خالد علي فالح السحيمي
12-22-2010, 11:05 AM
جد نفسك وكن نفسك
يقول أنجيلو: "ما من تعيس اكثر من الذي يتوق ليكون شخصا آخر مختلفا عن شخصه جسدا وعقلا " فأنت لا يمكنك القيام بدور القرد ولا تستطيع أن تكون ببغاء
يقول وود: "علمتني التجربة أن اسقط فوراً من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة"
كن نفسك ...وكن سعيداً بذلك ... يقول "آلدسون" في مقالته " الاعتماد على النفس: "هناك فترة في حياة الإنسان الثقافية، يصل خلالها الى القناعة أن الحسد جهل وان التقليد هو انتحار ... وان علية تقبل ذاته بميزاتها وهفواتها "
إليك هذه الوسيلة الشعرية التي وصفها "مالتوش ":
إذا لم تستطع أن تكون شجرة صنوبر في قمة التلة، كن شجيرة في الوادي, كن افضل شجرة بجانب الينبوع كن شجرة، إن لم تستطع أن تكون شجرة، كن عشبا واجعل الطريق زاهية لا يمكننا أن نكون جميعنا قادة، بل بحارة فكل واحد لديه عمل هناك عمل كبير وعمل اقل يجب القيام به والمهمة الملقاة على عاتقنا يجب أن ننجزها أن لم تستطيع أن تكون طريقا، كن ممرا أن لم تستطيع أن تكون شمسا، كن نجما لان الحجم لن يساعدك على النجاح أو الفشل, فكن افضل مما أنت عليه
إذن: لنحاول أن لا نقلد الآخرين. لنكتشف أنفسنا ونكون أنفسنا.
لم انا قلق؟
يقول هارولد ابوت :
"شعرتُ بالكآبة لان لا حذاء لدي، حتى التقيت في الشارع برجل لا ساقين له "
سئل "ريكنباكر " ما هو احسن درس تعلمه من خلال بقائه واحد وعشرين يوما في قارب النجاة مع رفاقه، تائهين بيأس في المحيط الباسيفيكي، فقال:
"إن اكبر درس تعلمته من تلك التجربة هو، يجب أن لا تتذمر إن كان لديك الماء والطعام الكافي " وهناك قائد أصيبت حنجرته بشظية، فكتب الى طبيبه يسأله: "سأعيش؟ "أجابه الطبيب: "نعم" ثم كتب له ثانية يسأله: "هل سأستطيع النطق؟ "وجاء الجواب: "نعم" بعد ذلك كتب يقول: "إذن، لم أنا قلق هكذا؟ "نعم" لم لا تتوقف الآن وتسأل نفسك: "لم أنا قلق؟" ربما تكتشف أن الأمر غير مهم وسخيف.
حوالي تسعين بالمئة من الأشياء في حياتنا هي صحيحة. وحوالي عشرة بالمئة منها هي خطأ. فإن أردنا أن نكون سعداء كل ما علينا هو التركيز على التسعين بالمئة الصحيحة وتجاهل العشرة بالمئة الخطأ. وان أردنا أن نقلق ونتألم ونصاب بقرحة المعدة، ما علينا سوى التركيز على العشرة بالمئة الخطأ وتجاهل التسعين بالمئة الصالحة
إذن: عدد نعمك _ وليس متاعبك
الانتقاد
تذكر أن ما من أحد يرفس كلباَ ميتاً ... نعم، كلما كان الكلب مهماً كلما ازداد الناس قناعة لرفسة وعندما ترفس وتنتقد، تذكر أن ذلك يبعث في نفس الشخص الآخر شعورا بالأهمية كما أن ذلك يعني انك أنجزت شيئا يستحق الانتباه. الجنرال "غرانت " حقق انتصاراً ساحقاً جعله معبود الجماهير بين ليلة وضحاها. ومع ذلك ... وخلال الأسابيع الستة من تحقيقه ذلك الانتصار العظيم، تم القبض علية وتجريده من جيشه فبكى من الإهانة واليأس.
لماذا تم القبض على الجنرال غرانت وهو في أوج انتصاره؟ لأنه أثار غيرة وحسد من هم أعلى منة.
إذن: إذا كنا نميل الى القلق بسبب الانتقاد غير العادل: تذكر أن الانتقاد غير العادل هو مجاملة مبطنة، تذكر أن ما من أحد يرفس كلبا ميتا.
افعل هذا ولن يؤذيك الانتقاد
عندما اسمع إهانة، لا أدير رأسي لأرى من ينطق بها، هذا ما قاله ((باتلر العجوز )) ذو العين الثاقبة وشيطان الجحيم هل تذكره...؟! ربما لم يكن ذو العين الثاقبة يهتم للانتقاد لكن هناك شيء مؤكد: معظمنا يحمل الإهانة والتهم الباطلة التي يتهم بها على محمل الجد… هل تدرك أن الناس لا تفكر بك أو بي، أو يهتمون لما يقال عنا… إنهم يفكرون بأنفسهم قبل الفطور وبعده، وحتى منتصف الليل…
وهم سيهتمون بصداعهم ألف ضعف ما يهتمون بنبأ وفاتك أو وفاتي. وإن خدعنا وحيكت حولنا الأكاذيب وطعنا من الظهر وألقينا في النهر من أقرب الأصدقاء ـ لنتجنب الغرق في رثاء الذات. ربما لا تستطيع إبعاد الناس عن انتقادك بشكل عادل، لكنك تستطيع أن تفعل شيْا اكثر أهمية: تستطيع أن تقرر عما إذا كنت ستسمح للاتهام الباطل التأثير عليك. وإليك هذه النصيحة:
إفعل ما تريد طالما انك تدرك تماما انك على حق ـ لأنك ستنتقد على أية حال
هناك عجوز ألماني خاض مشادة حامية مع العمال الآخرين انتهت بإلقائه في النهر، وعندما سئل ما الذي قاله للرجال الذين ألقوا به في النهر، أجاب: ضحكت فقط ! اجعل هذه الكلمات شعارا لك: اضحك فقط إذا كنت عرضه للانتقاد الباطل ... ترى، لو عكسنا الموقف وكنت أنت الناقد، فماذا يمكنك أن تقول عن من (( يضحك فقط )
إذن: حين تكون عرضه للانتقاد الخاطئ: ابذل قصارى جهدك، ثم امسك بمظلتك القديمة لتمنع مطر الانتقاد من الانزلاق داخل عنقك
ابدأ بنفسك
المخطئ يلوم الجميع ما عدا نفسه: ونحن جميعا هكذا، اعلم أن الانتقاد كالحمام الداجن
يعود دائما الى مصدره. والشخص الذي نحاول إصلاحه سيبرر نفسه وينتقدنا. هل تعرف أحدا تريد أن تغيره وتحسنه؟ حسنا، هذا جيد. لكن لما لا تبدأ بنفسك؟ قال براونغ:
"حين يبدأ المرء بخلاف مع نفسه تصبح له قيمة… "
أن إصلاح نفسك يستغرق وقتا طويلا وبعدئذ تستطيع أن تكرس عطلاتك وأوقات فراغك لإصلاح وتغيير الآخرين لكن ابدأ بنفسك. قال أحدهم: "لا تتذمر من الثلج المتساقط على سقف جارك حين تكون عتبتك مليئة بالثلج"
إن أي أحمق يستطيع أن ينتقد ويتذمر- ومعظم الحمقى يفعلون ذلك… لكن على المرء أن يسيطر على نفسه وان يكون متفهما ومسامحا… قال كارليل: "إن الرجل العظيم يظهر عظمته من خلال الطريقة التي بها يعامل السفهاء"
فبدلا من انتقاد الآخرين لنحاول أن نفهم ولنحاول التفكير لماذا هم يفعلون ذلك… إن هذا يجدي اكثر من الانتقاد كما انه يولد المحبة ومثلما قال د. جولسون: "إن الله نفسه لا يحاكم الإنسان حتى نهاية أيامه" فلم نحاكمه أنا وأنت؟
السر الكبير للتعامل مع الناس
هناك طريقة واحدة تحت السماء العالية تمكنك من استدراج أي إنسان للقيام بأي شيء، فهل توقفت ذات مرة وتساءلت ما هي؟ نعم، طريقة واحدة فقط، وهي استدراج الشخص الآخر لكي يرغب في القيام بها… طبعا تستطيع أن تجعل الإنسان يعطيك ساعته إذا ما صوبت مسدسك الى صدره ولكنها طريقة وحشية ونتائجها وخيمة… والطريقة الوحيدة التي أستطيع اتباعها لكي تفعل كل ما أريده هي بمنحك ما تريده أنت… فما هو الشيء الذي تريده؟؟؟ انه ما يسميه "فرويد": "الرغبة في أن تكون عظيما" وما يسميه "ديوي": "الرغبة في الأهمية" إن من يستطيع فعل ذلك يمتلك العالم ومن لم يستطع يسير الدرب وحيدا
إذهب كل صيف لصيد الأسماك.. أنا شخصيا مولع جدا بالفريز والكريما واجد غرابة لان السمك يفضل الديدان لكني حين اذهب الى الصيد لا أفكر بما ارغب به بل بما ترغب به الأسماك فلا أضع طعما من الفريز والكريما في الصنارة بل أضع دودة أمام السمكة وأقول: "ألا ترغبين في الحصول على هذا؟" لم لا نستخدم هذا المنطق في اصطياد الإنسان؟ استخدم الطعم الذي يلائم الصيد
… فلماذا نتحدث عما نريده؟ هذا أمر طفولي وسخيف… إن الطريقة الوحيدة للتأثير على الشخص الآخر هي أن تتحدث عما يريده هو… ربما ترغب أن تقنع شخصا ما للقيام بشيء… قبل أن تتكلم توقف واسأل: "كيف أستطيع أن اجعله يرغب في ذلك؟"
لنردد هذه النصيحة الحكيمة:
"ولد في الشخص الآخر رغبة جامحة فمن يستطيع أن يفعل ذلك يمتلك العالم ومن لم يستطع يسير الدرب وحيدا"
وإذا أردت أن تكون محبوبا وموضع ترحيب فتذكر قول الشاعر الروماني :
"لا نهتم بالآخرين إلا بعد اهتمامهم بنا"
إذن: وجه اهتمامك نحو الآخرين… هل تحب أن تعرف كيف تجعل امرأة تقع في حبك؟ لا تلجأ الى الحيلة أبدا… كل ما عليك القيام به هو الحديث الى المرأة عن نفسها… والطريقة ذاتها تفيد مع الرجال: "تحدث الى الرجل عن نفسه" واجعل الشخص الآخر يشعر بأهميته- افعل ذلك بصدق
الطريقة الاكيدة ليصبح لك اعداء
باستطاعتك أن تخبر الشخص الآخر انه مخطئ من خلال نظرة او نبرة او حركة… تماما مثلما تستطيع الكلمات… إن أخبرته انه مخطئ كيف تريد منه أن يوافقك الرأي؟؟؟ لن يفعل ذلك لأنك وجهت ضربة مباشرة الى ذكائه وحكمته وغروره واعتداده بنفسه الأمر الذي سيدفعه الى التصلب برأيه ولن تغير رأيه لأنك جرحت مشاعره… لا تبدأ أبدا بقول: "سأبرهن كذا وكذا لك" هذا أسلوب سيئ لان ذلك يماثل قولك: "أنا أذكى منك، لذا سأخبرك بشيء يغير رأيك" إن هذا رهان وهو يثير
العداء ويدفع الشخص الآخر الى القتال قبل أن تبدأ بحديثك وهذا أمر صعب حتى في الظروف العادية أن نغير رأي الآخرين فلماذا نعقد الأمور؟ لماذا نعوّق أنفسنا؟ إذا أردت أن تبرهن شيئا لا تدع الآخرين يعرفون ذلك بل افعل ذلك بصمت وذكاء كي لا يشعر أحد بذلك
"يجب أن تعلم الناس وكأنك لم تعلمهم" كن اكثر حكمة من سائر الناس إذا استطعت لكن لا تخبرهم بذلك...
قلما اصدق اليوم أي شيء كنت اصدقه منذ عشرين سنة- ما عدا جدول الضرب وبدأت اشك بمعلوماتي حتى حين اقرأ عن اينشتاين وبعد عشرين سنة أخرى ربما لن أعود اصدق ما ذكرته في الكتاب والآن لست متأكدا جدا من كل شيء كنت متأكدا منه
… قال سقراط: "الشيء الوحيد الذي اعرفه هو أنني لا اعرف شيئا"
حسنا، لا نأمل أن أكون أذكى من سقراط لذلك ابتعدت عن إخبار الآخرين انهم على خطأ ووجدت أن ذلك يجدي… إذا قال إنسان عبارة تعتقد أنها خطأ- مع انك تعلم أنها خطأ- أليس من الأفضل أن تبدأ بالقول: "حسنا، انظر الآن، أظن أن لي فكرة أخرى وربما أكون مخطئا إذ طالما كنت كذلك وإذا كنت مخطئا أريد أن أصحح خطأي… فلنتحرى الوقائع.. إن هذا السحر سحر إيجابي يكمن في مثل هذه العبارات: "ربما كنت مخطئا، طالما كنت كذلك، لنتحرى الوقائع"
ليس من أحد في السماء او على الأرض او في الماء او تحت الأرض سيعارض قولك: "ربما كنت مخطئا…
لنتحرى الوقائع" وصدقني حين نكون مخطئين ربما نعترف بذلك في قرارة أنفسنا لكن إذا عوملنا بلطف وكياسة ربما نعترف بذلك أمام الآخرين ربما نفتخر بصراحتنا ورحابة صدرنا ولكن الأمر يختلف حين يحاول الآخرون انتزاع الحقيقة منا انتزاعا
… يقول فرانكلين:
"اتخذت لي قاعدة وهي أن أتحمل كل انتقاد كدت أتوجه به نحو الآخرين وتوجيه الثناء المخلص بدلا من ذلك حتى أني منعت نفسي من استخدام أية كلمة او تعبير في اللغة يوحي برأي محدد مثل كلمة "بالتأكيد" و "من دون شك" وتبنيت عوضا عن ذلك كلمات"اعتقد" "افترض" "أتصور" أن يكون الأمر كذا وكذا
… او "يبدو لي في الوقت الحاضر" وحين يؤكد شخص آخر شيئا اعتقد انه خطأ امتنع عن لذة انتقاده بسرعة وإظهار خطأ مقترحاته وابدأ الإجابة أن في بعض الحالات والظروف ربما يصح رأيه لكن الأمر يختلف في الوضع الحالي وسرعان ما وجدت نتائج فعالة من جراء تغيير أسلوبي وقد لاقت طريقتي المتواضعة قبولا جيدا وانتقادا اقل وبذلك استطعت أن اجعل الآخرين يتخلون عن أخطائهم والوقوف الى جانبي حين أكون على حق…"
إذن إذا أردت أن تستميل الناس الى طريقتك في التفكير ابد احترامك لآراء الآخرين ولا تخبر إنسانا انه مخطئ.
الطريق العام الى تفكيرالناس
إذا ثار غضبك وتفوهت بكلمة او اثنتين ستجد الوقت ملائما لتفريغ غيظك لكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك الراحة؟ وهل نبرتك القتالية وأسلوبك المعادي
يسهل عليك الاتفاق معه؟ قال وودرو ويلسون:
"إذا جئتني وقبضتك منكمشة أعدك أن قبضتي ستكون اشد من قبضتك وإذا جئتني تقول، دعنا نجلس ونتحادث وان اختلفت آراؤنا لنتفهم أسباب الخلاف عندئذ نكتشف أننا لا تختلف كثيرا وان النقاط التي لا نتفق عليها قليلة بينما النقاط التي نتفق عليها كثيرة وان كان لدينا الصبر والأناة والنية على الاتفاق فإننا سنتفق"
إذا كان قلب الشخص الآخر مليئا بالضغينة والسخط نحوك لن تتمكن من إقناعه بوجهة نظرك ولو استخدمت منطق الدنيا فالآباء الناهرون والرؤساء والأزواج المسيطرون والزوجات المتذمرات يجب أن يعلموا أن الآخرين لا يرغبون في تغيير آرائهم وليس باستطاعة أحد أن يحملهم على القيام بذلك ولكن بالإمكان اقتيادهم لفعل ذلك إذا كنا لطفاء وودودين اكثر مما نحن في الواقع قال "لنكولن" ذلك قبل اكثر من مئة سنة،إليك كلماته:
"هناك قول قديم حقيقي يقول:"إن قطرة عسل تجذب ذبابا اكثر من غالون علقم" والأمر كذلك بالنسبة للناس فإن أردت أن تجذب الشخص الآخر الى وجهة نظرك أقنعه أولا انك صديقه المخلص وسيكون ذلك قطرة العسل التي تجذب قلبه وبالتالي تفكيره"
قرأت ذات يوم قصة خرافية عن الشمس والريح فقد اختلف الاثنان أيهما أقوى فقالت الريح للشمس:"سأبرهن أنني الأقوى،هل ترين هذا الرجل العجوز الذي يرتدي المعطف؟أراهن أن باستطاعتي أن اجعله يخلع معطفه أسرع منك.. وقفت الشمس وراء غيمة وبدأت الريح تهب حتى كادت تكون عاصفة وكلما اشتدت الريح كلما ازداد الرجل تمسكا بمعطفه
…
واخيرا هدأت الريح واستسلمت ثم خرجت الشمس من وراء الغيمة وابتسمت برفق للرجل وسرعان ما مسح جبينه وخلع معطفه عندئذ قالت الشمس للريح إن اللطف والصداقة هما دائما أقوى من العنف والقسوة
إذن حين ترغب أن تجذب الناس الى طريقة تفكيرك ابدأ الحديث بطريقة ودية
سر سقراط
أثناء التحدث الى شخص ما لا تبدأ بمناقشة الأشياء التي تختلفان حولها …بل ابدأ بالتأكيد –وثابر على التأكيد- على الأشياء التي تتفقان بشأنها …استدرج الشخص الآخر ليقول:"اجل،اجل" منذ البداية واجعله يتجنب قول"كلا" يقول البروفيسور "اوفرستريت" في كتابه"التأثير بالسلوك الإنساني":
"إن الجواب السلبي هو اصعب معضلة يمكن التغلب عليها حين يقول إنسان"كلا"، جميع كبريائه يتطلب منه أن يبقى مصرا على رأيه وربما يشعر فيما بعد أن "كلا" هي الجواب الخطأ بالإضافة الى وجوب اخذ كبرياءه بعين الاعتبار فحين يقول شيئا يجب أن يلازم قوله وهكذا من المهم جدا أن نبدأ حديثا من الناحية الإيجابية"
إن المتحدث البارع هو من يحصل "منذ البداية على عدد من الأجوبة الإيجابية" .. كان سقراط فتى لامعا مع انه قضى عمره عاري القدمين وتزوج من فتاة عمرها تسعة عشرة سنة في حين كان عمره أربعين والصلع قد غزا رأسه .. لقد فعل شيئا لم تستطع حفنة من رجال التاريخ أن تفعله: غيّر مجرى تفكير الإنسانية والان وبعد ثلاثة وعشرين قرنا من وفاته يحتفل بذكراه على انه اعقل المقنعين الذين استطاعوا التأثير بهذا العالم المتشابك فما هي طريقته؟ هل كان يخبر الناس انهم مخطئون؟ كلا ليس سقراط من يفعل ذلك ، لقد كان عاقلا جدا ليفعل ذلك وطريقته التي تدعى الآن "طريقة سقراط" ترتكز على استدراج الشخص الآخر لقول "نعم" فكان يكسب الموافقة اثر الموفقة حتى يحصل على ملء ذراع من أجوبة"نعم" ويبقى هكذا حتى يجد الشخص الآخر وقد عانق النتيجة التي كان يرفضها كليا منذ دقائق قليلة
… في المرة القادمة حين نريد أن نتظاهر بالذكاء وتخبر الشخص الآخر انه على خطأ … لنتذكر سقراط العاري القدمين ونسأل أسئلة لطيفة-أسئلة تستدعي الإجابة بنعم… لدى الصينيين قول مأثور يحفل بالحكمة:
" من يخطو بلطف يسر طويلا"
إذن إذا أردت أن تجذب الناس الى طريقة تفكيرك استدرج الشخص الآخر لقول"نعم" في الحال
منذ خمسة وعشرين قرنا قال أحد حكماء الصين واسمه لاوتسي،بعض الأشياء التي لا بد أن تنال إعجابك..:
"إن سبب تلقي البحار والأنهار مياه مئات الينابيع الجبلية يكمن في كونها أدنى منها وهكذا تستطيع التحكم بكل الينابيع الجبلية وهكذا إن أراد الحكيم أن يكون فوق سائر الناس يجب أن يضع نفسه خلفه وهكذا رغم وجوده فوق سائر الناس فهم لن يشعروا بثقله ورغم وجوده في المقدمة فهم لن يعتبروا ذلك إهانة"
إليك بهذه النصيحة:
"دع الشخص الآخر يشعر أن الفكرة هي فكرته لان ما من شخص يحب أن يقال له افعل شيء نحن نفضل أن نتصرف طبقا لأفكارنا وكم هو مزعج أن يفرض الغير آرائهم علينا
إذن اجعل الشخص الآخر يشعر أن الفكرة هي فكرته … قدّم له المقترحات واتركه يفكر بالنتائج بنفسه
منقووووووووووول
من إيميلي للفائدة
يقول أنجيلو: "ما من تعيس اكثر من الذي يتوق ليكون شخصا آخر مختلفا عن شخصه جسدا وعقلا " فأنت لا يمكنك القيام بدور القرد ولا تستطيع أن تكون ببغاء
يقول وود: "علمتني التجربة أن اسقط فوراً من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة"
كن نفسك ...وكن سعيداً بذلك ... يقول "آلدسون" في مقالته " الاعتماد على النفس: "هناك فترة في حياة الإنسان الثقافية، يصل خلالها الى القناعة أن الحسد جهل وان التقليد هو انتحار ... وان علية تقبل ذاته بميزاتها وهفواتها "
إليك هذه الوسيلة الشعرية التي وصفها "مالتوش ":
إذا لم تستطع أن تكون شجرة صنوبر في قمة التلة، كن شجيرة في الوادي, كن افضل شجرة بجانب الينبوع كن شجرة، إن لم تستطع أن تكون شجرة، كن عشبا واجعل الطريق زاهية لا يمكننا أن نكون جميعنا قادة، بل بحارة فكل واحد لديه عمل هناك عمل كبير وعمل اقل يجب القيام به والمهمة الملقاة على عاتقنا يجب أن ننجزها أن لم تستطيع أن تكون طريقا، كن ممرا أن لم تستطيع أن تكون شمسا، كن نجما لان الحجم لن يساعدك على النجاح أو الفشل, فكن افضل مما أنت عليه
إذن: لنحاول أن لا نقلد الآخرين. لنكتشف أنفسنا ونكون أنفسنا.
