وليد البلوي
08-27-2005, 08:18 AM
خوني وأخواتي مشرفي وكتاب ومتصفحي المنتدى الأعزاء ،،،،
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته ،،،،،
عن أبي عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : (( الصلاة على وقتها )) قلت ثم أيّ ؟ قال : (( بر الوالدين )) قلت ثم أيّ ؟ قال : (( الجهاد في سبيل الله )) متفق عليه .
وعن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس )) رواه البخاري .
(( اليمين الغموس )) الحلف الكذب وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الأثم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أبَرّ البر أن يصل الرجل ود أبيه )) .
كم هو عظيم هذا الدين ، كفل الحقوق ، أقر الواجبات ، وضع الأسس والمبادئ للتعاملات بين بني البشر ، أعز الأبوين وأعلى شأنهما ، قرن برهما بالصلاة والجهاد ... بل وقُـدِّما على الجهاد ، جعل عقوقهما من الكبائر ، وتعدى هذا القدر إلى أن أُمرنا أن نصل صديقهما ، فسبحان الخالق وتعِس المخلوق الذي فرط في الرابط بينه وبين خالقه ، ذاك الذي أنكر جميلهما وإحسانهما وصنائعهما على مر المراحل العمرية التي تدرج فيها ، من الحمل وآهاته إلى الوضع وآلمه مرورا بطفولته وصباه وما بها من معاناة ، يتظرعان له في كل صلاة أن يهديه ويسدد خطاه ، حتى إذا ما ترعرع وشاب وجاء يوم الحساب ، ذلك اليوم الذي طالما إنتظره والديه لعله يرد قليلاً من الدين الذي عليه ، إذا به يتنكر بل ومنهما يتظجر ، الله أكبر ... نسيت يابن آدم أن ذلك دين إن أوفيته سقط عنك وأُجرت عليه وإلا بقي في عنقك يستوفيه منك أبنائك ، عققت وأدبرت وتعست ورب الكعبة ، كيف تطاوع هواك والشيطان الذي أغواك في عقوق من رباك ، بل ووصل بك المطاف إلى أن تكون دار المسنين لهما آخر مطاف ، ليس بكلام مكتوب بل واقع يدمي القلوب ، فأطلق لخيالك العنان لترى أخوك الإنسان كيف يتفنن في النكران ، وماكان ما مضى إلا مقدمة لما هو أبكى ، فأرجو من الجميع الصبر ، فالمقال لا يحتمل الاختصار ، وبالله أقول :
كان لي أحد الأصدقاء وما زال ، درجت بنا العادة أن دوماً نلتقي ولكن مشاغل الحياة الأسرية والعملية حالت دون ذلك عدا المناسبات الدينية والاجتماعية التي طالما كنا نحرص على أن نلتقي بها ، كان عيد الفطر الماضي إحداها عندما عزمت على السفر في ذلك اليوم كان هناك موعد مسبق للقيا إلا أن ظروف عمله حالت دون ذلك ، أتصل بي بعد صلاة العيد وأخبرني بانشغاله في عمله لمشاركة نزلاء الدائرة التي يعمل بها العيد ، ولم أقل فرحة العيد ، لست ناسياً بل متجاهلا ، وذلك لما سيأتي ، ذهبت إلية في عمله وقال لي هل تريد أن آخذك في جولة داخل الدار ؟ فقلت لا ؟ لأني أعلم ضعفي في مثل هذه المواقف ولإصرارة وافقت واشترطت أن أدون ما يستحق الملاحظة ووافق ، بعدها بدأت جولتنا في إحدى دور المسنين في مدينة الرياض ....
بدأناها بإطلالة على ساحة كبيرة ، فيها ما يربو على ( الثلاثون مسن ) فلحظة خروجنا دهشت من تحديقهم بنا فقلت لصاحبي عجباً !!! لماذا ينظرون إلينا هكذا بعين فاحصة ؟ فقال : هذا الباب هو المدخل الرئيسي للزوار ، وقلت : وإن يكن ؟ فقال : كل واحد منهم يتوجس دخول أحد أبناءه أو أقاربه لزيارته ، فهذا اليوم بالنسبة لهم فرصة العام إذا ولى أصبح أملهم في القادم قليل جداً بل قد يكون معدوما تقريبا، وقلت : هل يأتي أحد لزيارتهم؟ فقال : النذر اليسير ، وقلت : حتى أبنائهم ؟ قال : البعض منهم يأتي وهوعلى عجل والآخر يكتفي بالسؤال عنهم عبر الهاتف وإذا طلبنا منه الحظور أبدى استعداده بلهجة مغلفة بهدوء أعصاب مقيتة ، دخلت وأنا احسب الخطى ومررت بداية بذاك الكهل الذي يكاد يمشي من الكبر واقتربت منه وقلت له : ( من العايدين يا عم ) فرد بنبرة لا تخلو من كل عبارات الحزن ( ومن الفايزين يا ولدي ) والتفت لصاحبي قائلاً ( ما جا ولدي عبدالله ؟ ما شفتَه ؟ ) رد عليه : ( يجي إن شاء الله يبو عبدالله ) رد أبا عبدالله بكلمات ما زال صداها في أذني حتى هذه الساعة بلهجة تعصرها الحسرة ويقطعها الأسى ( إيه يجي إن شاء الله !!! ) واستطرد قائلا ( وين يجي وانا لي ستة أشهر ما شفته ، الله يهديه الله يهديه ويخليه لعياله ) لا تعليق !!! لم أتمالك نفسي واغرورقت عيناي بالدموع وقبلت رأسه وقلت : ( خذ جوالي يبو عبدالله كلمه ، قال : ما ابي اكلمه هو عارف اني في ذا إن جا الله يحييه وان ماجا فالله يسامحه ) لا تعليق !!!! تركنا هذا المسن إلى آخر كان يتكلم بالهاتف النقال بالحديث التالي مع حفيدته أخذني الفضول لسماع ما يقول واقتربت منه واقتطفت : ( قوليلي يا بنيتي يا ..... وشلونك وشلون امك ؟ امك ما قالت تتجيني ؟ والله انها ما كانت تخليني وانا ادري أن مالها حيله وخالك ما جاكم يعايد عليكم ) تركناه واتجهنا إلى مجموعة أخرى ، كان بينهم شاب لا يتجاوز العشرين من العمر جاء كما يقول لمعايدة جده ، سألته بصوت خافت ، لماذا هو هنا ؟ تمتم ولم يجب ، قلت له هل لديه أبناء ؟ قال : عنده ثلاثة من الأبناء كان يقيم عند كل واحد منهم شهراً وكانوا على اختلاف دائم بينهم في مسألة ترتيب هذه المدة وكل يريد التنصل من ذلك وانتهى به المطاف إلى هذا المكان بعد خلاف بينهم كاد أن يصل إلى مالا يحمد عقباه وقرر هو أن يحسم ذلك بالمجئ إلى هنا ، قلت له : أين أبناءه ؟ ولماذا لا يأتون لزيارته ؟ طأطأ رأسه وقال : لا أدري ، وبعدها قال : ( والله أن جدي طيب ولو عندي بيت ما خليته في هالمكان ) والمضحك المبكي في تلك الزيارة ذاك الموقف لذاك المسن عندما أقبل على مجموعة من ( ربعه ) أخذوا يتنادرون ويضحكون بقولهم ( من قدك يبو فلان شايف أم فلان اليوم ) وعندما سألت عن ذلك علمت أنه قد ذهب للسلام على زوجته التي هي الأخرى في القسم النسائي ، لاحول ولا قوة إلا بالله ....
أخوتي هذا غيض من فيض وكثيرة هي المواقف ذلك اليوم ولكنأكتفيت بهذه النماذج تجنباً للإطالة
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لاأعلم كيف للأبناء الجحود للوالديهم ....!!!!
لاأستوعب حقيقة مايفعله بعض من الابناء ......؟؟؟؟؟؟
نهاية المطاف يكون دار المسنسن .....!!!!!!!
أي عقوق هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حتما الجزاء من جنس العمل .....!!!
ألم يدرك هؤلاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: { رغم أنفه، رغم أنف، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم]،
اللهم ارزقنا برهما
الرجاء تذييل الموضوع بكلمة منقول للأمانة العلمية وعدم مخالفة البند رقم [30]-منع النقل من أي مصدر دون ذكره. مراقب (6)
http://www.bluwe.com/bluwe/law.php
المصدر : مجلة الكلمة الطيبة
http://gesah.net/mag3/modules.php?name=News&file=article&sid=756
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته ،،،،،
عن أبي عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : (( الصلاة على وقتها )) قلت ثم أيّ ؟ قال : (( بر الوالدين )) قلت ثم أيّ ؟ قال : (( الجهاد في سبيل الله )) متفق عليه .
