علي بن عايش الرقيقيص
08-31-2005, 01:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطيب الله أوقاتكم بكل خير
القصيدة في الأدب العربي : مجموعة من الأبيات الشعرية تتحد في الوزن والقافية والرؤى .
وفي تسمية القصيدة بهذا الاسم :
قـيل : من القصيد لكماله وصحة وزنه (الأزهري) .
وقيل : لأنه قصد واعتمد (ابني جني) .
وقيل : القصيدة أي المشطورة ، يقال قصد الشيء إذا كسره .
وقيل : مأخوذ من استطراد صاحبه فيما يقصد إليه (ابن خلدون) .
ويرى الجاحظ أن القصيد سمي كذلك لأن قائله جعله من باله فقصد إليه واجتهد في تجويده ، فهو فعيل من القصد .
مقصد القصيدة :
ذكر الديار والمن والآثار ، فبكا وشكا وخاطب واستوقف ليجعل من ذلك سببا لذكر أهلها الظاعنين/المرتحلين عنها .
وصل ذلك بالنسيب ، فذكر شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق ... ليُميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه ، ويستدعي به الأسماع إليه ، لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب لما قد جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء ، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقا منه بسبب ، وضاربا فيه بسهم حلال أو حرام .
فإذا علم أنه استوقد من الإصغاء إليه والاستماع له عقب بإيجاب الحقوق فرحل في شعره وشكا النصَب والسهر وسري الليل وحر الهجير وإنضاء الراحلة .
فإذا علم أنه أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمامة التأميل وقرر عنده ما ناله من المكاره في مسيرته إليه ، بدأ في المديح فبعثه على المكافأة وهزه للسماح وفضّله على الأشباه .
فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب وعدل من الأقسام ولم يجعل واحدا منها أغلب على الشعر ، ولم يطل فيملّ السامع ، ولم يقطع وبالنفوس ظمأ إلى المزيد .
والأغراض التي تضمنتها القصيدة العربية متعددة : وصف الأطلال - وصف الراحلة والرحلة - وصف الطبيعة - الحماسة - الحكمة الفخر - المدح - الرثاء - الهجاء - الغزل .
وهي في العادة أمور ممهدة للموضوع أو الغرض الرئيسي من القصد الذي ذهب إليه الشاعر في قصيدته .
وأوائل العرب - كما ذكر ابن سلام في طبقات الشعراء - لم يكن لهم من الشعر إلا بضعة الأبيات ، يقولها الواحد لحاجته .. وإنما طوِّل الشعر على عهد عبد المطلب وهو عصر نبوغ عدي بن ربيعة الذي لقب بالمهلهل خال امرئ القيس . وهو كما يروي الأصمعي أول من يروي كلمة تبلغ ثلاثين بيتا من الشعر وهو كما يُروى أول من قصد الشعر وهلله .
وأعتقد أن ما تقدم من وصف للقصيدة وبنائها ينطبق أيضا على الشعر العامي الدارج ، ولعلنا و لسان حال القصيدة النبطية نؤكد ذلك ونستشهد بقول الفرزدق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ___ إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وبالأمثلة التي اتمنى من الجميع مشاركتي بما لديكم مما يناسب الموضوع منها :
يقول الأول :
يا راكب اللي زها دِلّـه ==-حلوٍ مع الجيش ممشاها
حمرا سنامه تقل سلّـه ==هي شفّة النفس ومناهـا
لا جيت داف الحشا قلّه ==ابساعـةٍ إنـت وياهـا
دنياك ما تنغصـب == لله تاطاك قبل انت تاطاها
والدين ما ينجمع كلـه ==والنفس تزعلك برضاها
لولا الحيا واكثره ذلـه ==غير اتبع النفس مشهاها
والحقيقة أن بعض مواقف الحياء يميل فهما إلى أنها ذل .
لكن اللي مانع الرجال الحيا بس ! بدليل البيت الأول ! . وهذا ليس بالضرورة ما قصد إليه الشاعر . فقد يقول آخر الرجل ذل وجلس بدليل أنه أوصى أحد الفرسان بتوصيل رسالته ، ولكن إلى من ؟
ومثل هذه الحياكة والتعمد والتقصد لبناء معنى يرضي جميع الأذواق ، وحكمة متناهية حتى في كيفية طرح الحكمة والتجارب ، والتعريض المناسب ، مدعما بمخاطبة نفسه ( لا جيت داف الحشا قله -- ابـ ساعتةٍ انت وياها ) .