لم انا قلق؟
يقول هارولد ابوت :
"شعرتُ بالكآبة لان لا حذاء لدي، حتى التقيت في الشارع برجل لا ساقين له "
سئل "ريكنباكر " ما هو احسن درس تعلمه من خلال بقائه واحد وعشرين يوما في قارب النجاة مع رفاقه، تائهين بيأس في المحيط الباسيفيكي، فقال:
"إن اكبر درس تعلمته من تلك التجربة هو، يجب أن لا تتذمر إن كان لديك الماء والطعام الكافي " وهناك قائد أصيبت حنجرته بشظية، فكتب الى طبيبه يسأله: "سأعيش؟ "أجابه الطبيب: "نعم" ثم كتب له ثانية يسأله: "هل سأستطيع النطق؟ "وجاء الجواب: "نعم" بعد ذلك كتب يقول: "إذن، لم أنا قلق هكذا؟ "نعم" لم لا تتوقف الآن وتسأل نفسك: "لم أنا قلق؟" ربما تكتشف أن الأمر غير مهم وسخيف.
حوالي تسعين بالمئة من الأشياء في حياتنا هي صحيحة. وحوالي عشرة بالمئة منها هي خطأ. فإن أردنا أن نكون سعداء كل ما علينا هو التركيز على التسعين بالمئة الصحيحة وتجاهل العشرة بالمئة الخطأ. وان أردنا أن نقلق ونتألم ونصاب بقرحة المعدة، ما علينا سوى التركيز على العشرة بالمئة الخطأ وتجاهل التسعين بالمئة الصالحة
إذن: عدد نعمك _ وليس متاعبك
الانتقاد
تذكر أن ما من أحد يرفس كلباَ ميتاً ... نعم، كلما كان الكلب مهماً كلما ازداد الناس قناعة لرفسة وعندما ترفس وتنتقد، تذكر أن ذلك يبعث في نفس الشخص الآخر شعورا بالأهمية كما أن ذلك يعني انك أنجزت شيئا يستحق الانتباه. الجنرال "غرانت " حقق انتصاراً ساحقاً جعله معبود الجماهير بين ليلة وضحاها. ومع ذلك ... وخلال الأسابيع الستة من تحقيقه ذلك الانتصار العظيم، تم القبض علية وتجريده من جيشه فبكى من الإهانة واليأس.
لماذا تم القبض على الجنرال غرانت وهو في أوج انتصاره؟ لأنه أثار غيرة وحسد من هم أعلى منة.
إذن: إذا كنا نميل الى القلق بسبب الانتقاد غير العادل: تذكر أن الانتقاد غير العادل هو مجاملة مبطنة، تذكر أن ما من أحد يرفس كلبا ميتا.
