موسى بن ربيع البلوي
04-14-2003, 10:37 PM
لماذا نعتقد أن العراق سينتصر ؟
إننا نعتقد أن العراق سينتصر لأسباب عديدة منها :-
1. إن شعب العراق في هذه الحرب شعب مظلوم و مقهور و في حالة من الاضطرار لا يعلمها إلا الله ، و قد قال تعالى { أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض }، فهذا وعد من الله بإجابة دعوة المضطرين ، و لو سلمنا أن العراقيين كلهم كفار لكانت هذه الآية دليلاً على أن الله سيستجيب دعاءهم و يكشف ما نزل بهم من السوء و البلاء ، و ذلك لأن الآية عامة تتناول الكافر و المسلم إذا دعا و هو مضطر ، فكيف و هم مسلمون و فيهم من أهل العلم و الفضل و الصلاح مالا يخفى على أحد ممن زار تلك البلاد و عرفها ؟
إنهم يا قوم و الله مضطرون ، قد خذلهم إخوانهم و تركوهم لمخالب النسر الأمريكي تنهش فيهم و هم يتفرجون عليهم بل يعينون عدوهم عليهم فهل بعد هذا الاضطرار من اضطرار ؟
هل تشكون في وعد الله يامسلمين يا من تقرأون كلام الله ؟ هل اعتقدتم في قوة أمريكا و نسيتم قوة الله ؟!! هل آمنتم بأمريكا و كفرتم بالله ؟!! أما أنا فمؤمن بالله و بوعد الله و الله لا يخلف الميعاد .
2. ذكر القرطبي عند تفسير هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون } روى مسلم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني قد أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَن بإقطارها أو قال مَن بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا وروى النسائي عن خباب بن الأرت وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه راقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة كلها حتى كان مع الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل إنها صلاة رغب ورهب سألت الله عز وجل فيها ثلاث خصال فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي عز وجل ألا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها وسألت ربي عز وجل ألا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألت ربي عز وجل ألا يلبسنا شيعا فمنعنيها . أ هـ فهذا وعد الله لرسوله صلى الله عليه و سلم ، و قد أعطاه ما سأل ألا يسلط عليهم عدواً من سواهم يستبيح بيضتهم و البيضة الجماعة .
و لا نعلم دولة و جماعة تعتبر رمزا للإسلام وقفت في وجه الصليب و لم تواليه سوى العراق ، و قد يمثل البيضة المذكورة في هذا الحديث ، لأنه ليس المقصود بقوله يستبيح بيضتهم أن يقتل كل فرد مسلم على وجه الأرض لأن هذا ممتنع أصلاً و لكن المقصود بها جماعتهم القائمة التي لها كيان و قوة و شوكة فإذا تم القضاء عليها كان ذلك انكسارا عظيماً للمسلمين ، فقد يتنزل هذا على العراق بصورته الحالية ، و قد يخالف في هذا بعض الإخوة و لكننا نستبشر بهذا الوعد و نرجو أن يكون في حق العراق .
فهل تشك يا مسلم في وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟ { و قد مكروا مكرهم و عند الله مكرهم و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام } إنه و عد الله ، و سينتصر العراق إن شاء الله ـ تحقيقاً لا تعليقاً ـ لكي ينفذ قدر الله الذي وعد ألا يسلط علينا عدواً من سوانا و لكن قد يسلط علينا عدوا منا ، لتحل عقوبة الله على هؤلاء الحكام المرتدين الذين ارتدوا بموالاة الصليبيين على المسلمين و عندها سوف ترى مشاهد الظلم و الطغيان البعثي التي سوف تحل بدول الجوار ، و الله المستعان .
3. {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } وهذا سبب ثالث نعتقد من خلاله أن الله سيهزم أمريكا و ينصر العراق ، فبقاء أمريكا منفردة بالهيمنة و السيطرة على العالم يتعارض مع ما قررة الله في كتابه من السنن الكونية و منها سنة التدافع المذكورة في قوله تعالى : {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } فهذا وعد من الله صادق و لن يخلف الله وعده ، و سنرى مصارع القوم قريباً إن شاء الله .
لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق :-
ذكر ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شآء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا } كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ماوقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شيء حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فقال له فيما قال أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا قال لا قال النبي صلى الله عليه وسلم فإنك آتيه ومطوف به وبهذا أجاب الصديق رضي الله عنه أيضا حذو القذة بالقذة ولهذا قال تبارك وتعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله هذا لتحقيق الخبر وتوكيده وليس هذا من الاستثناء في شيء. أهـ
فهذه هي طبيعة النفس البشرية ، و إذا كان فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه وقع في نفسه ما قد وقع و ظن أن الرؤيا لن تتحقق مع أن الرائي هو النبي صلى الله عليه و سلم و رؤيا الأنبياء حق و الصحابة يعرفون ذلك و لا يشكون فيه ، و لكنها النفس البشرية التي ربما تذهل عن وعد الله بسبب بعض الأحداث التي تقع و تسبب لها صدمة و هزة عنيفة تنسيها المسلمات و البدهيات حتى في أمور العقيدة الثابتة ، و لا ننسى موقف عمر رضي الله عنه عند موت النبي صلى الله عليه و سلم حيث حصل له رضي الله عنه من الذهول عن آية في كتاب الله مما جعله يستنكر و يستبعد أن يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و في هذه القصة صدَّ المشركون رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه من الصحابة رضي الله عنهم و كانت تلك عقبة في طريق تحقق الرؤيا في ذلك العام ، و لكن جعل الله بسببها صلح الحديبية الذي سماه الله سبحانه و تعالى فتحاً و كان في ذلك خيراً كثيراً للمسلمين ، و لكن تحققت الرؤيا في العام التالي ، و في هذا درس لنا أن نثق في وعد الله و فيما كشفه الله لنا من حُجُبِ الغيب عن طريق الرؤى و أن النصر قادم بحول الله و قوته مهما اعترض ذلك من أحداث و عقبات قد يبدو معها للوهلة الأولى أن شيئاً من ذلك لن يكون ، لقد سعى النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه لتحقيق هذه الرؤيا عملياً بالإحرام للعمرة و التوجه إلى مكة و هذا يعطينا دفعة قوية بأن نعمل و نجاهد واثقين بنصر الله و وعده مهما حصل من الوقائع و الأحداث التي قد يتأخر بسببها و قوع المبشرات على أرض الواقع .
إننا نعذر الذين ربما شكوا في حصول النصر للعراق فالرؤى في هذا الباب ليست رؤى رسول الله صلى الله عليه و سلم – و لا يعني هذا أنها لا تقع - و هم كذلك ليسوا في إيمان عمر رضي الله عنه و أرضاه، حتى نطالبهم بتصديق هذه الرؤى و الحال كما ترون ، و لكني أقول لهم و لغيرهم تأسياً برسول الله صلى الله عليه و سلم :- هل قلت لكم ـ أيها المنصفون ـ أن العراق سوف ينتصر فور حدوث الحرب ؟ أو سينتصر في هذا العام؟ هل حددت لكم موعداً لحدوث هذا النصر كما قد يفعله بعض المعبرين ؟! قد يتأخر النصر و لكن ليس معنى ذلك أنه لن يأت ، و قد يتأخر تحقق الرؤيا أو بعض جزئياتها التي وردت فبها و لكن ليس معنى ذلك أنها لن تتحقق .
قد يقول بعضكم إن الحرب قد انتهت و بغداد قد سقطت فأقول إن الحرب لم تنتهِ ، و أعتقد أنها لن تنتهيَ إلا بموت صدام أو بقتله و أبنائه ، و إلا فإن احتمال عودته و ترتيبه لصفوف جيشه أمر وارد لا يمكن الجزم و القطع بعدم حدوثه و إلا كان هذا من الرجم بالغيب الذي ينكر به المخالف علينا مع أننا سلكنا طريقا شرعيا في الكشف عن الغيب ، و لا شك أن هذا الاحتمال قوي جداً بالنظر إلى ما هو موجود على أرض الواقع ، فهناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول هذا الاختفاء المفاجئ للقوة العراقية بشتى أنواعها و مسمياتها ، و متى أمعن العاقل في التفكير للوصول إلى حل هذا اللغز ، و معرفة الإجابة على هذه التساؤلات فإنه سيخرج بنتيجة عقلية و منطقية إلى أن هذا من تكتيك الحرب الذي سيسفر إن شاء الله عن تكبيد العدو خسائر فادحة و عظيمة .
