن خالتي أن مايعطيه راشد لم يكن كالسابق فهو رجل بلا وظيفه ولا نفع من ورائه . كيف يطلب منه أن يخرج من بيته بطريقه أو بأخرى أتدرون ماذا عمل ؟!! كتب له عدة أوراق بعبارة " أخرج من البيت " وقام بإلصاقها على كل باب .. راشد إنسان عزيز النفس .. أتى أخبرني وقال لي جهزي نفسك وبناتك للخروج من البيت فهذا رد الجميل من أخي حان أن أتقبله بصدر رحب .. خرجنا أنا وزوجي وأستأجر لنا بيت أشبه بالعش خرجنا وكان مايملك راشد سبعين ريالاً لا غير سوى الديون التي أثقلت كاهله ,, كنت اصبره وأقول سوف تفرج ياراشد " إن الله مع الصابرين " باليوم الثاني طرق الباب وما إن فتحته حتى وجدت ابن خالتي ومعه عمي وخالتي فقد رفضا العيش بدوني أنا وبناتي وأصرا على اللحاق بنا , كانت فرحتي بعمي وخالتي لا توصف .. سارت بنا الحياة واحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ,, أيام عصيبة ولكن ببركة كبار السن كانت تفرج كلما ظننا إنها لا تفرج .. سكن بجواري أبناء عشيرتنا من يتزوج يأتي إلينا ويسكن بجوارنا كانت أيام رائعة على الرغم من ضيق العيش فقد كنا نواسي بعضنا ,, بعدها رزقت بولد أسميته " خالد " كانت فرحة لا توصف فقد توسمت به الخير والصلاح بإذن الله حل معه الخير توسع علينا الرزق بفضل من الله سبحانه .. أقبل خالد واقبل معه كل خير " عبارة كان يقولها لي راشد دائماً بنينا بيتاً واسعاً وانتقلنا إليه . حضر لي اثنان من أخواني لمواصلة دراستهم من البادية وكانت أيام لا تنسى ,, اتجه راشد إلى الأعمال الحرة فانفتح أبواب الرزق بوجهه ,, كان دائما يقول لي بفضل دعواتك الصادقة وصبرك ربي يرزقنا من حيث لا تحسب ,, إلى إن جاء ذلك اليوم الذي لا يمكنني أن أنساه أتى إلى أبا خالد وكان يريد أن يخبرني بشئ وكنت أرى التردد بعينيه ,, نادى عليّ راشد بأعلى صوته طلب مني أن أجاوره بجلوسه .. وأخبرني بـ ...
أمتع الأوقات أتمناها لكم إلى أن نلتقي بالجزء الرابع بإذن الله ...