فواز العرادي
08-31-2005, 06:54 AM
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-26/Pictures/open.jpg
العطيان : السذاجة والحقد والانتقام والجهل بتعاليم الإسلام من أهم الأسباب
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-26/Pictures/2607.nat.p9.n802.jpg
حبال سوداء استخرجت من رحم فتاة مسحورة بجدة
تباينت الآراء بين عدد من المهتمين والمتابعين لتفاصيل قضايا السحر والشعوذة حول الأسباب التي ساهمت في تفشي الظاهرة وبلوغها حد الخطر داخل المجتمعات أيا كان اتجاهها الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد مدعي الطب البديل سواء بالرقية أو الأعشاب بحثا عن الثراء أيا كان مصدره.
وإذا كانت الرقية الشرعية والتداوي بالقرآن الكريم قد ورد العمل بها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة إلا أن هناك من استغلها حتى أصبحت مهنة تدر الكثير من المال.
وفي المنطقتين الغربية والوسطى يزداد الجدل حول ظاهرتي " السحر والشعوذة " والتي باتت تسيطر على أذهان المجتمع تحسبا لأي طارئ وتتطلب لتدخل سريع وعاجل لبحث المسببات التي أدت لتزايد أعداد المرضى وضرورة محاسبة المتورطين سواء " السحرة " أو " مدعي العلاج " يواكبها الأماني والتطلعات في إحداث مراكز متخصصة لمتابعة الأفراد الذين يعانون من الأمراض النفسية ويعتقدون أن للسحر والشعوذة دورا فيها.
زحام سيارات
في أحد الأحياء المأهولة بالسكان في محافظة جدة تنتشر اللافتات أمام المنازل بالتحذير من الوقوف بشكل كبير الأمر الذي دعا عددا من سكان الحي إلى اللجوء للجهات الأمنية للحد من الزحام اليومي المتكرر والذي ساهم في تعطيل مصالح الكثير من السكان الذين يجهلون تزايد أعداد المركبات من يوم لآخر إلا أن السبب الحقيقي الذي تجاهلوه عدة أشهر هو وجود منزل لأحد رجال الدين ويقوم بعلاج الحالات التي تعرض عليه بواسطة الرقية الشرعية والعمل على إخراج الجان الذي يتلبس الإنسان بطرق دينية مختلفة.
قاعة العلاج
لكل معالج بالرقية طريقته الخاصة بالعلاج فالبعض يفضل استقبال الحالات انفرادا والبعض الآخر يرى ضرورة القراءة الجماعية لكل الحالات التي ترده في وقت واحد وفي قاعة العلاج التي تتوسط منزل المعالج في الحي نفسه يجلس الشيخ المعالج على مكان عال وتحيط حوله العديد من المفارش الإسفنجية والتي يجلس عليها من تتم معالجتهم بالقراءة فيما ينتظر آخرون دورهم وفقا لترتيب معين وضعه الشيخ والحارس الذي يعمل لديه، وما أن يشرع الشيخ في القراءة حتى يبدأ معظم المرضى الموجودين في القاعة بإصدار الأصوات الغريبة،، منهم من يقع مغشيا عليه عند سماع آيات محددة من القرآن الكريم إلا أن الشيخ يصر على تكرارها الأمر الذي يزيد من حركة المريض وبشكل لا شعوري، لكنه ما يلبث أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد عدة دقائق وكأن شيئا لم يكن فيما يبدي عدد من المرضى ومرتادي الشيخ استغرابهم من تلك الأحداث التي تدور ولا يعلم عنها المريض حتى وقت استفاقته بساعات.
