ابو البندري
01-07-2011, 11:14 PM
ساحة الدعوة والإرشاد : لاتغــــــــضب
ابو البندري 25-محرم-1432 : 05:47 مساء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بعث الله - سبحانه وتعالى - نبينا محمداً - عليه أفضل الصلاة والسلام - هادياً ومبشراً ونذيراً ، وجعله رحمة للعالمين ، فلا خير إلا دل الأمة عليه ، ولا شر إلا حذرها منه ، وكانت وصاياه دائماً يتحقق فيها المصالح الدينية والدنيوية ، فما أمر بشيء أو رغب فيه إلا كانت فيه الفائدة والخير ، ولا حذر من شيء أو نهى عنه إلا كان الخير في تركه والإعراض عنه .
ومن الوصايا النبوية ، ما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد أصحابه حينما قال له : أوصني، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " لا تغضب " ، وفي هذه الإجابة اليسيرة في كلمتين تحمل من المعاني ما يوزن بجبال من الذهب من الحكمة والفائدة ، فكثيراً ما تهدمت البيوت ، وخسر الناس أموالهم ، وقبل ذلك حياتهم نتيجة لحظة غضب أدت إلى نهايات سيئة .
إن لكل إنسان أحاسيسه وشعوره ، وهذه الأحاسيس والمشاعر دائماً ما نحتاج معها إلى ضبط الانفعال ، والسيطرة على الغضب ، وضبط النفس ، وعدم اتخاذ رد الفعل السريع ، والحياة التي نعيشها لا تخلو من المنغصات والمواقف السلبية من بعض تجاهنا ، أو تجاه الآخرين ، مما يتطلب منا التحلي بالحلم والأناة والصبر ، ابتغاء للأجر أولاً ، ثم حسمها للموقف وعدم تطوره .
وقد يرى بعضهم انتصاره بردة الفعل الغاضبة قولاً أو عملاً تجاه من أساء إليه أو أخطأ بحقه ، ولكن هذا غير صحيح ، فالحقيقة أن المنتصر والفائز دائماً هو الصابر المحتسب، والصبر من سمات الأنبياء والمرسلين ، وصفات الصالحين ، ويكفي قول الله - سبحانه وتعالى - : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ، وقوله - تعالى - : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } .
والابتلاء من سنن الحياة ، قال - تعالى - : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } ، وبعض الناس غضبه يكون على أقدار الله ، وعلى الناس جميعاً ، يحملهم إخفاقه ، وما به من إشكالات تسبب بها على نفسه ، ولربما كان الغضب والانفعال وانفلات الأعصاب أحد أسبابها ، ومن الناس أيضاً من ينفعل ويغضب لأتفه الأسباب ، وهناك من يشغل نفسه بالآخرين ، فتجده حانقاً غاضباً على كل أمر ، وفي كل وقت ، وقد يكون صاحب المشكلة نفسه معرضاً عنها وقد مررها ، في حين أن هذا تبنى الغضب عنه بالوكالة ، ولربما كانت بالأصالة عن نفسه ، وهناك من يمتد به الغضب ويلازمه ، ولا يكون ساعة الحدث ، فتجده حاملاً دائماً للهم والغم لا يتناسى هذا الموقف السلبي الذي تعرض له ، فيصبح معه ، ويمسي ويطويه ويرويه ويلازمه لسنوات طوال ، ومن الناس من بنى غضبه على فهم واعتقاد خاطئ ، وتصور منقوص غير صحيح ، فيبني عليه موقفاً ثم يتبين له عكس ذلك ، وكل هذه الأحوال منشؤها الغضب والانفعال .
والعاقل البصير هو من يدرك أن هذه المصائب والنوائب والمواقف السلبية التي تصادف الإنسان في حياته ، وكم من إنسان خسر تجارته وأهله وأصحابه نتيجة لموقف انفعالي وغضب غير موزون ، وكم من امرأة حطمت عش الزوجية ، وهدمت بيتها ، وفرقت أولادها بطلاقها حينما استولى عليها الغضب ، ووافقها زوجها بغضب آخر .
إن الاعتذار عن أنَّ الغضب وسرعة الانفعال طابع وراثي يرثه الأبناء من الآباء ، غير مقبول ؛ لأن التخلق وسماع وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - مطلوب وواجب اتباعه وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : أحسن الحسن الخلق الحسن والخلق قد يكون فطرة وسجية وقد يكون بالتخلق والاتباع ولكن الأطفال حينما يغضبون ويتطور لديهم شعور الغضب والانفعال ، لأنهم يرون قدوتهم من أم وأب في صور انفعالية داخل المنزل وخارجه يغضبون لأتفه الأسباب، ويبدر منهم أقوال وأعمال انفعالية، وتكون تنشئتهم على هذه المواقف، فالطفل الذي يرى والديه يضبطان انفعالاتهما ويسيطران على غضبهما ، سيصبح الحلم لديهم عادة، والعكس صحيح .
جعلني الله وإياك ممن يغضب لحدود الله إذا انتهكت، وأنزل علينا السكينة في أمور الدنيا التي نغضب لها لأتفه الأسباب وأقل الأمور. اللهم اعطف بنا وجنبنا الغضب المذموم، اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا ياأرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ابو البندري 25-محرم-1432 : 05:47 مساء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بعث الله - سبحانه وتعالى - نبينا محمداً - عليه أفضل الصلاة والسلام - هادياً ومبشراً ونذيراً ، وجعله رحمة للعالمين ، فلا خير إلا دل الأمة عليه ، ولا شر إلا حذرها منه ، وكانت وصاياه دائماً يتحقق فيها المصالح الدينية والدنيوية ، فما أمر بشيء أو رغب فيه إلا كانت فيه الفائدة والخير ، ولا حذر من شيء أو نهى عنه إلا كان الخير في تركه والإعراض عنه .
ومن الوصايا النبوية ، ما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد أصحابه حينما قال له : أوصني، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " لا تغضب " ، وفي هذه الإجابة اليسيرة في كلمتين تحمل من المعاني ما يوزن بجبال من الذهب من الحكمة والفائدة ، فكثيراً ما تهدمت البيوت ، وخسر الناس أموالهم ، وقبل ذلك حياتهم نتيجة لحظة غضب أدت إلى نهايات سيئة .
إن لكل إنسان أحاسيسه وشعوره ، وهذه الأحاسيس والمشاعر دائماً ما نحتاج معها إلى ضبط الانفعال ، والسيطرة على الغضب ، وضبط النفس ، وعدم اتخاذ رد الفعل السريع ، والحياة التي نعيشها لا تخلو من المنغصات والمواقف السلبية من بعض تجاهنا ، أو تجاه الآخرين ، مما يتطلب منا التحلي بالحلم والأناة والصبر ، ابتغاء للأجر أولاً ، ثم حسمها للموقف وعدم تطوره .
وقد يرى بعضهم انتصاره بردة الفعل الغاضبة قولاً أو عملاً تجاه من أساء إليه أو أخطأ بحقه ، ولكن هذا غير صحيح ، فالحقيقة أن المنتصر والفائز دائماً هو الصابر المحتسب، والصبر من سمات الأنبياء والمرسلين ، وصفات الصالحين ، ويكفي قول الله - سبحانه وتعالى - : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ، وقوله - تعالى - : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } .
والابتلاء من سنن الحياة ، قال - تعالى - : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } ، وبعض الناس غضبه يكون على أقدار الله ، وعلى الناس جميعاً ، يحملهم إخفاقه ، وما به من إشكالات تسبب بها على نفسه ، ولربما كان الغضب والانفعال وانفلات الأعصاب أحد أسبابها ، ومن الناس أيضاً من ينفعل ويغضب لأتفه الأسباب ، وهناك من يشغل نفسه بالآخرين ، فتجده حانقاً غاضباً على كل أمر ، وفي كل وقت ، وقد يكون صاحب المشكلة نفسه معرضاً عنها وقد مررها ، في حين أن هذا تبنى الغضب عنه بالوكالة ، ولربما كانت بالأصالة عن نفسه ، وهناك من يمتد به الغضب ويلازمه ، ولا يكون ساعة الحدث ، فتجده حاملاً دائماً للهم والغم لا يتناسى هذا الموقف السلبي الذي تعرض له ، فيصبح معه ، ويمسي ويطويه ويرويه ويلازمه لسنوات طوال ، ومن الناس من بنى غضبه على فهم واعتقاد خاطئ ، وتصور منقوص غير صحيح ، فيبني عليه موقفاً ثم يتبين له عكس ذلك ، وكل هذه الأحوال منشؤها الغضب والانفعال .
والعاقل البصير هو من يدرك أن هذه المصائب والنوائب والمواقف السلبية التي تصادف الإنسان في حياته ، وكم من إنسان خسر تجارته وأهله وأصحابه نتيجة لموقف انفعالي وغضب غير موزون ، وكم من امرأة حطمت عش الزوجية ، وهدمت بيتها ، وفرقت أولادها بطلاقها حينما استولى عليها الغضب ، ووافقها زوجها بغضب آخر .
إن الاعتذار عن أنَّ الغضب وسرعة الانفعال طابع وراثي يرثه الأبناء من الآباء ، غير مقبول ؛ لأن التخلق وسماع وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - مطلوب وواجب اتباعه وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : أحسن الحسن الخلق الحسن والخلق قد يكون فطرة وسجية وقد يكون بالتخلق والاتباع ولكن الأطفال حينما يغضبون ويتطور لديهم شعور الغضب والانفعال ، لأنهم يرون قدوتهم من أم وأب في صور انفعالية داخل المنزل وخارجه يغضبون لأتفه الأسباب، ويبدر منهم أقوال وأعمال انفعالية، وتكون تنشئتهم على هذه المواقف، فالطفل الذي يرى والديه يضبطان انفعالاتهما ويسيطران على غضبهما ، سيصبح الحلم لديهم عادة، والعكس صحيح .
جعلني الله وإياك ممن يغضب لحدود الله إذا انتهكت، وأنزل علينا السكينة في أمور الدنيا التي نغضب لها لأتفه الأسباب وأقل الأمور. اللهم اعطف بنا وجنبنا الغضب المذموم، اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا ياأرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.