عبدالرحمن عياد الوابصي
10-31-2010, 11:22 PM
أعظم ما يكون سببا في دخول الجنة:
1- الخوف من مقام الله سبحانه وتعالى وتقواه قال الله – تبارك وتعالى – وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46].
وقال سبحانه وتعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات: 40، 41] وذكر الله الجنة فقال: ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ [إبراهيم: 14].
والخوف من مقام الله كل يدعيه، وكل ينتسب إليه، لكن الأعمال غالبًا ما تكون شواهد على ما في القلوب.
فمن أعظم ما يدل عل الخوف من مقام الله: الائتمار بأمره والانتهاء عما نهى الله سبحانه وتعالى عنه والبعد عن محارمه، والكف عن معاصيه، والقيام بالليل بالأسحار؛ فإن قيام الليل من أعظم الشواهد على أن العبد يخاف مقام ربه تبارك وتعالى.
إذ قلما يترك إنسان فراشًا وثيرا، وزوجة محببة إليه، أو رفقة من الإمكان أن يأوي إليها، فيترك ذلك كله، وينزوي في بيته في وضع مظلم، أو نور خافت، يقف بين يدي ربه، يتلو كتاب الله وآياته، يتوسل إلى الله – تبارك وتعالى – بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجيره من النار، ويدخله الجنة، إلا وهو عبد قد خاف مقام الله – تبارك وتعالى -، قال الله – تبارك وتعالى -: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر: 9].
2- كفالة الأيتام: إن الله سبحانه وتعالى يبتلي بالموت فيبقى هذا ما شاء الله له أن يبقى، ويتوفى هذا ويترك وراءه ذرية، فنقول لمن يخشى أن يموت عن ذريته، إنه لا ذخر لأبنائك من بعدك أعظم من عمل صالح تتقرب به إلى الله، فإن الله أخرج موسى والخضر يطويان البحار والقفار حتى وصلا إلى جدار ليتيمين، فلما بنياه قال الله سبحانه وتعالى على لسان الخضر: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف: 82].
قد يكون العبد الصالح في قبره، لا يستطيع أن يخرج فينفع أبناءه، ومع ذلك لأن صلاحه الذي سبق، وذكره الذي فات، يجعله الله سبحانه وتعالى ذخرًا لبنيه من بعده، فيسخر الله سبحانه وتعالى لأولئك اليتامى خلقًا، ويسوق الله سبحانه وتعالى إليهم عبادًا ليحنن الله سبحانه وتعالى عليهم أولياءه، فيخدمون أكثر مما يخدمون لو كان أبوهم حيًا.
وكفالة اليتيم من أعظم الذخر الذي يدخره العبد عند لقاء الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله : «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى ( ) وقال رسول الله - كما في سنن بسند صحيح -: «خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه»( ).
3- طاعة الوالدين – ألزمهما فثم الجنة( ) – وطاعة الوالدة على وجه الخصوص، قيل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال رسول الله : «أمك ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك»( )، فبر الوالدين، والصبر على ما يناله الإنسان منهما من أذى خاصة إذا كبرا، وأن يوقف الإنسان وقته عليهما يخدمهما في المنشط والمكره، ويقوم بشؤوونهما، ويرعاهما، ويغض الطرف عما يسيئاه إليه، كل ذلك من أعظم أسباب دخول الجنة، والقرب من رب العالمين.
وقد روي أن موسى سأل ربه أن يريه عبدًا كتب الله له أن يكون رفيقًا لموسى في الجنة، فأوحى الله - سبحانه وتعالى - إليه: إن عبدي فلانًا كتب له أن يكون لك رفيقًا في الجنة، فتبع موسى ذلك العبد ليرى ما الذي يصنعه، فوجد ذلك الرجل من بني إسرائيل يعمد إلى كهف فيه أم له، عجوزٌ قد بلغت من الكبر عتيا، وهو يطعمها، ويسقيها، ويقوم على خدمتها، فلما خرج من عندها سأله موسى: من هذه؟ قال: هذه أمي، قال: وما تصنع لها؟ قال: أطعمها وأسقيها، وأقوم على خدمتها، قال: فهل تجزيك أمك على ما تصنعه لها شيئًا؟ قال: لا، إلا أنني كثيرًا ما أسمعها تقول: اللهم اجعل ابني هذا رفيق موسى بن عمران في الجنة، فقال موسى عليه الصلاة والسلام: «أنا موسى بن عمران، وقد أوحى الله سبحانه وتعالى إلى أنه استجاب دعوة أمك، فأنت رفيقي في الجنة» فبدعاء الوالدين، وبرهما، وغض الطرف عما يكون منهما، ينال الإنسان جنات النعيم.
