المؤجرون عقولهم و المؤجرات
بواسطة
, 03-28-2010 عند 12:51 PM (1855 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
و بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل الدخول للموضوع اترككم مع حادثتين سوف تقرب الصورة للموضوع بشكل أكثر /
الحادثة الأولى /
و هي أنه لما حضر الموت ابو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان النبي عليه الصلاة و السلام قد طمع في إسلامه و لكن كفار قريش و على رأسهم أبو جهل أخذوا يعيبون
على أبو طالب ما الذي تقول عنه العرب إن هو ( صبأ ) ، و قد رضخ ابو طالب لهم و لم يعلن إسلامه و خسر بذلك دنياه و دينه .
الحادثة الثانية /
مصعب بن عمير ذلك الفتى الذي كان أنعم فتى قبل أن يسلم و عندما أسلم حاولت والدته أن تؤثر عليه بشتى الطرق و أن تخرجه من دين الاسلام
فمنعته النعيم الذي كان يعيشه و حبسته
و حاولت بكل الطرق أن توجهه ليترك الاسلام ، لكنه أبى و رفض أن يجعل غيره يستأجر عقله و صبر و رفض حتى ينجو بنفسه و دينه .
.
أيه الأخوة الأفاضل ، شتان بين الحادثتين ، أما لأولى فقد سلم أبو طالب عقله لغيره يوجهه و يقوده الى حيث هلاكه في الدنيا و الآخرة .
أما الحادثة الثانية فهي لرجل ضحى بكل شيء من أجل أن ينقذ نفسه من الهلاك و لم يسلم عقله لمن يديره نيابة عنه و يوجهه الى حيث هلاكه .
كثيرة هي العقول المستأجرة في كل زمن ،و المتمعن في زماننا هذا يجد هذا الأمر جلياً واضحاً للعيان ، فالشخص الذي يسعى بالنميمة للتفريق
بين المرء و زوجه أو الأخ و أخيه فهو مؤجر لعقله إما لشخص آخر يحركه أو للشيطان يلعب به ، و الشخص الذي يسعى لتفريق جماعة متحدة
في أي كيان أو تجمع كان فهو أيضاً مؤجر عقله لمجموعة خفية من الأشخاص توجهه أيضاً لغرض تحقيق مصالحها الشخصية ضاربة عرض الحائط
بمصلحة هذا الشخص المستأجر عقله ، الذي لا يعلم أنه بفعله هذا يسيء لنفسه أولاً قبل غيره و يحقق خطط شيطانية من أناس لا هم لهم الا تحقيق مصالحهم
بأي طريقة كانت و مبدأهم الغاية تبرر الوسيلة
و الشخص الذي يروج للمخدرات فهو أيضاً مؤجر لعقله بل إنه ( ملغيه من الخدمة ) و لا يعلم أنه يهدم كيان بأسره بقضائه على شباب بعمر الزهور
هم عماد وطنه و رجال المستقبل و هو بذلك يحقق مآرب أعدائه دون علمه ، كل هذا من أجل دراهم تفنى و تنتهي مع الوقت
و الشخص الذي يرتكب الأعمال التخريبية و الارهابية أيضاً هو كسابقية ، و الشخص الذي يؤجر قلمه لغيره ينقض ثوابت دينه و قيمه
من أجل أن يشار له بالبنان بأنه الكاتب فلان و هو لا يعلم ( و قد يعلم ) أنه يخرب عقول شباب و فتيات الأمة بأفكاره المسمومة
و يحقق خطط من يحركه و يستأجر منه عقله
الأمثلة تطول لو أردنا أن نعددها
و لعلنا نتساءل عن سبب هذا التأجير للعقول و لعلي أوجز بعضها هنا و أترك لأحبتي المجال ليضيفوا عليها و يفيدونا بما لديهم من روئ /
1- قد يكون هذا الشخص على عينه غشاوة بدافع الحماس و تجد أن من استأجر عقله قد استغل هذا الحماس الذي قد يكون حماساً لتعصب عرقي أو ديني أو غيره
2- ضعف في شخصية الشخص المستأجر و يريد أن يثبت ذاته
3 - تصوره عن نفسه أنه شخص مظلوم و مهضوم و لا بد أن ينافح و يكافح من أجل استرداد حقه المهضوم
4 - الاستكبار عن الاعتراف بالحق فنجد أن هناك من ينصحه و لكنه لا ينتصح
5 - الحقد و الحسد إما على أشخاص أو على مجتمعات أو على كيان معين .
6 - الطيبة أو الثقة الزائدة بالأشخاص الذين يوجهونه
7 - عدم ادراكه للواقع الذي يعيشه و عدم تصوره لخطأ ما يقوم به و إعتقاده أن ما يقوم به صحيح
8 - حدوث مواقف معينة مع الأشخاص الذين يواجههم و قد تكون بسيطة و لكنه لا يستطيع المواجهة أو التحاور حولها فيبدأ في تضخيمها
ثم يواجه من ينفخ فيه و يصورها له كبيرة و من هنا يبدأ توجيهه و استئجار عقله لغرض تحقيق مصالح الأشخاص الموجهين له عن طريقه و عن طريق إستغلال ذلك الموقف
و قبل أن أختم أريد أبين أمر و هو أن تأجير العقل لا يعني أن يكون الانسان قفلاً لا يقبل بالنصيحة عندما يكون على خطأ و إنما ما أردت بيانه هو ذلك الشخص
الذي يرضى لنفسه أن يكون معولاً للهدم يحركه غيره و هم يوهمونه أنه على صح و عند تحقيق مآربهم و إنتهاء مهمته يتم التخلي عنه و التنكر له و نجدها جلية في أصحاب السوء
و خاصة مروجي المخدارات و غيرها و هذه واضحة جلية لكن هناك أمور لا تكون واضحة و قد لا يكون التنكر بشكل واضح أو سريع مما يسبب خداع لهذا الشخص المؤجر عقله .
لمزيد من قراءة التعليقات
http://www.bluwe.com/bluwe/showthread.php?t=53404