فهي إبداع فريد جمع مقصد وأغراض القصيد كل بقدر مناسب لتفعيلها في غرضه الرئيسي وهو طلب العذر من محبوبته . الذي يستلزم الإيجاز ! بعد أن طال الغياب .
بينما يقول الآخر :
محبوبتي تلبس من الحسن نفوف =ما تلبسه بوسي وفاتن حمامـة
محبوبتي حصة ومحبوبتي نوف ==ما همها المسرح وراغب علامة
فلكل زمان ما يناسبه .... ولكل دولة رجال .. ليس من بينهم راغب علامة بطبيعة الحال !
وعذرا للإطالة وأتمنى أن أكون قد وفقت في الخوض بهذا الموضوع
=================
البحور الشعرية
بحر الشعر:
إن وزن البيت وما يقع فيه من زحافٍ في حشوه أو علة في عروضه وضربه يؤلف ما يعرف بـ(بحرالشعر) . وقد سمي بذلك لاستيعابه جميع أبيات القصيدة ، مهما بلغ عدد أبياتها .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي خمسة عشر بحراً ، حينما وضع هذا العلم أول مرة في تاريخ الشعر العربي . ثم جاء تلميذه الأخفش الأوسط فتدارك الأمر ، وأضاف إليها بحراً آخراً ، سمي المتدارك ، وأطلق عليه المحدث والخبب .
ويلاحظ أن المتتبع لبحور الشعر العربي - قديمه وحديثه - أن البحور : الطويل ، والكامل ، والوافر ، والمديد ، تستخدم - غالباً - للقصائد الرصينة ذات الموضوعات الهامة والمواقف الجادة ، بينما البحور : السريع ، والمنسرح ، والهزج ، والمتقارب ، والمتدارك ، وأضرابها ، يُلجأ إليها - عادةً - للمعاني الخفيفة . أما الرجز فأكثر ما يُستخدمُ في اراجيز الحروب ، وكذلك في الشعر التعليمي . وإذا ما طالت الأرجوزة الواحدة فبلغت ألف بيت سميت ( ألفية ) ، مثل ألفية ابن مالك في النحو .
مفاتيح البحور :
نظمها صفي الدين الحلي تسهيلاً لرجوع الأذن الموسيقية للبحر الذي تنتمي إليه القصيدة
حيث انه كتب عن كل بحر بيتاً يحوي شطره الأول مسمى البيت
ويحوي شطره الثاني تفاعيل البيت :
إذا فلنبدأ :
الـــطـــويــــل :
طويلٌ له دون البحورِ فضائلُ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
الـــمــــديــــد :
لمديدِ الشعرِ عنـدي صفـاتُفاعلاتـن فاعلـن فاعلاتـن
الــبــســـيـــط :
إن البسيطَ لديهِ يبسطُ الأمـلُمستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
الـــــوافــــــر :
بحور الشعر وافرهـا جميـلُ مفاعَلتـن مفاعلَتـن فعولـن
الـــكـــامــــل :
كَمُلَ الجمالُ من البحورِ الكاملُ متفاعلن متفاعلـن متفاعلُـن
الـــــهــــــزج :
علـى الأهــزاج تسهـيـلُ مفاعـيـلـن مـفـاعـيـلُ
الـــــرجـــــز :
في أبحرِ الأرجازِ بحرٌ يسهل ُمستفعلن مستفعلـن مستفعلُـن
الـــــرمــــــل :
رمل الأبحرِ ترويـه الثقـاتُ فاعلاتن فاعلاتـن فاعلاتـن
الـــســـريــــع :
بحرٌ سريعٌ مـا لـهُ ساحـلُ مستفعلـن مستفعلـن فاعلـن
الــمــنــســـرح :
منسرحٌ فيهِ يُضـربُ المثـلُ مستفعلن مفعـولاتُ مفتعلـن
الــخــفـــيـــف :
يا خفيفاً خفَّت بـهِ الحركـاتُ فاعلاتن مستفعلـن فاعلاتـن
الـــمـــضـــارع :
تعدُّ المضارعاتُ مفاعيلُ فاعلاتن
الـمــقــتــضــب :
اقتـضـب كـمـا سـألـوافـاعــلاتُ مـفـتـعـلُ
الــمــجـــتـــث :
إن جُـثّــت الـحـركـاتُ مستفـعـلـن فـاعـلاتـن
الــمــتــقـــارب :
عن المتقـاربِ قـال الخليـل ُفعولن فعولن فعولـن فعولـن
المتـدارك ، أو المُـحـدَث :
حركـاتُ المحـدث تنتـقـلُ فعلـن فعلـن فعلـن فعـلـن
