خيالة بلي
02-04-2011, 07:52 AM
تحية معطرة بطاعة الرحمن وبرائحةالجنان
قصة ارتجلتها في لحظتي هذا من فكرة اختالت خطاها على بنات فكري . . هذا جزء منها .. من كتابتها على الوورد إلى متصفحي لم يقراها قبلكم أحد سواي . أتمنى أن تحوز على رضاكم و استحسانكم ,, وارحب بكل نقد بناء يرتقي بي وبغيري
قصتي او محاولتي بعنوان :
"ياليتنا ما .. إلتقينا .. "
كانت ساعات الليل الأخيرة تلفظ انفاسها مودعة هذا اليوم , كنت اقف بجوارها قريبة من رأسها امسح حبات العرق التي تناثرت على جبينها ,, لحظات صعبة تمر بها اختي" مها " عبارات بصوت يرتعد متقطع " يارب ارحمني يارب لطفك ,, تعالت صرخاتها استنجاد بممرضة تأتي لتخفف عنها آلآم تعتصر جسدها النحيل .
كنت اقترب منها وابتعد لا اريد أن اراها وهي تلفظ انفاسها الأخيرة .. اقبلت تلك الممرضة الأجنبية وتناولت ذراع مها لتعطيها ابرة المسكن : ماهي إلا دقائق وصوت مها يتراخى بل يصمت ,, كنت بجانبها اواري دموعي عنها لا اريدها أن ترى دموعي .. أطلقت زفرة مرّة – أأأأأأأأأأاه يامها – ياليت اللي فيك فيني - سحبت مقعد من ورائي ورميت بجسدي المنهك عليه فقد كنت مرافقة لها بالمستشفى , كنت اتلو بعض الآيات لعلي انسى بعض ما أنا به . لم يقطع قرآتي سوى دخول طبيب المشرف على حالة أختي مها – اخذ الملف الخاص بحالة مها وكان يدون نتائج العملية الجراحية لها بينما رافقته ممرضة لأخذ قياس الحرارة والضغط , استندت واقفة على منضدة بجانب سرير مها . ووجهت سؤال للطبيب ,, لو سمحت يادكتور طمني على حال مها ؟ لم يجاوبني الطبيب فقد كان يبدو منهكاً فقد اكتفى بهز راسه بأنها سوف تكون بخير . اكمل كتابة نتيجة الفحص ثم غادر الغرفة .عدت للجلوس واكمال قرآءتي ,, مرت ساعات الفجر مثقلة وعادت ذكرياتي على الوراء ومها بجانبي استرق لها النظرة بين الفينة و الاخرى , يالله متى سنعود إلى قريتنا ومتى سألتقى برفيقاتي وبنات الجيران ,, غربة .. غربة اشعر بها بالرغم من تواجدي بمدينه كبيرة كالرياض ,, بالرغم من وجود ابي معنا مرافقاً لنا ورغم سكني بمنزل اخي إلا إنني اشعر بغربه . فأنا ابنة قرية مترامية الأطراف تحفها البساتين الغناء بخضرتها النظرة ونخلها الشامخ وجبالها الحمراء التي لا تعرف للخضوع صفة ,, اعشقك قريتي بكل ما فيك , اتذكر مدرستي , ورفيقاتي ومعلماتي ومعاناة التنقل للقرية المجاورة للدراسة فقريتي ليس بها إلا مدرسة ابتدائة ومتوسطة وها أنافي السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ,, ياإلهي غياب اسبوع سيؤثر على مستوى دراستي وأخاف ان اخفق في احد المواد الدراسية فيعاتبني ابي الحبيب , فأنا لم اخذله يوماً منذ بداية دراستي احصل على الطالبة المثالية والمتفوقة ,, وأختي مها اكملت دراستها الثانوية وسكنت المدينة عندأخي صالح الذي يعمل بمدينة ليست بذلك القرب من قريتنا ولكن رغبة أبي وحرصة على إكمال تعليمنا ولإجتهاد مها وحبها للعلم فقد قررت إكمال دراستها الجامعية ,, ايام لا تنسى حينما كنا ننتظر ظهور نتيجتك يامها بفارغ الصبر ,, جاء اتصال اخي ليخبرنا بحصولها على المركز الثاني على مستوى منطقتنا بقسمها العلمي وصراخها الذي تهاوي من الفرح لتسرع لحضن والدي تضمه فرحة بتلك النتيجة وكأنها تقول له : ها أنا رفعت رأسك ابي الحبيب ومن ثم اتجهت لي لتضمني . كنت اشعر بسرعة دقات قلبها تشاركها فرحتها . استرقت نظرة إلى والدي الغالي فرأيت دموعه تنساب على وجنتيه الطاهرتين وما إن لمح نظرتي جعل يداريهم بيديه ويحاول مقاومة انحدارتلك الدموع .. لحظتها عرفت سبب تلك الدموع دون أن يتفوه بكلمة واحدة , اعرف يا ابي إنك كنت تتمنى ان تشاركني أمي رحمها الله فرحة تخرج مها من الثانوية .. آآآآآه ياللوعة الفراق .. مااسرع تلك السنة مضت على فراقك أمي – لن استطيع نسيان لحظات وفاتك , لم يستطع ذلك القلب الضعيف مقاومة المرض يااااه لا اريد ان اتذكرها .
