سجى الليل
10-12-2010, 05:03 PM
http://img153.imageshack.us/img153/4161/image003aq5.gif (http://www.disk4arab.net/)
معاشر المؤمنين عباد الله إن نبينا المصطفى ورسولنا المجتبى عليه صلوات الله وسلامه أوتي جوامع الكلم وبدائع الحكم صلوات الله وسلامه عليه فكان يقول الكلمات القليلة ويتلفظ بالألفاظ اليسيرة الحاوية للمعاني الجامعة العظيمة.
عباد الله وهكذا الشأن في دعواته صلوات الله وسلامه عليه فكان صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا دعا الله أن يدعو بجوامع الكلم كما ثبت ذلك في الحديث, عباد الله وهاهنا يتأكد على كل مسلم أن يحسن إقباله على دعوات النبي صلى الله عليه وسلم الصّحيحة الثابتة عنه يقبل عليها دعوة لله بها وتأملا لمعانيها وتحقيقا لغاياتها ومضامينها, إن دعوات النبي عليه الصلاة والسلام دعواتٌ معصومة من الزلل والخطأ وفي الوقت نفسه مشتملةٌ على غاية المطالب العالية ونهاية المقاصد الرفيعة فكيف نبغي عنها بدلا ونستعيض عنها بغيرها وهي دعوات النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام, معاشر المؤمنين وهذه وقفة مع دعوة عظيمة كان يدعو بها نبينا صلى الله عليه وسلم وهي ثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه وقد حوت مجاميع الخير وأبواب البر وأسس السعادة في الدنيا والآخرة, روى الطبراني في معجمه الكبير بسند ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا شداد بن أوس إذا اكتنـز الناس الذهبَ والفضةَ فاكْنـز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد, وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك, وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك, وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا, وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم, وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب" حديث صحيح وقد رواه النسائي وغيره وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء في صلاته.
معاشر المؤمنين إنها دعوات عظيمة جامعة ما أحوجنا إي والله إلى العناية بها والمحافظة عليها والعناية بالتأمل في معانيها ودلالاتها إنها دعوات جامعة للخير كله أوله وآخره ظاهره وباطنه خير الدنيا وخير الآخرة, إنها دعوات من جوامع الكلم وكوامل الدعاء وجوامع الخير.
عباد الله فهذه وصية بالعناية بهذا الدعاء وبكل دعاء صح وثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه, والدّعاء عباد الله عنوان الفلاح ومفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر" أي أن أثبت على دين الله وأن أستقيم على طاعة الله وأن لا أنحرف ذات اليمين وذات الشمال, ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك", وقد جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. قالت: قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء, أو إن القلوب لتتقلب؟ قال: نعم, ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء, فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه" فما أحوجنا عباد الله إلى الإكثار من هذا الدعاء أن يثبتنا الله على الأمر, والمراد بالأمر أي دين الله جل وعلا الذي شرعه لعباده وأمرهم به.
وقوله صلى الله عليه وسلم : "والعزيمة على الرشد" هذا مطلب عظيم ما أحوجنا إليه, والرشد عباد الله هو كل خير وفلاح في الدنيا والآخرة, وكثيرا ما نسمع بالأحاديث والمواعظ النافعة إلا أن عزائمنا فاترة وهممنا ضعيفة فما أحوج كل واحد منا أن يسأل الله جل وعلا العزيمة على الرشد أي أنك إذا بلغك الخير وعلمت به أن تعزم عليه وأن تحرص على فعله وأن تفعله لتكون من أهله.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأسألك شكر نعمتك" شكر النعمة عباد الله من أعظم المنن وأكبر العطايا أن يوزعك الله جل وعلا شكر النعمة وشكرها قائم على أركان؛ فالقلب يشكر الله بالاعتراف بالنعمة, واللسان يشكر الله بالتحدث بها والثناء على الله وحمده بما هو أهله, والجوارح تشكر الله باستعمال النعم في طاعة الله جل وعلا.
وقوله: "وحسن عبادتك" حسن العبادة عباد الله مطلب عظيم ومقصد جليل بل الله جل وعلا لا يقبل العبادة إلا إذا كانت متصفة بهذا ولهذا قال جل وعلا: ﴿ليَبلُوَكُم أيُّكُم أحسنُ عملاً﴾ [ الملك: ٢ ] والعمل لا يكون حسنا إلا بأمرين: بإخلاصه لله وبالمتابعة فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فشمل قولك: "حسن عبادتك" الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "وأسألك قلبا سليما" أي قلبا نقيا زكيا مطهَّرا, مطهرا من الشرك والنفاق والغل والحسد ومن كل أمراض القلوب وأسقامها وإذا زكى القلبُ وطاب صلحت الجوارح وحسنت وقد جاء في دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال: ﴿يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ [ الشعراء: ٨٨ – ٨٩ ] أي سليم من الشرك والنفاق, وسلِيم من الرياء وغير ذلك, وسلِيم من أمراض القلوب وأسقامها وهي كثيرة ومتنوعة وعديدة, وإذا سلم القلب تبعته الجوارح في السلامة وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
وقوله: "ولسانا صادقا" أي يحافظ الصدق ويتحراه في أقواله وأحاديثه, وإذا كان اللسان صادق اللهجة فإن الجوارح كلها تتبعه على الاستقامة يدل لذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان تقول اتقِ الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا".
وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم" هو من جوامع الدعاء وكوامله حيث سأل في هذه الجملة الخير كله ظاهره وباطنه سره وعلنه ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة, فإن قوله: "اللهم إني أسألك من خير ما تعلم" يجمع الخير كله في الدنيا والآخرة. وقوله عليه الصلاة والسلام: "وأعوذ بك من شر ما تعلم" من كوامل التعوذ وجوامعه فإنك في هذه الجملة تعوذت من كل شر وكل بلاء وضر, فإن قوله: "وأعوذ بك من شر ما تعلم" يجمع التعوذ كله.
وقوله في خاتمة هذا الدعاء صلوات الله وسلامه عليه: "وأستغفرك لما تعلم" فيه إقرار العبد بذنوبه وخطاياه وكثرتها وتعددها وأن منها ذنوبا كثيرة لا يعلمها نسيها العبد ولكن أحصاه الله ونسوه, فما أجمل أن يقول المستغفر في استغفاره: "وأستغفرك لما تعلم" لأن علم الله عز وجل محيط بالسرائر والمعلنات, بالخفيات والظاهرات, بالذنوب المتقدمة والمتأخرة محيط بكل شيء فهو جل وعلا علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ولذا ختم النبي عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء متوسلا إلى الله بقوله: "إنك أنت علام الغيوب" أي أحاط علمك بكل غائبة عنا, أما في حق الله جل وعلا فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية.
فهذه وصية عباد الله بالعناية بهذا الدعاء العظيم الجامع وهو ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام, ومع العناية به نعنى بالتأمل بدلالاته ومعانيه.
ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا جميعا لكل خير وأن يهدينا سواء السبيل إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مما مر معنا في الدعاء السابق قوله صلى الله عليه وسلم: "وأسألك العزيمة على الرشد" وعرفنا معنى ذلك وكثير منا عباد الله من يقف على أمور كثيرة هي من الرشد حقا ومن الفلاح والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة إلا أن عزيمته فاترة وهمته متوانية وإقباله ضعيف فما أحوجنا مرة ثانية إلى العناية بهذا الدعاء.
شـرح دعـاء : "اللهـم إنـي أسألك الثـبات فـي الأمـر...
لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله
معاشر المؤمنين عباد الله إن نبينا المصطفى ورسولنا المجتبى عليه صلوات الله وسلامه أوتي جوامع الكلم وبدائع الحكم صلوات الله وسلامه عليه فكان يقول الكلمات القليلة ويتلفظ بالألفاظ اليسيرة الحاوية للمعاني الجامعة العظيمة.
عباد الله وهكذا الشأن في دعواته صلوات الله وسلامه عليه فكان صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا دعا الله أن يدعو بجوامع الكلم كما ثبت ذلك في الحديث, عباد الله وهاهنا يتأكد على كل مسلم أن يحسن إقباله على دعوات النبي صلى الله عليه وسلم الصّحيحة الثابتة عنه يقبل عليها دعوة لله بها وتأملا لمعانيها وتحقيقا لغاياتها ومضامينها, إن دعوات النبي عليه الصلاة والسلام دعواتٌ معصومة من الزلل والخطأ وفي الوقت نفسه مشتملةٌ على غاية المطالب العالية ونهاية المقاصد الرفيعة فكيف نبغي عنها بدلا ونستعيض عنها بغيرها وهي دعوات النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام, معاشر المؤمنين وهذه وقفة مع دعوة عظيمة كان يدعو بها نبينا صلى الله عليه وسلم وهي ثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه وقد حوت مجاميع الخير وأبواب البر وأسس السعادة في الدنيا والآخرة, روى الطبراني في معجمه الكبير بسند ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا شداد بن أوس إذا اكتنـز الناس الذهبَ والفضةَ فاكْنـز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد, وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك, وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك, وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا, وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم, وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب" حديث صحيح وقد رواه النسائي وغيره وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء في صلاته.
معاشر المؤمنين إنها دعوات عظيمة جامعة ما أحوجنا إي والله إلى العناية بها والمحافظة عليها والعناية بالتأمل في معانيها ودلالاتها إنها دعوات جامعة للخير كله أوله وآخره ظاهره وباطنه خير الدنيا وخير الآخرة, إنها دعوات من جوامع الكلم وكوامل الدعاء وجوامع الخير.