4- الإكثار من ذكر الله، قال رسول الله : «سبق المفردون»، قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»( ).
وفي الخبر الصحيح أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أخبر نبينا أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر( )، وقد جاء في حديث صحيح أن النبي قال: «إذا قال العبد: لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله سبحانه وتعالى: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي»( ).
كما أنه من أعظم كنوز الجنة، كما في حديث أبي موسى الأشعري – أن يكثر العبد من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»( ).
فبذكر الله – تبارك وتعالى – والانصراف عن معاصيه، ينبت للمؤمن غراس في الجنة.
5- ومما يكتب الله سبحانه وتعالى به الجنة ركعتا الوضوء: فإن النبي عليه الصلاة والسلام دخل الجنة، وكلما دخلها في منام أو يقظة كما في المعراج ورآها سمع صوت نعلي بلال بن رباح ، فسأل النبي بلالاً عن أرجى عمل عمله في الإسلام، قال: يا رسول الله: لا أعلم شيئًا أكثر من أنني ما توضأت وضوءًا إلا صليت بعده ما شاء الله لي أن أصلي، فقال عليه الصلاة والسلام في رواية صحيحة: «فهذه بهذي»( ) أي: هذا الجزاء حصلت عليه بهذا العمل.
أما بيوت الجنة، وقصورها، فإنما تبنى بعظيم الأعمال، ومن أعظمها:
1- أن يبني الإنسان لله سبحانه وتعالى بيتا، قال رسول الله : «من بنى لله بيتًا في الدنيا ولو كمفحص قطاة – أي: ولو صغير – بني الله له بيتًا في الجنة»( ).
2- ومن كان له ولد أثير صالح ثم قبضت روحه قبل أبيه فصبر ذلك الوالد، واحتسب ذلك الولد عند الله سبحانه وتعالى بني الله سبحانه وتعالى للوالد بيتا في الجنة يسمى بيت الحمد، لأن ذلك العبد حمد الله سبحانه وتعالى على ما ابتلاه به.
وقد ثبت عنه أنه قابل رجلاً من الأنصار ومع الأنصاري ابن له فقال عليه الصلاة والسلام للأنصاري: «أتحبه»؟ قال: يا رسول الله، أحبك الله كما أحبه. ثم إن رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد الرجل دهرًا، فقال: «ما فعل صاحبكم»؟ قالوا: يا رسول الله مات ابنه، فلما لقيه عليه الصلاة والسلام قال: «أما يسرك أنك لا تأتي غدًا بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته أمامك يأخذ بثوبك حتى يدخلك إياها»؟ قالوا: يا رسول الله، من حرص الصحابة على الخير – قالوا: يا رسول الله: أله خاصة، أم لنا كلنا؟ قال: «بل هي لكم كلكم»( ) وهذا من رحمة الله بأمة محمد .
3- أن يحافظ المؤمن على السنن الرواتب: قال رسول الله : «من صلى لله في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة، بني الله سبحانه وتعالى له بيتًا في الجنة»( ).
فهذه يا أيها المؤمنون جمع من الأعمال تعددت مشاربها، وكثرت مناهلها، لأن الله تعالى لم يخلق العباد على نسق واحد، قال سبحانه وتعالى: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ [البقرة: 60] وقال الله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة: 48].
