الـحرة
03-22-2011, 03:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني الانضمام لهذا المنتدى المبارك وأتشرف أن تكون باكورة مشاركاتي هذه القصيدة التي هي من عيون الشعر للشاعر السوداني إبراهيم علي بديوي رحمه الله
وهي والله من القصائد النادرة التي ارتقى بها كاتبها إلى حيث النقاء وحيث التوحيد الخالص
لن أتحدث كثيراً لأني لو زدت سأفسد جمالها
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** من ياطبيب بطبه أرداكا ؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا ؟
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها : من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً *** قمم السحاب فسله : من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله: من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
ستجيب ما في الكون من آياته **عجب عجاب لو ترى عيناكا
ربـي لك الحمـد العظـيم لذاتك ***حمــداً وليس لـواحد إلاكا
يـا مـدرك الأبصـار والأبصـار** لا تدرى لـه ولكنهـه إدراكا
إن لم تـكن عيني تـراك فإنني ***في كـل شيء أستبين علاكا
يا منبت الأزهـار عـاطرة الشذا ***ما خاب يوما من دعا ورجاكا
يا مجرى الأنهـار عذبة الندى ***ما خاب يوما من دعا ورجـاكا
يا أيها الإنسان مهلاً ***مـا الذي بالله جل جـلاله أغـراكا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني الانضمام لهذا المنتدى المبارك وأتشرف أن تكون باكورة مشاركاتي هذه القصيدة التي هي من عيون الشعر للشاعر السوداني إبراهيم علي بديوي رحمه الله
وهي والله من القصائد النادرة التي ارتقى بها كاتبها إلى حيث النقاء وحيث التوحيد الخالص
لن أتحدث كثيراً لأني لو زدت سأفسد جمالها
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** من ياطبيب بطبه أرداكا ؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا ؟
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها : من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً *** قمم السحاب فسله : من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله: من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
ستجيب ما في الكون من آياته **عجب عجاب لو ترى عيناكا
ربـي لك الحمـد العظـيم لذاتك ***حمــداً وليس لـواحد إلاكا
يـا مـدرك الأبصـار والأبصـار** لا تدرى لـه ولكنهـه إدراكا
إن لم تـكن عيني تـراك فإنني ***في كـل شيء أستبين علاكا
يا منبت الأزهـار عـاطرة الشذا ***ما خاب يوما من دعا ورجاكا
يا مجرى الأنهـار عذبة الندى ***ما خاب يوما من دعا ورجـاكا
يا أيها الإنسان مهلاً ***مـا الذي بالله جل جـلاله أغـراكا ؟