قطع سلسلة ذكرياتي المُرّة صوت مها : ابي بالتاكيد سوف تفي بوعدك لي ؟ سوف ادرس بقسم الكيمياء وسوف احصل على درجة البكالوريوس وسوف اعمل معلمة كيمياء في مدرسة القرية لحين رغبتي في اكمال دراساتي الـ وووووو قطع حديث امنيات مها منظر دموع والدي الذي لم يستطيع ان يواريهما عنا . اسرعت له مها : مابك يا حبيب قلبي مابك ؟!! .. إذا كنت لا تريدني ان اكمل لن اكمل ولن افارقك ولكن قاطعها ابي بصوته المخنوق لا ياحبيبتي لالا
ولكنني .... مها : اعرف ياابي اعرف .. ابي من قال لك إني نسيتها لا وربي كم بكيت وبكيت ولكن كنت احاول أن اتماسك امامك أنت وغدير لا اريد ان اكدر فرحتكما بي . ذرفت مها دموع شعرت بحرارتها تنساب بقلبي قبل خديها .. اسرعت على ابي مقبلة رأسه : البقاء برأسك والدي يكفينا إنك لم تشعرنا بالحاجة لأحد بعدها . صحيح مكانها لن يستطيع احد سده ولكن وجودك بيننا خفف الكثير الكثير ووجود أخي صالح اعانه الله يملأ دنيتنا فرحا ,ً قطع حديثي اتصال صالح على هاتف ابي ليخبرنا بقدومه بصحبة زوجته وطفليه الذي طالما اشتقت لهما .
كنا فرحين باروع خبر بعد خبر نجاح مها .
في اليوم الثاني وبعد فراغنا من تناول الغذاء كان صوت سيارة صالح يقطع صمت وهدوء حينا
اسرعنا إلى الباب أنا ومها لإستقباله . كنت ارى طفلي صالح وزوجته يحملون الهدايا والحلوى بمناسبة نجاحنا . قمنا بمعانقة صالح وابناه وزوجته . فصالح بالنسبة لي اخ واب وصديق .. اراه يحمل قلب حنون ورحيم لم اتذكر في يوم ما تضجر منا ومن متطلباتنا التي لا تنتهي ويكفيننا قيامه بشؤون منزلنا منذ صغره حتى غادر القرية بحثاً عن الوظيفة . اسعد اوقاتنا عندما الهو مع ابناء صالح وامرّها ذلك اليوم الذي يعلن صالح مغادرته على المدينه لإنتهاء ايام إجازته .
اعتقد هنا قد تعرفتم على وضع عائلتي .. هذا ما اود قوله بعد عن استيقظت مها من النوم محاولة الإعتدال للجلوس وصوت انينها الذي قطع انسياب فكري وعودة ذكرياتي ..