عبوات بلاستيكية
المرضى بحاجة للعلاج أيا كان نوعه وثمنه، ولكل معالج طرق معلنة وغير معلنة فمن المعالجين من يطلب من المرضى قراءة القرآن الكريم باستمرار ومنهم من يطلب من المرضى الغسيل بماء زمزم ومنهم من يقدم عبوات تحمل أعشابا وزيوتا لها رائحة غريبة ويقول الشيخ الذي يباشر علاج الحالات في جدة عن سبب إعطائه المرضى عبوات ماء بلاستيكية من الحجم الصغير وعبوة زيت صغيرة جدا وللبعض شريط قرآن من تلاوته بعد الانتهاء من القراءة أن ذلك يرتبط بما يعاني منه كل فرد منهم، فبعضهم يعاني من تلبس الجن، والبعض الآخر يعاني من خوف شديد أو فرح شديد، وآخرون من ضعف في الشخصية وعدم الانتظام في أداء الشعائر الدينية حيث يختلف العلاج من حالة لأخرى فهناك من يتم شفاؤه بأمر الله في جلسة واحدة، وهناك من يحتاج لأكثر من ذلك وأوضح الشيخ أنه يعالج ما يقارب 300 حالة أسبوعيا اغلبها من النساء.
حالات غريبة
قصص وروايات تدور يوميا داخل أروقة المواقع التي يستقبل فيها المعالجون المرضى منها ما يصدقه العقل ومنها مالا يصدق إلا أنها حقائق يرويها الثقاة بعد أن شهد بها العديد من الأجناس ومن ذلك ما قاله الشيخ عن حالة غريبة يعالجها حاليا وتعود لامرأة و 4 بنات تابعات لها بعد تعرضهن للسحر مضيفا أن الابنة الصغرى للسيدة عانت كثيرا من أعراض السحر الذي تمكن بها وتم علاجها على عدة جلسات كان آخرها خروج حبال سوداء منها " أشبه بالعقال الذي يوضع على الرأس " دون أن تفقد عذريتها مضيفا أنه عالج العديد من حالات تلبس الجان لعضو من جسم الإنسان فقط كاليد أو الرجل حيث عالج سيدة مسنة كانت ترقد في أحد المستشفيات ولا تقدر على السير وبعد عدة جلسات من الرقية سارت على قدميها الأمر الذي أثار استغراب الأطباء المعالجين.
اعتراف مريض
يحاول عدد كبير من زوار المعالجين بالرقية الشرعية التخفي عن أنظار الأشخاص الموجودين لأسباب قد تعود نفسية في طبيعة الحال أو بأسباب الأعراف والتقاليد ويقول أحد المرضى إنه حضر للشيخ المعالج بسبب شعوره بضيق في الصدر وعدم سيطرته على تصرفاته بعد أن فشلت كافة المحاولات لعلاجه في المصحات النفسية وغيرها وأدرك أنه لم يتبق لديه سوى الاستعانة بمعالجي الطب الشعبي سواء بالرقية أو غيرها مضيفا أن حاله بات يتدرج في التحسن مع الرقية الشرعية.
أدعياء العلاج
يعترف مدير مكتب الدعوة والإرشاد بجدة الشيخ احمد الحمدان بلجوء الكثير من المدعين إلى القراءة للتكسب المادي، بينما هناك قراء صادقون، واستشهد بمعالج سافر من مدينة إلى أخرى لرقية أحد المرضى الذي قدم له سيارة فاخرة مقابل ذلك لكنه رفض حتى تقاضي قيمة تذكرة السفر التي دفعها من جيبه الخاص. وأشار إلى أن مكتب الدعوة والإرشاد لديه قسم خاص يقوم بمراقبة ومتابعة الرقاة ومعالجي قضايا السحر والدجل والشعوذة، ويعمل فريق العمل يوميا على زيارة الرقاة في مواقعهم للاطلاع على حقيقة ما يقومون به من أعمال خلال ضوابط محددة وضعها المكتب.
تورط معالجين
حذر الداعية بمركز الدعوة والإرشاد عضو لجنة الإشراف على الرقاة الشيخ عبد الله بن رمزي المواطنين والمقيمين من مغبة الانخداع بالكثير من الإعلانات والدعايات الخاصة بمدعي العلاج بالطب الشعبي أو الرقية مضيفا أنه تم رصد عدد من المعالجين يقومون باللجوء للسحر والشعوذة مقابل العلاج.
وكشف بن رمزي أن اللجنة أوقفت الكثير من الرقاة لتورطهم في مخالفة الأنظمة أو عدم معرفتهم بأصول الرقية الشرعية وامتهانهم لها للتكسب المالي فقط ، بعد أن ثبتت عليهم المخالفات وتمت إحالتهم إلى المحكمة.
وألمح بن رمزي أن المريض يتعلق بقشة الأمر الذي يعرضه للاستغلال من قبل بعض ضعاف النفوس مؤكدا أن اصل العلاج بالقرآن مشروع، ولم ينزل الله من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، أما ظاهرة انتشار المعالجين بشكل كبير فيقول: إن سببه ازدياد عدد المرضى واتساع رقعة المدينة.
وكشف بن رمزي أنه تم التشديد على المعالجين بمنع الرقية الجماعية بوسائل الصوت الحديثة.
وعن تقاضي أجر مقابل الرقية قال الشيخ بن رمزي لم يرد عن السلف أن هناك من امتهن الرقية ليعتاش منها، وهذا ما يدخل الشك في النفوس من هذه الفئة التي اتخذتها مهنة، والمشكلة ليست في تقاضي الأجر مقابل الرقية لكن في المبالغة في الأجر.
أسباب تفشي الظاهرة
أرجع أستاذ علم الإجرام بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور تركي العطيان الأسباب التي أدت الى لجوء عدد من ضعاف النفوس للسحرة والمشعوذين بأنها تعود نتيجة عجز الطب الحديث والأطباء في الوصول إلى علاج لبعض الأمراض النفسية إضافة إلى التأثير في الشخصية كالسذاجة والحقد والانتقام مع الجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية مع تغليب العاطفة على العقل فيغفل الفرد عن دينه ويتبع هوى نفسه ليحصل على مراده وطالب العطيان بآلية جديدة لمراقبة أسباب تفشي الظاهرة وتدخل الطب الحديث بكل مقوماته للحد منها خاصة وأنها باتت تشكل هاجسا كبيرا لدى العديد من الأسر.
ويرى البروفيسور واستشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب أن للطب الحديث دورا في تفشي الظاهرة إذ يتطلب منه التدخل العاجل للحد منها مضيفا أن من أسباب لجوء المواطنين إلى السحر والشعوذة أنه كل ما قل تمدن المجتمعات تعلقت بالغيبيات بدرجة اكبر وكلما زاد تمدنها زاد تعلقها بالماديات إضافة إلى المبالغة في أمور السحر, الجن والعين فوجود الجن حقائق لها تطبيقاتها على أرض الواقع وهي آثار فكر اجتماعي وليست تتبعات منهج ديني.
وقال زميل الكلية الملكية للاطباء النفسيين بكندا استاذ الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية عبدالله السبيعي إن الفرد إذا كان لديه مشكلة عضوية فإنه يلجأ الى الطب الحديث لأنه يعرف أن مشكلته طبيه وعلاجه لدى الأطباء في المستشفيات أما إذا كانت غير طبية مثل أن يشعر الفرد بالضيق أو سماع أصوات أو قلق ومخاوف وغيرها فإنه يلجأ إلى أي شيء قد يساعده للعلاج مثل الكي والعلاج بالأعشاب أو الطب البديل وهو الأمر الذي أدى لتزايد أعداد الحالات الراغبة في العلاج بعيدا عن ما يدور داخل أروقة المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.
وركز أستاذ الخدمة الاجتماعية الدكتور عبدالعزيز الغريب على المشكلات الصحية لأن وجودها في المجتمعات النامية يشوبه الكثير من المحاذير وينتج عنه سلوكيات صحية سلبية كلجوء أفراد المجتمع للسحرة والمشعوذين للحصول على العلاج الصحي المنشود حيث لا تقتصر المشكلات الصحية على المجتمعات النامية فقط بل على أصحاب المستويات التعليمية العليا التي تلجأ للسحر والشعوذة في نوعية محددة من الأمراض المستعصية كالأمراض الخبيثة وأمراض الكلى.
وحدد أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالله الصبيح الأسباب في ضعف الإيمان وعدم الوعي بالخطورة والعقوبة المترتبة على ذلك والجهل بتحذير الدين، مع ضعف الوعي الصحي لدى الناس.