---------
البحور والتفاعيل العروضية :
تختلف البحور في عدد تفعيلاتها ، فمنها ما يتألف من :
- أربع تفعيلات ، وهي : الهزج ، المضارع ،المجتث ، والمقتضب
- ست تفعيلات ، وهي : الرمل ، الرجز ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح ، الوافر ، والكامل
- ثمان تفعيلات ، وهي : الطويل ، البسيط ، المتدارك ، والمتقارب
ويلاحظ أن بعض البحور يتألف من تفعيلة واحدة مكررة في شطري البيت وهي :
الهزج ، الرجز ، الرمل ، الكامل ، المتدارك ، المتقارب
وبعضها الآخر يتألف من تفعيلتين مختلفتين
تكرر احداهما في كل شطر من البيت ولا تتكرر الأخرى ، وهي :
الوافر ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح
وهناك بحران يتكونان من تفعيلتين مختلفتين تتعاقبان في التكرار وهي:
الطويل البسيط
وأخيراً هناك بحران يتألف كل منهما من تفعيلتين مختلفتين لا تكرر أي منهما وهما :
المضارع والمقتضب
============
الضرورة الشعرية
1- صرف الممنوع من الصرف ، نحو : معاهدٌ ، مقاييسٌ بدلاً من معاهدُ مقاييسُ
2- قصر الممدود ، نحو : الرجا ، السما بدلاً من الرجاء والسماء
3- جعل همزة الوصل همزة قطع ، نحو : إبن وإمرأة بدلاً من ابن وامرأة
4- جعل همزة القطع همزة وصل ، نحو : وادرك ، فاكرم بدلاً من وأدرك ، فأكرم
5- تسهيل الهمزة ، نحو القاري والناشي بدلاً من القارئ والناشئ
6- تخفيف الحرف المشدد في روي القافية ، نحو : يمتدْ ويحتدْ بدلاً من يمتدّ ويشتدّ
7- تسكين الحرف المتحرك وتحريك الحرف الساكن ، نحو : القلْم والخلْق بدلاً من القَلَم والخُلُق
8- تسكين الياء في الاسم المنقوص ، نحو : سألتُ الهاديْ بدلاً من سألت الهاديَ
9- تسكين الواو والياء في الفعل المضارع المنصوب ، نحو : أن أمضيْ و لن أرجوْ بدلاً من أن أمضيَ ولن أرجوَ
10- إشباع حركة الضمير الغائب – أحياناً – في الحشو ، حيث يتولد منها حرف مد يناسب الحرف الأخير منه ، نحو : همُ بهِ تصبح همو وبهي
مد المقصور ، نحو : الرضاء والكراء بدلاً من الرضا والكرى
===========
بحور الشعر
قف بباب الليل واستفت الثريا==واستعر من دمعك المهراق زيا
واانتظر عل الهوى يهديك شيا==من معاني الحب أو يسلك فيـا
ببساطة ولتكوين فكرة عامة :
نكتب ما نلفظ ولا نكتب ما لا نلفظه مع وضع الحركات التشكيلة:
قِفْ بِبَاْبِ لْلَيْلِ وَسْتَفْتِ ثْثُرَيْيَاْوستعر من دمعك لمهراق زييا
تحت الحرف المتحرك ( َ ِ ُ ) نضع علامة متحرك ولتكن / ، وتحت الحرف الساكن 5 هكذا :
قِفْ بِبَاْبِ لْلَيْلِ وَاسْتَفْتِ الثريـا ْوستعر من دمعك لمهراق زييا
/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5
وهو ما يطابق البحر المديد:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
/5//5/5/5//5/5/5//5/5
أو
فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلا تُن ْفَاْعِلاْتُنْ
/5//5/5 /5//5/5 /5//5/5
الــــــرمــــــل :
رمل الأبحرِ ترويه الثقاتُ فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فَاْعِلا ْتُنْ فَاْعِلا تُن ْفَاْعِلا تُـنْ
/5//5/5 /5//5/5 /5//5/5
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطيب الله أوقاتكم بكل خير
القصيدة في الأدب العربي : مجموعة من الأبيات الشعرية تتحد في الوزن والقافية والرؤى .
وفي تسمية القصيدة بهذا الاسم :
قـيل : من القصيد لكماله وصحة وزنه (الأزهري) .
وقيل : لأنه قصد واعتمد (ابني جني) .
وقيل : القصيدة أي المشطورة ، يقال قصد الشيء إذا كسره .
وقيل : مأخوذ من استطراد صاحبه فيما يقصد إليه (ابن خلدون) .
ويرى الجاحظ أن القصيد سمي كذلك لأن قائله جعله من باله فقصد إليه واجتهد في تجويده ، فهو فعيل من القصد .
مقصد القصيدة :
ذكر الديار والمن والآثار ، فبكا وشكا وخاطب واستوقف ليجعل من ذلك سببا لذكر أهلها الظاعنين/المرتحلين عنها .
وصل ذلك بالنسيب ، فذكر شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق ... ليُميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه ، ويستدعي به الأسماع إليه ، لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب لما قد جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء ، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقا منه بسبب ، وضاربا فيه بسهم حلال أو حرام .
فإذا علم أنه استوقد من الإصغاء إليه والاستماع له عقب بإيجاب الحقوق فرحل في شعره وشكا النصَب والسهر وسري الليل وحر الهجير وإنضاء الراحلة .
فإذا علم أنه أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمامة التأميل وقرر عنده ما ناله من المكاره في مسيرته إليه ، بدأ في المديح فبعثه على المكافأة وهزه للسماح وفضّله على الأشباه .
فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب وعدل من الأقسام ولم يجعل واحدا منها أغلب على الشعر ، ولم يطل فيملّ السامع ، ولم يقطع وبالنفوس ظمأ إلى المزيد .
والأغراض التي تضمنتها القصيدة العربية متعددة : وصف الأطلال - وصف الراحلة والرحلة - وصف الطبيعة - الحماسة - الحكمة الفخر - المدح - الرثاء - الهجاء - الغزل .
وهي في العادة أمور ممهدة للموضوع أو الغرض الرئيسي من القصد الذي ذهب إليه الشاعر في قصيدته .
وأوائل العرب - كما ذكر ابن سلام في طبقات الشعراء - لم يكن لهم من الشعر إلا بضعة الأبيات ، يقولها الواحد لحاجته .. وإنما طوِّل الشعر على عهد عبد المطلب وهو عصر نبوغ عدي بن ربيعة الذي لقب بالمهلهل خال امرئ القيس . وهو كما يروي الأصمعي أول من يروي كلمة تبلغ ثلاثين بيتا من الشعر وهو كما يُروى أول من قصد الشعر وهلله .
وأعتقد أن ما تقدم من وصف للقصيدة وبنائها ينطبق أيضا على الشعر العامي الدارج ، ولعلنا و لسان حال القصيدة النبطية نؤكد ذلك ونستشهد بقول الفرزدق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ___ إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وبالأمثلة التي اتمنى من الجميع مشاركتي بما لديكم مما يناسب الموضوع منها :
يقول الأول :
يا راكب اللي زها دِلّـه ==-حلوٍ مع الجيش ممشاها
حمرا سنامه تقل سلّـه ==هي شفّة النفس ومناهـا
لا جيت داف الحشا قلّه ==ابساعـةٍ إنـت وياهـا
دنياك ما تنغصـب == لله تاطاك قبل انت تاطاها
والدين ما ينجمع كلـه ==والنفس تزعلك برضاها
لولا الحيا واكثره ذلـه ==غير اتبع النفس مشهاها
والحقيقة أن بعض مواقف الحياء يميل فهما إلى أنها ذل .
لكن اللي مانع الرجال الحيا بس ! بدليل البيت الأول ! . وهذا ليس بالضرورة ما قصد إليه الشاعر . فقد يقول آخر الرجل ذل وجلس بدليل أنه أوصى أحد الفرسان بتوصيل رسالته ، ولكن إلى من ؟
ومثل هذه الحياكة والتعمد والتقصد لبناء معنى يرضي جميع الأذواق ، وحكمة متناهية حتى في كيفية طرح الحكمة والتجارب ، والتعريض المناسب ، مدعما بمخاطبة نفسه ( لا جيت داف الحشا قله -- ابـ ساعتةٍ انت وياها ) .