غدير غديرهل انتي هنا ؟ نعم مها هل اردت شئ؟ كانت مها تتأوه من الم بها .رباه ساعدها فلا اريد فقدانها بعد امي اسرعت إليها وناولتها حبوب مسكنه وكأس ماء . كانت مها قد اجرت عملية تبرع بكلية لإبنة خالي عزيزة التي تصغرها بعدة شهور .. ولم تكن بالعملية الهينة ولكن إصرار مها على التبرع لابنة خالي قرار لا رجعة به .
مرت ساعات لتعلن بدء زيارة الفترة المسائية وكان من أول الزائرين خالتي وابنتها وزوجة خالي وخالي ووالدي الذي لم يفارق حجرة الإنتظار اطمأنوا بها على مها وكان وقت الزيارة قد انقضى سريعاً فلم نشعر به من كثرة القادمين لتهنئة مها بسلامتها . كان آخر الزائرين ابي فقد آتي ليوصي مها على نفسها وحتى يصطحبني معه إلى منزل صالح فقد أجهدت نفسي وعلي ان ارتاح هذا ماقاله ابي وإنه في الغد سوف نكون برفقة مها بإذن الله
اتجهت مع والدي امشي بين ممرات المستشفى وما إن اقتربنا من السيارة حتى اعترض طريق ابي شاب , سلم عليه وبادله ابي بالترحيب . آه إنه ماجد ابن خالي ركبت السيارة وكان ماجد يسأل ابي عن صحة مها وطمانة ابي وساله صحة عزيزة ؟ فأخبره بأنها بخير .. يا إلهي عزيزة تذكرت باني لم اقوم بزيارتها ,, كنت احدث نفسي والومها بانك لو تعلمين بإرهاقي ياابنة خالي فلن تلوميني وقررت زيارتها غداً بمشيئة الله . فهي بالحجرة المجاورة للحجرةالتي ترقد بها مها .
ركب ابي السيارة وذهبنا بطريقنا لبيت صالح .. دخلت مسرعة إلى حجرة مها التي تسكن بها في منزل صالح والتي ستكون لها آخر سنة وتتخرج إن شاء الله تبسمت لأني تذكرت بعودة مها معي في آخر العام .
مضى اسبوع وخرجت مها من المستشفى ورجعنا أنا وابي إلى القرية فقد كنت متلهفة لمدرستي ورفيقاتي وماهي إلا شهر وتبدأ إجازة منتصف العام الدراسي .. مرت الأيام بتعب اختبارات العام الدراسي ونجحت بتفوق وحضرت مها برفقة صالح وعائلته وكانت اجازة ممتعه قضيناها مابين التنزه وتبادل الزيارات بين اهل القرية . وبعدها بأشهر انقضت السنة وتخرجت مها من الجامعة وتخرجت أنا من المرحلة الثانوية .
التحقت بالجامعة قسم الأدب الإنجليزي وانهيت مجريات التسجيل وعدت لأستمتع ببقية إجازتي مع عائلتي ..
استيقظت ظهيرة يوم ورايت ابي يجلس بجوار مها ويتجاذبان الحديث مع صالح وكانت الفرحة تعلو محياهم .. ما الأمر ؟؟ ماإن رآني ابي حتى زف لي خبر خطوة مها لأبن شيخ قبيلتنا الملازم سعد باركت لها فسعد ابن من جماعتنا تربطنا به قرابة ليست بقريبة جداً شاب مهذب و ديّن فيه سمات الرجل الطموح . تمت مراسم زفاف مها وما إن انتهت حفلة زفافها وعدت لمنزلنا حتى احسست بوحشة دارنا فكانها دار خراب .. اين انت يامها ؟ اين انت يارفيقة دربي ؟ سترحلين للمدينة وتتركيني للخلاء الموحش اجهشت بالبكاء لحظة وقوع نظري على فراشها الذي يجاور فراشي وبعض من الكتب التي كانت تقرا بها قبل نومها .. دعوت لها بالتوفيق والسعادة والذرية الصالحة .. لم تغفو لي عين تلك الليلة و ابي نفس الحالة اصابته فمها بالنسبة لنا أمنا كلنا ومديرة شؤون المنزل والقلب الحنون ..
مرت سنتين من الزمن سريعة لأعود إلى المدينة للدراسة في السنة الثالثة وما جعلني أرى بأن هذه السنة تختلف عن غيرها هو حصول صالح على بعثة خارجية وسفره المفاجئ هو وعائلته وتعيين مها بقرية مجاورة لقريتنا وسفرها هي الأخرى ولم يكن حل أمثل إلا سكني في منزل خالي فهد .. تباشرت عزيزة لما سمعت الخبر من والدها هي و اختها ريم وزوجة خالي ذات القلب الطيب .. لم يشعروني في يوم بأني غريبة وكنت اشعر براحة بالأخص وإن منزل خالي لا يوجد به من الرجال سوى خالي فإبنه محمد متزوج ومستقل في منزل وابنه ماجد يدرس في الكلية الطب .
مااااجد مااروعه من اسم .. فقد كنت معجبة بشخصه لأبعد الدرجات ماجد ابن خالي فهد اكن له حباً لا يعلم به سوى رب العباد فعاداتنا وتقاليدنا تحتم علينا بعدم البوح إلا للنفس فقط .. ياترى هل يشعر بي احد وأنا احدث نفسي ,, هل يبدو على وجهي تغيراً ما إن يعبر اسمه من امامي بحديث غيري .. كانت عزيزة تتحدث عنه بإستمرار و تخبرني عن احلامه وطموحاته وتطلعاته المستقبلية بعد اتمام دراسة الطب وإنه ...... كانت تصطحبني لحجرته الخاصة وتريني بعض الكتب التي يقراها وعن الثقافات التي يهتويها ووووو كانت عزيزة تتحدث ونفسي تحدثني بآمال أخرى واثناء ثرثرة عزيزة رأيت رواية كان قد ظهر طرفها من تحت وسادة ماجد سحبيتها لأقرأ عنوانها فوجدتها مسرحية من الأدب الإنجليزي للكاتب وليلم شكسبير بعنوان شدني بالوقت الذي حيرني لإختياره لها .. كانت رواية بعنوان قصة الـ.......
هل اكمل ام حان أن تقولوا لي كفى ؟؟ !
بقلم / خيالة بلي
قصة ارتجلتها في لحظتي هذا من فكرة اختالت خطاها على بنات فكري . . هذا جزء منها .. من كتابتها على الوورد إلى متصفحي لم يقراها قبلكم أحد سواي . أتمنى أن تحوز على رضاكم و استحسانكم ,, وارحب بكل نقد بناء يرتقي بي وبغيري
قصتي او محاولتي بعنوان :
"ياليتنا ما .. إلتقينا .. "
كانت ساعات الليل الأخيرة تلفظ انفاسها مودعة هذا اليوم , كنت اقف بجوارها قريبة من رأسها امسح حبات العرق التي تناثرت على جبينها ,, لحظات صعبة تمر بها اختي" مها " عبارات بصوت يرتعد متقطع " يارب ارحمني يارب لطفك ,, تعالت صرخاتها استنجاد بممرضة تأتي لتخفف عنها آلآم تعتصر جسدها النحيل .
كنت اقترب منها وابتعد لا اريد أن اراها وهي تلفظ انفاسها الأخيرة .. اقبلت تلك الممرضة الأجنبية وتناولت ذراع مها لتعطيها ابرة المسكن : ماهي إلا دقائق وصوت مها يتراخى بل يصمت ,, كنت بجانبها اواري دموعي عنها لا اريدها أن ترى دموعي .. أطلقت زفرة مرّة – أأأأأأأأأأاه يامها – ياليت اللي فيك فيني - سحبت مقعد من ورائي ورميت بجسدي المنهك عليه فقد كنت مرافقة لها بالمستشفى , كنت اتلو بعض الآيات لعلي انسى بعض ما أنا به . لم يقطع قرآتي سوى دخول طبيب المشرف على حالة أختي مها – اخذ الملف الخاص بحالة مها وكان يدون نتائج العملية الجراحية لها بينما رافقته ممرضة لأخذ قياس الحرارة والضغط , استندت واقفة على منضدة بجانب سرير مها . ووجهت سؤال للطبيب ,, لو سمحت يادكتور طمني على حال مها ؟ لم يجاوبني الطبيب فقد كان يبدو منهكاً فقد اكتفى بهز راسه بأنها سوف تكون بخير . اكمل كتابة نتيجة الفحص ثم غادر الغرفة .عدت للجلوس واكمال قرآءتي ,, مرت ساعات الفجر مثقلة وعادت ذكرياتي على الوراء ومها بجانبي استرق لها النظرة بين الفينة و الاخرى , يالله متى سنعود إلى قريتنا ومتى سألتقى برفيقاتي وبنات الجيران ,, غربة .. غربة اشعر بها بالرغم من تواجدي بمدينه كبيرة كالرياض ,, بالرغم من وجود ابي معنا مرافقاً لنا ورغم سكني بمنزل اخي إلا إنني اشعر بغربه . فأنا ابنة قرية مترامية الأطراف تحفها البساتين الغناء بخضرتها النظرة ونخلها الشامخ وجبالها الحمراء التي لا تعرف للخضوع صفة ,, اعشقك قريتي بكل ما فيك , اتذكر مدرستي , ورفيقاتي ومعلماتي ومعاناة التنقل للقرية المجاورة للدراسة فقريتي ليس بها إلا مدرسة ابتدائة ومتوسطة وها أنافي السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ,, ياإلهي غياب اسبوع سيؤثر على مستوى دراستي وأخاف ان اخفق في احد المواد الدراسية فيعاتبني ابي الحبيب , فأنا لم اخذله يوماً منذ بداية دراستي احصل على الطالبة المثالية والمتفوقة ,, وأختي مها اكملت دراستها الثانوية وسكنت المدينة عندأخي صالح الذي يعمل بمدينة ليست بذلك القرب من قريتنا ولكن رغبة أبي وحرصة على إكمال تعليمنا ولإجتهاد مها وحبها للعلم فقد قررت إكمال دراستها الجامعية ,, ايام لا تنسى حينما كنا ننتظر ظهور نتيجتك يامها بفارغ الصبر ,, جاء اتصال اخي ليخبرنا بحصولها على المركز الثاني على مستوى منطقتنا بقسمها العلمي وصراخها الذي تهاوي من الفرح لتسرع لحضن والدي تضمه فرحة بتلك النتيجة وكأنها تقول له : ها أنا رفعت رأسك ابي الحبيب ومن ثم اتجهت لي لتضمني . كنت اشعر بسرعة دقات قلبها تشاركها فرحتها . استرقت نظرة إلى والدي الغالي فرأيت دموعه تنساب على وجنتيه الطاهرتين وما إن لمح نظرتي جعل يداريهم بيديه ويحاول مقاومة انحدارتلك الدموع .. لحظتها عرفت سبب تلك الدموع دون أن يتفوه بكلمة واحدة , اعرف يا ابي إنك كنت تتمنى ان تشاركني أمي رحمها الله فرحة تخرج مها من الثانوية .. آآآآآه ياللوعة الفراق .. مااسرع تلك السنة مضت على فراقك أمي – لن استطيع نسيان لحظات وفاتك , لم يستطع ذلك القلب الضعيف مقاومة المرض يااااه لا اريد ان اتذكرها .
قطع سلسلة ذكرياتي المُرّة صوت مها : ابي بالتاكيد سوف تفي بوعدك لي ؟ سوف ادرس بقسم الكيمياء وسوف احصل على درجة البكالوريوس وسوف اعمل معلمة كيمياء في مدرسة القرية لحين رغبتي في اكمال دراساتي الـ وووووو قطع حديث امنيات مها منظر دموع والدي الذي لم يستطيع ان يواريهما عنا . اسرعت له مها : مابك يا حبيب قلبي مابك ؟!! .. إذا كنت لا تريدني ان اكمل لن اكمل ولن افارقك ولكن قاطعها ابي بصوته المخنوق لا ياحبيبتي لالا
ولكنني .... مها : اعرف ياابي اعرف .. ابي من قال لك إني نسيتها لا وربي كم بكيت وبكيت ولكن كنت احاول أن اتماسك امامك أنت وغدير لا اريد ان اكدر فرحتكما بي . ذرفت مها دموع شعرت بحرارتها تنساب بقلبي قبل خديها .. اسرعت على ابي مقبلة رأسه : البقاء برأسك والدي يكفينا إنك لم تشعرنا بالحاجة لأحد بعدها . صحيح مكانها لن يستطيع احد سده ولكن وجودك بيننا خفف الكثير الكثير ووجود أخي صالح اعانه الله يملأ دنيتنا فرحا ,ً قطع حديثي اتصال صالح على هاتف ابي ليخبرنا بقدومه بصحبة زوجته وطفليه الذي طالما اشتقت لهما .