وقال النبي لمعاذ: «ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل الآخر» ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة: 16، 17]( ).من كتيب ذواتا أفنان اصدار دار الوطن
1- الخوف من مقام الله سبحانه وتعالى وتقواه قال الله – تبارك وتعالى – وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46].
وقال سبحانه وتعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات: 40، 41] وذكر الله الجنة فقال: ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ [إبراهيم: 14].
والخوف من مقام الله كل يدعيه، وكل ينتسب إليه، لكن الأعمال غالبًا ما تكون شواهد على ما في القلوب.
فمن أعظم ما يدل عل الخوف من مقام الله: الائتمار بأمره والانتهاء عما نهى الله سبحانه وتعالى عنه والبعد عن محارمه، والكف عن معاصيه، والقيام بالليل بالأسحار؛ فإن قيام الليل من أعظم الشواهد على أن العبد يخاف مقام ربه تبارك وتعالى.
إذ قلما يترك إنسان فراشًا وثيرا، وزوجة محببة إليه، أو رفقة من الإمكان أن يأوي إليها، فيترك ذلك كله، وينزوي في بيته في وضع مظلم، أو نور خافت، يقف بين يدي ربه، يتلو كتاب الله وآياته، يتوسل إلى الله – تبارك وتعالى – بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجيره من النار، ويدخله الجنة، إلا وهو عبد قد خاف مقام الله – تبارك وتعالى -، قال الله – تبارك وتعالى -: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر: 9].
2- كفالة الأيتام: إن الله سبحانه وتعالى يبتلي بالموت فيبقى هذا ما شاء الله له أن يبقى، ويتوفى هذا ويترك وراءه ذرية، فنقول لمن يخشى أن يموت عن ذريته، إنه لا ذخر لأبنائك من بعدك أعظم من عمل صالح تتقرب به إلى الله، فإن الله أخرج موسى والخضر يطويان البحار والقفار حتى وصلا إلى جدار ليتيمين، فلما بنياه قال الله سبحانه وتعالى على لسان الخضر: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف: 82].
قد يكون العبد الصالح في قبره، لا يستطيع أن يخرج فينفع أبناءه، ومع ذلك لأن صلاحه الذي سبق، وذكره الذي فات، يجعله الله سبحانه وتعالى ذخرًا لبنيه من بعده، فيسخر الله سبحانه وتعالى لأولئك اليتامى خلقًا، ويسوق الله سبحانه وتعالى إليهم عبادًا ليحنن الله سبحانه وتعالى عليهم أولياءه، فيخدمون أكثر مما يخدمون لو كان أبوهم حيًا.
وكفالة اليتيم من أعظم الذخر الذي يدخره العبد عند لقاء الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله : «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى ( ) وقال رسول الله - كما في سنن بسند صحيح -: «خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه»( ).
3- طاعة الوالدين – ألزمهما فثم الجنة( ) – وطاعة الوالدة على وجه الخصوص، قيل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال رسول الله : «أمك ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك»( )، فبر الوالدين، والصبر على ما يناله الإنسان منهما من أذى خاصة إذا كبرا، وأن يوقف الإنسان وقته عليهما يخدمهما في المنشط والمكره، ويقوم بشؤوونهما، ويرعاهما، ويغض الطرف عما يسيئاه إليه، كل ذلك من أعظم أسباب دخول الجنة، والقرب من رب العالمين.
وقد روي أن موسى سأل ربه أن يريه عبدًا كتب الله له أن يكون رفيقًا لموسى في الجنة، فأوحى الله - سبحانه وتعالى - إليه: إن عبدي فلانًا كتب له أن يكون لك رفيقًا في الجنة، فتبع موسى ذلك العبد ليرى ما الذي يصنعه، فوجد ذلك الرجل من بني إسرائيل يعمد إلى كهف فيه أم له، عجوزٌ قد بلغت من الكبر عتيا، وهو يطعمها، ويسقيها، ويقوم على خدمتها، فلما خرج من عندها سأله موسى: من هذه؟ قال: هذه أمي، قال: وما تصنع لها؟ قال: أطعمها وأسقيها، وأقوم على خدمتها، قال: فهل تجزيك أمك على ما تصنعه لها شيئًا؟ قال: لا، إلا أنني كثيرًا ما أسمعها تقول: اللهم اجعل ابني هذا رفيق موسى بن عمران في الجنة، فقال موسى عليه الصلاة والسلام: «أنا موسى بن عمران، وقد أوحى الله سبحانه وتعالى إلى أنه استجاب دعوة أمك، فأنت رفيقي في الجنة» فبدعاء الوالدين، وبرهما، وغض الطرف عما يكون منهما، ينال الإنسان جنات النعيم.
4- الإكثار من ذكر الله، قال رسول الله : «سبق المفردون»، قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»( ).
وفي الخبر الصحيح أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أخبر نبينا أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر( )، وقد جاء في حديث صحيح أن النبي قال: «إذا قال العبد: لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله سبحانه وتعالى: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي»( ).
كما أنه من أعظم كنوز الجنة، كما في حديث أبي موسى الأشعري – أن يكثر العبد من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»( ).
فبذكر الله – تبارك وتعالى – والانصراف عن معاصيه، ينبت للمؤمن غراس في الجنة.
5- ومما يكتب الله سبحانه وتعالى به الجنة ركعتا الوضوء: فإن النبي عليه الصلاة والسلام دخل الجنة، وكلما دخلها في منام أو يقظة كما في المعراج ورآها سمع صوت نعلي بلال بن رباح ، فسأل النبي بلالاً عن أرجى عمل عمله في الإسلام، قال: يا رسول الله: لا أعلم شيئًا أكثر من أنني ما توضأت وضوءًا إلا صليت بعده ما شاء الله لي أن أصلي، فقال عليه الصلاة والسلام في رواية صحيحة: «فهذه بهذي»( ) أي: هذا الجزاء حصلت عليه بهذا العمل.
أما بيوت الجنة، وقصورها، فإنما تبنى بعظيم الأعمال، ومن أعظمها:
1- أن يبني الإنسان لله سبحانه وتعالى بيتا، قال رسول الله : «من بنى لله بيتًا في الدنيا ولو كمفحص قطاة – أي: ولو صغير – بني الله له بيتًا في الجنة»( ).
2- ومن كان له ولد أثير صالح ثم قبضت روحه قبل أبيه فصبر ذلك الوالد، واحتسب ذلك الولد عند الله سبحانه وتعالى بني الله سبحانه وتعالى للوالد بيتا في الجنة يسمى بيت الحمد، لأن ذلك العبد حمد الله سبحانه وتعالى على ما ابتلاه به.
وقد ثبت عنه أنه قابل رجلاً من الأنصار ومع الأنصاري ابن له فقال عليه الصلاة والسلام للأنصاري: «أتحبه»؟ قال: يا رسول الله، أحبك الله كما أحبه. ثم إن رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد الرجل دهرًا، فقال: «ما فعل صاحبكم»؟ قالوا: يا رسول الله مات ابنه، فلما لقيه عليه الصلاة والسلام قال: «أما يسرك أنك لا تأتي غدًا بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته أمامك يأخذ بثوبك حتى يدخلك إياها»؟ قالوا: يا رسول الله، من حرص الصحابة على الخير – قالوا: يا رسول الله: أله خاصة، أم لنا كلنا؟ قال: «بل هي لكم كلكم»( ) وهذا من رحمة الله بأمة محمد .
3- أن يحافظ المؤمن على السنن الرواتب: قال رسول الله : «من صلى لله في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة، بني الله سبحانه وتعالى له بيتًا في الجنة»( ).
فهذه يا أيها المؤمنون جمع من الأعمال تعددت مشاربها، وكثرت مناهلها، لأن الله تعالى لم يخلق العباد على نسق واحد، قال سبحانه وتعالى: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ [البقرة: 60] وقال الله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة: 48].
وقال النبي لمعاذ: «ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل الآخر» ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة: 16، 17]( ).من كتيب ذواتا أفنان اصدار دار الوطن