إلى أين تسير الثورات العربية
بواسطة
, 04-04-2011 عند 05:00 PM (2356 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم
وثارت الشعوب العربية على حكامها ولكن لا نعلم إلى أين تسير بهم هذه الموجه العاتية من المظاهرات والاعتصامات.. هل تسير إلى الأفضل كما يدعي منظموها والمنضرين لها أم تسير في البسطاء من الشعوب نحو الهاوية وتعيدهم إلى الوراء أزمنة عديدة ويضفر بقيادة هذه الشعوب بعد التغيير أشخاص مطرودون من قبل الحكام الحاليين..؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة؟
فنحن مازلنا نسمع (بثورة الشباب) هنا وهناك ونجد من يحضرون أنفسهم للقيادة من الأشخاص الذين افنوا حياتهم تحت إمرة القادة وانقلبوا عليهم أثناء الثورة أو منهم هربوا من ديارهم وارتموا بأحضان الغرب واستغلوا هذه الفرصة لينفضوا غبار السنين لكي يتبوئوا منصباً رفيعاً (معتقدين بأن الفرصة لا تأتي مرتين ) هؤلا يدعون المثالية والديمقراطية والنزاهة وهم بعيدون كل البعد عنها فمثل هؤلاء الذين يؤججون الشارع العربي بتصريحاتهم وبإعلامهم المأجور لايبحثون عن مصلحة الشعوب وإستقرارها ولكن يبحثون عن مصالحهم الشخصية وتفرقة الصف العربي وإضعافه فهؤلاء يمدون لك أياديهم من فوق الطاولة لإنقاذهم فقط . وأياديهم ممدوه لأعداء الأمة من تحت الطاولة. بل يجرون الوطن العربي نحو الفوضى وتمزيق أوصاله إلى دويلات طائفية وإضعافه إجتماعياً واقتصادياً، ويسعون إلى المزيد من الكبت والفقر ومصادرة الحريات التي هم ينادون بها الآن كالإصلاحات ومحاربة الفساد ولكنهم إن وصلوا للسلطة سوف يكونوا من أعتى الجلادين والفاسدين وسيكون الخاسر الوحيد المواطن العادي الذي خرج للشارع إستجابة لندائهم وإنقلب على حاكمه الذي تعايش مع حكمه ثلاثين وأربعين عاما ولم يئن من ظلم هذا الحاكم بل كان بالأمس يهتف بحياته وبعدله ولكن يبدوا إننا نحن العرب نهوى التقليد الأعمى، فعندما ظلم البوعزيزي واحرق نفسه رحمة الله عليه وثار الشارع التونسي لنصرته وحصل ماحصل شاهدنا بعدها بأيام في أغلب البلدان العربية شباب يحرقون أنفسهم تقليداً للبوعزيزي وعندما لم يجدون صدى لتلك التصرفات بدأت الأيادي الخفية لشحذ همم الشباب بأن يتجهون للشارع ليطالبوا بالتغيير وأصبحت المظاهرات كالمسلسلات الدرامية هذا يسلم وذاك يستلم ولا نعلم إلى أين يسيرون في وطننا العربي.. فنحن نتألم بما يحدث في كل شبر من تراب وطننا العربي عندما نشاهد على شاشات التلفزة صور الفوضى والسلب والقتل في هذه البلدان الثائرة، ونعلم علم اليقين أن هذا يخدم أعداء امتنا الإسلامية والعربية ويصب في مصالحهم، فتجد أن بعض الدول الغربية تبيع السلاح على النظام الحاكم وعلى الشعب في نفس الوقت لكي يتقاتلوا ويستمر القتال ويستمر استنزاف مقدرات الوطن والشعب العربي بأكمله كما هوحاصل في ليبيا الآن، هذا بخلاف التدمير للبنى التحتية وما يلحق بها من أضرار خطيرة تؤخر تطور تلك البلدان لعقود من الزمن وسيدفع ضريبتها أبناء العرب وأجيالهم في المستقبل،
وكادت أن تهب رياح تلك الثورات المغرضة إلى وطننا الغالي من بعض الشرذمة والعملاء الذين دعوا إلى المظاهرات والفوضى في بلادنا ولكن شعبنا الوفي لقيادته ولوطنه والمتمسك بعقيدته الإسلامية السمحة صفعهم وخذلهم في اليوم المحدد مثبتاً أن هذا الشعب الكريم لا تنطلي عليه هذه الألاعيب والدسائس المغرضة التي يسعى لها من يخدمون مصالح بعض الدول الحاقدة والحاسدة على هذا البلد المبارك بلد الحرمين الشريفين حفظه الله من كل مكروه وأدام عليه أمنه وأمانه ورخائه واستقراره وان يحفظ قادته ورجاله الأوفياء ويجعلهم حصناً منيعاً بوجه المغرضين والمفسدين أعداء الوطن والدين. وهذا الوفاء المتبادل بين شعبنا وقيادته ليس له مثيل وهو مفخرة لنا أمام الأمم وإنا على ذلك لمحسودون.
نسأل الله أن يعيد الأمن والاستقرار لوطننا العربي الكبير ويحفظه من كل سوء ومكروه.
اخوكم
ابو عبدالله
28\4\1432 هــ