ابراهيم بن علي العثماني
04-24-2003, 11:44 PM
الحلم الضائع بين شقي الوطن
طلاب جامعة النجاح في القطاع…أعباء مضاعفة
هذه المقابله اجرها موقع نداء القدس مع العضو المعروف في منتدي بلوي نت ناصر البلوي ارجو من الاخوان الاطلاع عليها000
انه الجانب اللامرئي من معاناة هذا الشعب من قيود الاحتلال التي فرضت…معاناة بطعم آخر حجبت وراء عناوين كبيرة…اجتياح، اعتقال، استشهاد ، هدم منازل…معاناة خطت تحت اسم الحرمان والبعد والغربة داخل الوطن الواحد: بالتأكيد أنها معاناة مضاعفة…لمجموعة من الشبان الذين حلموا بالغد المشرق على ارض لم يعد فيها الكثير لتبتهج …كانوا حوالي 110 و الان تقلص العدد إلى 28 يعانون معاناتهم الخاصة وسط المدينة التي تتابعت عليها عناوين كبيرة لتغيب هذه المعاناة بين تفاصيل المها الكبير
طلبة قطاع غزة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس شمال الضفة الغربية، والحياة في ظل البعد الدائم عن عائلاتهم ومدنهم " لا أحد يستطيع التنقل بين القطاع والضفة منذ بداية الانتفاضة، وكلما اتصلنا بالارتباط تلقينا نفس الرد "لا يمكن استصدار تصاريح لكم هذه الأيام" ولا نستطيع ان نترك جامعاتنا بعد كل هذه الفترة لنعود قبل التخرج". قال "ناصر البلوي" مسؤول طلبة في الجامعة.
ناصر (28)عاما، من بيت حانون في القطاع، يدرس في كلية الدراسات العليا، برنامج التخطيط والتنمية السياسية، اصبح الاستقرار بالنسبة له غاية يصعب الوصول إليها في ظل المشاكل الضخمة التي يواجهونها في غربتهم التي تحمل الطابع الفلسطيني الخاص.
" منذ بداية الانتفاضة لم يتمكن أحد من الدخول إلى هنا، ولم يسجل أي طالب جديد في الجامعة، كنا حوالي 110 تقلص العدد إلى 28 بسبب تخرج البعض وعدم تمكن الآخرين من العودة مرة أخرى للمواصلة من جديد فاضطروا إلى التعويض في جامعات القطاع". قال.
ويتابع " كثير من الطلاب يرغبون في إكمال دراستهم في جامعات الضفة وخاصة جامعتي النجاح وبيرزيت والتي تعتبر الأقوى و الاشمل بين جامعات الوطن فهناك بعض التخصصات التي لا توجد في القطاع، الى جانب اننا في نفس البلد فهي تعوضنا عن الدراسة في بلدان أخرى وتكاليف اكثر، بالإضافة الى ان الطريق كانت غاية في السهولة ولكن الوضع الان اختلف تماما .
هذا الوضع بالتأكيد ما كان قبل الانتفاضة الأخيرة، منذ إغلاق الممر الأمن ومنع استصدار التصاريح وحتى للحالات الإنسانية" كانت الكثير من الحالات الإنسانية التي حاولنا استصدار التصاريح له ليتمكن من زيارة القطاع ولكن عبثا، فقبل فترة توفيت والدة أحد الشباب واتصلنا بالارتباط العسكري الا أننا لم نتمكن من استصدار تصريح".قال البلوة :" حرمنا من مشاركة أهلنا الأوقات أحزانهم وأفراحهم أيضا…هناك العديد ممن ولدوا وكبروا ولا نعرفهم". قال.
ونفس المعاناة كانت ل"محمد عودة" (24)عاما،من خانيونس في القطاع،طالب في كلية العلوم قسم برمجة الحاسوب، والذي لم يزور أهله منذ بداية" منذ بداية دراستي في 97 لم أتمكن من زيارة أهلي سوى مرة واحدة واضطررت إلى البقاء سنة في القطاع لاني لم استطع العودة بسبب إغلاق حاجز "بيت حانون" في 98 وبعد ذلك التحقت مرة أخرى بالجامعة، ولأي الان لم أستطيع ان أعود إلى القطاع، لانه العودة تعني ان تضيع كل سنوات الدراسة ".
ولا تتوقف المعاناة إلى هنا فبنسبة لهم مجرد وجودهم في المدينة ولاتي اعتادت على المداهمات الاقتحامات مشكلة… وتأتي في المقام الثاني مشكلة التنقل بين المدن " نحن بمثابة المخالفين للقانون ففي حال أوقفنا على أي حاجز يتم ترحيلنا الى القطاع " قال عودة.