كنا فرحين باروع خبر بعد خبر نجاح مها .
في اليوم الثاني وبعد فراغنا من تناول الغذاء كان صوت سيارة صالح يقطع صمت وهدوء حينا
اسرعنا إلى الباب أنا ومها لإستقباله . كنت ارى طفلي صالح وزوجته يحملون الهدايا والحلوى بمناسبة نجاحنا . قمنا بمعانقة صالح وابناه وزوجته . فصالح بالنسبة لي اخ واب وصديق .. اراه يحمل قلب حنون ورحيم لم اتذكر في يوم ما تضجر منا ومن متطلباتنا التي لا تنتهي ويكفيننا قيامه بشؤون منزلنا منذ صغره حتى غادر القرية بحثاً عن الوظيفة . اسعد اوقاتنا عندما الهو مع ابناء صالح وامرّها ذلك اليوم الذي يعلن صالح مغادرته على المدينه لإنتهاء ايام إجازته .
اعتقد هنا قد تعرفتم على وضع عائلتي .. هذا ما اود قوله بعد عن استيقظت مها من النوم محاولة الإعتدال للجلوس وصوت انينها الذي قطع انسياب فكري وعودة ذكرياتي ..
غدير غديرهل انتي هنا ؟ نعم مها هل اردت شئ؟ كانت مها تتأوه من الم بها .رباه ساعدها فلا اريد فقدانها بعد امي اسرعت إليها وناولتها حبوب مسكنه وكأس ماء . كانت مها قد اجرت عملية تبرع بكلية لإبنة خالي عزيزة التي تصغرها بعدة شهور .. ولم تكن بالعملية الهينة ولكن إصرار مها على التبرع لابنة خالي قرار لا رجعة به .
مرت ساعات لتعلن بدء زيارة الفترة المسائية وكان من أول الزائرين خالتي وابنتها وزوجة خالي وخالي ووالدي الذي لم يفارق حجرة الإنتظار اطمأنوا بها على مها وكان وقت الزيارة قد انقضى سريعاً فلم نشعر به من كثرة القادمين لتهنئة مها بسلامتها . كان آخر الزائرين ابي فقد آتي ليوصي مها على نفسها وحتى يصطحبني معه إلى منزل صالح فقد أجهدت نفسي وعلي ان ارتاح هذا ماقاله ابي وإنه في الغد سوف نكون برفقة مها بإذن الله
اتجهت مع والدي امشي بين ممرات المستشفى وما إن اقتربنا من السيارة حتى اعترض طريق ابي شاب , سلم عليه وبادله ابي بالترحيب . آه إنه ماجد ابن خالي ركبت السيارة وكان ماجد يسأل ابي عن صحة مها وطمانة ابي وساله صحة عزيزة ؟ فأخبره بأنها بخير .. يا إلهي عزيزة تذكرت باني لم اقوم بزيارتها ,, كنت احدث نفسي والومها بانك لو تعلمين بإرهاقي ياابنة خالي فلن تلوميني وقررت زيارتها غداً بمشيئة الله . فهي بالحجرة المجاورة للحجرةالتي ترقد بها مها .
ركب ابي السيارة وذهبنا بطريقنا لبيت صالح .. دخلت مسرعة إلى حجرة مها التي تسكن بها في منزل صالح والتي ستكون لها آخر سنة وتتخرج إن شاء الله تبسمت لأني تذكرت بعودة مها معي في آخر العام .
