نجد
10-15-2010, 06:49 PM
الإسلام والطب البدني النفسي
أن الإجهاد والتوتر من أهم أسباب المرضوالاعتلالية في الحياة، بل يبدو أنها أهم مسببات داء القلب الإكليلي الذي يلعبالدور الأول في قتل البشر.
ولا يمكن لنا تجنب الإجهاد، كما تستحيل الحياةدونه، فالقلق من أهم دوافع التطور البشري ومحك الطاقات، إلا أن زيادة الإجهاد قدتؤدي بالتهلكة للجسم البشري لذا توجهت إليه اهتمامات العلاج النفسي والبدنيالحديثة.
وفي هذا المقال نقدم محاولة لتحليل علمي عن مدى مساهمة التعاليمالإسلامية في حل المشاكل النفسية، ومشاركتها في ضمان حياة أكثر صحية وإيجابيةنفسية. ونظراً لضيق المساحة المخصصة للمقال، لذا سنحاول الاقتصار على تلك الطرقالعملية والتي تتبع عادة لتخفيف حدة التوتر، وشده الإجهاد، وينجم عنها الاسترخاء،سواء الطب البدني، أو النفسي، في ضوء الإسلام.
وتم انتقاء طرق الاسترخاءالتالية للمناقشة:
القيلولة
القيلولةمن السنة النبوية الشريفة، وهي الإغفاءة القصيرة وسط النهار، وقد أظهرت بحوثالعلماء المحدثين أهمية القيلولة في ضمان الاسترخاء الكامل للجسم.
ولا يتوقفتأثير القيلولة على كفالة الاسترخاء الكامل إبان النهار، بل يتعداها إلى أثره فيانه يبعث على النوم أثناء الليل.
وكما قال كونر"أن الاسترخاء لمد ة أثناءالنهار، يعتبر من أهم الدوافع في الاسترخاء الكامل ، والنوم الهادئ، عندما تزحف إلىالسرير ليلا".
ومن الجدير بالذكر أن الأرق يعتبر في حد ذاته "إجهادا قوياً أوشديداً" لذا فسنة الإغفاءة القصيرة أثناء النهار قد تتبع كعلاج لعدم القدرة علىالنوم.
بالإضافة إلى ذلك فإن السنة الشريفة لا تستلزم النوم أثناء النهاربل تتطلب الرقاد والاسترخاء فقط، وهذا هو المطلوب تماما للاسترخاء السليم تبعالاحدث الوسائل العلمية.
الاعتقاد في الخالق والإيمان بأنه قادرومعين
هناك من الاضطرابات النفسية والعصاب النفسي، والذهان، مايعود إلى ضعف الأيمان بالخالق وقدرته، طبقا لبعض النظريات. كذلك يمكن استنباط هذهالنظريات من الدراية بآلية ونظام وتطور هذه الاضطرابات.
الإنسان معرض دائماًوفي ثبات واستمرار لظروف ضغط مختلفة تسبب الإجهاد، وليس من الممكن تجنب القلق، إلاأن المرء يحاول أن يـضبط الضغوط أو يخفيها، بطرق تعلمها، أو وسائل وميول موروثةتحكم الانفعال للضغط.
وكنتيجة لهذا التفاعل بين الضغط والإنسان ينجم "الانفعالللضغط"، وهذا بدوره يعتمد على شدة الضغوط وقوتها من جهة، كما يتوقف على مقدرة الفردعلى التكيف. فإذا ما كان الضغط متوسطا، أو كانت القدرة على التكيف جيدة فانالانفعال الناجم في الانضباط يعود بالفائدة. أما إذا زاد الضغط، أو كان الانضباطفقيرا، نتج الذهان، أو الاضطراب العقلي.
ومن يؤمن بالله وقدرته، ويوقن انهمعه في حياته، ذلك الإيمان يقدم الدعم الروحي الذي يحفظ المرء حتى في أقسى ظروفالحياة. ويذكر الحديث الشريف في أكثر من موضع أهمية ذكرا لله وتذكره، وتلاوة قرأنهالكريم، كما ورد في كلمات الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ومنالمنطقي التوصل إلى الاستنتاج بأن الاعتقاد في الله الواحد، كما يعظ الإسلام، يقدمالضمانات والدعامة الروحية التي تتطلبها الحياة، كما تمنح رضا القلب وتغدق عليهقناعته.
