مشاهدة تغذيات RSS

مدونتي

مأساة المعرفة !

تقييم هذا المقال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين

حدثني صديقي الداعية يقول : ( كان بجوار بيتنا سكن مخصص للعزاب و كنا نسمع صخب أصواتهم و ضحكاتهم المزعجة ،
و للأسف أن بعضهم لا يحافظ على الصلاة جماعة في المسجد ، ثم ذهبت – و الحديث للداعية – إليهم يوماً في زيارة أخوية
احتسبتها عند الله و معي بعض الكتيبات و الأشرطة و المطويات و جلست معهم و تجاذبت معهم الحديث ثم ناصحتهم
و تحدثت عن إزعاجهم و الأهم عن تقصير بعضهم في الصلاة جماعةً ، ثم بعد فترة قابلني أحدهم و دعاني لتناول القهوة معهم
و استجبت لهم و ساءني ما شاهدته من عبث في الكتيبات و المطويات التي أهديتهم
لقد رأيت بعضها ممزق و بعضها متسخ بفعل انسكاب الشاي و بعضها يستعمل في تقييد ( لعبة البلوت ) فقد شاهدت كلمتي ( لنا – لهم )
و تحت كل كلمة أرقام و لا يخفى على الأغلب الهدف منها ))

انتهى كلام صديقي و أحزنني ما وصل له حال بعض شبابنا في التعامل مع وسائل المعرفة و العلم
و لا أعلم أمة احترمت المعرفة و العلم إلا ووصلت إلى أقصى درجات التحضر و الرقي
و لا أعلم أمة احتقرت المعرفة و العلم إلا ووصلت إلى أقصى درجات التخلف
حال كثير من أبناء الأمة مع الكتاب أو وسائل المعرفة الحقيقية و النافعة حال مؤسف و يرثى له
أصبح القارئ من شبابنا مثاراً للسخرية
و من يقرأ بنهم أو يخصص كثير من وقته لطلب المعرفة و القراءة أصبح ينعت بـ ( الموسوس )
أصبح حال الكتاب و الذي هو الوسيلة الأساس في المعرفة مؤلم
و لا أدل من ذلك ما نراه من اهانة للكتب المدرسية عند نهاية كل فصل دراسي
و على قلة من يتلقى المعرفة ، نعاني أيضاً من سوء الاستفادة منها
حيث أن بعض مثقفينا يتجه إلى التعالي على غيره
و النظر لهم من برج عاجي ، بدلاً من أن يحتوي من لا يهتم بالمعرفة و يوجهه الوجهة الصحيحة
و قد بخاطري همجية المغول عند دخولهم عاصمة المعرفة و الثقافة في وقتها ( بغداد )
حيث أن ذلك الشعب الهمجي لم يقدر المعارف حق قدرها و رمى بها في نهر دجلة حتى أضاع على الأمم
و على نفسه فرصة الاستفادة منها و لو كان شعباً متحضراً لاستفاد منها بترجمتها إلى لغتهم
و لانتقلوا من الهمجية للتحضر ، و كلنا يعلم أن المغول الآن ليس لهم ذكر و لم يسجل لهم التاريخ أي مآثر
إلا من دخل منهم الإسلام .
.
وقفة تأمل في حالنا و حال شبابنا و حال تعاطينا مع الثقافة و المعرفة
و هل من يقرأ منا تؤثر به قراءته لتكسبه خلقاً متحضراً و سلوكاً راقيا
أم أن بعض من يتلقى المعرفة يتلقاها للحصول على شهادة ثم وظيفة ،
الوعي المكتسب بالمعرفة و العلم إذا لم تترجمه سلوكياتنا فليس وعياً
و لا أدل على ذلك بأن كثير منا يعي أنظمة المرور – مثلاً – و لكنه ما لم يترجمها سلوكاً
فإنه لا يستفيد منها .
عذراً أحبتي إن كنت قد شتتكم أو حدت عن أساس الموضوع
و حتى نعود لأساس موضوعنا بحاجة إلى أن نجلس مع أنفسنا و نتساءل هل نحن شعب مثقف حقاً ؟
هل نحن شعب متحضر ؟
الثقافة و الحضارة تكتسب بطلب المعرفة و العلم ثم التطبيق الحقيقي

دعوة للآباء و الأمهات
دعوة للمربين و المربيات
للمثقفين و المثقفات
بأن نعتني بتثقيف أبنائنا باكتساب المعرفة و الاهتمام بوسائلها
و احترام الكتاب حقاً.

أرسل "مأساة المعرفة !" إلى Google أرسل "مأساة المعرفة !" إلى Facebook أرسل "مأساة المعرفة !" إلى Live أرسل "مأساة المعرفة !" إلى Yahoo Myweb أرسل "مأساة المعرفة !" إلى del.icio.us

التصانيف
غير مصنف
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا