ماجد سليمان البلوي
11-21-2010, 10:37 PM
الأمية و العالم ..؟؟
قبل عشرة أعوام التقى المجتمع الدولي في داكار وتعهد بتوفير التعليم للجميع بحلول عام 2015. وشملت أهداف اللقاء توسيع التعليم ورعاية الطفولة، وتوفير التعليم الابتدائي الإلزامي والمجاني، وتعزيز المهارات، إضافة الى زيادة نسبة التعلم بين البالغين الى 50%، وتحقيق المساواة بين الجنسين وضمان التعليم النوعي للجميع.
أما اليوم فالأمور بعيدة عن المسار الصحيح. فهناك 72 مليون طفل وطفلة و774 مليون شخص بالغ لا يستطيعون القراءة والكتابة. وامرأة واحدة بين كل أربع نساء تفتقر حتى الى أبسط تعريف للقدرة على القراءة والكتابة. والوصول الى عدد تساو من الذكور والإناث في المدارس الابتدائية بحلول عام 2005 لم يتحقق في 113 دولة. وهناك فقط 18 دولة لديها الفرصة لتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم بحلول العام 2015. ان عدم تحقيق تلك الأهداف يؤثر على حياة الملايين المجبرين على العمل في الحقول والمصانع. لا يزال اهتمام الحكومات العربية بالتعليم منصباً على زيادة عدد الطلاب المسجلين دون أخذ جودة التعليم بالاعتبار. وفي نفس الوقت يعاني ملايين الأطفال في العالم من عدم المساواة في تحصيل التعليم لأسباب لا يد لهم فيها. كما ان وجود تقدم في تحقيق إنجازات في بعض الأحيان اصطدم ببعض التحديات. إلا ان ثمة خطوات اتخذت ولكنها تبقى في مؤخرة سجلات الإنجازات التي حققتها مناطق اخرى حول العالم. وعلى سبيل المثال فقد ازداد معدل القيد في التعليم قبل الابتدائي في الدول العربية منذ عام 1999 حتى الآن بنسبة 26% وبلغ 3 ملايين طفل في عام 2007. ولكن نسبة القيد الإجمالية في تلك المرحلة لم تتجاوز 18% في المنطقة العربية. وتعد تلك النسبة من أضعف معدلات التغطية في العالم لتلك المرحلة التعليمية.
وفي مصر، وعلى الرغم من اعتماد برنامج طموح للتوسع في التعليم في مرحلة قبل المدرسة، إلا أن أطفال الفقراء لم يستفيدوا من ذلك البرنامج بالشكل الذي يحقق المساواة. وقد ازدادت حصة تلك المرحلة من 11% في عام 1999 الى 17% في عام 2007. وعلى الرغم من تلك الزيادة إلا أن مسحاً كشف أن 4% فقط من الطبقة الأكثر فقراً قد استفادت مقابل 43% من أبناء الطبقات الغنية. وفي التعليم الابتدائي شهد متوسط نسبة القيد ارتفاعاً مطرداً حتى بلغت تلك النسبة 84% خلال عام 2007. ومن الدول التي حققت تقدماً كبيراً المغرب واليمن وموريتانيا، وازدادت نسبة القيد بمقدار 20% في تلك الدول. وعلى الجانب الآخر هبطت تلك النسبة بصورة ملحوظة منذ عام 1999 في كل من الأراضي الفلسطينية 22% وسلطنة عمان 8%. وفي عام 2007 بلغ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 5,7 ملايين أي أقل بمليوني طفل عما كان عليه الوضع في عام 1999 وفي هذا المجال حققت الجزائر والمغرب واليمن تقدماً بارزاً. ولكن الصورة تبدو أكثر سواداً في العراق الذي يضم نسبة كبيرة جداً من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.
وتعد المنطقة العربية من المناطق التي تبرز فيها مشكلة تعليم الإناث. وتشكل تلك الفئة أغلبية الأطفال الذين تفوتهم فرصة الالتحاق بالمدرسة وذلك بنسبة 61%. وفي مصر على سبيل المقال بلغت نسبة الإناث 95% في ما يتعلق بتحقيق التكافؤ بين الجنسين في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي. إلا أن ثلاث دول فقط هي التي نجحت في تحقيق المساواة في المرحلتين هي الأردن وقطر ودولة الإمارات العربية.
وفي مجال محو أمية الكبار الذي شهد تقدماً، إلا انه لا يرقى للمعدلات المتوسطة وقدر عدد الأميين من الكبار بنحو 85 مليوناً في العالم العربي ويتركز ثلثا هذا العدد في الجزائر ومصر والمغرب والسودان.
ويضاف الى كل ذلك تحد آخر هو ظاهرة التسرب من التعليم. حيث يلتحق الأطفال بالمدرسة، إلا أنهم لا يتحملون المرحلة التعليمية. وتشير الإحصاءات الى أن حوالى 31% من هؤلاء الأطفال التحقوا بالمدارس في سن أكبر، في حين سبق لـ24% منهم الانخراط في التعليم من قبل. وتوضح تلك النسب ان نصف الأطفال في سن المدرسة لم يلتحقوا بها ولم يتلقوا أي تعليم رسمي. وسجلت الفتيات 55% من هذه الفئة. ولا تزيد نسبة الذين يودون الانخراط في التعليم مجدداً عن 25% منهن، وتبدد ظاهرة عدم التحاق الفتيات بالتعليم واضحة بصورة كبيرة في دول جنوب الصحراء الافريقية. إذ تتعدى النسبة 72% لم يسبق لهن تلقي أي تعليم. وهناك شكوك بشأن تحقيق هدف التعليم الإلزامي لكل الأطفال بحلول عام 2015. ودلت الدراسات على أنه في عام 2015 سيكون هناك 29 مليون طفل خارج المدرسة لم يسبق لهم تلقي أي تعليم. ويتوقع أن تضم نيجيريا وحدها 7,9 ملايين طفل تليها باكستان 3,7 ملايين طفل.
تعد عمالة الأطفال من أهم المعوقات التي تمنعهم من الحصول على التعليم ويقدر عددهم في العالم بحوالى 218 مليون طفل عامل بين الخامسة والـ14 سنة. ويعمل 74 مليوناً منهم في أعمال خطيرة. وتزداد تلك الظاهرة في أميركا اللاتينية ودول الكاريبي. وتُطرح حلول للتغلب على هذا التحدي متمثلة في تقديم وجبات مجانية وحوافز مادية.
أما في ما يخص التمويل فإن دول المنطقة العربية لا تنفق على التعليم أكثر من 4,7% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الإمارات العربية لا تتعدى النسبة 1,6% وفي تونس 7,7% من الناتج.
ولإعطاء صورة متكاملة نوعاً ما عن الأمية في العالم، نشير الى أعدادهم في بعض الدول وهي كما يلي: الهند 270,1 مليونا والصين 73,2 مليونا وبنغلادش 48,4 مليونا وباكستان 47,1 مليونا واثيوبيا 28,9 مليونا ونيجيريا 23,5 مليونا واندونيسيا 14,8 مليونا والبرازيل 14,2 مليونا ومصر 14,2 مليونا والكونغو 10,5 ملايين وأفغانستان 9,9 ملايين والمغرب 9,8 ملايين والسودان 8,7 ملايين ونيبال 7,6 ملايين وموزمبيق 6,6 ملايين وتركيا 6,3 ملايين وتنزانيا 6,2 ملايين و6 ملايين في المكسيك و6 ملايين في الجزائر، أما بقية العالم ففيها 155,9 مليوناً من الأميين.
تحياتي /ماجد البلوي
قبل عشرة أعوام التقى المجتمع الدولي في داكار وتعهد بتوفير التعليم للجميع بحلول عام 2015. وشملت أهداف اللقاء توسيع التعليم ورعاية الطفولة، وتوفير التعليم الابتدائي الإلزامي والمجاني، وتعزيز المهارات، إضافة الى زيادة نسبة التعلم بين البالغين الى 50%، وتحقيق المساواة بين الجنسين وضمان التعليم النوعي للجميع.
أما اليوم فالأمور بعيدة عن المسار الصحيح. فهناك 72 مليون طفل وطفلة و774 مليون شخص بالغ لا يستطيعون القراءة والكتابة. وامرأة واحدة بين كل أربع نساء تفتقر حتى الى أبسط تعريف للقدرة على القراءة والكتابة. والوصول الى عدد تساو من الذكور والإناث في المدارس الابتدائية بحلول عام 2005 لم يتحقق في 113 دولة. وهناك فقط 18 دولة لديها الفرصة لتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم بحلول العام 2015. ان عدم تحقيق تلك الأهداف يؤثر على حياة الملايين المجبرين على العمل في الحقول والمصانع. لا يزال اهتمام الحكومات العربية بالتعليم منصباً على زيادة عدد الطلاب المسجلين دون أخذ جودة التعليم بالاعتبار. وفي نفس الوقت يعاني ملايين الأطفال في العالم من عدم المساواة في تحصيل التعليم لأسباب لا يد لهم فيها. كما ان وجود تقدم في تحقيق إنجازات في بعض الأحيان اصطدم ببعض التحديات. إلا ان ثمة خطوات اتخذت ولكنها تبقى في مؤخرة سجلات الإنجازات التي حققتها مناطق اخرى حول العالم. وعلى سبيل المثال فقد ازداد معدل القيد في التعليم قبل الابتدائي في الدول العربية منذ عام 1999 حتى الآن بنسبة 26% وبلغ 3 ملايين طفل في عام 2007. ولكن نسبة القيد الإجمالية في تلك المرحلة لم تتجاوز 18% في المنطقة العربية. وتعد تلك النسبة من أضعف معدلات التغطية في العالم لتلك المرحلة التعليمية.
وفي مصر، وعلى الرغم من اعتماد برنامج طموح للتوسع في التعليم في مرحلة قبل المدرسة، إلا أن أطفال الفقراء لم يستفيدوا من ذلك البرنامج بالشكل الذي يحقق المساواة. وقد ازدادت حصة تلك المرحلة من 11% في عام 1999 الى 17% في عام 2007. وعلى الرغم من تلك الزيادة إلا أن مسحاً كشف أن 4% فقط من الطبقة الأكثر فقراً قد استفادت مقابل 43% من أبناء الطبقات الغنية. وفي التعليم الابتدائي شهد متوسط نسبة القيد ارتفاعاً مطرداً حتى بلغت تلك النسبة 84% خلال عام 2007. ومن الدول التي حققت تقدماً كبيراً المغرب واليمن وموريتانيا، وازدادت نسبة القيد بمقدار 20% في تلك الدول. وعلى الجانب الآخر هبطت تلك النسبة بصورة ملحوظة منذ عام 1999 في كل من الأراضي الفلسطينية 22% وسلطنة عمان 8%. وفي عام 2007 بلغ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 5,7 ملايين أي أقل بمليوني طفل عما كان عليه الوضع في عام 1999 وفي هذا المجال حققت الجزائر والمغرب واليمن تقدماً بارزاً. ولكن الصورة تبدو أكثر سواداً في العراق الذي يضم نسبة كبيرة جداً من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.
وتعد المنطقة العربية من المناطق التي تبرز فيها مشكلة تعليم الإناث. وتشكل تلك الفئة أغلبية الأطفال الذين تفوتهم فرصة الالتحاق بالمدرسة وذلك بنسبة 61%. وفي مصر على سبيل المقال بلغت نسبة الإناث 95% في ما يتعلق بتحقيق التكافؤ بين الجنسين في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي. إلا أن ثلاث دول فقط هي التي نجحت في تحقيق المساواة في المرحلتين هي الأردن وقطر ودولة الإمارات العربية.
وفي مجال محو أمية الكبار الذي شهد تقدماً، إلا انه لا يرقى للمعدلات المتوسطة وقدر عدد الأميين من الكبار بنحو 85 مليوناً في العالم العربي ويتركز ثلثا هذا العدد في الجزائر ومصر والمغرب والسودان.
ويضاف الى كل ذلك تحد آخر هو ظاهرة التسرب من التعليم. حيث يلتحق الأطفال بالمدرسة، إلا أنهم لا يتحملون المرحلة التعليمية. وتشير الإحصاءات الى أن حوالى 31% من هؤلاء الأطفال التحقوا بالمدارس في سن أكبر، في حين سبق لـ24% منهم الانخراط في التعليم من قبل. وتوضح تلك النسب ان نصف الأطفال في سن المدرسة لم يلتحقوا بها ولم يتلقوا أي تعليم رسمي. وسجلت الفتيات 55% من هذه الفئة. ولا تزيد نسبة الذين يودون الانخراط في التعليم مجدداً عن 25% منهن، وتبدد ظاهرة عدم التحاق الفتيات بالتعليم واضحة بصورة كبيرة في دول جنوب الصحراء الافريقية. إذ تتعدى النسبة 72% لم يسبق لهن تلقي أي تعليم. وهناك شكوك بشأن تحقيق هدف التعليم الإلزامي لكل الأطفال بحلول عام 2015. ودلت الدراسات على أنه في عام 2015 سيكون هناك 29 مليون طفل خارج المدرسة لم يسبق لهم تلقي أي تعليم. ويتوقع أن تضم نيجيريا وحدها 7,9 ملايين طفل تليها باكستان 3,7 ملايين طفل.
تعد عمالة الأطفال من أهم المعوقات التي تمنعهم من الحصول على التعليم ويقدر عددهم في العالم بحوالى 218 مليون طفل عامل بين الخامسة والـ14 سنة. ويعمل 74 مليوناً منهم في أعمال خطيرة. وتزداد تلك الظاهرة في أميركا اللاتينية ودول الكاريبي. وتُطرح حلول للتغلب على هذا التحدي متمثلة في تقديم وجبات مجانية وحوافز مادية.
أما في ما يخص التمويل فإن دول المنطقة العربية لا تنفق على التعليم أكثر من 4,7% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الإمارات العربية لا تتعدى النسبة 1,6% وفي تونس 7,7% من الناتج.
ولإعطاء صورة متكاملة نوعاً ما عن الأمية في العالم، نشير الى أعدادهم في بعض الدول وهي كما يلي: الهند 270,1 مليونا والصين 73,2 مليونا وبنغلادش 48,4 مليونا وباكستان 47,1 مليونا واثيوبيا 28,9 مليونا ونيجيريا 23,5 مليونا واندونيسيا 14,8 مليونا والبرازيل 14,2 مليونا ومصر 14,2 مليونا والكونغو 10,5 ملايين وأفغانستان 9,9 ملايين والمغرب 9,8 ملايين والسودان 8,7 ملايين ونيبال 7,6 ملايين وموزمبيق 6,6 ملايين وتركيا 6,3 ملايين وتنزانيا 6,2 ملايين و6 ملايين في المكسيك و6 ملايين في الجزائر، أما بقية العالم ففيها 155,9 مليوناً من الأميين.
تحياتي /ماجد البلوي