مشاهدة تغذيات RSS

هذه المدونة

أضاءات ضرورية

تقييم هذا المقال
أحزان بني آدم


لم يعد ثمَّة خارطة لأحزان البشر، لأنَّ أحزانهم أصبحت شأناً لا يُستدلُّ عليه بإحداثيات طبوغرافية عرفوها من قبل لقد أصبحت تلك الأحزان أكبر من خارطة وأوسع من مساحة رسمَ خطوط طولها وعرضها عالم جغرافيا الأرواح والقلوب أحزانُ البشر أصبحت متاهة للقسوة والألم، وأحجية للغياب والشوق هي تقريب للشعور بالغربة، وتفويض للعزلة والفراغ


لم يعد ثمَّة حزن متعارفٌ عليه، ولم يعد ثمَّة حزنٌ متوارث ومألوف أصبحت كلُّ أحزان البشر تفصيلاً غير مفهوم، عصياً ومبهماً، غامضاً وغريباً قاسياً مثل أيامهم، وبارداً مثل قلوبهم
الشوق مفردة تضيع في مسارب القلوب، والحنين دفتر لكتابة السري والمنسي من حياتهم

يشتهي البشر حين يشتهون الكلام عن حزن بلا سواتر، وعن حزن بلا جزاء جزاء التوبة عما ضاع منهم من خارطة الحزن حزن لم يعرفوا له خارطة سواهم هم الذين كلما رفعوا القلب مرة اشتدّت بهم الهاوية أوَلم تروا كيف بدأنا بدأناها معاً ونحن نجمع آخر ما تبقّى لنا من لاشيء لاشيء تقريباً تبقّى لنا كي نحزن عليه الآن!!!


كم يبدو الوضوح هجيناً عندما لا نرى من نحبّ! كم سيكون القرب غامضاً عندما نراه ولا نعرفه! أما الحبّ هنا فلن يكون سوى شهادة زور على قلب أدمن العمى

\

أرسل "أضاءات ضرورية" إلى Google أرسل "أضاءات ضرورية" إلى Facebook أرسل "أضاءات ضرورية" إلى Live أرسل "أضاءات ضرورية" إلى Yahoo Myweb أرسل "أضاءات ضرورية" إلى del.icio.us

التصانيف
غير مصنف

التعليقات

هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا