حماد عبدالله أبوشامه (متوفي رحمه الله)
01-26-2011, 07:37 PM
**(( شارع الثلاثين))**
_______
*
*
*
@ بدأت الحفلة بلا جمهور !!
المكان خال من نسمات الهواء ..
تلاعب الرياح اغصان الهبوب
محركة مشاعر السماء وأحاسيس الأرض ..
تتقاذف العبارات اليانعة بهمسات وردية .
.تحت أشعة القمر
وعلى الرمضاء تسير النغمات بلا أحذية ..
هناك الجميع يبتسمون !
يخرج طفل متأبطاً همه وحزنه ..
يحمل حقيبة الحمل على ظهره ..
تحتوي على كتب
ودفاتر مضادات للكآبة .
يسأله والده
وهو يعرف جيداً الاجابة :
- الى أين ؟
يجيب بحرارة
وهو يكتنز شيئاً في يده :
- الى شارع الثلاثين !
يغضب الآباء ..
وبسلطتهم القهرية الرجعية البائسة :
- ماذا تفعل
في شارع الثلاثين
الذي تمتطيه قدماك كل يوم ؟
ألم تمل منه ؟
يرد بخجل
وبعذوبة الأطفال :
-أذهب الى حيث المتعة ..
حيث تدفن الهموم ..
حيث تغرس أشجار الأمل ..
لأنه شارع الثلاثين !
تختلف الحياة في شارع الثلاثين ..
تجول فئات كثيرة فائقة ..
تسير فيه الزهور ..
والناس من حولها تنتشي فرحاً ..
أسراب من البلابل تغرد بلا ألم ..
الجميع يضحكون ..
غالباً ماتجد
من يعبس في وجهك .،
لديهم أمل في
أن الحياة خلقت من أجلهم..
لأجل أن يبتسمون ،
ولأجل أن يطربون..
فقط لأنهم بشر ،فهم يحبون !
تحلق العاطفة
في شارع الثلاثين بجناحي السلام ..
تغوص نبرات الحب
في مقلة كل
من يسير على الشارع ..
الأطفال يتراشقون الحجارة
بمداعبة روحية
نحو ثبات الأقوى .
.يتميز الشحاذون
في شارع الثلاثين
بروحية المحيا ،
يسلم عليك وكأنه أخ لك ..
بأسلوب جميل وطاهر ..
يشحذ ..ليسوا جشعين
ويكتفون بالقليل ،
يعرفون أسماءهم ،يعرفون
أن هذا الشخص
سوف يعود يوماً
ومعه خزنة من جواهر النماء
ونقود الوفاء.
يداهم الضباب الشارع ..
تتجول النساء
في صخب الأسواق
الممتعة بضجيج
العرض والطلب ..
يتمخطران في مشيتهن
لجلب العطاشى ..
تسلهم العيون بنظرات
تحمل في جوانحها الود ..
تلتقط الرموش
بث القلوب الشفافة ،
في محاولة لاستقبال
بعض اللسعات المشفرة ..
لسعات جميلة مؤلمة ممتعة
شافية لجرحى
المآسي الدامية ..
تطبب المصابين بوخز الزمن ،
وعثرات الحزن ..
تبيد عواصف الحقد ،
ورياح العتمة .
يتراقص الشباب برائحتهم الرجولية
وبهمساتهم السحرية
مكسرين جروح الروح ..
بمشيتهم الثملة يقومون
بسحب غطاء القلوب
لتصبح مكشوفة ..عارية ..
قابلة لامتصاص رحيق السحاب
الخارج من التراب .
يبتلعون الحب
بكبسولات الحنان.،
وبحقن تقتل الحرمان
يسدون جوعهم العاطفي ..
تلتهب أسراب العصافير المصفقة
بحماس الذاكرة..
ذاكرة مكدودة
بهواجس تجثم فوق الصدور ..
يعلمون جيداً انه لابد
أن تستقبل نزيلاً
في رحابة فندق القلوب !
يعود الطفل بعد
رحلة عشق
في بهو الشارع .
.يعكف الأب حاجبيه
مشمراً عن يديه :
- أين كنت طوال اليوم ؟
ألم أحذرك ؟
ألم أنبهك بعدم التأخر ؟
ماذا أحضرت معك ؟
أيها اللعين ؟
يرد على والده ..
متأبطاً وردة متوهجة
والابتسامة تملأ وجنتيه :
-أحضرت قلباً آخر ! .
*
*
*
*****
*(وعلى دروب المحبة
والأدب الرفيع نلتقي)*
22/2/1432
******
_______
*
*
*
@ بدأت الحفلة بلا جمهور !!
المكان خال من نسمات الهواء ..
تلاعب الرياح اغصان الهبوب
محركة مشاعر السماء وأحاسيس الأرض ..
تتقاذف العبارات اليانعة بهمسات وردية .
.تحت أشعة القمر
وعلى الرمضاء تسير النغمات بلا أحذية ..
هناك الجميع يبتسمون !
يخرج طفل متأبطاً همه وحزنه ..
يحمل حقيبة الحمل على ظهره ..
تحتوي على كتب
ودفاتر مضادات للكآبة .
يسأله والده
وهو يعرف جيداً الاجابة :
- الى أين ؟
يجيب بحرارة
وهو يكتنز شيئاً في يده :
- الى شارع الثلاثين !
يغضب الآباء ..
وبسلطتهم القهرية الرجعية البائسة :
- ماذا تفعل
في شارع الثلاثين
الذي تمتطيه قدماك كل يوم ؟
ألم تمل منه ؟
يرد بخجل
وبعذوبة الأطفال :
-أذهب الى حيث المتعة ..
حيث تدفن الهموم ..
حيث تغرس أشجار الأمل ..
لأنه شارع الثلاثين !
تختلف الحياة في شارع الثلاثين ..
تجول فئات كثيرة فائقة ..
تسير فيه الزهور ..
والناس من حولها تنتشي فرحاً ..
أسراب من البلابل تغرد بلا ألم ..
الجميع يضحكون ..
غالباً ماتجد
من يعبس في وجهك .،
لديهم أمل في
أن الحياة خلقت من أجلهم..
لأجل أن يبتسمون ،
ولأجل أن يطربون..
فقط لأنهم بشر ،فهم يحبون !
تحلق العاطفة
في شارع الثلاثين بجناحي السلام ..
تغوص نبرات الحب
في مقلة كل
من يسير على الشارع ..
الأطفال يتراشقون الحجارة
بمداعبة روحية
نحو ثبات الأقوى .
.يتميز الشحاذون
في شارع الثلاثين
بروحية المحيا ،
يسلم عليك وكأنه أخ لك ..
بأسلوب جميل وطاهر ..
يشحذ ..ليسوا جشعين
ويكتفون بالقليل ،
يعرفون أسماءهم ،يعرفون
أن هذا الشخص
سوف يعود يوماً
ومعه خزنة من جواهر النماء
ونقود الوفاء.
يداهم الضباب الشارع ..
تتجول النساء
في صخب الأسواق
الممتعة بضجيج
العرض والطلب ..
يتمخطران في مشيتهن
لجلب العطاشى ..
تسلهم العيون بنظرات
تحمل في جوانحها الود ..
تلتقط الرموش
بث القلوب الشفافة ،
في محاولة لاستقبال
بعض اللسعات المشفرة ..
لسعات جميلة مؤلمة ممتعة
شافية لجرحى
المآسي الدامية ..
تطبب المصابين بوخز الزمن ،
وعثرات الحزن ..
تبيد عواصف الحقد ،
ورياح العتمة .
يتراقص الشباب برائحتهم الرجولية
وبهمساتهم السحرية
مكسرين جروح الروح ..
بمشيتهم الثملة يقومون
بسحب غطاء القلوب
لتصبح مكشوفة ..عارية ..
قابلة لامتصاص رحيق السحاب
الخارج من التراب .
يبتلعون الحب
بكبسولات الحنان.،
وبحقن تقتل الحرمان
يسدون جوعهم العاطفي ..
تلتهب أسراب العصافير المصفقة
بحماس الذاكرة..
ذاكرة مكدودة
بهواجس تجثم فوق الصدور ..
يعلمون جيداً انه لابد
أن تستقبل نزيلاً
في رحابة فندق القلوب !
يعود الطفل بعد
رحلة عشق
في بهو الشارع .
.يعكف الأب حاجبيه
مشمراً عن يديه :
- أين كنت طوال اليوم ؟
ألم أحذرك ؟
ألم أنبهك بعدم التأخر ؟
ماذا أحضرت معك ؟
أيها اللعين ؟
يرد على والده ..
متأبطاً وردة متوهجة
والابتسامة تملأ وجنتيه :
-أحضرت قلباً آخر ! .
*
*
*
*****
*(وعلى دروب المحبة
والأدب الرفيع نلتقي)*
22/2/1432
******