ابن سليمان
09-03-2005, 07:10 PM
أسماء القرآن الكريم :
للقرآن الكريم اسماء كثيره ذكر معظمها في صلب القرآن نفسه كما ورد بعضها في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، واكثر هذه الاسماء شهره واوضحها دلاله خمسه اسماء وردت كلها في القرآن وهي:
1 القرآن :
قال تعالى: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ) الاسراء 9
وقال تعالى : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على القرىن على الناس على مكث ) الاسراء 106
وقال تعالى : ( انه لقرآن كريم) الواقعه 77
2 الكتاب : قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) البقره 1 2
وقال تعالى : ( الم الله لا اله الا هو الحي القيوم ، نزل عليك الكتاب بالحق )ال عمران 3
وقال تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب فيه آيات محكمات من ام الكتاب واخر متشابهات ) ال عمران 7
3 الفرقان :قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) الفرقان 1
وقال تعالى : ( وانزل التوراه والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ) ال عمران 3 4
4 الذكر :قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) الحجر9
وقال تعالى : ( وهذا ذكر مبارك انزلناه )الانبياء 50
5 التنزيل :قال تعالى : وانه لتنزيل من رب العالمين) وقال : ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم ) فصلت 1 2
وقال تعالى : ( تنزيل من رب العالمين) الواقعه 80
دلالة هذه الاسماء :
1 2 القرآن والكتاب :من قرا وكتب باعتباره مقرؤا ومكتوبا ، وبها تين الوسيلتين حفظ الايتين والصدور ، وتسجيل الاقلام والسطور ن تم جمع القرآن تسجيله0
3 الفرقان:فهو صيغه مبالغه من ( فارق ) أي الذي يفرق بقوة ، لانه فرق بين الحق والباطل .
4 الذكر :من التذكير ضد النسيان والغفله كقوله تعالى: ( وانه لذكر لك ولقومك ) 44
التنزيل:فانه يدل على علو مصدره ، وعلى قدسية منزله، والى تلقي النبي صلى الله عليه وسلم له عن ربه(يفيد العلو لله فالتنزيل من اعلى الى اسفل)0
فمن اسماء القران اذن : 1القرآن 2الكتاب 3الفرقان4 الذكر 5التنزيل0
البعض:اسهب في تعدد اسماء القرآن حتى بلغوا بها العشرات من الاسماء فخلطوا بين ما هو اسم وبين ما هو صفه للقرآن الكريم ، بحيث سلخوا كل صفه وجعلوها اسما مستقلا بنفسه، فمثلا:
1 قوله تعالى ( انه لقرآن كريم ) وقوله ( وهذا ذكر مبارك )0
فعدوا لفظي (كريم ) و( ومبارك ) اسمين ، مع كونهما صفتين امر واضح لا يحتاج الى بيان .
الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي:
الفرق بين القرآن والحديث القدسي :
القرآن الكريم الحديث القدسي
1 الفظ والمعنى من الله 1 اللفظ من النبي والمعنى من الله
2 جاءنا عن طريق التواتر 2جاءنا عن طريق الآحاد
3متعبد بتلاوته 3ليس متعبد بتلاوته
4الحرف بحسنه 4ليس كذلك
5 تحدى الله به البشر 5لم يتحد الله به البشر
تعريف الحديث القدسي:هو كلام الذي يعبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى معين مسند الى الله تعالى ، اوحى الله به نبيه ليعبر عنه بلفظه هو حكاية عن الله عز وجل .
مثال:قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقول تعالى : يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا … الحديث0
تعريف الحديث النبوي :هو كل كلام ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه قاصدا به الهدايه والارشاد حسب مقتضى النبوه.
مثال:قوله صلى الله عليه وسلم : ( انما الاعمال بالنيات……)0
القرآن واللفظ العربي: ان القرآن الكريم قد جاء بلفظه ومعناه من عند الله عز وجل ، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لجبريل أي مدخل في صياغه لفظه او اختيار كلماته ، وانما جبريل تلقاه هكذا بلفظه ومعناه.
تكفل الله بحفظه وجمعه :لقد رفع الله تعالى عبء المعاناة فبتكرار لفظه حتى يحفظه ولا ينساه فجعل حفظه له اضطراريا قدريا ، كما قال تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به ان عليناجمعه وقرآنة).القيامه 16 ،17
الدليل على ان القرآن ليس فيه تدخل في الصياغه:
قال تعالى :( قل اوحي الي اية استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا) الجن 1
وقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق 1
وقال:( قل يا ايها الكافرون )وقال( قل هو الله احد )0
وقال : (قل اعوذ برب الفلق )وقال : (قل اعوذ برب الناس)0
فالشاهد :انه صلى الله عليه وسلم لو كان له أي تصرف او تدخل في الصياغه لكان يكفيه ان يردد القول المأمور به فقط فيقول :سأوحي الي بدلا من ( قل اوحي الي ) او باسم ربي الذي خلق بدلا من ( اقلاا باسم ربك الذي خلق ) او يا ايها الكافرون بدلا من ( قل يا ايها الكافرون ) او الله احد الله الصمد بدلا من ( قل هو الله احد الله الصمد ) او اعوذ برب الفلق بدلا من ( قل اعوذ برب الفلق ) او اعوذ برب الناس بدلا من ( قل اعوذ برب الناس ) وهكذ ، أي بامكانه ان يلغي كلمة (قل) ويكتفي بالمعنى ، ولكن حاشاه صلى الله عليه وسلم ان يزيد او ينقص في القرآن الكريم ،
الخلاصه :النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ليس له فيه الا دور التلقي والبلاغ ، كما قال تعالى ( ان عليك الا البلاغ ) الشورى 48
ولهذه عجزت قريش 0
· وضح لو كان القرآن منه لما قال (قل)
هل في القرآن الفاظ غير عربيه :الجواب لا0
ليس في القرآن الكريم الفاظ غير عربيه، والدليل على منك،قال تعالى : ( انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف 2
وقال: (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين ) الشعراء 193،195
التحدي : ثم هو ايضا مقتضى التحدي الذي تحدى الله به فصحاء العرب وبلغاءهم ليعجزهم عن الايتيان بشيء من مثله ليكون ذلك الاعجاز شاهدا على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم0
تحذير العلماء :فالعلماء رحمهم الله اعدوا او حذروا من المخالفه لوقوع في القول على القرآن بما ليس فيه.
بعض العلماء: قالوا ان هناك كلمات غير عربيه في القرآن مثل كلمات : الطور /القسطاس/السجل/المهل/السندس وغيرها
الجواب:ان تلك الكلمات وغيرها من ذوات الاصول غير العربيه قد جرى استعمالها من زمن بعيد على السنه العرب ودخلت في تركيب لغتهم حتى لم يعد لاصلها الاعجمي ذكر فاصبحت عربيه من هذا الوجة ،ونزل القرآن متضمنا لها
الخلاصه : ان هذا القرآن عربي مبين في مجمله وتفصيله ومفرداته وتراكيبه كما اخبر بذلك رب العالمين
اعجاز القرآن : الاعجاز هو ايقاع الغير في العجز
سنه الله: وقد جرت سنه الله تعالى مع انيائه ان يؤيدهم بامور معجزه لاقوامهم يجريهما على ايديهم او يسخرها لامرهم تحديا للمنكرين على اقوامهم ، وهذا ما عرف في النبوات بالمعجزات
المعجزه: هي امر خارق للعاده يجريه الله على يد النبي مقرؤا بالتحدي لمعارضيه تصديقا له فيما يدعيه فكان الله تعالى يقول : ( صدق عبدي فيما يبلغ عني)0
اما اذا لم تكن مقرونه بتحدي فتعتبر كرامة0
المعجزه من جنس ما برع فيه القوم: كما كان من سنه الله تعالى ان تاتي معجزه النبي من جنس ما برع فيه قومه من علوم او فنون .
امثله:1- موسى عليه السلام:كانت معجزته العصى ،واليد لقوم برعوا في السحر واجادوا فنونه
2 - عيس عليه السلام:كانت معجزته ابراء الاكمة والابرص واحياء الموتى باذن الله ، لقوم كثرت فيهم الادواء المستعصيه والعلل المزمنه مع كثرة اطبائهم وحكمائهم.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم :اجرى الله تعالى على يديه كثيرا من الخوارق والمعجزات الحسيه التي قد تشمل في مجموعها كل انواع المعجزات والخوارق التي اجراها الله تعالى على يدي من سبقه من الانبياء ((درس معجزاته عليه الصلاه والسلام))0
المعجزه :وكان القرآن وحده هو المعجزه التي اختارها الله للآخر انبيائه ، وجعلها مناط التحدي لقومه ، والشاهد الرئيس على نبويه ،والدليل الواضح على صدقه فيما يبلغ عن ربه.
تحدي الله البشر : فالله سبحانه وتعالى تحدى المنكر لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم والمعارضين في ذلك ، تحداهم ان ياتوا بمثله ،فلما سجل عليهم العجز في ذلك ،تحداهم ان ياتوا بعشر سور من مثله ،ثم لما سجل عليهم العجز في ذلك ايضا ،تحداهم ان ياتوا بسوره من مثله ثم استبان عجزهم عن ذلك كله حتى كان اليأس الذي دفعهم الى القتال وسفك الدماء وتقديم الضحايا من الآباء والازواج والابناء سجل القرآن عليهم ،بل وعلى الثقلين جميعل من الانس والجن العجز المطلق ،عن الاتيان بشيء من مثل هذا القرآن حتى ولو كان لبعض ظهرا0
الادله على ذلك: 1 تحداهم بان ياتوا بمثله :قال تعالى (ام يقولون تقوله بل بل لا يؤمنون ،فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين)الطور 33،34
2 تحداهم بان ياتوا بعشر سور من مثله:قال تعالى : ( ام يقولون افتراه ،قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين) هود 13
3 تحداهم بان ياتوا بسوره واحده من مثله:قال تعالى : ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسوره من مثله وادعوا شهداء كم من دون الله ان كنتم صادقين)البقره23
تحداهم بان يجمتمعوا مع الجن وياتوا بمثله :قالوا تعالى : ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهرا )الاسراء 88
تاثر الكفار بالقرآن :عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي في المسجد ، واخذ يقرا القرآن ((والوليد بن المغيره )) قريب منه يستمع لقرائته ، فلما فطن لاستماعه اعاد القراءة، فكانه رق له ،فانطلق الى مجلس قومه بني مخزوم فقال:والله لقد سمعت من محمدا نفا كلاما ما هو من كلام الانس ، ولا من كلام الجن ، وان له لحلاوة ، وان عليه لطلاوه ،وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق ،وانه ليعلو وما يعلى وانه ليحطم ما تحته …….الخ.
قريش:فقالت قريش : صبأ والله الوليد ،والله لتصبان قريش كلهم ،فقال ابو جهل : انا كفيكموه ، وقعد اليه حزينا وكلمه بما احماه ، وما زال به حتى اتى مجلس قومه ،فقال:تزعمون ان محمدا مجنون ، فهل رايتموه يخنق ؟
وتقلون انه كاهن، فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا؟
وفي روايه: والله ما في قريش رجل اعلم مني بالشعر او رجزه او قصيده ، ولا والله ما يشبه الذي يقول محمد شيئا من هذا الشعر او ذلك الرجز ،وتزعمون انه كذاب ، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ فقالوا في ذلك كلة:اللهم لا ، ثم قالوا : فما هو ؟ ففكر ، وقدر ، ثم قال : ما هو الا سحر يؤثر ، اما رايتموه بفرق بين الرجل واهله وولده ومواليه ؟ فارتج النادي له فرحا ،وتفرقوا معجبين بقوله متعجبين منه.
قال تعالى: (كلا انه كان لا ياتنا عنيدا ،سارهقه صعودا انه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم ادبروا واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر ساصليه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحه للبشر عليها تسعه عشر ) المدثر 16،30
مراحل تنزيل القرآن وكيفياتها : ان القرآن الكريم من لدن الحق تبارك وتعالى على ثلاث مراحل :
التنزيل الاول : فهو صدور القرآن وانبثاقه من الذات الاقدس الى اللوح المحفوظ، وذلك امر من الامور الغيبيه الازليه التي جاء بها الخبر الصادق ولزمنا الايمان بها دون علم بكيفيتها ،اذ لا يعلم كيفية ذلك الا الله تعالى وكان هذا التنزيل جمله لا مفرقا وصدق الله العظيم حيث يقول :( بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ)البروج 12،22
التنزيل الثاني : فكان من اللوح من المحفوظ الى بيت العزه في السماء الدنيا ، وبيت العزهيقع في السماء الدنيا فوق الكعبه مباشره ، وهو المرتبه المهيأه لتلقي الاراده الالهيه بعد صدورها ثم القيام في تنفيذها حين وقتها حسب مشيئة الله تعالى ،وحكمته،وكان هذا التنزيل جمله واحده،كان لتنزيل من اللوح المحفوظ الى بيت العزه جملة واحده في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك .
قال تعالى:( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن )البقره 185
وقال :(انا انزلناه في ليله القدر )القدر 1
وقال:(انا انزلناه في ليله مباركه)الدخان 3
الادله من السنه: 1عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ( انزل القرآن جمله واحده الى سماء الدنيا في ليله القدر ، ثم نزل بعد ذلك عشرين سنه)
2وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزه في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم )0
3عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( انزل القرآن جمله واحده الى سماء الدنيا ، وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في اثر بعض )0
الاجماع :وقد انعقد الاجماع على نزوله جمله من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا حيث حفظ في بيت العزه ثم نزل بعد ذلك منجما
التنزيل الثالث والاخير : فهو نزول القرآن منجما من بيت العزه في السماء الدنيا الى هذه الارض وكان ذلك بواسطة جبريل عليه السلام حيث كان ينزل به مفرقا على حسب الحوادث والاحوال ، حسب مشيئة الله تعالى فيوحي به الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الله تعالى يجمعه له في صدره ، وينطقه على لسانه ، جمعا قدريا ،وصدق الله العظيم حيث يقول : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا حمعه وقرآنه ) القيامه 16،19
وقد دام هذا التنزيل عشرين سنه او ثلاثه وعشرين او خمسه وعشرين سنه، حسب الروايات في تحديد مده الرساله حيث ابتدأ من بدء الوحي باللآيات الاولى وانتهى بآخر ما نزل من القرآن قبل وفاته عليه السلام .