فهي إبداع فريد جمع مقصد وأغراض القصيد كل بقدر مناسب لتفعيلها في غرضه الرئيسي وهو طلب العذر من محبوبته . الذي يستلزم الإيجاز ! بعد أن طال الغياب .
بينما يقول الآخر :
محبوبتي تلبس من الحسن نفوف =ما تلبسه بوسي وفاتن حمامـة
محبوبتي حصة ومحبوبتي نوف ==ما همها المسرح وراغب علامة
فلكل زمان ما يناسبه .... ولكل دولة رجال .. ليس من بينهم راغب علامة بطبيعة الحال !
وعذرا للإطالة وأتمنى أن أكون قد وفقت في الخوض بهذا الموضوع
=================
البحور الشعرية
بحر الشعر:
إن وزن البيت وما يقع فيه من زحافٍ في حشوه أو علة في عروضه وضربه يؤلف ما يعرف بـ(بحرالشعر) . وقد سمي بذلك لاستيعابه جميع أبيات القصيدة ، مهما بلغ عدد أبياتها .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي خمسة عشر بحراً ، حينما وضع هذا العلم أول مرة في تاريخ الشعر العربي . ثم جاء تلميذه الأخفش الأوسط فتدارك الأمر ، وأضاف إليها بحراً آخراً ، سمي المتدارك ، وأطلق عليه المحدث والخبب .
ويلاحظ أن المتتبع لبحور الشعر العربي - قديمه وحديثه - أن البحور : الطويل ، والكامل ، والوافر ، والمديد ، تستخدم - غالباً - للقصائد الرصينة ذات الموضوعات الهامة والمواقف الجادة ، بينما البحور : السريع ، والمنسرح ، والهزج ، والمتقارب ، والمتدارك ، وأضرابها ، يُلجأ إليها - عادةً - للمعاني الخفيفة . أما الرجز فأكثر ما يُستخدمُ في اراجيز الحروب ، وكذلك في الشعر التعليمي . وإذا ما طالت الأرجوزة الواحدة فبلغت ألف بيت سميت ( ألفية ) ، مثل ألفية ابن مالك في النحو .
مفاتيح البحور :
نظمها صفي الدين الحلي تسهيلاً لرجوع الأذن الموسيقية للبحر الذي تنتمي إليه القصيدة
حيث انه كتب عن كل بحر بيتاً يحوي شطره الأول مسمى البيت
ويحوي شطره الثاني تفاعيل البيت :
إذا فلنبدأ :
الـــطـــويــــل :
طويلٌ له دون البحورِ فضائلُ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
الـــمــــديــــد :
لمديدِ الشعرِ عنـدي صفـاتُفاعلاتـن فاعلـن فاعلاتـن
الــبــســـيـــط :
إن البسيطَ لديهِ يبسطُ الأمـلُمستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
الـــــوافــــــر :
بحور الشعر وافرهـا جميـلُ مفاعَلتـن مفاعلَتـن فعولـن
الـــكـــامــــل :
كَمُلَ الجمالُ من البحورِ الكاملُ متفاعلن متفاعلـن متفاعلُـن
الـــــهــــــزج :
علـى الأهــزاج تسهـيـلُ مفاعـيـلـن مـفـاعـيـلُ
الـــــرجـــــز :
في أبحرِ الأرجازِ بحرٌ يسهل ُمستفعلن مستفعلـن مستفعلُـن
الـــــرمــــــل :
رمل الأبحرِ ترويـه الثقـاتُ فاعلاتن فاعلاتـن فاعلاتـن
الـــســـريــــع :
بحرٌ سريعٌ مـا لـهُ ساحـلُ مستفعلـن مستفعلـن فاعلـن
الــمــنــســـرح :
منسرحٌ فيهِ يُضـربُ المثـلُ مستفعلن مفعـولاتُ مفتعلـن
الــخــفـــيـــف :
يا خفيفاً خفَّت بـهِ الحركـاتُ فاعلاتن مستفعلـن فاعلاتـن
الـــمـــضـــارع :
تعدُّ المضارعاتُ مفاعيلُ فاعلاتن
الـمــقــتــضــب :
اقتـضـب كـمـا سـألـوافـاعــلاتُ مـفـتـعـلُ
الــمــجـــتـــث :
إن جُـثّــت الـحـركـاتُ مستفـعـلـن فـاعـلاتـن
الــمــتــقـــارب :
عن المتقـاربِ قـال الخليـل ُفعولن فعولن فعولـن فعولـن
المتـدارك ، أو المُـحـدَث :
حركـاتُ المحـدث تنتـقـلُ فعلـن فعلـن فعلـن فعـلـن
---------
البحور والتفاعيل العروضية :
تختلف البحور في عدد تفعيلاتها ، فمنها ما يتألف من :
- أربع تفعيلات ، وهي : الهزج ، المضارع ،المجتث ، والمقتضب
- ست تفعيلات ، وهي : الرمل ، الرجز ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح ، الوافر ، والكامل
- ثمان تفعيلات ، وهي : الطويل ، البسيط ، المتدارك ، والمتقارب
ويلاحظ أن بعض البحور يتألف من تفعيلة واحدة مكررة في شطري البيت وهي :
الهزج ، الرجز ، الرمل ، الكامل ، المتدارك ، المتقارب
وبعضها الآخر يتألف من تفعيلتين مختلفتين
تكرر احداهما في كل شطر من البيت ولا تتكرر الأخرى ، وهي :
الوافر ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح
وهناك بحران يتكونان من تفعيلتين مختلفتين تتعاقبان في التكرار وهي:
الطويل البسيط
وأخيراً هناك بحران يتألف كل منهما من تفعيلتين مختلفتين لا تكرر أي منهما وهما :
المضارع والمقتضب
============
الضرورة الشعرية
1- صرف الممنوع من الصرف ، نحو : معاهدٌ ، مقاييسٌ بدلاً من معاهدُ مقاييسُ
2- قصر الممدود ، نحو : الرجا ، السما بدلاً من الرجاء والسماء
3- جعل همزة الوصل همزة قطع ، نحو : إبن وإمرأة بدلاً من ابن وامرأة
4- جعل همزة القطع همزة وصل ، نحو : وادرك ، فاكرم بدلاً من وأدرك ، فأكرم
5- تسهيل الهمزة ، نحو القاري والناشي بدلاً من القارئ والناشئ
6- تخفيف الحرف المشدد في روي القافية ، نحو : يمتدْ ويحتدْ بدلاً من يمتدّ ويشتدّ
7- تسكين الحرف المتحرك وتحريك الحرف الساكن ، نحو : القلْم والخلْق بدلاً من القَلَم والخُلُق
8- تسكين الياء في الاسم المنقوص ، نحو : سألتُ الهاديْ بدلاً من سألت الهاديَ
9- تسكين الواو والياء في الفعل المضارع المنصوب ، نحو : أن أمضيْ و لن أرجوْ بدلاً من أن أمضيَ ولن أرجوَ
10- إشباع حركة الضمير الغائب – أحياناً – في الحشو ، حيث يتولد منها حرف مد يناسب الحرف الأخير منه ، نحو : همُ بهِ تصبح همو وبهي
مد المقصور ، نحو : الرضاء والكراء بدلاً من الرضا والكرى
===========
بحور الشعر
قف بباب الليل واستفت الثريا==واستعر من دمعك المهراق زيا
واانتظر عل الهوى يهديك شيا==من معاني الحب أو يسلك فيـا
ببساطة ولتكوين فكرة عامة :
نكتب ما نلفظ ولا نكتب ما لا نلفظه مع وضع الحركات التشكيلة:
قِفْ بِبَاْبِ لْلَيْلِ وَسْتَفْتِ ثْثُرَيْيَاْوستعر من دمعك لمهراق زييا
تحت الحرف المتحرك ( َ ِ ُ ) نضع علامة متحرك ولتكن / ، وتحت الحرف الساكن 5 هكذا :
قِفْ بِبَاْبِ لْلَيْلِ وَاسْتَفْتِ الثريـا ْوستعر من دمعك لمهراق زييا
/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5
وهو ما يطابق البحر المديد:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
/5//5/5/5//5/5/5//5/5
أو
فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلا تُن ْفَاْعِلاْتُنْ
/5//5/5 /5//5/5 /5//5/5
الــــــرمــــــل :
رمل الأبحرِ ترويه الثقاتُ فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فَاْعِلا ْتُنْ فَاْعِلا تُن ْفَاْعِلا تُـنْ
/5//5/5 /5//5/5 /5//5/5