مضى اسبوع وخرجت مها من المستشفى ورجعنا أنا وابي إلى القرية فقد كنت متلهفة لمدرستي ورفيقاتي وماهي إلا شهر وتبدأ إجازة منتصف العام الدراسي .. مرت الأيام بتعب اختبارات العام الدراسي ونجحت بتفوق وحضرت مها برفقة صالح وعائلته وكانت اجازة ممتعه قضيناها مابين التنزه وتبادل الزيارات بين اهل القرية . وبعدها بأشهر انقضت السنة وتخرجت مها من الجامعة وتخرجت أنا من المرحلة الثانوية .
التحقت بالجامعة قسم الأدب الإنجليزي وانهيت مجريات التسجيل وعدت لأستمتع ببقية إجازتي مع عائلتي ..
استيقظت ظهيرة يوم ورايت ابي يجلس بجوار مها ويتجاذبان الحديث مع صالح وكانت الفرحة تعلو محياهم .. ما الأمر ؟؟ ماإن رآني ابي حتى زف لي خبر خطوة مها لأبن شيخ قبيلتنا الملازم سعد باركت لها فسعد ابن من جماعتنا تربطنا به قرابة ليست بقريبة جداً شاب مهذب و ديّن فيه سمات الرجل الطموح . تمت مراسم زفاف مها وما إن انتهت حفلة زفافها وعدت لمنزلنا حتى احسست بوحشة دارنا فكانها دار خراب .. اين انت يامها ؟ اين انت يارفيقة دربي ؟ سترحلين للمدينة وتتركيني للخلاء الموحش اجهشت بالبكاء لحظة وقوع نظري على فراشها الذي يجاور فراشي وبعض من الكتب التي كانت تقرا بها قبل نومها .. دعوت لها بالتوفيق والسعادة والذرية الصالحة .. لم تغفو لي عين تلك الليلة و ابي نفس الحالة اصابته فمها بالنسبة لنا أمنا كلنا ومديرة شؤون المنزل والقلب الحنون ..
مرت سنتين من الزمن سريعة لأعود إلى المدينة للدراسة في السنة الثالثة وما جعلني أرى بأن هذه السنة تختلف عن غيرها هو حصول صالح على بعثة خارجية وسفره المفاجئ هو وعائلته وتعيين مها بقرية مجاورة لقريتنا وسفرها هي الأخرى ولم يكن حل أمثل إلا سكني في منزل خالي فهد .. تباشرت عزيزة لما سمعت الخبر من والدها هي و اختها ريم وزوجة خالي ذات القلب الطيب .. لم يشعروني في يوم بأني غريبة وكنت اشعر براحة بالأخص وإن منزل خالي لا يوجد به من الرجال سوى خالي فإبنه محمد متزوج ومستقل في منزل وابنه ماجد يدرس في الكلية الطب .
مااااجد مااروعه من اسم .. فقد كنت معجبة بشخصه لأبعد الدرجات ماجد ابن خالي فهد اكن له حباً لا يعلم به سوى رب العباد فعاداتنا وتقاليدنا تحتم علينا بعدم البوح إلا للنفس فقط .. ياترى هل يشعر بي احد وأنا احدث نفسي ,, هل يبدو على وجهي تغيراً ما إن يعبر اسمه من امامي بحديث غيري .. كانت عزيزة تتحدث عنه بإستمرار و تخبرني عن احلامه وطموحاته وتطلعاته المستقبلية بعد اتمام دراسة الطب وإنه ...... كانت تصطحبني لحجرته الخاصة وتريني بعض الكتب التي يقراها وعن الثقافات التي يهتويها ووووو كانت عزيزة تتحدث ونفسي تحدثني بآمال أخرى واثناء ثرثرة عزيزة رأيت رواية كان قد ظهر طرفها من تحت وسادة ماجد سحبيتها لأقرأ عنوانها فوجدتها مسرحية من الأدب الإنجليزي للكاتب وليلم شكسبير بعنوان شدني بالوقت الذي حيرني لإختياره لها .. كانت رواية بعنوان قصة الـ.......
هل اكمل ام حان أن تقولوا لي كفى ؟؟ !
بقلم / خيالة بلي