ماجد سليمان البلوي
02-22-2011, 12:09 AM
الطائفة الإسماعيلية ..؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
الإسماعيلية ..؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فهذه بعون الله مقدمة لما سيكون عليه كلامنا عن إحدى الفرق الباطنية التي انتشرت في أغلب دول العالم وبخاصة القارة الهندية وسوريا وهي الفرقة الإسماعيلية الباطنية التي تعتبر واحدة من تلك الفرق والحركات ذات النزعات الفكرية المنحرفة والأهداف العدوانية الهدامة وتعود جذورها وما ارتبط بها من فتن إلى اليهودي الذي عرف بالتاريخ ب( عبد الله بن سبأ ) "وهو من يهود اليمن ويعرف بابن السوداء وهو الذي ادعى ألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .
وهو الذي تلبس بالإسلام ظاهرا واندس بين صفوفه وأخذ يروج لفكره اليهودي المنحرف .
وكان أول ما نادى به موالاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ثم ادعى أن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته من بعده كما ادعى برجعته .
وبهذه الدعوات والفتن مهد الطريق أمام كل من يريد الكيد للإسلام وأهله .
وكان من بين من سار على هذا الطريق واجتهد فيه دعاة الباطنية وقادتها أمثال : أبو الخطاب , ومحمد بن إسماعيل , وعبد الله بن ميمون القداح وهم المؤسسون الحقيقيون لفرقة الإسماعيلية , ثم اقتفى أثرهم وتبع نهجهم دعاة الإسماعيلية المعاصرون .
الإسماعيلية (1)
وفي الحلقة الأولى سنتكلم عن نشأة هذه الفرقة وألقابها التي اختصت بها تبعا لكل بلد وجدت فيه وإن كان أسمهم الأصلي
الذي ينطوون جميعهم تحته على اختلاف مسمياتهم هو الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق .
النشأة :
تعتبر الإسماعيلية من غلاة الشيعة ( أي الذين غلو في حق أئمتهم ) وتعتبر المعين التي تستقي منه الحركات الباطنية المعاصرة -على اختلاف مسمياتها وألقابها - أفكارها وتوجهاتها حيث اتخذت من التشيع لآل البيت ستارا لها تحاول من خلاله تحقيق مطامعها وأهدافها بغية تقويض الإسلام وهدم أركانه وتلتقي هذه الفرقة في نشأتها مع الامامية الإثنى عشرية بالقول بإمامة جعفر الصادق .
إلا أنه بعد وفاة جعفر الصادق ( 147 هجري وقيل 148 هجري ) حصل انشقاق بين الشيعة ففريق ساق الإمامة إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق فسموا الموسوية ويطلق عليهم الامامية الإثنى عشرية وآخرهم :
محمد بن الحسن العسكري الذي يعتقدون أنه دخل سرداب سامراء شمال بغداد .
وفريق ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسموا بالإسماعيلية وعند الإسماعيلية تكون الإمامة بالأعقاب أي من الأب لابنه واستدلوا بالآية : (( وجعلها كلمة باقية في عقبه ))الزخرف 28 باعتبار أن الكلمة التي وردت في الآية تعني الإمامة .
الألقاب :
لهذه الطائفة ألقاب كثيرة أشهرها ( الإسماعيلية - الباطنية ) فأما الباطنية فلقولهم بالظاهر والباطن أي أن : لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل .
ومن الألقاب( التعليمية) : لإبطالهم النظر والاستدلال والرأي والقياس اعتمادا على سلطة الإمام المعصوم التعليمية .
ومن الألقاب (السبعية) : نسبة إلى الإمام السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر ولاعتقادهم أن أدوار الإمامة سبعة .
وهذه الألقاب وغيرها منتشرة في كثير من البلدان تختلف من بلد لآخر والهدف من هذا الاختلاف في الألقاب والمسميات هو التستر لنشر هذا المذهب إلا أنه يجمعهم القول بالظاهر والباطن .
وأما عن أسمائهم حسب البلد :
ففي العراق القرامطة نسبة إلى قرمط .
وفي خراسان بالتعليمية , والملاحدة , والميمونية نسبة إلى ميمون أخي قرمط .
وفي مصر بالعبيدية نسبة إلى عبيد الله المهدي .
وفي الشام تنوعوا كالإسماعيلية النزارية , والإسماعيلية الأغاخانية , والنصيرية تفرعوا منهم
والتيامنة أيضا .
وفي الهند الإسماعيلية البهرة ( وفي اليمن المكارمة وفي نجران في المملكة العربية السعودية ) باليامية نسبة إلى قبيلة يام وفي بلاد الأكراد بالبكداشية والقزلباشية على اختلاف منازعهم وفي بلاد العجم بالبابية .
ولهم فروع إلى يومنا هذا تلبس لكل قرن لبوسه وتظهر لكل قوم بمظهر تقضي به البيئة .
وقدماؤهم يسمون عموما بالإسماعيلية باعتبار تميزهم عن باقي فرق الشيعة بهذا الاسم .
ونشرع الآن في الكلام عن جذور هذه الفرقة (الإسماعيلية ) وعلاقتهم ببعض المذاهب والديانات .
أولا : جذور الفكر الإسماعيلي :
إذا كان جذر الاعتقاد الباطني بدأ مع عبد الله بن سبأ ، فإن جذور هذه الفرقة تبدأ في شخصيتين قياديتين هما :
1 - إسماعيل بن جعفر : ويعرف بالأعور وكان أكبر أولاد جعفر الصادق وأحبهم إلى أبيه وقد توفي في حياة أبيه ودفن في البقيع سنة ( 145 - وقيل 138 هجري ) والأول أرجح .
2 - أبو الخطاب : وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي يكنى بأبي الخطاب وقد كان يقول أن لكل شيء من العبادات باطنا ، وبقي على ضلاله حتى قتله عيسى بن موسى والي الكوفة من قبل العباسيين سنة 143 .
وهما اللذين سعيا معا لتأسيس حركة تتخذ من التشيع طريقا سهلا للخروج على تعاليم الإسلام وهدم كيانه .
3- وقد كان أبو الخطاب الأسدي أستاذاً ل ( المفضل الجعفي ) الذي كان بدوره وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها فرقته النصيرية ( العلوية ) .
4- وكان أبو الخطاب الأسدي أستاذا ل ( إسماعيل بن جعفر وابنه محمد ) وزميلا مخلصا لميمون القداح وابنه وهم الذين بدورهم عملوا بشكل فعال على انطلاقة الحركة الباطنية بثوبها (الإسماعيلي)التي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية كالدروز والقرامطة .........
* و يجدر هنا أن نقف على ما أرخه ابن الأثير عن بداية التخطيط لهذه الحركة ومن كان وراءها :
"لما يئس أعداء الإسلام من استئصاله بالقوة أخذوا بوضع الأحاديث المكذوبة والتشكيك في الدين لدى ضعاف العقول ، فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب وميمون القداح وغيرهما ، فألقوا إلى من وثقوا بهم أن لكل شيء من العبادات باطنا وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ولا حرم عليهم شيئا ، وأباحوا لهم نكاح الأمهات والأخوات وإنما هذه قيود للعامة تسقط عن الخاصة ، وكانوا يظهرون التشيع لآل البيت ليستروا أمرهم ويستميلوا العامة ، فتفرق أصحابهم في البلاد وأظهروا الزهد والعبادة وتعلموا الشعبذة والنارنجيات والزور والنجوم والكيمياء . فهم يحتالون على كل قوم بما يتفق معهم ، وعلى العامة بإظهار الزهد " انتهى كلامه رحمه الله .
5- وبعض الإسماعيلية يرجعون نشأتهم إلى إسماعيل ابن إبراهيم الخليل .
وبعضهم الآخر إلى بدء الخليقة والقول بإستمراريتها مدى الحياة فهذا مصطفى غالب المعاصر يقول : "وهي باعتقادي نظرة أزلية عاشت في دم الإنسانية منذ بدء الخليقة وستبقى ما دامت الحياة ".
ومصطفى غالب وعارف تامر المعاصران الإسماعيليان يدعيان أن واضع أسس وخطط الباطنية هو الإمام جعفر الصادق وابنه إسماعيل ومثله يقول عارف تامر : بأن جعفر الصادق وابنه إسماعيل هما من المخططين لهذه الحركة اللذين وضعا بذرتها الأولى .
وكلاهما أي مصطفى وعارف قد افتريا على جعفر الصادق وهو منهم براء .
ثانيا : علاقة الإسماعيلية ببعض المذاهب والديانات:
1- علاقتهم باليهودية والنصرانية :
فأول بذرة لليهودية -كما ذكرنا- عن عبدالله بن سبأ الذي تظاهر باعتناق الإسلام فأدى دوره الخبيث بإنكار موت علي ورجوع النبي صلى الله عليه وسلم .وهذه النظرية-نظرية الرجعة- التي قالت بها الشيعة عموما والإسماعيلية خصوصا هي في الأصل( معتقد يهودي تسرب عن طريق ابن سبأ الذي قال :لعجب من يزعم أن عيسى يرجع ، ويكذب بأن محمدا يرجع ،
وقد قال الله عز وجل "إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد"الآية فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ، ثم تحول بمقولته هذه إلى علي بن أبي طالب الذي اختاره ابن سبأ ليكون قطبا لرحى أفكاره ليدور ما يدور برأسه من آراء وأفكار هدامة ).
