اسرار الابداع 2
بواسطة
, 12-31-2010 عند 03:52 AM (863 المشاهدات)
- الأخت سحر الناجي ..كوني ابحث في "سر الإبداع" منذ مدة طويلة ولي نظرية تفسر الطاقة الإبداعية اسمحي لي بهذه المداخلة للتعليق على بعض ما ورد في هذه المقالة الفذة التي فيها محاولة لشرح أهم سمة إنسانية.
تقولين " قمة النبوغ في هذا الأوان المتشدق بمثالية الحضارة العصرية , هي أن تتولد لديك حاسة ذات مسار متشعب لاستجلاء الغموض ولدلق مكنوناتك الرؤوية بعد قولبتها بمفهومك الشخصي ..".
- في الواقع إن المسئول عن النبوغ هو وجود طاقة استثنائية في الدماغ تستثمر بصورة ايجابية ، وهناك الكثير من المسببات لنشاط الدماغ الاستثنائي، ولكن يقع على رأس هذه المسببات وأهمها فجيعة اليتم والتي تؤدي الى نشاط في اعلى حالاته.
- فجعية اليتم تلك تظل تؤثر عبر الفترة الزمنية التي تمتد من ما قبل الولادة حيث يكون التأثير في قمته... والى سن اكتمال النمو الجسدي والعقلي ويكون التأثير في ادنى حد ...وهو حسب تقسيمات علم النفس سن الحادي والعشرين.
- فدماغ الإنسان الذي يمر بتجربة فقدان احد الوالدين من خلال اليتم يظل يتأثر إلى أن يتوقف النمو.
- إذا إن هذه (الحاسة) التي تتحدثين عنها تتولد كنتيجة لحالة اليتم عندما تكون في اعلى حالاتها ...وهي التي تؤدي إلى نشاط الدماغ الاستثنائي، وهذا ما يمكن الشخص من دلق مكنونات النفس والرؤيا بعد قولبتها بصورة غير واعية وبقوة العقل الباطن لتخرج مميزه عن رؤيا الآخرين.
- والذي يشكل الفرق في مستوى الفطنة والذكاء والتميز والقدرة على الإبداع هي مجموع العوامل المؤثرة على الدماغ وأعظمها تأثيرا اليتم...وهذا أيضا المسئول عن تولد الحاسة ويجعلها متشعبة عند البعض واقل تشعبا عن آخرين.
وتقولين " ومنتهى العطاء أن تكون قدراتك الإبداعية - أيآ كان منبعها - موهوبة من قبل ذاتك إلى شعبة فنية وأدبية أو تخصص بعينه ما تخدم من انسيابه عقل البشرية ".
- ظني في هذا المجال أن طبيعة المخرجات الإبداعية يحددها أيضا مجموعة العوامل المؤثرة في الدماغ وكأن كثافة اليتم تؤدي إلى تولد طاقة مهولة فتقوم على فتح حجرات المعرفة في الدماغ...فنجد من يمر في تجربة اليتم مبكرا متعدد المواهب وغالبا ما تكون إبداعاته متنوعة في عدة مجالات..والذي يؤثر على المجال الإبداعي بالإضافة إلى كثافة الطاقة المتولدة في الدماغ هو أحيانا الصدفة وأحيانا التعليم وأحيانا القدوة وأحيانا البيئة.
- ومهما بذل الشخص من جهد ليبدع او يتخصص في مجال ( مثلا كتابة الشعر ) لن ينجح إذا لم تتوفر لدية الطاقة الذهنية المناسبة لمثل هذه الغاية...
- وقد تندهشين حينما تعرفين أن كثيرا من الشعراء الرومنسين هم أيتام الأم في السنوات المبكرة من العمر...وكأن موت الأم يحرك نوع معين من العاطفة والطاقة وبحيث يصبح يتيم الأم اقدر على قول الشعر المرهف....بينما يكون يتيم الاب في السنوات المبكرة فيلسوفا مفكرا.
- وعندما يقع الموت ( موت الاب ) في سن المراهقة تتحول الطاقة الى ابداع في مجال القيادة وامثال ذلك كثير ( لينين، هتلر، نابليون ، ستالين، جورج واشسنطن ، جفرسون ، قيصر ، الاسكندر) وهم من بين افراد الأيتام في عينة الخالدون المائة ..