الإيمان بالحياة الأخرى وقبول القضاءوالقدر (الأمر المحتوم)
وعى ضوء ما مضى من مناقشة يتضح أنمن-يؤمن بأن الدنيا لا تساوي شيئا، وأنها موقوتة وفانية، وهناك حياة أخرى فيمابعدها، سيرضى بما آتاه في دنياه. وقبول الآمر الواقع، والقضاء والقدر، أمر هاموضروري في الحماية النفسية ضد الطش والتهور.
أما أولئك الذين لا يؤمنونبالحياة الأخرى فهم محرومون تماماً من هذه الميزة، وبالتالي فهناك حرمان جزئي لدىأولئك الذين يؤمنون بحياة أخرى قصيرة، أما أولئك الذين يتوقعون مكافأتهم لإعمالهمفي هذه الدنيا فقط، فمن المتوقع أن يكون لديهم بدل الراحة قلق،وعوض الطمأنينة خوفوالإيمان بالمصير الذي بشر به الإسلام، مع الاعتقاد في الحياة الأخرى، يقومبالتأكيد بحماية المرء من الانفعال.
العناية بالجار
فيتلك الأماكن التي يطلق عليها اكثر الأماكن تقدما، نجد أن الجار لا يعرف حتى جيرانهالمباشرين. وقد تمكنهانز سيلي- مؤخرا- من تقرير المغزى العلمي من المحافظة علىعلاقات طيبة مع الجيران. وبحوث سيلي تؤهله للقلب "أبو الإجهاد"، وقد توصل إلىالاستنتاج بأن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة العقل والجسم، هي إقامة علاقات طبيةمع الجيران. ولا مراء أن كافة المعتقدات قد تناولت حقوق الجار بصورة أو بأخرى. ألاأن تعريف معنى الجار، وتقنين طبيعة ونوع علاقاته مع جيرانه لم تناقش بمثل التوسعوالإسهاب التي تناولتها بها الشريعة الإسلامية. فمن ناحية تعريف الجار في الإسلام،فقد شمل كل الأفراد التي شاركت الفرد معيشته، ساعة من ساعات حياته، في كلالاتجاهات.
أما عن حقوق الجار فهي عريضة جدا في الإسلام، وقد ظل (جبريلعليه السلام يوصي الرسول عليه الصلاة والسلام بالجار، حتى ظن الرسول انه سيورثه). ولنا أن نقد ر قيمة الجار وأهميته من هذا الحديث الشريف، كما نأخذ في الاعتبار انهمن عقيدة المسلم الحق التأسي بتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي من أفضلالأفعال. ولا شك سيجد الطبيب النفسي في هذا وجهة نظر جديرة بالاحترام لو نظر بنظرةغير متحيزة أو منحازة.
وضع النوم
الوضعالذي يتخذه النائم يكشف كثيرا من جوانب شخصية، أو اتجاهاته للحياة، وغيره. والنومبالسرير يسبب ارتخاء عضلات الجسم، وتتحدد درجة الارتخاء وشدتها حسب وضع النوم. وفيالوضع الجنيني، عندما ينام المرء على جانبه ويداه وساقاه مثنية دون أن يطابق بينأطرافه الخليفة فوق بعضهما. ويعتبر الراحة السريرية، يمكن في هذا الوضع التقلب منجانب إلى آخر دون تغيير وضع النوم، أو تركيبة الجسم أثناء النوم، لذا فيعتبر هذاالوضع أفضل وضع للراحة الجسدية، وبالتالي فهو أحسن وضع للاسترخاء.
ومنالأقوال المأثورة القديمة، أن الملوك يحبذون النوم على ظهورهم، والأغنياء ينامونعلى بطونهم، أما الحكيم فهو من ينام على جنبه.
ونود الإشارة إلى الوضع الذياتخذه الرسول في النوم، واتبعه بأيمان جل المسلمين المؤمنين. لقد اعتاد محمد عليهالصلاة والسلام أن ينام على جانبه الأيمن بساقيه مثنية قليلا، ويده اليمنى تحت خذه،ووجهه متجه إلى الكعبة الشريفة (في اتجاه القبلة). وهذا الوضع مطابق للوضع الشبهجنيني المذكور آنفا. ومن المعلومات العلمية المتاحة حاليا حول دراسات أوضاع النوم،نجد الوضع الجنيني هو الوضع الذي يتخذه الشخص المتزن من الناحية النفسية، وهو أيضاأفضل وضع للاسترخاء، من الناحيتين النفسية والجسدية. والمداومة على هذا الوضع تساهمفي استرخاء الجسم وسلامته.
الصلاة كوسيلة للسكينةوالاطمئنان
أثناء الصلاة يركز المصلى فكره وحواسه على اللهالذي لا يماثله شئ، ولكنه نور بكل خصائصه، من رحمة، فهو رحـيم، غير محدود ولامتناه، وباق إلى الأبد، وهو السيد يوم الحساب، ساعة تقرير مصير الجميع. ولا يقومالمصلي بالتركيز على الله فقط، بل ويكلمه في همهمة، معيدا بذلك كلماته، ولا يجلسأمامه ساكن الحراك بل يقف، ويركع، ويسجد، ويبتهل بكلمات أفضل من أن يبتكرها عقلإنسان، وعبارات أطيب من أن ينطقها بشر، ويختتم تلك المحادثة، التي تمت بين اللهسبحانه وتعالى وسيدنا محمد علي الصلاة والسلام أثناء الإسراء.
ومن الواضحالجلي انه من كافة الجوانب الجسدية، والحالات العقلية فهذه أفضل طر يقه للاسترخاء،تجنب كل الطرق المعقدة التي اخترعها العقل البشري في الآونة الأخيرة.
منالمناقشة السابقة، يتضح أن البحوث العلمية أكدت بالبراهين تفوق التعاليم الإسلاميةمن الناحية العلمية، ومن المؤكد أن مزيدا من البحوث سيكشف عن حقائق أكثر عجبا، تشيرإلى جلال الإيمان بالله وجمال الاعتقاد في الحياة الأخرى وعظم التأسي بمنمط حياةالرسول .
فالإجهاد وعدم الاتزان النفسي تنجم ضرراً في أنسجة عديد ة من الجسم، مما تسميه الأمراضالنفسية البدنية، وهذه الأمراض هي أهم مسببات الوفاة لجنس البشراليوم.
وتعاليم الإسلام تكفل سلامة العقل، وسلام الروح، عوضا عن إيحائهاللاسترخاء الجسدي، ولا شك أن ملتزميها ومتبعي تعاليم الرسول سينالوا الفائدة فيحياة الدنيا والآخرة أن شاء الله.
من بريدي
أن الإجهاد والتوتر من أهم أسباب المرضوالاعتلالية في الحياة، بل يبدو أنها أهم مسببات داء القلب الإكليلي الذي يلعبالدور الأول في قتل البشر.
ولا يمكن لنا تجنب الإجهاد، كما تستحيل الحياةدونه، فالقلق من أهم دوافع التطور البشري ومحك الطاقات، إلا أن زيادة الإجهاد قدتؤدي بالتهلكة للجسم البشري لذا توجهت إليه اهتمامات العلاج النفسي والبدنيالحديثة.
وفي هذا المقال نقدم محاولة لتحليل علمي عن مدى مساهمة التعاليمالإسلامية في حل المشاكل النفسية، ومشاركتها في ضمان حياة أكثر صحية وإيجابيةنفسية. ونظراً لضيق المساحة المخصصة للمقال، لذا سنحاول الاقتصار على تلك الطرقالعملية والتي تتبع عادة لتخفيف حدة التوتر، وشده الإجهاد، وينجم عنها الاسترخاء،سواء الطب البدني، أو النفسي، في ضوء الإسلام.
وتم انتقاء طرق الاسترخاءالتالية للمناقشة:
القيلولة
القيلولةمن السنة النبوية الشريفة، وهي الإغفاءة القصيرة وسط النهار، وقد أظهرت بحوثالعلماء المحدثين أهمية القيلولة في ضمان الاسترخاء الكامل للجسم.
ولا يتوقفتأثير القيلولة على كفالة الاسترخاء الكامل إبان النهار، بل يتعداها إلى أثره فيانه يبعث على النوم أثناء الليل.
وكما قال كونر"أن الاسترخاء لمد ة أثناءالنهار، يعتبر من أهم الدوافع في الاسترخاء الكامل ، والنوم الهادئ، عندما تزحف إلىالسرير ليلا".
ومن الجدير بالذكر أن الأرق يعتبر في حد ذاته "إجهادا قوياً أوشديداً" لذا فسنة الإغفاءة القصيرة أثناء النهار قد تتبع كعلاج لعدم القدرة علىالنوم.
بالإضافة إلى ذلك فإن السنة الشريفة لا تستلزم النوم أثناء النهاربل تتطلب الرقاد والاسترخاء فقط، وهذا هو المطلوب تماما للاسترخاء السليم تبعالاحدث الوسائل العلمية.
الاعتقاد في الخالق والإيمان بأنه قادرومعين
هناك من الاضطرابات النفسية والعصاب النفسي، والذهان، مايعود إلى ضعف الأيمان بالخالق وقدرته، طبقا لبعض النظريات. كذلك يمكن استنباط هذهالنظريات من الدراية بآلية ونظام وتطور هذه الاضطرابات.
الإنسان معرض دائماًوفي ثبات واستمرار لظروف ضغط مختلفة تسبب الإجهاد، وليس من الممكن تجنب القلق، إلاأن المرء يحاول أن يـضبط الضغوط أو يخفيها، بطرق تعلمها، أو وسائل وميول موروثةتحكم الانفعال للضغط.
وكنتيجة لهذا التفاعل بين الضغط والإنسان ينجم "الانفعالللضغط"، وهذا بدوره يعتمد على شدة الضغوط وقوتها من جهة، كما يتوقف على مقدرة الفردعلى التكيف. فإذا ما كان الضغط متوسطا، أو كانت القدرة على التكيف جيدة فانالانفعال الناجم في الانضباط يعود بالفائدة. أما إذا زاد الضغط، أو كان الانضباطفقيرا، نتج الذهان، أو الاضطراب العقلي.
ومن يؤمن بالله وقدرته، ويوقن انهمعه في حياته، ذلك الإيمان يقدم الدعم الروحي الذي يحفظ المرء حتى في أقسى ظروفالحياة. ويذكر الحديث الشريف في أكثر من موضع أهمية ذكرا لله وتذكره، وتلاوة قرأنهالكريم، كما ورد في كلمات الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ومنالمنطقي التوصل إلى الاستنتاج بأن الاعتقاد في الله الواحد، كما يعظ الإسلام، يقدمالضمانات والدعامة الروحية التي تتطلبها الحياة، كما تمنح رضا القلب وتغدق عليهقناعته.
الإيمان بالحياة الأخرى وقبول القضاءوالقدر (الأمر المحتوم)
وعى ضوء ما مضى من مناقشة يتضح أنمن-يؤمن بأن الدنيا لا تساوي شيئا، وأنها موقوتة وفانية، وهناك حياة أخرى فيمابعدها، سيرضى بما آتاه في دنياه. وقبول الآمر الواقع، والقضاء والقدر، أمر هاموضروري في الحماية النفسية ضد الطش والتهور.
أما أولئك الذين لا يؤمنونبالحياة الأخرى فهم محرومون تماماً من هذه الميزة، وبالتالي فهناك حرمان جزئي لدىأولئك الذين يؤمنون بحياة أخرى قصيرة، أما أولئك الذين يتوقعون مكافأتهم لإعمالهمفي هذه الدنيا فقط، فمن المتوقع أن يكون لديهم بدل الراحة قلق،وعوض الطمأنينة خوفوالإيمان بالمصير الذي بشر به الإسلام، مع الاعتقاد في الحياة الأخرى، يقومبالتأكيد بحماية المرء من الانفعال.
العناية بالجار
فيتلك الأماكن التي يطلق عليها اكثر الأماكن تقدما، نجد أن الجار لا يعرف حتى جيرانهالمباشرين. وقد تمكنهانز سيلي- مؤخرا- من تقرير المغزى العلمي من المحافظة علىعلاقات طيبة مع الجيران. وبحوث سيلي تؤهله للقلب "أبو الإجهاد"، وقد توصل إلىالاستنتاج بأن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة العقل والجسم، هي إقامة علاقات طبيةمع الجيران. ولا مراء أن كافة المعتقدات قد تناولت حقوق الجار بصورة أو بأخرى. ألاأن تعريف معنى الجار، وتقنين طبيعة ونوع علاقاته مع جيرانه لم تناقش بمثل التوسعوالإسهاب التي تناولتها بها الشريعة الإسلامية. فمن ناحية تعريف الجار في الإسلام،فقد شمل كل الأفراد التي شاركت الفرد معيشته، ساعة من ساعات حياته، في كلالاتجاهات.