و أخيراً .. فإن من العدل و الحق أن نقول إن صدام ليس عميلاً لأمريكا يشهد بذلك له أعداؤه من شعبه و على رأسهم المعارضة العراقية الموجودة في الخارج فهم يصفونه بالبطش و الظلم و لكنهم في نفس الوقت يؤكدون كراهيته الشديدة لأمريكا ، و لذلك فلنحذر من الأكاذيب الإعلامية و الشائعات الإخبارية التي تحاول أن تصف هذه العملية العسكرية التكتيكية في الانسحاب و الاختفاء من بغداد بأنها خيانة أو صفقة و ما شابه ذلك { و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }
فنحن و إن كنا نعتقد في صدام أنه مرتد لكونه بعثياً ، إلا أن ذلك لا يحملنا أن نقبل فيه من الأوصاف ما قد عرف عنه خلافه ، كما أن كفره و ردته لا تمنعنا من أن نصفه بأنه عربي عنده من الصفات ما ليس موجوداً عند غيره من الحكام العرب الذين انبطحوا للغرب و أبى هو لعروبته الانبطاح .
هذا و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يملأ قلوبنا إيماناً به و بوعده و أن لا يجعل لليأس طريقاً إلى قلوبنا و أن يمدنا بمدد من عنده يجعلنا أقدر على المضي و النهوض و حمل لواء المبشرات في الوقت الذي توالت فيه النكبات و الانتكاسات و السقطات .
{ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها و عذب الذين كفروا و ذلك جزاء الكافرين } .
المصدر : (( بتصرف بسيط )) :
الإعلام الإسلامي العالمي
Global Islamic Media
http://groups.yahoo.com/group/abubanan
إننا نعتقد أن العراق سينتصر لأسباب عديدة منها :-
1. إن شعب العراق في هذه الحرب شعب مظلوم و مقهور و في حالة من الاضطرار لا يعلمها إلا الله ، و قد قال تعالى { أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض }، فهذا وعد من الله بإجابة دعوة المضطرين ، و لو سلمنا أن العراقيين كلهم كفار لكانت هذه الآية دليلاً على أن الله سيستجيب دعاءهم و يكشف ما نزل بهم من السوء و البلاء ، و ذلك لأن الآية عامة تتناول الكافر و المسلم إذا دعا و هو مضطر ، فكيف و هم مسلمون و فيهم من أهل العلم و الفضل و الصلاح مالا يخفى على أحد ممن زار تلك البلاد و عرفها ؟
إنهم يا قوم و الله مضطرون ، قد خذلهم إخوانهم و تركوهم لمخالب النسر الأمريكي تنهش فيهم و هم يتفرجون عليهم بل يعينون عدوهم عليهم فهل بعد هذا الاضطرار من اضطرار ؟
هل تشكون في وعد الله يامسلمين يا من تقرأون كلام الله ؟ هل اعتقدتم في قوة أمريكا و نسيتم قوة الله ؟!! هل آمنتم بأمريكا و كفرتم بالله ؟!! أما أنا فمؤمن بالله و بوعد الله و الله لا يخلف الميعاد .
2. ذكر القرطبي عند تفسير هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون } روى مسلم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني قد أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَن بإقطارها أو قال مَن بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا وروى النسائي عن خباب بن الأرت وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه راقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة كلها حتى كان مع الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل إنها صلاة رغب ورهب سألت الله عز وجل فيها ثلاث خصال فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي عز وجل ألا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها وسألت ربي عز وجل ألا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألت ربي عز وجل ألا يلبسنا شيعا فمنعنيها . أ هـ فهذا وعد الله لرسوله صلى الله عليه و سلم ، و قد أعطاه ما سأل ألا يسلط عليهم عدواً من سواهم يستبيح بيضتهم و البيضة الجماعة .
و لا نعلم دولة و جماعة تعتبر رمزا للإسلام وقفت في وجه الصليب و لم تواليه سوى العراق ، و قد يمثل البيضة المذكورة في هذا الحديث ، لأنه ليس المقصود بقوله يستبيح بيضتهم أن يقتل كل فرد مسلم على وجه الأرض لأن هذا ممتنع أصلاً و لكن المقصود بها جماعتهم القائمة التي لها كيان و قوة و شوكة فإذا تم القضاء عليها كان ذلك انكسارا عظيماً للمسلمين ، فقد يتنزل هذا على العراق بصورته الحالية ، و قد يخالف في هذا بعض الإخوة و لكننا نستبشر بهذا الوعد و نرجو أن يكون في حق العراق .
فهل تشك يا مسلم في وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟ { و قد مكروا مكرهم و عند الله مكرهم و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام } إنه و عد الله ، و سينتصر العراق إن شاء الله ـ تحقيقاً لا تعليقاً ـ لكي ينفذ قدر الله الذي وعد ألا يسلط علينا عدواً من سوانا و لكن قد يسلط علينا عدوا منا ، لتحل عقوبة الله على هؤلاء الحكام المرتدين الذين ارتدوا بموالاة الصليبيين على المسلمين و عندها سوف ترى مشاهد الظلم و الطغيان البعثي التي سوف تحل بدول الجوار ، و الله المستعان .
3. {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } وهذا سبب ثالث نعتقد من خلاله أن الله سيهزم أمريكا و ينصر العراق ، فبقاء أمريكا منفردة بالهيمنة و السيطرة على العالم يتعارض مع ما قررة الله في كتابه من السنن الكونية و منها سنة التدافع المذكورة في قوله تعالى : {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } فهذا وعد من الله صادق و لن يخلف الله وعده ، و سنرى مصارع القوم قريباً إن شاء الله .
لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق :-
ذكر ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شآء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا } كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ماوقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شيء حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فقال له فيما قال أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا قال لا قال النبي صلى الله عليه وسلم فإنك آتيه ومطوف به وبهذا أجاب الصديق رضي الله عنه أيضا حذو القذة بالقذة ولهذا قال تبارك وتعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله هذا لتحقيق الخبر وتوكيده وليس هذا من الاستثناء في شيء. أهـ
فهذه هي طبيعة النفس البشرية ، و إذا كان فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه وقع في نفسه ما قد وقع و ظن أن الرؤيا لن تتحقق مع أن الرائي هو النبي صلى الله عليه و سلم و رؤيا الأنبياء حق و الصحابة يعرفون ذلك و لا يشكون فيه ، و لكنها النفس البشرية التي ربما تذهل عن وعد الله بسبب بعض الأحداث التي تقع و تسبب لها صدمة و هزة عنيفة تنسيها المسلمات و البدهيات حتى في أمور العقيدة الثابتة ، و لا ننسى موقف عمر رضي الله عنه عند موت النبي صلى الله عليه و سلم حيث حصل له رضي الله عنه من الذهول عن آية في كتاب الله مما جعله يستنكر و يستبعد أن يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و في هذه القصة صدَّ المشركون رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه من الصحابة رضي الله عنهم و كانت تلك عقبة في طريق تحقق الرؤيا في ذلك العام ، و لكن جعل الله بسببها صلح الحديبية الذي سماه الله سبحانه و تعالى فتحاً و كان في ذلك خيراً كثيراً للمسلمين ، و لكن تحققت الرؤيا في العام التالي ، و في هذا درس لنا أن نثق في وعد الله و فيما كشفه الله لنا من حُجُبِ الغيب عن طريق الرؤى و أن النصر قادم بحول الله و قوته مهما اعترض ذلك من أحداث و عقبات قد يبدو معها للوهلة الأولى أن شيئاً من ذلك لن يكون ، لقد سعى النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه لتحقيق هذه الرؤيا عملياً بالإحرام للعمرة و التوجه إلى مكة و هذا يعطينا دفعة قوية بأن نعمل و نجاهد واثقين بنصر الله و وعده مهما حصل من الوقائع و الأحداث التي قد يتأخر بسببها و قوع المبشرات على أرض الواقع .
إننا نعذر الذين ربما شكوا في حصول النصر للعراق فالرؤى في هذا الباب ليست رؤى رسول الله صلى الله عليه و سلم – و لا يعني هذا أنها لا تقع - و هم كذلك ليسوا في إيمان عمر رضي الله عنه و أرضاه، حتى نطالبهم بتصديق هذه الرؤى و الحال كما ترون ، و لكني أقول لهم و لغيرهم تأسياً برسول الله صلى الله عليه و سلم :- هل قلت لكم ـ أيها المنصفون ـ أن العراق سوف ينتصر فور حدوث الحرب ؟ أو سينتصر في هذا العام؟ هل حددت لكم موعداً لحدوث هذا النصر كما قد يفعله بعض المعبرين ؟! قد يتأخر النصر و لكن ليس معنى ذلك أنه لن يأت ، و قد يتأخر تحقق الرؤيا أو بعض جزئياتها التي وردت فبها و لكن ليس معنى ذلك أنها لن تتحقق .
قد يقول بعضكم إن الحرب قد انتهت و بغداد قد سقطت فأقول إن الحرب لم تنتهِ ، و أعتقد أنها لن تنتهيَ إلا بموت صدام أو بقتله و أبنائه ، و إلا فإن احتمال عودته و ترتيبه لصفوف جيشه أمر وارد لا يمكن الجزم و القطع بعدم حدوثه و إلا كان هذا من الرجم بالغيب الذي ينكر به المخالف علينا مع أننا سلكنا طريقا شرعيا في الكشف عن الغيب ، و لا شك أن هذا الاحتمال قوي جداً بالنظر إلى ما هو موجود على أرض الواقع ، فهناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول هذا الاختفاء المفاجئ للقوة العراقية بشتى أنواعها و مسمياتها ، و متى أمعن العاقل في التفكير للوصول إلى حل هذا اللغز ، و معرفة الإجابة على هذه التساؤلات فإنه سيخرج بنتيجة عقلية و منطقية إلى أن هذا من تكتيك الحرب الذي سيسفر إن شاء الله عن تكبيد العدو خسائر فادحة و عظيمة .
و أخيراً .. فإن من العدل و الحق أن نقول إن صدام ليس عميلاً لأمريكا يشهد بذلك له أعداؤه من شعبه و على رأسهم المعارضة العراقية الموجودة في الخارج فهم يصفونه بالبطش و الظلم و لكنهم في نفس الوقت يؤكدون كراهيته الشديدة لأمريكا ، و لذلك فلنحذر من الأكاذيب الإعلامية و الشائعات الإخبارية التي تحاول أن تصف هذه العملية العسكرية التكتيكية في الانسحاب و الاختفاء من بغداد بأنها خيانة أو صفقة و ما شابه ذلك { و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }
فنحن و إن كنا نعتقد في صدام أنه مرتد لكونه بعثياً ، إلا أن ذلك لا يحملنا أن نقبل فيه من الأوصاف ما قد عرف عنه خلافه ، كما أن كفره و ردته لا تمنعنا من أن نصفه بأنه عربي عنده من الصفات ما ليس موجوداً عند غيره من الحكام العرب الذين انبطحوا للغرب و أبى هو لعروبته الانبطاح .
هذا و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يملأ قلوبنا إيماناً به و بوعده و أن لا يجعل لليأس طريقاً إلى قلوبنا و أن يمدنا بمدد من عنده يجعلنا أقدر على المضي و النهوض و حمل لواء المبشرات في الوقت الذي توالت فيه النكبات و الانتكاسات و السقطات .
{ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها و عذب الذين كفروا و ذلك جزاء الكافرين } .
المصدر : (( بتصرف بسيط )) :
الإعلام الإسلامي العالمي
Global Islamic Media
http://groups.yahoo.com/group/abubanan