ما نجهله من واجبات رب الاسرة
بواسطة
, 11-19-2008 عند 09:47 PM (5188 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيمفكان ابي يتظاهر احيانا بنسيان احداث القصة ويطلب مني اكمالها أو تصحيح خطأ فيها وبذلك ينظر جميع من في المجلس الي مما يزيدني ثقة بنفسي
بحسب رأي علماء التربية والاجتماع فإن من واجبات رب الأسرة منح ابنه التقدير والاهتمام والمكانة الاجتماعية بين أهله وأقاربه وجماعته وأن يحرص مثلا على التعريف به وتقديمه في المناسبات وان يسهل اندماجه بين أفراد مجتمعه وأن يساعده للتكيف في بيئته ومحيطه وأن يوظف الأب دوره ويستفيد من مكانته في المجتمع في رفع قيمة ابناءه الاجتماعية .
لكن لو نظرنا إلى حال مجتمعنا لوجدت أن كثير من الأبناء يعانون من تجاهل آباءهم ويشكون غياب الاهتمام بهم ويفتقدون التقدير والاحترام والقبول في محيط أسرهم وبين أقربائهم ومجتمعهم حتى غدا حالهم وكأنهم في غربة وعزلة عن مجتمعهم وصعب عليهم الاندماج مع أقاربهم وعجزوا عن بناء علاقات طبيعية مع من حولهم .
وفي اعتقادي يعود ذلك إلى جهل كثير من الآباء بهذه الوظيفة المهمة وهذا الدور الخطير واقتناعهم باقتصار دورهم في إنجاب الأولاد وتكثيرهم والتفاخر بذلك دون ادني اعتبار لباقي المسؤوليات والواجبات الأخرى والتي من ضمنها منح الابن القبول والمكانة الاجتماعية في مجتمعه وتهيئته للتكيف والتفاعل المنسجم مع محيطه ولذلك لا عجب أن ترى تناقض المكانة الاجتماعية بين الآباء والأبناء ولا عجب أن ينعدم التواصل فيما بينهم وأن يندر حضورهم في مجالس الكبار والأمثلة كثيرة تشهد على هذا التناقض العجيب والحال الغريب فتجد رب الأسرة مثلا صاحب مكانة وحضور بارز في المجالس والمناسبات والحفلات ويعجبك في قوة شخصيته ويأسرك بحديثه وعلمه وفي المقابل تجد أولاده اضعف ما يكونون ثقة بأنفسهم ولا يكادون يرون في مجالس الرجال ولا يعرفهم إلا قلة من الناس وليس لهم وزن او اعتبار عند جماعتهم .
طبعا ليس كل الناس سواء فهناك كثير من الآباء الناجحين ممن يعون هذا الدور استطاعوا أن يمنحوا أبناءهم التقدير والاحترام والمكانة في أسرهم وفي بيوتهم وكذلك استطاعوا بذكائهم وحنكتهم أن يقدموا أبناءهم اجتماعيا وان يعرفوا بهم وان يبنوا لهم مكانة اجتماعية وان يوفروا لهم قبولا اجتماعيا ومن ذلك أنهم يحرصون على مدحهم والثناء عليهم أمام الناس ويحذرون من أهانتهم أو التنقيص من قدرهم ويحرصون على حضورهم مجالس الكبار وعلى التعريف بهم وتعويدهم على العادات والتقاليد التي تساعدهم على التكيف والاندماج مع مجتمعهم وقد استطلعت بعض أراء الشباب في ذلك ووقفت على قصص عظيمة وأساليب غاية في الروعة في قدرة آباءهم في القيام بهذا الدور :
يقول الشاب ممدوح العنزي ( 16 سنة ) عندما كنا ذاهبين إلى جماعتنا في إحدى الاستراحات وأنا في بداية بلوغي فوجدت جميع جماعتي هناك فسلمنا عليهم وقدمني أبي إليهم فقال هذا ابني ممدوح فرد عليه الجميع الله يطول بعمره ويوفقه في حياته العلمية والعملية ورجعنا إلى البيت وأنا في فرحة غامرة لأن جماعتي أصبحوا يعرفون من أنا ومن هو والدي .
ويقول الشاب عبدالعزيز العنزي (16 سنة ) عندما نجتمع في مجالس كبيرة و يتحدث واحد من الحضور فان الناس الذين في المجلس جميعهم ينظرون للمتحدث ويسمعون حديثة وكان أبي عندما يقول قصة أو (سالفة ) فإنه يطلب مني أكمالها وأحيانا يتظاهر بالنسيان وكنت معه بالقصة فانه يطلب مني إكمالها أو تصحيح خطأ فيها وبذلك ينظر جميع من في المجلس إلي وهذا يزيد ثقتي بنفسي.
يقول جمال البلوي ( 18 سنة ) كنت في مجلس الوالد فوقع جدل حول مسألة فقهية فسألني أبي أمام الحضور عن الحكم في المسألة فأجبته وكنت على صواب فكان في مبادرته بسؤالي دليلا ضمنيا على ثقته بعلمي وزادني تصرفه ثقة بنفسي .
ويرى مبارك الغامدي (19 سنة ) أن دور الأب يتجلى في حرصه على تعليمه منذ الصغر حتى ينال أعلى الشهادات وبهذا يحظى بمكانة اجتماعية في كبره .
وأما محمد العطوي ( 18 ) فيرى أن المكانة الاجتماعية تكون أولا بمنحه التقدير والاحترام والمكانة في بيته أولا ومن ثم المكانة والتقدير بين جماعته .
سأتوقف هنا وانتظر أن تضيف إلى الموضوع الكثير وأسألك من واقع تجربتك ومشاهداتك هل ترى اهمية لهذا الدور ؟ وكيف يمكن للأب أن يؤديه ؟ اذكر لنا قصصا أو مواقف من تجارب الآباء في تقديم أبناءهم وتعريفهم بجماعتهم ومنحهم المكانة الاجتماعية .