كما نلاحظ أثرا نصرانيا في تنظيم أمور الدعوة الإسماعيلية : فرتبوا الدعاة على غرار رجال الكنيسة المسيحيين كداعي الدعاة والداعي المطلق وداعي البلاغ ...
2- علاقتهم بالفرس والمجوس :
نتيجة للمد الإسلامي وقضائه على ممالك الفرس والروم فقد حقد قادة تلك الممالك على الإسلام واستخدموا كل وسائل المكر والكيد للقضاء عليه فأثاروا الفتن والدسائس وأشاعوا العقائد المناهضة للإسلام كالتجسيم والتشبيه والحلول والتناسخ والقول بالوصية والرجعة ...
*وكان للمجوس وللوثنية تأثيرا على الفرق الباطنية عموما والإسماعيلية خصوصا حيث ذكر البغدادي : أن الذين وضعوا أساس الباطنية كانوا من أولاد المجوس ووجه الاستشهاد أن معتقد المجوس في الإله و القول بإلهين يدبران الكون هما إله النور وإله الظلمة وهذا القول يعبر عنه الإسماعيليون بالسابق والتالي فهما المدبران للكون ، فالفكر موجود وإن اختلف التعبير واللفظ .
وإلى هذا ذهب الغزالي أيضا وأشار إلى أن القضية قضية تبديل بالعبارات .
*وكان للفرس تأثيرا كبيرا على الشيعة عموما ويقول د.أبو زهرة : ومن الواضح أن أكثر أهل فارس من الشيعة وأن الشيعة الأولين كانوا من فارس .
3-علاقتهم بالفلسفة اليونانية :
كما ذكر البغدادي عندما ساق رسالة عبد الله بن الحسين إلى قائده سليمان بن الحسن الجنابي وذلك في قوله :" وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة معولنا وإنا وإياهم مجمعون على رد نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم "
ويقول الشهرستاني " إن الباطنية القديمة قد خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة وصنفوا كتبهم على هذا المنهاج " .
-كما يتضح من كتاب الينابيع للسجستاني وكتاب راحة العقل للكرماني فالأثر الفلسفي اليوناني واضح جدا رغم استخدام الإسماعيلية لبعض المصطلحات الإسلامية .
-ويذكر في مكان آخر بأن نظرية الفيض الأفلاطوني أثرت تأثيرا بالغا في العقائد الإسماعيلية ، وما نظام الأدوار النبوية التي قالوا بها إلا صورة تاريخية لنظرية الفيض الكوني التي وضحتها هذه الفلسفة .
-ويقول أحد المعاصرين الإسماعيليين وهو عارف تامر : أن الإسماعيلية مِن أَنجب التلاميذ الذين درسوا الفلسفة اليونانية دراسة واقعية وأخذوا عنها الأفكار والنظريات وطبقوها وحوروها في مجتمعهم .
الخلاصة :
من خلال هذا العرض نجد أن الإسماعيلية قد شربت وارتوت من موارد هذه الديانات والمذاهب الفكرية وبخاصة الفلسفي منها وقد يعتبر أقوى تلك المؤثرات وهي بذلك تريد اقتلاع الإسلام من جذوره ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون .
وللحديث بقية إن شاء الله .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
من هم الإسماعيلية (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثانية والتي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونواصل الحديث عنها وهي أحد فرق الروافض(الشيعة)المنتشرة في أغلب أنحاء العالم .
وكنا قد تكلمنا في الحلقة الأولى عن جذور الباطنية والإسماعيلية . ونشأة هذه الفرقة( الإسماعيلية )وألقابها التي عرفت بها .
وعلاقتهم ببعض المذاهب والديانات .
ونتكلم إن شاء الله في حلقتنا هذه عن المؤسسين (الدعاة) ومراحل تطور فرقة الإسماعيلية :
- عندما لجأ الإسماعيلية إلى إسماعيل بن جعفر ومن بعده إلى ابنه محمد بن إسماعيل وأوعزوا له بالدعوة لنفسه اضطر محمد لمغادرة المدينة المنورة إلى خوزستان ثم إلى بلاد الديلم ، ولم يسمع عنه أي شيء بعد ذلك فادعى الإسماعيلية أنه عاش في السر حاملا الدعوة التي توارثها ابناؤه من بعده وأن بعض أفراد أسرته وفدوا إلى بلاد الشام واستقروا في مدينة (سلمية) بسوريا ، وكانوا يعملون على هيئة تجار ويخفون أنفسهم ويرسلون دعاتهم إلى الأمصار للدعوة إليهم ، وعرف هذا الدور بدور الستر لاستتار الدعاة عن أنظار العباسيين المطارِدين لهم .
وذكر بعض المؤرخين أن ثمة عامل من العوامل التي ساعدت على انتشار الدعوة الإسماعيلية إبان فترة الستر ، حيث أن بعض دعاة الشيعة الإثنى عشرية ملوا انتظار إمامهم الثاني عشر الذي دخل سرداب سامراء فعملوا على تحقيق آمالهم في ظل إمام حي فاتجهوا للفرع الإسماعيلي ،
*ومن أمثال هؤلاء الدعاة ابن حوشب ويلقب بمنصور اليمن (أبو القاسم الحسن بن فرج بن حوشب)
*ومنهم ابن الفضل (علي بن الفضل الجدني) وهما اللذان نشرا الدعوة الإسماعيلية في اليمن بحماس شديد .
*وأبو عبد الله الشيعي الذي كرس جهوده لنشر الدعوة في بلاد المغرب .
*وميمون القداح الديصاني يعتبر من أخطر الشخصيات التي كانت وراء الحركة الإسماعيلية والذي ساهم في تأسيسها "حيث يعترف مصطفى غالب الإسماعيلي المعاصر بهذا فيقول : إن ميمون القداح
كان فيلسوفا وعالما من أنبغ العلماء ومن أعظم واضعي أسس الحركة الإسماعيلية وعلى يده ويد أولاده وأحفاده ازدهرت هذه الحركة في دور الستر الأول ".
- ويحدثنا المؤرخ المقريزي عن أساليب أسرة ميمون القداح في الدعوة فيقول " كان لميمون القداح ابن يسمى عبد الله وكان عالما بالشرائع والسنن والمذاهب وقد وضع سبع دعوات يتدرج بها الإنسان حتى ينحل عن الأديان كلها ويصير معطلا إباحيا لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا وكان يدعو إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق حتى اشتهر (عبدالله) وصار له دعاة فجاء إلى البصرة ففُضح أمره ففر منها إلى سلمية ب(سوريا) وولد له بها ابن سماه أحمد الذي قام من بعد موت أبيه فبعث بالحسين الأهوازي داعية إلى العراق فالتقى بها بحمدان ابن الأشعث المعروف بقرمط ودعا إلى مذهبه فأجابه وإلى قرمط هذا تنسب القرامطة .
- وإذا كان ميمون القداح وأسرته وراء هذه الدعوة فإنهم خططوا لها ورتبوا أمرها وتدرجوا بها من اليمن والبحرين وشمال إفريقيا حتى أقاموا لها دولة في مصر حملت لواء الدعوة كما سنرى .
1-الدعوة إلى المذهب في اليمن :
حاول دعاة الإسماعيلية أن يتلمسوا لدعوتهم أماكن بعيدة عن أعين العباسيين واختاروا اليمن لإمكانية تأثر أهلها بهذه الدعوة ، وخير من قام بهذه المهمة هو الحسن بن فرج بن حوشب والذي انضم إليه علي بن الفضل الجدني فقاما بالدعوة ومهدا الطريق لها.
وقد تظاهر علي بن الفضل بالزهد والتقشف وكثرة الصوم والصلاة والتعبد ليلا نهارا في بطون الأودية حتى تمكن من استجلاب قلوب الرعاع من أهل يافع فصاروا يأتونه بالطعام ولا يأكل إلا يسيرا ورفض السكنى معهم وأخيرا أجاب طلبهم بشرط أن يعاهدوه على عدم مخالفة أمره ثم بدأ بعد ذلك بالتوسع في المدن المجاورة حتى قوي عُوده وتدرج بالناس في الدعوة من مرحلة لأخرى حتى أظهر في النهاية أفكاره وعقائده الإلحادية فأعلن عقائده الكفرية وأحلَّ المحرمات وخرب الكثير من المساجد ثم ادعى النبوة وأحل لأصحابه شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات ولما احتل مدينة الجند (جنوب صنعاء) سنة 292 هجري صعد المنبر وقال أبياته المشهورة ،كما ذكرها البهاء الجندي في كتاب السلوك وهي :
خذي الدف يا هذه واضربي*** وغني هزارك ثم اطربي
تولى نبي بني هاشم *** وجاء نبي بني يعرب
أحل البنات مع الأمهات*** ومن فضله زاد حل الصبي
لكل نبي مضى شرعه*** وهذي شريعة هذا النبي
فقد حط عنا فروض الصلاة*** وحط الصيام ولم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي*** وإن صاموا فكلي واشربي
ولا تطلبي السعي عند ***الصفا ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمنعي نفسك المعزبين*** من الأقربين مع الأجنبي
فمن أين حللت للأبعدين*** وصرت محرمة على الأب
أليس الغراس لمن أسسه ***وسقاه في الزمن المجدب؟
وما الخمر إلا كماء السماء ***حلال فقدست من مذهب
- وقد بنى دارا واسعة جمع فيها من تابعه من نساء ورجال متزينين متطيبين ثم توقد الشموع بينهم ساعة ثم تطفأ ويضع كل واحد من الرجال يده على أي امرأة ويقع عليها ولو كانت من محارمه وبقي ابن الفضل يعيث فسادا حتى مات مسموما سنة 303 هجري .
2- الدعوة إلى المذهب في العراق والبحرين :
وهناك حيث رفع القرامطة شعار الدعوة إلى الإسماعيلية على يد الفرج بن عثمان القاشاني الذي أسس لأتباعه دعوة ومسلكا يسلكونه .
والذي استمال معه في دعوته حمدان ابن الأشعث الملقب بقرمط وهو الذي استلم زمام الأمور بعد القاشاني ، وبعدها عرفت الدعوة بإسمه (القرامطة) والتي اجتاحت بدورها البحرين التي كان فيه داعيتهم الحسن بن بهرام المعروف بأبي سعيد الجنابي ، حيث قاموا بإرهاب قوافل الحجيج ودخلوا مكة ؟أثناء موسم الحج وانتزعوا الحجر الأسود وأخذوه إلى عاصمتهم هجر (البحرين) بعد أن ذبحوا الألوف من الحجاج .
حيث يروى ابن كثير في هذه الحادثة :أنه عندما جلس أبو طاهر القرمطي يومها على باب الكعبة والرجال تصرع حوله يوم التروية ويقول :
أنا بالله وبالله أنا *** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
ولكن الحركة القرمطية ما لبثت أن انقلبت على الحركة الإسماعيلية ففي سلمية نقضوا البيعة وخلعوا الطاعة على الإمام الإسماعيلي واقتحموا دور الأئمة وسلبوا أموالهم وقتلوا بعض أفراد الأسرة وكان وقتها إمام الإسماعيلية عبيد الله المهدي الذي هرب مع بعض أفراد أسرته إلى الرملة فتبعه القرامطة ففر الى فسطاط مصر ثم بعد أسابيع إلى شمال أفريقية وهناك أظهر نفسه وأعلن إمامته ودعوته .
* يقول المعاصر الإسماعيلي عارف تامر عن هذه الحركة " نستطيع أن نقول ونحن مطمئنون أن القرامطة إسماعيليون لحما ودما وعقيدة " .
3- الدعوة إلى المذهب في المغرب :
بعد أن استقرت أوضاع ابن حوشب في اليمن امتد نظره الى المغرب حيث أرسل الداعي أبا سفيان والداعي الحلواني غير أنهما توفيا سريعا . فعهد ابن حوشب الى أبي عبد الله الشيعي للقيام بالدعوة الإسماعيلية في المغرب وأنه المهدي المنتظر واستطاع أن يكسب تأييد قبيلة كتامة إذ بايعه شيوخها على الدفاع عنه وعن إمامه وأن يأتمروا بأمره في دينهم ودنياهم فاستطاع بذلك أن يمهد لتأسيس الدولة الفاطمية (العبيدية) بالمغرب بعد أن أرسل في طلب عبيد الله المهدي سنة 297 هجري تقريبا .
وعبيد هذا هو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون بن القداح الديصاني ويعتبر والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية .
حيث أخرج أبو عبد الله الشيعي عبيدا هذا من أيدي العباسيين الذين كانوا قد سجنوه . فبعد إخراجه من السجن أعلن أبو عبد الله الشيعي في قبيلة كتامة أن عبيد الله إمامكم إمام الحق المهدي المنتظر .
* حيث روى ابن الأثير فقال " أن عبيد الله وأتباعه حاولوا إرغام الناس على اعتناق العقيدة الإسماعيلية فمن وافقهم أحسنوا إليه ومن أبى حبسوه ولم يؤمن معه إلا بعض الناس وقتل كثيرا ممن لا يوافقهم على قولهم " .
4- الدعوة إلى المذهب في مصر :
فبعد أن مهد عبيد الله لدعوته بالمغرب اتجه إلى مصر فأرسلوا جيوشهم بقيادة جوهر الصقلي الذي تمكن من اقتحامها سنة 358 - وقيل 363 هجري .
فبنى فيها مدينة القاهرة وجعلها عاصمة له وبنى جامع الأزهر الذي كان مركزا علميا لقيادة الدعوة الإسماعيلية .
* وقد تعاقب على الدعوة العبيدية الفاطمية الإسماعيلية عدد من الأئمة جاءوا على النحو التالي :
عبيد الله المهدي (297-322 هجري)
القائم بأمر الله أبو القاسم محمد (322 - 334 هجري)
المنصور بالله أبو الظاهر إسماعيل ( 334 - 341 هجري )
المعز لدين الله أبو تميم ( 341 - 365 هجري ) وفي عهده انتقلت الدولة الفاطمية إلى مصر 363
العزيز بالله ( 365 - 386 هجري )
الحاكم بأمر الله ( 386 - 411 هجري ) وفي عهده أعلن أحد الدعاة الإسماعيليين مذهبا جديدا انشق به عن الإسماعيلية سنة 408 حيث نادى بألوهية الحاكم بأمر الله وعرف هذا المذهب بالدرزية
الظاهر أبو الحسن علي ( 411- 427 هجري )
المستنصر بالله ( 427 - 487 هجري ) الذي بعد وفاته انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين .
وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله (إنقسام الإسماعيلية) .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
2010-06-24, 02:59 pm
من هم الإسماعيلية (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة من هذه السلسلة التي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونواصل الحديث عنها وهي أحد فرق الروافض( الشيعة )المنتشرة في أغلب أنحاء العالم .
*وسنتكلم في هذه الحلقة بإذن الله عن انقسام الإسماعيلية :
- فبعد وفاة المستنصر بالله حصل تطور عند الإسماعيلية إذ انقسمت إلى مستعلية ونزارية وكان سبب ذلك أن المستنصر بالله نص على أن تكون الإمامة من بعده لابنه نزار وذلك في حياته فلما مات المستنصر انتهز وزيره "الأفضل بن بدر الجمالي " الفرصة وأعلن إمامة أخيه الأصغر المستعلي وهو ابن لأخت الوزير ومن أثر ذلك حصلت حروب طاحنة بين الجمالي ونزار انتهت بالقبض على نزار وابنه .
أقسام الإسماعيلية :
1- الإسماعيلية المستعلية (البهرة) :
وهم إسماعيلية مصر واليمن وبعض بلاد الشام ،ويقول عنهم د.محمد كامل حسين :عندما توفي المستعلي تولى الإمامة بعده ابنه الآمر بأحكام الله وكان عمره آنذاك خمس سنوات ، وبعدها كان يقضي وقته باللهو والمجون تاركا تسيير الدولة للوزراء ، حتى قتله النزارية سنة 524 ولما لم ينجب ولدا، أوصى بالإمامة بعده لعمه الحافظ عبد المجيد المستنصر إماما مستودَعا ولكن سرعان ما دعى الحافظ لنفسه الإمامة ضاربا بالعقيدة والتقاليد عرض الحائط التي تنص أن الإمامة في الأعقاب ولكن دب فيهم الضعف إلى أن أتى بعد الحافظ من الأئمة حتى استطاع صلاح الدين أن يقوض دولتهم في مصر .
* أما في اليمن فقد رفض الصليحيين نسبة إلى :(علي بن محمد الصليحي : خليفة علي ابن الفضل) إمامة الحافظ زاعمين أن إحدى زوجات الآمر بأحكام الله المقتول كانت حاملا وولدت (الطيب) فخاف عليه أحد الدعاة فأخفاه عن الحافظ ثم أرسله إلى الملكة الحرة أروى الصليحية باليمن فكفلته وأسمت نفسها بلقب كفيلة الإمام المستور الطيب بن الآمر .
وقد انقرضت الدولة الصليحية 563 هجري ولم يكن لأتباعهم أي نشاط سياسي يذكر غير أنهم تفرغوا للتجارة في الهند ونشروا دعوتهم معتمدين على مبدأ الشيعة عموما (التقية) واعتنق مذهبهم جماعة من الهندوس وقد غلب عليهم لقب (البهرة) .
*إنقسام البهرة : في سنة 977 هجري انقسم البهرة إلى فرقتين داوودية وسليمانية ، "الداوودية : تنسب إلى داود بن عجب شاه الداعي المطلق مات عام 999 هجري ورئيسها الحالي هو محمد برهان الدين الذي خلف طاهر سيف الدين 1385 هجري ومركزه بومباي بالهند .
"السليمانية : تنسب إلى الداعي المطلق سليمان بن الحسن 1005 هجري وهؤلاء منتشرون في قبائل يام(حالياً المملكة العربية السعودية) في اليمن في جبال حراز والبعض الآخر في الهند والباكستان .
2- الإسماعيلية النزارية (الأغاخانية) :
يرجع تأسيسها إلى الحسن بن الصباح الذي كان في مصر وقت حرمان نزار بن المستنصر من الإمامة وشهد النزاع بين نزار والوزير الجمالي فانتصر لنزار وعاد إلى فارس وأخذ يدعو لإمامته وجعل من نفسه نائبا للإمام المستور واستطاع أن يستولي على قلعة آلموت جنوبي بحر قزوين وامتد سلطانه واتسع ونجح بتأسيس دولة الإسماعيلية الشرقية وعرف أنصاره بالحشاشين وقد اختار من أنصاره بعض الشباب وأطلق عليهم طبقة الفدائيين وكان يرسلهم لاغتيال أعدائه ومنهم الوزير نظام الملك زميل الحسن بن الصباح في الدراسة .
وفي سنة 855 هجري تقريبا ظهر رجل أسمه راشد الدين سنان ولقب بشيخ الجبل وكون فرعا في بلاد الشام وعرف أتباعه بالسنانية وقد حاولوا قتل صلاح الدين أكثر من مرة .
*وقد ظل النزارية بالشام بين تقدم وتأخر الى أن استسلمت آخر قلاعهم للظاهر بيبرس 672 هجري
*ولا يزال يعيش حتى اليوم طائفة إسماعيلية نزارية في سلمية ونهر الخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف .
*وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر ظهر في إيران رجل شيعي اسمه حسن علي شاه حيث قوي نفوذه وقام بالثورة ضد شاه إيران بدعم من الانجليز ولكنه فشل وقبض عليه شاه إيران وسجنه فتدخل الإنجليز وأفرجوا عنه ورحل للهند بعد أفغانستان وأقام في بومباي واعترف به الإنكليز إماما للطائفة النزارية ولقبوه بآغا خان ومنحوه السلطة المطلقة ليكون أداة للإنكليز في تحقيق مطامعهم ثم توفي 1881 م فخلفه ابنه آغا علي شاه (آغا خان الثاني ) ثم ابنه محمد الحسيني (آغا خان الثالث)الذي اشتهرت الطائفة في عهده وتوفي 1957 م ودفن في أسوان بمصر وكان قد أوصى في حياته لحفيده كريم شاه الحسيني (آغاخان الرابع) الحالي مخلا بعقيدة الإسماعيلية في الإمامة عندما صرفها عن أحد ابنائه :
صدر الدين آغا خان : عضو هيئة الإغاثة في الأمم المتحدة .
*وسنتكلم الآن إن شاء الله عن أسلوب الدعوة :
إن المؤسسين لهذا المذهب الباطني نهجوا في دعوتهم أساليب وحيل وجعلوا لها مراتب تميزت بالحيلة والمكر والدهاء معتمدين على مبدأ (التقية) عندهم .
"فكانوا سُنِّيين مع أهل السنة ويهود مع اليهود ونصارى مع النصارى ومجوساًمع المجوس" .
-ومبدأ التقية أساسي عند الشيعة عموما وعند الإسماعيلية خصوصا لذا اتخذوه شعارا لهم من قول جعفر الصادق (زعموا) "التقية ديني ودين آبائي وأجدادي ومن لا تقية له لا دين له ".
* وقد اعتمدوا في أساليبهم على إثارة الشكوك لدى العامة والعمل على زعزعة عقيدتهم كما مر معنا في رسالة عبيد الله المهدي إلى أبي سعيد الجنابي قائلا "ادع الناس بأن تتقرب إليهم بما يميلون إليه وأوهم كل واحد منهم بأنك منهم فمن آنست منه رشدا فاكشف له الغطاء وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة مُعَولنا ......"
* ولمّا كان للتصوف ومظاهر الزهد أثرها الفعال على العامة اتخذها الدعاة سترا لهم فظهروا كما
قال النشّار في نشأة الفكر الفلسفي " ظهروا في مظهر الصوفي الغارق في تأملاته " .
- وفيما يلي عرض سريع وموجز لمراتب الدعاة عند القوم ومراحل الدعوة والمهام الملقاة على عاتق الدعاة :
1- مراتب الدعاة :
فقد وضعوا للدعاة مراتب يتدرج من خلالها الداعي على النحو التالي :
1- الإمام : هو رأس الدعوة وممثل القيادة العليا .
2- الحجة (الباب) : نائب الإمام ولديه أسراره ومستودع أعماله .
3- داعي الدعاة : هو رئيس الدعاة المباشر وموزعهم ويقيم أعمالهم .
4- داعي البلاغ : هو من يبلغ الأوامر التي يرسلها داعي الدعاة إلى الأقاليم ومسؤول عن سريتها .
5- الداعي المطلق : له كافة الصلاحيات بالسفر دون أخذ رأي أحد .
6- الداعي المأذون : هو من يأخذ الميثاق على المستجيبين للدعوة .
7- الداعي المحصور : هو المسؤول عن التبليغ في منطقة محصورة ومعينة .
8- الجناح الأيمن :
9- الجناح الأيسر :
" وهذان الجناحان جزئيان ملحقان بالداعي المطلق يقدمان له الخدمات أثناء جولاته للدعوة .
10- المكاسر : وهي لمن تفقه بالدعوة والفلسفة ليكون مؤهلا للجدل مع العامة .
11- المكالب : وظيفته التجسس واستنشاق الأخبار المتعلقة بالدعوة ؟
12- المستجيب : أول مرتبة يصل إليها المنتسب حديثا للدعوة بعد أخذ الميثاق عليه .
* وقد تطور نظام الدعوة على يد الحسن الصباح النزاري بتقليص عدد الدعاة وجعل رتبة الشيخ بدل داعي الدعاة وأضاف مرتبة وهي الفداوية وترتيبها الخامس عنده وهي التي يستخدمها في الإغتيالات والغدر فداء لرئيسهم .
2- مراحل الدعوة :
" للإسماعيلية حيل ووسائل يصطادون الناس بها ابتدعوها ليسلحوا أتباعهم بها اعتقادا منهم أن كل الحيل والمراحل مشروعة لبلوغ المآرب الدنيوية وشعارهم (لاحقيقة في هذا الوجود ) ( كل أمر مباح ) .
- وهذه الحيل والمراحل هي :
1- التفرس : ومن شروطه قوة التلبيس ، ومعرفة حال المدعو ، وعدم الدعوة في مكان فيه شخص متنور ( عنده علم ) .
2- التأنيس : بعث الأمن والطمأنينة في نفوس المدعويين وتزيين مذهب الشخص في عينه ثم سؤاله عن تأويل ما يعتقد .
3- التشكيك : وهي زعزعة عقيدة المدعو ( بإلقاء الأسئلة عليه كسؤال عن معاني حروف الهجاء في أوائل السور .. وهكذا).
4- التعليق : وهي ترك المدعو متأرجحا في عقيدته متلهفا لمعرفة مذهب الداعي .
5- الربط : وهو أن يربط المدعو بأيمان مغلظة وعهود مؤكدة بأن لايفشي ما سمعه .
6- التدليس : وهو لجوء الداعي لتمويه وإغراء المدعو وتشويقه للدخول في المذهب مع بيان أن الظواهر عذاب والبواطن رحمة متأولين الآية في قوله تعالى " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " الآية . الحديد 13 .
7- التأسيس : تثبيت المعلومات والحقائق في ذهن المستجيب لتستقر عنده .
8- الخلع أو السلخ : يقصد به إقصاء المدعو عن مذهبه السنّي نهائيا .
3- مهام الدعوة :
وهي ما يجب على الدعاة العمل به في ترسيخ العقيدة الإسماعيلية والتشكيك في أي عقيدة أخرى وتتمثل تلك المهام بالتالي :
1- أن يبدأ الدعاة بمناقشة الطالب وتعليمه أن مسائل الدين شديدة التعقيد ولا يستطيعها إلا الدعاة فيأخذون على الطالب العهد بألا يذيع شيئا مما تعلمه من النظريات والشروح .
2- تعليم الطالب أن كل التفاسير والأحكام التي قال بها السابقون خاطئة باطلة والصحيحة هي التي يقول بها الأئمة الذين تلقوها عن الله .
3- وأن الأئمة هم سبعة آخرهم هو محمد ابن إسماعيل (وإليه تُنسب الدعوة الإسماعيلية) .
4- أن الأنبياء الذين تقدموا آل البيت سبعة أيضا هم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ومحمد ابن إسماعيل .
5- ثم يبدأ الدعاة في هدم العقيدة للطالب وألا يؤمن بالسنة وأن يرفض تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم .
6- وأن كل تكاليف الإسلام أكاذيب وحيل لإخضاع المجتمعات البشرية إذ لابد أن تخضع جميعها لشريعة العقل والعلم مستدلين على هذا بنظريات لأرسطو وأفلاطون ............؟ .
7- تشكيك الطالب بحقيقة النبوة والرسالة وأن الرسل الحقيقيين هم رسل العمل الذين يعنون بالشؤون الدنيوية كالنظم وغيرها .
8- إدخال الطالب إلى حظيرة الأسرار ويعلَم أن التعاليم الدينية أوهام محضة .
" هكذا يبدأ الباطنية مع من يدعونه للدخول بمذهبهم فيشككونه بمبادئ الدين وتعاليمه وينتهوا به للخروج من الدين جملة وتفصيلا" .
ويقول أحد المعاصرين الإسماعيليين وهو مصطفى غالب " إنه بفضل هذا التنظيم الدقيق إنتشرت الحركة الإسماعيلية بشكل لم تعهده أية دعوة في العالم " .
ويقول معاصر آخر وهو عارف تامر " إن الحركة في جملتها مدينة لوجودها حتى اليوم إلى تلك التنظيمات وتلك المراتب " .
فمن الملاحظ على هؤلاء القوم كما تقدم حرصهم بالمرتبة الأولى على هدم الدين جملة وتفصيلا والكيد بأهل السنة أينما كانوا مستخدمين كافة الأساليب للوصول لبغيتهم تحت الشعار الشيوعي المعروف "الغاية تبرر الوسيلة" .
وللحديث بقية وصلى الله على نبينا محمد..
تحيات/ماجد البلوي
--------------------------------------------------------------------------------
الإسماعيلية ..؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فهذه بعون الله مقدمة لما سيكون عليه كلامنا عن إحدى الفرق الباطنية التي انتشرت في أغلب دول العالم وبخاصة القارة الهندية وسوريا وهي الفرقة الإسماعيلية الباطنية التي تعتبر واحدة من تلك الفرق والحركات ذات النزعات الفكرية المنحرفة والأهداف العدوانية الهدامة وتعود جذورها وما ارتبط بها من فتن إلى اليهودي الذي عرف بالتاريخ ب( عبد الله بن سبأ ) "وهو من يهود اليمن ويعرف بابن السوداء وهو الذي ادعى ألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .
وهو الذي تلبس بالإسلام ظاهرا واندس بين صفوفه وأخذ يروج لفكره اليهودي المنحرف .
وكان أول ما نادى به موالاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ثم ادعى أن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته من بعده كما ادعى برجعته .
وبهذه الدعوات والفتن مهد الطريق أمام كل من يريد الكيد للإسلام وأهله .
وكان من بين من سار على هذا الطريق واجتهد فيه دعاة الباطنية وقادتها أمثال : أبو الخطاب , ومحمد بن إسماعيل , وعبد الله بن ميمون القداح وهم المؤسسون الحقيقيون لفرقة الإسماعيلية , ثم اقتفى أثرهم وتبع نهجهم دعاة الإسماعيلية المعاصرون .
الإسماعيلية (1)
وفي الحلقة الأولى سنتكلم عن نشأة هذه الفرقة وألقابها التي اختصت بها تبعا لكل بلد وجدت فيه وإن كان أسمهم الأصلي
الذي ينطوون جميعهم تحته على اختلاف مسمياتهم هو الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق .
النشأة :
تعتبر الإسماعيلية من غلاة الشيعة ( أي الذين غلو في حق أئمتهم ) وتعتبر المعين التي تستقي منه الحركات الباطنية المعاصرة -على اختلاف مسمياتها وألقابها - أفكارها وتوجهاتها حيث اتخذت من التشيع لآل البيت ستارا لها تحاول من خلاله تحقيق مطامعها وأهدافها بغية تقويض الإسلام وهدم أركانه وتلتقي هذه الفرقة في نشأتها مع الامامية الإثنى عشرية بالقول بإمامة جعفر الصادق .
إلا أنه بعد وفاة جعفر الصادق ( 147 هجري وقيل 148 هجري ) حصل انشقاق بين الشيعة ففريق ساق الإمامة إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق فسموا الموسوية ويطلق عليهم الامامية الإثنى عشرية وآخرهم :
محمد بن الحسن العسكري الذي يعتقدون أنه دخل سرداب سامراء شمال بغداد .
وفريق ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسموا بالإسماعيلية وعند الإسماعيلية تكون الإمامة بالأعقاب أي من الأب لابنه واستدلوا بالآية : (( وجعلها كلمة باقية في عقبه ))الزخرف 28 باعتبار أن الكلمة التي وردت في الآية تعني الإمامة .
الألقاب :
لهذه الطائفة ألقاب كثيرة أشهرها ( الإسماعيلية - الباطنية ) فأما الباطنية فلقولهم بالظاهر والباطن أي أن : لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل .
ومن الألقاب( التعليمية) : لإبطالهم النظر والاستدلال والرأي والقياس اعتمادا على سلطة الإمام المعصوم التعليمية .
ومن الألقاب (السبعية) : نسبة إلى الإمام السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر ولاعتقادهم أن أدوار الإمامة سبعة .
وهذه الألقاب وغيرها منتشرة في كثير من البلدان تختلف من بلد لآخر والهدف من هذا الاختلاف في الألقاب والمسميات هو التستر لنشر هذا المذهب إلا أنه يجمعهم القول بالظاهر والباطن .
وأما عن أسمائهم حسب البلد :
ففي العراق القرامطة نسبة إلى قرمط .
وفي خراسان بالتعليمية , والملاحدة , والميمونية نسبة إلى ميمون أخي قرمط .
وفي مصر بالعبيدية نسبة إلى عبيد الله المهدي .
وفي الشام تنوعوا كالإسماعيلية النزارية , والإسماعيلية الأغاخانية , والنصيرية تفرعوا منهم
والتيامنة أيضا .
وفي الهند الإسماعيلية البهرة ( وفي اليمن المكارمة وفي نجران في المملكة العربية السعودية ) باليامية نسبة إلى قبيلة يام وفي بلاد الأكراد بالبكداشية والقزلباشية على اختلاف منازعهم وفي بلاد العجم بالبابية .
ولهم فروع إلى يومنا هذا تلبس لكل قرن لبوسه وتظهر لكل قوم بمظهر تقضي به البيئة .
وقدماؤهم يسمون عموما بالإسماعيلية باعتبار تميزهم عن باقي فرق الشيعة بهذا الاسم .
ونشرع الآن في الكلام عن جذور هذه الفرقة (الإسماعيلية ) وعلاقتهم ببعض المذاهب والديانات .
أولا : جذور الفكر الإسماعيلي :
إذا كان جذر الاعتقاد الباطني بدأ مع عبد الله بن سبأ ، فإن جذور هذه الفرقة تبدأ في شخصيتين قياديتين هما :
1 - إسماعيل بن جعفر : ويعرف بالأعور وكان أكبر أولاد جعفر الصادق وأحبهم إلى أبيه وقد توفي في حياة أبيه ودفن في البقيع سنة ( 145 - وقيل 138 هجري ) والأول أرجح .
2 - أبو الخطاب : وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي يكنى بأبي الخطاب وقد كان يقول أن لكل شيء من العبادات باطنا ، وبقي على ضلاله حتى قتله عيسى بن موسى والي الكوفة من قبل العباسيين سنة 143 .
وهما اللذين سعيا معا لتأسيس حركة تتخذ من التشيع طريقا سهلا للخروج على تعاليم الإسلام وهدم كيانه .
3- وقد كان أبو الخطاب الأسدي أستاذاً ل ( المفضل الجعفي ) الذي كان بدوره وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها فرقته النصيرية ( العلوية ) .
4- وكان أبو الخطاب الأسدي أستاذا ل ( إسماعيل بن جعفر وابنه محمد ) وزميلا مخلصا لميمون القداح وابنه وهم الذين بدورهم عملوا بشكل فعال على انطلاقة الحركة الباطنية بثوبها (الإسماعيلي)التي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية كالدروز والقرامطة .........
* و يجدر هنا أن نقف على ما أرخه ابن الأثير عن بداية التخطيط لهذه الحركة ومن كان وراءها :
"لما يئس أعداء الإسلام من استئصاله بالقوة أخذوا بوضع الأحاديث المكذوبة والتشكيك في الدين لدى ضعاف العقول ، فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب وميمون القداح وغيرهما ، فألقوا إلى من وثقوا بهم أن لكل شيء من العبادات باطنا وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ولا حرم عليهم شيئا ، وأباحوا لهم نكاح الأمهات والأخوات وإنما هذه قيود للعامة تسقط عن الخاصة ، وكانوا يظهرون التشيع لآل البيت ليستروا أمرهم ويستميلوا العامة ، فتفرق أصحابهم في البلاد وأظهروا الزهد والعبادة وتعلموا الشعبذة والنارنجيات والزور والنجوم والكيمياء . فهم يحتالون على كل قوم بما يتفق معهم ، وعلى العامة بإظهار الزهد " انتهى كلامه رحمه الله .
5- وبعض الإسماعيلية يرجعون نشأتهم إلى إسماعيل ابن إبراهيم الخليل .
وبعضهم الآخر إلى بدء الخليقة والقول بإستمراريتها مدى الحياة فهذا مصطفى غالب المعاصر يقول : "وهي باعتقادي نظرة أزلية عاشت في دم الإنسانية منذ بدء الخليقة وستبقى ما دامت الحياة ".
ومصطفى غالب وعارف تامر المعاصران الإسماعيليان يدعيان أن واضع أسس وخطط الباطنية هو الإمام جعفر الصادق وابنه إسماعيل ومثله يقول عارف تامر : بأن جعفر الصادق وابنه إسماعيل هما من المخططين لهذه الحركة اللذين وضعا بذرتها الأولى .
وكلاهما أي مصطفى وعارف قد افتريا على جعفر الصادق وهو منهم براء .
ثانيا : علاقة الإسماعيلية ببعض المذاهب والديانات:
1- علاقتهم باليهودية والنصرانية :
فأول بذرة لليهودية -كما ذكرنا- عن عبدالله بن سبأ الذي تظاهر باعتناق الإسلام فأدى دوره الخبيث بإنكار موت علي ورجوع النبي صلى الله عليه وسلم .وهذه النظرية-نظرية الرجعة- التي قالت بها الشيعة عموما والإسماعيلية خصوصا هي في الأصل( معتقد يهودي تسرب عن طريق ابن سبأ الذي قال :لعجب من يزعم أن عيسى يرجع ، ويكذب بأن محمدا يرجع ،
وقد قال الله عز وجل "إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد"الآية فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ، ثم تحول بمقولته هذه إلى علي بن أبي طالب الذي اختاره ابن سبأ ليكون قطبا لرحى أفكاره ليدور ما يدور برأسه من آراء وأفكار هدامة ).
كما نلاحظ أثرا نصرانيا في تنظيم أمور الدعوة الإسماعيلية : فرتبوا الدعاة على غرار رجال الكنيسة المسيحيين كداعي الدعاة والداعي المطلق وداعي البلاغ ...
2- علاقتهم بالفرس والمجوس :
نتيجة للمد الإسلامي وقضائه على ممالك الفرس والروم فقد حقد قادة تلك الممالك على الإسلام واستخدموا كل وسائل المكر والكيد للقضاء عليه فأثاروا الفتن والدسائس وأشاعوا العقائد المناهضة للإسلام كالتجسيم والتشبيه والحلول والتناسخ والقول بالوصية والرجعة ...
*وكان للمجوس وللوثنية تأثيرا على الفرق الباطنية عموما والإسماعيلية خصوصا حيث ذكر البغدادي : أن الذين وضعوا أساس الباطنية كانوا من أولاد المجوس ووجه الاستشهاد أن معتقد المجوس في الإله و القول بإلهين يدبران الكون هما إله النور وإله الظلمة وهذا القول يعبر عنه الإسماعيليون بالسابق والتالي فهما المدبران للكون ، فالفكر موجود وإن اختلف التعبير واللفظ .
وإلى هذا ذهب الغزالي أيضا وأشار إلى أن القضية قضية تبديل بالعبارات .
*وكان للفرس تأثيرا كبيرا على الشيعة عموما ويقول د.أبو زهرة : ومن الواضح أن أكثر أهل فارس من الشيعة وأن الشيعة الأولين كانوا من فارس .
3-علاقتهم بالفلسفة اليونانية :
كما ذكر البغدادي عندما ساق رسالة عبد الله بن الحسين إلى قائده سليمان بن الحسن الجنابي وذلك في قوله :" وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة معولنا وإنا وإياهم مجمعون على رد نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم "
ويقول الشهرستاني " إن الباطنية القديمة قد خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة وصنفوا كتبهم على هذا المنهاج " .
-كما يتضح من كتاب الينابيع للسجستاني وكتاب راحة العقل للكرماني فالأثر الفلسفي اليوناني واضح جدا رغم استخدام الإسماعيلية لبعض المصطلحات الإسلامية .
-ويذكر في مكان آخر بأن نظرية الفيض الأفلاطوني أثرت تأثيرا بالغا في العقائد الإسماعيلية ، وما نظام الأدوار النبوية التي قالوا بها إلا صورة تاريخية لنظرية الفيض الكوني التي وضحتها هذه الفلسفة .
-ويقول أحد المعاصرين الإسماعيليين وهو عارف تامر : أن الإسماعيلية مِن أَنجب التلاميذ الذين درسوا الفلسفة اليونانية دراسة واقعية وأخذوا عنها الأفكار والنظريات وطبقوها وحوروها في مجتمعهم .
الخلاصة :
من خلال هذا العرض نجد أن الإسماعيلية قد شربت وارتوت من موارد هذه الديانات والمذاهب الفكرية وبخاصة الفلسفي منها وقد يعتبر أقوى تلك المؤثرات وهي بذلك تريد اقتلاع الإسلام من جذوره ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون .
وللحديث بقية إن شاء الله .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
من هم الإسماعيلية (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثانية والتي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونواصل الحديث عنها وهي أحد فرق الروافض(الشيعة)المنتشرة في أغلب أنحاء العالم .
وكنا قد تكلمنا في الحلقة الأولى عن جذور الباطنية والإسماعيلية . ونشأة هذه الفرقة( الإسماعيلية )وألقابها التي عرفت بها .
وعلاقتهم ببعض المذاهب والديانات .
ونتكلم إن شاء الله في حلقتنا هذه عن المؤسسين (الدعاة) ومراحل تطور فرقة الإسماعيلية :
- عندما لجأ الإسماعيلية إلى إسماعيل بن جعفر ومن بعده إلى ابنه محمد بن إسماعيل وأوعزوا له بالدعوة لنفسه اضطر محمد لمغادرة المدينة المنورة إلى خوزستان ثم إلى بلاد الديلم ، ولم يسمع عنه أي شيء بعد ذلك فادعى الإسماعيلية أنه عاش في السر حاملا الدعوة التي توارثها ابناؤه من بعده وأن بعض أفراد أسرته وفدوا إلى بلاد الشام واستقروا في مدينة (سلمية) بسوريا ، وكانوا يعملون على هيئة تجار ويخفون أنفسهم ويرسلون دعاتهم إلى الأمصار للدعوة إليهم ، وعرف هذا الدور بدور الستر لاستتار الدعاة عن أنظار العباسيين المطارِدين لهم .
وذكر بعض المؤرخين أن ثمة عامل من العوامل التي ساعدت على انتشار الدعوة الإسماعيلية إبان فترة الستر ، حيث أن بعض دعاة الشيعة الإثنى عشرية ملوا انتظار إمامهم الثاني عشر الذي دخل سرداب سامراء فعملوا على تحقيق آمالهم في ظل إمام حي فاتجهوا للفرع الإسماعيلي ،
*ومن أمثال هؤلاء الدعاة ابن حوشب ويلقب بمنصور اليمن (أبو القاسم الحسن بن فرج بن حوشب)
*ومنهم ابن الفضل (علي بن الفضل الجدني) وهما اللذان نشرا الدعوة الإسماعيلية في اليمن بحماس شديد .
*وأبو عبد الله الشيعي الذي كرس جهوده لنشر الدعوة في بلاد المغرب .
*وميمون القداح الديصاني يعتبر من أخطر الشخصيات التي كانت وراء الحركة الإسماعيلية والذي ساهم في تأسيسها "حيث يعترف مصطفى غالب الإسماعيلي المعاصر بهذا فيقول : إن ميمون القداح
كان فيلسوفا وعالما من أنبغ العلماء ومن أعظم واضعي أسس الحركة الإسماعيلية وعلى يده ويد أولاده وأحفاده ازدهرت هذه الحركة في دور الستر الأول ".
- ويحدثنا المؤرخ المقريزي عن أساليب أسرة ميمون القداح في الدعوة فيقول " كان لميمون القداح ابن يسمى عبد الله وكان عالما بالشرائع والسنن والمذاهب وقد وضع سبع دعوات يتدرج بها الإنسان حتى ينحل عن الأديان كلها ويصير معطلا إباحيا لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا وكان يدعو إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق حتى اشتهر (عبدالله) وصار له دعاة فجاء إلى البصرة ففُضح أمره ففر منها إلى سلمية ب(سوريا) وولد له بها ابن سماه أحمد الذي قام من بعد موت أبيه فبعث بالحسين الأهوازي داعية إلى العراق فالتقى بها بحمدان ابن الأشعث المعروف بقرمط ودعا إلى مذهبه فأجابه وإلى قرمط هذا تنسب القرامطة .
- وإذا كان ميمون القداح وأسرته وراء هذه الدعوة فإنهم خططوا لها ورتبوا أمرها وتدرجوا بها من اليمن والبحرين وشمال إفريقيا حتى أقاموا لها دولة في مصر حملت لواء الدعوة كما سنرى .
1-الدعوة إلى المذهب في اليمن :
حاول دعاة الإسماعيلية أن يتلمسوا لدعوتهم أماكن بعيدة عن أعين العباسيين واختاروا اليمن لإمكانية تأثر أهلها بهذه الدعوة ، وخير من قام بهذه المهمة هو الحسن بن فرج بن حوشب والذي انضم إليه علي بن الفضل الجدني فقاما بالدعوة ومهدا الطريق لها.
وقد تظاهر علي بن الفضل بالزهد والتقشف وكثرة الصوم والصلاة والتعبد ليلا نهارا في بطون الأودية حتى تمكن من استجلاب قلوب الرعاع من أهل يافع فصاروا يأتونه بالطعام ولا يأكل إلا يسيرا ورفض السكنى معهم وأخيرا أجاب طلبهم بشرط أن يعاهدوه على عدم مخالفة أمره ثم بدأ بعد ذلك بالتوسع في المدن المجاورة حتى قوي عُوده وتدرج بالناس في الدعوة من مرحلة لأخرى حتى أظهر في النهاية أفكاره وعقائده الإلحادية فأعلن عقائده الكفرية وأحلَّ المحرمات وخرب الكثير من المساجد ثم ادعى النبوة وأحل لأصحابه شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات ولما احتل مدينة الجند (جنوب صنعاء) سنة 292 هجري صعد المنبر وقال أبياته المشهورة ،كما ذكرها البهاء الجندي في كتاب السلوك وهي :
خذي الدف يا هذه واضربي*** وغني هزارك ثم اطربي
تولى نبي بني هاشم *** وجاء نبي بني يعرب
أحل البنات مع الأمهات*** ومن فضله زاد حل الصبي
لكل نبي مضى شرعه*** وهذي شريعة هذا النبي
فقد حط عنا فروض الصلاة*** وحط الصيام ولم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي*** وإن صاموا فكلي واشربي
ولا تطلبي السعي عند ***الصفا ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمنعي نفسك المعزبين*** من الأقربين مع الأجنبي
فمن أين حللت للأبعدين*** وصرت محرمة على الأب
أليس الغراس لمن أسسه ***وسقاه في الزمن المجدب؟
وما الخمر إلا كماء السماء ***حلال فقدست من مذهب
- وقد بنى دارا واسعة جمع فيها من تابعه من نساء ورجال متزينين متطيبين ثم توقد الشموع بينهم ساعة ثم تطفأ ويضع كل واحد من الرجال يده على أي امرأة ويقع عليها ولو كانت من محارمه وبقي ابن الفضل يعيث فسادا حتى مات مسموما سنة 303 هجري .
2- الدعوة إلى المذهب في العراق والبحرين :
وهناك حيث رفع القرامطة شعار الدعوة إلى الإسماعيلية على يد الفرج بن عثمان القاشاني الذي أسس لأتباعه دعوة ومسلكا يسلكونه .
والذي استمال معه في دعوته حمدان ابن الأشعث الملقب بقرمط وهو الذي استلم زمام الأمور بعد القاشاني ، وبعدها عرفت الدعوة بإسمه (القرامطة) والتي اجتاحت بدورها البحرين التي كان فيه داعيتهم الحسن بن بهرام المعروف بأبي سعيد الجنابي ، حيث قاموا بإرهاب قوافل الحجيج ودخلوا مكة ؟أثناء موسم الحج وانتزعوا الحجر الأسود وأخذوه إلى عاصمتهم هجر (البحرين) بعد أن ذبحوا الألوف من الحجاج .
حيث يروى ابن كثير في هذه الحادثة :أنه عندما جلس أبو طاهر القرمطي يومها على باب الكعبة والرجال تصرع حوله يوم التروية ويقول :
أنا بالله وبالله أنا *** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
ولكن الحركة القرمطية ما لبثت أن انقلبت على الحركة الإسماعيلية ففي سلمية نقضوا البيعة وخلعوا الطاعة على الإمام الإسماعيلي واقتحموا دور الأئمة وسلبوا أموالهم وقتلوا بعض أفراد الأسرة وكان وقتها إمام الإسماعيلية عبيد الله المهدي الذي هرب مع بعض أفراد أسرته إلى الرملة فتبعه القرامطة ففر الى فسطاط مصر ثم بعد أسابيع إلى شمال أفريقية وهناك أظهر نفسه وأعلن إمامته ودعوته .
* يقول المعاصر الإسماعيلي عارف تامر عن هذه الحركة " نستطيع أن نقول ونحن مطمئنون أن القرامطة إسماعيليون لحما ودما وعقيدة " .
3- الدعوة إلى المذهب في المغرب :
بعد أن استقرت أوضاع ابن حوشب في اليمن امتد نظره الى المغرب حيث أرسل الداعي أبا سفيان والداعي الحلواني غير أنهما توفيا سريعا . فعهد ابن حوشب الى أبي عبد الله الشيعي للقيام بالدعوة الإسماعيلية في المغرب وأنه المهدي المنتظر واستطاع أن يكسب تأييد قبيلة كتامة إذ بايعه شيوخها على الدفاع عنه وعن إمامه وأن يأتمروا بأمره في دينهم ودنياهم فاستطاع بذلك أن يمهد لتأسيس الدولة الفاطمية (العبيدية) بالمغرب بعد أن أرسل في طلب عبيد الله المهدي سنة 297 هجري تقريبا .
وعبيد هذا هو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون بن القداح الديصاني ويعتبر والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية .
حيث أخرج أبو عبد الله الشيعي عبيدا هذا من أيدي العباسيين الذين كانوا قد سجنوه . فبعد إخراجه من السجن أعلن أبو عبد الله الشيعي في قبيلة كتامة أن عبيد الله إمامكم إمام الحق المهدي المنتظر .
* حيث روى ابن الأثير فقال " أن عبيد الله وأتباعه حاولوا إرغام الناس على اعتناق العقيدة الإسماعيلية فمن وافقهم أحسنوا إليه ومن أبى حبسوه ولم يؤمن معه إلا بعض الناس وقتل كثيرا ممن لا يوافقهم على قولهم " .
4- الدعوة إلى المذهب في مصر :
فبعد أن مهد عبيد الله لدعوته بالمغرب اتجه إلى مصر فأرسلوا جيوشهم بقيادة جوهر الصقلي الذي تمكن من اقتحامها سنة 358 - وقيل 363 هجري .
فبنى فيها مدينة القاهرة وجعلها عاصمة له وبنى جامع الأزهر الذي كان مركزا علميا لقيادة الدعوة الإسماعيلية .
* وقد تعاقب على الدعوة العبيدية الفاطمية الإسماعيلية عدد من الأئمة جاءوا على النحو التالي :
عبيد الله المهدي (297-322 هجري)
القائم بأمر الله أبو القاسم محمد (322 - 334 هجري)
المنصور بالله أبو الظاهر إسماعيل ( 334 - 341 هجري )
المعز لدين الله أبو تميم ( 341 - 365 هجري ) وفي عهده انتقلت الدولة الفاطمية إلى مصر 363
العزيز بالله ( 365 - 386 هجري )
الحاكم بأمر الله ( 386 - 411 هجري ) وفي عهده أعلن أحد الدعاة الإسماعيليين مذهبا جديدا انشق به عن الإسماعيلية سنة 408 حيث نادى بألوهية الحاكم بأمر الله وعرف هذا المذهب بالدرزية
الظاهر أبو الحسن علي ( 411- 427 هجري )
المستنصر بالله ( 427 - 487 هجري ) الذي بعد وفاته انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين .
وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله (إنقسام الإسماعيلية) .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
2010-06-24, 02:59 pm
من هم الإسماعيلية (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة من هذه السلسلة التي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونواصل الحديث عنها وهي أحد فرق الروافض( الشيعة )المنتشرة في أغلب أنحاء العالم .
*وسنتكلم في هذه الحلقة بإذن الله عن انقسام الإسماعيلية :
- فبعد وفاة المستنصر بالله حصل تطور عند الإسماعيلية إذ انقسمت إلى مستعلية ونزارية وكان سبب ذلك أن المستنصر بالله نص على أن تكون الإمامة من بعده لابنه نزار وذلك في حياته فلما مات المستنصر انتهز وزيره "الأفضل بن بدر الجمالي " الفرصة وأعلن إمامة أخيه الأصغر المستعلي وهو ابن لأخت الوزير ومن أثر ذلك حصلت حروب طاحنة بين الجمالي ونزار انتهت بالقبض على نزار وابنه .
أقسام الإسماعيلية :
1- الإسماعيلية المستعلية (البهرة) :
وهم إسماعيلية مصر واليمن وبعض بلاد الشام ،ويقول عنهم د.محمد كامل حسين :عندما توفي المستعلي تولى الإمامة بعده ابنه الآمر بأحكام الله وكان عمره آنذاك خمس سنوات ، وبعدها كان يقضي وقته باللهو والمجون تاركا تسيير الدولة للوزراء ، حتى قتله النزارية سنة 524 ولما لم ينجب ولدا، أوصى بالإمامة بعده لعمه الحافظ عبد المجيد المستنصر إماما مستودَعا ولكن سرعان ما دعى الحافظ لنفسه الإمامة ضاربا بالعقيدة والتقاليد عرض الحائط التي تنص أن الإمامة في الأعقاب ولكن دب فيهم الضعف إلى أن أتى بعد الحافظ من الأئمة حتى استطاع صلاح الدين أن يقوض دولتهم في مصر .
* أما في اليمن فقد رفض الصليحيين نسبة إلى :(علي بن محمد الصليحي : خليفة علي ابن الفضل) إمامة الحافظ زاعمين أن إحدى زوجات الآمر بأحكام الله المقتول كانت حاملا وولدت (الطيب) فخاف عليه أحد الدعاة فأخفاه عن الحافظ ثم أرسله إلى الملكة الحرة أروى الصليحية باليمن فكفلته وأسمت نفسها بلقب كفيلة الإمام المستور الطيب بن الآمر .
وقد انقرضت الدولة الصليحية 563 هجري ولم يكن لأتباعهم أي نشاط سياسي يذكر غير أنهم تفرغوا للتجارة في الهند ونشروا دعوتهم معتمدين على مبدأ الشيعة عموما (التقية) واعتنق مذهبهم جماعة من الهندوس وقد غلب عليهم لقب (البهرة) .
*إنقسام البهرة : في سنة 977 هجري انقسم البهرة إلى فرقتين داوودية وسليمانية ، "الداوودية : تنسب إلى داود بن عجب شاه الداعي المطلق مات عام 999 هجري ورئيسها الحالي هو محمد برهان الدين الذي خلف طاهر سيف الدين 1385 هجري ومركزه بومباي بالهند .
"السليمانية : تنسب إلى الداعي المطلق سليمان بن الحسن 1005 هجري وهؤلاء منتشرون في قبائل يام(حالياً المملكة العربية السعودية) في اليمن في جبال حراز والبعض الآخر في الهند والباكستان .
2- الإسماعيلية النزارية (الأغاخانية) :
يرجع تأسيسها إلى الحسن بن الصباح الذي كان في مصر وقت حرمان نزار بن المستنصر من الإمامة وشهد النزاع بين نزار والوزير الجمالي فانتصر لنزار وعاد إلى فارس وأخذ يدعو لإمامته وجعل من نفسه نائبا للإمام المستور واستطاع أن يستولي على قلعة آلموت جنوبي بحر قزوين وامتد سلطانه واتسع ونجح بتأسيس دولة الإسماعيلية الشرقية وعرف أنصاره بالحشاشين وقد اختار من أنصاره بعض الشباب وأطلق عليهم طبقة الفدائيين وكان يرسلهم لاغتيال أعدائه ومنهم الوزير نظام الملك زميل الحسن بن الصباح في الدراسة .
وفي سنة 855 هجري تقريبا ظهر رجل أسمه راشد الدين سنان ولقب بشيخ الجبل وكون فرعا في بلاد الشام وعرف أتباعه بالسنانية وقد حاولوا قتل صلاح الدين أكثر من مرة .
*وقد ظل النزارية بالشام بين تقدم وتأخر الى أن استسلمت آخر قلاعهم للظاهر بيبرس 672 هجري
*ولا يزال يعيش حتى اليوم طائفة إسماعيلية نزارية في سلمية ونهر الخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف .
*وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر ظهر في إيران رجل شيعي اسمه حسن علي شاه حيث قوي نفوذه وقام بالثورة ضد شاه إيران بدعم من الانجليز ولكنه فشل وقبض عليه شاه إيران وسجنه فتدخل الإنجليز وأفرجوا عنه ورحل للهند بعد أفغانستان وأقام في بومباي واعترف به الإنكليز إماما للطائفة النزارية ولقبوه بآغا خان ومنحوه السلطة المطلقة ليكون أداة للإنكليز في تحقيق مطامعهم ثم توفي 1881 م فخلفه ابنه آغا علي شاه (آغا خان الثاني ) ثم ابنه محمد الحسيني (آغا خان الثالث)الذي اشتهرت الطائفة في عهده وتوفي 1957 م ودفن في أسوان بمصر وكان قد أوصى في حياته لحفيده كريم شاه الحسيني (آغاخان الرابع) الحالي مخلا بعقيدة الإسماعيلية في الإمامة عندما صرفها عن أحد ابنائه :
صدر الدين آغا خان : عضو هيئة الإغاثة في الأمم المتحدة .
*وسنتكلم الآن إن شاء الله عن أسلوب الدعوة :
إن المؤسسين لهذا المذهب الباطني نهجوا في دعوتهم أساليب وحيل وجعلوا لها مراتب تميزت بالحيلة والمكر والدهاء معتمدين على مبدأ (التقية) عندهم .
"فكانوا سُنِّيين مع أهل السنة ويهود مع اليهود ونصارى مع النصارى ومجوساًمع المجوس" .
-ومبدأ التقية أساسي عند الشيعة عموما وعند الإسماعيلية خصوصا لذا اتخذوه شعارا لهم من قول جعفر الصادق (زعموا) "التقية ديني ودين آبائي وأجدادي ومن لا تقية له لا دين له ".
* وقد اعتمدوا في أساليبهم على إثارة الشكوك لدى العامة والعمل على زعزعة عقيدتهم كما مر معنا في رسالة عبيد الله المهدي إلى أبي سعيد الجنابي قائلا "ادع الناس بأن تتقرب إليهم بما يميلون إليه وأوهم كل واحد منهم بأنك منهم فمن آنست منه رشدا فاكشف له الغطاء وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة مُعَولنا ......"
* ولمّا كان للتصوف ومظاهر الزهد أثرها الفعال على العامة اتخذها الدعاة سترا لهم فظهروا كما
قال النشّار في نشأة الفكر الفلسفي " ظهروا في مظهر الصوفي الغارق في تأملاته " .
- وفيما يلي عرض سريع وموجز لمراتب الدعاة عند القوم ومراحل الدعوة والمهام الملقاة على عاتق الدعاة :
1- مراتب الدعاة :
فقد وضعوا للدعاة مراتب يتدرج من خلالها الداعي على النحو التالي :
1- الإمام : هو رأس الدعوة وممثل القيادة العليا .
2- الحجة (الباب) : نائب الإمام ولديه أسراره ومستودع أعماله .
3- داعي الدعاة : هو رئيس الدعاة المباشر وموزعهم ويقيم أعمالهم .
4- داعي البلاغ : هو من يبلغ الأوامر التي يرسلها داعي الدعاة إلى الأقاليم ومسؤول عن سريتها .
5- الداعي المطلق : له كافة الصلاحيات بالسفر دون أخذ رأي أحد .
6- الداعي المأذون : هو من يأخذ الميثاق على المستجيبين للدعوة .
7- الداعي المحصور : هو المسؤول عن التبليغ في منطقة محصورة ومعينة .
8- الجناح الأيمن :
9- الجناح الأيسر :
" وهذان الجناحان جزئيان ملحقان بالداعي المطلق يقدمان له الخدمات أثناء جولاته للدعوة .
10- المكاسر : وهي لمن تفقه بالدعوة والفلسفة ليكون مؤهلا للجدل مع العامة .
11- المكالب : وظيفته التجسس واستنشاق الأخبار المتعلقة بالدعوة ؟
12- المستجيب : أول مرتبة يصل إليها المنتسب حديثا للدعوة بعد أخذ الميثاق عليه .
* وقد تطور نظام الدعوة على يد الحسن الصباح النزاري بتقليص عدد الدعاة وجعل رتبة الشيخ بدل داعي الدعاة وأضاف مرتبة وهي الفداوية وترتيبها الخامس عنده وهي التي يستخدمها في الإغتيالات والغدر فداء لرئيسهم .
2- مراحل الدعوة :
" للإسماعيلية حيل ووسائل يصطادون الناس بها ابتدعوها ليسلحوا أتباعهم بها اعتقادا منهم أن كل الحيل والمراحل مشروعة لبلوغ المآرب الدنيوية وشعارهم (لاحقيقة في هذا الوجود ) ( كل أمر مباح ) .
- وهذه الحيل والمراحل هي :
1- التفرس : ومن شروطه قوة التلبيس ، ومعرفة حال المدعو ، وعدم الدعوة في مكان فيه شخص متنور ( عنده علم ) .
2- التأنيس : بعث الأمن والطمأنينة في نفوس المدعويين وتزيين مذهب الشخص في عينه ثم سؤاله عن تأويل ما يعتقد .
3- التشكيك : وهي زعزعة عقيدة المدعو ( بإلقاء الأسئلة عليه كسؤال عن معاني حروف الهجاء في أوائل السور .. وهكذا).
4- التعليق : وهي ترك المدعو متأرجحا في عقيدته متلهفا لمعرفة مذهب الداعي .
5- الربط : وهو أن يربط المدعو بأيمان مغلظة وعهود مؤكدة بأن لايفشي ما سمعه .
6- التدليس : وهو لجوء الداعي لتمويه وإغراء المدعو وتشويقه للدخول في المذهب مع بيان أن الظواهر عذاب والبواطن رحمة متأولين الآية في قوله تعالى " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " الآية . الحديد 13 .
7- التأسيس : تثبيت المعلومات والحقائق في ذهن المستجيب لتستقر عنده .
8- الخلع أو السلخ : يقصد به إقصاء المدعو عن مذهبه السنّي نهائيا .
3- مهام الدعوة :
وهي ما يجب على الدعاة العمل به في ترسيخ العقيدة الإسماعيلية والتشكيك في أي عقيدة أخرى وتتمثل تلك المهام بالتالي :
1- أن يبدأ الدعاة بمناقشة الطالب وتعليمه أن مسائل الدين شديدة التعقيد ولا يستطيعها إلا الدعاة فيأخذون على الطالب العهد بألا يذيع شيئا مما تعلمه من النظريات والشروح .
2- تعليم الطالب أن كل التفاسير والأحكام التي قال بها السابقون خاطئة باطلة والصحيحة هي التي يقول بها الأئمة الذين تلقوها عن الله .
3- وأن الأئمة هم سبعة آخرهم هو محمد ابن إسماعيل (وإليه تُنسب الدعوة الإسماعيلية) .
4- أن الأنبياء الذين تقدموا آل البيت سبعة أيضا هم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ومحمد ابن إسماعيل .
5- ثم يبدأ الدعاة في هدم العقيدة للطالب وألا يؤمن بالسنة وأن يرفض تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم .
6- وأن كل تكاليف الإسلام أكاذيب وحيل لإخضاع المجتمعات البشرية إذ لابد أن تخضع جميعها لشريعة العقل والعلم مستدلين على هذا بنظريات لأرسطو وأفلاطون ............؟ .
7- تشكيك الطالب بحقيقة النبوة والرسالة وأن الرسل الحقيقيين هم رسل العمل الذين يعنون بالشؤون الدنيوية كالنظم وغيرها .
8- إدخال الطالب إلى حظيرة الأسرار ويعلَم أن التعاليم الدينية أوهام محضة .
" هكذا يبدأ الباطنية مع من يدعونه للدخول بمذهبهم فيشككونه بمبادئ الدين وتعاليمه وينتهوا به للخروج من الدين جملة وتفصيلا" .
ويقول أحد المعاصرين الإسماعيليين وهو مصطفى غالب " إنه بفضل هذا التنظيم الدقيق إنتشرت الحركة الإسماعيلية بشكل لم تعهده أية دعوة في العالم " .
ويقول معاصر آخر وهو عارف تامر " إن الحركة في جملتها مدينة لوجودها حتى اليوم إلى تلك التنظيمات وتلك المراتب " .
فمن الملاحظ على هؤلاء القوم كما تقدم حرصهم بالمرتبة الأولى على هدم الدين جملة وتفصيلا والكيد بأهل السنة أينما كانوا مستخدمين كافة الأساليب للوصول لبغيتهم تحت الشعار الشيوعي المعروف "الغاية تبرر الوسيلة" .
وللحديث بقية وصلى الله على نبينا محمد..
تحيات/ماجد البلوي