افعل هذا ولن يؤذيك الانتقاد
عندما اسمع إهانة، لا أدير رأسي لأرى من ينطق بها، هذا ما قاله ((باتلر العجوز )) ذو العين الثاقبة وشيطان الجحيم هل تذكره...؟! ربما لم يكن ذو العين الثاقبة يهتم للانتقاد لكن هناك شيء مؤكد: معظمنا يحمل الإهانة والتهم الباطلة التي يتهم بها على محمل الجد… هل تدرك أن الناس لا تفكر بك أو بي، أو يهتمون لما يقال عنا… إنهم يفكرون بأنفسهم قبل الفطور وبعده، وحتى منتصف الليل…
وهم سيهتمون بصداعهم ألف ضعف ما يهتمون بنبأ وفاتك أو وفاتي. وإن خدعنا وحيكت حولنا الأكاذيب وطعنا من الظهر وألقينا في النهر من أقرب الأصدقاء ـ لنتجنب الغرق في رثاء الذات. ربما لا تستطيع إبعاد الناس عن انتقادك بشكل عادل، لكنك تستطيع أن تفعل شيْا اكثر أهمية: تستطيع أن تقرر عما إذا كنت ستسمح للاتهام الباطل التأثير عليك. وإليك هذه النصيحة:
إفعل ما تريد طالما انك تدرك تماما انك على حق ـ لأنك ستنتقد على أية حال
هناك عجوز ألماني خاض مشادة حامية مع العمال الآخرين انتهت بإلقائه في النهر، وعندما سئل ما الذي قاله للرجال الذين ألقوا به في النهر، أجاب: ضحكت فقط ! اجعل هذه الكلمات شعارا لك: اضحك فقط إذا كنت عرضه للانتقاد الباطل ... ترى، لو عكسنا الموقف وكنت أنت الناقد، فماذا يمكنك أن تقول عن من (( يضحك فقط )
إذن: حين تكون عرضه للانتقاد الخاطئ: ابذل قصارى جهدك، ثم امسك بمظلتك القديمة لتمنع مطر الانتقاد من الانزلاق داخل عنقك
ابدأ بنفسك
المخطئ يلوم الجميع ما عدا نفسه: ونحن جميعا هكذا، اعلم أن الانتقاد كالحمام الداجن
يعود دائما الى مصدره. والشخص الذي نحاول إصلاحه سيبرر نفسه وينتقدنا. هل تعرف أحدا تريد أن تغيره وتحسنه؟ حسنا، هذا جيد. لكن لما لا تبدأ بنفسك؟ قال براونغ:
"حين يبدأ المرء بخلاف مع نفسه تصبح له قيمة… "
أن إصلاح نفسك يستغرق وقتا طويلا وبعدئذ تستطيع أن تكرس عطلاتك وأوقات فراغك لإصلاح وتغيير الآخرين لكن ابدأ بنفسك. قال أحدهم: "لا تتذمر من الثلج المتساقط على سقف جارك حين تكون عتبتك مليئة بالثلج"
إن أي أحمق يستطيع أن ينتقد ويتذمر- ومعظم الحمقى يفعلون ذلك… لكن على المرء أن يسيطر على نفسه وان يكون متفهما ومسامحا… قال كارليل: "إن الرجل العظيم يظهر عظمته من خلال الطريقة التي بها يعامل السفهاء"
فبدلا من انتقاد الآخرين لنحاول أن نفهم ولنحاول التفكير لماذا هم يفعلون ذلك… إن هذا يجدي اكثر من الانتقاد كما انه يولد المحبة ومثلما قال د. جولسون: "إن الله نفسه لا يحاكم الإنسان حتى نهاية أيامه" فلم نحاكمه أنا وأنت؟
السر الكبير للتعامل مع الناس
هناك طريقة واحدة تحت السماء العالية تمكنك من استدراج أي إنسان للقيام بأي شيء، فهل توقفت ذات مرة وتساءلت ما هي؟ نعم، طريقة واحدة فقط، وهي استدراج الشخص الآخر لكي يرغب في القيام بها… طبعا تستطيع أن تجعل الإنسان يعطيك ساعته إذا ما صوبت مسدسك الى صدره ولكنها طريقة وحشية ونتائجها وخيمة… والطريقة الوحيدة التي أستطيع اتباعها لكي تفعل كل ما أريده هي بمنحك ما تريده أنت… فما هو الشيء الذي تريده؟؟؟ انه ما يسميه "فرويد": "الرغبة في أن تكون عظيما" وما يسميه "ديوي": "الرغبة في الأهمية" إن من يستطيع فعل ذلك يمتلك العالم ومن لم يستطع يسير الدرب وحيدا
إذهب كل صيف لصيد الأسماك.. أنا شخصيا مولع جدا بالفريز والكريما واجد غرابة لان السمك يفضل الديدان لكني حين اذهب الى الصيد لا أفكر بما ارغب به بل بما ترغب به الأسماك فلا أضع طعما من الفريز والكريما في الصنارة بل أضع دودة أمام السمكة وأقول: "ألا ترغبين في الحصول على هذا؟" لم لا نستخدم هذا المنطق في اصطياد الإنسان؟ استخدم الطعم الذي يلائم الصيد
… فلماذا نتحدث عما نريده؟ هذا أمر طفولي وسخيف… إن الطريقة الوحيدة للتأثير على الشخص الآخر هي أن تتحدث عما يريده هو… ربما ترغب أن تقنع شخصا ما للقيام بشيء… قبل أن تتكلم توقف واسأل: "كيف أستطيع أن اجعله يرغب في ذلك؟"
لنردد هذه النصيحة الحكيمة:
"ولد في الشخص الآخر رغبة جامحة فمن يستطيع أن يفعل ذلك يمتلك العالم ومن لم يستطع يسير الدرب وحيدا"
وإذا أردت أن تكون محبوبا وموضع ترحيب فتذكر قول الشاعر الروماني :
"لا نهتم بالآخرين إلا بعد اهتمامهم بنا"
إذن: وجه اهتمامك نحو الآخرين… هل تحب أن تعرف كيف تجعل امرأة تقع في حبك؟ لا تلجأ الى الحيلة أبدا… كل ما عليك القيام به هو الحديث الى المرأة عن نفسها… والطريقة ذاتها تفيد مع الرجال: "تحدث الى الرجل عن نفسه" واجعل الشخص الآخر يشعر بأهميته- افعل ذلك بصدق
الطريقة الاكيدة ليصبح لك اعداء
باستطاعتك أن تخبر الشخص الآخر انه مخطئ من خلال نظرة او نبرة او حركة… تماما مثلما تستطيع الكلمات… إن أخبرته انه مخطئ كيف تريد منه أن يوافقك الرأي؟؟؟ لن يفعل ذلك لأنك وجهت ضربة مباشرة الى ذكائه وحكمته وغروره واعتداده بنفسه الأمر الذي سيدفعه الى التصلب برأيه ولن تغير رأيه لأنك جرحت مشاعره… لا تبدأ أبدا بقول: "سأبرهن كذا وكذا لك" هذا أسلوب سيئ لان ذلك يماثل قولك: "أنا أذكى منك، لذا سأخبرك بشيء يغير رأيك" إن هذا رهان وهو يثير
العداء ويدفع الشخص الآخر الى القتال قبل أن تبدأ بحديثك وهذا أمر صعب حتى في الظروف العادية أن نغير رأي الآخرين فلماذا نعقد الأمور؟ لماذا نعوّق أنفسنا؟ إذا أردت أن تبرهن شيئا لا تدع الآخرين يعرفون ذلك بل افعل ذلك بصمت وذكاء كي لا يشعر أحد بذلك
"يجب أن تعلم الناس وكأنك لم تعلمهم" كن اكثر حكمة من سائر الناس إذا استطعت لكن لا تخبرهم بذلك...
قلما اصدق اليوم أي شيء كنت اصدقه منذ عشرين سنة- ما عدا جدول الضرب وبدأت اشك بمعلوماتي حتى حين اقرأ عن اينشتاين وبعد عشرين سنة أخرى ربما لن أعود اصدق ما ذكرته في الكتاب والآن لست متأكدا جدا من كل شيء كنت متأكدا منه
… قال سقراط: "الشيء الوحيد الذي اعرفه هو أنني لا اعرف شيئا"
حسنا، لا نأمل أن أكون أذكى من سقراط لذلك ابتعدت عن إخبار الآخرين انهم على خطأ ووجدت أن ذلك يجدي… إذا قال إنسان عبارة تعتقد أنها خطأ- مع انك تعلم أنها خطأ- أليس من الأفضل أن تبدأ بالقول: "حسنا، انظر الآن، أظن أن لي فكرة أخرى وربما أكون مخطئا إذ طالما كنت كذلك وإذا كنت مخطئا أريد أن أصحح خطأي… فلنتحرى الوقائع.. إن هذا السحر سحر إيجابي يكمن في مثل هذه العبارات: "ربما كنت مخطئا، طالما كنت كذلك، لنتحرى الوقائع"
ليس من أحد في السماء او على الأرض او في الماء او تحت الأرض سيعارض قولك: "ربما كنت مخطئا…
لنتحرى الوقائع" وصدقني حين نكون مخطئين ربما نعترف بذلك في قرارة أنفسنا لكن إذا عوملنا بلطف وكياسة ربما نعترف بذلك أمام الآخرين ربما نفتخر بصراحتنا ورحابة صدرنا ولكن الأمر يختلف حين يحاول الآخرون انتزاع الحقيقة منا انتزاعا
… يقول فرانكلين:
"اتخذت لي قاعدة وهي أن أتحمل كل انتقاد كدت أتوجه به نحو الآخرين وتوجيه الثناء المخلص بدلا من ذلك حتى أني منعت نفسي من استخدام أية كلمة او تعبير في اللغة يوحي برأي محدد مثل كلمة "بالتأكيد" و "من دون شك" وتبنيت عوضا عن ذلك كلمات"اعتقد" "افترض" "أتصور" أن يكون الأمر كذا وكذا
… او "يبدو لي في الوقت الحاضر" وحين يؤكد شخص آخر شيئا اعتقد انه خطأ امتنع عن لذة انتقاده بسرعة وإظهار خطأ مقترحاته وابدأ الإجابة أن في بعض الحالات والظروف ربما يصح رأيه لكن الأمر يختلف في الوضع الحالي وسرعان ما وجدت نتائج فعالة من جراء تغيير أسلوبي وقد لاقت طريقتي المتواضعة قبولا جيدا وانتقادا اقل وبذلك استطعت أن اجعل الآخرين يتخلون عن أخطائهم والوقوف الى جانبي حين أكون على حق…"
إذن إذا أردت أن تستميل الناس الى طريقتك في التفكير ابد احترامك لآراء الآخرين ولا تخبر إنسانا انه مخطئ.
الطريق العام الى تفكيرالناس
إذا ثار غضبك وتفوهت بكلمة او اثنتين ستجد الوقت ملائما لتفريغ غيظك لكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك الراحة؟ وهل نبرتك القتالية وأسلوبك المعادي
يسهل عليك الاتفاق معه؟ قال وودرو ويلسون:
"إذا جئتني وقبضتك منكمشة أعدك أن قبضتي ستكون اشد من قبضتك وإذا جئتني تقول، دعنا نجلس ونتحادث وان اختلفت آراؤنا لنتفهم أسباب الخلاف عندئذ نكتشف أننا لا تختلف كثيرا وان النقاط التي لا نتفق عليها قليلة بينما النقاط التي نتفق عليها كثيرة وان كان لدينا الصبر والأناة والنية على الاتفاق فإننا سنتفق"
إذا كان قلب الشخص الآخر مليئا بالضغينة والسخط نحوك لن تتمكن من إقناعه بوجهة نظرك ولو استخدمت منطق الدنيا فالآباء الناهرون والرؤساء والأزواج المسيطرون والزوجات المتذمرات يجب أن يعلموا أن الآخرين لا يرغبون في تغيير آرائهم وليس باستطاعة أحد أن يحملهم على القيام بذلك ولكن بالإمكان اقتيادهم لفعل ذلك إذا كنا لطفاء وودودين اكثر مما نحن في الواقع قال "لنكولن" ذلك قبل اكثر من مئة سنة،إليك كلماته:
"هناك قول قديم حقيقي يقول:"إن قطرة عسل تجذب ذبابا اكثر من غالون علقم" والأمر كذلك بالنسبة للناس فإن أردت أن تجذب الشخص الآخر الى وجهة نظرك أقنعه أولا انك صديقه المخلص وسيكون ذلك قطرة العسل التي تجذب قلبه وبالتالي تفكيره"
قرأت ذات يوم قصة خرافية عن الشمس والريح فقد اختلف الاثنان أيهما أقوى فقالت الريح للشمس:"سأبرهن أنني الأقوى،هل ترين هذا الرجل العجوز الذي يرتدي المعطف؟أراهن أن باستطاعتي أن اجعله يخلع معطفه أسرع منك.. وقفت الشمس وراء غيمة وبدأت الريح تهب حتى كادت تكون عاصفة وكلما اشتدت الريح كلما ازداد الرجل تمسكا بمعطفه
…
واخيرا هدأت الريح واستسلمت ثم خرجت الشمس من وراء الغيمة وابتسمت برفق للرجل وسرعان ما مسح جبينه وخلع معطفه عندئذ قالت الشمس للريح إن اللطف والصداقة هما دائما أقوى من العنف والقسوة
إذن حين ترغب أن تجذب الناس الى طريقة تفكيرك ابدأ الحديث بطريقة ودية
سر سقراط
أثناء التحدث الى شخص ما لا تبدأ بمناقشة الأشياء التي تختلفان حولها …بل ابدأ بالتأكيد –وثابر على التأكيد- على الأشياء التي تتفقان بشأنها …استدرج الشخص الآخر ليقول:"اجل،اجل" منذ البداية واجعله يتجنب قول"كلا" يقول البروفيسور "اوفرستريت" في كتابه"التأثير بالسلوك الإنساني":
"إن الجواب السلبي هو اصعب معضلة يمكن التغلب عليها حين يقول إنسان"كلا"، جميع كبريائه يتطلب منه أن يبقى مصرا على رأيه وربما يشعر فيما بعد أن "كلا" هي الجواب الخطأ بالإضافة الى وجوب اخذ كبرياءه بعين الاعتبار فحين يقول شيئا يجب أن يلازم قوله وهكذا من المهم جدا أن نبدأ حديثا من الناحية الإيجابية"
إن المتحدث البارع هو من يحصل "منذ البداية على عدد من الأجوبة الإيجابية" .. كان سقراط فتى لامعا مع انه قضى عمره عاري القدمين وتزوج من فتاة عمرها تسعة عشرة سنة في حين كان عمره أربعين والصلع قد غزا رأسه .. لقد فعل شيئا لم تستطع حفنة من رجال التاريخ أن تفعله: غيّر مجرى تفكير الإنسانية والان وبعد ثلاثة وعشرين قرنا من وفاته يحتفل بذكراه على انه اعقل المقنعين الذين استطاعوا التأثير بهذا العالم المتشابك فما هي طريقته؟ هل كان يخبر الناس انهم مخطئون؟ كلا ليس سقراط من يفعل ذلك ، لقد كان عاقلا جدا ليفعل ذلك وطريقته التي تدعى الآن "طريقة سقراط" ترتكز على استدراج الشخص الآخر لقول "نعم" فكان يكسب الموافقة اثر الموفقة حتى يحصل على ملء ذراع من أجوبة"نعم" ويبقى هكذا حتى يجد الشخص الآخر وقد عانق النتيجة التي كان يرفضها كليا منذ دقائق قليلة
… في المرة القادمة حين نريد أن نتظاهر بالذكاء وتخبر الشخص الآخر انه على خطأ … لنتذكر سقراط العاري القدمين ونسأل أسئلة لطيفة-أسئلة تستدعي الإجابة بنعم… لدى الصينيين قول مأثور يحفل بالحكمة:
" من يخطو بلطف يسر طويلا"
إذن إذا أردت أن تجذب الناس الى طريقة تفكيرك استدرج الشخص الآخر لقول"نعم" في الحال
منذ خمسة وعشرين قرنا قال أحد حكماء الصين واسمه لاوتسي،بعض الأشياء التي لا بد أن تنال إعجابك..:
"إن سبب تلقي البحار والأنهار مياه مئات الينابيع الجبلية يكمن في كونها أدنى منها وهكذا تستطيع التحكم بكل الينابيع الجبلية وهكذا إن أراد الحكيم أن يكون فوق سائر الناس يجب أن يضع نفسه خلفه وهكذا رغم وجوده فوق سائر الناس فهم لن يشعروا بثقله ورغم وجوده في المقدمة فهم لن يعتبروا ذلك إهانة"
إليك بهذه النصيحة:
"دع الشخص الآخر يشعر أن الفكرة هي فكرته لان ما من شخص يحب أن يقال له افعل شيء نحن نفضل أن نتصرف طبقا لأفكارنا وكم هو مزعج أن يفرض الغير آرائهم علينا
إذن اجعل الشخص الآخر يشعر أن الفكرة هي فكرته … قدّم له المقترحات واتركه يفكر بالنتائج بنفسه
منقووووووووووول
من إيميلي للفائدة