وعن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس )) رواه البخاري .
(( اليمين الغموس )) الحلف الكذب وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الأثم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أبَرّ البر أن يصل الرجل ود أبيه )) .
كم هو عظيم هذا الدين ، كفل الحقوق ، أقر الواجبات ، وضع الأسس والمبادئ للتعاملات بين بني البشر ، أعز الأبوين وأعلى شأنهما ، قرن برهما بالصلاة والجهاد ... بل وقُـدِّما على الجهاد ، جعل عقوقهما من الكبائر ، وتعدى هذا القدر إلى أن أُمرنا أن نصل صديقهما ، فسبحان الخالق وتعِس المخلوق الذي فرط في الرابط بينه وبين خالقه ، ذاك الذي أنكر جميلهما وإحسانهما وصنائعهما على مر المراحل العمرية التي تدرج فيها ، من الحمل وآهاته إلى الوضع وآلمه مرورا بطفولته وصباه وما بها من معاناة ، يتظرعان له في كل صلاة أن يهديه ويسدد خطاه ، حتى إذا ما ترعرع وشاب وجاء يوم الحساب ، ذلك اليوم الذي طالما إنتظره والديه لعله يرد قليلاً من الدين الذي عليه ، إذا به يتنكر بل ومنهما يتظجر ، الله أكبر ... نسيت يابن آدم أن ذلك دين إن أوفيته سقط عنك وأُجرت عليه وإلا بقي في عنقك يستوفيه منك أبنائك ، عققت وأدبرت وتعست ورب الكعبة ، كيف تطاوع هواك والشيطان الذي أغواك في عقوق من رباك ، بل ووصل بك المطاف إلى أن تكون دار المسنين لهما آخر مطاف ، ليس بكلام مكتوب بل واقع يدمي القلوب ، فأطلق لخيالك العنان لترى أخوك الإنسان كيف يتفنن في النكران ، وماكان ما مضى إلا مقدمة لما هو أبكى ، فأرجو من الجميع الصبر ، فالمقال لا يحتمل الاختصار ، وبالله أقول :
كان لي أحد الأصدقاء وما زال ، درجت بنا العادة أن دوماً نلتقي ولكن مشاغل الحياة الأسرية والعملية حالت دون ذلك عدا المناسبات الدينية والاجتماعية التي طالما كنا نحرص على أن نلتقي بها ، كان عيد الفطر الماضي إحداها عندما عزمت على السفر في ذلك اليوم كان هناك موعد مسبق للقيا إلا أن ظروف عمله حالت دون ذلك ، أتصل بي بعد صلاة العيد وأخبرني بانشغاله في عمله لمشاركة نزلاء الدائرة التي يعمل بها العيد ، ولم أقل فرحة العيد ، لست ناسياً بل متجاهلا ، وذلك لما سيأتي ، ذهبت إلية في عمله وقال لي هل تريد أن آخذك في جولة داخل الدار ؟ فقلت لا ؟ لأني أعلم ضعفي في مثل هذه المواقف ولإصرارة وافقت واشترطت أن أدون ما يستحق الملاحظة ووافق ، بعدها بدأت جولتنا في إحدى دور المسنين في مدينة الرياض ....
بدأناها بإطلالة على ساحة كبيرة ، فيها ما يربو على ( الثلاثون مسن ) فلحظة خروجنا دهشت من تحديقهم بنا فقلت لصاحبي عجباً !!! لماذا ينظرون إلينا هكذا بعين فاحصة ؟ فقال : هذا الباب هو المدخل الرئيسي للزوار ، وقلت : وإن يكن ؟ فقال : كل واحد منهم يتوجس دخول أحد أبناءه أو أقاربه لزيارته ، فهذا اليوم بالنسبة لهم فرصة العام إذا ولى أصبح أملهم في القادم قليل جداً بل قد يكون معدوما تقريبا، وقلت : هل يأتي أحد لزيارتهم؟ فقال : النذر اليسير ، وقلت : حتى أبنائهم ؟ قال : البعض منهم يأتي وهوعلى عجل والآخر يكتفي بالسؤال عنهم عبر الهاتف وإذا طلبنا منه الحظور أبدى استعداده بلهجة مغلفة بهدوء أعصاب مقيتة ، دخلت وأنا احسب الخطى ومررت بداية بذاك الكهل الذي يكاد يمشي من الكبر واقتربت منه وقلت له : ( من العايدين يا عم ) فرد بنبرة لا تخلو من كل عبارات الحزن ( ومن الفايزين يا ولدي ) والتفت لصاحبي قائلاً ( ما جا ولدي عبدالله ؟ ما شفتَه ؟ ) رد عليه : ( يجي إن شاء الله يبو عبدالله ) رد أبا عبدالله بكلمات ما زال صداها في أذني حتى هذه الساعة بلهجة تعصرها الحسرة ويقطعها الأسى ( إيه يجي إن شاء الله !!! ) واستطرد قائلا ( وين يجي وانا لي ستة أشهر ما شفته ، الله يهديه الله يهديه ويخليه لعياله ) لا تعليق !!! لم أتمالك نفسي واغرورقت عيناي بالدموع وقبلت رأسه وقلت : ( خذ جوالي يبو عبدالله كلمه ، قال : ما ابي اكلمه هو عارف اني في ذا إن جا الله يحييه وان ماجا فالله يسامحه ) لا تعليق !!!! تركنا هذا المسن إلى آخر كان يتكلم بالهاتف النقال بالحديث التالي مع حفيدته أخذني الفضول لسماع ما يقول واقتربت منه واقتطفت : ( قوليلي يا بنيتي يا ..... وشلونك وشلون امك ؟ امك ما قالت تتجيني ؟ والله انها ما كانت تخليني وانا ادري أن مالها حيله وخالك ما جاكم يعايد عليكم ) تركناه واتجهنا إلى مجموعة أخرى ، كان بينهم شاب لا يتجاوز العشرين من العمر جاء كما يقول لمعايدة جده ، سألته بصوت خافت ، لماذا هو هنا ؟ تمتم ولم يجب ، قلت له هل لديه أبناء ؟ قال : عنده ثلاثة من الأبناء كان يقيم عند كل واحد منهم شهراً وكانوا على اختلاف دائم بينهم في مسألة ترتيب هذه المدة وكل يريد التنصل من ذلك وانتهى به المطاف إلى هذا المكان بعد خلاف بينهم كاد أن يصل إلى مالا يحمد عقباه وقرر هو أن يحسم ذلك بالمجئ إلى هنا ، قلت له : أين أبناءه ؟ ولماذا لا يأتون لزيارته ؟ طأطأ رأسه وقال : لا أدري ، وبعدها قال : ( والله أن جدي طيب ولو عندي بيت ما خليته في هالمكان ) والمضحك المبكي في تلك الزيارة ذاك الموقف لذاك المسن عندما أقبل على مجموعة من ( ربعه ) أخذوا يتنادرون ويضحكون بقولهم ( من قدك يبو فلان شايف أم فلان اليوم ) وعندما سألت عن ذلك علمت أنه قد ذهب للسلام على زوجته التي هي الأخرى في القسم النسائي ، لاحول ولا قوة إلا بالله ....
أخوتي هذا غيض من فيض وكثيرة هي المواقف ذلك اليوم ولكنأكتفيت بهذه النماذج تجنباً للإطالة
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لاأعلم كيف للأبناء الجحود للوالديهم ....!!!!
لاأستوعب حقيقة مايفعله بعض من الابناء ......؟؟؟؟؟؟
نهاية المطاف يكون دار المسنسن .....!!!!!!!
أي عقوق هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حتما الجزاء من جنس العمل .....!!!
ألم يدرك هؤلاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: { رغم أنفه، رغم أنف، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم]،
اللهم ارزقنا برهما
الرجاء تذييل الموضوع بكلمة منقول للأمانة العلمية وعدم مخالفة البند رقم [30]-منع النقل من أي مصدر دون ذكره. مراقب (6)
http://www.bluwe.com/bluwe/law.php
المصدر : مجلة الكلمة الطيبة
http://gesah.net/mag3/modules.php?name=News&file=article&sid=756