عباد الله فهذه وصية بالعناية بهذا الدعاء وبكل دعاء صح وثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه, والدّعاء عباد الله عنوان الفلاح ومفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر" أي أن أثبت على دين الله وأن أستقيم على طاعة الله وأن لا أنحرف ذات اليمين وذات الشمال, ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك", وقد جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. قالت: قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء, أو إن القلوب لتتقلب؟ قال: نعم, ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء, فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه" فما أحوجنا عباد الله إلى الإكثار من هذا الدعاء أن يثبتنا الله على الأمر, والمراد بالأمر أي دين الله جل وعلا الذي شرعه لعباده وأمرهم به.
وقوله صلى الله عليه وسلم : "والعزيمة على الرشد" هذا مطلب عظيم ما أحوجنا إليه, والرشد عباد الله هو كل خير وفلاح في الدنيا والآخرة, وكثيرا ما نسمع بالأحاديث والمواعظ النافعة إلا أن عزائمنا فاترة وهممنا ضعيفة فما أحوج كل واحد منا أن يسأل الله جل وعلا العزيمة على الرشد أي أنك إذا بلغك الخير وعلمت به أن تعزم عليه وأن تحرص على فعله وأن تفعله لتكون من أهله.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأسألك شكر نعمتك" شكر النعمة عباد الله من أعظم المنن وأكبر العطايا أن يوزعك الله جل وعلا شكر النعمة وشكرها قائم على أركان؛ فالقلب يشكر الله بالاعتراف بالنعمة, واللسان يشكر الله بالتحدث بها والثناء على الله وحمده بما هو أهله, والجوارح تشكر الله باستعمال النعم في طاعة الله جل وعلا.
وقوله: "وحسن عبادتك" حسن العبادة عباد الله مطلب عظيم ومقصد جليل بل الله جل وعلا لا يقبل العبادة إلا إذا كانت متصفة بهذا ولهذا قال جل وعلا: ﴿ليَبلُوَكُم أيُّكُم أحسنُ عملاً﴾ [ الملك: ٢ ] والعمل لا يكون حسنا إلا بأمرين: بإخلاصه لله وبالمتابعة فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فشمل قولك: "حسن عبادتك" الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "وأسألك قلبا سليما" أي قلبا نقيا زكيا مطهَّرا, مطهرا من الشرك والنفاق والغل والحسد ومن كل أمراض القلوب وأسقامها وإذا زكى القلبُ وطاب صلحت الجوارح وحسنت وقد جاء في دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال: ﴿يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ [ الشعراء: ٨٨ – ٨٩ ] أي سليم من الشرك والنفاق, وسلِيم من الرياء وغير ذلك, وسلِيم من أمراض القلوب وأسقامها وهي كثيرة ومتنوعة وعديدة, وإذا سلم القلب تبعته الجوارح في السلامة وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
وقوله: "ولسانا صادقا" أي يحافظ الصدق ويتحراه في أقواله وأحاديثه, وإذا كان اللسان صادق اللهجة فإن الجوارح كلها تتبعه على الاستقامة يدل لذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان تقول اتقِ الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا".
وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم" هو من جوامع الدعاء وكوامله حيث سأل في هذه الجملة الخير كله ظاهره وباطنه سره وعلنه ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة, فإن قوله: "اللهم إني أسألك من خير ما تعلم" يجمع الخير كله في الدنيا والآخرة. وقوله عليه الصلاة والسلام: "وأعوذ بك من شر ما تعلم" من كوامل التعوذ وجوامعه فإنك في هذه الجملة تعوذت من كل شر وكل بلاء وضر, فإن قوله: "وأعوذ بك من شر ما تعلم" يجمع التعوذ كله.
وقوله في خاتمة هذا الدعاء صلوات الله وسلامه عليه: "وأستغفرك لما تعلم" فيه إقرار العبد بذنوبه وخطاياه وكثرتها وتعددها وأن منها ذنوبا كثيرة لا يعلمها نسيها العبد ولكن أحصاه الله ونسوه, فما أجمل أن يقول المستغفر في استغفاره: "وأستغفرك لما تعلم" لأن علم الله عز وجل محيط بالسرائر والمعلنات, بالخفيات والظاهرات, بالذنوب المتقدمة والمتأخرة محيط بكل شيء فهو جل وعلا علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ولذا ختم النبي عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء متوسلا إلى الله بقوله: "إنك أنت علام الغيوب" أي أحاط علمك بكل غائبة عنا, أما في حق الله جل وعلا فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية.
فهذه وصية عباد الله بالعناية بهذا الدعاء العظيم الجامع وهو ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام, ومع العناية به نعنى بالتأمل بدلالاته ومعانيه.
ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا جميعا لكل خير وأن يهدينا سواء السبيل إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مما مر معنا في الدعاء السابق قوله صلى الله عليه وسلم: "وأسألك العزيمة على الرشد" وعرفنا معنى ذلك وكثير منا عباد الله من يقف على أمور كثيرة هي من الرشد حقا ومن الفلاح والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة إلا أن عزيمته فاترة وهمته متوانية وإقباله ضعيف فما أحوجنا مرة ثانية إلى العناية بهذا الدعاء.
شـرح دعـاء : "اللهـم إنـي أسألك الثـبات فـي الأمـر...
لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله