قصة استوقفتني
بواسطة
, 07-07-2010 عند 04:22 AM (4569 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
تأملوا معي هذه القصة العجيبة بين معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبيررضي الله عنهما.
كان لعبد الله بن الزبير مزرعة بمكة بجوار مزرعة معاوية وكان عمال معاوية يدخلونها فكتب ابن الزبير لمعاوية خطاباً كتب فيه ( من عبد الله بن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معاوية بن هند بنت أكلة الأكباد أن عمالك يدخلون مزرعتي فإن لم تنههم ليكونن بيني وبينك شأن والسلام)
فلما وصل الخطاب لمعاوية كتب له خطاباً ذكر فيه(من معاوية بن هند بنت أكلة الأكباد إلى ابن الزبير أبن ذات النطاقين وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا لي فسألتها لاعطيتكها ولكن إذا وصلك خطابي هذا فضُم مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فهي لك والسلام) فلما قرأها بلها بالدموع وركب من مكة إلى معاوية في الشام وقبّل رأسه وقال له لا أعدمك الله عقلاً أنزلك هذه المنزلة
سبحان الله إن أخطأ أحد الصحابة صبر الآخر عليه وعفا عنه مهما كانت الأسباب بخلاف واقع بعض المسلمين اليوم نرى السب والشتم والقطيعة والقتل وكل ذلك من أجل حطام الدنيا معاوية رضي الله عنه عندما أرسل له الزبير وكتب له يابن آكلة الأكباد لم يغضب ولم يشتم بل أرسل له وكتب له بأحب الألقاب وهو ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول فقد كان يكفيه أن يكتب إلى ابن الزبير ولكنهم عملوا بمقتضى العفو والتسامح فسبحان الله القائل ({وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فلقد دفع بالحسنى وانتهى الأمر بزوال الشحناء والبغضاء وتصافي القلوب فلله درهم نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يؤلف بينهم ويرزقنا العفو والتسامح ورفقة النبي صلى الله عليه وسلم.