نساي
01-29-2011, 09:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في المجتمعات المتحضرة إذا أحس المسؤول أنه لن يقوم بالمسؤولية على الوجه المطلوب فإنه يقدم استقالته. يستقيل لكي يحفظ ماء وجهه، ويحفظ حقوق المواطنين وموارد البلاد. أما في جدة، فنحن نملك نموذجًا فريدًا في الحوكمة: فالمسؤول يبقى ولو كان يعلم علم اليقين أنه سوف يفشل، ويبقى إلى أن يفشل. ويبقى بعد أن يفشل، ويبقى بعد أن يتكرر الفشل، ثم بعد ذلك لا يشعر بأي غضاضة بأن يتولى منصب الوزارة، ويخرج على الناس ليقول: ماضون في تمكين حقوق المرأة !
عن أي حقوق تتحدث يا صاحب المعالي؟ نحن في جدة لم نعد نملك حق الطريق! حق الطريق الذي أكده النبي -صلى الله عليه وسلم- في مناسبات متعددة، بل إنه عليه السلام لعن من يضع الأذى في طريق المسلمين، حق الطريق الذي حفظه الإسلام حتى للحيوان، لدرجة أن الفاروق - رضي الله عنه- قال عبارته المشهورة: لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها. لقد خشي رضي الله عنه أن يكون سبب تعثر البغلة أن الطريق لم تكن ممهدة وسالكة فيُحاسب عن ذلك. واليوم يغرق البشر في جدة وتنقطع بهم السبل، ولا يخجل الواحد من هؤلاء في أول يوم عمل بعد الكارثة أن يعطي نفسه "إجازة اضطرارية بسبب تعذر الوصول لمقر العمل"! ولكن من كان السبب في تعذّر الوصول إلى مقر العمل؟ !
في الأمم المتحضرة إذا نزلت كارثة بأي بقعة من البلاد تهبّ وسائل الإعلام المحلية والرسمية لتغطية الحدث ومتابعة الأوضاع وبث المعلومات اللازمة فورًا لتوجيه المواطنين لتجنّب المخاطر والوصول إلى برّ السلامة. أمّا سكان جدة فلم يجدوا من قنواتنا التلفزيونية ليلة الخميس المشهودة تغطية أكثر مما يجده سكان البرازيل أو أستراليا ! أليس المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؟ أين الروح الوطنية؟ لقد سهرت قنواتنا التلفزيونية تلك الليلة فعلًا، ولكن على ماذا؟ !
الأمم المتحضرة تتعلم من أخطاء الماضي، وتستعد بالتخطيط الواعي للمستقبل. الأمم المتحضرة تملك إدارة خاصة للكوارث والأزمات. سكان جدة يجدون أنفسهم ضحايا كوارث متتابعة ودروس ضائعة، ولا يوجد من يتعلم!
لقد فشلنا في تجهيز بنية تحتية وبناء إدارة فعّالة في الوقت الذي يتجاوز فيه سعر البترول 90) ) دولار، وعدد السكان نحو عشرين مليونًا. ماذا نفعل إذا وصل عدد السكان إلى الضعف، وهبط سعر البترول إلى النصف؟ !
عندما تتكرر المصائب وتتوالى النكبات، فعلينا أن نرجع إلى أنفسنا ونراجع مسيرتنا: هل نحن على الطريق الصحيح؟ هل سألنا الله الهداية إلى ما فيه خير ديننا ودنيانا؟ أم أننا أعرضنا عن الله فأعرض الله عنا؟ نسيناه فأنسانا أنفسنا؟
د0سامي بن إبراهيم السويلم
في المجتمعات المتحضرة إذا أحس المسؤول أنه لن يقوم بالمسؤولية على الوجه المطلوب فإنه يقدم استقالته. يستقيل لكي يحفظ ماء وجهه، ويحفظ حقوق المواطنين وموارد البلاد. أما في جدة، فنحن نملك نموذجًا فريدًا في الحوكمة: فالمسؤول يبقى ولو كان يعلم علم اليقين أنه سوف يفشل، ويبقى إلى أن يفشل. ويبقى بعد أن يفشل، ويبقى بعد أن يتكرر الفشل، ثم بعد ذلك لا يشعر بأي غضاضة بأن يتولى منصب الوزارة، ويخرج على الناس ليقول: ماضون في تمكين حقوق المرأة !
عن أي حقوق تتحدث يا صاحب المعالي؟ نحن في جدة لم نعد نملك حق الطريق! حق الطريق الذي أكده النبي -صلى الله عليه وسلم- في مناسبات متعددة، بل إنه عليه السلام لعن من يضع الأذى في طريق المسلمين، حق الطريق الذي حفظه الإسلام حتى للحيوان، لدرجة أن الفاروق - رضي الله عنه- قال عبارته المشهورة: لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها. لقد خشي رضي الله عنه أن يكون سبب تعثر البغلة أن الطريق لم تكن ممهدة وسالكة فيُحاسب عن ذلك. واليوم يغرق البشر في جدة وتنقطع بهم السبل، ولا يخجل الواحد من هؤلاء في أول يوم عمل بعد الكارثة أن يعطي نفسه "إجازة اضطرارية بسبب تعذر الوصول لمقر العمل"! ولكن من كان السبب في تعذّر الوصول إلى مقر العمل؟ !
في الأمم المتحضرة إذا نزلت كارثة بأي بقعة من البلاد تهبّ وسائل الإعلام المحلية والرسمية لتغطية الحدث ومتابعة الأوضاع وبث المعلومات اللازمة فورًا لتوجيه المواطنين لتجنّب المخاطر والوصول إلى برّ السلامة. أمّا سكان جدة فلم يجدوا من قنواتنا التلفزيونية ليلة الخميس المشهودة تغطية أكثر مما يجده سكان البرازيل أو أستراليا ! أليس المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؟ أين الروح الوطنية؟ لقد سهرت قنواتنا التلفزيونية تلك الليلة فعلًا، ولكن على ماذا؟ !
الأمم المتحضرة تتعلم من أخطاء الماضي، وتستعد بالتخطيط الواعي للمستقبل. الأمم المتحضرة تملك إدارة خاصة للكوارث والأزمات. سكان جدة يجدون أنفسهم ضحايا كوارث متتابعة ودروس ضائعة، ولا يوجد من يتعلم!
لقد فشلنا في تجهيز بنية تحتية وبناء إدارة فعّالة في الوقت الذي يتجاوز فيه سعر البترول 90) ) دولار، وعدد السكان نحو عشرين مليونًا. ماذا نفعل إذا وصل عدد السكان إلى الضعف، وهبط سعر البترول إلى النصف؟ !
عندما تتكرر المصائب وتتوالى النكبات، فعلينا أن نرجع إلى أنفسنا ونراجع مسيرتنا: هل نحن على الطريق الصحيح؟ هل سألنا الله الهداية إلى ما فيه خير ديننا ودنيانا؟ أم أننا أعرضنا عن الله فأعرض الله عنا؟ نسيناه فأنسانا أنفسنا؟
د0سامي بن إبراهيم السويلم