" كثير من المرات التي تم بها مداهمة السكنات الطلاب في المدينة يتم إيقاف بعض الطلاب لمدة أسبوع فقط لانهم يحملون هوية القطاع" أضاف ناصر مؤكدا على حديث زميله. وتابع ": نحتاج الى التنقل بين المدن الا ان هذا الوضع يتم بغاية الصعوبة".
تزداد مشكلة هؤلاء الطلبة مع حجم الانتهاكات الهائل لكل من الضفة والقطاع "يبقى شعور الخوف المتبادل بيننا وبين الأهل"قال عودة.مشيرا إلى حادثة خاصة حدثت معه " في الاجتياح على مدينة نابلس ورد اسمي شهيدا في إحدى القوائم كانت بالنسبة للأهل وهم بعيدون عني بمثابة الصدمة وخاصة لأب يعاني من مرض القلب وأم كبيرة في السن، إلى أن اتصلوا بي أدركوا انه مجرد تشابه أسماء ".
ويتابع انه بالإضافة إلى عبء الدراسة والمشاكل الاقتصادية يزيد الوضع النفسي وحالة الترقب والخوف من الأعباء علينا".
"عبد العزيز" إحدى الطلاب وفي حديث إعلامي أوجز معاناته من هذه الناحية " أنا أسكن في نابلس منذ أربع سنوات وقد تعرضت عائلتي إلى التنكيل والتعذيب على أيدي جيش الاحتلال فقد هدم البيت الذي يظلهم واعتقل أحد أشقائي، وأنا مكتوف اليدين لا أستطيع الوصول إليهم ولا حتى أستطيع تقديم أدنى مساعدة ".
وتعقيبا على ذلك أكد البلوي " هناك الكثير مما تأثر تحصيلهم العلمي بسبب الكبت والحالة النفسية والضغوط، فكل ذلك بالإضافة الى المشاكل الأخرى مشكلة عدم الاستقرار ومشاكل السكنات والوضع الاقتصادي السئ للأهل في القطاع اثر على تحصيل العديد من الطلاب".
ولا يخفي البلوي دور المؤسسات التي دعمتهم في تلك المرحلة" كان هناك اهتمام واضح بنا من قبل المؤسسات الرسمية كالمحافظة والبلدية وحتى الجامعة التي تعاطفت مع وضعنا وكانت مرنة بمساعدة الطلبة الذي عادوا الى القطاع وسمحت لهم بإكمال دراستهم في جامعات القطاع في التخصصات الموجودة".
المصدر : خاص نداء القدس 23/04/2003 ، 21:30
طلاب جامعة النجاح في القطاع…أعباء مضاعفة
هذه المقابله اجرها موقع نداء القدس مع العضو المعروف في منتدي بلوي نت ناصر البلوي ارجو من الاخوان الاطلاع عليها000
انه الجانب اللامرئي من معاناة هذا الشعب من قيود الاحتلال التي فرضت…معاناة بطعم آخر حجبت وراء عناوين كبيرة…اجتياح، اعتقال، استشهاد ، هدم منازل…معاناة خطت تحت اسم الحرمان والبعد والغربة داخل الوطن الواحد: بالتأكيد أنها معاناة مضاعفة…لمجموعة من الشبان الذين حلموا بالغد المشرق على ارض لم يعد فيها الكثير لتبتهج …كانوا حوالي 110 و الان تقلص العدد إلى 28 يعانون معاناتهم الخاصة وسط المدينة التي تتابعت عليها عناوين كبيرة لتغيب هذه المعاناة بين تفاصيل المها الكبير
طلبة قطاع غزة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس شمال الضفة الغربية، والحياة في ظل البعد الدائم عن عائلاتهم ومدنهم " لا أحد يستطيع التنقل بين القطاع والضفة منذ بداية الانتفاضة، وكلما اتصلنا بالارتباط تلقينا نفس الرد "لا يمكن استصدار تصاريح لكم هذه الأيام" ولا نستطيع ان نترك جامعاتنا بعد كل هذه الفترة لنعود قبل التخرج". قال "ناصر البلوي" مسؤول طلبة في الجامعة.
ناصر (28)عاما، من بيت حانون في القطاع، يدرس في كلية الدراسات العليا، برنامج التخطيط والتنمية السياسية، اصبح الاستقرار بالنسبة له غاية يصعب الوصول إليها في ظل المشاكل الضخمة التي يواجهونها في غربتهم التي تحمل الطابع الفلسطيني الخاص.
" منذ بداية الانتفاضة لم يتمكن أحد من الدخول إلى هنا، ولم يسجل أي طالب جديد في الجامعة، كنا حوالي 110 تقلص العدد إلى 28 بسبب تخرج البعض وعدم تمكن الآخرين من العودة مرة أخرى للمواصلة من جديد فاضطروا إلى التعويض في جامعات القطاع". قال.
ويتابع " كثير من الطلاب يرغبون في إكمال دراستهم في جامعات الضفة وخاصة جامعتي النجاح وبيرزيت والتي تعتبر الأقوى و الاشمل بين جامعات الوطن فهناك بعض التخصصات التي لا توجد في القطاع، الى جانب اننا في نفس البلد فهي تعوضنا عن الدراسة في بلدان أخرى وتكاليف اكثر، بالإضافة الى ان الطريق كانت غاية في السهولة ولكن الوضع الان اختلف تماما .
هذا الوضع بالتأكيد ما كان قبل الانتفاضة الأخيرة، منذ إغلاق الممر الأمن ومنع استصدار التصاريح وحتى للحالات الإنسانية" كانت الكثير من الحالات الإنسانية التي حاولنا استصدار التصاريح له ليتمكن من زيارة القطاع ولكن عبثا، فقبل فترة توفيت والدة أحد الشباب واتصلنا بالارتباط العسكري الا أننا لم نتمكن من استصدار تصريح".قال البلوة :" حرمنا من مشاركة أهلنا الأوقات أحزانهم وأفراحهم أيضا…هناك العديد ممن ولدوا وكبروا ولا نعرفهم". قال.
ونفس المعاناة كانت ل"محمد عودة" (24)عاما،من خانيونس في القطاع،طالب في كلية العلوم قسم برمجة الحاسوب، والذي لم يزور أهله منذ بداية" منذ بداية دراستي في 97 لم أتمكن من زيارة أهلي سوى مرة واحدة واضطررت إلى البقاء سنة في القطاع لاني لم استطع العودة بسبب إغلاق حاجز "بيت حانون" في 98 وبعد ذلك التحقت مرة أخرى بالجامعة، ولأي الان لم أستطيع ان أعود إلى القطاع، لانه العودة تعني ان تضيع كل سنوات الدراسة ".
ولا تتوقف المعاناة إلى هنا فبنسبة لهم مجرد وجودهم في المدينة ولاتي اعتادت على المداهمات الاقتحامات مشكلة… وتأتي في المقام الثاني مشكلة التنقل بين المدن " نحن بمثابة المخالفين للقانون ففي حال أوقفنا على أي حاجز يتم ترحيلنا الى القطاع " قال عودة.
" كثير من المرات التي تم بها مداهمة السكنات الطلاب في المدينة يتم إيقاف بعض الطلاب لمدة أسبوع فقط لانهم يحملون هوية القطاع" أضاف ناصر مؤكدا على حديث زميله. وتابع ": نحتاج الى التنقل بين المدن الا ان هذا الوضع يتم بغاية الصعوبة".
تزداد مشكلة هؤلاء الطلبة مع حجم الانتهاكات الهائل لكل من الضفة والقطاع "يبقى شعور الخوف المتبادل بيننا وبين الأهل"قال عودة.مشيرا إلى حادثة خاصة حدثت معه " في الاجتياح على مدينة نابلس ورد اسمي شهيدا في إحدى القوائم كانت بالنسبة للأهل وهم بعيدون عني بمثابة الصدمة وخاصة لأب يعاني من مرض القلب وأم كبيرة في السن، إلى أن اتصلوا بي أدركوا انه مجرد تشابه أسماء ".
ويتابع انه بالإضافة إلى عبء الدراسة والمشاكل الاقتصادية يزيد الوضع النفسي وحالة الترقب والخوف من الأعباء علينا".
"عبد العزيز" إحدى الطلاب وفي حديث إعلامي أوجز معاناته من هذه الناحية " أنا أسكن في نابلس منذ أربع سنوات وقد تعرضت عائلتي إلى التنكيل والتعذيب على أيدي جيش الاحتلال فقد هدم البيت الذي يظلهم واعتقل أحد أشقائي، وأنا مكتوف اليدين لا أستطيع الوصول إليهم ولا حتى أستطيع تقديم أدنى مساعدة ".
وتعقيبا على ذلك أكد البلوي " هناك الكثير مما تأثر تحصيلهم العلمي بسبب الكبت والحالة النفسية والضغوط، فكل ذلك بالإضافة الى المشاكل الأخرى مشكلة عدم الاستقرار ومشاكل السكنات والوضع الاقتصادي السئ للأهل في القطاع اثر على تحصيل العديد من الطلاب".
ولا يخفي البلوي دور المؤسسات التي دعمتهم في تلك المرحلة" كان هناك اهتمام واضح بنا من قبل المؤسسات الرسمية كالمحافظة والبلدية وحتى الجامعة التي تعاطفت مع وضعنا وكانت مرنة بمساعدة الطلبة الذي عادوا الى القطاع وسمحت لهم بإكمال دراستهم في جامعات القطاع في التخصصات الموجودة".
المصدر : خاص نداء القدس 23/04/2003 ، 21:30