العطيان : السذاجة والحقد والانتقام والجهل بتعاليم الإسلام من أهم الأسباب
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-26/Pictures/2607.nat.p9.n802.jpg
حبال سوداء استخرجت من رحم فتاة مسحورة بجدة
تباينت الآراء بين عدد من المهتمين والمتابعين لتفاصيل قضايا السحر والشعوذة حول الأسباب التي ساهمت في تفشي الظاهرة وبلوغها حد الخطر داخل المجتمعات أيا كان اتجاهها الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد مدعي الطب البديل سواء بالرقية أو الأعشاب بحثا عن الثراء أيا كان مصدره.
وإذا كانت الرقية الشرعية والتداوي بالقرآن الكريم قد ورد العمل بها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة إلا أن هناك من استغلها حتى أصبحت مهنة تدر الكثير من المال.
وفي المنطقتين الغربية والوسطى يزداد الجدل حول ظاهرتي " السحر والشعوذة " والتي باتت تسيطر على أذهان المجتمع تحسبا لأي طارئ وتتطلب لتدخل سريع وعاجل لبحث المسببات التي أدت لتزايد أعداد المرضى وضرورة محاسبة المتورطين سواء " السحرة " أو " مدعي العلاج " يواكبها الأماني والتطلعات في إحداث مراكز متخصصة لمتابعة الأفراد الذين يعانون من الأمراض النفسية ويعتقدون أن للسحر والشعوذة دورا فيها.
زحام سيارات
في أحد الأحياء المأهولة بالسكان في محافظة جدة تنتشر اللافتات أمام المنازل بالتحذير من الوقوف بشكل كبير الأمر الذي دعا عددا من سكان الحي إلى اللجوء للجهات الأمنية للحد من الزحام اليومي المتكرر والذي ساهم في تعطيل مصالح الكثير من السكان الذين يجهلون تزايد أعداد المركبات من يوم لآخر إلا أن السبب الحقيقي الذي تجاهلوه عدة أشهر هو وجود منزل لأحد رجال الدين ويقوم بعلاج الحالات التي تعرض عليه بواسطة الرقية الشرعية والعمل على إخراج الجان الذي يتلبس الإنسان بطرق دينية مختلفة.
قاعة العلاج
لكل معالج بالرقية طريقته الخاصة بالعلاج فالبعض يفضل استقبال الحالات انفرادا والبعض الآخر يرى ضرورة القراءة الجماعية لكل الحالات التي ترده في وقت واحد وفي قاعة العلاج التي تتوسط منزل المعالج في الحي نفسه يجلس الشيخ المعالج على مكان عال وتحيط حوله العديد من المفارش الإسفنجية والتي يجلس عليها من تتم معالجتهم بالقراءة فيما ينتظر آخرون دورهم وفقا لترتيب معين وضعه الشيخ والحارس الذي يعمل لديه، وما أن يشرع الشيخ في القراءة حتى يبدأ معظم المرضى الموجودين في القاعة بإصدار الأصوات الغريبة،، منهم من يقع مغشيا عليه عند سماع آيات محددة من القرآن الكريم إلا أن الشيخ يصر على تكرارها الأمر الذي يزيد من حركة المريض وبشكل لا شعوري، لكنه ما يلبث أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد عدة دقائق وكأن شيئا لم يكن فيما يبدي عدد من المرضى ومرتادي الشيخ استغرابهم من تلك الأحداث التي تدور ولا يعلم عنها المريض حتى وقت استفاقته بساعات.
عبوات بلاستيكية
المرضى بحاجة للعلاج أيا كان نوعه وثمنه، ولكل معالج طرق معلنة وغير معلنة فمن المعالجين من يطلب من المرضى قراءة القرآن الكريم باستمرار ومنهم من يطلب من المرضى الغسيل بماء زمزم ومنهم من يقدم عبوات تحمل أعشابا وزيوتا لها رائحة غريبة ويقول الشيخ الذي يباشر علاج الحالات في جدة عن سبب إعطائه المرضى عبوات ماء بلاستيكية من الحجم الصغير وعبوة زيت صغيرة جدا وللبعض شريط قرآن من تلاوته بعد الانتهاء من القراءة أن ذلك يرتبط بما يعاني منه كل فرد منهم، فبعضهم يعاني من تلبس الجن، والبعض الآخر يعاني من خوف شديد أو فرح شديد، وآخرون من ضعف في الشخصية وعدم الانتظام في أداء الشعائر الدينية حيث يختلف العلاج من حالة لأخرى فهناك من يتم شفاؤه بأمر الله في جلسة واحدة، وهناك من يحتاج لأكثر من ذلك وأوضح الشيخ أنه يعالج ما يقارب 300 حالة أسبوعيا اغلبها من النساء.
حالات غريبة
قصص وروايات تدور يوميا داخل أروقة المواقع التي يستقبل فيها المعالجون المرضى منها ما يصدقه العقل ومنها مالا يصدق إلا أنها حقائق يرويها الثقاة بعد أن شهد بها العديد من الأجناس ومن ذلك ما قاله الشيخ عن حالة غريبة يعالجها حاليا وتعود لامرأة و 4 بنات تابعات لها بعد تعرضهن للسحر مضيفا أن الابنة الصغرى للسيدة عانت كثيرا من أعراض السحر الذي تمكن بها وتم علاجها على عدة جلسات كان آخرها خروج حبال سوداء منها " أشبه بالعقال الذي يوضع على الرأس " دون أن تفقد عذريتها مضيفا أنه عالج العديد من حالات تلبس الجان لعضو من جسم الإنسان فقط كاليد أو الرجل حيث عالج سيدة مسنة كانت ترقد في أحد المستشفيات ولا تقدر على السير وبعد عدة جلسات من الرقية سارت على قدميها الأمر الذي أثار استغراب الأطباء المعالجين.
اعتراف مريض
يحاول عدد كبير من زوار المعالجين بالرقية الشرعية التخفي عن أنظار الأشخاص الموجودين لأسباب قد تعود نفسية في طبيعة الحال أو بأسباب الأعراف والتقاليد ويقول أحد المرضى إنه حضر للشيخ المعالج بسبب شعوره بضيق في الصدر وعدم سيطرته على تصرفاته بعد أن فشلت كافة المحاولات لعلاجه في المصحات النفسية وغيرها وأدرك أنه لم يتبق لديه سوى الاستعانة بمعالجي الطب الشعبي سواء بالرقية أو غيرها مضيفا أن حاله بات يتدرج في التحسن مع الرقية الشرعية.
أدعياء العلاج
يعترف مدير مكتب الدعوة والإرشاد بجدة الشيخ احمد الحمدان بلجوء الكثير من المدعين إلى القراءة للتكسب المادي، بينما هناك قراء صادقون، واستشهد بمعالج سافر من مدينة إلى أخرى لرقية أحد المرضى الذي قدم له سيارة فاخرة مقابل ذلك لكنه رفض حتى تقاضي قيمة تذكرة السفر التي دفعها من جيبه الخاص. وأشار إلى أن مكتب الدعوة والإرشاد لديه قسم خاص يقوم بمراقبة ومتابعة الرقاة ومعالجي قضايا السحر والدجل والشعوذة، ويعمل فريق العمل يوميا على زيارة الرقاة في مواقعهم للاطلاع على حقيقة ما يقومون به من أعمال خلال ضوابط محددة وضعها المكتب.
تورط معالجين
حذر الداعية بمركز الدعوة والإرشاد عضو لجنة الإشراف على الرقاة الشيخ عبد الله بن رمزي المواطنين والمقيمين من مغبة الانخداع بالكثير من الإعلانات والدعايات الخاصة بمدعي العلاج بالطب الشعبي أو الرقية مضيفا أنه تم رصد عدد من المعالجين يقومون باللجوء للسحر والشعوذة مقابل العلاج.
وكشف بن رمزي أن اللجنة أوقفت الكثير من الرقاة لتورطهم في مخالفة الأنظمة أو عدم معرفتهم بأصول الرقية الشرعية وامتهانهم لها للتكسب المالي فقط ، بعد أن ثبتت عليهم المخالفات وتمت إحالتهم إلى المحكمة.
وألمح بن رمزي أن المريض يتعلق بقشة الأمر الذي يعرضه للاستغلال من قبل بعض ضعاف النفوس مؤكدا أن اصل العلاج بالقرآن مشروع، ولم ينزل الله من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، أما ظاهرة انتشار المعالجين بشكل كبير فيقول: إن سببه ازدياد عدد المرضى واتساع رقعة المدينة.
وكشف بن رمزي أنه تم التشديد على المعالجين بمنع الرقية الجماعية بوسائل الصوت الحديثة.
وعن تقاضي أجر مقابل الرقية قال الشيخ بن رمزي لم يرد عن السلف أن هناك من امتهن الرقية ليعتاش منها، وهذا ما يدخل الشك في النفوس من هذه الفئة التي اتخذتها مهنة، والمشكلة ليست في تقاضي الأجر مقابل الرقية لكن في المبالغة في الأجر.
أسباب تفشي الظاهرة
أرجع أستاذ علم الإجرام بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور تركي العطيان الأسباب التي أدت الى لجوء عدد من ضعاف النفوس للسحرة والمشعوذين بأنها تعود نتيجة عجز الطب الحديث والأطباء في الوصول إلى علاج لبعض الأمراض النفسية إضافة إلى التأثير في الشخصية كالسذاجة والحقد والانتقام مع الجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية مع تغليب العاطفة على العقل فيغفل الفرد عن دينه ويتبع هوى نفسه ليحصل على مراده وطالب العطيان بآلية جديدة لمراقبة أسباب تفشي الظاهرة وتدخل الطب الحديث بكل مقوماته للحد منها خاصة وأنها باتت تشكل هاجسا كبيرا لدى العديد من الأسر.
ويرى البروفيسور واستشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب أن للطب الحديث دورا في تفشي الظاهرة إذ يتطلب منه التدخل العاجل للحد منها مضيفا أن من أسباب لجوء المواطنين إلى السحر والشعوذة أنه كل ما قل تمدن المجتمعات تعلقت بالغيبيات بدرجة اكبر وكلما زاد تمدنها زاد تعلقها بالماديات إضافة إلى المبالغة في أمور السحر, الجن والعين فوجود الجن حقائق لها تطبيقاتها على أرض الواقع وهي آثار فكر اجتماعي وليست تتبعات منهج ديني.
وقال زميل الكلية الملكية للاطباء النفسيين بكندا استاذ الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية عبدالله السبيعي إن الفرد إذا كان لديه مشكلة عضوية فإنه يلجأ الى الطب الحديث لأنه يعرف أن مشكلته طبيه وعلاجه لدى الأطباء في المستشفيات أما إذا كانت غير طبية مثل أن يشعر الفرد بالضيق أو سماع أصوات أو قلق ومخاوف وغيرها فإنه يلجأ إلى أي شيء قد يساعده للعلاج مثل الكي والعلاج بالأعشاب أو الطب البديل وهو الأمر الذي أدى لتزايد أعداد الحالات الراغبة في العلاج بعيدا عن ما يدور داخل أروقة المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.
وركز أستاذ الخدمة الاجتماعية الدكتور عبدالعزيز الغريب على المشكلات الصحية لأن وجودها في المجتمعات النامية يشوبه الكثير من المحاذير وينتج عنه سلوكيات صحية سلبية كلجوء أفراد المجتمع للسحرة والمشعوذين للحصول على العلاج الصحي المنشود حيث لا تقتصر المشكلات الصحية على المجتمعات النامية فقط بل على أصحاب المستويات التعليمية العليا التي تلجأ للسحر والشعوذة في نوعية محددة من الأمراض المستعصية كالأمراض الخبيثة وأمراض الكلى.
وحدد أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالله الصبيح الأسباب في ضعف الإيمان وعدم الوعي بالخطورة والعقوبة المترتبة على ذلك والجهل بتحذير الدين، مع ضعف الوعي الصحي لدى الناس.