حماد سعد السحيمي
09-14-2005, 08:29 AM
العنوان وقعتُ في الفاحشة فهل أُسَلّمُ نفسي للقضاء؟ المجيب
سليمان بن إبراهيم الأصقه (http://www.islamtoday.net/questions/expert_question.cfm?id=468)
رئيس المحكمة العامة بمحافظة بلقرن التصنيف القضاء
التاريخ 09/08/1426هـ
السؤال
تزوج والدي من فتاة شابة كثيرة الغزل، ومنذ أن تزوجها وأنا أخاف منها، وأحاول الابتعاد عنها، وذات مرة سافر والدي، وأوصاني بأن أقضي حوائج البيتين، وفي أحد الأيام وأنا جالس معها فوجئت بمصارحتها لي بمحبتها لي، حقيقة أنا لا أعلم ما حدث لي بعد ذلك، فبدأنا بالقبلات وانتهينا بالفاحشة، ثم واقعتها أكثر من مرة، ثم أنجبت ولداً شبيها بي أظن أنه مني، رغم إنكار أمه لذلك، وعندما استيقظت من هذه الغفلة لم أصدق ما حدث وكأني أحلم، فهل لي من توبة، أم أسلم نفسي للقضاء؟ علماً أني أتعذب ليلاً ونهاراً، ولا أصدق ما جرى، خصوصاً أني كنت أكره الزنى وأنهى عنه.
الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم لقد وقعت في ذنب كبير وجريمة عظيمة وفعلة شنيعة، حين زنيت وهتكت ما حرم الله عليك, ومما زاد جريمتك حرمة وفظاعة أنك وقعت على امرأة لا تحل لك إلى الأبد، وهي زوجة أبيك، قال تعالى: "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً" [النساء:22].
ولذا فإن الصحيح أن فاعل ذلك يقتل مطلقاً، سواء كان محصناً أو غير محصن، وقد وصف الله –تعالى- هذه الجريمة في الآية بأنها فاحشة وأنها مقت، وهي البغض المقرون بالاستحقار؛ لأن فاعل ذلك في غاية الخزي والخسارة، وأنها ساء سبيلاً. فلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
ومن أعظم الذنوب وأقبحها أن يضع الرجل نطفة في فرج لا يحل له.
والله إن المرء ليخاف أن تحل بنا العقوبة العاجلة من الله تعالى بسبب هذه الأفعال البشعة، ففي الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله من أن يزني عبده أو تزني أمته" أخرجه البخاري (1044) ومسلم (901).
وحُق لك يا أخي أن تندم وتمقت نفسك وتتألم مما فعلت، والواجب عليك الآن هو التوبة النصوح من هذا الذنب العظيم، ولا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون، قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:53]. وقال تعالى: "ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً"[النساء: 110].
فالله -سبحانه وتعالى- يريد من عباده التوبة ويحب لهم ذلك ويفرح بتوبة عبده ويحبه، فبادر أخي بالتوبة النصوح المستوفية لشروطها من الندم على ما مضى، والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إليه، وليس من شرط توبتك أن تسلم نفسك للقضاء، بل استتر بستر الله تعالى وأكثر من الصالحات وابتعد عن أسباب الفتنة.
وإنها لمناسبة لبيان خطر الخلوة المحرمة وعظم الفتنة بالنساء التي ما ترك النبي –صلى الله عليه وسلم- بعده فتنة أضر منها على الرجال. أخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740) من حديث أسامة بن زيد –رضي الله عنهما- ودليل كونك لا يجب عليك أن تسلم نفسك أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما أقر عنده ماعز الأسلمي بالزنا أعرض عنه ورده، وقال له: "ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه" أربع مرات، أخرجه البخاري (5271)، ومسلم (1695) واللفظ له.
وفي رواية في الموطأ، في باب ما جاء في الرجم (2) أنه جاء لأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- قبل مجيئه للنبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الآخر زنى، فقال له أبو بكر وكذلك قال له عمر –رضي الله عنهما-: "تب إلى الله واستتر بستر الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده" وفي السنن الكبرى للبيهقي (8/330) عن ابن عمر –رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال بعد أن رجم الأسلمي: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن أَلَمَّ فليستتر بستر الله -عز وجل- فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله".
وأما ما أنجبته فليس لك ولو كان يشبهك؛ لأن المرأة زوجة لأبيك، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" أخرجه البخاري (6817)، ومسلم (1457) من حديث عائشة –رضي الله عنها- والعاهر هو الزاني ليس له إلا الرمي بالحجارة لأنه معتد وظالم"، وإذا كان ولد الزنى ينسب لأمه ولو لم تكن ذات زوج، ولا ينسب للزاني، فكيف بالمرأة التي هي فراش الزوج، فينبغي لك أن تعرض عن هذا، وتقبل على نفسك وتتوب توبةً نصوحاً. أسأل الله –تعالى- أن يعافيك ويتوب عليك، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
سليمان بن إبراهيم الأصقه (http://www.islamtoday.net/questions/expert_question.cfm?id=468)
رئيس المحكمة العامة بمحافظة بلقرن التصنيف القضاء
التاريخ 09/08/1426هـ
السؤال
تزوج والدي من فتاة شابة كثيرة الغزل، ومنذ أن تزوجها وأنا أخاف منها، وأحاول الابتعاد عنها، وذات مرة سافر والدي، وأوصاني بأن أقضي حوائج البيتين، وفي أحد الأيام وأنا جالس معها فوجئت بمصارحتها لي بمحبتها لي، حقيقة أنا لا أعلم ما حدث لي بعد ذلك، فبدأنا بالقبلات وانتهينا بالفاحشة، ثم واقعتها أكثر من مرة، ثم أنجبت ولداً شبيها بي أظن أنه مني، رغم إنكار أمه لذلك، وعندما استيقظت من هذه الغفلة لم أصدق ما حدث وكأني أحلم، فهل لي من توبة، أم أسلم نفسي للقضاء؟ علماً أني أتعذب ليلاً ونهاراً، ولا أصدق ما جرى، خصوصاً أني كنت أكره الزنى وأنهى عنه.
الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم لقد وقعت في ذنب كبير وجريمة عظيمة وفعلة شنيعة، حين زنيت وهتكت ما حرم الله عليك, ومما زاد جريمتك حرمة وفظاعة أنك وقعت على امرأة لا تحل لك إلى الأبد، وهي زوجة أبيك، قال تعالى: "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً" [النساء:22].
ولذا فإن الصحيح أن فاعل ذلك يقتل مطلقاً، سواء كان محصناً أو غير محصن، وقد وصف الله –تعالى- هذه الجريمة في الآية بأنها فاحشة وأنها مقت، وهي البغض المقرون بالاستحقار؛ لأن فاعل ذلك في غاية الخزي والخسارة، وأنها ساء سبيلاً. فلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
ومن أعظم الذنوب وأقبحها أن يضع الرجل نطفة في فرج لا يحل له.
والله إن المرء ليخاف أن تحل بنا العقوبة العاجلة من الله تعالى بسبب هذه الأفعال البشعة، ففي الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله من أن يزني عبده أو تزني أمته" أخرجه البخاري (1044) ومسلم (901).
وحُق لك يا أخي أن تندم وتمقت نفسك وتتألم مما فعلت، والواجب عليك الآن هو التوبة النصوح من هذا الذنب العظيم، ولا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون، قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:53]. وقال تعالى: "ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً"[النساء: 110].
فالله -سبحانه وتعالى- يريد من عباده التوبة ويحب لهم ذلك ويفرح بتوبة عبده ويحبه، فبادر أخي بالتوبة النصوح المستوفية لشروطها من الندم على ما مضى، والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إليه، وليس من شرط توبتك أن تسلم نفسك للقضاء، بل استتر بستر الله تعالى وأكثر من الصالحات وابتعد عن أسباب الفتنة.
وإنها لمناسبة لبيان خطر الخلوة المحرمة وعظم الفتنة بالنساء التي ما ترك النبي –صلى الله عليه وسلم- بعده فتنة أضر منها على الرجال. أخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740) من حديث أسامة بن زيد –رضي الله عنهما- ودليل كونك لا يجب عليك أن تسلم نفسك أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما أقر عنده ماعز الأسلمي بالزنا أعرض عنه ورده، وقال له: "ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه" أربع مرات، أخرجه البخاري (5271)، ومسلم (1695) واللفظ له.
وفي رواية في الموطأ، في باب ما جاء في الرجم (2) أنه جاء لأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- قبل مجيئه للنبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الآخر زنى، فقال له أبو بكر وكذلك قال له عمر –رضي الله عنهما-: "تب إلى الله واستتر بستر الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده" وفي السنن الكبرى للبيهقي (8/330) عن ابن عمر –رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال بعد أن رجم الأسلمي: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن أَلَمَّ فليستتر بستر الله -عز وجل- فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله".
وأما ما أنجبته فليس لك ولو كان يشبهك؛ لأن المرأة زوجة لأبيك، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" أخرجه البخاري (6817)، ومسلم (1457) من حديث عائشة –رضي الله عنها- والعاهر هو الزاني ليس له إلا الرمي بالحجارة لأنه معتد وظالم"، وإذا كان ولد الزنى ينسب لأمه ولو لم تكن ذات زوج، ولا ينسب للزاني، فكيف بالمرأة التي هي فراش الزوج، فينبغي لك أن تعرض عن هذا، وتقبل على نفسك وتتوب توبةً نصوحاً. أسأل الله –تعالى- أن يعافيك ويتوب عليك، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.