حكمة تعدد التنزيلات : ( من الله /اللوح/العزه/الحبيب)
استبطر العلماء لتعدد تنزيلات القرآن الكريم حكما كثيره منها:
1 فان قيل ما السر في انزاله جمله الى السماء الدنيا ؟
الجواب:فان في ذلك تفخيم لامره، وامر من نزل عليه، وذلك باعلان سكان السموات السبع ان هذا آخر الكتب المنزله على خاتم الرسل لاشرف الامم .
الخلاصه: ان انزال القرآن جمله واحده ، تشريفا للمنزل عليه صلى الله عليه وسلم .
2 الحكمه من التعدد هو تكريم بني آدم :فتكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ولهذا المعنى امر سبعين الف من الملائكه ان تشيع سوره الانعام.
3 الحكمه من ذلك نفي الشك عن القرآن :ففي تعدد النزول واماكنة ، مرة في اللوح المحفوظ واخرى في بيت العزه ، وثالثه على قلب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك التعدد مبالغه في الشك عن القرآن ،الكلام اذا سجل في سجلات متعددة كأن ذلك نفى للريب عنه.وادعى الى تسليم ثبوته مما لو سجل في سجل واحد فقط 0
الحكمه في نزوله منجما: ( أي مفرقا ) : وصحت له وجودات كثيرة كان ذلك انفى للريب عنه0
مقدمه :فأن قيل ما السر في نزوله منجماًً؟ وهلا نزل الى الارض جمله كسائر الكتب ؟؟
الجواب:هذا سؤال قد تولى الله سبحانه وتعالى جوابه فقال عز من قائل: ( وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جمله واحده ) ، يعنون كما انزل على من قبله من الرسل،فاجابهم الله تعالى: ( كذلك ) أي انزلناه كذلك مفرقا ( لنثبت به فؤادك )0
المعنى :أي لنقوي به قلبك فان الوحي اذا كان يتجدد لي كل حادثه كان اقوى بالقلب ، واشد عنايع بالمرسل اليه .
وقيل في معنى ( لنثبت به فؤادك) أي لنحفظه لك فانه عليه الصلاه والسلام ، كان اميا لا يقرأ ولا يكتب ، مفرق عليه ليثبت عنده حفظه بخلاف غيره من الانبياء والمرسلين 0
وقيل ايضا انما لم ينزل جمله واحده لانه منه الناسخ والمنسوخ ومنه ما هو جواب لسؤال،ومنه ما هو انكار على قول قيل ، او فعل فعل0
من حكم وفوائد انزاله منجما:
1 بالنسبه لموقف الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم ومن القرآن فان في كل مره من مرات النزول تحديا حديدا وتكرارا لفوزه صلى الله عليه وسلم ودحضا لاعدائه0
2في مجيء الجواب من عند الله تعالى بعد توجيه السؤال اليه صلى الله عليه وسلم وانتظاره للاجابه شهادة له بالنبوه وبانه لا ينطق عن الهوى ،وقد كان لهذا اثر بالغ في تصديق اهل الكتاب خاصه حينما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن اشياء يعرفونها من كتبهم السابقه
3كان الوحي ينزل على النبي اذا ما تعرض لشده او المت به كربة ، فكان يجد لذلك تفريجا من الله تعالى لهمه وارتباطا اقوى بربه وبانه تعالى بجانبه ولن يضيعه 0
4اما بالنسبه لامته عليه السلام فان فيه تيسرا عليهم في الحفظ وتخفيفا عليهم من العمل وتدرجا بهم في التربيه،كما كان في كل مره سكينه جديده تنزل في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم .
5واما بالنسبه للقرآن نفسه فقد كان ذلك التنجيم دلاله صادقه على انه من عند الله وشهاده ناطقه له بالاعجاز .
