ابوبدر عبدالله السرحاني
10-14-2010, 01:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة علي رسولنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلي الله علية وسلم ام بعد
آخواني وآخواتي آعضاء منتدانا الغالي
من قرب شاطي مقنا وبعد السباحةحاولة ان اخذ ليه قسط من الراحة ففاجتني صغيرتي فسالت ابي
ما هو الأنصاف ؟
فعندها تذكرت قول الشاعرإذا أنت لم تنصف أخاك وجدته(()) على طرف الهجران لو كان يعقل
قال الإمامبن حزم رحمه الله : من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه , فإنه يلوح له وجه تعسفه
هل تعلم لو إن فعلت ذلك فقد أنصفت نفسك من نفسك , ولو خذت هذه الخصلة حظا أوفر من النفوس لعمالائتلاف و الخير , و لقل الاختلاف و الشر .
قال الشاعر :
و لم تزل قلة الإنصاف قاطعة(()) بين الرجالو إن كانوا ذوي رحم
و أعيد فأقول و أكرر أن من أكبر الوسائل والأسباب المعينة على الإنصاف أن يضع المرء نفسه موضع خصمه , فذلك مما يدعو لالتماسالأعذار , و البعد الكبير عن سوء الظن المقيت و الحذر كل الحذر من الوقوع في الظلمو التعسف و الذي غالبا ما يكون عن كبر أو حسد أو ما شابه .
فيا من حرمتنفسك هذا الخلق القويم عد إلى رشدك و اتق الله تعالى إن الله على كل شيءرقيب
ما هو الأنصاف باللغة الإنصاف لغة: مصدر قولهم: أنصف ينصف، وهو مأخوذ من مادة "ن ص ف" التي تدل على معنيين: أحدهما: شطر الشيء، والآخر: على جنس من الخدمةالاستعمال
الإنصاف اصطلاحاً: هو استيفاء الحقوق لأربابها واستخراجها بالأيديالعادلة والسياسات الفاضلة.
الأنصاف أنواع عديدة منها:
أولاً: إنصافالمرء نفسه من نفسه: يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "ويدخل في الإنصاف: إنصافالمرء نفسه من نفسه، بألا يدعي لها ما ليس لها، ولا بخبثها بتدنيسه لها، وتصغيرهإياها وتحقيرها بمعاصي اله عز وجل، بل ينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله وتوحيده،وحبه وخوفه ورجائه.
ثانياً: إنصاف الله عز وجل: قال ابن القيم: "طوبى لمن أنصفربه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه،والظلم في معاملته، فإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله، وإن عملحسنةً رآها من منتِهِ وصدقته عليه، فإن قبلها فمنةٌ وصدقة ثانية، وإن ردها فلكونمثلها لا يصلح أن يواجه به، وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له، وإمساكعصمته عنه، وذلك من عدله فيه، فيرى في ذلك فقرة إلى ربه، وظلمه في نفسه، فإن غفرهاله فبمحض إحسانه وجوده وكرمه.
ثالثاً: إنصاف النبي صلى الله عليه وسلم: وذلكبالقيام بحقوقه صلى الله عليه وسلم من الإيمان به، ومحبته وتقديمها على محبة الخلقكلهم، وطاعته وتوقيره وتبجيله، وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله.
رابعاً: إنصاف العباد: يُقصد بإنصاف العباد أن يقوم المسلم بإنصاف الغير من نفسه أو ممنيحب، حتى لو كان هذا الغير مخالفاً له في الرأي، أو في الدِّين، أو في المذهب، أوغير ذلك مما يقتضي التحامل، أو يكون مظنة للجور، ومن وسْعِهِمْ، وأن تعاملهم بماتحب أن يعاملوك به، وأن تعفيهم مما تحب أن يعفوك منه.
آداب أهل الإنصاف: التحلي بصفة الإنصاف، وسلوك درب المنصفين يلزم معه التأدب بآداب خاصة، وقد التزمبها أهل السنة والجماعة، وعلى من يسير على منهجهم أن يتأدب بتلك الآداب،وأهمها:
1.التجرد وتحري القصد عند الكلام على المخالفين.
2. أهمية التبيينوالتثبت قبل إصدار الأحكام.
3. حمل الكلام على أحسن الوجوه، وإحسان الظنبالمسلين.
4.ألا ينشر سيئات المخالف ويدفن حسناته.
5.النقد يكون للرأي وليسلصاحب الرأي.
6.الامتناع عن المجادلة المفضية إلى النزاع.
7.حمل كلامالمخالف على ظاهره وعدم التعرض للنوايا والبواطن.
من الأحاديث الواردة فيالإنصاف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرديوم أُحد في سبعةٍ من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رَهِقوه قال: "من يردهم عناوله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟" فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثمرَهِقوه أيضاً. فقال: "من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟" فتقدم رجلمن الأنصار، فقاتل حتى قتل. فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة. فقال رسول الله عليهوسلم: ما أنصفنا أصحابنا".
من فوائد الإنصاف:
1.الإنصاف دليل على كمالالإيمان وصحة الإسلام.
2.الإنصاف عامل أساسي في استقرار المجتمعات وشيوع المحبةبين الناس.
3.إنصاف العبد من نفسه دليل على التجرد من الأنانية.
4.بالإنصافتعود الحقوق إلى أصحابها وتعم روح العدالة، ويشعر الإنسان بأنه آمن في يومهوغده.
5.بالإنصاف تنتزع صفات الحقد والكراهية والحسد لتحل محلها صفات الاحتراموالحب والتنافس في الخيرات.
6.بالإنصاف يشعر الفقير والضعيف واليتيم بما يطمئنهعلى مستقبله دون خوف من ظلم أو خشية من جور.
هذا وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبهأجمعين
الحمدلله والصلاة علي رسولنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلي الله علية وسلم ام بعد
آخواني وآخواتي آعضاء منتدانا الغالي
من قرب شاطي مقنا وبعد السباحةحاولة ان اخذ ليه قسط من الراحة ففاجتني صغيرتي فسالت ابي
ما هو الأنصاف ؟
فعندها تذكرت قول الشاعرإذا أنت لم تنصف أخاك وجدته(()) على طرف الهجران لو كان يعقل
قال الإمامبن حزم رحمه الله : من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه , فإنه يلوح له وجه تعسفه
هل تعلم لو إن فعلت ذلك فقد أنصفت نفسك من نفسك , ولو خذت هذه الخصلة حظا أوفر من النفوس لعمالائتلاف و الخير , و لقل الاختلاف و الشر .
قال الشاعر :
و لم تزل قلة الإنصاف قاطعة(()) بين الرجالو إن كانوا ذوي رحم
و أعيد فأقول و أكرر أن من أكبر الوسائل والأسباب المعينة على الإنصاف أن يضع المرء نفسه موضع خصمه , فذلك مما يدعو لالتماسالأعذار , و البعد الكبير عن سوء الظن المقيت و الحذر كل الحذر من الوقوع في الظلمو التعسف و الذي غالبا ما يكون عن كبر أو حسد أو ما شابه .
فيا من حرمتنفسك هذا الخلق القويم عد إلى رشدك و اتق الله تعالى إن الله على كل شيءرقيب
ما هو الأنصاف باللغة الإنصاف لغة: مصدر قولهم: أنصف ينصف، وهو مأخوذ من مادة "ن ص ف" التي تدل على معنيين: أحدهما: شطر الشيء، والآخر: على جنس من الخدمةالاستعمال
الإنصاف اصطلاحاً: هو استيفاء الحقوق لأربابها واستخراجها بالأيديالعادلة والسياسات الفاضلة.
الأنصاف أنواع عديدة منها:
أولاً: إنصافالمرء نفسه من نفسه: يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "ويدخل في الإنصاف: إنصافالمرء نفسه من نفسه، بألا يدعي لها ما ليس لها، ولا بخبثها بتدنيسه لها، وتصغيرهإياها وتحقيرها بمعاصي اله عز وجل، بل ينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله وتوحيده،وحبه وخوفه ورجائه.
ثانياً: إنصاف الله عز وجل: قال ابن القيم: "طوبى لمن أنصفربه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه،والظلم في معاملته، فإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله، وإن عملحسنةً رآها من منتِهِ وصدقته عليه، فإن قبلها فمنةٌ وصدقة ثانية، وإن ردها فلكونمثلها لا يصلح أن يواجه به، وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له، وإمساكعصمته عنه، وذلك من عدله فيه، فيرى في ذلك فقرة إلى ربه، وظلمه في نفسه، فإن غفرهاله فبمحض إحسانه وجوده وكرمه.
ثالثاً: إنصاف النبي صلى الله عليه وسلم: وذلكبالقيام بحقوقه صلى الله عليه وسلم من الإيمان به، ومحبته وتقديمها على محبة الخلقكلهم، وطاعته وتوقيره وتبجيله، وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله.
رابعاً: إنصاف العباد: يُقصد بإنصاف العباد أن يقوم المسلم بإنصاف الغير من نفسه أو ممنيحب، حتى لو كان هذا الغير مخالفاً له في الرأي، أو في الدِّين، أو في المذهب، أوغير ذلك مما يقتضي التحامل، أو يكون مظنة للجور، ومن وسْعِهِمْ، وأن تعاملهم بماتحب أن يعاملوك به، وأن تعفيهم مما تحب أن يعفوك منه.
آداب أهل الإنصاف: التحلي بصفة الإنصاف، وسلوك درب المنصفين يلزم معه التأدب بآداب خاصة، وقد التزمبها أهل السنة والجماعة، وعلى من يسير على منهجهم أن يتأدب بتلك الآداب،وأهمها:
1.التجرد وتحري القصد عند الكلام على المخالفين.
2. أهمية التبيينوالتثبت قبل إصدار الأحكام.
3. حمل الكلام على أحسن الوجوه، وإحسان الظنبالمسلين.
4.ألا ينشر سيئات المخالف ويدفن حسناته.
5.النقد يكون للرأي وليسلصاحب الرأي.
6.الامتناع عن المجادلة المفضية إلى النزاع.
7.حمل كلامالمخالف على ظاهره وعدم التعرض للنوايا والبواطن.
من الأحاديث الواردة فيالإنصاف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرديوم أُحد في سبعةٍ من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رَهِقوه قال: "من يردهم عناوله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟" فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثمرَهِقوه أيضاً. فقال: "من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟" فتقدم رجلمن الأنصار، فقاتل حتى قتل. فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة. فقال رسول الله عليهوسلم: ما أنصفنا أصحابنا".
من فوائد الإنصاف:
1.الإنصاف دليل على كمالالإيمان وصحة الإسلام.
2.الإنصاف عامل أساسي في استقرار المجتمعات وشيوع المحبةبين الناس.
3.إنصاف العبد من نفسه دليل على التجرد من الأنانية.
4.بالإنصافتعود الحقوق إلى أصحابها وتعم روح العدالة، ويشعر الإنسان بأنه آمن في يومهوغده.
5.بالإنصاف تنتزع صفات الحقد والكراهية والحسد لتحل محلها صفات الاحتراموالحب والتنافس في الخيرات.
6.بالإنصاف يشعر الفقير والضعيف واليتيم بما يطمئنهعلى مستقبله دون خوف من ظلم أو خشية من جور.
هذا وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبهأجمعين