كلمتي في حفل تخرج ضباط قضاعة
بواسطة
, 06-20-2010 عند 05:37 PM (8691 المشاهدات)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أحمده وأشكره وأستعينه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد :
ففي البداية أهنئ إخواني الخريجين وأقول لهم ألف ألف مبروك
أود أن أتكلم عن نعمة عظيمة بما أننا في مجالها ألا وهي نعمة الأمن
أيّها الإخوة إن نعمَ الله علينا لا تُعدُّ ولا تُحصَى، ومنها نعمة الأمن إن نعمةَ الأمن جزءٌ عظيم لا يتجزّأ من الإسلام. الأمنُ من تمام الدين، ولا يتحقَّق الإسلام إلاّ بالأمن، ولا يُعمل بشعائر الدين إلا في ظلِّ الأمن، قال الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ . وبيّن الله تعالى أنَّ الصلاةَ لا تكون في تمامٍ وطمأنينة إلاّ في ظلّ الأمن، فقال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ، وقال: فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا والزكاة لا تتحقّق جبايتها إلاّ مع الأمن ووجود جماعة المسلمين وإمامهم؛ لأن نوّاب الإمام هم الذين يجبون الزكاةَ في الأموال الظاهرة، ويفرّقونها في مستحقّيها، وصيامُ رمضان لا يكون إلا برؤيةِ هلاله، والفطرُ برؤية هلال شوّال، كما قال النبي : ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)) ، وهذا يقتضي ثبوتَ الرؤيةِ عند الإمام أو نُوّابه وتبليغَ المسلمين ليصوموا وليفطروا، ولا يتحقّقَ هذا إلا باستتباب الأمن. والحجّ لا يتحقّق إلاّ مع الأمن، قال الله تعالى: فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ والحدود لا تُقام ولا يُؤخَذ على يدِ المفسدين المجرمين العابثين إلاّ مع تحقُّق الأمن؛ لأنّ ذلك يقتضي قوةَ ونفوذَ وليِّ الأمر على الجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ . دينُ المسلم مرتبِطٌ بالأمن، مصالح الناسِ الدنيويّة أساسُها الأمن، فتبادُلُ المنافع والمصالح وانتظامُ التّجارة وتوظيف الأموال واستثمارها واتّساع العمران وفشوّ الماشية وأمان الأسفار والطرق وتزايد التنمية وانبساط الآمال في الحال والاستقبال كلّ ذلك لا يكون إلاّ مع الأمن، وضدُّ ذلك كلّه لا يكون إلا مع الخوف والفوضى. وقد امتنّ الله تعالى بالأمن على أهل حَرَمه فقال: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ وإنّ هذه البلادَ قد منّ الله عليها بالأمنِ والإيمان وبنعمٍ لا تُعَدّ ولا تحصى، حتى صارت ولله الحمد مضربَ المثل في الأمن .
وصايا للخريجين :
• تقوى الله
إخواني الخريجين أوصيكم بتقوى الله في أنفسكم وفيمن تحت أيديكم لا إفراط ولا تفريط ولا ظلم ولا تجاوز
• الإخلاص
وأخلصوا لله في أداء عملكم وأنتم إن شاء الله ممن قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم
• عينان لا تمسهما النار
عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله وأنتم تحرسون في سبيل الله
• أنتم مرابطون
وإذا احتسبتوا الأجر عند الله فأنتم مرابطون ولا يخفاكم أجر المرابطين واعلموا أن حراستكم ودفاعكم عن هذه البلاد ليست كغيرها فأنتم تدافعون عن مهد الإسلام وحصنه الحصين وتدافعون عن أهل التوحيد ومقدسات المسلمين من مكة والمدينة وتحرسون الحجاج والمعتمرين ومن قتل من رجال أمننا محتسبا فهو شهيد ولا يخفاكم ما قدمه أبطالنا في الأحداث الأخيرة من شجاعة ولا بد مع الشجاعة من إيمان يقويها فالشجاعة لا تكفي وحدها أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وصلى الله وسلم على نبينا محمد