وضع الآيات بامر الله :فالآيه او ألآيات الجديده كانت تاتي ، فتوضع بامر الله ورسوله الى جوار آيه او آيات نزلت منذ سنوات 0
قال تعالى:(افلا يتار برون القرآن ،ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)النباء 82
للقرآن الكريم اسماء كثيره ذكر معظمها في صلب القرآن نفسه كما ورد بعضها في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، واكثر هذه الاسماء شهره واوضحها دلاله خمسه اسماء وردت كلها في القرآن وهي:
1 القرآن :
قال تعالى: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ) الاسراء 9
وقال تعالى : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على القرىن على الناس على مكث ) الاسراء 106
وقال تعالى : ( انه لقرآن كريم) الواقعه 77
2 الكتاب : قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) البقره 1 2
وقال تعالى : ( الم الله لا اله الا هو الحي القيوم ، نزل عليك الكتاب بالحق )ال عمران 3
وقال تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب فيه آيات محكمات من ام الكتاب واخر متشابهات ) ال عمران 7
3 الفرقان :قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) الفرقان 1
وقال تعالى : ( وانزل التوراه والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ) ال عمران 3 4
4 الذكر :قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) الحجر9
وقال تعالى : ( وهذا ذكر مبارك انزلناه )الانبياء 50
5 التنزيل :قال تعالى : وانه لتنزيل من رب العالمين) وقال : ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم ) فصلت 1 2
وقال تعالى : ( تنزيل من رب العالمين) الواقعه 80
دلالة هذه الاسماء :
1 2 القرآن والكتاب :من قرا وكتب باعتباره مقرؤا ومكتوبا ، وبها تين الوسيلتين حفظ الايتين والصدور ، وتسجيل الاقلام والسطور ن تم جمع القرآن تسجيله0
3 الفرقان:فهو صيغه مبالغه من ( فارق ) أي الذي يفرق بقوة ، لانه فرق بين الحق والباطل .
4 الذكر :من التذكير ضد النسيان والغفله كقوله تعالى: ( وانه لذكر لك ولقومك ) 44
التنزيل:فانه يدل على علو مصدره ، وعلى قدسية منزله، والى تلقي النبي صلى الله عليه وسلم له عن ربه(يفيد العلو لله فالتنزيل من اعلى الى اسفل)0
فمن اسماء القران اذن : 1القرآن 2الكتاب 3الفرقان4 الذكر 5التنزيل0
البعض:اسهب في تعدد اسماء القرآن حتى بلغوا بها العشرات من الاسماء فخلطوا بين ما هو اسم وبين ما هو صفه للقرآن الكريم ، بحيث سلخوا كل صفه وجعلوها اسما مستقلا بنفسه، فمثلا:
1 قوله تعالى ( انه لقرآن كريم ) وقوله ( وهذا ذكر مبارك )0
فعدوا لفظي (كريم ) و( ومبارك ) اسمين ، مع كونهما صفتين امر واضح لا يحتاج الى بيان .
الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي:
الفرق بين القرآن والحديث القدسي :
القرآن الكريم الحديث القدسي
1 الفظ والمعنى من الله 1 اللفظ من النبي والمعنى من الله
2 جاءنا عن طريق التواتر 2جاءنا عن طريق الآحاد
3متعبد بتلاوته 3ليس متعبد بتلاوته
4الحرف بحسنه 4ليس كذلك
5 تحدى الله به البشر 5لم يتحد الله به البشر
تعريف الحديث القدسي:هو كلام الذي يعبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى معين مسند الى الله تعالى ، اوحى الله به نبيه ليعبر عنه بلفظه هو حكاية عن الله عز وجل .
مثال:قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقول تعالى : يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا … الحديث0
تعريف الحديث النبوي :هو كل كلام ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه قاصدا به الهدايه والارشاد حسب مقتضى النبوه.
مثال:قوله صلى الله عليه وسلم : ( انما الاعمال بالنيات……)0
القرآن واللفظ العربي: ان القرآن الكريم قد جاء بلفظه ومعناه من عند الله عز وجل ، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لجبريل أي مدخل في صياغه لفظه او اختيار كلماته ، وانما جبريل تلقاه هكذا بلفظه ومعناه.
تكفل الله بحفظه وجمعه :لقد رفع الله تعالى عبء المعاناة فبتكرار لفظه حتى يحفظه ولا ينساه فجعل حفظه له اضطراريا قدريا ، كما قال تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به ان عليناجمعه وقرآنة).القيامه 16 ،17
الدليل على ان القرآن ليس فيه تدخل في الصياغه:
قال تعالى :( قل اوحي الي اية استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا) الجن 1
وقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق 1
وقال:( قل يا ايها الكافرون )وقال( قل هو الله احد )0
وقال : (قل اعوذ برب الفلق )وقال : (قل اعوذ برب الناس)0
فالشاهد :انه صلى الله عليه وسلم لو كان له أي تصرف او تدخل في الصياغه لكان يكفيه ان يردد القول المأمور به فقط فيقول :سأوحي الي بدلا من ( قل اوحي الي ) او باسم ربي الذي خلق بدلا من ( اقلاا باسم ربك الذي خلق ) او يا ايها الكافرون بدلا من ( قل يا ايها الكافرون ) او الله احد الله الصمد بدلا من ( قل هو الله احد الله الصمد ) او اعوذ برب الفلق بدلا من ( قل اعوذ برب الفلق ) او اعوذ برب الناس بدلا من ( قل اعوذ برب الناس ) وهكذ ، أي بامكانه ان يلغي كلمة (قل) ويكتفي بالمعنى ، ولكن حاشاه صلى الله عليه وسلم ان يزيد او ينقص في القرآن الكريم ،
الخلاصه :النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ليس له فيه الا دور التلقي والبلاغ ، كما قال تعالى ( ان عليك الا البلاغ ) الشورى 48
ولهذه عجزت قريش 0
· وضح لو كان القرآن منه لما قال (قل)
هل في القرآن الفاظ غير عربيه :الجواب لا0
ليس في القرآن الكريم الفاظ غير عربيه، والدليل على منك،قال تعالى : ( انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف 2
وقال: (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين ) الشعراء 193،195
التحدي : ثم هو ايضا مقتضى التحدي الذي تحدى الله به فصحاء العرب وبلغاءهم ليعجزهم عن الايتيان بشيء من مثله ليكون ذلك الاعجاز شاهدا على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم0
تحذير العلماء :فالعلماء رحمهم الله اعدوا او حذروا من المخالفه لوقوع في القول على القرآن بما ليس فيه.
بعض العلماء: قالوا ان هناك كلمات غير عربيه في القرآن مثل كلمات : الطور /القسطاس/السجل/المهل/السندس وغيرها
الجواب:ان تلك الكلمات وغيرها من ذوات الاصول غير العربيه قد جرى استعمالها من زمن بعيد على السنه العرب ودخلت في تركيب لغتهم حتى لم يعد لاصلها الاعجمي ذكر فاصبحت عربيه من هذا الوجة ،ونزل القرآن متضمنا لها
الخلاصه : ان هذا القرآن عربي مبين في مجمله وتفصيله ومفرداته وتراكيبه كما اخبر بذلك رب العالمين
اعجاز القرآن : الاعجاز هو ايقاع الغير في العجز
سنه الله: وقد جرت سنه الله تعالى مع انيائه ان يؤيدهم بامور معجزه لاقوامهم يجريهما على ايديهم او يسخرها لامرهم تحديا للمنكرين على اقوامهم ، وهذا ما عرف في النبوات بالمعجزات
المعجزه: هي امر خارق للعاده يجريه الله على يد النبي مقرؤا بالتحدي لمعارضيه تصديقا له فيما يدعيه فكان الله تعالى يقول : ( صدق عبدي فيما يبلغ عني)0
اما اذا لم تكن مقرونه بتحدي فتعتبر كرامة0
المعجزه من جنس ما برع فيه القوم: كما كان من سنه الله تعالى ان تاتي معجزه النبي من جنس ما برع فيه قومه من علوم او فنون .
امثله:1- موسى عليه السلام:كانت معجزته العصى ،واليد لقوم برعوا في السحر واجادوا فنونه
2 - عيس عليه السلام:كانت معجزته ابراء الاكمة والابرص واحياء الموتى باذن الله ، لقوم كثرت فيهم الادواء المستعصيه والعلل المزمنه مع كثرة اطبائهم وحكمائهم.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم :اجرى الله تعالى على يديه كثيرا من الخوارق والمعجزات الحسيه التي قد تشمل في مجموعها كل انواع المعجزات والخوارق التي اجراها الله تعالى على يدي من سبقه من الانبياء ((درس معجزاته عليه الصلاه والسلام))0
المعجزه :وكان القرآن وحده هو المعجزه التي اختارها الله للآخر انبيائه ، وجعلها مناط التحدي لقومه ، والشاهد الرئيس على نبويه ،والدليل الواضح على صدقه فيما يبلغ عن ربه.