أما عن حقوق الجار فهي عريضة جدا في الإسلام، وقد ظل (جبريلعليه السلام يوصي الرسول عليه الصلاة والسلام بالجار، حتى ظن الرسول انه سيورثه). ولنا أن نقد ر قيمة الجار وأهميته من هذا الحديث الشريف، كما نأخذ في الاعتبار انهمن عقيدة المسلم الحق التأسي بتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي من أفضلالأفعال. ولا شك سيجد الطبيب النفسي في هذا وجهة نظر جديرة بالاحترام لو نظر بنظرةغير متحيزة أو منحازة.
وضع النوم
الوضعالذي يتخذه النائم يكشف كثيرا من جوانب شخصية، أو اتجاهاته للحياة، وغيره. والنومبالسرير يسبب ارتخاء عضلات الجسم، وتتحدد درجة الارتخاء وشدتها حسب وضع النوم. وفيالوضع الجنيني، عندما ينام المرء على جانبه ويداه وساقاه مثنية دون أن يطابق بينأطرافه الخليفة فوق بعضهما. ويعتبر الراحة السريرية، يمكن في هذا الوضع التقلب منجانب إلى آخر دون تغيير وضع النوم، أو تركيبة الجسم أثناء النوم، لذا فيعتبر هذاالوضع أفضل وضع للراحة الجسدية، وبالتالي فهو أحسن وضع للاسترخاء.
ومنالأقوال المأثورة القديمة، أن الملوك يحبذون النوم على ظهورهم، والأغنياء ينامونعلى بطونهم، أما الحكيم فهو من ينام على جنبه.
ونود الإشارة إلى الوضع الذياتخذه الرسول في النوم، واتبعه بأيمان جل المسلمين المؤمنين. لقد اعتاد محمد عليهالصلاة والسلام أن ينام على جانبه الأيمن بساقيه مثنية قليلا، ويده اليمنى تحت خذه،ووجهه متجه إلى الكعبة الشريفة (في اتجاه القبلة). وهذا الوضع مطابق للوضع الشبهجنيني المذكور آنفا. ومن المعلومات العلمية المتاحة حاليا حول دراسات أوضاع النوم،نجد الوضع الجنيني هو الوضع الذي يتخذه الشخص المتزن من الناحية النفسية، وهو أيضاأفضل وضع للاسترخاء، من الناحيتين النفسية والجسدية. والمداومة على هذا الوضع تساهمفي استرخاء الجسم وسلامته.
الصلاة كوسيلة للسكينةوالاطمئنان
أثناء الصلاة يركز المصلى فكره وحواسه على اللهالذي لا يماثله شئ، ولكنه نور بكل خصائصه، من رحمة، فهو رحـيم، غير محدود ولامتناه، وباق إلى الأبد، وهو السيد يوم الحساب، ساعة تقرير مصير الجميع. ولا يقومالمصلي بالتركيز على الله فقط، بل ويكلمه في همهمة، معيدا بذلك كلماته، ولا يجلسأمامه ساكن الحراك بل يقف، ويركع، ويسجد، ويبتهل بكلمات أفضل من أن يبتكرها عقلإنسان، وعبارات أطيب من أن ينطقها بشر، ويختتم تلك المحادثة، التي تمت بين اللهسبحانه وتعالى وسيدنا محمد علي الصلاة والسلام أثناء الإسراء.
ومن الواضحالجلي انه من كافة الجوانب الجسدية، والحالات العقلية فهذه أفضل طر يقه للاسترخاء،تجنب كل الطرق المعقدة التي اخترعها العقل البشري في الآونة الأخيرة.
منالمناقشة السابقة، يتضح أن البحوث العلمية أكدت بالبراهين تفوق التعاليم الإسلاميةمن الناحية العلمية، ومن المؤكد أن مزيدا من البحوث سيكشف عن حقائق أكثر عجبا، تشيرإلى جلال الإيمان بالله وجمال الاعتقاد في الحياة الأخرى وعظم التأسي بمنمط حياةالرسول .
فالإجهاد وعدم الاتزان النفسي تنجم ضرراً في أنسجة عديد ة من الجسم، مما تسميه الأمراضالنفسية البدنية، وهذه الأمراض هي أهم مسببات الوفاة لجنس البشراليوم.
وتعاليم الإسلام تكفل سلامة العقل، وسلام الروح، عوضا عن إيحائهاللاسترخاء الجسدي، ولا شك أن ملتزميها ومتبعي تعاليم الرسول سينالوا الفائدة فيحياة الدنيا والآخرة أن شاء الله.
من بريدي