تحدي الله البشر : فالله سبحانه وتعالى تحدى المنكر لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم والمعارضين في ذلك ، تحداهم ان ياتوا بمثله ،فلما سجل عليهم العجز في ذلك ،تحداهم ان ياتوا بعشر سور من مثله ،ثم لما سجل عليهم العجز في ذلك ايضا ،تحداهم ان ياتوا بسوره من مثله ثم استبان عجزهم عن ذلك كله حتى كان اليأس الذي دفعهم الى القتال وسفك الدماء وتقديم الضحايا من الآباء والازواج والابناء سجل القرآن عليهم ،بل وعلى الثقلين جميعل من الانس والجن العجز المطلق ،عن الاتيان بشيء من مثل هذا القرآن حتى ولو كان لبعض ظهرا0
الادله على ذلك: 1 تحداهم بان ياتوا بمثله :قال تعالى (ام يقولون تقوله بل بل لا يؤمنون ،فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين)الطور 33،34
2 تحداهم بان ياتوا بعشر سور من مثله:قال تعالى : ( ام يقولون افتراه ،قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين) هود 13
3 تحداهم بان ياتوا بسوره واحده من مثله:قال تعالى : ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسوره من مثله وادعوا شهداء كم من دون الله ان كنتم صادقين)البقره23
تحداهم بان يجمتمعوا مع الجن وياتوا بمثله :قالوا تعالى : ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهرا )الاسراء 88
تاثر الكفار بالقرآن :عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي في المسجد ، واخذ يقرا القرآن ((والوليد بن المغيره )) قريب منه يستمع لقرائته ، فلما فطن لاستماعه اعاد القراءة، فكانه رق له ،فانطلق الى مجلس قومه بني مخزوم فقال:والله لقد سمعت من محمدا نفا كلاما ما هو من كلام الانس ، ولا من كلام الجن ، وان له لحلاوة ، وان عليه لطلاوه ،وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق ،وانه ليعلو وما يعلى وانه ليحطم ما تحته …….الخ.
قريش:فقالت قريش : صبأ والله الوليد ،والله لتصبان قريش كلهم ،فقال ابو جهل : انا كفيكموه ، وقعد اليه حزينا وكلمه بما احماه ، وما زال به حتى اتى مجلس قومه ،فقال:تزعمون ان محمدا مجنون ، فهل رايتموه يخنق ؟
وتقلون انه كاهن، فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا؟
وفي روايه: والله ما في قريش رجل اعلم مني بالشعر او رجزه او قصيده ، ولا والله ما يشبه الذي يقول محمد شيئا من هذا الشعر او ذلك الرجز ،وتزعمون انه كذاب ، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ فقالوا في ذلك كلة:اللهم لا ، ثم قالوا : فما هو ؟ ففكر ، وقدر ، ثم قال : ما هو الا سحر يؤثر ، اما رايتموه بفرق بين الرجل واهله وولده ومواليه ؟ فارتج النادي له فرحا ،وتفرقوا معجبين بقوله متعجبين منه.
قال تعالى: (كلا انه كان لا ياتنا عنيدا ،سارهقه صعودا انه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم ادبروا واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر ساصليه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحه للبشر عليها تسعه عشر ) المدثر 16،30
مراحل تنزيل القرآن وكيفياتها : ان القرآن الكريم من لدن الحق تبارك وتعالى على ثلاث مراحل :
التنزيل الاول : فهو صدور القرآن وانبثاقه من الذات الاقدس الى اللوح المحفوظ، وذلك امر من الامور الغيبيه الازليه التي جاء بها الخبر الصادق ولزمنا الايمان بها دون علم بكيفيتها ،اذ لا يعلم كيفية ذلك الا الله تعالى وكان هذا التنزيل جمله لا مفرقا وصدق الله العظيم حيث يقول :( بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ)البروج 12،22
التنزيل الثاني : فكان من اللوح من المحفوظ الى بيت العزه في السماء الدنيا ، وبيت العزهيقع في السماء الدنيا فوق الكعبه مباشره ، وهو المرتبه المهيأه لتلقي الاراده الالهيه بعد صدورها ثم القيام في تنفيذها حين وقتها حسب مشيئة الله تعالى ،وحكمته،وكان هذا التنزيل جمله واحده،كان لتنزيل من اللوح المحفوظ الى بيت العزه جملة واحده في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك .
قال تعالى:( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن )البقره 185
وقال :(انا انزلناه في ليله القدر )القدر 1
وقال:(انا انزلناه في ليله مباركه)الدخان 3
الادله من السنه: 1عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ( انزل القرآن جمله واحده الى سماء الدنيا في ليله القدر ، ثم نزل بعد ذلك عشرين سنه)
2وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزه في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم )0
3عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( انزل القرآن جمله واحده الى سماء الدنيا ، وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في اثر بعض )0
الاجماع :وقد انعقد الاجماع على نزوله جمله من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا حيث حفظ في بيت العزه ثم نزل بعد ذلك منجما
التنزيل الثالث والاخير : فهو نزول القرآن منجما من بيت العزه في السماء الدنيا الى هذه الارض وكان ذلك بواسطة جبريل عليه السلام حيث كان ينزل به مفرقا على حسب الحوادث والاحوال ، حسب مشيئة الله تعالى فيوحي به الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الله تعالى يجمعه له في صدره ، وينطقه على لسانه ، جمعا قدريا ،وصدق الله العظيم حيث يقول : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا حمعه وقرآنه ) القيامه 16،19
وقد دام هذا التنزيل عشرين سنه او ثلاثه وعشرين او خمسه وعشرين سنه، حسب الروايات في تحديد مده الرساله حيث ابتدأ من بدء الوحي باللآيات الاولى وانتهى بآخر ما نزل من القرآن قبل وفاته عليه السلام .
حكمة تعدد التنزيلات : ( من الله /اللوح/العزه/الحبيب)
استبطر العلماء لتعدد تنزيلات القرآن الكريم حكما كثيره منها:
1 فان قيل ما السر في انزاله جمله الى السماء الدنيا ؟
الجواب:فان في ذلك تفخيم لامره، وامر من نزل عليه، وذلك باعلان سكان السموات السبع ان هذا آخر الكتب المنزله على خاتم الرسل لاشرف الامم .
الخلاصه: ان انزال القرآن جمله واحده ، تشريفا للمنزل عليه صلى الله عليه وسلم .
2 الحكمه من التعدد هو تكريم بني آدم :فتكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ولهذا المعنى امر سبعين الف من الملائكه ان تشيع سوره الانعام.
3 الحكمه من ذلك نفي الشك عن القرآن :ففي تعدد النزول واماكنة ، مرة في اللوح المحفوظ واخرى في بيت العزه ، وثالثه على قلب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك التعدد مبالغه في الشك عن القرآن ،الكلام اذا سجل في سجلات متعددة كأن ذلك نفى للريب عنه.وادعى الى تسليم ثبوته مما لو سجل في سجل واحد فقط 0
الحكمه في نزوله منجما: ( أي مفرقا ) : وصحت له وجودات كثيرة كان ذلك انفى للريب عنه0
مقدمه :فأن قيل ما السر في نزوله منجماًً؟ وهلا نزل الى الارض جمله كسائر الكتب ؟؟
الجواب:هذا سؤال قد تولى الله سبحانه وتعالى جوابه فقال عز من قائل: ( وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جمله واحده ) ، يعنون كما انزل على من قبله من الرسل،فاجابهم الله تعالى: ( كذلك ) أي انزلناه كذلك مفرقا ( لنثبت به فؤادك )0
المعنى :أي لنقوي به قلبك فان الوحي اذا كان يتجدد لي كل حادثه كان اقوى بالقلب ، واشد عنايع بالمرسل اليه .
وقيل في معنى ( لنثبت به فؤادك) أي لنحفظه لك فانه عليه الصلاه والسلام ، كان اميا لا يقرأ ولا يكتب ، مفرق عليه ليثبت عنده حفظه بخلاف غيره من الانبياء والمرسلين 0
وقيل ايضا انما لم ينزل جمله واحده لانه منه الناسخ والمنسوخ ومنه ما هو جواب لسؤال،ومنه ما هو انكار على قول قيل ، او فعل فعل0
من حكم وفوائد انزاله منجما:
1 بالنسبه لموقف الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم ومن القرآن فان في كل مره من مرات النزول تحديا حديدا وتكرارا لفوزه صلى الله عليه وسلم ودحضا لاعدائه0
2في مجيء الجواب من عند الله تعالى بعد توجيه السؤال اليه صلى الله عليه وسلم وانتظاره للاجابه شهادة له بالنبوه وبانه لا ينطق عن الهوى ،وقد كان لهذا اثر بالغ في تصديق اهل الكتاب خاصه حينما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن اشياء يعرفونها من كتبهم السابقه
3كان الوحي ينزل على النبي اذا ما تعرض لشده او المت به كربة ، فكان يجد لذلك تفريجا من الله تعالى لهمه وارتباطا اقوى بربه وبانه تعالى بجانبه ولن يضيعه 0
4اما بالنسبه لامته عليه السلام فان فيه تيسرا عليهم في الحفظ وتخفيفا عليهم من العمل وتدرجا بهم في التربيه،كما كان في كل مره سكينه جديده تنزل في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم .
5واما بالنسبه للقرآن نفسه فقد كان ذلك التنجيم دلاله صادقه على انه من عند الله وشهاده ناطقه له بالاعجاز .
وضع الآيات بامر الله :فالآيه او ألآيات الجديده كانت تاتي ، فتوضع بامر الله ورسوله الى جوار آيه او آيات نزلت منذ سنوات 0
قال تعالى:(افلا يتار برون القرآن ،ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)النباء 82